الثلاثاء، 6 فبراير 2018

الأحاديث الصحيحة 1عمرو العدوي



1- كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، وَسُئِلَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللَّهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ، قَالَ: فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا» يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ رواه أحمد (6645) والحاكم [8301] والطبراني في الكبير (166) من طريق يَحْيَى بْن أَيُّوب، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، به وأبو قبيل - اسمه حيي بن هانىء المعافري – ثقه وهو ليس من رجال الشيخين ولا أحدهما
قال عبد الغني المقدسي في " كتاب العلم (2 / 30 / 1) حديث حسن الإسناد اهـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/219) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي قَبِيلٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ اهـ وصححه أحمد شاكر وقال حسين سليم أسد إسناده قوي وقال الألباني في الصحيحة (1/33) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالا اهـ قلت : بل هو حديث حسن فيحيى بن أيوب فيه اختلاف والراجح أن حديثه حسن كما قال ابن حجر في التقريب صدوق ربما أخطأ ورواه الحاكم (8301) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ به وقال : «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ» ووافقه الذهبي وهو من أوهامهما قلت : فيه هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ قال الذهبي نفسه في السير (13/ 270) : وَمَا هُوَ بذَاكَ المُجَوِّدُ وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ اهـ
 (2) عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ فِي نُبُوَّةٍ وَرَحْمَةٍ، وَسَتَكُونُ خِلَافَةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا عَضُوضًا، يَشْرَبُونَ الْخُمُورَ، وَيَلْبِسُونَ الْحَرِيرَ، وَفِي ذَلِكَ يُنْصَرُونَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ» حديث صحيح بشواهده قال ابن كثير في البداية والنهاية [8/20] إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ وقال البوصيري في إتحاف الخيرة [5/21]حَدِيثٌ حَسَنٌ اهـ وحسنه لغيره الحافظ ابن حجر كما في المطالب [9/574] والشيخ نبيل سعد الدين سَليم جَرَّارفي الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء [3/262] رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ كما في إتحاف الخيرة [5/20] والطبراني في الأوسط [6581] من طريق  زَيْد بْن الْحُبَابِ، ثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ، حَدَّثَنِي مُهَنَّدُ الْقَيْسِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانَ قَالَ: به قلت : حديث صحيح  زَيْد وثقه ابن معين وغيره انظر تهذيب الكمال وهو من رجال مسلم والعلاء وثقه أبو زرعه وغيره انظر الجرح والتعديل [1992] ومهند وثقه العلاء بن المنهال والعجلي كما في الثقات [1648] وابن حبان في الثقات [11262] وقيس قال عنه ابن حجر في التقريب : ثقة رمى بالإرجاء اهـ وهو من رجال الشيخين 0
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [8960]رِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ ورواه نعيم بن حماد في الفتن [234] حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به وابن لهيعة حسن الحديث إذا روى عنه ابن وهب كما سيأتي, وسعيد لم يسمع من حذيفة سعيد مات سنة بعد 130 هـ و قيل قبلها و قيل 149 هـ وحذيفة مات سنة  36 هـ ورواه الطيالسي [225] وأبو يعلى في مسنده [873] والطبراني في الكبير [367] والبيهقي في شعب الإيمان [5228] من طريق عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  به وزادوا وَكَائِنًا عَنْوَةً وَجَبْرِيَّةً وَفَسَادًا فِي الْأَرْضِ يَسْتَحِلُّونَ الْفُرُوجَ قال الهيثمي في المجمع [8962] وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَلَكِنَّهُ مُدَلِّسٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ اهـ قلت : بل الليث ضعيف ضعفه أكثر أهل العلم كما في تهذيب الكمال قال الألباني في الضعيفة [7/ 56]وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات غير ليث - وهو ابن أبي سليم - وهو ضعيف مختلط اهـ وقال حسين سليم أسد : إسناده ضعيف ورواه الدارمي [2146] أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ دِينِكُمْ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ مُلْكٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ مُلْكٌ أَعْفَرُ، ثُمَّ مُلْكٌ وَجَبَرُوتٌ يُسْتَحَلُّ فِيهَا الْخَمْرُ وَالْحَرِيرُ» قَالَ أَبُو مُحَمَّد: " سُئِلَ عَنْ أَعْفَرَ فقال: يُشَبِّهُهُ بالتُّرَابِ ولَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ قلت : مكحول الشامي قليل التدليس كثير الإرسال كما بينت في كتابي مراتب المدلسين قال العلائي في جامع التحصيل [1/285] وروى عن أبي ثعلبة الخشني وهو معاصر له بالسن والبلد فيحتمل أن يكون أرسل كعادته وهو يدلس أيضا كما تقدم اهـ قال حسين سليم أسد : إسناده منقطع اهـ
[3] عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلًا يَكُفُّ حَدِيثَهُ، فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، فَقَالَ: يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْأُمَرَاءِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ، فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ» ثُمَّ سَكَتَ ، قَالَ حَبِيبٌ: " فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي صَحَابَتِهِ، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ أُذَكِّرُهُ إِيَّاهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، يَعْنِي عُمَرَ، بَعْدَ الْمُلْكِ الْعَاضِّ وَالْجَبْرِيَّةِ، فَأُدْخِلَ كِتَابِي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسُرَّ بِهِ وَأَعْجَبَهُ  رواه أحمد (18406) والطيالسى (439) ، والبيهقي في دلائل النبوة [6/491] من طريق دَاوُد بْن إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيّ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، به قلت : حديث حسن قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/4) فأما: - داود بن إبراهيم الواسطي.عن حبيب بن سالم فوثقه الطيالسي، وحدث عنه. اهـ وأما حبيب بن سالم ففيه اختلاف والراجح أنه حسن الحديث كما قال ابن حجر في التقريب لا بأس به وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8960) رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي تَرْجَمَةِ النُّعْمَانِ، وَالْبَزَّارُ أَتَمُّ مِنْهُ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِبَعْضِهِ فِي الْأَوْسَطِ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ وقال الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب (17 / 2) هذا حديث صحيح اهـ وحسنه الألباني في الصحيحة (5) والأرنؤوط في تحقيقه مسند أحمد وغيره
 [4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلَانُ» رواه الطبراني في الكبير [11138] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به حديث حسن رجاله ثقات غير ابن شهاب قال ابن حجر في التقريب (7018) : صدوق من السادسة خ م س اهـ وفطر بن خليفة قال ابن حجر في التقريب : صدوق اهـ قال الهيثمي في مجمع الزوائد [8964] : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ وقال الألباني في الصحيحة [3270] : وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات؛ غير سعيد بن حفص النفيلي، ففيه كلام يسير، وقد وثقه ابن حبان (8/268) ، وأخرج له في "صحيحه "ثلاثة أحاديث، والذهبي، والعسقلاني فقال: "صدوق تغير في آخر عمره ".وأبو شهاب: هو موسى بن نافع الخياط، ووقع في الأصل: (ابن شهاب) ! والتصحيح من المخطوطة (3/ 111/ 1) وكتب الرجال اهـ قلت بل : سعيد بن حفص ثقة خرج ابن حبان حديثه في صحيحه وقال مسلمة في كتاب «الصلة»: حراني ثقة روى عنه بقي بن مخلد وقال : لم أرو إلا عن ثقة انظر إكمال تهذيب الكمال (5/ 277) وقال الذهبي في الكاشف (1867) : ثقة اهـ قلت قول ابن حجر : تغير في آخر عمره اهـ أخذها من أبي عروبة فقال أبو عروبة الحراني كان قد كبر ولزم البيت وتغير في آخر عمره انظر التهذيب (4/ 17) وهذا لا يفيد أنه حدث في حال تغيره ، بل يفيد على أنه لزم بيته لما حدث في حال تغيره 0
[5] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، قَالَ: «غُفْرَانَكَ». رواه أحمد (25220) والبخاري في "الأدب المفرد" (693)  وأبو داود (30) والترمذي [7] والنسائي في الكبرى [9824] وابن ماجه (300) والدارمي [707] وابن خزيمة [90] وابن حبان [1444] والحاكم [562] والبيهقي في الصغرى [73] والكبرى [461] من طريق عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:  به  قلت : حديث صحيح يوسف بن أبي بردة -وإن لم يروِ عنه غيرُ اثنين- قال ابن حجر مقبول يعني عند المتابعة قلت : بل هو ثقه  وثَّقه ابن حبان والعجلي والحاكم والذهبي، وصحح حديثَه هذا أبو حاتم –الرازي وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكمُ، وابن الجارود والنووي والذهبي وحسنه الترمذي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين قال الحاكم : «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، فَإِنَّ يُوسُفَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ مِنْ ثِقَاتِ آلِ أَبِي مُوسَى وَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا يَطْعُنُ فِيهِ، وَقَدْ ذَكَرَ سَمَاعَ أَبِيهِ مِنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا» قال الذهبي في التلخيص : صحيح ويوسف ثقة اهـ  وقال الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام [99]": وصححه أبو حاتم اهـ قلت : تصحيح إمام معتبر مثل أبي حاتم لإسناد هذا الحديث يعد توثيق  ليوسف بن أبي بردة وأي فرق بين أَن يقول: هو ثقة. أَو يصحح له حديثا تفرد به وأبو حاتم متشدد في الجرح والتعديل كما هو معروف قال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل [172] عن المتشدد إذا وثق راوي قال : إذا وثق شخصا فعض على قوله بناجذيك وتمسك بتوثيقه اهـ وقلت : تصحيح أبو حاتم  له يعتبر توثيقا له وأيضا صحح له غيره كما سبق قال الذهبي في الموقظة [1/78] الثقة: مَن وثَّقَه كثيرٌ، ولم يُضعَّف. ودُونَه: مَن لم يُوَثَّق ولا ضُعِّف. فإن خُرِّج حديثُ هذا في "الصحيحين"، فهو مُوَثَّق بذلك. وإن صَحَّح له مثلُ ابنِ خزيمة، فجيِّدٌ أيضاً. وإن صَحَّحَ له كالدارقطنيِّ : حُسْنُ حديثه. اهـ وصححه النووي في "المجموع" [2/75] وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 215): "هذا حديث حسن صحيح اهـ وحسنه السخاوي في "فتح المغيث" (1/ 188) وصححه العلامة أحمد شاكر في "سنن الترمذي" (1/ 12)، والعلامة الألباني وحسنه شعيب وعبد القادر الأرنؤوط وقال حسين سليم أسد : إسناده صحيح وقال سليم عيد : إسناده صحيح اهـ وضعفه الأعظمي 0
وزاد البيهقى في الكبرى (465) فى رواية {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} قال الألباني رحمه الله في الإرواء [1/91] ولكنه بين أنها باطلة
(6) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ» حديث صحيح بطرقه وَصَحَّحَهُ ابْنُ الْقَطَّانِ  وصححه الطبري في "مسند ابن عمر" (1/108) ، وابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (29/30) قال الشوكاني في نيل الأوطار (5/245) : له طرق يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا اهـ وقواه ابن كثير وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" (11) وهو حديث صحيح لمجموع طرقه اهـ وصححه عبد القادر الأرنؤوط هذا الحديث يروى من حديث عبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله فأما حديث ابن عمر فله أربع طرق الأولى: رواه أبو داود (3462) والبزار في مسنده كما في البحر الزخار (5887) والطبراني في الشاميين (2417) والبيهقي في " السنن الكبرى (10703) وأبو نعيم في الحلية [5/208] من طريق إِسْحَاق أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ، أَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فذكره إسناده ضعيف إسحاق قال ابن حجر في التقريب : فيه ضعف قال في نصب الراية (4/17) قَالَ الْبَزَّارُ: وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا هُوَ عِنْدِي إسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، انْتَهَى. قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ فِي كِتَابِهِ: وَهَذَا وَهْمٌ مِنْ البزار، وإنما اسْمُ هَذَا الرَّجُلِ إسْحَاقُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِيُّ، يَرْوِي عَنْ عَطَاءٍ، رَوَى عَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَهُوَ يَرْوِي عَنْهُ هَذَا الْخَبَرَ، وَبِهَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَلَيْسَ هَذَا بِإِسْحَاقِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، ذَاكَ مَدِينِيٌّ، وَيُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ، وَهَذَا خُرَاسَانِيٌّ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَيَّهُمَا كَانَ فَالْحَدِيثُ مِنْ أَجْلِهِ لَا يَصِحُّ، وَلَكِنْ لِلْحَدِيثِ طَرِيقٌ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا اهـ قال المنذري في مختصر سنن أبي داود [2/475] في إسناده: إسحاق بن أسيد، أبو عبد الرحمن الخراساني، نزيل مصر، لا يحتج بحديثه ، وفيه أيضًا: عطاء الخراساني، وفيه مقال اهـ قلت : عطاء وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم انظر تهذيب الكمال
وتابعه  فَضالَة بْن حُصَين عن أيوب عن نافع به.
رواه ابن شاهين في جزء من " الأفراد " (1 / 1) كما في الصحيحة (7) والعسكري في تصحيفات المحدثين (191) وقال" تفرد به فضالة قلت : إسناده ضعيف فيه فضالة "قال أبو حاتم الرازي: مضطرب الحديث وقال ابن حبان في الثقات: كان راويا لمحمد بن عمرو وَقال البُخاري في التاريخ الكبير: مضطرب الحديث وقال السَّاجِي: صدوق فيه ضعف وعنده مناكير. وذكره العقيلي والدولابي، وَابن الجارود، وَغيرهم في الضعفاء وقال أبو نعيم: روى المناكير لا شيء انظر لسان الميزان (6/330)
الثانية: عن أبي بكر بن عياش  عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به رواه أحمد (4825) والطبراني في " الكبير " (13583). والبيهقي في "الشعب " (4224) قلت : إسناده حسن أبو بكر بن عياش حسن مختلف فيه أقل أحواله أن يكون حسنا قال القطان في بيان الوهم والإيهام (5/ 296) وَهَذَا الْإِسْنَاد كل رِجَاله ثِقَات اهـ وقال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى [6/45] وَهَذَانِ إسْنَادَانِ حَسَنَانِ، أَحَدُهُمَا يَشُدُّ الْآخَرَ وَيُقَوِّيهِ - فَأَمَّا رِجَالُ الْأَوَّلِ فَأَئِمَّةٌ مَشَاهِيرُ لَكِنْ نَخَافُ أَنْ لَا يَكُونَ الْأَعْمَشُ سَمِعَهُ عَنْ عَطَاءٍ، فَإِنَّ عَطَاءً لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ ابْنِ عُمَرَ وَالْإِسْنَادُ الثَّانِي يُبَيِّنُ أَنَّ لِلْحَدِيثِ أَصْلًا مَحْفُوظًا عَنْ ابْنِ عُمَرَ، فَإِنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ، وَحَيْوَةَ بْنَ شُرَيْحٍ كَذَلِكَ وَأَفْضَلُ، وَأَمَّا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَشَيْخٌ رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ الْمِصْرِيِّينَ مِثْلُ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وَغَيْرِهِمْ اهـ قال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 48) قُلْت وَعِنْدِي أَنَّ إسْنَادَ الْحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ ابْنُ الْقَطَّانِ مَعْلُولٌ لِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ رِجَالِهِ ثِقَاتٍ أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا لِأَنَّ الْأَعْمَشَ مُدَلِّسٌ وَلَمْ يُنْكِرْ سَمَاعَهُ مِنْ عَطَاءٍ وَعَطَاءٌ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ فَيَكُونُ فِيهِ تَدْلِيسُ التَّسْوِيَةِ بِإِسْقَاطِ نَافِعٍ بَيْنَ عَطَاءٍ وَابْنِ عُمَرَ فَرَجَعَ الْحَدِيثُ إلَى الْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ وَهُوَ الْمَشْهُورُ اهـ قلت : أبعد الحافظ ابن حجر - رحمه الله – النجعَة للوجوه الآتية : ابن حجر نفسه جعل الأعمش في الطبقة الثانية من المدلِسين قال ابن حجر في طبقات المدلسين (13) عن الطبقة الثانية من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري أو كان لا يدلس إلا عن ثقة كإبن عيينة اهـ قال البقاعي: سألت شيخنا يريد به الحافظ ابن حجر هل تدليس التسوية جرح قال لا شك أنه جرح فإنه خيانة لمن ينقل إليهم وغرور فقلت: كيف يوصف به الثوري والأعمش مع جلالتهما فقال أحسن ما يعتذر به في هذا الباب أن مثلهما لا يفعل ذلك إلا في حق من يكون ثقة عنده ضعيفا عند غيره انظر توضيح الأفكار (1/338)
2- الأعمش: الجمهور على الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس انظر صحيح أبي داود للألباني (4/238) وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: وَحَدِيثُ سُفْيَانَ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشِ مَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ مُدَلِّسٌ يَقُومُ مَقَامَ الْحُجَّةِ انظر المعرفة والتاريخ (2/637) وقال أبوزرعة الرازي: الأعمش ربما دَلَّس انظر علل الحديث (1/ 406) أي قليل التدليس وقال أبو حاتم الرازي الأعمَشُ ربَّما دَلَّسَ انظر علل الحديث (1/ 118) وقال أبو داود: سَمِعت أَحْمد سُئِلَ عَن الرجل يعرف بالتدليس يحْتَج فِيمَا لم يقل فِيهِ سَمِعت قَالَ لَا أَدْرِي فَقلت الْأَعْمَش مَتى تصاد لَهُ الْأَلْفَاظ قَالَ يضيق هَذَا أَي أَنَّك تحتج بِهِ سؤالات أبي داود ص199 وروى عن الأعمش أحاديث في الصحيحين وصحيح ابن خزيمة وابن حبان بالعنعنة انظر كتابي مراتب المدلسين
3- تدليس التسوية يسقط الضعفاء ونافع ليس كذلك  .
4 - عَطَاء : هو ابْن أَبِي رَبَاحٍ وليس هو عطاء الخراساني كما عند أحمد (4825) وغيره
قلت أما قول ابن تيمية فَأَمَّا رِجَالُ الْأَوَّلِ فَأَئِمَّةٌ مَشَاهِيرُ لَكِنْ نَخَافُ أَنْ لَا يَكُونَ الْأَعْمَشُ سَمِعَهُ عَنْ عَطَاءٍ، فَإِنَّ عَطَاءً لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ ابْنِ عُمَرَ اهـ قلت : عطاء سمع ابن عمر على القول الراجح والدليل : ما رواه الحاكم [8623] من طريق أبي مَعْبَدٍ حَفْص بْن غَيْلَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَأَتَاهُ فَتًى يَسْأَلُهُ عَنْ إِسْدَالِ الْعِمَامَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: 000 الحديث قال الحاكم : صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي وحسنه الألباني انظر الصحيحة (1/ 218) قال البخاري في التاريخ الكبير (6/464) ومسلم في الكنى والأسماء (2889) سمع من ابن عمر وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (40/ 376) قال يحيى بن سعيد القطان لم يسمع عطاء من ابن عمر إنما رآه رؤية لا معنى لهذا الإنكار فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر وكان يفتي في زمان ابن عمر اهـ فلا عبرة بعد ذلك بقول من نفى سماعه منه، لأنه لا حجة لديه على ذلك إلا عدم العلم بالسماع، ومن علم حجة على من يعلم.
ورواه أبو يعلى في مسنده [5659] والطبراني في " الكبير " (13585) من طريق لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعا به قلت : ليث بن أبي سليم قال ابن حجر في التقريب : صدوق اختلط جدا و لم يتميز حديثه فترك قال حسين سليم أسد : إسناده ضعيف اهـ
الثالثة: رواه أحمد (5007) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به قلت : إسناده ضعيف أَبُو جَنَابٍ اسمه يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ قلت : أفضل ما قيل فيه قول أبي زرعة صدوق غير أنه كان يدلس انظر تهذيب التهذيب (11/202) فحديثه حسن إذا صرح بالسماع وهو هنا عنعن انظر كتابي مراتب المدلسين وشهر بن حوشب أحسن ما قيل فيه قول البخاري شهر حسن الحديث قال ابن كثير في تفسيره (4/124) وَهَذَا شَاهِدٌ لِلَّذِي قَبْلَهُ اهـ
الرابع : رواه ابن أبي دنيا (24) حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ به إسناده ضعيف راشد هذا قال أبو حاتم: صالح الحديث.وقال ابن حبان في الثقات: ربما أخطأ اهـ قلت : قول أبي حاتم : صالح الحديث أي أن حديثه يصلح للاعتبار به في الشواهد والمتابعات، ‏ولا يحتج به عند الانفراد ـ كما صرح به ابن أبي حاتم في الجزء الأول من كتابه: الجرح ‏والتعديل ـ ورجح ذلك الألباني رحمه الله قال الألباني رحمه الله ثم إننا إذا نظرنا مرة أخرى في القائمة المذكورة لوجدنا فيهم أبا حاتم الرازي وقوله: صالح، وهذا وإن كان توثيقا في اعتبار المحدثين، ولكنه ليس كذلك بالنظر إلى اصطلاح أبي حاتم نفسه، فقد ذكر ابنه في مقدمة الجزء الأول من " الجرح والتعديل " (ص 27) ما نصه: 000إذا قيل: صالح الحديث، فإنه يكتب حديثه للاعتبار انظر الضعيفة (3/112) وابن حبان متساهل في التوثيق كما هو معروف وراشد هذا لم يسمع من ابن عمر
و له شاهدا كما بينت ذلك في الأحاديث الضعيفة المرفوعة (3) عَن جَابِرٍ مرفوعا رواه ابن عدي في الكامل [2/183] من طريق إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبد اللَّهِ بن زرارة، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا  بَشِير بْن زِيَادٍ الْخُرَاسَانِيّ، حَدَّثَنا ابْنُ جُرَيج، عَن عَطاء، عَن جَابِرٍ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره إسناده ضعيف جدا إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيلَ قال الأزدي: ليس بحجة انظر لسان الميزان [1/ 242] وبشير قال ابن عدي : " وهو غير مشهور في حديثه بعض النكرة وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (1236) : منكر الحديث، ولم يترك اهـ وابن جريج مدلس وقد عنعن بالجملة؛ فالحديث صحيح لطرقه والله أعلم.
(8) - عَنْ قَزَعَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ هَلُمَّ أُوَدِّعْكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ» رواه  أحمد (6199) وأبو داود (2600) والنسائي في الكبرى (10270) وعبد بن حميد [832] والحاكم [2476] والبيهقي في الكبرى [10311] من طريق عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ الحديث 000قلت: حديث صحيح بطرقه وشواهده وهذا إسناد ضعيف إسماعيل بن جرير وسماه آخرون" يحيى بن إسماعيل بن جرير " هو ما رجحه ابنُ أبي حاتم في "العلل" [3/ 187]، والدارقطني في "العلل"[ 3095] ، وقال المزي في "تهذيب الكمال[18/ 174] وهو الصحيح ، قال الألباني في الصحيحة [1/ 48] قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " الصواب قول من قال: " يحيى بن إسماعيل قلت: وهو ضعيف، لكن يتقوى الحديث بالطرق الأخرى اهـ قال ابن حجر في التقريب (7504) : عن يحيى هذا لين الحديث اهـ ورواه أحمد [4781] وغيره من طريق عَبْد الْعَزِيزِ بْن عُمَرَ، عَنْ قَزَعَةَ به وإسناده منقطع كما قال العلامة أحمد شاكر في مسند أحمد وقزعة: هو ابن يحيى البصري لكن الحديث صحيح؛ فإن له طرقاً أخرى، وشواهد منها
1- ما رواه النسائي في "الكبرى" (10343) وابنُ حبان (2693) والطبراني في "الكبير" (13571) والبيهقي في الكبرى (18577) من طريق الهيثم بن حميد، عن المطعم بن المقدام، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الْعِرَاقِ أَنَا وَرَجُلٌ مَعِي، فَشَيَّعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَنَا، قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ أُعْطِيكُمَا، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ شَيْئًا حَفِظَهُ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمَا وَأَمَانَتَكُمَا، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكُمَا  وسنده حسن، الهيثم بن حميد، قال ابن حجر في التقريب صدوق رمى بالقدر والمُطْعِم بن المِقْدام صدوق انظر التقريب قال شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي اهـ وقال حسين سليم في الموارد [7/ 412] : إسناده صحيح اهـ وصححه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار"[ ج 2/ ق 116 ]، والألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 50).
2- رواه أحمد (4524) والتِّرمِذي (3443)، والنسائيُّ في الكبرى (8755) والبزار [6080] عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ أَبِي إِذَا رَأَى رَجُلًا وَهُوَ يُرِيدُ السَّفَرَ قَالَ: " ادْنُهُ حَتَّى أُوَدِّعَكَ بِمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَدِّعُنَا، ثُمَّ يَقُولُ: اسْتَوْدِعِ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ  قلت : إسناده حسن سعيد بن خثيم وثقه ابن معين والعجلي وقال أبو زرعة : لا بأس به وقال النسائى : ليس به بأس وقال الأزدى : كوفى منكر الحديث وذكره ابن عدى فى " الكامل " ، و قال : أحاديثه ليست بمحفوظة فمثله أحسن أحواله أن يكون حسن الحديث , والله أعلم قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ» قلت: استغربه الترمذي؛ لأنّ إِسْحَاق بْن سُلَيْمَانَ، والوليد بن مسلم، روياه عن حَنْظَلَة بْن أَبِي سُفْيَانَ، عن القاسم بن محمَّد بدلًا من سالم، عن ابن عمر، رواه النسائي في الكبرى (8754) وأبو يعلى في مسنده [5624] وابن خزيمة [2531] كلهم من طريق الْوَلِيد بن مسلم ورواه الحاكم (1617) (2475) والبيهقي في الكبرى [10312] من طريق إِسْحَاق بْن سُلَيْمَانَ كلهما وليد وإسحاق عن حَنْظَلَة بْن أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عن ابن عمر به مرفوعا والوليد صرح بالتحديث عند أبي يعلى وابن خزيمة والحاكم قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 132): "والوليد أثبت من سعيد ويحتمل أن يكون لحنظلة فيه إسنادان اهـ وقال العلامة أحمد شاكر في مسند أحمد : قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في الموضعين. فقد سمعه حنظلة من سالم ومن القاسم بن محمد، كلاهما عن ابن عمر اهـ
3- رواه الترمذي (3442) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ السُّلَيْمِيُّ البَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَدَّعَ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ، فَلَا يَدَعُهَا حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ يَدَعُ يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: «اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَآخِرَ عَمَلِكَ» قلت : وإبراهيم هذا قال عنه ابن حجر في التقريب مجهول وتابعه ابن أبي ليلى عَنْ نَافِعٍ،به كما عند ابن ماجه (2826) وابْن أَبِي لَيْلَى ضعيف  قال أحمد : سيىء الحفظ
وأما الشواهد فهي 0
(9) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا وَدَّعَ أَحَدًا، قَالَ: " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ رواه أحمد (8694) وابن ماجه (2825) من طريق - ابْن لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به قلت : إسناده ضعيف فيه ابن لهيعة قال ابن حجر في التقريب : صدوق ، خلط بعد احتراق كتبه و رواية ابن المبارك و ابن وهب عنه أعدل من غيرهما قال الألباني في الصحيحة (16) قلت: ورجاله موثقون، غير أن ابن لهيعة سيء الحفظ وقد خالفه في متنه الليث ابن سعد وسعيد بن أبي أيوب عن الحسن بن ثوبان به بلفظ:" أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه "وهذا عن أبي هريرة أصح وسنده جيد، رواه أحمد (1 / 403) ثم رأيت ابن لهيعة قد رواه بهذا اللفظ أيضا عند ابن السني رقم (501) وابن ماجه (2 / 943 رقم 2825) فتأكدنا من خطئه في اللفظ الأول اهـ
وله شاهد بلفظ  
(10) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطْمِيِّ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَوْدِعَ الْجَيْشَ قَالَ: «أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ» رواه أبو داود (2601) والنسائي في الكبرى (10268) والحاكم 2/ 97 – 98 والبيهقي في الكبرى (14587) من طريق حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطْمِيِّ به قلت : إسناده صحيح رجاله ثقات قال النووي في الأذكار [1/ 218]وروينا في " سنن أبي داود " وغيره بالإِسناد الصحيح عن عبد الله بن يزيد الخَطْمِيّ الصحابي رضي الله عنه اهـ قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (15) إسناد صحيح على شرط مسلم. غير أبي جعفر الخطمي - واسمه عمير بن يزيد - وهو ثقة اتفاقا اهـ فهذا الحديث بهذه الطرق والشواهد صحيح 0
قال الألباني في صحيح أبي داود (2340) (قلت: حديث صحيح لطرقه، صحح بعضها الترمذي وابن حبان والحاكم والذهبي اهـ ورمز له السيوطي بالصحة في الجامع الصغير.
وصححه أحمد شاكر والأرنؤوط والأعظمي وشيخنا مصطفى العدوي
(11) عَنْ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ، فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً، وَكُلُوهَا صَالِحَةً» رواه أبوداود (2548) وابن خزيمة (2545) من طريق مُحَمَّد بْن مُهَاجِرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ،الحديث قلت : حديث صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب  صححه ابن خزيمة وقال النووي في رياض الصالحين 307/1) إسناده صحيح وأقره المناوي. وقال الألباني: إسناده صحيح، رجاله رجال البخاري؛ غير محمد بن مهاجر، فهو من رجال مسلم انظر صحيح أبي داود (7/302) وتابع مُحَمَّد بْن مُهَاجِرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، به أتم منه بلفظ
(12) خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، فَقَالَ: " أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ؟ " فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ،ثُمَّ ارْكَبُوهَا صِحَاحًا،وَكُلُوهَا سِمَانًا كَالْمُتَسَخِّطِ، آنِفًا، إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ، فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ: " مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ رواه أحمد (17625) وابن حبان (545) من طريق عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ الْأَنْصَارِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عُيَيْنَةَ، والْأَقْرَعَ سَأَلَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكْتُبَ بِهِ لَهُمَا، فَفَعَلَ وَخَتَمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِدَفْعِهِ إِلَيْهِمَا، فَأَمَّا عُيَيْنَةُ فَقَالَ: مَا فِيهِ؟ قَالَ: فِيهِ الَّذِي أُمِرْتُ بِهِ، فَقَبَّلَهُ، وَعَقَدَهُ فِي عِمَامَتِهِ، وَكَانَ أَحْلَمَ الرَّجُلَيْنِ، وَأَمَّا الْأَقْرَعُ، فَقَالَ: أَحْمِلُ صَحِيفَةً لَا أَدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ، فَأَخْبَرَ مُعَاوِيَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِمَا، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فذكره قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4520) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.اهـ  قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/63) سنده صحيح على شرط البخاري اهـ قال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فقد روى له أبو داود والنسائي اهـ (تنبيه) : قوله (كلوها) قيدوها بضم الكاف من الأكل وعليه جرى المناوي في شرح هذه الكلمة، فإذا صحت الرواية بذلك فلا كلام، وإلا فالأقرب عندي أنها (كلوها) بكسر الكاف من وكل يكل كل أي اتركووها، هذا هو المتبادر من سياق الحديث.
ويؤيده الحديث المتقدم (رقم 22) بلفظ " اركبوا هذه الدواب سالمة،
وايتدعوها سالمة ... "، أي اتركوها سالمة انظر الصحيحة (1/63)
 (13) - كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا». وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ: «مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟» قُلْنَا: نَحْنُ. قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ» أخرج الحديث الأول وهو قصة الحمرة (البخاري) ، في) الأدب المفرد (382) وأبو داود (2675) والحاكم في المستدرك في الذبائح (4/ 239) من طرق عَنِ الْحَسَن بْن سعد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ،قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث
وأخرج الحديث الثاني  وهو قصة حرق قرية النمل: عبد الرزاق (9414)، وأحمد (4018)، و"النَّسائي" في "الكبرى (8560) ، والطبراني في"الكبير" (10374) من طريق الحسن بن سعد، بهذا الإسناد قلت : إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ، وَصَحَّحَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَهُ عَنْهُ فِي "جَامِعِهِ انظر نصب الراية (3/407) و قال أبو حاتم : سمع من أبيه ، و هو ثقة وسيأتي التفصيل في ذلك وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال النووي في رياض الصالحين 468/1) إسناده صحيح وصححه الحافظ في ((الفتح)) 6/ 149 وصححه الألباني في الصحيحة (برقم 25)
والحديث الثاني له شاهد : رواه البخاري (2954) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ وَقَالَ لَنَا: «إِنْ لَقِيتُمْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا - فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ» قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنَا الخُرُوجَ، فَقَالَ: «إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلاَنًا وَفُلاَنًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا»
(14) - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ، وَأَنَا أَرْحَمُهَا - أَوْ قَالَ: إِنِّي لَأَرْحَمُ الشَّاةَ أَنْ أَذْبَحَهَا - فَقَالَ: " وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ " وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ رواه أحمد (15592) والبخاري في الأدب المفرد (373) والبزار في مسنده (3319) والطبراني في الأوسط (2736) وفي الكبير (19/22) والحاكم (7562) والبيهقي في شعب الإيمان [10556] من طرق عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ به قلت : حديث صحيح رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ووافقه الذهبي وقال ابن المفلح في الآداب [1/305] إسْنَادٌ جَيِّدٌ اهـ وقال الهيثمي في " المجمع " (4 / 33) : رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ وقال البوصيري في إتحاف الخيرة [5/283] هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ اهـ وقال الألباني في الصحيحة (1/65) سنده صحيح اهـ وصححه الأرنؤوط 0
(15) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَحِمَ وَلَوْ ذَبِيحَةَ عُصْفُورٍ رَحِمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رواه البخاري في الأدب المفرد (381) والطبراني في الكبير (7915) والبيهقي في شعب الإيمان (10559) من طريق  الْوَلِيد بْن جَمِيلٍ الْكِنْدِيّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: به قلت : إسناده حسن الوليد بن جميل قَال أَبُو زُرْعَة شيخ لين الحديث وَقَال أَبُو حاتم شيخ يروي عَنِ الْقَاسِم أحاديث منكرة وقال أبو داود لا بأس به وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات وقال : علي ابن المديني: الوليد ابن جميل لا أعلم روى عنه غير يزيد بن هارون.قال: تشبه أحاديثه أحاديث الْقَاسِم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ. ورضيه انظر تهذيب الكمال ولخص حاله ابن حجر في التقريب فقال : صدوق يخطىء اهـ والْقَاسِم بْن عَبْدِ الرَّحْمَن قال الذهبي : صدوق كما سبق قال الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد (6031) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ وَأَشَارَ السُّيُوطِيُّ فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ (6261) إِلَى صِحَّتِهِ وقال الألباني في الصحيحة (27) سنده حسن اهـ
(16) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا , وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا , وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا» حديث صحيح قال العراقي في " تخريج الأحياء " (1 / 50) : إسناده حسن اهـ قال ابن حجر في فتح الباري (11/ 477) : وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ حسن من حَدِيث بن مَسْعُودٍ رَفَعَهُ: فذكره اهـ ورمز السيوطي لحسنه تبعاً لابن صصري ولعله اعتضد انظر تخريج أحاديث إحياء علوم الحديث (1/113) وصححه الألباني لشواهده روي من حديث ابن مسعود، وثوبان، وابن عمر، وطاووس مرسلا، وكلها ضعيفة الأسانيد، ولكن بعضها يشد بعضا.
أما حديث ابن مسعود فهو بلفظ
(17) عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا» رواه الطبراني في الكبير (10448) والبيهقي في القضاء والقدر (444) وأبو نعيم في " حلية الأولياء (4 / 108) وفي الإمامة (1/375) من طريق مُسْهِر بْن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ الْهَمْدَانِيّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ به قال قال البيهقي رحمه الله : تَفَرَّدَ بِهِ مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِإِسْنَادِهِ هَذَا 
قلت: هذا إسناد حسن مسهر بن عبد الملك مختلف فيه: قال أَبُو يَعْلَى الموصلي: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن حماد الوراق. قال: حَدَّثَنَا مسهر بن عَبد المَلِك بن سلع ثقة. وقَال البُخارِيُّ: فيه بعض النظر وسئل أَبُو داود عن مسهر بْن عَبد المَلِك حدث عَنِ الأعمش؟ قال: أما الْحَسَن بْن علي الخلال فرأيته يحسن الثناء عليه، وأما أصحابنا فرأيتهم لا يحمدونه. وَقَال النَّسَائي: ليس بالقوي.وذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات انظر تهذيب الكمال اهـ وحديثه أقل أحواله أنه حسن يحتج به قال العراقي في " تخريج الأحياء " (1 / 50) : إسناده حسن اهـ وقال ابن حجر في فتح الباري (11/ 477) : وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ حسن من حَدِيث بن مَسْعُودٍ رَفَعَهُ: فذكره اهـ ورمز السيوطي لحسنه تبعاً لابن صصري انظر تخريج أحاديث إحياء علوم الحديث (1/113)
 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد [11851] رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ وَفِيهِ خِلَافٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ اهـ وله عن ابن مسعود طريق آخر، رواه ابن عساكر (14 / 155 / 2) والحارث في مسند الحارث (742) والخرائطي في مساويء الأخلاق (740) والخطيب في "القول في علم النجوم" كما في "إتحاف السادة" (1/ 222) عن أبي قَحْذَمٍ النَّضْر بْن مَعْبَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مرفوعا. وهذا سند ضعيف وفيه علتان:
الأولى: الانقطاع بين أبي قلابة - واسمه عبد الله بن زيد الجرمي - وابن
مسعود، فإن بين وفاتيهما نحو (75) سنة، وقد ذكروا أنه لم يسمع من جماعة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب، وقد مات بعد ابن مسعود بثمان سنين انظر الصحيحة (1/ 77)
الثانية: النضر ضعيف قال ابن مَعِين: ليس بشيء وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وقال النَّسَائي: ليس بثقة انظر لسان الميزان
وأما حديث ثوبان فهو
(18) عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا» رواه الطبراني في " الكبير " (1427) عن يَزِيد بْن رَبِيعَةَ، ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ، عَنْ ثَوْبَانَ، به.
قلت. وهذا سند ضعيف ، يزيد بن ربيعة هو الرحبي الدمشقي قال البخاري: أحاديثه مناكير وقال أبو حاتم، وَغيره: ضعيف.وقال النَّسَائي: متروك قال أبو مسهر: كان يزيد بن ربيعة فقيها غير متهم ما ينكر عليه أنه أدرك أبا الأشعث ولكن أخشى عليه سوء الحفظ والوهم وقال الجوزجاني: أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة وأما ابن عَدِي فقال: أرجو أنه لا بأس به وقال أبو زرعة: رأيت دحيما وهشاما يبطلان حديثه وقال ابن أبي حاتم، عَن أبيه: كان في بدء أمره مستويا ثم اختلط قبل موته قيل له: فما تقول فيه؟ فقال: ليس بشيء وأنكر أحاديثه، عَن أبي الأشعث.وقال النَّسَائي في التمييز: ليس بثقة.وقال العقيلي: متروك الحديث شامي.وقال الدارقطني: دمشقي متروك.وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.وذكره ابن الجارود في الضعفاء انظر لسان الميزان وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (11850) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ قلت : الصحيح أنه ضعيف يستشهد به
وأما حديث ابن عمر،
(19) عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإذا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا رواه ابن عدي في الكامل (7/357) من طريق مُحَمد بْنِ الْفَضْلِ عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عُمَر مرفوعا به دون ذكر النجوم قال ابن عدي: " محمد بن فضل عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه قلت: وهو ابن عطية، قال الفلاس: كذاب وضعفه البخاري جدا فقال: " سكتوا عنه
وكرز بن وبرة، ترجم له السهمي ترجمة طويلة (295 - 316) وساق له أحاديث كثيرة من روايته عن عبد الله بن عمر، والربيع بن خيثم، وطاووس، ونعيم ابن أبي هند، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد، وأبي أيوب، وقال:" إنه كان معروفا بالزهد والعبادة ".ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا انظر الصحيحة (1/78)
طريق ثان عن ابن عمر: أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (295) من طريق مُحَمَّد بْن عُمَرَ الرُّومِيّ حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مَهْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر مرفوعا بتمامه.
قال الألباني : وهذا سند ضعيف جدا، الفرات هذا قال الدارقطني وغيره: " متروك "وقال البخاري: " منكر الحديث ". وقال أحمد: " قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون، يتهم بما يتهم به ذاك ".
وقال ابن عدي (314 / 2) : " وعامة أحاديثه خاصة عن ميمون بن مهران مناكير انظر الصحيحة (1/79)
ومحمد بن عمر الرومي قال ابن حجر في التقريب لين الحديث
وللحديث شاهدا مرسلا،
(20) عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا» أخرجه عبد الرزاق في " الأمالي " (51)
أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، به.
قلت: وهذا سند صحيح مرسلا فبهذا يصح الحديث بشواهده والله أعلم
(21) «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» 
حديث حسن بشواهده روي من حديث أبي أمامة وأبي هريرة،وابن عمرو، وابن عباس، وعائشة، وأبي موسى، وأنس، وسمرة بن جندب،وعبد الله بن زيد أما حديث أبو أمامة رواه أحمد (22282) وأبو داود (134) والترمذي (37) وابن ماجه (444) من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به ذهب ابن دقيق العيد- كما في نصب الراية (1/ 18) إلى تحسين هذا الطريق.
قلت : فيه سِنَان بْن رَبِيعَةَ قال الدارقطني: ليس بالقوي وشَهْر بْن حَوْشَبٍ أحسن ما قيل فيه قول : البخارى : شهر حسن الحديث قلت : هذا الطريق لا يصلح في الشواهد ولا المتابعات لإنه في شك من الرواي لا يدري هذا الحديث مرفوع أم موقوف نعم رواه جماعة عن حماد مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلت : حماد نفسه شاكك هل هو مرفوع أم من قول إمامة نعم قلت : أنا برجح  أن الموقوف لا ينافي المرفوع لأن الراوي قد لا ينشط أحيانا لرفعه فيوقفه ولكن حماد نفسه شاكك هل حديثه مرفوع أم موقوف ونحن لا نقوي حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالشك فهذا الطريق أي طريق أبي إمامة لا يصلح أن يتقوي بالشواهد ولا المتابعات ولكن له شواهد كثيرة ستأتي بتقوية هذا الحديث قال أبو داود في سننه (134) قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: يَقُولُهَا: أَبُو أُمَامَةَ، قَالَ قُتَيْبَةُ: قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَدْرِي هُوَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ أَبِي أُمَامَةَ - يَعْنِي قِصَّةَ الْأُذُنَيْنِ
قال البيهقي في سننه الكبرى (1/ 108) وَهَذَا الْحَدِيثُ يُقَالُ فِيهِ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا ضَعْفُ بَعْضِ الرُّوَاةِ، وَالْآخَرُ دُخُولُ الشَّكِّ فِي رَفْعِهِ ثم قال بعدها قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: " الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِ أَبِي أُمَامَةَ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَقَدْ بَدَّلَ أَوْ كَلِمَةً قَالَهَا سُلَيْمَانُ أَيْ أَخْطَأَ اهـ  قال الدارقطني : يرويه حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر.وخالفه حماد بن سلمة، وروى بعض الكلام عن سنان بن ربيعة، عن أنس.وقال سليمان بن حرب في هذا الحديث، عن حماد بن زيد: إن قوله: والأذنان من الرأس هو من قول أبي أمامة غَيْرَ مَرْفُوعٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ انظر العلل (12/ 263)
 قال ابن حجر في التلخيص (1\160) وَقَدْ بَيَّنْتُ أَنَّهُ مُدْرَجٌ فِي كِتَابِي فِي ذَلِكَ - تَقْرِيبِ الْمَنْهَجِ بِتَرْتِيبِ الْمُدْرَجِ فِي ذَلِكَ -
  وله طريق: رواه الدارقطني (365) من طريق جَعْفَر بْن الزُّبَيْرِ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به وقال:" جَعْفَر بْن الزُّبَيْرِ متروك 0وقال ابن حجر في التقريب : متروك الحديث ، و كان صالحا فى نفسه والقاسم هو القاسم بن عبد الرحمن الشامى قال الذهبي في الكاشف : صدوق اهـ
وتابعه أبو معاذ الألهاني.أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " (179) وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 150) من طريق عثمان بن فائد حدثنا أبو معاذ به قال صاحب الروض البسام (1\ 226) في إسناده عثمان بن فائد وهو ضعيف، وشيخه أبو معاذ لم أقف على ترجمته، وأخشى أن يكون علي بن يزيد الألهاني، والله أعلم اهـ قلت : علي بن يزيد الألهاني ضعيف جدا قال البخاري منكر الحديث وقال الألباني في الصحيحة (1/ 82)  والألهاني هذا لم أجد من ذكره، وعثمان بن فائد ضعيف اهـ
وله طريق أخر عند ابن عدي في الكامل (1/ 191) والدارقطني (364) من طريق عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ , قَالَ: سَمِعْتُ رَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قال الدارقطني : أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ضَعِيفٌ  وقال ابن حجر في التقريب ضعيف و كان قد سرق بيته فاختلط
 أما حديث أبي هريرة، فله أربعة طرق وهي الأول :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».رواه الدارقطني (354) من طريق الْبَخْتَرِيّ بْن عُبَيْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به وقال الدارقطني : الْبَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدٍ ضَعِيفٌ , وَأَبُوهُ مَجْهُولٌ قلت : البختري ضعيف جدا قال ابن حجر في التقريب :  ضعيف متروك اهـ وأبوه عبيد بن سلمان الكلبى قال ابن حجر : مجهول اهـ
الثاني : رواه الدارقطني (347) وأبو يعلى في " مسنده " (6370) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به قال الدارقطني : لَا يَصِحُّ اهـ قلت : إسماعيل بن مسلم قال ابن حجر في التقريب : فقيه ضعيف الحديث اهـ وقال حسين سليم أسد : إسناده ضعيف اهـ
الثالث: عن عَمْرو بْن الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:به رواه ابن ماجه ( 445) والدارقطني (352) قلت : عَمْرو بْن الْحُصَيْنِ قال ابن حجر  متروك وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف جدًا اهـ
الرابع: عن عَلِيّ بْن عَاصِمٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا أخرجه الدارقطني (339) وقال الدارقطني:" وَهِمَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ فِي قَوْلِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالَّذِي قَبْلَهُ أَصَحُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أي المرسل وهو رواه عبد الرزاق في مصنفه (23) والدارقطني (335) عن ابْن جُرَيْجٍ , حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به
قلت : الصحيح المرسل كما قال الدارقطني فالموصول فيه راوي إسمه عَلِيُّ بنُ عَاصِمِ بنِ صُهَيْبٍ التَّيْمِيُّ قَالَ وَكِيْعٌ - وَذُكِرَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ - فَقَالَ:خُذُوا حَدِيْثَهُ مَا صَحَّ، وَدَعُوا مَا غَلِطَ، أَوْ مَا أَخْطَأَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَانَ أَبِي يَحْتَجُّ بِهَذَا، وَيَقُوْلُ: كَانَ يَغلَطُ وَيُخْطِئُ، وَكَانَ فِيْهِ لَجَاجٌ، وَلَمْ يَكُنْ مُتَّهَماً بِالكَذِبِ قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ لَيْسَ عِنْدِي مِمَّنْ يَكْذِبُ، وَلَكِنْ يَهِمُ، هُوَ سَيِّئُ الحِفْظِ، كَثِيْرُ الوَهْمِ، يَغلَطُ فِي أَحَادِيْثَ يَرْفَعُهَا، وَيَقْلِبُهَا، وَسَائِرُ حَدِيْثِهِ صَحِيْحٌ مُسْتقِيْمٌ انظر السير (9/252) قال ابن حجر في التقريب  صدوق يخطىء و يصر ، و رمى بالتشيع قال الألباني في الصحيحة (1/83) وأجاب ابن الجوزي بما خلاصته:أن زيادة الثقة مقبولة. يعني أن علي بن عاصم زاد في السند أبا هريرة فهي زيادة مقبولة. لكن هذا لا يتمشى هنا، فإن ابن عاصم هذا صدوق يخطىء ويصر اهـ
3 - وأما ابن عمر، فله عنه طرق أيضا وهي الأول:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» رواه الدارقطني (321) والخطيب في" الموضح " (1 / 111) من طريق يَحْيَى بْن الْعُرْيَانِ الْهَرَوِيّ , نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به
قال الألباني في الصحيحة (1\84) وهذا سند حسن عندي، فإن رجاله كلهم ثقات معروفون غير الهروي هذا فقد ترجمه الخطيب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، غير أنه وصفه بأنه كان محدثا اهـ
قال الدارقطني : وَهُوَ وَهْمٌ , وَالصَّوَابُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ الْفِهْرِيِّ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا اهـ
ورده ابن الجوزي بقوله: " قُلْنَا الَّذِي يَرْفَعُهُ يَذْكُرُ زِيَادَةً وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ وَالصَّحَابِيُّ قَدْ يَرْوِي الشَّيْءَ مَرْفُوعًا وَقَدْ يَقُولُهُ عَلَى سَبِيلِ الْفَتْوَى انظر التحقيق (1/ 153) قال الألباني : قلت: هذا كلام صحيح لو كان رجال السند كلهم ثقات، وقد علمت ما فيه، على أن
أسامة بن زيد فيه ضعف يسير، وقد اختلف عليه فيه، فرواه حاتم ابن إسماعيل عنه مرفوعا، كما رأيت. وخالفه وكيع فقال عنه به موقوفا على ابن عمرأخرجه الخطيب في " الموضح " وقال: " وهو الصواب ".
وتابعه في رفعه عبيد الله عن نافع اهـ
أخرجه الدارقطني (323) من طريق مُحَمَّد بْن أَبِي السَّرِيِّ , ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:به
وقال الدارقطني: كَذَا قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَرَفْعُهُ أَيْضًا وَهْمٌ. وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَاضِي غَزَّةَ , عَنِ ابْنِ أَبِي السَّرِيِّ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنِ الثَّوْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَرَفْعُهُ أَيْضًا وَهْمٌ وَوَهِمَ فِي ذِكْرِ الثَّوْرِيِّ , وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَخِي عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْهُ مَوْقُوفًا اهـ قلت: محمد بْن أَبِي السَّرِيّ المتوكّل بْن عَبْد الرحمن، أبو عبد الله العسقلاني. قال ابن معين ثقة وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عديّ: كثير الغَلَط. وقال ابن حِبّان فِي كتاب " الثّقات ": كَانَ مِنَ الْحُفّاظ انظر تاريخ الإسلام (5/929)
ولخص حاله الدوسري فقال صدوق كثير الغلط، انظر الروض البسام (1/227) وقول الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/85) قلت: وعلته ابن أبي السري وهو متهم هـ فهذا خطأ كما سبق من ترجمته وتابعه مرفوعا يحيى بن سعيد عن نافع به.أخرجه الدارقطني (322) وابن عدي " في الكامل " (11 / 1) وابن المقريء في معجمه [31] من طريق عن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به وقال ابن عدي:" لا يحدث به عن يحيى غير ابن عياش قلت: وابن عياش ضعيف في الحجازيين وهذا منها.قال ابن حجر في التقريب : صدوق فى روايته عن أهل بلده ، مخلط فى غيرهم وقال في النكت [1/ 414]ورجاله ثقات، إلا أن رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين فيها مقال وهذا منها، والمحفوظ من حديث نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - من قوله اهـ وقال الدارقطني : رَفْعُهُ وَهْمٌ وَالصَّوَابُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ اهـ وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه (24) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفا وعبد الله حسن الحديث كما سيأتي وتابعه عَبْد اللَّهِ بْن نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفا رواه الدارقطني [326] وعبد الله قال عنه ابن حجر في التقريب ضعيف اهـ وتابعهما محمد بن إسحاق ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَمْسَحُ أُذُنَيْهِ وَيَقُولُ: «هُمَا مِنَ الرَّأْسِ» رواه ابن أبي شيبة [164] والدارقطني [345] وابن إسحاق قال ابن حجر عنه في التقريب : صدوق يدلس ، و رمى بالتشيع و القدر اهـ
الطريق الثاني: عن مُحَمَّد بْن الْفَضْلِ , عَنْ زَيْدٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به رواه الدارقطني (330) وقال: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ
وقال ابن حجر في التقريب : كذبوه اهـ
4 - وأما حديث ابن عباس، فله عنه طرق أيضا الأول:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» أخرجه ابن عدي (3/ 131، 4/ 196) ، والدارقطني (331) والبيهقي في الخلافيات (170) من طريق عن أبي كَامِلٍ الْجَحْدَرِيّ , نا غُنْدَرٌ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ,مرفوعا.
قال الدارقطني : تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو كَامِلٍ , عَنْ غُنْدَرٍ , وَوُهِمَ عَلَيْهِ فِيهِ تَابَعَهُ الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , وَالصَّوَابُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا.
قال :الحافظ ابن حجر في " الدراية " ( 1/ 21) في حديث
ابن عباس هذا:. أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَاخْتلف فِي وَصله وإرساله وَالرَّاجِح إرْسَاله اهـ
ورد ابن الجوزي على كلام الدارقطني فقال في " التحقيق" (1\154) قُلْنَا أَبُو كَامِلٍ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا طَعَنَ فِيهِ وَالرَّفْعُ زِيَادَةٌ وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ كَيْفَ وَقَدْ وَافَقَهُ غَيْرُهُ فَإِنْ لَمْ يُعْتَدَّ بِرِوَايَةِ الْمُوَافِقِ اعْتُبِرَ بِهَا ومن عَادَةِ الْمُحَدِّثِينَ أَنَّهُمْ إِذَا رَأَوْا مَنْ وَقَفَ الْحَدِيثَ وَمَنْ رَفَعَهُ وقفو مَعَ الْوَاقِفِ احْتِيَاطًا وَلَيْسَ هَذَا مَذْهَبُ الْفُقَهَاءِ وَمِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ ابْنُ جُرَيْجٍ سَمِعَهُ مِنْ عَطَاءٍ مَرْفُوعًا وَقَدْ رَوَاهُ لَهُ سُلَيْمَانُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مُسْنَدٍ اهـ
وقال القطَان هَذَا الْإِسْنَاد صَحِيح بِثِقَة رَاوِيه واتصاله، وَإِنَّمَا أعله الدَّارَقُطْنِيّ بِالِاضْطِرَابِ فِي إِسْنَاده فَتَبِعَهُ أَبُو مُحَمَّد على ذَلِك، وَهُوَ لَيْسَ بِعَيْب فِيهِ. وَالَّذِي قَالَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ، هُوَ أَن أَبَا كَامِل تفرد بِهِ عَن غنْدر، وَوهم فِيهِ عَلَيْهِ.هَذَا مَا قَالَ، وَلم يُؤَيّدهُ بِشَيْء وَلَا عضده بِحجَّة، غير أَنه ذكر أَن ابْن جريح الَّذِي دَار الحَدِيث عَلَيْهِ، يرْوى عَنهُ عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُرْسلا. وَمَا أَدْرِي مَا الَّذِي يمْنَع أَن يكون عِنْده فِي ذَلِك حديثان: مُسْند ومرسل؟ وَالله أعلم انظر بيان الوهم (5/263)
قال الألباني في الصحيحة (1\86) قلت: والحق أن هذا الإسناد صحيح، لأن أبا كامل ثقة، حافظ، احتج به مسلم، فزيادته مقبولة، إلا أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه. فإن كان سمعه من سليمان فلا محيد من القول بصحته، وقد صرح بالتحديث في رواية له من الوجه المرسل عند الدارقطني، لكن في الطريق إليه العباس بن يزيد وهو البحراني، وهو ثقة،ولكن ضعفه بعضهم، ووصف بأنه يخطىء، فلا تطمئن النفس لزيادته لاسيما والطريق كلها عن ابن جريج معنعنة، ثم رأيت الزيلعي نقل في " نصب الراية "(1 / 19) ، عن ابن القطان أنه قال: " إسناده صحيح لاتصاله وثقة رواته ".ثم رد على الدارقطني بنحو ما فعل ابن الجوزي، وتبعه عبد الحق على ذلك كما في" تنقيح التحقيق " لابن عبد الهادي (241 / 1) .ثم رأيت في ترجمة ابن جريج من " التهذيب " أنه قال: " إذا قلت: قال عطاء:فأنا سمعته منه، وإن لم أقل: سمعت "، فهذه فائدة هامة، ولكن ابن جريج لم يقل هنا: " قال عطاء "، وإنما قال: " عن عطاء ". فهل حكمهما واحد، أم يختلف؟ الظاهر عندي الأول. والله أعلم.
قلت : الصحيح المرسل أما الموصول فيه عله استغربت كيف خفت عن ابن القطان وابن الجوزي والألباني وغيرهم رحمهم الله قال ابن حجر رحمه الله في النكت (1/ 412) ومن هذا الوجه رواه الدارقطني وهذا رجاله رجال مسلم أيضا - إلا أن له علة، فإن أبا كامل تفرد به عن غندر وتفرد به غندر عن ابن جريج. وخالفه من هو أحفظ منه وأكثر عددا – قلت : وهم من الذين خالفوا غندر وَكِيع و عَبْد الرَّزَّاق وسُفْيَان وصِلَة بْن سُلَيْمَانَ وعَبْد الْوَهَّاب كلهم رووه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر سنن البيهقي (1/174/175) - قال ابن حجر : فرووه عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - معضلا - والعلة فيه من جهتين: إحداهما: أن سماع غندر عن ابن جريج كان بالبصرة وابن جريج لما حدث بالبصرة حدث بأحاديث وهم فيها، وسماع من سمع منه بمكة أصح.ثانيهما: أن أبا كامل قال - فيما رواه أحمد بن عدي عنه -: "لم أكتب عن غندر إلا هذا الحديث أفادنيه عنه عبد الله بن سلمة الأفطس" انتهى.والأفطس ضعيف جدا، فلعله أدخله على أبي كامل.
وقد مال أبو الحسن ابن القطان إلى الحكم بصحته لثقة رجاله واتصاله وقال ابن دقيق العيد: لعله أمثل إسناد في هذا الباب.
قلت: وليس بجيد، لأن فيه العلة التي وصفناها، والشذوذ، فلا يحكم له بالصحة. كم تقرر - والله أعلم -.
وله طريق آخر عن عطاء رواه القاسم بن غصن عن إسماعيل بن مسلم عنه.رواه الدارقطني (346) وقال الدارقطني : إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ ضَعِيفٌ , وَالْقَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ مِثْلُهُ. خَالَفَهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ , فَرَوَاهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَا يَصِحُّ أَيْضًا
وتابعه جابر الجعفي عن عطاء عن ابن عباس.أخرجه ابن عدي (1/ 188) والدارقطني (343) وقال : جَابِرٌ ضَعِيفٌ , وَقَدِ اخْتُلِفَ عَنْهُ فَأَرْسَلَهُ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُطِيعٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عَطَاءٍ , وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ اهـ
الثاني : عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَنْشِقُوا مَرَّتَيْنِ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (10784) قلت : الصحيح أن هذه الزيادة أضافها النساخ إلى هذا الحديث في رواية الطبراني أو يكون الوهم من الطبراني فقد انفرد بهذه الزيادة وخالف العمالقة بذكر هذه الزيادة فقد روى الطيالسي (2725) وأحمد (2887) وأبو داود (141) والنسائي في الكبرى (97) وابن ماجه (408) وغيرهم بلفظ عَنْ قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدْتُهُ يَتَوَضَّأُ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ اسْتَنْشَقَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْنَتَيْنِ ، أَوْ ثِنْتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا قلت : ليس فيه : الأذنان من الرأس وليس في حديثهم جميعا هذه الزيادة والدليل أيضا على صحة كلامي أن الهيثمي رحمه الله لم يورده في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه، ومن خرج هذا الحديث كالزيلعي وابن حجر وغيرهما لم يذكرا الحديث من هذه الطريق فهذا دليل على أن هذه الزيادة أضافها النساخ إلى هذا الحديث أو هي وهم من الطبراني رحمه الله فتبين من هذا شذوذ طريق الطبراني
قال الشيخ مشهورحسن في "الطهور" (368) :وقد صححه شيخنا الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/ 52 - 53) بطريق له من حديث ابن عباس، قال عنها:"ومن الغرائب أن هذه الطريق مع صحتها أغفلها كل من خرّج الحديث من المتأخرين، كالزيلعي، وابن حجر، وغيرهما ممن ليس مختصًا في التخريج، بل أغفله أيضًا الحافظ الهيثمي، فلم يورده في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه! وهذا كله مصداق قول القائل: "كم ترك الأول للآخر"، وهو دليل واضح على أهمية الرجوع إلى الأمهات عند إرادة التحقيق في حديث ما، فإنه سيجد فيها ما يجعل بحثه أقرب ما يكون نضجًا وصوابًا، والله تعالى هو الموفق" انتهى.قلت: وهذه الطريق؛ ما أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 391) رقم (1084) ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن قارظ بن شيبه عن أبي غطفان عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "استنشقوا مرتين، والأذنان من الرأس".قال شيخنا الألباني في "الصحيحة" (1/ 52): "وهذا سند صحيح، ورجاله كلهم ثقات ولا أعلم له علة".قلت نعم؛ إن كان محفوظًا آخره. وقد أغفله الهيثمي لأنه موجود هي "السنن" لأبي داود وابن ماجه. وقد جاء من ثلاثة طرق عن وكيع من غير ذكر الأذنين، وكذا رواه عشرة عن ابن أبي ذئب، وهذا يؤكد أن هذه الزيادة ليست محفوظة في هذا الحديث، ولعلها خطأ من الناسخ، أو سبق قلم من الطبراني. وعلى أحسن الأحوال فهي من شذوذ من دون الطبراني، لأن أحمد أخرج الحديث من ثلاثة طرق عن- ابن أبي ذئب دونها. وسيأتي بيان ذلك، وإليك ما وقفت عليه من طرق: أخرج أبو داود في "السنن": (1/ 35) رقم (141) ثنا إبراهيم بن موسى ثنا وكيع وابن ماجة في "السنن": (1/ 143) رقم (408) ثنا علي بن محمد ثنا وكيع.وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف": (1/ 40) ثنا وكيع وإسحاق الرازي. عن أبن أبي ذئب به، وبلفظ: "استنشقوا" وقال: "وقال وكيع: استنثروا".وهذا يؤكد لك خطأ رواية الطبراني، فإنها عن وكيع، وفيها "استنشقوا" مع أنه قال خلاف ذلك. كما عند أبي داود وابن ماجه أيضًا.ورواه بلفظ "استنثروا" عن ابن أبي ذئب غير وكيع، مثل: عبد الله بن المبارك، كما عند: النسائي في "الكبرى" رقم (97) أخبرنا سويد بن نصر قال أنا عبد الله به، وعبد الله هو ابن المبارك، كما في "تحفة الأشراف" (5/ 278) رقم (6567) و"النكت الظراف"، وفيهما: "وحديث النسائي في رواية ابن الأحمر ولم يذكره أبو القاسم".وأبو داود الطيالسي في "المسند" رقم (2725) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى": (1/ 49) قال ثنا ابن أبي ذئب به، بلفظ: "إذا مضمض أحدكم واستنثر فليفعل ذلك مرتين بالغتين أو ثلاثًا" قال الحافظ في "الفتح": (1/ 262): "إسناده حسن" وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط": (1/ 377) رقم(359) ثنا علي بن الحسن ثنا إسحاق بن عيسى ابن بنت داود بن أبي هند ثنا ابن أبي ذئب به بلفظ: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استنثر مرة أو مرتين".وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/ 148) أخبرنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي ثنا عبد الصمد بن الفضل ثنا خالد بن مخلد ثنا ابن أبي ذئب به ولفظه: واستنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا".وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" رقم (77) ثنا محمد بن يحيى ثنا أسد بن موسى ثنا ابن أبي ذئب به مثله.ورواه آدم قال: نا ابن أبي ذئب به، كما في "التاريخ الكبير": (4/ 1/ 201) وتصحفت فيه "استنثروا" إلى "أبشروا"!! فلتصحح.وأخرجه أحمد في المسند": (1/ 352) ثنا هاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب به نحوه فهؤلاء ثلاثة: إبراهيم بن موسى، وعلي بن محمد، وأبو بكر بن أبي شيبة رووه عن وكيع دون ذكر الأذنين.وتابع وكيعًا على الرواية دون هذا اللفظ أيضًا عشرة وهم:أولًا: إسحاق بن سليمان الرازي، وهو كوفي الأصل، ثقة، فاضل.
ثانيًا: عبد الله بن المبارك، ثقة، ثبت، فقيه، عالم، جواد، مجاهد، جُمعت فيه خصال الخير.ثالثًا: أبو داود الطيالسي، سليمان بن داود. ثقة، حافظ.رابعًا: إسحاق بن عيسى، ابن بنت داود بن أبي هند، وهو صدوق يخطىء.خامسًا: خالد بن مخلد القَطَواني، أبو الهيثم البجَلّي، مولاهم، الكوفي، صدوق يتشيع.سادسًا: أسد بن موسى الأموت، المعروف بـ "أسد السنة"، صدوق يغرب. سابعًا: آدم بن أبي إياس، ثقة، عابد.ثامنًا: يزيد.تاسعًا: يحيى بن سعيد القطان، ثقة، متقن، حافظ، إمام، قدوة.عاشرًا: هاشم بن القاسم الليثي البغدادي، أبو النضر، لقبه قيصر، ثقة، ثبت.فهذا يؤكد أن ذكر الأذنين ليس محفوظًا في هذا الحديث، وأن خطأ ما قد وقع على ما دون أحمد، فإن أحمد رواه في "المسند" من ثلاثة طرق -عن غير وكيع- من غير ذكر الأذنين. وقد أورد هذا الحديث هكذا دون الزيادة الأخيرة فيه: ابن عبد البر في "الاستذكار": (1/ 172) و"التمهيد": (4/ 33 - 34) وابن حجر في "التلخيص الحبير": (1/ 8 - 82) و"فتح الباري": (1/ 162).وهذا كله يؤكد ما ذهبنا إليه، والله أعلم.وقد أطلعت الشيخ الألباني -فسح الله مدته- على ما رقمت في سلخ شعبان سنة 1413 هـ، فذكر لي: أن لفظة "الأذنان من الرأس" في طريق الطبراني، التي كان قد قال عنها: "أغفلها كل من خرج الحديث من المتأخرين" شاذة غير صحيحة، وأنه -حفظه الله- دون ذلك على حواشي نسخته من "الصحيحة" لتأخذ مكانها في طبعة جديدة، أو في أول فرصة تسنح له بذلك، والله الموفق، وله الحمد على نعمه السابغة وانظر مسند أحمد لشعيب الأرنؤوط وغيره [36/558]: والإعلَامُ بنَقد كتاب الرَّوْض البسَّام [1/ 61] تنبيه الشيخ الألباني رجع عن تصحيح هذا الطريق طريق ابن عباس فقط فقد ظن بعض الناس أن الشيخ الألباني رجع عن تصحيح هذا الحديث ولكن هو رجع عن تصحيح هذا الطريق إلا أنه بقي على تصحيح الحديث بمجموع طرقه،
الثالث : عن مُحَمَّد بْن زِيَادٍ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به رواه الدارقطني (348)، والبيهقي في الخلافيات (189) وقال الدارقطني: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ هَذَا مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قال ابن حجر : محمد بن زياد اليشكري كذبوه
5 - وأما حديث عائشة، فهو
عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَتَمَضْمَضْ وَلْيَسْتَنْشِقْ , وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» رواه الدارقطني (340) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْأَزْهَرِ الْجَوْزَجَانِيُّ , نا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ ,عَنْ عَائِشَةَ به كَذَا قَالَ وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ يعني ابن جريج عن سليمان مرسلا كما تقدم في الطريق الأولى عن ابن عباس، قلت : فيه محمد بن الأزهر الجوزجاني في لسان الميزان (6/ 544) نهى أحمد عن الكتابة عنه لكونه يروي عن الكذابين: محمد بن مروان الكلبي، وَغيره.وقال ابن عَدِي: ليس هو بالمعروف , انتهى.قال العقيلي: قال أحمد: لا تكتبوا عنه حتى يتوب وذلك أنه بلغه أنه تكلم في القرآن العظيم. وَأورَدَ له حديثا خولف في وصله.وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: روى عنه أحمد بن سنان , كثير الحديث من جلساء أحمد بن حنبل.وقال الحاكم: هو ثقة مأمون صاحب حديث.وفي نيل الأوطار (1/203)وَعَنْ عَائِشَةَ عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضًا وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَزْهَرِ وَقَدْ كَذَّبَهُ أَحْمَدُ،
6 - وأما حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- فهو
عَنْ أَبِي مُوسَى , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» رواه ابن أبي شيبة (158) والطبراني في " الأوسط
(4084) ، والدارقطني (355) وابن أبي حاتم في العلل (1/ 53) من طرق عن أَشْعَث , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَبِي مُوسَى , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:به وقال الطبراني:لَا يُرْوَى عَنْ أَبِي مُوسَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ " قلت : إسناده ضعيف فيه أشعث هو بن سوار قال ابن حجر في التقريب : ضعيف اهـ والحسن لم يسمع من أبي موسى كما ذكر الدارقطني، وهو قول ابن المديني وأبي حاتم وأبي زرعة والبزار وابن حجر قال الشوكاني في نيل الأوطار (1/203) : قَالَ الْحَافِظُ: وَهُوَ مُنْقَطِعٌ اهـ قال الهيثمي في مجمع الزوائد [1196] رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ
7- حديث عبدالله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- فهو
قَال عَبد اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا وَقَالَ الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ. رواه ابن عدي في الكامل (7/ 539) من طريق مُحَمد بْن يَزِيد الْمُسْتَمْلِي، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ ْبنُ هَارُونَ، أَخْبَرنا فائد بن عَبد الرحمن أَبُو وَفَاءَ، قَال: قَال عَبد اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى به مرفوعا
قلت : فيه محمد بن يزيد المستملي قال ابن عدي: يسرق الحديث، ويزيد فيه ويضع.
8 - وأما حديث أنس فهو
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» رواه ابن عدي (2/ 177) والدارقطني (1/ 185) من طرق عن عبد الحكم عنه.
وقال الدارقطني: " عبد الحكم لا يحتج به "قلت : عبد الحكم وهو ابن عبد الله ، و يقال ابن زياد ، القسملى البصرى ضعيف جدا قال البخاري منكر الحديث وقال الحاكم: (روى عن أنس أحاديث موضوعة) انظر تهذيب الكمال
9- وأما حديث سمرة بن جندب، فهو
عن سمرة بن جندب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» رواه تمام الرازي في " مسند المقلين من الأمراء والسلاطين  (3، 4)، وعنه ابن عساكر في " تاريخه (51/234) والبيهقي في الخلافيات (240): من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَرِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ، به
والحجاج هذا هو ابن يوسف الثقفي الأمير المشهور بالظلم قال النسائي ليس بثقة ولا مأمون وقال الحاكم أبو أحمد ليس بأهل أن يروي عنه انظر تهذيب التهذيب [2/212] وقال ابن حجر في التقريب (1141) : الأمير الشهير الظالم المبير ليس بأهل أن يروى عنه ولي إمرة العراق عشرين سنة ومات سنة خمس وتسعين اهـ وقال الذهبي عن الحجاج بن يوسف أَهْلَكَهُ اللهُ: فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، كَهْلاً. وَكَانَ ظَلُوْماً، جَبَّاراً، نَاصِبِيّاً، خَبِيْثاً، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ، وَإِقْدَامٍ، وَمَكْرٍ، وَدَهَاءٍ، وَفَصَاحَةٍ، وَبَلاَغَةٍ، وَتعَظِيْمٍ لِلْقُرَآنِ. قَدْ سُقْتُ مِنْ سُوْءِ سِيْرَتِهِ فِي (تَارِيْخِي الكَبِيْرِ) ، وَحِصَارِهِ لابْنِ الزُّبَيْرِ بِالكَعْبَةِ، وَرَمْيِهِ إِيَّاهَا بِالمَنْجَنِيْقِ، وَإِذْلاَلِهِ لأَهْلِ الحَرَمَيْنِ، ثُمَّ وِلاَيَتِهِ عَلَى العِرَاقِ وَالمَشْرِقِ كُلِّهِ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَحُرُوْبِ ابْنِ الأَشْعَثِ لَهُ، وَتَأْخِيْرِهِ لِلصَّلَوَاتِ إِلَى أَنِ اسْتَأْصَلَهُ اللهُ، فَنَسُبُّهُ وَلاَ نُحِبُّهُ، بَلْ نُبْغِضُهُ فِي اللهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الإِيْمَانِ.وَلَهُ حَسَنَاتٌ مَغْمُوْرَةٌ فِي بَحْرِ ذُنُوْبِهِ، وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، وَلَهُ تَوْحِيْدٌ فِي الجُمْلَةِ، وَنُظَرَاءُ مِنْ ظَلَمَةِ الجَبَابِرَةِ وَالأُمَرَاءِ.انظر أعلام النبلاء (4/343)
10 - وأما حديث عبد الله بن زيد، فهو
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» رواه ابن ماجة (443) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - به
قال المنذري: "هذا الإسناد متصل ورواته محتج بهم وهو أمثل إسناد في هذا الباب انظر النكت [1/ 411] وقال البوصيري في مصباح الزجاجة [1/65] : هَذَا إِسْنَاد حسن إِن كَانَ سُوَيْد بن سعيد حفظه اهـ وقال الزيلعي في نصب الراية (1 / 19) : وَهَذَا أَمْثَلُ إسْنَادٍ فِي الْبَابِ لِاتِّصَالِهِ وَثِقَةِ رُوَاتِهِ، فَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ. وَشُعْبَةُ. وعباد احتج بهما الشَّيْخَانِ، وَحَبِيبٌ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ فِي أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.قلت : اختصر ابن ماجه متنه، ورواه عن سويد بن سعيد مرفوعًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو بتمامه -كما في رواية عمران بن موسى عن سويد-: عن عبدالله بن زيد، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ بثلثي مد، وجعل يدلك، والأذنان من الرأس فقد وهم سويد وذكر والأذنان من الرأس وقد جاء عن سويد بدون ذكر لفظة: «الأذنان من الرأس» فقد أخرج أبو يعلى في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة ( 1/344) ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ شُعْبَةَ...بلفظ  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأُتِيَ بِوُضُوءِ ثُلُثَيْ مُدٍّ، فَرَأَيْتُهُ يَتَوَضَّأُ فَجَعَلَ يُدَلِّكُ بِهِ ذِرَاعَيْهِ، وَدَلَّكَ أُذُنَيْهِ- يَعْنِي: حِينَ مَسَحَهُمَا". ولم يذكر والأذنان من الرأس كما رواه غيرُ سويد عن ابن أبي زائدة، وغير ابن أبي زائدة عن شعبة؛ بدون لفظة «الأذنان من الرأس»: رواه البيهقي في الكبرى (942) والحاكم (509) من طريق إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الرَّازِيّ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أُتِيَ بِثُلُثَيْ مُدٍّ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَجَعَلَ يَدْلُكُ ذِرَاعَيْهِ وليس فيه : الأذنان من الرأس ورواه البيهقي في الكبرى (943) من طريق سُلَيْمَان بْن دَاوُدَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، ثنا شُعْبَةُ به ولم يذكر والأذنان من الرأس ورواه ابن خزيمة في صحيحه (118) وابن حبان (1083)من طريق مُحَمَّد بْن الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيّ، نا  يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ شُعْبَةَ به وأحمد (16441)- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، به ابن حبان (1082) - عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة، به ولم يذكر والأذنان من الرأس قلت : فهذا الطريق -طريق عبدالله بن زيد- منكرٌ مرفوعًا، وهو من أوهام سويد قال ابن حجر في التقريب (2690) : صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول اهـ فهذا الطريق لا يصلح في الشواهد
قال ابن حجر رحمه الله في النكت (1/ 410)
أما حديث عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - فرواه ابن ماجه 000 قال المنذري: "هذا الإسناد متصل ورواته محتج بهم وهو أمثل إسناد في هذا الباب [قلت هذا الإسناد]  رجاله رجال مسلم، إلا أن له علة فإنه من رواية سويد بن سعيد كما ترى، وقد وهم فيه، وذكر الترمذي في العلل الكبير أنه سأل البخاري عن هذا الحديث فضعف سويدا.
قلت: وهو وإن أخرج له مسلم في صحيحه فقد ضعفه الأئمة/ واعتذر مسلم عن تخريج حديثه، بأنه ما أخرج له إلا ما له أصل من رواية غيره. وقد كان مسلم لقيه وسمع منه قبل أن يعمى ويتلقن ما ليس من حديثه، وإنما كثرت المناكير في روايته بعد عماه.وقد حدث بهذا الحديث في حال صحته فأتى به على الصواب. فرواه البيهقي  من رواية عمران بن موسى السختياني عن سويد بسنده إلى عبد الله بن زيد - رضي الله تعالى عنهما - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ بثلثي مد وجعل يدلك. قال: "والأذنان من الرأس"، انتهى. وقوله: قال والأذنان من الرأس هو من قول عبد الله بن زيد - رضي الله تعالى عنه - والمرفوع منه ذكر الوضوء بثلثي مد والدلك.وكذا أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، والحاكم من حديث أبي كريب عن ابن أبي زائدة دون الموقوف. وقد أوضحت ذلك بدلائله وطرقه في الكتاب الذي جمعته في المدرج اهـ
قلت : الخلاصة الطريق الأول عن أبي هريرة ليس فيهم متهم. وإذا ضم إليه طريق سليمان بن موسي الحديث المرسل وطريق أبي موسى الأشعري ، فلا شك حينئذ في ثبوت الحديث وقواه ابن الجوزي وصححه ابن القطان وحسنه العلائي كما في النكت (1/409) وحسنه ابن دقيق العيد- كما في نصب الراية (1/ 18) وقال الألباني في صحيح أبي داود (1/217) حديث صحيح وحسنه الترمذي في بعض نسخ "السنن "وقواه المنذري وابن التركماني والزيلعي اهـ وقال ابن حجر في النكت (1\415) وإذا نظر المنصف إلى مجموع هذه الطرق علم أن للحديث أصلا، وأنه ليس مما يطرح، وقد حسنوا أحاديث كثيرة باعتبار طرق لها دون هذه - والله أعلم – اهـ وقال الصنعاني في سبل السلام (1/69) وَحَدِيثُ: «الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ» وَإِنْ كَانَ فِي أَسَانِيدِهِ مَقَالٌ إلَّا أَنَّ كَثْرَةَ طُرُقِهِ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا اهـ وقال الألباني في الصحيحة (36) حديث صحيح له طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة اهـ
(22) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ، يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ، وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ، وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ، يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ  صححه ابن حبان والألباني والأرنؤوط رواه أحمد (17443) وأبو داود (1203) والنسائي (666) وابن حبان (1660) والبيهقي في الكبرى (1905) من طريق ابْن وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيَّ، حَدَّثَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ به قلت : حديث صحيح رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب وقال المنذري في مختصر أبي داود (1/344) رجال إسناده ثقات اهـ
قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (41) قلت: وهذا إسناد مصري صحيح، رجاله كلهم ثقات، وأبو عشانة اسمه حي بن يؤمن وهو ثقة. اهـ وقال في صحيح أبي داود (1086) هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أبي عشانة- واسمه: حَيَ بن يُؤْمِنَ-، وهو ثقة اهـ وقال الأرنؤوط في تحقيقه سنن أبي داود : إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله اهـ
(23) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ. وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ. وَالثَّلاَثَةُ رَكْبٌ» رواه مالك (2/ 978) وأحمد (6748) وأبو داود (2607) والترمذي (1674) والنسائي في الكبرى (8798) والحاكم (2495) والبيهقي في الكبرى (10347) و"ابن خزيمة" 2570 والبغوي في "شرح السنة" (2675) من طرق عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به وسببه كما في "المستدرك" والبيهقي: أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَحِبْتَ؟» فَقَالَ: مَا صَحِبْتُ أَحَدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المتن
قال الترمذي : حديث حسن وصححه ابن خزيمة والحاكم وحسّنه البغوي وصحّحه النووي في "الرياض" (رقم: 959)، وقال الحافظ ابن حجر: حديث حسن الإِسناد. كذا في فيض "القدير" (4/ 44).وصححه أحمد شاكر في مسند أحمد وقال الألباني رحمه الله في الصحيحة [1/ 132] قلت: وإسناده حسن، للخلاف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. والمتقرر فيه أنه حسن كما فصلت القول فيه في " صحيح أبي داود " (رقم 124) اهـ وحسنه شعيب الأرنؤوط
قلت: حديث حسن عمرو بن شعيب قال ابن حجر في التقريب : صدوق وأبوه شعيب هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ابن حجر في التقريب : صدوق ، ثبت سماعه من جده اهـ قال ابن حبان رحمه الله : يقال إنه سمع من جده عبد الله بن
عمرو ، و ليس ذلك عندى بصحيح اهـ قلت : وهذا قول مردود الصحيح أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو موصولة مطلقا والدليل : ما رواه الحاكم في المستدرك (2375) والبيهقي في الكبرى (5/ 274) بسند حسن من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَسْأَلُهُ عَنْ مُحْرِمٍ وَقَعَ بِامْرَأَةٍ، فَأَشَارَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى ذَاكَ، فَسَلْهُ. قَالَ شُعَيْبٌ: فَلَمْ يَعْرِفْهُ الرَّجُلُ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَسَأَلَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: بَطَلَ حَجُّكَ. فَقَالَ الرَّجُلُ فَمَا أَصْنَعُ؟ قَالَ: «أَحْرِمْ مَعَ النَّاسِ، وَاصْنَعْ مَا يَصْنَعُونَ، وَإِذَا أَدْرَكْتَ قَابِلًا، فَحُجَّ وَأَهْدِ» فَرَجَعَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَلْهُ، قَالَ شُعَيْبٌ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَرَجَعَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَنَا مَعَهُ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقَالَ قُولِي مِثْلُ مَا قَالَا  هذا الحديث فيه دليل بأن شعيبا سمع من جده عبد الله بن عمرو ، ومن ابن عباس ، ومن ابن عمرو وفيه الرد على من يقول انه لم يسمع منه 0
قال الحاكم رحمه الله : «هَذَا حَدِيثُ ثِقَاتٍ رُوَاتُهُ حُفَّاظٌ، وَهُوَ كَالْآخِذِ بِالْيَدِ فِي صِحَّةِ سَمَاعِ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ووافقه الذهبى والألباني انظر إرواء الغليل (4/ 234)
 وقال البيهقى: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ سَمَاعِ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو اهـ
قال النووي في المجموع (1/ 65) فَصْلٌ قَدْ أَكْثَرَ الْمُصَنِّفُ مِنْ الِاحْتِجَاجِ بِرِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَصَّ هُوَ فِي كِتَابِهِ اللُّمَعِ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ هَكَذَا: وَسَبَبُهُ أَنَّهُ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَجَدُّهُ الْأَدْنَى مُحَمَّدٌ تَابِعِيٌّ وَالْأَعْلَى عَبْدُ اللَّهِ صَحَابِيٌّ فَإِنْ أَرَادَ بِجَدِّهِ الْأَدْنَى وَهُوَ مُحَمَّدٌ فَهُوَ مُرْسَلٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ وَإِنْ أَرَادَ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ مُتَّصِلًا وَاحْتُجَّ بِهِ فَإِذَا أَطْلَقَ وَلَمْ يُبَيِّنْ احْتَمَلَ الْأَمْرَيْنِ فَلَا يُحْتَجُّ بِهِ وَعَمْرٌو وَشُعَيْبٌ وَمُحَمَّدٌ ثِقَاتٌ وَثَبَتَ سَمَاعُ شُعَيْبٍ مِنْ مُحَمَّدٍ وَمَنْ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ الَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ وَالْجَمَاهِيرُ: وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ بِكَسْرِ الْحَاءِ أَنَّ شعيبا لم يلق عبد الله وأبطل الدارقطني وَغَيْرُهُ ذَلِكَ وَأَثْبَتُوا سَمَاعَ شُعَيْبٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَبَيَّنُوهُ * فَإِذَا عُرِفَ هَذَا فَقَدْ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الِاحْتِجَاجِ بِرِوَايَتِهِ هَكَذَا فَمَنَعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ كَمَا مَنَعَهُ الْمُصَنِّفُ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا: وَذَهَبَ أَكْثَرُ الْمُحَدِّثِينَ إلَى صِحَّةِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ وَهُوَ الصَّحِيحُ الْمُخْتَارُ رَوَى الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ الْمِصْرِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ أَيُحْتَجُّ بِهِ فَقَالَ رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَعَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيَّ وَالْحُمَيْدِيَّ وَإِسْحَاقَ بْنَ رَاهْوَيْهِ يَحْتَجُّونَ بِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَا تَرَكَهُ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَذَكَرَ غَيْرُ عَبْدِ الْغَنِيِّ هَذِهِ الْحِكَايَةَ * ثم قال قال البخاري من الناس بعد هم:
وَحَكَى الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ كَأَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَهَذَا التَّشْبِيهُ نِهَايَةُ الْجَلَالَةِ مِنْ مِثْلِ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَاخْتَارَ الْمُصَنِّفُ فِي اللُّمَعِ طَرِيقَةَ أَصْحَابِنَا فِي مَنْعِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ وَتَرَجَّحَ عِنْدَهُ فِي حَالِ تَصْنِيفِ الْمُهَذَّبِ جَوَازُ الِاحْتِجَاجِ به كما قاله الْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْأَكْثَرُونَ وَهُمْ أَهْلُ هَذَا الْفَنِّ وَعَنْهُمْ يُؤْخَذُ وَيَكْفِي فِيهِ مَا ذَكَرْنَاهُ عَنْ إمَامِ الْمُحَدِّثِينَ الْبُخَارِيِّ وَدَلِيلُهُ أَنَّ ظَاهِرَهُ الْجَدُّ الْأَشْهَرُ الْمَعْرُوفُ بِالرِّوَايَةِ وَهُوَ عَبْدُ الله اهـ وقال البخاري كما في سنن الترمذي (2/ 322)  «وَقَدْ سَمِعَ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو » اهـ وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/173) الرَّجُلُ لاَ يَعْنِي بِجَدِّهِ إِلاَّ جَدَّهُ الأَعْلَى عَبْدَ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَدْ جَاءَ كَذَلِكَ مُصَرَّحاً بِهِ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ، يَقُوْلُ: عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، فَهَذَا لَيْسَ بِمُرْسَلٍ.
وَقَدْ ثَبَتَ سَمَاعُ شُعَيْبٍ وَالِدِهِ مِنْ: جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
وَمِنْ: مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِم.
وَمَا عَلِمْنَا بِشُعَيْبٍ بَأْساً، رُبِّيَ يَتِيْماً فِي حَجْرِ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَسَافَرَ مَعَهُ، وَلَعَلَّهُ وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَلِيٍّ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ اهـ وقال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (18/8)وَأَمَّا أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ فَيَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إذَا صَحَّ النَّقْلُ إلَيْهِ مِثْلَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَة وَنَحْوِهِمَا وَمِثْلَ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْه وَغَيْرِهِمْ قَالُوا: الْجَدُّ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ اهـ
وله شاهد بسند ضعيف رواه الحاكم (2496) أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا جَدِّي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ المتن قال الحاكم:" صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي! وأقره العسقلاني قلت : ابن عجلان ليس على شرط مسلم؛ إنما أخرج له مسلم متابعة وهو حسن الحديث قال أبو زرعة وغيره صدوق وسط اهـ والمخزومي لم يرو له مسلم أصلاً، وإنما البخاري، وهو حسن الحديث وشيخ الحاكم وهو إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ الشَّعْرَانِيّ قال الألباني رحمه الله في الضعيفة (3/ 651) عن هذا الراوي في متن أخر إسماعيل الشعراني هذا قد أورده الذهبي نفسه في " الميزان " وقال:" من شيوخ الحاكم، قال الحاكم: ارتبت في لقيه بعض الشيوخ. ثم قال: حدثنا
إسماعيل: حدثنا جدي.. "قلت: فذكر له بإسناد آخر عن أنس حديث " طلب العلم فريضة على كل مسلم " وقال:" غريب فرد ".
فكأن الحاكم يشير بهذا إلى شكه في سماع إسماعيل من جده الفضل.
والفضل نفسه فيه كلام أيضا، فقد قال ابن أبي حاتم (3/2/69) :
" كتبت عنه بالري، وتكلموا فيه ".ومن أجل هذا ذكره الذهبي أيضا في " الميزان " لكنه أتبع ذلك بقوله:" وقال الحاكم: كان أديبا فقيها عابدا، عارفا بالرجال، كان يرسل شعره. قلت: عرف بالشعراني، وهو ثقة، لم يطعن فيه بحجة، وقد سئل عنه الحسين القتباني؟ فرماه بالكذب. قال: وسمعت أبا عبد الله بن الأخرم يسأل عنه، فقال: صدوق إلا أنه كان غاليا في التشيع قلت: مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين ".قلت: وبالجملة فعلة هذا الإسناد، إنما هي إسماعيل الشعراني، فإنه مع تكلم الحاكم في سماعه لا أعلم أحدا وثقه.اهـ
(24) عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ، وَفِي الْمَوَاسِمِ بِمِنًى، يَقُولُ: «مَنْ يُؤْوِينِي؟ مَنْ يَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي، وَلَهُ الْجَنَّةُ؟» حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، أَوْ مِنْ مِصْرَ - كَذَا قَالَ - فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ، فَيَقُولُونَ: احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ، لَا يَفْتِنُكَ، وَيَمْشِي بَيْنَ رِجَالِهِمْ، وَهُمْ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ لَهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَآوَيْنَاهُ، وَصَدَّقْنَاهُ، فَيَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنَّا فَيُؤْمِنُ بِهِ، وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ ائْتَمَرُوا جَمِيعًا، فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى نَتْرُكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ وَيَخَافُ؟ فَرَحَلَ إِلَيْهِ مِنَّا سَبْعُونَ رَجُلًا حَتَّى قَدِمُوا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ، فَوَاعَدْنَاهُ شِعْبَ الْعَقَبَةِ، فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ حَتَّى تَوَافَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، علَامَ نُبَايِعُكَ، قَالَ: «تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَالنَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ، لَا تَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي، فَتَمْنَعُونِي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ، وَأَزْوَاجَكُمْ، وَأَبْنَاءَكُمْ، وَلَكُمُ الْجَنَّةُ» ، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَهُوَ مِنْ أَصْغَرِهِمْ، فَقَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، فَإِنَّا لَمْ نَضْرِبْ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ، وَأَنَّ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَى ذَلِكَ، وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ، وَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ جَبِينَةً، فَبَيِّنُوا ذَلِكَ، فَهُوَ أَعْذَرَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، قَالُوا: أَمِطْ عَنَّا يَا أَسْعَدُ، فَوَاللَّهِ لَا نَدَعُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ أَبَدًا، وَلَا نَسْلُبُهَا أَبَدًا، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ، فَأَخَذَ عَلَيْنَا، وَشَرَطَ، وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ،
رواه أحمد (14456) وابن حبان (6274) والحاكم (4251) والبيهقي في الكبرى (17735) من طرق عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ به حديث حسن على شرط مسلم فيه ابنُ خُثيم: هو عبد الله بن عثمان بن خُثيم قال ابن حجر في التقريب : صدوق وأبو الزبير : هو محمد بن مسلم قال ابن حجر في التقريب : صدوق إلا أنه يدلس اهـ فهو في المرتبة الثالثة في التدليس كما في طبقات المدلسين (45) وهي من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع اهـ قلت : قد صرح بالتحديث عند أحمد (14653) والبيهقي فزالت تهمة تدليسه 0
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/46) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبَزَّارُ وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ اهـ وقال العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/134) قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالتحديث في بعض الطرق عنه، وقال الحافظ ابن كثير في تاريخه " البداية والنهاية "(3 / 159 - 160) :" رواه أحمد والبيهقي، وهذا إسناد جيد على شرط مسلم، ولم يخرجوه ".ثم رأيته في " المستدرك " (2 / 624 - 625) من الوجه المذكور، وقال:" صحيح الإسناد، جامع لبيعة العقبة ". ووافقه الذهبي. ثم روى قطعة يسيرة وأقره الذهبي. من آخره من طريق أخرى عن جابر به. وقال:" صحيح على شرط مسلم اهـ وقال ابن حجر رحمه الله : إسناده حسن" الفتح 8/ 223 وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم اهـ
(25) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْلِعُ لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ، فَيَهَشُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَلَا أَرَاهُ يَصْنَعُ هَذَا بِهَذَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَكُونُ لِيَ الْوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ وَمَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَا يَرْحَمْ لا يرحم رواه ابن حبان (6975) وأبو الشيخ في أخلاق النبي (184) والبغوي في شرح السنة (3603) من طريق مُحَمَّد بْن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتن حديث حسن محمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث قال ابن حجر في التقريب  صدوق له أوهام وقال العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (4/1683) إسناده جيد اهـ قال الألباني في الصحيحة (70) هذا إسناد حسن اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في صحيح ابن حبان : إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعة، وحديثه عند أصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي السند رجاله ثقات رجال الصحيح اهـ وحسنه حسين سليم أسد في موارد الظمآن (7/193) ورواه هناد في الزهد مرسلا (2/618) وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/383) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، ثنا أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتن مرسلا
(26) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ سِنِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامُهُ يَقُولُ: " بِسْمِ اللهِ "، وَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: " اللهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ، وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ، وَهَدَيْتَ وَأَحْيَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ رواه أحمد (18970 /16595)  والنسائي في الكبرى (6871) وابن السني في عمل اليوم والليلة (465) من طريق بَكْر بْن عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ به المتن قلت : حديث حسن رجاله رجال مسلم بكر بن عمرو المعافرى المصرى قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/347) : محله الصدق.
واحتج به الشيخان. مات شابا، ما أحسبه تكهل.قال أبو حاتم الرازي: شيخ وقال الدارقطني: يعتد به وقال أبو عبد الله الحاكم: ينظر في أمره اهـ ولخص حاله ابن حجر في التقريب فقال : صدوق عابد اهـ وهو الراجح قال النووي: إسناده حسن" الأذكار (ص212) وقال ابن حجر في فتح الباري (9/581) سَنَدُهُ صَحِيحٌ اهـ قلت : بل سنده حسن والحافظ نفسه قال عن بكر بن عمرو صدوق فمن أين له الصحة وكذلك صححه الألباني كما في الصحيحة فقال (1/152) : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم اهـ وكذلك قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح اهـ
(27) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ» رواه الطيالسي (2429) وأحمد (9843) والترمذي (3380) عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  به حديث صحيح بشواهده وهذا  إسناد حسن صالح مولى التوأمة قال ابن حجر في التقريب : صدوق اختلط ، قال ابن عدى : لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبى ذئب و ابن جريج اهـ قلت : ورواية أحمد من طريق ابْن أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ به فهذا الاسناد حسن وقال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وصححه الألباني في سنن الترمذي وانظر الصحيحة (74)
وتابعه أبو إِسْحَاقَ مَوْلَى عَبْد اللهِ بْن الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا رواه أحمد (9583) والنسائي في الكبرى (10165) والحاكم (2017) والبيهقي في شعب الإيمان (542) وأبو إسحاق هذا مجهول قال الهيثمي في مجمع الزوائد (16789) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ: مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، لَمْ يُوَثِّقْهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يَجْرَحْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَحَدِ إِسْنَادَيْ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ اهـ وقال ابن حجر في التقريب : مقبول اهـ يعنى عند المتابعة وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، لكن تحرف فيه إسحاق مولى عبد الله بن الحارث إلى إسحاق بن عبد الله بن الحارث ورواه أبو داود (4856) والنسائي في الكبرى (10164) والطبراني في الشاميين (1324) والبيهقي في شعب الإيمان (541) من طريق عن ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ، وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا، لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ» قال النووي في(رياض الصالحين 273/1) إسناده حسن اهـ قال الألباني في الصحيحة (78) وهذا إسناد حسن اهـ وحسنه الأرنؤوط
ورواه أحمد (9965) ، وابن حبان في " صحيحه " (591) من طريق عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لَا يَذْكُرُونَ فِيهِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ حديث صحيح قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 79) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ اهـ وقال الألباني رحمه الله : إسناده صحيح. انظر الصحيحة (1/ 158) وقال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : إسناده صحيح على شرط الشيخين الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمّان اهـ
وله شاهد رواه الطبراني في الكبير (7751 ) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ به مرفوعا قلت :إبراهيم بن محمد مجهول العين ، قال الذهبي: غير معتمد، وتبعه في ذلك الحافظ في " اللسان "، وقال الهيثمي: لم أعرفه. وقال في موضع آخر: ضعفه الذهبي فقال: غير معتمد ولم أر للمتقدمين فيه تضعيفًا. وقال مرة: ضعفه الذهبي، ولم يذكر سببا. وأخرج له الضياء، وحسن له المنذري، وتبعه الهيثمي، وقال الألباني: هو كما قالا لولا جهالة ابن عرق الحمصي، فلعلهما وقفا على توثيق له أو متابع له. وقال الشيخ في موضع آخر: لم أجد له ترجمة. وقال مرة: لم يترجم له ابن عساكر في " التاريخ "، وقال الحافظ في " اللسان ": شيخ غير معتمد. وقال أيضا: هو الذي في " الميزان " و " اللسان "، شيخ الطبراني غير معتمد. وقال مرة: ضعيف انظر إرشاد القاصي والداني (1/71)
  (28) عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، فَقَالَهَا فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ كَانَتْ كَالطَّابَعِ يُطْبَعُ عَلَيْهِ، وَمَنْ قَالَهَا فِي مَجْلِسِ لَغْوٍ كَانَتْ كَفَّارَتَهُ ".
رواه النسائي في الكبرى (10185) والطبراني في الكبير (1586) والحاكم (1970) والبيهقي في الدعوات الكبير (297) من طريق نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به حديث صحيح  قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/163) قال – الحاكم - : " صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي وهو كما قالا.وعزاه المنذري (2 / 236) للنسائي والطبراني، قال:" ورجالهما رجال الصحيح ".وقال الهيثمي (10 / 142 و 423) : " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح قلت: وفي رواية للطبراني زيادة: " يقولها ثلاث مرات " وقد سكت عليها الهيثمي، وليس بجيد، فإن في سندها خالد بن يزيد العمري وقد كذبه أبو حاتم ويحيى، وقال ابن حبان: " يروي الموضوعات عن الأثبات فهذه الزيادة واهية لا يلتفت إليها اهـ
(29) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: «ادْنُوَا، فَكُلَا» ، قَالَا: إِنَّا صَائِمَانِ، قَالَ : «ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ، اعْمَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ رواه أحمد (8436) والنسائي في الكبرى (2584) والبزار في مسنده (8598)  وابن خزيمة في صحيحه (2031) وابن حبان (3557) والحاكم (1583) والبيهقي في الكبرى (8176) من طرق عن عُمَر بْن سَعْدٍ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به حديث صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب وصححه ابن خزيمة وابن حبان وقال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ اهـ قلت : أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ احتج به مسلم دون البخاري وقال البيهقي : تفَرَّدَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ اهـ قلت: وهو ثقة احتج به مسلم وسفيان هو الثوري وقال الألباني في الصحيحة (1/168) إسناده صحيح على شرط مسلم، ورواه ابن خزيمة في " صحيحه اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في صحيح ابن حبان : إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الحفري - واسمه عمر بن سعد بن عبيد - فمن رجال مسلم اهـ
ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة مرسلا، منهم:
1 - مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ  بْنِ شَابُورَ رواه النسائي في الكبرى" (2585)
قال ابن حجر في التقريب : عن محمد صدوق صحيح الكتاب اهـ
2 - الوليد بن مسلم.
أخرجه النسائي في "الكبرى" (2586) قال ابن حجر عن الوليد بن مسلم كما في التقريب  : ثقة لكنه كثير التدليس و التسوية اهـ وهو هنا عنعن 0
3 - رواه علي بن المبارك الهُنَائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرسلا. رواه النسائي في "الكبرى" (2587) ويحيى بن أبي كثير قال عنه ابن حجر في التقريب : ثقة ثبت لكنه يدلس و يرسل اهـ
4 – يحيى بن حمزة الدمشقي.
قاله الدارقطني في "العلل" قلت :يحيى من رجال الشيخين قال عنه ابن حجر في التقريب : ثقة رمى بالقدر اهـ
5- يحيى بن عبد الله البابَلُتِّي.
قاله الدارقطني أيضا قلت :يحيى هذا قال عنه ابن حجر في التقريب:ضعيف اهـ وقال: وهو الصحيح"انظر العلل (9/ 281)
قلت : الوصل أصح؛ لأنه زيادة ثقة وهي مقبولة قال النووي رحمه الله : إذا روي الحديث موصولا ومرسلا فالحكم للاتصال عند جمهور العلماء لأنها زيادة ثقة وهي مقبولة عند الجماهير" الأذكار ص (112)
وقال الألباني في الصحيحة (1/168) عن هذا الحديث قال : ولعل الموصول أرجح، لأن الذي وصله وهو سفيان عن الأوزاعي ثقة، وزيادة الثقة مقبولة ما لم تكن منافية لمن هو أوثق منه اهـ
(30) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ» ، قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ» ، قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ» ، ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ» ، قَالَ لَهُ: «بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ» رواه أحمد (23046) والروياني في مسنده (13) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3810) والحاكم (2225) وابن عساكر في معجمه (213) من طرق عن عَبْد الْوَارِثِ بْن سَعِيدٍ،حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: المتن قلت : حديث صحيح رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب رجاله رجال مسلم قال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ".ووافقه الذهى.قلت : رجاله رجال مسلم فقط
سليمان بن بريدة لم يخرج له البخارى شيئا , أخرج له مسلم وحده  وإنما أخرج البخاري ومسلم لأخيه عبد الله بن بريدة.
وقال الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد (6676) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ اهـ وقال الألباني في الصحيحة (1/170) إسناده صحيح رجاله ثقات محتج بهم في " صحيح مسلم اهـ وقال شعيب الأرنؤوط وغيره في مسند أحمد : إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة، فمن رجال مسلم اهـ
ولم يتفرد به سليمان , فقد رواه الأعمش عن نفيع أبى داود عن بريدة الأسلمى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: فذكره نحوه.
رواه أحمد (22970) وابن ماجه (2418) وإسناده ضعيف جدا فيه نُفَيْع أبو دَاوُدَ -وهو ابن الحارث الأعمى- قال ابن حجر في التقريب : متروك ، و قد كذبه ابن معين اهـ
(31) عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ، وَلَا صَلَاةٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ، فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا " فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ، وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: «يَا صِلَةُ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ» ثَلَاثًا رواه ابن ماجه (4049) والحاكم (8636) والبيهقي في شعب الإيمان (1870) من طريق أبي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ به قلت : حديث صحيح على شرط مسلم قال ابن حجر في التقريب : ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ، و قد يهم فى حديث غيره ، و قد رمى بالإرجاء اهـ قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ووافقه الذهبي اهـ قال الألباني : قلت: وهو كما قالا انظر الصحيحة (1/172) وصححه ابن تيمية انظر الصحيحة (7/145) اهـ قال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه سنن ابن ماجه : إسناده صحيح. أبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق بن أشيَمَ، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وقد صحح إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 254، وقوى إسناده الحافظ في "الفتح" 13/ 16 اهـ
ورواه موقوفا عن حذيفة نعيم  بن حماد في الفتن (1665) قال : ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، به موقوفا قلت : رواية المرفوع أكثر وارجح ورَوَاهُ مُسَدّد فِي مُسْنده عَن أبي عوَانَة عَن أبي مَالك بِإِسْنَادِهِ وَمَتنه مرفوعا كما في مصباح الزجاجة (4/194) قلت : ومسدد هو ابن مسرهد أبو الحسن البصرى قال ابن حجر في التقريب : ثقه حافظ وهو من رجال البخاري أبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري
وخالفه أبو كامل الجحدرى وهو ثقه من رجال مسلم فرواه موقوفا كما في مسند البزار (2839)- حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، به مَوْقُوفًا رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب ورجاله رجال مسلم
وأخرجه موقوفًا كذلك محمَّد بن فُضَيْل في الدعاء (15) والحاكم (8542) وقال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ "
 اهـ ومحمد بن فضيل ثقه من رجال الشيخين ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد (416/ 1) من طريق خلف بن خليفة، كلاهما (محمَّد بن فضيل وخلف بن خليفة) عن أبي مالك الأشجعي، به. وخلف بن خليفة قال ابن حجر في التقريب : صدوق اختلط فى الآخر اهـ
قلت : الموقوف لا ينافي المرفوع لأن الراوي قد لا ينشط أحيانا لرفعه فيوقفه. فهو صحيح مرفوعا وموقوفا قال ابن حجر في التلخيص (1/359) إِذَا رُوِيَ الْحَدِيثُ مَرْفُوعًا تَارَةً وَمَوْقُوفًا أُخْرَى فَالْحُكْمُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَةِ لِلرَّفْعِ وَالنَّوَوِيُّ مِمَّنْ يَعْتَمِدُ ذَلِكَ وَيُكْثِرُ مِنْهُ وَلَا يَلْتَفِتُ إلَى تَعْلِيلِ الْحَدِيثِ بِهِ إذَا كَانَ الرَّافِعُ ثِقَةً فَيَجِيءُ عَلَى طَرِيقَتِهِ أَنَّ الْمَرْفُوعَ صَحِيحٌ اهـ وفي فتح المغيث (1/220) الصَّحِيحُ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنَّ الرَّاوِيَ إِذَا رَوَى الْحَدِيثَ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا فَالْحُكْمُ لِلرَّفْعِ ; لِأَنَّ مَعَهُ فِي حَالَةِ الرَّفْعِ زِيَادَةً، هَذَا هُوَ الْمُرَجَّحُ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ. 00والْمَاوَرْدِيّ قَدْ نَقَلَ عَنِ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ يَحْمِلُ الْمَوْقُوفَ عَلَى مَذْهَبِ الرَّاوِي، وَالْمُسْنَدَ عَلَى أَنَّهُ رِوَايَتُهُ، يَعْنِي فَلَا تَعَارُضَ حِينَئِذٍ.
وَنَحْوُهُ قَوْلُ الْخَطِيبِ: اخْتِلَافُ الرِّوَايَتَيْنِ فِي الرَّفْعِ وَالْوَقْفِ لَا يُؤَثِّرُ فِي الْحَدِيثِ ضَعْفًا ; لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ الصَّحَابِيُّ يُسْنِدُ الْحَدِيثَ وَيَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّةً، وَيَذْكُرُ مَرَّةً عَلَى سَبِيلِ الْفَتْوَى بِدُونِ رَفْعٍ، فَيُحْفَظُ الْحَدِيثُ عَنْهُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا اهـ
(32) إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا
رواه أحمد (18073) والنسائي (5658) من طريق شُعْبَة، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به حديث صحيح رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب رجاله رجال الشيخين قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/774) قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الستة، وجهالة اسم الصحابي لا تضر، كما في المصطلح تقرر. وأبو بكر بن حفص اسمه عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، وشيخه اسمه عبد الله بن محيريز اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين اهـ 
وله شاهد عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رواه أبو داود (3688) وابن ماجه (4020) وابن حبان (6758) والبيهقي في الكبرى (17383) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيّ إسناده ضعيف مالك بن أبي مريم مجهول قال ابن حجر في التقريب : مقبول اهـ يعني عند المتابعة وقال ابن حزم : لا يُدرى مَن هو، وقال الذهبي: لا يُعرف انظر تهذيب التهذيب (10/21) وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا حاتم بن حريث. وله شاهد رواه ابن ماجه (3384) والطبراني في الكبير (7474) من طريق حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نحوه إسناده ضعيف عبد السلام بن عبد القدوس قال ابن حجر في التقريب ضعيف والعباس بن الوليد أيضا ضعيف ضعفه أبو داود وأبو حاتم الرازي وباقي رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب رجال الشيخين وله شاهد عن ابن عباس رواه الطبراني في الكبير (11228) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا عَفَّانُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّارُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : نحوه قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8107) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ قلت: عفان بن سيار الجُرجانِيُّ قال الذهبي في "الديوان": ليس بحجة.
وأبو عامر الخزاز واسمه صالح بن رستم مختلف فيه،والراجح أنه حسن الحديث
وله شاهد عن عائشة وله عن عائشة طريقان :
1-  رواه الدارمي (2145) حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى - بن عبيد الخزاعي الدمشقي -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: نحوه إسناده حسن رجاله ثقات إلا محمد بن راشد فهو حسن الحديث قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/180) : قلت: وهذا سند حسن، القاسم بن محمد هو ابن أبي بكر الصديق - ثقة أحد الفقهاء في المدينة، احتج به الجماعة.
وأبو وهب الكلاعي اسمه عبيد الله بن عبيد وثقه دحيم.وقال ابن معين: لا بأس به.ومحمد بن راشد هو المكحولي الخزاعي الدمشقي، وثقه جماعة من كبار الأئمة كأحمد وابن معين وغيرهما، وضعفه آخرون.
وتوسط فيه أبو حاتم فقال: " كان صدوقا حسن الحديث ".
قلت: وهذا هو الراجح لدينا، وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يهم ".وزيد بن يحيى، هو إما زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي أبو عبد الله الدمشقي، وإما زيد بن أبي الزرقاء يزيد الموصلي أبو محمد نزيل الرملة، ولم يترجح لدي الآن أيهما المراد هنا، فكلاهما روى عن محمد بن راشد، ولكن أيهما كان فهو ثقة اهـ وحسنه حسين سليم أسد في تحقيقه سنن الدارمي
2- رواه عبد الله بْن وَهْبٍ في الموطأ (45) والحاكم (7237) وأبو يعلى في مسند (4390) والبيهقي في الكبرى (17382) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ عن عَائِشَةَ نحوه مرفوعا قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ اهـ
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كذا قال "محمد" فمحمد مجهول وإنْ كان ابن أخي الزهري فالسند منقطع"
(33) سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ رواه البخاري (5590) وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الكِلاَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ، وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: به حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب إلا هشام بن عمار قال ابن حجر في التقريب (7303) : صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح اهـ قلت : هشام وإن كان فيه كلام إلا أن البخاري رحمه الله كان ينتقي من أحاديث مثل هذا قال البخاري : كُلُّ رَجُلٍ لَا أَعْرِفُ صَحِيحَ حَدِيثِهِ مِنْ سَقِيمِهِ لَا أَرْوِي عَنْهُ وَلَا أَكْتُبُ حَدِيثَهُ انظر علل الترمذي ص (394) وقد أعله ابن حزم وغيره  بعلتين 1- قال ابن حزم عَطِيَّة بْن قَيْسٍ مَجْهُول انظر المحلى [1/218] قلت : وهذه دعوى ساقطة فعطية من رجال البخاري ومسلم قال الذهبي في الموقظة [1/78] الثقة: مَن وثَّقَه كثيرٌ، ولم يُضعَّف. ودُونَه: مَن لم يُوَثَّق ولا ضُعِّف. فإن خُرِّج حديثُ هذا في "الصحيحين"، فهو مُوَثَّق بذلك اهـ وقال ابن سعد : عن عطية وكَانَ مَعْرُوفًا، ولَهُ أَحَادِيثُ انظر تهذيب الكمال [20/ 154] وقال البزار في مسنده [10/ 40] : عَطِيَّةَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٍ اهـ وقال ابن حجر في فتح الباري [10/ 54] هُوَ شَامِيٌّ تَابِعِيٌّ قَوَّاهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ اهـ وقال ابن حجر في التقريب : ثقه فأنى له الجهالة وابن حزم رحمه الله قد فاته العلم بكثير من أئمة الحديث المصنفين الكبار، فحكم عليهم بالجهالة!! فلا يستغرب جهله بعطية بن قيس. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: "وأما أبو محمد بن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع، فقال في كتاب الفرائض من الإيصال: محمد بن عيسى بن سورة – الترمذي - مجهول. ولا يقولن قائل: لعله ما عرف الترمذي ولا اطلع على حفظه ولا على تصانيفه؛ فإن هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خلق من المشهورين من الثقات الحافظ؛ كأبي القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبي العباس الأصم، وغيرهم اهـ وابن حزم خالف أكثر من عشرة من الحفاظ الذين صرحوا بصحة الحديث وقوة إسناده كما سيأتي
2- بأنه منقطع بين البخاري رحمه الله وبين شيخه هشام بن عمار، لكونه لم يصرح بسماعه منه، وإنما علقه عنه تعليقا،وأجيب : 1- أن البخاريَّ قد لَقِي هشامَ بن عمَّار، وسمع منه، فإذا قال: "وقال هشام"، فهو بِمَثابة قوله: "عن هشام"
2- أنَّ كلام ابن حزم يُقبَل إذا كان البخاريُّ مُدلِّسًا، ولَمْ يَصِفِ أحدا الْبُخَارِيَّ بِالتَّدْلِيسِ ، فبطلَ بذلك كلامُ ابن حزم فكما هو معروف في أصول الحديث أن الراوى إذا توفر فيه ثلاثة أمور وهى العدالة واللقاء والأمن من التدليس حملت عنه أي صيغة أتى بها عن شيخه على السماع وممن قرر هذا المذهب ابن حزم نفسه كما في الأحكام في أصول الأحكام.
3- أنَّ البخاري أدخلَ الحديث في كتابه المُسمَّى بالصَّحيح، فلولا صحَّتُه ما فعل ذلك
4- لو سلَّمْنا بصحَّة كلام ابن حزم، فقد وصله 1- ابن حبان في صحيحه فقال (6754) أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، به والقطان هذا وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وقال الذهبي : الحَافِظُ، المُسْنِدُ، الثِّقَةُ، انظر سير أعلام النبلاء  (14/286) 2- الطبراني في الكبير (3417) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْجَوْنِيُّ الْبَصْرِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ به وموسى هذا وثقه الدارقطني وقال الذهبي رحمه الله : الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، الرَّحَّال انظر سير أعلام النبلاء (14/ 261) 3- كما فِي مُسْتَخْرَجِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ انظر فتح الباري (10/ 53) ومن طريقه البيهقي في الصغير (3353) عن الْحَسَن بْن سُفْيَانَ، أنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، أنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ به والحسن قال عنه عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي حَاتِمٍ:الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ سَمِعَ حِبَّانَ بنَ مُوْسَى، وَقُتَيْبَةَ، وَابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، كَتَبَ إِلَيَّ وَهُوَ صَدُوْقٌ انظر سير أعلام النبلاء (14/ 159)
 ففي كلِّ الحالات الحديث ثابتٌ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم  وهناك أربعة آخرون سمعوه من هشام خرجهم الحافظ في تغليق التعليق 5 / 17 - 19 والذهبي عن بعضهم في السير 21 / 157 و 23 / 7،.
قال الألباني رحمه الله في تحريم آلات الطرب (39) : قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابها لاستقامة 1 / 294: والآلات الملهية قد صح فيها ما رواه البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به داخلا في شرطه قلت: وهذا النوع من التعليق صورته صورة التعليق كما قال الحافظ العراقي في تخريجه لهذا الحديث في المغني عن حمل الأسفار 2 / 271، وذلك لأن الغالب على الأحاديث المعلقة أنها منقطعة بينها وبين معلقها ولها صور عديدة معروفة وهذا ليس منها لأن هشام بن عمار من شيوخ البخاري الذين احتج بهم في صحيحه في غير ما حديث كما بينه الحافظ في ترجمته من مقدمة الفتح ولما كان البخاري غير معروف بالتدليس كان قوله في هذا الحديث: قال في حكم قوله: عن أو: حدثني أو: قال لي اهـ
قال ابن باز : وقد أخطأ ابن حزم في ذلك، وأنكر عليه أهل العلم هذا القول، وخطؤه فيه؛ لأن هشاما من شيوخ البخاري، وقد علقه عنه جازما به، وما كان كذلك فهو صحيح عنده، وقد قبل منه أهل العلم ذلك وصححوا ما علقه جازما به إلى من علقه عنه وهذا الحديث من جملة الأحاديث المعلقة الصحيحة، ولعل البخاري لم يصرح بسماعه منه، لكونه رواه عنه بالإجازة، أو في معرض المذاكرة أو لكونه رواه عنه بواسطة بعض شيوخه الثقات، فحذفه اختصارا أو لغير ذلك من الأسباب المقتضية للحذف، وعلى فرض انقطاعه بين البخاري وهشام، فقد رواه عنه غيره متصلا، عن هشام بن عمار.. إلخ.. بأسانيد صحيحة، وبذلك بطلت شبهة ابن حزم ، واتضح الحق لطالب الحق، والله المستعان قال ابن حجر : وَأَمَّا دَعْوَى بن حَزْمٍ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا فَقَدْ سَبَقَهُ إِلَيْهَا بن الصَّلَاحِ فِي عُلُومِ الْحَدِيثِ فَقَالَ التَّعْلِيقُ فِي أَحَادِيثَ مِنْ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ قُطِعَ إِسْنَادُهَا وَصُورَتُهُ صُورَةُ الِانْقِطَاعِ وَلَيْسَ حُكْمُهُ حُكْمَهُ وَلَا خَارِجًا مَا وُجِدَ ذَلِكَ فِيهِ مِنْ قَبِيلِ الصَّحِيحِ إِلَى قَبِيلِ الضَّعِيفِ وَلَا الْتِفَاتٌ إِلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الظَّاهِرِيِّ الْحَافِظِ فِي رَدِّ مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَامِرٍ وَأَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ الْحَدِيثَ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَوْرَدَهُ قَائِلًا قَالَ هِشَامُ بْنُ عمار وَسَاقه بِإِسْنَادِهِ فَزعم بن حَزْمٍ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ فِيمَا بَيْنَ الْبُخَارِيِّ وَهِشَامٍ وَجَعَلَهُ جَوَابًا عَنِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ عَلَى تَحْرِيمِ الْمَعَازِفِ وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ مَعْرُوفُ الِاتِّصَالِ بِشَرْطِ الصَّحِيحِ وَالْبُخَارِيُّ قَدْ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ قَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِهِ مُسْنَدًا مُتَّصِلًا وَقَدْ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْبَابِ الَّتِي لَا يَصْحَبُهَا خَلَلُ الِانْقِطَاعِ اه ثم قال الحافظ بعدما نقل كلام ابن الصلاح المذكور بأسطر ما نصه: وَقَدْ تَقَرَّرَ عِنْدَ الْحُفَّاظِ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي بِهِ الْبُخَارِيُّ مِنَ التَّعَالِيقِ كُلِّهَا بِصِيغَةِ الْجَزْمِ يَكُونُ صَحِيحًا إِلَى مَنْ عَلَّقَ عَنْهُ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ شُيُوخِهِ لَكِنِ إِذَا وُجِدَ الْحَدِيثُ الْمُعَلَّقُ مِنْ رِوَايَةِ بَعْضِ الْحُفَّاظِ مَوْصُولًا إِلَى مَنْ عَلَّقَهُ بِشَرْطِ الصِّحَّةِ أَزَالَ الْإِشْكَالَ وَلِهَذَا عَنَيْتُ فِي ابْتِدَاءِ الْأَمْرِ بِهَذَا النَّوْعِ وَصَنَّفَتْ كِتَابَ تَعْلِيقِ التَّعْلِيقِ وَقَدْ ذَكَرَ شَيْخُنَا فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ وَفِي كَلَامِهِ عَلَى عُلُومِ الْحَدِيثِ أَنَّ حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ جَاءَ عَنْهُ مَوْصُولًا – قلت عمرو سيأتي -انْتَهَى انظر فتح الباري (10/52) ومجموع فتاوى لابن باز (3/410) 
ثم إن هشاما لم يتفرد به لا هو ولا شيخه صدقة بن خالد بل إنهما قد توبعا رواه أبو داود (4039)- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ، وَاللَّهِ يَمِينٌ أُخْرَى مَا كَذَّبَنِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْخَزَّ، وَالْحَرِيرَ» وَذَكَرَ كَلَامًا، قَالَ: «يُمْسَخُ مِنْهُمْ آخَرُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» قلت : إسناده صحيح رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب قال الألباني رحمه الله في تحريم آلات الطرب (1/ 42) قلت: وهذا إسناد صحيح متصل كما قال ابن القيم في الإغاثة 1 / 260، تبعا لشيخه في إبطال التحليل ص 27، لكن ليس فيه التصريح بموضع الشاهد منه وإنما أشار إليه بقوله: وذكر كلاما وقد جاء مصرحا به في رواية ثقتين آخرين من الحفاظ وهو عبد الرحمن بن إبراهيم الملقب ب دحيم قال: ثنا بشر بلفظ البخاري المتقدم اهـ قلت عمرو 1- عبد الرحمن بن إبراهيم الملقب ب دحيم رواه الأسماعيلي كما في فتح الباري (10/ 54) ومن طريق الإسماعيلي البيهقي في السنن الكبرى (6100) بلفظ البخاري المتقدم: سَاقَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ الْحَدِيثَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ رِوَايَةِ دُحَيْمٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ بَكْرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فَقَالَ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ
2- عيسى بن أحمد العسقلاني رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/189) من طريق أبي سَعِيْدٍ الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْبِ الشَّاشِيّ نا عيسى بن ابن أحمد العسقلاني نا بشر بن بكر به مطولا والشاشي قال عنه الذهبي : الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، الرَّحَّالُ انظر سير أعلام النبلاء (15/359) وعيسى قال عنه ابن حجر في التقريب ثقه يغرب
وصحح هذا الحديث 1 - البخاري 2 - ابن حبان 3 – الإسماعيلي 4 - ابن الصلاح 5 - النووي 6 - ابن تيمية 7- ابن القيم 8 - ابن كثير 9 - العسقلاني 10 - ابن الوزير الصنعاني 11 - السخاوي 12 - الأمير الصنعاني 13- الألباني انظر تحريم الآت الطرب (89) قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/187) :
وابن حزم رحمه الله مع علمه وفضله وعقله، فهو ليس طويل الباع في الاطلاع على الأحاديث وطرقها ورواتها. ومن الأدلة على ذلك تضعيفه لهذا الحديث.وقوله في الإمام الترمذي صاحب السنن: " مجهول " وذلك مما حمل العلامة محمد بن عبد الهادي - تلميذ ابن تيمية - على أن يقول في ترجمته في " مختصر طبقات علماء الحديث " (ص 401) :" وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه، وعلى أحوال الرواة ".قلت: فينبغي أن لا يؤخذ كلامه على الأحاديث إلا بعد التثبيت من صحته وعدم شذوذه، شأنه في ذلك شأنه في الفقه الذي يتفرد به، وعلم الكلام الذي يخالف السلف فيه، فقد قال ابن عبد الهادي بعد أن وصفه " بقوة الذكاء وكثرة الاطلاع ":" ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد، لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا
القليل، كالخالق، والحق، وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا،
كالرحيم والعليم والقدير، ونحوها، بل العلم عنده هو القدرة، والقدرة هي العلم، وهما عين الذات، ولا يدل العلم على شيء زائد على الذات المجردة أصلا وهذا عين السفسطة والمكابرة. وقد كان ابن حزم قد اشتغل في المنطق والفلسفة ، وأمعن في ذلك، فتقرر في ذهنه لهذا السبب معاني باطلة اهـ
(34) جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا، وَفِي مَسْجِدِنَا، فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا، فَقَالَ: يَا عَقِيلُ: ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ، وَفِي مَسْجِدِهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟». قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ عَلَى أَنْ تَسْتَشْعِلُوا لِي مِنْهَا شُعْلَةً». قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي، فَارْجِعُوا رواه أبو يعلى في مسنده (6804) والطبراني في الكبير (511) ، والبيهقي في دلائل النبوة (2/186) من طريق  يُونُس بْن بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: المتن قلت : إسناده حسن رجاله رجال مسلم ويونس بن بكير وطلحة بن يحيى صدوقان كما قال ابن حجر في التقريب  قال البوصيري في اتحاف الخيرة (7/ 28) هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ اهـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9809) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، 00وَأَبُو يَعْلَى بِاخْتِصَارٍ يَسِيرٍ مِنْ أَوَّلِهِ، وَرِجَالُ أَبِي يَعْلَى رِجَالُ الصَّحِيحِ اهـ قال ابن حجر في المطالب العالية (17/251) هَذَا إِسْنَادٌ حَسَن اهـ وقال الألباني في الصحيحة (1/ 195): وهذا إسناد حسن، رجاله رجال مسلم، وفي يونس بن بكير وطلحة بن يحيى كلام لا يضر. وأما حديث: " يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره أو أهلك فيه ما تركته ".فليس له إسناد ثابت ولذلك أوردته في " الأحاديث الضعيفة " (913) اهـ.
وقال حسين سليم أسد : إسناده قوي
 (35) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ، وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا رواه أحمد (22980) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1342) والبزار (4425) وابن حبان (4363) والحاكم (7816) والبيهقي في شعب الإيمان (10604) وفي الكبرى (19836) من طريق الْوَلِيد بْن ثَعْلَبَةَ الطَّائِيّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المتن ورواه أبو داود (3253) واقتصرعلى قوله: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا» قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب وقال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ووافقه الذهبي وصحَّحه المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 82)، والنووي في الأذكار (316) وحسَّنه السخاوي، كما في الفتوحات الربانية (7/ 114)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 332) : قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ النَّهْيَ عَنِ الْحَلِفِ بِالْأَمَانَةِ فَقَطْ.رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا الْوَلِيدَ بْنَ ثَعْلَبَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ اهـ وقال الألباني في الصحيحة (325) وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الوليد هذا وقد وثقه ابن معين وابن حبان اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن ثعلبة الطائي فقد روى له أبو داود وابن ماجه والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ثقة اهـ وصحح إسناده حسين سليم أسد في الموارد (4/ 263)
(36) عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: خَطَبْتُ امْرَأَةً، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا؟ " قُلْتُ: لَا قَالَ: " فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا رواه أحمد (18154 -) وسعيد بن منصور في سننه (516) وابن أبي شيبه في مصنفه (17388) عبد وعبد الرزاق في مصنفه (10335) والترمذي (1087) والنسائي (3235) وابن ماجه (1866) وأبو عوانه في المستخرج (4036) والطحاوي في شرح معاني الآثار (4282) والطبراني في الكبير (1053) والدارقطني (3621) والبيهقي في السنن الكبرى (13489) من طريق عَاصِم الْأَحْوَلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: المتن وزاد سعيد بن منصور والبيهقي وغيرهما  فَأَتَيْتُهَا وَعِنْدَهَا أَبَوَاهَا، وَهِيَ فِي خِدْرِهَا قَالَ: فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا قَالَ: فَسَكَتَا قَالَ: فَرَفَعَتِ الْجَارِيَةُ جَانِبَ الْخِدْرِ، فَقَالَتْ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلِيَّ لَمَا نَظَرْتَ، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْمُرْكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلِيَّ، فَلَا تَنْظُرْ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا، ثُمَّ تَزَوَّجْتُهَا قَالَ: فَمَا وَقَعَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ بِمَنْزِلَتِهَا، وَلَقَدْ تَزَوَّجْتُ سَبْعِينَ أَوْ بِضْعًا وَسَبْعِينَ امْرَأَةً  قلت :حديث صحيح على شرط الشيخين رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب إلا أن يحيى بن معين قال: " لم يسمع بكر من المغيرة قلت : الصحيح أنه سمع منه قال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 305) ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَلِ، وَذَكَرَ الْخِلَافَ فِيهِ، وَأَثْبَتَ سَمَاعَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ مِنْ الْمُغِيرَةِ اهـ وأما سماع سماع بكر من المغيرة ؛ فهو الظاهر؛ لأن المثبت مقدّم على النافي. وكأنه لذلك حسن له الترمذي هذا الحديث وصححه ابن القطان وغيرهما ولوكانا يريان عدم سماعه منه؛ لقالا بعد أن ذكرا روايته عنه: " ولم يسمع منه "! كما هي عادتهما في مثل ذلك قال الترمذي : «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ» وقَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه «أَحْكَام النّظر (471) ذكره النسائي -رَحِمَهُ اللهُ-وهو صحيح اهـ وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات انظر مصباح الزجاجة (2/100) وقال ابن الملقن : هَذَا الحَدِيث صَحِيح وَقَالَ ابْن الصّلاح: إِسْنَاده ثَابت انظر البدر المنير (7/504) وصححه الألباني
ورواه ابن ماجه (1865) وابن حبان (4043) والحاكم (2/ 165) من طريق عَبْد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا» ، فَفَعَلَ، فَتَزَوَّجَهَا، فَذَكَرَ مِنْ مُوَافَقَتِهَا قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب ورجاله رجال الشيخين ولكن فيه علة وهي قال ابن حجر في التقريب : عن معمر : ثقة ثبت فاضل إلا أن فى روايته عن ثابت و الأعمش و هشام بن عروة شيئا و كذا فيما حدث به بالبصرة اهـ
قال شعيب الأرنؤوط في سنن ابن ماجه : صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن بعض أهل العلم قد ضعف رواية معمر -وهو ابن راشد- عن ثابت -وهو ابن أسلم البناني- وقال الدارقطي: الصواب عن ثابت عن بكر اهـ
وقال الحاكم:" صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي، وقال البوصيري في " الزوائد "(118 / 1) ." هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات اهـ
(37) عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَةٍ، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ»  رواه أحمد (23602) والطحاوي في شرح معاني الآثار (4279) والبزار كشف (1418) والطبراني في الأوسط (911) من طريق عَبْد اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، أَوْ حُمَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المتن قلت : حديث صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات كما قال ابن حجر : في التقريب وعبد الله هو ابن عيسى  بن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7455) : رَوَاهُ أَحْمَدُ إِلَّا أَنَّ زُهَيْرًا شَكَّ فَقَالَ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ أَبِي حُمَيْدَةَ. وَالْبَزَّارُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَالْكَبِيرِ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ اهـ وقال الألباني في الصحيحة (1/201): وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن عبد الله -وهو ابن يزيد الخَطْمي- فمن رجال مسلم اهـ
(38) عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا، فَلْيَفْعَلْ» قَالَ: «فَخَطَبْتُ جَارِيَةً مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَكُنْتُ أَخْتَبِئُ لَهَا تَحْتَ الْكَرَبِ حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا بَعْضَ مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا، فَتَزَوَّجْتُهَا» رواه أحمد (14869 /14586) وابن أبي شيبة في مصنفه (17389) وأبو داود (2082) والحاكم في المستدرك (2696) من طريق مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، (وقال بعضهم: واقد بن عمرو) عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المتن قلت : حديث حسن رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب إلا محمد ابن إسحالق قال ابن حجر في التقريب : صدوق يدلس ، و رمى بالتشيع و القدر اهـ قلت : وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، لكن قد
صرح بسماعه من داود بن حصين عند أحمد (14869)
 قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت : وابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في المتابعات قال ابن حجر في فتح الباري (9/181) سَنَدُهُ حَسَنٌ اهـ وحسنه الألباني في الصحيحة (1/205) وقال في " التلخيص (3/ 306) :
وَأَعَلَّهُ ابْنُ الْقَطَّانِ بِوَاقِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ وَقَالَ: الْمَعْرُوفُ وَاقِدُ بْنُ عَمْرٍو، قُلْت: رِوَايَةُ الْحَاكِمِ فِيهَا عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَذَا هُوَ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ أقول: وكذلك هو عند جميع من ذكرنا غير أبي داود وأحمد في روايته الأخرى فقالا: " واقد بن عبد الرحمن "، وقد تفرد به عبد الواحد بن زياد خلافا لمن قال: " واقد بن عمرو " وهم أكثر، وروايتهم أولى، وواقد بن عمرو ثقة من رجال مسلم، أما واقد بن عبد الرحمن فمجهول. والله أعلم انظر الصحيحة (1/ 205)
(39) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ» رواه أحمد (6566) وعبد بن حميد في مسنده (342) والبخاري في الأدب المفرد (115) والترمذي (1944) والدارمي في سننه (2481) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2800) والطبراني في الكبير (41) وابن خزيمة (2539) وابن حبان (519) والحاكم (7295) والبيهقي في شعب الإيمان (9095) من طريق حَيْوَة بْن شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: المتن قلت : حديث صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب إلا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ فقال عنه صدوق قلت : بل هو ثقه من رجال مسلم وقال النسائي ليس به بأس قال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ اهـ وصححه ابن خزيمة وابن حبان وقال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ووافقه الذهبي وصححه أحمد شاكر وقال الألباني في الصحيحة (1/212) وقال ابن بشران عقب الحديث:" حديث صحيح، وإسناده كلهم ثقات "وهو كما قال اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : إسناده قوي على شرط مسلم اهـ وقال الأعظمي: إسناده صحيح اهـ وحسنه شيخنا مصطفى العدوي 0 وتابع حيوه ابن لهيعه رواه أحمد وغيره (6566) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي،حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا : أَخْبَرَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ،به وابن لهيعة خلط بعد احتراق كتبه ولكن حديثه حسن إذا روى عنه العبادلة منهم عبد الله بن يزيد  قال عبد الغنى بن سعيد الأزدى : إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح :ابن المبارك ، وابن وهب ، والمقرىء و ذكر الساجى وغيره مثله انظر تهذي التهذيب (5 / 377) وقال الألباني في الصحيحة (2/24) رواية العبادلة الثلاثة عنه صحيحة وهم عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وعبد الله ابن يزيد المقريء فإنهم رووا عنه قبل احتراق كتبه، كما هو مشروح في ترجمته من" التهذيب اهـ
(40) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي رواه أحمد (11237) وأبو يعلى في مسنده (1399) والحاكم (7672) والبيهقي في الأسماء والصفات (265) من طريق عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: المتن قلت : إسناده حسن قَال عَباس الدُّورِيُّ : سألت يَحْيَى بْن مَعِين عَنْ حديث دراج، عَن أَبِي الْهَيْثَمِ، عَن أَبِي سَعِيد، فقَالَ: ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس بِهِ بأس، دراج ثقة، وأَبُو الهيثم ثقة وقال أبو دَاوُد: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عَن أبي الهيثم، عَن أبي سَعِيد انظر تهذيب الكمال (8/478) وحكى ابن عدى ، عن أحمد بن حنبل : أحاديث دراج ، عن أبى الهيثم عن أبى سعيد فيها ضعف و قال ابن شاهين فى " الثقات " : ما كان بهذا الإسناد فليس به بأس انظر تهذيب التهذيب  3 / 209 واحتج بهذ الإسناد أيضا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والسيوطي قلت : هذا السند أقل أحواله أنه حسن يحتج به قال الحاكم : «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ووافقه الذهبي وحسنه لغيره الألباني وشعيب الأرنؤوط
وقد توبع على الحديث، رواه الإمام أحمد (11244) والطبراني في الأوسط (8788) من طريق لَيْث بن سعد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِرَبِّهِ: بِعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتِ الْأَرْوَاحُ فِيهِمْ، فَقَالَ لَهُ اللهُ: فَبِعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَبْرَحُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي إسناده ضعيف قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب إلا عَمْرٍو وهو ابن أبى عمرو ، و اسمه ميسرة ، مولى المطلب بن عبد الله ابن حنطب  قال الذهبى : حديثه حسن اهـ ورجاله رجال الشيخين ولكن عمرو لم يسمع من أبي سعيد قلت : عمرو هذا ذكره ابن حجر في "التقريب" في طبقة صغار التابعين الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة، وذكر أنه مات بعد 150 هـ ، واختلف في سنة وفاة أبي سعيد،  فقيل63أو 64 أو 65 هـ و قيل 74 هـ بـ المدينة ، فيكون بين وفاتيهما مثلا  ست وسبعون سنة وقد قال فيه ابن سعد: كان صاحب مراسيل،
قال الألباني في الصحيحة (1/213) : قلت: هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع بين عمرو - وهو ابن أبي عمر مولى المطلب - وبين أبي سعيد الخدري، فإنهم، لم يذكروا لعمرو رواية عن أحد من الصحابة غير أنس بن مالك، وهو متأخر الوفاة جدا عن أبي سعيد، فإن هذا كانت وفاته سنة (75) على أكثر ما قيل، وهو توفي سنة (92) وقيل (93) اهـ قال الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد (10/207) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو يَعْلَى بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: «لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ». وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَأَحَدُ إِسْنَادَيْ أَحْمَدَ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَكَذَلِكَ أَحَدُ إِسْنَادَيْ أَبِي يَعْلَى اهـ
قال الألباني في الصحيحة (1/214) وكأنه قد خفي عليه الانقطاع الذي ذكرت، أقول هذا مع العلم أن قول المحدث في حديث ما "رجاله رجال الصحيح " أو " رجاله ثقات " ونحو ذلك لا يفيد تصحيح
إسناده، خلافا لما يظن البعض، وقد نص على ما ذكرنا الحافظ ابن حجر فقال في " التلخيص " (ص 239) بعد أن ساق حديثا آخر:
" ولا يلزم من كون رجاله ثقات أن يكون صحيحا، لأن الأعمش مدلس ولم يذكر سماعه  اهـ
 ورواه ابن لهيعة عن دراج به وزاد: وَارْتِفَاعِ مَكَانِي، لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ
رواه البيهقي في الأسماء (265) والبغوي في " شرح السنة " (1293)
قال الألباني في الصحيحة (1/ 213) : قلت: وعلة هذه الزيادة عندي من ابن لهيعة وهي من تخاليطه لا من دراج، فقد رواه عنه عمرو بن الحارث بدونها كما رأيت – أي المتن السابق – اهـ
(41) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: " مَنْ مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ، فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ قَالَ: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ رواه أحمد (23552) وابن حبان (821) والطبراني في الكبير (3898) والبيهقي في شعب الإيمان (648) من طريق أبي صَخْرٍ الْمَدَنِيّ حُمَيْد بْن زِيَادٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتن حديث حسن بشواهده وهذا إسناد ضعيف  قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/97) : رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، رِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ ثِقَةٌ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ أَحَدٌ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ اهـ قلت: عبد الله بن عبد الرحمن ترجمه ابن حبان ولم يذكر عنه راويا إلا أبو صخر حميد بن زياد فهو مجهول وابن حبان متساهل في توثيق المجاهيل كما هو معلوم وذكره البخاري في التاريخ دون جرح أو تعديل، وحسنه المنذري في " الترغيب والترهيب " 2/445 اهـ وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن انظر نتائج الأفكار" (1/ 100) وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/250) : صحيح لغيره اهـ وصححه لشواهده شعيب الأرنؤوط كما في تحقيقه صحيح ابن حبان وقال حسين أسد في الموارد (7/347) إسناده جيد اهـ
وله شاهد رواه الطبراني في الكبير (13354)- حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا مِنْ غَرْسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُ عَذْبٌ مَاؤُهَا طَيِّبٌ تُرَابُهَا، فَأَكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِهَا، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ» قال الهيثمي في مجمع الزوائد (16900) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ عُقْبَةُ بْنُ عَلِيٍّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ
ورواه الترمذي (3462) والطبراني في الكبير (10363) بلفظ من طريق سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وقال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ اهـ قال الحافظ: قلت حسنه لشواهده، ومن ثم قيد الغرابة، وإلا فعبد الرحمن بن إسحاق ضعفوه وهو أبو شيبة الواسطي" النتائج 1/ 100 قلت بل هذا اللفظ ضعيف انفرد به عبد الرحمن بن إسحاق فهو ضعيف قال ابن حجر في التقريب : ضعيف اهـ فلا يتقوى بما قبله لاختلاف لفظة الذكر والله أعلم
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (16863) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو شَيْبَةَ الْكُوفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ ولكن صح بلفظ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ غَرَسَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ "
(42) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ غَرَسَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ  رواه الطبراني في الأوسط (8475) وفي الدعاء (1676) من طريق عَلِيّ بْن عُثْمَانَ اللَّاحِقِيّ قَالَ: نا عِمْرَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، مَوْلَى عُبَيْدِ الصَّيْدِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ أَبَانَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المتن حديث صحيح بشواهده وهذا إسناده ضعيف رجاله ثقات إلا عِمْرَان بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بَصْرِيٌّ قال البخاري في التاريخ (2876) فِيهِ نَظَرٌ اهـ
 ووثقه ابن حبان (8 / 497) ولذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد (16864) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ. اهـ قلت : وابن حبان متساهل جدا في التوثيق قال المنذري في" الترغيب " (2 / 245) : رواه الطبراني، وإسناده حسن لا بأس به في المتابعات اهـ قلت ويشهد له حديث ابن مسعود السابق وحديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا، فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟» قُلْتُ: غِرَاسًا لِي، قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ خَيْرٍ لَكَ مِنْ هَذَا؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، يُغْرَسْ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ " رواه ابن الأعرابي في معجمه (2190) وابن ماجه (3807) والحاكم (1887) عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به إسناده ضعيف لضعف أبي سنان: واسمه عيسى بن سنان القسملي قال ابن حجر في التقريب لين الحديث اهـ وقال الحاكم : صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ قلت : هذا تساهل منه وقال المنذري (2/ 424) والدمياطي (ص 436): "إسناده حسنٌ". وقال البوصيري: "هذا إسنادٌ حسنٌ: أبو سنان اسمه عيسى بن سنان، مختلفٌ فيه". أهـ قلت : يصح بما قبله وما سيأتي وقال الألباني في صحيح الترغيب (1549)حسن لغيره اهـ ورواه البزار في مسند (3078) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُمَيْد – المكي - مَوْلَى عَلْقَمَة، ثنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ: " أَلا تَرْتَعُ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَتُرِيحُ فِيهَا؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا الرَّتْعُ؟ قَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ سَلْمَانُ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ غَرْسًا، فَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ " قلت : فيه حميد المكي قال ابن حجر مجهول قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَحُمَيْدٌ لا نَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ إِلا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ اهـ
(43) عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَأَتَاهُ فَتًى يَسْأَلُهُ عَنْ إِسْدَالِ الْعِمَامَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ بِعِلْمٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: كُنْتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةُ، وَابْنُ عَوْفٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ أُولَئِكَ مِنَ الْأَكْيَاسِ» ثُمَّ سَكَتَ الْفَتَى وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِنِ ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَنَزَلَ فِيكُمْ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يَعْمَلُوا بِهَا إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا الزَّكَاةَ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ مَنْ غَيْرِهِمْ وَأَخَذُوا بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَلْقَى اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " ثُمَّ أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَتَجَهَّزُ لِسَرِيَّةٍ بَعَثَهُ عَلَيْهَا، وَأَصْبَحَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ مَنْ كَرَابِيسَ سَوْدَاءَ، فَأَدْنَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَقَضَهُ وَعَمَّمَهُ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ، وَأَرْسَلَ مِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ وَقَالَ: «هَكَذَا يَا ابْنَ عَوْفٍ اعْتَمَّ فَإِنَّهُ أَعْرَبُ وَأَحْسَنُ» ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: خُذِ ابْنَ عَوْفٍ فَاغْزُوا جَمِيعًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فَهَذَا عَهْدُ اللَّهِ وَسِيرَةُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَ رواه الطبراني في الأوسط (4671) والبزار(6175) والحاكم (8623) من طريق الْهَيْثَم بْن حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ حَفْص بْن غَيْلَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ  به وقال الحاكم : «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ» ووافقه الذهبي وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9615) رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ قلت: بل هو حسن الإسناد فإن الهيثم قال ابن حجر في التقريب : صدوق رمى بالقدر وابن غيلان هذا قال ابن حجر في " التقريب ": " صدوق فقيه، رمي بالقدر اهـ وحسن هذا الإسناد الألباني وقال شعيب الأرنؤوط في سنن ابن ماجه (5/150) وهذا إسناد حسن رجاله ثقات إلا أن حفص بن غيلان ينزل عن رتبة الصحيح اهـ
ورواه ابن ماجه (4019) وأبو نعيم في " الحلية " (8/333) عَنِ ابْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: المتن قلت: وهذا سند ضعيف رجاله ثقات إلا ابن أبي مالك واسمه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك قال ابن حجر في التقريب : ضعيف مع كونه كان فقيها ، وقد اتهمه ابن معين اهـ وحسنه لغيره شعيب الأرنؤوط في سنن ابن ماجه وله طريق رواه ابن أبي الدنيا
في " العقوبات " (ق 62 / 2) من طريق نافع بن عبد الله عن فروة بن قيس المكي عن عطاء بن أبي رباح به.
قلت: وهذا سند ضعيف، قال ابن حجر عن نافع في التقريب : مجهول وكذلك قال : فروة مجهول 0
ورواه أبو سهيل بن مالك عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر به مرفوعاً.أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 67) وابن عدي (3/ 1247) والبيهقي في "الشعب" (10066) من طريق عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ثني أبي ثني مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل به. قلت : عبيد الله بن سعيد قال ابن حبان: يروى عن الثقات المقلوبات.لا يجوز الاحتجاج به.قلت: روى عنه أبو عوانة في صحيحه.
قال المعلمي : ولا ينفعه رواية أبي عوانة عنه في صحيحه؛ لأن صحيح أبي عوانة مستخرج على صحيح مسلم، يعمد إلى أحاديث مسلم فيخرجها بأسانيده إلى شيخ مسلم أو شيخ شيخه، فربما لا يجد الحديث إلا عند راو ضعيف فيخرجه عنه. لأن الحديث ثابت من غير طريقه انظر الفوائد المجموعه (356)
ورواه الروياني في " مسنده " (ق 247 / 1) عن عُثْمَان بْن عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مرفوعا.
وهذا سند ضعيف، عثمان بن عطاء هذا هو ابن أبي مسلم الخراساني قال ابن حجر في التقريب : ضعيف اهـ
ورواه يَعْقُوب بْن عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،  مرفوعا رواه البيهقي في "الشعب" (3043) وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم،قال ابن حجر في التقريب : صدوق اختلط جدا و لم يتميز حديثه فترك اهـ وأبو محمد الواسطي لم أجد له ترجمه وقال البيهقي : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ اهـ
وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح، وكذا صححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1321) وانظر السلسلة الصحيحة (106)
ولبعض الحديث شاهد من حديث بريدة بن الحصيب مرفوعا بلفظ:
(44) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ قَطُّ، إِلَّا كَانَ الْقَتْلُ بَيْنَهُمْ، وَلَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، وَلَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ، إِلَّا حَبَسَ اللَّهُ عَنْهُمُ الْقَطْرَ» رواه الحاكم (2577) والبيهقي في الكبرى (6397) من طريق بَشِير بْن مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:وقال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ووافقه الذهبي اهـ وقال البوصيري: إسناده حسن" إتحاف الخيرة 6/ 346 وقال ابن حجر في "المطالب (9/451) : إسناده حسن اهـ قلت : بشير هذا صدوق ولكن قال عنه البخاري  : يخالف فى بعض حديثه اهـ ورواه البيهقي في الكبرى (6398) من طريق الْحُسَيْن بْن وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : المتن موقوفا على ابن عباس والحسين بن واقد : قال أحمد : فى أحاديثه زيادة ، ما أدرى أى شىء هى ، و نفض يده وقال ابن حجر في التقريب : ثقة له أوهام اهـ
قال ابن أبي حاتم : سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى ، عَنْ بَشِير بْنِ مُهاجِر، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم ) : مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلاَّ حُبِسَ عَنْهُمُ القَطْرُ، ولاَ نَقَصَ قَوْمٌ المِكْيَالَ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حُسَين بْنُ واقِد ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، موقوفً ؛ وهو أشبَهُ انظر علل الحديث (2/603) قال ابن حجر في "بذل الماعون (ص 211 - 212): وبشير أخرج له مسلم، وبقية رجاله رجال الصحيح، وهو أصح طرق هذا الحديث، وله علة غير قادحة -فذكر حديث حسين بن واقد- قال: ويحتمل أن يكونا محفوظين وإلا فهذه الطريق أرجح لاحتمال أن يكون بشير بن المهاجر سلك الجادة"اهـ وقال السخاوي في الأجوبة المرضية (3/1170) : وأورده في المختارة فأدنى مراتبه أن يكون عنده حسنا، وكذا حسن شيخنا في تصانيفه إسناده، وكأنه إنما لم يطلق الحكم لكون بشير خولف فيه فرواه الفضل بن موسى السيناني عن الحسين بن واقد 000والحسين أوثق من بشير لكن توبع  اهـ  قلت : رواه الطبراني في الكبير (10992) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُنِيبِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نحوه قال المنذري في " الترغيب " (1 / 310) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَسَنَده قريب من الْحسن وَله شَوَاهِد اهـ وقال الهيثمي (4346) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ الْمَرْوَزِيُّ، لَيَّنَهُ الْحَاكِمُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ مُوَثَّقُونَ، وَفِيهِمْ كَلَامٌ اهـ قال الألباني في الصحيحة (1/220) : قلت: وهذا إسناد ضعيف يستشهد به اهـ قلت : إسناده ضعيف جداً. قال البخاري: إسحاق بن عبد الله منكر الحديث والألباني نفسه قال في الصحيحة (5/305) عن حديث آخر قال : إسناده ضعيف جدا، إسحاق قال البخاري: " منكر الحديث اهـ  قلت : الحديث حسن مرفوعا صحيح موقوفا
ورواه الطبراني في الأوسط (4577) مختصرا عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى أَبُو دَاوُدَ الْكُوفِيُّ عن فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلَّا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ» قلت ، إسناده حسن رجاله ثقات إلا سليمان بن موسى حسن الحديث قال أبو داود : كوفى نزل دمشق ، ليس به بأس اهـ  قال المنذري (1 / 270) بعد ما عزاه للطبراني:" ورواته ثقات اهـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4350) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ وقال السخاوي في الأجوبة المرضية (3/1170) رواته ثقات اهـ
قال الألباني في الصحيحة (1/220) : وبالجملة فالحديث بهذه الطرق والشواهد صحيح بلا ريب اهـ
(45) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوِتْرُ، فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ " قَالَ أَبُو تَمِيمٍ: فَأَخَذَ بِيَدِي أَبُو ذَرٍّ فَسَارَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَى أَبِي بَصْرَةَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا قَالَ عَمْرٌو؟ قَالَ أَبُو بَصْرَةَ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواه أحمد (23851) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4492) والطبراني في الكبير (2168) من طريق عَبْد اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَصْرَةَ حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: المتن  قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب ورجاله رجال مسلم  وقال ابن المنذر في الترغيب والترهيب (1/384) : رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي أحمد رواته رواة الصحيح اهـ
 وقال الهيثمي: رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْطَبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَلَهُ إِسْنَادَانِ عِنْدَ أَحْمَدَ أَحَدُهُمَا رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ انظر مجمع الزوائد (3435)
أبو بصرة اسمه حميل بن بصرة بن وقاص بن حاجب بن غفار وقال الألباني في الصحيحة (1/ 221) وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق -وهو المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. سعيد بن يزيد: هو الحِمْيري القِتْباني، وابن هبيرة: اسمه عبد الله، وأبو تميم الجَيْشاني: اسمه عبد الله بن مالك اهـ ورواه أحمد (27229)  والحارث في مسنده (227) من طريق يَحْيَى بْن إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْن لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : المتن قال الألباني في الصحيحة (7/ 1726) يحيى بن إسحاق- وهو السيلحيني- من قدماء أصحاب ابن لهيعة؛ فأمنا بذلك اختلاط ابن لهيعة اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : وهذا إسناد حسن، ابنُ لَهيعة إنما رواه عنه يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- وقد سمع منه قبل احتراق كتبه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح اهـ
ورواه الطحاوى في شرح مشكل الآثار (4491) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُبَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا تَمِيمٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ الْجَيْشَانِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: المتن (وسقط من السند عبد الله بن هبيرة)  ورواه الطبرانى فى الكبير(2167) من طريق ثالث عن ابن لهيعة به.
قال الألباني في إرواء الغليل (2/ 158) قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن لهيعة وهو إنما يخشى منه سوء حفظه بسبب احتراق كتبه وهذا مأمون منه هنا لأن من الرواة عنه أبو عبد الرحمن المقرى واسمه عبد الله بن يزيد. قال عبد الغنى بن سعيد الأزدى: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح: ابن المبارك , وابن وهب , والمقرى وذكر الساجى وغيره مثله اهـ
وله طرق أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم انظر نصب الراية (2/108) و التلخيص الحبير (2/34) فمن شاء راجعهما وفيما ذكرنا كفاية
(46) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلِمَاتٌ أَسْأَلُ عَنْهُنَّ، قَالَ: «اجْلِسْ»، وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلِمَاتٌ أَسْأَلُ عَنْهُنَّ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَبَقَكَ الْأَنْصَارِيُّ»، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: إِنَّهُ رَجُلٌ غَرِيبٌ، وَإِنَّ لِلْغَرِيبِ حَقًّا، فَابْدَأْ بِهِ، فَأَقْبَلَ عَلَى الثَّقَفِيِّ، فَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ أَجَبْتُكَ عَمَّا كُنْتَ تَسْأَلُ، وَإِنْ شِئْتَ سَأَلْتَنِي وَأُخْبِرْكَ»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلْ أَجِبْنِي عَمَّا كُنْتُ أَسْأَلُكَ، قَالَ: «جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ، وَالصَّلَاةِ، وَالصَّوْمِ»، فَقَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَأْتَ مِمَّا كَانَ فِي نَفْسِي شَيْئًا، قَالَ: «فَإِذَا رَكَعْتَ، فَضَعْ رَاحَتَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ، ثُمَّ فَرِّجْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ، ثُمَّ أَمْكُثْ حَتَّى يَأْخُذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ، وَإِذَا سَجَدْتَ، فَمَكِّنْ جَبْهَتَكَ، وَلَا تَنْقُرُ نَقْرًا، وَصَلِّ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ»، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَإِنْ أَنَا صَلَّيْتُ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «فَأَنْتَ إِذًا مُصَلِّي، وَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ»، فَقَامَ الثَّقَفِيُّ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ عَمَّا جِئْتَ تَسْأَلُ، وَإِنْ شِئْتَ سَأَلْتَنِي فَأُخْبِرْكَ»، فَقَالَ: لَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي عَمَّا جِئْتُ أَسْأَلُكَ، قَالَ: «جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْحَاجِّ مَا لَهُ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ؟ وَمَا لَهُ حِينَ يَقُومُ بِعَرَفَاتٍ؟ وَمَا لَهُ حِينَ يَرْمِي الْجِمَارَ؟ وَمَا لَهُ حِينَ يَحْلِقُ رَأْسَهُ؟ وَمَا لَهُ حِينَ يَقْضِي آخِرَ طَوَافٍ بِالْبَيْتِ؟ » فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَأْتَ مِمَّا كَانَ فِي نَفْسِي شَيْئًا، قَالَ: «فَإِنَّ لَهُ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ أَنَّ رَاحِلَتَهُ لَا تَخْطُو خُطْوَةً إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، وَإِنْ كَانَ عَدَدَ قَطْرِ السَّمَاءِ وَرَمْلِ عَالِجٍ، وَإِذَا رَمَى الْجِمَارَ لَا يَدْرِي أَحَدٌ مَا لَهُ حَتَّى يُوَفَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا حَلَقَ رَأْسَهُ فَلَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَقَطَتْ مِنْ رَأْسِهِ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا قَضَى آخِرَ طَوَافِهِ بِالْبَيْتِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» رواه البزار كشف (1082) وابن حبان (1887) والبيهقي في دلائل النبوة (6/294) من طريق يَحْيَى بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَرْحَبِيّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْجُنْدَعِيُّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ المتن قلت : حديث صحيح بشواهده يحيى بن عبد الرحمن قال الذهبي في الكاشف (6203) : صدوق اهـ
وسنان بن الحارث هذا ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" وابن أبى حاتم فى كتابه الجرح والتعديل (1098) , ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكره ابن حبان فى كتابه " الثقات وصحَّح له هذا الحديث وحسن له هذا الحديث البيهقي وقال الْبَزَّارُ: قَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وُجُوهٍ، وَلا نَعْلَمُ لَهُ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ اهـ قلت : بل هو مجهول الحال أما توثيق ابن حبان وتحسين البيهقي فهما متساهلان في التوثيق والتصحيح كما بينت ذلك في كتابي بحث عن العلماء المتشدديين ---- وعُبَيْدَة بْن الْأَسْوَدِ قال أبو حاتم : ما بحديثه بأس وقال ابن حجر في التقريب صدوق ، ربما دلس اهـ وذكره ابن حبان في ثقاته (8/437) وقال: يعْتَبر حَدِيثه إِذا روى بَين السماع فِي رِوَايَته وَكَانَ فَوْقه ودونه ثِقَات اهـ قلت : ولم يسبق ابن حبان أحد اتهام عبيدة بالتدليس انظر كتابي مراتب المدلسين قلت : حتى لو كان مدلس فعبيدة صرح بالتحديث كما عند البيهقي 0
 وباقي رجاله ثقات كما قال الذهبي وقال البيهقي عن هذا الحديث : إِسْنَاده حَسَن اهـ وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/111) : وَهِي طَرِيق لَا بَأْس بهَا رواتها كلهم موثقون اهـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/275) وَرِجَالُ الْبَزَّارِ مُوَثَّقُونَ اهـ وقال الألباني: حسن لغيره – انظر التعليق الرغيب" (2/ 129 ) وقال حسين أسد سليم في الموارد (3/ 278) إسناده جيد اهـ
ورواه عبد الرزاق في مصنفه (8830) عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعا وابن مجاهد اسمه عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكى قال ابن حجر في التقريب : متروك وقد كذبه الثورى
وله شاهد رواه البزار كشف (1083) وأخبار مكة للأزرقي (2/ 5 ) والطبراني في الأحاديث الطوال (1/320) والبيهقي في دلائل النبوة (6/294) من طريق عَطَّاف بْن خَالِدٍ الْمَخْزُومِيّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، مرفوعا قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/276) رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، وَهُوَ ضَعِيف اهـ قال البوصيري في إتحاف الخيرة (3/197) : رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَالْبَزَّارُ وَالْأَصْبَهَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، لِضَعْفِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رافع اهـ قلت : إسماعيل بن رافع ضعفه الجمهور ووثقه البخاري وقال ابن المبارك : ليس به بأس ، و لكنه يحمل عن هذا وهذا ، و يقول : بلغنى ، و نحو هذا . و قال الساجى : صدوق يهم فى الحديث وذكره يعقوب بى سفيان فى باب من يرغب فى الرواية عنهم قلت : هو حسن الحديث وحسن له العراقي حديث أخر وعطاف هذا قال عنه ابن حجر في التقريب : صدوق يهم اهـ ورواه الطبراني في الأوسط (2320) دَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ شَرُوسٍ، قَالَ نا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ نا أَبُو سِنَانٍ عِيسَى بْنُ سِنَانِ قَالَ: نا يَعْلَى بْنُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ مرفوعا به إبراهيم هو بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعَانِيُّ
قال أبو الحسن السليماني : صدوق , فقيه انظر إرشاد القاصي والداني (47) وشيخه قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (5651) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ شَرُوسٍ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ جَرْحًا وَلَا تَعْدِيلًا، وَمَنْ فَوْقَهُ مُوَثَّقُونَ اهـ قلت : ابن شروس هذا قال أبو يعلى : ثِقَةٌ , وَفِي مُوَطَّئِهِ عَنْ مَالِكٍ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي غَيْرِهِ انظر الإرشاد (1/279) قلت : ويحيى بن أبي الحجاج وعِيسَى بْن سِنَانِ قال ابن حجر عنهما في التقريب : لين الحديث اهـ
وبالجملة فالحديث بهذه الشواهد صحيح بلا ريب والله أعلم
 (48) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ دَخَلَ سُوقًا مِنَ الْأَسْوَاقِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةً، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةً رواه الطبراني في الدعاء (793) وأبو الفضل الزهري في "حديث" (176) من طريق أبي خَالِدٍ الْأَحْمَر، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: به هذا حديث صحيح بطرقه وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي خالد الأحمر واسمه سليمان بن حيان قال عنه الذهبي في الكاشف [2080] صدوق اهـ وهو من رجال الشيخين والمهاجر – مهاصر –  فهو ثقه قال أبو حاتم الرازي : لا بأس به انظر الجرح والتعديل (8/440) وقال علي بن المديني في مسند الفاروق 3/41 مهاصِر بن حبيب ثقة من أهل الشام اهـ وقال الألباني في الصحيحة (7/381) : ورجال إسناده ثقات غير المهاجر بن حبيب، وهو محرف، والصواب "مهاصر"، وعلى الصواب وقع في إسناد هذا الحديث عند الدارقطني في "العلل " (2/50) ، وهو ثقة عند ابن حبان والعجلي والهيثمي كما تقدم بيانه في الحديث الذي قبله، وحسَّن إسناده الحافظ ولذلك؛ فقد أخطأ بعض الناشئين في هذا العلم حين أقدم على تضعيف هذا الحديث من جميع طرقه- وقد بلغت عنده سبعة طرق؛ هذا أحدها- في رسالة صغيرة أصدرها بعنوان "بذل الجهد في تحقيق حديثي السوق والزهد"، يعني تضعيفهما، ولا مجال الآن لمناقشته فيما ذهب إليه من التضعيف، وإنما أقتصر هنا على مناقشته فيما تمسك به في تضعيفه لهذا الحديث بهذا الإسناد، ليتبيَّن القراء أنه مبتدئ في هذا العلم، أو أنه تبنى سلفاً تضعيف الحديث، ثم تشبث بما يظن أنه يؤدي به إلى ضعفه. فأقول: لقد أعله بثلاث علل:الأولى: قول أبي حاتم المتقدم في الحديث الذي قبله في (المهاصر) :"لا بأس به "! فقال المومى إليه: "وهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه عند أبي حاتم، كما في "مقدمة الجرح والتعديل " ... "فأقول: نعم، هذا مذهبه فكان ماذا؟! هلا بينت لقرائك ماذا تفهم منه؟! ألم تعلم أنه لا يعني هذا الذي عنيته أنت من تضعيفه، وإنما عنى أنه ليس في المرتبة الأولى في الاحتجاج به؟! فقد قال: 1- "إذا قيل للواحد: إنه ثقة، أو متقن، ثبت؛ فهو ممن يحتج بحديثه " 2- "وإذا قيل له: إنه صدوق، أو محله الصدق، أو لا بأس به؛ فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية".
فهذا صريح في أن من كان في المنزلة الثانية أنه يحتج به، ولكن ليس شأنه شأن من كان في المنزلة الأولى. فهذه مرتبة من كان صحيح الحديث، والثانية مرتبة من كان حسن الحديث. ولذلك حسن الحافظ ابن حجر إسناد حديثه الذي قبل هذا وهذا كله يقال إذا فرضنا أنه ليس هناك من وثق المهاصر هذا، وقد عرفت من وثقه.
العلة الثانية والثالثة: قال بعد أن نقل عن "علل الدارقطني " أنه سماه مهاصراً:"على كل حال فهو قد اضطرب في الحديث سنداً ومتناً. والراوي عنه هو سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر؛ فيه ضعف من قبل حفظه ... وفي " التقريب ": صدوق يخطئ ".
فأقول- جواباً عن العلة الثانية-: هكذا أجمل القول في زعم الاضطراب، وكان عليه أن يبينه للناس ولا يكتمه! وهو يعني بالاضطراب سنداً ما نقله (ص 26) عن المزي في "تحفة الأشراف " (8/58) :"ورواه أبو خالد الأحمر عن المهاجر (كذا) بن حبيب عن سالم عن أبيه عن جده- ورواه غيره عن المهاجر (كذا) فلم يقل: عن جده ثم ذكر رواية عبد الله بن أحمد المتقدمة التي سقط منها ما تقدم بيانه، ومن ذلك؛ رفعُ الحديث فأقول: هذا الزعم وحده يكفي للدلالة على أن المدعي لا علم عنده بالقواعد العلمية الحديثية، ذلك؛ لأنه ليس كل اختلاف في السند أو المتن يُعَدُّ علة قادحة عند العلماء، بل يشترط لذلك أن تتساوى وجوه الاضطراب بحيث لا يمكن ترجيح وجه على آخر، وهذا غير متحقق هنا.
أما الإسناد؛ فقد عرفت أن مدار حديث أبي خالد الأحمر على رواية ابن أبي شيبة عنه، وأنه رواه عن عُبَيْد بن غَنَّام والحضرمي- وهما ثقتان وثانيهما من الحفاظ المشهورين- بإثبات الجد الذي هو عمر؛ مرفوعاً.
وخالفهما عبد الله بن أحمد- على فرض سلامة كتاب "الزهد" من السقط-؛ فلم يذكر: "عن جده ".
ولا يخفى على البصير بهذا العلم أن رواية الثقتين أرجح من الثقة الواحد، وهذا إذا فرضنا التضاد بين الروايتين، وليس كذلك؛ لأنه سواء كان الراجح أنه عن ابن عمر عن عمر، أو عن ابن عمر دون عمر؛ لم يضرَّ؛ إذ إن الإسناد مسند على كل حال.
ولا يرجِّحُ رواية عبد الله ما ذكره المزي؛ أنه رواه غير أبي خالد الأحمر عن المهاصر فلم يقل: "عن جده "! وذلك لجهالة الغير المشار إليه. ولو فرضنا أنه ثقة؛ لم يكن الاختلاف علة قادحة؛ لأنه- على الوجهين- مداره على صحابي كما ذكرنا آنفاً.
أما المتن؛ فلم يبينه الناقد مكتفياً بمجرد الدعوى! وليس هناك اختلاف ظاهر؛ إلا إن كان يريد أن في آخر رواية عبد الله زيادة ليست في رواية الطبراني عن الثقتين، وهي: "وحط عنه ألف ألف خطيئة".
ومثل هذه الزيادة لا علاقة لها بالاضطراب، وإنما ينظر إليها بمنظار قاعدة: "زيادة الثقة مقبولة " أو قاعدة: "رد الزيادة لمخالفة من هو أوثق منه أو أكثر عدداً"؛ وهو الحديث الشاذ. وسواء كان الراجح هذا أو ذاك فذلك لا يخدج في صحة أصل الحديث، ولا مجال الآن لبيان الراجح منها؛ إذ البحث في رد دعوى الاضطراب في المتن والسند، وقد تم ردها والحمد لله، وهي العلة الثانية عنده.
ثم تنبهت إلى أن الزيادة خطأ من بعض النساخ؛ لأنها تكرار لما قبلها، ولفظها: "ومحا عنه ألف ألف سيئة، وحط عنه ألف ألف خطيئة"، ولعل الأصل: "أو حط.. " إلخ.
وأما الثالثة: فهو قوله في أبي خالد الأحمر: "فيه ضعف من قبل حفظه.. وفي " التقريب ": صدوق يخطئ ".
والجواب من وجهين : الأول: أن أبا خالد هذا قد وثقه جمهور المحدثين، وحسب القارئ أن يعلم أن البخاري ومسلماً قد احتجا به في "صحيحيهما"، ولا ينافي ذلك أن في حفظه ضعفاً، خلافاً لما يوهمه الناقد بما نقله عن الحافظ من قوله: "صدوق يخطئ "! وغالب الظن أنه لا يعلم أنه يعني بذلك أنه قليل الغلط كما صرح بذلك في "مقدمة الفتح " (ص 384) ، وقد أشار إلى ذلك الذهبي بقوله في "الميزان ":
" الرجل صاحب حديث وحفظ، من رجال الستة، وهو مكثر، يهم كغيره ". ولذلك؛ قال في كتابه "الكاشف ":"صدوق إمام ".
فهل يجوز رد حديث مثل هذا الإمام يا أبا عبد الله؟! فاتق الله! ولا تتبع الهوى؛ فَيُضِلَّكَ عن سبيل الله.
ثم إن الباحث عن الحق لا ينبغي أن يقف عند كلمة للحافظ أو لغيره، ويبني عليها توثيقاً وتصحيحاً أو تجريحاً وتضعيفاً! وإنما ينبغي عليه أن يستخلص من أقوال الأئمة خلاصة يطمئن إليها، ويبني أحكامه عليها، وإلا؛ صَدَرَتْ منه أحكام مضطربة، وهذا ما نراه في كثير من الطلاب الناشئين اليوم، بحيث يُقَوِّي حديثَ راوٍ تارةً، ويُضَعِّفُه أخرى، ليس ذلك من باب تغير الاجتهاد، أو من باب تطبيق قاعدة (الشذوذ والمخالفة) ونحوها؛ وإنما من باب: " الغاية تبرر الوسيلة "! فأحدهم قد يميل إلى تضعيف حديث؛ فيجلب ما هبَّ ودبَّ من الأقوال لتأييد ضعفه، أو العكس من ذلك إذا كان هواه في صحة الحديث!
وعلى ضوء ما ذكرت؛ نسأل هذا الناقد: ما هو الأصل عندك في حديث أبي خالد الأحمر هذا؟ أهو الاحتجاج به، أم تضعيفه؟
فإن قلت بالأولى؛ فلماذا ضعّفت حديثه هذا؟!
وان قلت بالآخر، فما هي حُجَّتُك مقابل احتجاج الشيخين بحديثه؛ فضلاً عن غيرهما؟! فكم من حديث له في "السنن " وغيرها صححه العلماء! كحديث: "لا ينظر الله إلى رَجُلٍ يأتي امْرأَتَهُ في دُبُرِهَا"؛ فقد حسَّنه الترمذي، وقواه ابن الجارود (729) ، وصححه ابن حبان (1302) ، ومن قبله الإمام إسحاق بن راهويه في "مسائل المروزي " (ص 221) ، وابن حزم أيضاً (10/70) ، وابن دقيق العيد في "الإلمام " (1127) والشيخ مقبل الوادعي نفسُه لم يُضَعِّفْ! هذا الحديث- أعني حديث إتيان المرأة في دبرها- في تعليقه على "تفسير ابن كثير" (1/485) ؛ بل أقرَّ الترمذيَّ على تحسينه إياه، وأيده بقوله: "رجاله رجال الصحيح "! وهذا كلُّه يدل الباحثَ أن هذا الناقد جعل النقد غايةً له، وليس الدفاع عن حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإلا؛ كيف يُقدِم على مخالفة الحفاظ في توثيق هذا الرجل وتصحيحهم لحديثه؛ لمجرد نقد رآه لبعضهم فيه، لا يستطيع- لحداثته في هذا العلم- أن يجد له وجهاً لا يختلف مع التوثيق والتصحيح المذكورين على النحو الذي ذكرناه؟!! وحقاً: إن عجبي لا يكاد ينتهي من أخينا الفاضل الشيخ مقبل بن هادي؛ كيف يحضُّ هذا وأمثالَه من الناشئين- مثل العدوي والمؤذن ونحوهما- على أن يتسلَّقوا سلَّم النقد في هذا العلم؛ وهم- بعد- في أول الطريق؟! وأن يشغلونا عما نحن في صدده - من خدمة كتب السنة- بالردّ على أمثالهم، ولو بقدر ضئيل من الوقت؟!
ولا يشفع له ذلك: قوله في تقديمه للرسالة (ص 9) : "والأخ عادل حفظه الله، وإن لم يكن بمنزلة محدِّث العصر الشيخ ناصر الدين ... ".فهذا حق وصدق؛ بل أنا أشهد على نفسي أنني دون ذلك بكثير، ولكني - مع ذلك- أرى أن من الواجب على الشيخ مقبل أن ينصح أولئك الناشئين أن دأبوا على دراسة هذا العلم حتى يَنْبُغُوا فيه، وأن ينشروا ما ينفع الأمة من البحوث الحديثية والفقهية، مما يعلمون أن الناس بحاجة إليه، حتى يطِّلع الناسُ على ثمرة عِلْمهم، ويُشْهَد لهم به! ألا يعلم هؤلاء أنهم إذا قاموا بالردّ على من يزعمون بأنه: "محدث العصر". أن هذا يدفعنا للرد عليهم، وبيان عوارهم وجهلهم بهذا العلم، وأنهم تزبَّبوا قبل أن يتحصرموا؟! والآخر: لقد نقلت عن الحافظ المزي أن أبا خالد هذا قد توبع في روايته عن المهاصر بن حبيب، فكيف جاز لك أن تذكر ذلك لإثبات الاضطراب المزعوم، وأن تتجاهله حين يناسبك ذلك؟! أليس ذلك صنيع أهل الأهواء الذين يكيلون بكيلين، ويلعبون على الحبلين؟! فأعظك أن تكون من الجاهلين اهـ
وقد توبع تابعه جماعة
1- محمد بن واسع ورواه عبد بن حميد في مسنده (28) والترمذي (3428) والدارمي في سننه (2734) والطبراني في الدعاء (792) والحاكم (1974) من طريق يَزِيد بْن هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فَلَقِيَنِي أَخِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: المتن إسناده ضعيف فيه أَزْهَر بْن سِنَان ٍالبَصْرِيّ ضعفه الجمهور وقال ابن حجر في التقريب : ضعيف اهـ وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 531): "إسناده متّصلٌ حسن، ورواته ثقات أثبات، وفي أزهر بن سنان خلافٌ، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به". وقال الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 476): "إسناده حسنٌ اهـ وفيه نظر فأزهر ضعيف كما سبق
2- رواه الحاكم (1975) حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَيْدَرَهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَبَاعَ فِيهَا وَاشْتَرَى، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ قال الحاكم : «هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: مسروق بن المرزبان ليس بحجة اهـ
قلت: بل هو حسن الحديث الذهبي نفسه قال في الميزان: صدوق معروف اهـ وقال ابن حجر في التقريب : صدوق له أوهام وشيخ الحاكم مجهول الحال ترجمه الذهبي في "السير" (15/ 419) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وروى عنه  أبو عبد الله في "مستدركه" وأكثر عنه، وقال: ثنا أبو بكر بن بالويه -رحمه الله- وذكر مرة أنه حدثه إملاءً، وأبو علي الحافظ، وأبو عبد الله بن مندة، وعدة. وقال أبو الحسن السليماني : ثقة مكثر مفيد من أعيان بلده انظر الرّوض الباسم (2/816) وقال سليم بن عيد الهلالي في عجالة الراغب 1/241 فهذا إسناد حسن لذاته، حيث إن جميع رجاله ثقات، غير مسروق؛ فإنه حسن الحديث، والله أعلم
3- رواه الطيالسي (12) وأحمد (327) والترمذي (3429) وابن ماجه (2235) من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ دَخَلَ سُوقًا مِنْ هَذِهِ الْأَسْوَاقِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَبَنَى لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ قلت : إسناده ضعيف جدا عمرو بن دينار  قال البخارى فى " الأوسط " : لا يتابع على حديثه وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَهْرَمَانُ [آلِ] الزُّبَيْرِ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ اهـ وقال أحمد شاكر في مسند أحمد إسناده ضعيف جدا اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في سنن ابن ماجه : إسناده ضعيف جدًا، عمرو بن دينار مولى آل الزبير منكر الحديث وليس هو بعمرو بن دينار المكي الثقة اهـ
4- رواه الحاكم (1974) من طريق عَبْد اللَّهِ بْن وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، بَصْرِيٌّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، مَرْفُوعًا:وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، ويحتمل أن يكون هو عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير فإنّه بصري، وروى الدارقطني في "العلل" (2/ 500) أن هذا الرجل البصري هو عمرو بن دينار، قهرمان آل الزبير فرجع الحديث إلى عمروبن دينار..
وبالجملة فإن الحديث بمجموع هذه الطرق يصح ، والله أعلم وقال البغوي في شرح السنة 1338 هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ اهـ وحسنه المنذري وحسنه لغيره الألباني كما في صحيح الترغيب والترهيب 1694وصححه لغيره سليم بن عيد في كتابه عجالة الراغب 1/237
(49) عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدَهُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّمَا آيَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "آيَةُ الكرسي، ما السموات السَّبعُ فِي الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ تِلْكَ الْفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلْقَةِ" حديث حسن لغيره نقل ابن حجر في فتح الباري [13/411] عن ابن حبان تصحيح الحديث وقال : وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ مُجَاهِدٍ أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي التَّفْسِيرِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عنه اهـ وصححه الألباني
رواه محمد بن أبي شيبة في " كتاب العرش (58) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ غَسَّانَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلْمٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : به إسناده ضعيف جدا أَحْمَد بْنُ عَلِيٍّ الْأَسَدِيُّ ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا والمختار قال عنه ابن حجر في التقريب : مقبول اهـ قلت: أي حيث يُتابع وإلا فلين كما صرّح بذلك في المقدمة وإسماعيل اظن إنه إسماعيل بن مسلم المكي فهو من شيوخ المختار قال ابن حجر في التقريب : فقيه ضعيف الحديث اهـ  قال الألباني في " الصحيحة " (1/ 223): " لم أعرفه، وغالب الظن أنه إسماعيل بن مسلم؛ فقد ذكروه في شيوخ المختار بن عبيد، وهو المكي البصري، وهو ضعيف اهـ
ولم ينفرد به إسماعيل بن مسلم، بل تابعه يحيى بن يحيى الغساني رواه أبو الشيخ في العظمة (2/648) وابن حبان (361) وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 166) والبيهقي في " الأسماء والصفات " (862) من طريق إِبْرَاهِيم بْن هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيّ، ثنا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعا نحوه إسناده ضعيف جدا ابراهيم هذا وثقه الطبراني وابن حبان وقال أبو حاتم وأبو زرعة : كذاب وقال الذهبي متروك انظر لسان الميزان 1/381 قال الألباني في الصحيحة 1/224 : وهذا سند واه جدا اهـ
وتابعه القاسم بن محمد الثقفي رواه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 681) من طريق مُحَمَّد بْن أَبِي السَّرِيّ الْعَسْقَلَانِيّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانَيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ به إسناده ضعيف قلت : العسقلاني وثقه ابن معين وقال أبو حاتم: لين الحديث وقال ابن عدي: كثير الغلط انظر ميزان الاعتدال 4/24 فهو حسن الحديث ومُحَمَّد بن عَبْد الله ذكره ابن حبان في (الثقات (15105)، وقال العقيلي في الضعفاء (4/ 93)، لَا يُقِيمُ الْحَدِيثَ اهـ وضعفه الألباني والْقَاسِم بْن مُحَمَّد مجهول كما في " التقريب 
وللحديث طرق آخر عن أبي ذر:
1- رواه  ابن أبي عمر في "مسنده" (المطالب 3059 و 3457) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه المتن
وإسناده ضعيف هشام بن سليمان المَخْزوميُّ قال الذهبي في الكاشف [5966] : صدوق م ق اهـ قلت : فيه للذي لم يسم وهو علة هذا الحديث وأبو رافع واسمه إسماعيل بن رافع بن عويمر حسن الحديث كما سبق 0
2- ورواه أبو الشيخ في العظمة (2/635) من طريق إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ أَوْ عِمْرَانَ، - الشَّكُّ مِنِ ابْنِ الْعَيَّاشِ -، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ مرفوعا وإسناده ضعيف، أشعث ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل (986) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا, ولم يذكر عنه راويا إلا إسماعيل بن عياش، فهو مجهول، وعبد العزيز عن أبي ذر مرسل قال الألباني في " الصحيحة " (1/ 225): " منقطع اهـ
ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (861) من طرق عن يَحْيَى بْن سَعِيدٍ السَّعْدِيّ الْبَصْرِيّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: المتن قلت : إسناده ضعيف جدا قال ابن عدي: هذا حديث منكر من هذا الطريق اهـ وقال الْعُقَيْلِيُّ: لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.وقال ابن حبان: يروي المقلوبات والملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد انظر لسان الميزان 8/ 443 وقال الذهبي: قلت: السعدي ليس بثقة انظر تلخيص المستدرك 4166
3- رواه رواه الطبري في تفسيره 4/ 539 حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ قال حدثني أبي قال: قال أبو ذر فذكره.
قال الألباني : رحمه الله في الصحيحة (1/225) قلت وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات. لكني أظن أنه منقطع، فإن ابن زيد هو عمر
ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو ثقة من رجال الشيخين يروي عنه ابن وهب وغيره. وأبوه محمد بن زيد ثقة مثله، روى عن العبادلة الأربعة جده عبد الله وابن عمرو وابن عباس وابن الزبير وسعيد بن زيد بن عمرو، فإن هؤلاء ماتوا بعد الخمسين، وأما أبو ذر ففي سنة اثنتين وثلاثين فما أظنه سمع منه اهـ
قال العلامة الدويش رحمه الله في تنبيه القاريء (200) بتقديم العلامة ابن باز رحمه الله قال : أقول: هذا فيه نظر، فإن ابن زيد المذكور ليس كما ذكره وإنما هو ... عبد الرحمن بن زيد بن أسلم والدليل على ذلك أن ابن جرير يروي في تفسيره بهذا الإسناد كثيرًا ويصرح في بعضها بأنه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وفي بعضها يبهمه وأما عمر بن محمد بن زيد فقليل ذكره له، وإذا روى بإسناد من طريق ابن وهب عنه صرح باسمه، وأيضًا الذين ينقلون من تفسير ابن جرير كابن كثير وغيره إذا نقلوا عنه شيئًا ربما اختصروه فيقولون وقال عبد الرحمن بن ... زيد بن أسلم أو قال زيد بن أسلم وهذا مطرد عنهم ولم يقولوا عمر بن محمد بن زيد وهذا أشهر من أن ينبه عليه. ولولا خوف التطويل لذكرت من ذلك شيئًا كثيرًا ولكن أذكر مثالاً واحدًا قال ابن جرير في تفسيره الجزء العاشر (ص 53) على قوله تعالى يوم الحج الأكبر حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله يوم الحج الأكبر قال: يوم النحر يوم يحل فيه المحرم وينحر فيه البدن. وكان ابن عمر يقول: هو يوم النحر. وكان أبي يقوله. وقال ابن كثير على هذه الآية عن ابن عباس: الحج الأكبر يوم النحر. وكذا روي عن أبي جحيفة وسعيد بن جبير وعبد الله بن شداد بن الهاد ونافع بن جبير بن مطعم والشعبي وإبراهيم النخعي ومجاهد وعكرمة وأبي جعفر الباقر والزهري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. انتهى. من الجزء الثاني ص (335) فانظر كيف سمى ابن زيد الذي ابهمه ابن جرير بعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وأيضًا فالمتواتر في كتب المفسيرين هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأما عمر بن محمد فلم يشتهر النقل عنه في التفسير وإنما يذكر في كتب الحديث. وإذا تقرر أنه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فلا يخفي ضعفه فلا يصلح لتقوية روايات غيره، وأبو زيد لم يسمع من أبي ذر كما لا يخفى. والله أعلم اهـ قلت : عبد الرحمن بن زيد قال ابن حجر في التقريب : ضعيف قال الألباني في الصحيحة (1/226) وجملة القول: أن الحديث بهذه الطرق صحيح اهـ قلت بل : حسن لغيره
[50] عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ، وَكُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ» ، قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ» رواه أحمد [16583] وأبو داود [5077] والنسائي في الكبرى [9771] وابن ماجه [3867] والطبراني في الكبير [5141] من طريق حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به حديث صحيح رجاله رجال مسلم إلا أبو عياش الصحابي
قال النووي في الأذكار 67/1 إسناده جيد اهـ وصححه ابن حجر وقال فى " النتائج " 2 / 366: رجاله رجال مسلم، لكن خولف حماد فى اسم الصحابى ولكن لا يقع ذلك فى صحة السند حتى لو أبهم الصحابى اهـ قلت : الصحابي ليس من رجال مسلم
وصححه الألباني في صحيح الجامع [2/1096]
وقال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : حديث صحيح على خلاف في صحابيه، هل هو الزُّرَقِيّ أم غيره، وجرى على أنه هو: البخاري وأبو أحمد الحاكم والدولابي في "الكنى"، وهذا مقتضى صنيع  الإمام أحمد هنا، وفرق بينهما الحافظ في "الإصابة"، والمزي في "تهذيب الكمال"، والخلاف في الصحابي لا يضر اهـ وله شاهد  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكُ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، بَعْدَمَا يُصَلِّي الْغَدَاةَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَى عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ بِعَدْلِ عِتْقِ رَقَبَتَيْنِ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِي، فَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَكُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُصْبِحَ "رواه الحسن بن عرفه في جزء ابن عرفه [1/ 51] حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رجاله ثقات قال الألباني في الصحيحة [1/ 229] وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير قران هذا وهو ثقة اهـ
وله شاهد رواه أحمد (23518) وابن حبان [2023] من طريق مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعِيشَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ،مرفوعا بلفظ:
" مَنْ قَالَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ:... " فذكره بتمامه
إلا أنه قال: أَرْبَعِ رِقَابٍ وقال: " وَإِذَا قَالَهَا بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَمِثْلُ ذَلِكَ قال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن يعيش جهَّله الحسيني وابن حجر، ومع ذلك فقد حسَّن هذا الإسناد ابن حجر في "الفتح" 11/205 اهـ وقد تابعه أبو رُهْم السَّمَعِيّ عن أبي أيوب بلفظ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ اللهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ، وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلًا يَقْهَرُهُنَّ، فَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي، فَمِثْلُ ذَلِكَ  رواه أحمد [23568] والطبراني في الكبير [3883] من طريق إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَعِيِّ به هذا إسناد حسن فيه بن عياش قال ابن حجر في التقريب : صدوق فى روايته عن أهل بلده ، مخلط فى غيرهم اهـ وقال الأرنؤوط في مسند أحمد إسناد حسن اهـ قال الألباني في الصحيحة [1/ 232] قلت: وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات، وابن عياش إنما ضعف في روايته عن غير الشاميين، وأما في روايته عنهم فهو صحيح الحديث كما قال البخاري وغيره وهذه منها، فإن صفوانا من ثقاتهم اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق