الخميس، 8 فبراير 2018

من لا يروي إلا عن ثقة عمرو العدوي أبو حبيبة



 




أبو حبيبة



من لا يروي إلا عن ثقة



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في من لا يروي إلا عن ثقة أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يرحمني يوم لا ينفع مال ولا بنون، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله
قبل أن أتكلم عن الذي لا يروي إلا عن ثقة أذكر فوائد : 1- من روى عنه ولو واحد من أئمة النقل أهل النقد والتحري ممن لا يروي إلا عن الثقات ولم يُتَكلم فيه فإنه ينفعه ذلك بشرط أن يسميه فإن لم يسمه لا يعتد به قال ابن الصلاح في المقدمة ص [113] : قَدْ خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ حَدِيثَ جَمَاعَةٍ لَيْسَ لَهُمْ غَيْرُ رَاوٍ وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ خَرَّجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ قَوْمٍ لَا رَاوِيَ لَهُمْ غَيْرُ وَاحِدٍ وَذَلِكَ مِنْهُمَا مُصَيِّرٌ إِلَى أَنَّ الرَّاوِيَ قَدْ يَخْرُجُ عَنْ كَوْنِهِ مَجْهُولًا مَرْدُودًا بِرِوَايَةِ وَاحِدٍ عَنْهُ. وَالْخِلَافُ فِي ذَلِكَ مُتَّجِهٌ نَحْوَ اتِّجَاهِ الْخِلَافِ الْمَعْرُوفِ فِي الِاكْتِفَاءِ بِوَاحِدٍ فِي التَّعْدِيلِ عَلَى مَا قَدَّمْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي [1/ 376] : والمنصوص عن أحمد يدل على أنه من عرف منه أنه لا يروي إلا عن ثقة، فروايته عن إنسان تعديل له. ومن لم يعرف منه ذلك فليس بتعديل، وصرح بذلك طائفة من المحققين من أصحاب الشافعي اهـ
وقال أبو حاتم في (محمد بن أبي رزين): " شيخ بصري، لا أعرفه، لا أعلم روى عنه غير سليمان بن حرب، وكان سليمان قل من يرضى من المشايخ، فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة انظر الجرح والتعديل (3/ 2 / 255) قال ابن عبد الهادي: " لو روى شعبة خبراً عن شيخ له لم يعرف بعدالة ولا جرح، عن تابعي ثقة، عن صحابي، كان لقائل أن يقول: هو خبر جيد الإسناد، فإن رواية شعبة عن الشيخ مما يقوي أمره انظر الصارم المُنكي (ص: 81) قال الخطيب في الكفاية ص [92] : إِذَا قَالَ الْعَالِمُ: كُلُّ مَنْ أَرْوِي لَكُمْ عَنْهُ وَأُسَمِّيهِ فَهُوَ عَدْلٌ رِضًا مَقْبُولُ الْحَدِيثِ , كَانَ هَذَا الْقَوْلُ تَعْدِيلًا مِنْهُ لِكُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُ وَسَمَّاهُ , وَقَدْ كَانَ مِمَّنْ سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ اهـ قال ابن حجر: " من عرف من حاله أنه لا يروي إلا عن ثقة، فإنه إذا روى عن رجل، وصف بكونه ثقة عنده، كمالك وشعبة والقطان وابن مهدي وطائفة ممن بعدهم انظر لسان الميزان (1/ 108) وقال الزَّرْكَشِيّ : وَهَذَا مَبْنِيّ على أَن رِوَايَة الثِّقَة عَن غَيره تَعْدِيل لَهُ إِذا كَانَ من عَادَته لَا يروي إِلَّا عَن ثِقَة وَهُوَ أصح الْأَقْوَال انظر النكت [1/470]
وقال السخاوي رحمه الله في فتح المغيث [2/53] : وَبِالْجُمْلَةِ فَرِوَايَةُ إِمَامٍ نَاقِلٍ لِلشَّرِيعَةِ لِرَجُلٍ مِمَّنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ سِوَى وَاحِدٍ فِي مَقَامِ الِاحْتِجَاجِ كَافِيَةٌ فِي تَعْرِيفِهِ وَتَعْدِيلِهِ اهـ
2- أن يكون مجروحا باتفاق أهل المعرفة أو باتفاق كبار النقاد فلا تنفعه رواية الراوي _الذي لا يروي إلا عن ثقة_ عنه
3 ـ فإن قلت: فماذا لو وجدنا في بعض أولئك الشيوخ من جرح؟
قلت: ذلك اختلاف جرح وتعديل، فتكون رواية ذلك الراوي عنه إحدى أدلة المعدلين ثم ينظر الباحث بعد ذلك في أي الأدلة أرجح
4 ـ أن يكون ثقة باتفاق أهل المعرفة فحكمه ظاهر
من لا يروي إلا عن ثقة وهم
- إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ أَبُو إِسْحَاقَ التَّمِيْمِيُّ، الرَّازِيُّ.
 قال أبو زرعة في إبراهيم بن موسى: "لم يكن في كتبه من الضعف إلا رجلين عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبَانَ ، وأَبُو قَتَادَةَ الحَرَّانِيُّ ، ثم قال: "كأنه قد جمع له الثقات انظر الضعفاء لأبي زرعة (2/528)
 -  إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ أَبُو عِمْرَانَ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ
قال الإمام الشافعي، رضي الله عنه: "كان ابن سيرين، وإبراهيم النخعي وغير واحد من التابعين يذهبون إلى ألا يقبلوا الحديث إلا عن ثقة، يعرف ما يروي ويحفظ، وما رأيت أحدًا من أهل الحديث يخالف هذا المذهب انظر توثيق السنة ص [57]
- أَحْمَد بنِ حَنْبَلٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلِ الشَّيْبَانِيُّ
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [14107] : رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ ، وَقَدِ اشْتَهَرَ أَنَّ شُيُوخَهُ كُلَّهُمْ ثِقَاتٌ  اهـ وقال المعلمي في التنكيل (2/659) : وكون أحمد لا يروي إلا عن ثقة لم أقله، وإنما قلت: «ورواية أحمد عنه توثيق لما عرف من توقي أحمد» ومع ذلك فقد نص ابن تيميه والسبكي في (شفاء السقام) على أن أحمد كان لا يروي إلا عن ثقة. وفي (تعجيل المنفعة) ص 15 و19 وغيرهما ما حاصله أن عبد الله بن أحمد كان لا يكتب في حياة أبيه إلا عمن أذن له أبوه ن وكان أبوه لا يأذن له بالكتابة إلا عن الثقات. ولم يكن أحمد ليترخص أنفسه ويشدد على ابنه اهـ قال الألباني في تحقيقه التنكيل (1/23) : الإمام أحمد لا يروي إلا عن ثقة عنده؛ صرح به شيخ الإسلام ابن تيمية، والسبكي في «شفاء السقام» والسخاوي في «فتح المغيث» ص 134 ويقتضيه ما في «تعجيل المنفعة» صفحة 15 و 19 وفي ترجمة عامر بن صالح ما يدل على ذلك اهـ وقال في الصحيحة (7/872) : أحمد يتحرى شيوخه، فلا يروي إلا عن ثقة، وعند ذاك صححنا حديثه اهـ 
- أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ العَنَزِيُّ مَوْلاَهُم
قال مَالِك : لَمْ يَقْدُمْ عَلَيْنَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يُشْبِهُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ، قَدِمَ بِلادَنَا فَلَمْ يَسْمَعْ إلاَّ مِمَّنْ عِنْدَنَا ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَقَدْ كَانَ غَيْرُهُ يَقْدُمُ فَيَسْمَعُ مِمَّنْ لا تَجُوزُ شِهَادَتُهُمْ عَلَى حُزْمَةِ كُرَّاثٍ، فَعَلِمْنَا أَنَّ عِلْمَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُعْرَفُ أَنَّهُ نَقِي كَمَا أَنَّهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي لا يُعْرَفُ أَنَّهُ نَقِيٌّ انظر الكامل (1/144) قال أبو داود في سؤالاته ص (210) : قلت لِأَحْمَد أَبُو زيد الْمدنِي قَالَ أَي شَيْء يسْأَل عَن رجل روى عَنهُ أَيُّوب اهـ وقال ابن رجب في فتح الباري [4/132] : وعباس بن عبيد الله بن عباس، روى عنه أيوب السختياني مع جلالته، انتقاده للرجال، حتى قال أحمد: لا تسأل عمن روى عنه أيوب اهـ
- أيّوب بْن المتوكِّل البصْريّ الصَّيْدلانيّ، المقرئ الإِمَام
قال أبو داود : سَمِعت أَحْمد قَالَ كَانَ بِالْبَصْرَةِ فَتى يُقَال لَهُ أَيُّوب بن المتَوَكل كَانَ بِهِ تطلب الْحُرُوف وَلَا يَأْخُذهَا إِلَّا عَن الثِّقَات انظر سؤالاته (1/348)
- بَقِيُّ بنُ مَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْدَلُسِيُّ
في تاريخ قرطبة، قال بقي: كل من رويت عنه فهو ثقة انظر إكمال تهذيب الكمال [1/32] وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب (1/22) : وروى عنه بقي بن مخلد وقد قال: إنه لم يحدث إلا عن ثقة اهـ وفي فتح المغيث (2/ 45) : مِمَّنْ كَانَ لَا يَرْوِي إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ إِلَّا فِي النَّادِرِ: الْإِمَامُ أَحْمَدُ، وَبَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، وَحُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَشُعْبَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمَالِكٌ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَذَلِكَ فِي شُعْبَةَ  اهـ قال المعلمي في التنكيل [2/659] : وقوله: «إلا في النادر» لا يضرنا، إنما احترز بها لأن بعض أولئك المحتاطين قد يخطئ في التوثيق فيروي عمن يراه ثقة وهو غير ثقة، وقد يضطر إلى
حكاية شيء عمن ليس بثقة فيحكيه ويبين أنه ليس بثقة. والحكم فيمن روى عنه أحد أولئك المحتاطين أن يبحث عنه فإن تكون توثيقا، وإن وجد أن الذي روى عنه قد جرحه تبين أن روايته عنه كانت على وجه الحكاية فلا تكون توثيقا، وإن وجد أن غيره جرحه جرحا أقوى مما تقتضيه روايته عنه ترجح الجرح. وإلا فظاهر روايته عنه التوثيق اهـ   
- بُكَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الأَشَجِّ القُرَشِيُّ المَدَنِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ - وَيُقَالُ: أَبُو يُوْسُفَ  قال أحمد بن صالح لمصري: "إذا رأيت بكير بن عبد الله روى عن رجل فلا تسأل عنه فهو الثقة الذي لا شك فيه انظر تهذيب التهذيب (1/492)
- حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ أَبُو عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ
قال أبو داود شيوخ حريز كلهم ثقات انظر تهذيب التهذيب (2/238) وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/597) : شيوخ حريز وثقوا اهـ
- الحَسَنُ البَصْرِيُّ أَبُو سَعِيْدٍ
قال يحيى بن معين : إذا روى الحسن ومحمد يعني ابن سيرين عن رجل فسمياه فهو ثقة انظر جامع التحصيل ص (89)
- زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، وَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ قَدَرِيّاً، وَلاَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ يَعْرِفُه انظر السير (7/ 376) وقال الحاكم في المستدرك (1/330) : وَقَدْ عُرِفَ مِنْ مَذْهَبِ زَائِدَةَ أَنَّهُ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا عَنِ الثِّقَاتِ ووافقه الذهبي اهـ
- سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ بنِ حَزْنٍ القُرَشِيُّ المَخْزُوْمِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ
قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي سَعِيدٍ بِخُصُوصِهِ: إِنَّهُ مَا عَرَفَهُ رَوَى إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ انظر فتح المغيث (1/183) قال زيد بن أبي مالك : كنت عند سعيد بن المسيب فحدثني بحديث فقلت له من حدثك يا أبا محمد بهذا فقال يا أخا أهل الشام خذ ولا تسأل فأنا لا نأخذ إلا عن الثقات انظر تهذيب التهذيب (4/87)
- سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبِ بنِ بَجِيْلٍ الوَاشِحِيُّ أَبُو أَيُّوْبَ
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَيْضاً: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ قَلَّ مَنْ يَرْضَى مِنَ المَشَايِخ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ قَدْ رَوَى عَنْ شَيْخٍ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ ثِقَةٌ انظر السير (10/332)
- شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ بنِ الوَرْدِ الأَزْدِيُّ العَتَكِيُّ أَبُو بِسْطَامَ
قال أبو حاتم : إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فأعلم أنه ثقة إلا نفرا بأعيانهم انظر الجرح والتعديل (1/ 128) وقال يحيى بن سعيد القطان : كل شئ يحدث شعبة عن رجل فلا تحتاج أن تقول عن ذاك الرجل أنه سمع فلانا، قد كفاك أمره انظر الجرح والتعديل (1/ 128) وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/399) : شيوخ شعبة عامتهم جياد اهـ وقال السخاوي في فتح المغيث (4/ 353) : وَنَظَرَ فِي الرِّجَالِ شُعْبَةُ وَكَانَ مُتَثَبِّتًا لَا يَكَادُ يَرْوِي إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ، وَكَذَا كَانَ مَالِكٌ اهـ قال الألباني في الصحيحة (5/12) : يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني، ويقال:الكندي. روى عن أبيه روى عنه شعبة والثوري والمسعودي وقيس بن الربيع وابنه عمرو بن يحيى ". ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويكفي في تعديله رواية شعبة عنه، فإنه كان ينتقي الرجال الذين كانوا يروي عنهم، كما هو مذكور في ترجمته اهـ وقال في صحيح أبي داود [2/443] : وقد روى عنه شعبة هذا الحديث، وهو لا يروي إلا عن ثقة كما ذكروا اهـ  
- الشَّعْبِيُّ عَامِرُ بنُ شَرَاحِيْلَ  أَبُو عَمْرٍو
قال ابن معين إذا حدث – الشعبي - عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه انظر تهذيب التهذيب [5/ 67]
- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيِّ بنِ حَسَّانِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَنْبَرِيُّ أَبُو سَعِيْدٍ قال مُحَمَّد بن الْمثنى قَالَ لي عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يَا أَبَا مُوسَى أهل الْكُوفَة يحدثُونَ عَن كل أحد قلت يَا أَبَا سعيد هم يَقُولُونَ إنك تحدث عَن كل أحد قَالَ عَمَّن أحدث فَذكرت لَهُ مُحَمَّد بن رَاشد المكحولي فَقَالَ لي احفظ عني النَّاس ثَلَاثَة رجل حَافظ متقن فَهَذَا لَا يخْتَلف فِيهِ وَآخر يهم وَالْغَالِب على حَدِيثه الصِّحَّة فَهُوَ لَا يتْرك وَلَو ترك حَدِيث مثل هَذَا لذهب حَدِيث النَّاس وَآخر الْغَالِب على حَدِيثه الْوَهم فَهَذَا يتْرك حَدِيثه انظر التمييز لمسلم ص [178] وقال أحمد - في رواية الأثرم - إذا روى الحديث (عبد الرحمن) بن مهدي (عن) رجل، فهو حجة، ثم قال: كان عبد الرحمن أولا يتساهل في الرواية عن غير واحد، ثم تشدد بعد، وكان يروى عن جابر، ثم تركه انظر شرح علل الترمذي (1/ 377) وقال أبو داود في سؤالاته ص (198)  : قلت لِأَحْمَد إِ [ذَا روى] يحيى أَو عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن رجل مَجْهُول يحْتَج بحَديثه قَالَ [يحْتَج بحَديثه] اهـ وقال أبو داود في سؤالاته ص (338) : سَمِعت أَحْمد قَالَ أبان بن خَالِد شيخ بَصرِي لَا بَأْس بِهِ كَانَ عبد الرَّحْمَن يحدث عَنهُ [وَكَانَ] لَا يحدث إِلَّا عَن ثِقَة
اهـ وقال ابن حبان في الثقات (13945) : وَكَانَ من الْحفاظ المتقنين وَأهل الْوَرع فِي الدَّين مِمَّن حفظ وَجمع وتفقه وصنف وَحدث وأبى الرِّوَايَة إِلَّا عَن الثِّقَات اهـ وقال الخطيب في الكفاية ص (92) : إِذَا قَالَ الْعَالِمُ: كُلُّ مَنْ أَرْوِي لَكُمْ عَنْهُ وَأُسَمِّيهِ فَهُوَ عَدْلٌ رِضًا مَقْبُولُ الْحَدِيثِ , كَانَ هَذَا الْقَوْلُ تَعْدِيلًا مِنْهُ لِكُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُ وَسَمَّاهُ , وَقَدْ كَانَ مِمَّنْ سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي اهـ وقال ابن حجر في لسان الميزان (1/15) : من عرف من حاله أنه لا يروي عن ثقة فأنه إذا روى عن رجل وصف بكونه ثقة عنده كمالك وشعبة والقطان وابن مهدي وطائفة ممن بعدهم اهـ
- عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَد بنِ حَنْبَلٍ قال ابن حجر في تعجيل المنفعة (2/162) : - في ترجمة اللَّيْث بن خَالِد الْبَلْخِي أَبُو بكر
- وَقد كَانَ عبد الله بن أَحْمد لَا يكْتب إِلَّا عَن من يَأْذَن لَهُ أَبوهُ فِي الْكِتَابَة عَنهُ وَلِهَذَا كَانَ مُعظم شُيُوخه ثِقَات وَإِنِّي لأتعجب من إغفال بن حبَان ذكر هَذَا فِي ثقاته اهـ 
- مَالِكُ بنُ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ المَدَنِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ
قال ابن عيينة: كان مالك لا يبلغ الحديث إلا صحيحاً.
ولا يحدث إلا عن ثقة انظر ترتيب المدارك (1/190) وقال أحمد (في) رواية ابن هانئ: ما روى مالك عن أحد إلا وهو ثقة. كل من روى عنه مالك فهو ثقة.
وقال الميموني: وقال لي يحيى بن معين: لا تريد أن تسأل عن رجال مالك كل من حدث عنه ثقة إلا رجلا أو رجلين. انظر شرح علل الترمذي (1/ 377) وقال أبو حاتم الرازي: ( ... ومالكٌ نقيُّ الرجال، نقيُّ الحديث ... ) الجرح والتعديل للرازي (8/ 206) وقال ابن عدي في الكامل (9/203) : رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ لأَن مَالِكًا لا يَرْوِي إِلا عَنْ ثِقَةٍ اهـ وقال ابن عبد البر في التمهيد [13/188] : ومَالِكٌ لَا يَرْوِي إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ اهـ  وقال العلامة الألباني رحمه الله بعد أن ذكر حديثاً عن الإمام مالك عن عبد الرحمن بن سعيد: " عبد الرحمن بن سعيد هذا لم أجد من ترجمه، لكن شيوخ مالك كلهم ثقات كما هو معلوم لدي العلماء بالرجال " (إرواء الغليل ج 5 ص 74)
-  أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ
قال المعلمي في التنكيل (2/495) : البخاري روى عنه وهو لا يروي إلا عن ثقة كما صرح به الشيخ تقي الدين ابن تيمية  اهـ
-     مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ
قال يحيى بن معين : إذا روى الحسن ومحمد يعني ابن سيرين عن رجل فسمياه فهو ثقة انظر جامع التحصيل ص (89)
وقال ابن حجر في النكت [2/557] : وصحح ابن عبد البر مراسيل محمد بن سيرين قال: "لأنه كان يتشدد في الأخذ ولا يسمع إلا من ثقة اهـ وقال ابن رجب رحمه الله تعالى في شرح العلل (1/ 355): «وابن سيرين رضي الله عنه هو أول من انتقد الرجال وميز الثقات من غيرهم، وقد روي عنه من غير وجه أنه قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، وفي رواية عنه أنه قال: إن هذا الحديث دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه؛ قال يعقوب بن شيبة: قلت ليحيى بن معين: تعرف أحداً من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم؟ فقال برأسه أي لا» اهـ
- ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَامِرِيُّ
 قال يَحْيَى بن مَعِيْن : ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثِقَةٌ، وَكُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، فَثِقَةٌ، إِلاَّ أَبَا جَابِرٍ البَيَاضِيَّ، وَكُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ ثِقَةٌ، إِلاَّ عَبْدَ الكَرِيْمِ أَبَا أُمَيَّةَ انظر السير (7/147) وقال أبو داود سمعت أحمد بن صالح يقول شيوخ ابن أبي ذئب كلهم ثقات إلا البياضي انظر تهذيب التهذيب (9/304)
- الزُّبَيْدِيُّ مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ عَامِرٍ أَبُو الهُذَيْلِ قال أبو داود ليس في حديثه خطأ قال الإمام أحمد كان لا يأخذ إلا عن الثقات انظر تهذيب التهذيب (9/503)
- مَرْثَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو الخَيْرِ اليَزَنِيُّ المِصْرِيُّ قال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (3/ 284) : لا يروي إلا عن ثقة.
 اهـ
- مُظَفَّرُ بنُ مُدْرِكٍ البَغْدَادِيُّ أَبُو كَامِلٍ قال أَحْمَدَ : أَبُو سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ، وَالهَيْثَمُ، وَأَبُو كَامِلٍ كَانَ لَهُم بَصَرٌ بِالحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ، وَلاَ يَكْتُبُوْنَ إِلاَّ عَنِ الثِّقَاتِ انظر السير (10/ 125) وقال ابن حجر في التقريب (6722) : ثقة متقن كان لا يحدث إلا عن ثقة اهـ
- مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ
عَنْ ابْنِ المَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «إِذَا حُدِّثْتَ عَنْ مَنْصُورٍ فَقَدْ مَلَأْتَ يَدَكَ مِنَ الخَيْرِ لَا تُرِدْ غَيْرَهُ» قال المباركفوري في تحفة الأحوذي [4/391] : (إِذَا حُدِّثْتَ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ (عَنْ منصور) أي بن الْمُعْتَمِرِ يَعْنِي إِذَا حَدَّثَكَ رَجُلٌ عَنْ مَنْصُورٍ (فَقَدْ مَلَأْتَ يَدَكَ مِنَ الْخَيْرِ) كِنَايَةٌ عَنْ كَوْنِهِ ثِقَةً ثَبَتًا فِي الْحَدِيثِ وَكَانَ هُوَ أَثْبَتَ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا عن ثقة (لا ترد) من الإرادة (وغيره) أَيْ غَيْرَ مَنْصُورٍاهـ
 وقال أبو داود كان منصور لا يروي إلا عن ثقة انظر تهذيب التهذيب (10/313)
- موسَى بْنُ هَارُونَ الْحَمَّالُ.
قال ابن عدي في الكامل (1/235) : كَانَ عَالِمًا بِعِلَلِ الْحَدِيثِ مُتَوَقِّيًا وَلَمْ يُحَدِّثْ إلاَّ عَنْ ثِقَةٍ اهـ وقال الألباني في الضعيفة (4/233) : لكن الشيخ شاكر رحمه الله تعالى قال عقبه: " وينبغي أن يحكم بتوثيقه، فقد نقل في " التهذيب " (10 / 313) في ترجمة منصور بن المعتمر عن الآجري عن أبي داود: " كان منصور لا يروي إلا عن ثقة اهـ
-  الهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ أَبُو سَهْلٍ الأَنْطَاكِيُّ وَهُوَ بَغْدَادِيٌّ
انظر كلام أحمد السابق
- وُهَيْبُ بنُ خَالِدِ بنِ عَجْلاَنَ الكَرَابِيْسِيُّ أَبُو بَكْرٍ البَصْرِيُّ
قال أبو حاتم: ما أنقى حديثه لا تكاد تجده يحدث عن الضعفاء وهو الرابع من حفاظ البصرة وهو ثقة ويقال أنه لم يكن بعد شعبة أعلم بالرجال منه وكان يقال أنه يخلف حماد بن سلمة  انظر تهذيب التهذيب (11/170)
-  يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ أَبُو نَصْرٍ الطَّائِيُّ مَوْلاَهُم
قال أبو حاتم ثقة إمام لا يروي إلا عن ثقة انظر تذكرة الحفاظ (1/97) وأقره الذهبي
- يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ
 قال العجلي: كان نقي الحديث لا يحدث إلا عن ثقة انظر تذكرة الحفاظ (1/ 219) وقال أبو داود في سؤالاته ص [330] : سَمِعت أَحْمد قَالَ عُثْمَان بن غياث ثِقَة أَو قَالَ لَا بَأْس بِهِ وَلَكِن مرجئ حدث عَنهُ يحيى وَلم يكن يحدث الا عَن ثِقَة اهـ
وقال الحاكم في المستدرك (1/ 365)  يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا عَنِ الثِّقَات اهـ وقال ابن حجر في فتح الباري (1/417) : وَقد حدث عَنهُ يحيى الْقطَّان ويكفيه رِوَايَة يحيى عَنهُ اهـ وقال الألباني في صحيح أبي داود [6/188] : ويحيى: هو ابن سعيد بن فَرُّوخِ القَطَان، الحافظ الإمام في الجرح والتعديل ، وكان لا يحدث إلا عن ثقة، وهو أجل أصحاب مالك بالبصرة اهـ   
- أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، سُلَيْمَانُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ شَدَّادِ
قال أبو الحسن ابن القطان في الوهم والإيهام (3/ 466) : فَأَما إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل، الَّذِي يرويهِ عَنهُ عَليّ بن عبد الْعَزِيز، فَهُوَ ابْن عبد الْأَعْلَى الْأَيْلِي، يكثر عَنهُ، يروي عَن ابْن عُيَيْنَة، وَجَرِير، وَغَيرهمَا، وَهُوَ شيخ لأبي دَاوُد، وَأَبُو دَاوُد لَا يروي إِلَّا عَن ثِقَة عِنْده، فاعلمه اهـ قلت: وإسحاق هذا لم يوثقه معتبر وابن قطان من أكثر المتأخرين توسعاً في تجهيل الرواة الذين لا يعرفون بتوثيق قديم، ومع ذلك قال : وَأَبُو دَاوُد لَا يروي إِلَّا عَن ثِقَة عِنْده، فاعلمه فاحتج بهذا الراوي ولم يجهله وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب [2/ 344] : - أبو داود - لا يروي إلا عن ثقة عنده اهـ وقال المعلمي في التنكيل (1/481) : وروى عنه أبو داود وهو لا يروى إلا عن ثقة عنده اهـ
-  أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيِّ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ قال ابن حجر في " اللسان " (2 / 416) : من عادة أبي زرعة أن لا يحدث إلا عن ثقة اهـ قال الألباني في الصحيحة (2/ 261) : روى عنه أبو زرعة، وقد علم عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة اهـ  
- مَنْصُوْرُ بنُ سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صَالِحٍ الخُزَاعِيُّ أَبُو سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ انظر كلام الإمام أحمد السابق
-مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ جَعْفَرٍ الصَّغَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ،وَقِيْلَ: اسْمُ جَدِّهِ مُحَمَّدٌ الصَّاغَانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَابِرٍ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصَّاغَانِيَّ - وَذَكَرَ الوَاقِدِيَّ - فَقَالَ: وَاللهِ لَوْلاَ أَنَّهُ عِنْدِي ثِقَةً، مَا حَدَّثْتُ عَنْهُ،انظر السير (9/461)
 - النَّسَائِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيٍّ
قال الخطيب في تاريخ بغداد (5/399) : وقد حدث عَنْهُ من الأئمة أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النسائي، وحسبك بِه اهـ وأقره الذهبي في ميزان الاعتدال (1/115)  وقال الذهبي في المغني (1/ 61) : احْمَد بن نفَيْل الْكُوفِي شيخ للنسائي لَا يعرف لَكِن النَّسَائِيّ نظيف الشُّيُوخ وَقد قَالَ لَا بَأْس بِهِ اهـ 
بهذا القدر نكتفي سائلين الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا  نسأل الله عز وجل أن يرفع راية الْإِسْلام والمسلمين عالية خفاقة وأن ينصر بنصره من أعان على نشر الْإِسْلَام في إرجاء المعمورة
ونسْأَله سبحانه أن يخذل من خذل الْإِسْلام والمسلمين وسعى لنشر الرذيلة وابتغى في  الأَرْض  وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

هناك تعليق واحد:

  1. «تهذيب التهذيب» (6/ 268):
    «قلت ليحيى الحماني: ألا تروي عن يونس بن بكير قال: لم يكن ظاهرًا. قال: ‌وقلت ‌لابن ‌أبي ‌شيبة: ‌ألا ‌تروي ‌عنه ‌قال: ‌كان ‌فيه ‌لين»

    ردحذف