السبت، 8 أبريل 2017

أسماء الله الحسنى كما وردت في الكتاب والسنة الصحيحة عمرو العدوي أبو حبيبة

أسماء الله الحسنى كما وردت في الكتاب والسنة الصحيحة
عمرو العدوي
أبو حبيبة


إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. (يا أيُّهَا الذِينَ آمنوا اتَّقوا الله الَّذي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكمْ رَقِيباً). (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنوا اتقوا اللهَ حَقَّ تقَاتِهِ وَلا تَموتنَّ إلا وَأنتُم مُسْلِمونَ) . (يَا أيُّهَا الذينَ آمَنُوا اتَّقوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكمْ أعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكمْ ذنَوبَكُمْ وَمَن يُطع للهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أما بعد: فإني أشكر الله تعالى على أن ألهمني وأعانني ووفقني في جمع هذا السفر ليضاف إلى المكتبة الإسلامية وبعد: فإن العقيدة أهم شيء في أمور الدين مطلقًا وأهم شيء في العقيدة هو التوحيد والتوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات  قال ابن القيم فإن شرف الْعلم تَابع لشرف معلومه لوثوق النَّفس بأدلة وجوده وبراهينه ولشدة الْحَاجة إِلَى مَعْرفَته وَعظم النَّفْع بهَا وَلَا ريب أن أجل مَعْلُوم وأعظمه وأكبره فَهُوَ الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رب الْعَالمين وقيوم السَّمَوَات والأرضين الْملك الْحق الْمُبين الْمَوْصُوف بالكمال كُله المنزه عَن كل عيب وَنقص وَعَن كل تَمْثِيل وتشبيه فِي كَمَاله وَلَا ريب أن الْعلم بِهِ وبأسمائه وَصِفَاته وأفعاله أجل الْعُلُوم وأفضلها ونسبته إِلَى سَائِر الْعُلُوم كنسبة مَعْلُومَة إِلَى سَائِر المعلومات انظر مفتاح دار السعادة (1/86) وقد كان أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) والتابعون لهم بإحسان آخذين في هذا الباب ( باب : الأسماء والصفات ) بكتاب الله ، وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) لا يجاوزونهما 0
فظلت هذه العقيدة صافية رائقة ، لا تشوبها شائبة إلى أن جاءت مقولة الجهم بن صفوان ، وظهرت البدع الكلامية ، فانبرى رجال من أهل السنة وأصحاب الحديث أمثال مالك ، والأوزاعي ، وأحمد ) يوضحون للناس عقيدة السلف ، وألف آخرون في الرد على المبتدعة ، وبيان ضلالهم ، ودحض شبههم فألف عثمان بن سعيد الدارمي (رده على بشر المريسي ) والرد على الجهمية ، وكتب البخاري رحمه الله كتابه (خلق أفعال العباد ) ردا على المعتزلة والقدرية ، وصنف عبد العزيز الكناني كتابه الحيدة في الرد على بشر المريسي ، ثم تتابع التأليف والتصنيف في نُصرة مذهب السلف ، وذم مذاهب أهل البدع 0
حتى جاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فكان له الباع الطويل والجهد الوفير في مناقشة أهل البدع ، والرد على شبههم ،وكشف زيفهم ، وضلالهم ، وتنوعت كتبه ، وردوده ، ومناقشاته للمخالفين ، فكتب في بيان عقيدة السلف ، وأقوال أئمة الإسلام ، كما رد وناقش الفلاسفة والمعتزلة والقدرية ، والجهمية ، والمرجئة ، والمشبهة ، والخوارج ، والصوفية ، والرافضة ، والأشاعرة ، وكان موقفه من هؤلاء ومنهجه في الرد عليهم نابعا من المنهج السلفي القائم على الكتاب والسنة ، وأقوال سلف الأمة 0
وسار على منهجه واقتفى أثره تلميذه النجيب ابن القيم الجوزية رحمهما الله جميعا فصارت كتبهما مرجعا وملاذا لكل من سلك طريق أهل السنة والجماعة ، وجانب طريق أهل الزيغ والضلالة 0
وممن أسهم في هذا الجانب في عصرنا الحاضر العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ؛ فصار على نهج هذين الإمامين الجليلين ، يوضح مذهب أهل السنة والجماعة ، ويرد على من خالفهم بأسلوب سهل يسير انظر مقدمة شرح القواعد المثلى  وكذلك ابن باز وغيرهما رحمهم الله    وتوحيد الأسماء والصفات يجهله الكثير من طلاب العلم فضلا عن العوام، بل وبسببه افترقت الأمة إلى عدة فرق في العقيدة فمنهم من أوّل الصفات ومنهم من عطّلها وكذلك في أسماء الله تعالى تجد أسماء كثيرة مشتهرة بين العوام لا دليل عليها مطلقا كما سيأتي وجدير بالذكر أن الإفتراق الذي حدث ولا زال يحدث بين الأمة نبأ به النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال: وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً»، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي رواه الترمذي (2641) وحسنه الألباني وهو منهج أهل السنة والجماعة. لذلك يجب على كل مسلم أن يدرس العقيدة بكل فروعها جيدًا ولا سيما التوحيد حتى لا يقع في شباك وضلالات الفِرَق الهالكة. والنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على البحث في أسماء الله وصفاته وإحصاء تسعة وتسعين اسمًا منها فقال (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ) رواه البخاري (2736) ومسلم (2677) فلم يثبت في سرد الأسماء حديث، كما سيأتي وقد اجتهد بعض العلماء في استخراج أسماء الله عز وجل من الكتاب والسُّنَّة،ومن أفضل من جمع الأسماء الحسنى من المعاصرين العلامة ابن عثيمين رحمه الله في كتابه الممتع القواعد المثلى وكذلك الشيخ عبد الله صالح الغصن وكذلك الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف في كتابه صفات الله وكذلك د/محمد بن خليفة التميمي في كتابه معتقد أهل السنة والجماعة وكذلك الشيخ السعدي رحمه الله في كتابه تفسير أسماء الله وكذلك شيخنا الشيخ مصطفى العدوي في كتابه ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فأعبدوه وغيرهم فهؤلاء العلماء من أفضل ما يعتمد على أبحاثهم في تمييز الأسماء الحسنى والتعرف عليها وكذلك كتاب الرضواني هداه الله فقد أثنى على كتابه الشيخ مصطفى سلامة واستفدت منه كثيرا رغم خلافي معه فعلى هذا شمرت عن ساعدي واجتهدت فجمعت هذا البحث المتواضع وستجد فيه الكثير بفضل الله تعالى ومنّه وعونه وإحسانه
وقد راعيت في جمع هذه الأبواب ما يلي : أولا :تحري المادة العلمية الصحيحة في كل باب ، فالاستدلال بالنصوص من كتاب الله عز وجل ومن صحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان فيه ضعف فقد بينته والحمد لله تعالى 0
ثانيا : الاقتصار في كل باب على ما يَفي بالغرض ؛ فقد تكون في الباب الواحد عشرات الأدلة فأقتصر منها على دليل واحد تفي بالغرض إن شاء الله 0
ثالثا : سلكت المذهب الوسط وهو مذهب أهل السنة والجماعة في جمع الأسماء وذكرت من ذكر من العلماء اسم الله تعالى من كتبهم وأخذت أكثر أقوالهم من كتاب معتقد أهل السنة والجماعة للمؤلف محمد بن خليفة بن علي التميمي  رابعا : شرح الاسم من كتب العلماء وأكثر من أخذت منه شرح أسماء الله عز وجل شيخنا مصطفى العدوي حفظه الله من كتابه ذالكم الله ربكم فاعبدوه  0
وقسمت هذا البحث إلى عشرة مباحث
 المبحث الأول : ( معنى الإيمان بأسمائه) المبحث الثاني : ( هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين ) المبحث الثالث : ( معنى من أحصاها دخل الجنة ) المبحث الرابع :( قواعد في أسماء الله تعالى )
وذكرت فوائد : 1- الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله – تعالى – ومعنى الجامدة التي لا يشتق منها أوصاف كالدهر
2- ( هناك فرق بين أسمائه – تعالى- وبين ما يُخبر به عنه سبحانه )
3- (أسماء الله تعالى لا تشتق من أفعاله ) المبحث الخامس : اسم الله الأعظم المبحث السادس : ( اسماء لله تعالى معروفة عند المسلمين غير صحيحة ) وفيه فائدة : اشتهر بين الناس سرد الأسماء الحسنى الواردة في رواية الترمذي (3507) وغيره وبيان ضعفها المبحث السابع : ( الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ) المبحث الثامن (( الإلحاد في أسماء الله عز وجل ) المبحث التاسع : أسماء الله الحسنى الصحيحة من الكتاب والسنة وذكر من أثبت هذا الاسم من العلماء  ثم شرح معنى هذا الاسم من أقوال العلماء المبحث العاشر( ما حكم التسمي بأسماء الله) وأسماء الله الثابتة في الكتاب والسنة هي 99 اسم وهي 
1- ( الله ) 2- (الأحد) 3- ( الأعلى ) 4- ( الأكرم ) 5- ( الإله ) 6- (الأول، 7- والآخر،  8- والظاهر، 9- والباطن ) 10- ( الباريء ) 11- ( البر) 12- ( البصير) 13- (التَّوَّاب) 14- (الجبار) 15 - ( الحسيب )
16- (الحفيظ ) 17 - (الحق ) 18 - (المبين ) 19- (الحكيم )
20 - (الحليم ) 21- (الحميد) 22- ( الحيُّ ) 23- ( القيوم )
24- ( الخبير ) 25- ( الخالق ) 26-  ( الخلاق ) 27- ( الرب )
28- ( الرؤوف ) 29- ( الرحمن ) 30- ( الرحيم ) 31- ( الرزاق )
32 -( الرقيب ) 33- ( السَّلامُ ) 34- ( السميع ) 35- ( الشاكر)
36- ( الشكور ) 37- ( الشهيد ) 38- (الصمد) 39 - ( العزيز )
40- ( العظيم ) 41- ( العَفُوّ ) 42- ( العَليمُ ) 43- ( العَلِيُّ )
44- (الغَفَّار) 45- ( الغَفُورُ ) 46- ( الغَنِيُّ ) 47- ( الفتاح )
48 – ( القادِرُ) 49- ( القاهر) 50- ( القدوس ) 51- ( القدير)
52- ( القريب ) 53- (القَوِيُّ ) 54 - (القهار) 55-  ( الكبير )
56-  ( الكريم ) 57-( اللطيف ) 58- ( المؤمن ) 59-  ( المتعال )
60-( المتكبِّرُ ) 61- ( المتين ) 62- (المجيبُ ) 63- ( المجيد )
64- ( المصور ) 65- ( المقتَدِرُ ) 66- ( المقِيتُ ) 67- ( الملكُ )
68- ( المليك ) 69- ( المولَى) 70- (المُهَيمنُ ) 71- ( النَّصيرُ )
72- (الواحد ) 73- ( الوَارِثُ ) 74-  ( الوَاسِعُ ) 75- ( الودود )
76- ( الوكيل ) 77-( الوَليُّ ) 78- ( الوهاب ) 79- ( الجميل )
80 - ( الحكم ) 81- (الحيي ) 82-–( الديان ) 83- ( الرفيق ) 84- ( السبوح ) 85-  (السيد ) 86- (الستير) 87-  (الشافي) 88-  (الطيب )
89- ( الطبيب ) 90-- ( الْمُسَعِّرُ ) 91- ( الْقَابِضُ ) 92-  ( الْبَاسِطُ ) 93- ( الرَّازِقُ ) 94- (المستعان) 95- ( المُقَدِّمُ ) 96- ( المُؤَخِّرُ ) 97- ( المحسن ) 98- ( المنان ) 99- ( الوتر )
 واللهَ تعالى أسأل أن يتقبله مني وان ينفع به كل من قرأه وأن يجعله في ميزان حسناتي وحسنات والدي وأن يجعلنا ممن يدخلون الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب إنه وليّ ذلك والقادر عليه وهو نعم المولى ونعم النصير وهو على كل شيء قدير وهو أرحم الراحمين وأتوجه بالشكر والتقدير لكل من تتلمذت على أيديهم ومنهم فضيلة الشيخ مصطفى العدوي، وفضيلة الشيخ عادل بن بن يوسف العزازي، وفضيلة الشيخ محمد بن عبد المقصود، وفضيلة الشيخ طارق بن عوض الله ، وفضيلة الشيخ حسن أبو الأشبال ، وغيرهم من العلماء الاجلاء الفضلاء الذين لم يبخلوا على بعلمهم الغزير فهم القوم لا يشقى جليسهم، جزاهم الله عني خير الجزاء وفي النهاية أشكر كل من عاونني على جمع الكتاب وإخراجه وطبعه وأخص أخي الشيخ أحمد عبد اللاه محمد فله بحث في مقارنة الأديان جزاه الله خيرا فأرجو ممن يقف على خلل أو خطأ في هذا الكتاب أن يبادرني النصيحة، وأخيرا من أراد التوسع في هذا الموضوع فليرجع إلى كتابي عقيدة أهل السنة والجماعة  أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يرحمني يوم لا ينفع مال ولا بنون، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله
 المبحث الأول : ( معنى الإيمان بأسمائه)
الإيمان بكل اسم سمّى الله به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، والإيمان بما دل عليه هذا الاسم من معنى ، وما ترتب عليه من آثار ، وبهذا الإيمان يعرف الإنسان ربه ، ويرتبط قلبه به محبة وثناء وتمجيدا فتزكو النفوس ويزداد الإيمان ، ولذلك كان العلم بذلك من أشرف العلوم انظر ماذا يعني انتمائي لأهل السنة (19)
المبحث الثاني : ( هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين )
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» رواه البخاري (2736 ) ومسلم (2677)
مذهب ابن حزم وغيره على أن هذا الحديث يدل على أنّ لله - سبحانه - عدداً محدداً من الأسماء وقد نصّ على أنّها تسعة وتسعون قلت :قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة" فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: إن أسماء الله تسعة وتسعون اسما، من أحصاها دخل الجنة، أو نحو ذلك 0
قال النووي في شرح مسلم (17/5)اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ فِيهِ حَصْرٌ لِأَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاءٌ غَيْرَ هَذِهِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ وَإِنَّمَا مَقْصُودُ الْحَدِيثِ أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَالْمُرَادُ الْإِخْبَارُ عَنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ بِإِحْصَائِهَا لَا الْإِخْبَارِ بِحَصْرِ الْأَسْمَاءِ اهـ
 وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أي أن أسماء الله فوق  تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اسما قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ 1- عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: " أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ رواه أحمد (4318) وصححه ابن حبان وابن تيمية وابن القيم والألباني انظر الصحيحة (199) والأرنؤوط والشاهد من هذا الحديث قوله: "أو استأثرت به في علم الغيب عندك" فهودليل على أن أسماءه أكثر من تسعة وتسعين، وأن له أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها غيره فمثلا قال قائل إن لي مائة درهم أعددتها للصدقة وإن كان ماله أكثرَ من ذلك  قال البيهقي في الأسماء والصفات (1/27) بَابُ بَيَانِ أَنَّ لِلَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَسْمَاءً أُخْرَى وَلَيْسَ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا» نَفْيُ غَيْرِهَا اهـ ثم ذكر هذا الحديث وقال ابن تيمية في الفتاوى  فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ يُحْصِيهَا بَعْضُ الْمُؤْمِنِينَ. وَأَيْضًا فَقَوْلُهُ: {إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ} تَقْيِيدُهُ بِهَذَا الْعَدَدِ بِمَنْزِلَةِ قَوْله تَعَالَى {تِسْعَةَ عَشَرَ} فَلَمَّا اسْتَقَلُّوهُمْ قَالَ: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلَّا هُوَ} فَأَنْ لَا يَعْلَمَ أَسْمَاءَهُ إلَّا هُوَ أَوْلَى؛ وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا لَوْ كَانَ قَدْ قِيلَ مُنْفَرِدًا لَمْ يُفِدْ النَّفْيَ إلَّا بِمَفْهُومِ الْعَدَدِ الَّذِي هُوَ دُونَ مَفْهُومِ الصِّفَةِ وَالنِّزَاعُ فِيهِ مَشْهُورٌ وَإِنْ كَانَ الْمُخْتَارُ عِنْدَنَا أَنَّ التَّخْصِيصَ بِالذِّكْرِ - بَعْدَ قِيَامِ الْمُقْتَضِي لِلْعُمُومِ - يُفِيدُ الِاخْتِصَاصَ بِالْحُكْمِ فَإِنَّ الْعُدُولَ عَنْ وُجُوبِ التَّعْمِيمِ إلَى التَّخْصِيصِ إنْ لَمْ يَكُنْ لِلِاخْتِصَاصِ بِالْحُكْمِ وَإِلَّا كَانَ تَرْكًا لِلْمُقْتَضَى بِلَا مُعَارِضٍ وَذَلِكَ مُمْتَنِعٌ. فَقَوْلُهُ: {إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ} قَدْ يَكُونُ لِلتَّحْصِيلِ بِهَذَا الْعَدَدِ فَوَائِدُ غَيْرُ الْحَصْرِاهـ وقال ابن القيم في الفوائد (1/166) فجعل أسماءه ثلاثة أقسام: - قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم ولم بنزل به كتابه - وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إلى عباده.
- وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يُطلع عليه أخدًا من خلقه؛ ولهذا قال: "استأثرت به" أي: انفردت بعلمه، وليس المرادُ إنفرادَهُ بالتسمي به؛ لأنَّ هذا الانفراد ثابتٌ في الأسماء التي أنزل بها كتابه اهـ
2- قال تعالى :{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } ( الأعراف 180) فأمر أن يُدعى بأسمائه الحسنى مطلقا ، ولم يقل : ليست أسماؤه الحسنى إلا تسعة وتسعين اسما
3- وجاء في ثناء الرسول على ربه سبحانه (لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَاأَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» رواه مسلم (486) والشاهد من الحديث هو قوله: "لا أحصي ثناء عليك"وأما عن وجه الاستشهاد فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية:فأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لا يحصى ثناء عليه ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها فكان يحصي الثناء عليه لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه انظر درء تعارض العقل والنقل (3/333)
 قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/381)  فَإِنَّ الَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ. قَالُوا: - وَمِنْهُمْ الخطابي - قَوْلُهُ: {إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا} التَّقْيِيدُ بِالْعَدَدِ عَائِدٌ إلَى الْأَسْمَاءِ الْمَوْصُوفَةِ بِأَنَّهَا هِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ. فَهَذِهِ الْجُمْلَةُ وَهِيَ قَوْلُهُ: {مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ} صِفَةٌ لِلتِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ لَيْسَتْ جُمْلَةً مُبْتَدَأَةً وَلَكِنَّ مَوْضِعَهَا النَّصْبُ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُبْتَدَأَةً وَالْمَعْنَى لَا يَخْتَلِفُ وَالتَّقْدِيرُ أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً بِقَدْرِ هَذَا الْعَدَدِ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ: إنَّ لِي مِائَةَ غُلَامٍ أَعْدَدْتهمْ لِلْعِتْقِ وَأَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلْحَجِّ فَالتَّقْيِيدُ بِالْعَدَدِ هُوَ فِي الْمَوْصُوفِ بِهَذِهِ الصِّفَةِ لَا فِي أَصْلِ اسْتِحْقَاقِهِ لِذَلِكَ الْعَدَدِ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اهـ
المبحث الثالث : ( معنى من أحصاها دخل الجنة )
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»رواه البخاري (2736) ومسلم (2677)
قال النووي في شرح مسلم (17/ 5)وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَادِ بِإِحْصَائِهَا فَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ مَعْنَاهُ حَفِظَهَا وَهَذَا هُوَ الْأَظْهَرُ لِأَنَّهُ جَاءَ مُفَسَّرًا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى مَنْ حَفِظَهَا وَقِيلَ أَحْصَاهَا عَدَّهَا) فِي الدُّعَاءِ بِهَا وَقِيلَ أَطَاقَهَا أَيْ أَحْسَنَ الْمُرَاعَاةَ لَهَا وَالْمُحَافَظَةَ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ وَصَدَّقَ بِمَعَانِيهَا وَقِيلَ مَعْنَاهُ الْعَمَلُ بِهَا وَالطَّاعَةُ بِكُلِّ اسْمِهَا وَالْإِيمَانُ بِهَا لَا يَقْتَضِي عَمَلًا وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْمُرَادُ حِفْظُ الْقُرْآنِ وَتِلَاوَتُهُ كُلُّهُ لِأَنَّهُ مُسْتَوْفٍ لَهَا وَهُوَ ضَعِيفٌ وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ اهـ وقال ابن القيم في بدائع الفوائد (1/ 164) في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأسماء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا اهـ
المبحث الرابع :( قواعد في أسماء الله تعالى )
قواعد أهل السنة في معرفة اسماء الله تعالى الحسنى فهي خمس شروط0
الشرط الأول : أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها فلا يسمى الله عز وجل إلا بما جاء به الكتاب والسنة الصحيحة ؛ لأن العقل قاصر عن معرفة مايستحقه الله تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على الأدلة من الكتاب والسنة  قال الله تعالى : (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء: 36 ] وقال الله عز وجل: {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} سورة الأعراف آية (32) فحرم الله على الخلق جميعا بهذه الآية أن يقولوا على الله مالا يعلمون فوجب سلوك الأدب والاقتصار على ما جاءت به الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة  قال النووي في شرح مسلم (7/ 188) وَأَسْمَاءُ اللَّهِ تَعَالَى تَوْقِيفِيَّةٌ لَا تُطْلَقُ إِلَّا بِدَلِيلٍ صَحِيحٍ اهـ وَاحْتَجَّ الْغَزَالِيُّ بِالِاتِّفَاقِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نُسَمِّيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاسْمٍ لَمْ يُسَمِّهِ بِهِ أَبُوهُ وَلَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ وَكَذَا كُلُّ كَبِيرٍ مِنَ الْخَلْقِ قَالَ فَإِذَا امْتَنَعَ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْمَخْلُوقِينَ فَامْتِنَاعُهُ فِي حَقِّ اللَّهِ أَوْلَى انظر فتح الباري (11/ 223)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الأصفهانية (31) :
الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها، والعلم والقدرة والرحمة ونحو ذلك وهي في نفسها صفات مدح، والأسماء الدالة عليها أسماء مدح اهـ
وتؤخذ اسماء الله من إجماع السلف 0
فوائد : أولا : الحديث الحسن كالصحيح تمامًا يحتج به في جميع أمور العقيدة والأحكام قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/250) وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُعْتَمَدَ فِي الشَّرِيعَةِ عَلَى الْأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ الَّتِي لَيْسَتْ صَحِيحَةً وَلَا حَسَنَةً اهـ وقال الإمام السيوطي في «تدريب الراوي» (1/ 174): (ثُمَّ الْحَسَنُ كَالصَّحِيحِ فِي الِاحْتِجَاجِ بِهِ وَإِنْ كَانَ دُونَهُ فِي الْقُوَّةِ؛ وَلِهَذَا أَدْرَجَتْهُ طَائِفَةٌ فِي نَوْعِ الصَّحِيحِ) كَالْحَاكِمِ وَابْنِ حِبَّانَ وَابْنِ خُزَيْمَةَ، مَعَ قَوْلِهِمْ بِأَنَّهُ دُونَ الصَّحِيحِ الْمُبَيَّنِ أَوَّلًا،اهـ.
قال الإمام الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (7/ 37):
وَبِهَذَا يَظْهَرُ لَكَ أَنَّ "الصَّحِيْحَيْنِ" فِيْهِمَا الصَّحِيْحُ وَمَا هُوَ أَصحُّ مِنْهُ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: فِيْهِمَا الصَّحِيْحُ الَّذِي لاَ نِزَاعَ فِيْهِ، وَالصَّحِيْحُ الَّذِي هُوَ حَسَنٌ، وَبِهَذَا يَظْهَرُ لَكَ أَنَّ الحَسَنَ قِسمٌ دَاخِلٌ فِي الصَّحِيْحِ، وَأَنَّ الحَدِيْثَ النَّبَوِيَّ قِسمَانِ: لَيْسَ إِلاَّ صَحِيْحٌ: وَهُوَ عَلَى مَرَاتِبَ، وَضَعِيْفٌ: وَهُوَ عَلَى مَرَاتِبَ. وَاللهُ أَعْلَمُ اهـ وبهذا يتضح أن الحديث الحسن كالصحيح تمامًا يحتج به في جميع أمور العقيدة والأحكام
ثانيا : اعْلَمْ أَنَّهُ قَدِ اتَّفَقَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ السُّنَّةَ الْمُطَهَّرَةَ مُسْتَقِلَّةٌ بِتَشْرِيعِ الْأَحْكَامِ وَأَنَّهَا كَالْقُرْآنِ فِي تَحْلِيلِ الْحَلَالِ وَتَحْرِيمِ الْحَرَامِ،والدليل على ذلك قوله تعالى : {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ ] سورة النساء ( 113)
الحكمة هنا السنة والدليل : قوله تعالى : {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} [الأحزاب: 34] فالله عز وجل حث نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكرن ما يتلى في بيوت النبي وجعل المتلو نوعين الأول : آيات الله تعالى وهو القرآن الثاني : الحكمة وقد وصفها الله بأنها تتلى ولا شيء كان يتلى في بيوتات النبي جنبا جنب القرآن إلا سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالحكمة هي السنة كما قال علماء التفسير فالسنة منزلة من عند الله كما نزل القرآن سواء بسواء 
قال الطبري في تفسيره (19/108) وَعَنَى بِقَوْلِهِ: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} [الأحزاب: 34] وَاذْكُرْنَ مَا يُقْرَأُ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ كِتَابِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ؛ وَيَعْنِي بِالْحِكْمَةِ: مَا أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْكَامِ دَيْنِ اللَّهِ، وَلَمْ يَنْزِلْ بِهِ قُرْآنٌ، وَذَلِكَ السُّنَّةُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 00 عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34] أَيِ السُّنَّةَ قَالَ: يَمْتَنُّ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ اهـ
قَالَ الشَّافِعِيُّ: فَذَكَرَ اللَّهُ الْكِتَابَ وَهُوَ الْقُرْآنُ وَذَكَرَ الْحِكْمَةَ فَسَمِعْتُ مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ يَقُولُ: الْحِكْمَةُ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر معرفة السنن والآثار (1/104) من أراد التوسع في هذا الموضوع فليرجع إلى كتابي الرد على من أنكر السنة
ثالثا : خبر الآحاد إذا دلت القرائن على صدقه أفاد العلم وثبتت به الأحكام العملية والعلمية، ولا دليل على التفريق بينهما،
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِنَّ خَبَرَ الْوَاحِدِ يُفِيدُ بِنَفْسِهِ الْعِلْمَ، وَحَكَاهُ ابْنُ حَزْمٍ فِي كِتَابِ "الْأَحْكَامِ" عَنْ دَاوُدَ الظَّاهِرِيِّ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ علي الكرابيسي، والحارث المحاسبي. قال: وبه نقول.وحكاه ابن خويز منداد عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَاخْتَارَهُ، وَأَطَالَ فِي تَقْرِيرِهِ،وَحَكَى صَاحِبُ "الْمَصَادِرِ" عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْقَفَّالِ أَنَّهُ يُوجِبُ الْعِلْمَ الظَّاهِرَ انظر إرشاد الفحول (1/134) وهو قول الشافعي وابن حزم وابن تيمية وابن القيم والألباني وابن عثيمين وغيرهم 0
والأدلة على ذلك كثيره منها : قوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] وَفِي الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى (فَتَثَبَّتُوا) قال ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق المرسلة (577) وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى الْجَزْمِ بِقَبُولِ خَبَرِ الْوَاحِدِ أَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى التَّثْبِيتِ، وَلَوْ كَانَ خَبَرُهُ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ لِأَمْرٍ بِالتَّثَبُّتِ حَتَّى يَحْصُلَ الْعِلْمُ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنَّ السَّلَفَ الصَّالِحَ وَأَئِمَّةَ الْإِسْلَامِ لَمْ يَزَالُوا يَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَفَعَلَ كَذَا، وَأَمَرَ بِكَذَا وَنَهَى عَنْ كَذَا، وَهَذَا مَعْلُومٌ فِي كَلَامِهِمْ بِالضَّرُورَةِ.
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ وَكَثِيرٌ مِنْ أَحَادِيثِ الصَّحَابَةِ يَقُولُ فِيهَا أَحَدُهُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ صَحَابِيٍّ غَيْرِهِ، وَهَذِهِ شَهَادَةٌ مِنَ الْعَاقِلِ وَجَزْمٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا نَسَبَهُ إِلَيْهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، فَلَوْ كَانَ خَبَرُ الْوَاحِدِ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ لَكَانَ شَاهِدًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْرِ عِلْمٍ اهـ
قال الألباني رحمه الله في الحديث حجة بنفسه" (49)
إن القائلين بأن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة يقولون في الوقت نفسه بأن الأحكام الشرعية ثبتت بحديث الآحاد وهم بهذا قد فرقوا بين العقائد والأحكام فهل تجد هذا التفريق في النصوص المتقدمة من الكتاب والسنة كلا وألف كلا بل هي بعمومها وإطلاقاتها تشمل العقائد أيضا وتوجب اتباعه صلى الله عليه وسلم فيها لأنها بلا شك مما يشمله قوله "أمرا" في آية {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] وهكذا أمره تعالى بإطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم والنهي عن عصيانه والتحذير من مخالفته وثناوه على المؤمنين الذين يقولون عندما يدعون للتحاكم إلى الله ورسوله: سمعنا وأطعنا كل ذاك يدل على وجوب طاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم في العقائد والأحكام. وقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: 7] فإنه "ما" من ألفاظ العموم والشمول كما هو معلوم. اهـ
  وسئل ابن عثيمين رحمه الله -: عمن يرى أن أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة؟
فأجاب بقوله: جوابنا على من يرى أن أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة لأنها تفيد الظن، والظن لا تبنى عليه العقيدة أن نقول: هذا رأي غير صواب لأنه مبني على غير صواب وذلك من عدة وجوه: 1 - القول بأن حديث الآحاد لا يفيد إلا الظن ليس على إطلاقه، بل في أخبار الآحاد ما يفيد اليقين إذا دلت القرائن على صدقه، كما إذا تلقته الأمة بالقبول مثل حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه «إنما الأعمال بالنيات» فإنه خبر آحاد ومع ذلك فإننا نعلم أن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله وهذا ما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن حجر وغيرهما.
2 - أن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يرسل الآحاد بأصول العقيدة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإرساله حجة ملزمة، كما بعث معاذا إلى اليمن واعتبر بعثه حجة ملزمة لأهل اليمن بقبوله.
3 - إذا قلنا بأن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد أمكن أن يقال: والأحكام العملية لا تثبت بأخبار الآحاد؛ لأن الأحكام العملية يصحبها عقيدة أن الله - تعالى - أمر بهذا أو نهى عن هذا، وإذا قبل هذا القول تعطل كثير من أحكام الشريعة، وإذا رد هذا القول فليرد القول بأن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد إذ لا فرق كما بينا.
4 - أن الله - تعالى - أمر بالرجوع إلى قول أهل العلم لمن كان جاهلا فيما هو من أعظم مسائل العقيدة وهي الرسالة. فقال - تعالى -: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} . وهذا يشمل سؤال الواحد والمتعدد.
والحاصل أن خبر الآحاد إذا دلت القرائن على صدقه أفاد العلم وثبتت به الأحكام العملية والعلمية، ولا دليل على التفريق بينهما، ومن نسب إلى أحد من الأئمة التفريق بينهما فعليه إثبات ذلك بالسند الصحيح عنه، ثم بيان دليله المستند إليه انظر مجموع فتاوى (1/31) 
من أراد الزياده فليرجع إلى كتاب الصواعق المرسلة لابن القيم وكتاب الحديث حجه بنفسه للألباني رحمهما الله تعالى
رابعا : هل قول الصحابي حجة أم لا؟
قلت : ما انفرد به الصحابي يُعد حجة بشروط ثلاثة :
أولا : اشتهار القول : يعني : إقرار الصحابة له على ذلك ، لأنهم لا يسكتون عن باطل قال ابن القيم في إعلام الموقعين (4/92) فَإِنْ اشْتَهَرَ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الطَّوَائِفِ مِنْ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ إجْمَاعٌ وَحُجَّةٌ اهـ قلت : والأدلة على ذلك كثيرة منها : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً»، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»: رواه الترمذي (2641) قلت : حديث حسن بشواهده وحسنه الترمذي وابن كثير والألباني قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (7/334) فَتَحْسِينُ التِّرْمِذِيِّ لَهُ لِاعْتِضَادِهِ بِأَحَادِيثِ الْبَابِ اهـ
ثانيا : وألا يكون مخالفا لغيره ، فإن خالف قول صحابي آخر أخذ بالراجح منهما
ثالثا : ألا يكون مخالفا لنص من الكتاب أو السنة فإن خالف نصَّاً أخذ بالنص لأنه إذا وجد الأثر بطل النظر 0
قال النووي في شرح مسلم (8/220) َإِذَا انْتَشَرَ قَوْلُ الصَّحَابِيِّ بِلَا مُخَالَفَةٍ كَانَ حُجَّةً عَلَى الصَّحِيحِ اهـ قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (1/283) وَمَنْ قَالَ مِنْ الْعُلَمَاءِ " إنَّ قَوْلَ الصَّحَابِيِّ حُجَّةٌ " فَإِنَّمَا قَالَهُ إذَا لَمْ يُخَالِفْهُ غَيْرُهُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَا عُرِفَ نَصٌّ يُخَالِفُهُ ثُمَّ إذَا اشْتَهَرَ وَلَمْ يُنْكِرُوهُ كَانَ إقْرَارًا عَلَى الْقَوْلِ فَقَدْ يُقَالُ " هَذَا إجْمَاعٌ إقراري " إذَا عُرِفَ أَنَّهُمْ أَقَرُّوهُ وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَهُمْ لَا يُقِرُّونَ عَلَى بَاطِلٍ. وَأَمَّا إذَا لَمْ يَشْتَهِرْ فَهَذَا إنْ عُرِفَ أَنَّ غَيْرَهُ لَمْ يُخَالِفْهُ فَقَدْ يُقَالُ " هُوَ حُجَّةٌ "وَأَمَّا إذَا عُرِفَ أَنَّهُ خَالَفَهُ فَلَيْسَ بِحُجَّةِ بِالِاتِّفَاقِ وَأَمَّا إذَا لَمْ يُعْرَفْ هَلْ وَافَقَهُ غَيْرُهُ أَوْ خَالَفَهُ لَمْ يَجْزِمْ بِأَحَدِهِمَا وَمَتَى كانت السُّنَّةُ تَدُلُّ عَلَى خِلَافِهِ كَانَتْ الْحُجَّةُ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فِيمَا يُخَالِفُهَا بِلَا رَيْبٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ اهـ
سئل ابن عثيمين- رحمه الله- في مجموع فتاوى (26/172) : من الأصول التي يرجع إليها طالب العلم الشرعي أقوال الصحابة- رضي الله عنهم- فهل هي حجة يعمل بها؟
فأجاب بقوله: قول الصحابي أقرب إلى الصواب من غيره بلا ريب وقوله حجة، بشرطين:
أحدهما: ألا يخالف نص كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والثاني: ألا يخالفه صحابي آخر.
فإن خالف الكتاب أو السنة فالحجة في الكتاب أو السنة، ويكون قوله من الخطأ المغفور.
وإن خالف قول صحابي آخر طلب الترجيح بينهما، فمن كان قوله أرجح فهو أحق أن يتبع، وطرق الترجيح تعرف إما من حال الصحابي، أو من قرب قوله إلى القواعد العامة في الشريعة، أو نحو ذلك.
ولكن هل هذا الحكم عام لجميع الصحابة أو خاص بالخلفاء الراشدين أو بأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما-.
أما أبو بكر وعمر- رضي الله عنهما- فلا ريب أن قولهما حجة بالشرطين السابقين، وقولهما أرجح من غيرهما إذا خالفهما، وقول أبي بكر أرجح من قول عمر- رضي الله عنهما- وقد روى الترمذي (3662) من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ» ، - صححه الألباني - وفي صحيح مسلم (681) من حديث أبي قتادة- رضي الله عنه- في قصة نومهم عن الصلاة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " فَإِنْ يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْشُدُوا،
وفي صحيح البخاري (7275) في باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «هُمَا المَرْءَانِ يُقْتَدَى بِهِمَا»، يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبا بكر- رضي الله عنه-.
وأما بقية الخلفاء الراشدين، ففي السنن والمسند من حديث العرباض بن سارية- رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فعليكم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» - رواه الترمذي (2676) صححه الألباني-. وأولى الناس بالوصف هذا الخلفاء الأربعة- رضي الله عنهم أجمعين- فيكون قولهم حجة.
وأما بقية الصحابة، فمن كان معروفًا بالعلم وطول الصحبة فقوله حجة، ومن لم يكن كذلك فمحل نظر، وقد ذكر ابن القيم- رحمه الله تعالى- في أول كتابه (إعلام الموقعين) : أن فتاوى الإمام – أحمد - مَبْنِيَّةً عَلَى خَمْسَةِ أُصُولٍ ، منها: فتاوى الصحابة- رضي الله عنهم أجمعين- والعلماء مختلفون فيها، لكن الغالب أو اللازم أن يكون هناك دليل يرجح قوله أو يخالفه فيعمل بذلك الدليل اهـ
قال الحافظ بن حجر في «نزهة النظر» (ص: 106 - 108):
مثال المرفوع مِن القول، حُكْماً لا تَصْريحاً: أَنْ يقولَ الصَّحابيُّ -الَّذي لم يأْخُذْ عَنِ الإِسرائيليَّاتِ- ما لا مجالَ للاجْتِهادِ فيهِ، ولا لهُ تعلُّقٌ ببيانِ لغةٍ أَو شرحِ غريبٍ، كالإِخبار عن الأمور الماضية: مِن بَدْءِ الخلق، وأَخبارِ الأنبياء، أَو الآتيةِ: كالملاحمِ، والفِتَنِ، وأَحوالِ يومِ القيامةِ، وكذا الإخبارِ عمَّا يَحْصل بفِعْلِهِ ثوابٌ مخصوصٌ، أَو عقابٌ مَخْصوصٌ.
وإِنَّما كانَ لهُ حُكْمُ المَرفوعِ؛ لأنَّ إِخْبَارَهُ بذلك يقتَضي مُخْبِراً لهُ، وما لا مَجالَ للاجتِهادِ فيهِ يَقتَضي موقِّفاً للقائلِ بهِ، ولا مُوَقِّفَ للصَّحابَةِ إِلاَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ، أَو بعضُ مَنْ يُخْبِرُ عَن الكُتبِ القديمةِ؛ فلهذا وَقَعَ الاحْتِرازُ عنِ القسمِ الثَّاني.فإذا كانَ كذلك، فلهُ حُكمُ ما لو قالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهُو مرفوعٌ سواءٌ كانَ ممَّا سمِعَهُ منهُ، أو عنه بواسطة اهـ
( الشرط الثاني )
أنها أسماء ، والاسم ينحصر في خمسة ضوابط هي:، دخول حرف الجر أو التنوين ، أو أداة النداء ، ودخول الألف واللام على الاسم ،  أو يكون المعنى مسندا إليه ، والدليل : على أنها أسماء قال تعالى : [وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا] ولم يقل: ولله الأوصاف الحسنى أو فله الأفعال الحسنى
قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح ألفية ابن مالك (2/8)قال المؤلف رحمه الله تعالى: [بالجر والتنوين والندا وأل ومسند للاسم تمييز حصل] يعني: حصل للاسم تمييز بهذه الأشياء الخمسة، يعني حصل له شيء يميزه عن الفعل والحرف، وهو واحد من هذه الخمسة: الجر والتنوين والنداء وأل والإسناد.
ومعنى كلام المؤلف أن كل كلمة مجرورة فهي اسم، وليس المعنى أن كل كلمة تجرها فهي اسم؛ لأنك لو قلت: كل كلمة تجرها فهي اسم لجاء شخص وقال: أنا أجر (ضرب) وأقول: ضربي.
لكن المعنى: كل كلمة مجرورة فهي اسم، فهي علامة تبين المعلوم، كما لو قلت: العرب علامتهم لبس العمامة، يعني معناه أنهم يتميزون عن غيرهم بذلك، فكلما وجدنا شخصاً ذا عمامة فهو عربي، وكذلك كلما وجدنا كلمة مجرورة فهي اسم.
وقول المؤلف: (بالجر) يشمل الجر بالحرف، والجر بالإضافة، والجر بالتبعية، وقد اجتمعت في البسملة: (بسم الله الرحمن الرحيم) فكلمة اسم مجرورة بالحرف (الباء)، ولفظ الجلالة مجرور بالإضافة، ولفظ الرحمن مجرور بالتبعية.
إذاً: الجر من علامات الاسم، فكل كلمة مجرورة فهي اسم، سواء جرت بالحرف، أو بالإضافة، أو بالتبعية.
قوله: (والتنوين): المعنى: كل كلمة منونة فهي اسم، فكلما وجدت كلمة منونة فاحكم بأنها اسم.
والتنوين: نون ساكنة تلحق أواخر الكلم لفظاً لا خطاً، فمثلاً: زيدٌ فيها نون ساكنة، لكنها غير مكتوبة.
وقال معلمونا ونحن في أول الطلب: التنوين ضمتان أو فتحتان أو كسرتان، وهذا التعريف صحيح وواضح.
لكن عند التعمق نقول: إن الضمتين والفتحتين والكسرتين علامة على التنوين وليست هي التنوين.
إذاً: كل كلمة فيها تنوين فهي اسم، واستثنى بعضهم تنوين الترنم والتنوين الغالي، ولكن لا حاجة إلى التطويل، نقول: المراد التنوين الذي يكون به الصرف، فهذا هو الذي يكون علامة الاسم.
قوله: (والندا): والنداء أيضاً من علامات الاسم، فكل كلمة مناداة فهي اسم.
ويمكن أن نقول: إن النداء علامة سواء كانت في التركيب أو في التقدير.
إذاً: كل كلمة يصح أن تناديها فهي اسم، وكل كلمة مصدرة بيا النداء فهي اسم، مثل: يا رجل! كذلك لو قلت: يا ضرب، تكون (ضرب) اسماً؛ لأننا ناديناها، وهذا يعني أن عندنا رجلاً اسمه ضرب.
وهناك اسم (يزيد) وأصله فعل مضارع، و (شمر) وأصله فعل ماض.
إذاً: كل كلمة صح أن تنادى فهي اسم، وكل كلمة صدرت بالنداء فهي اسم.
قوله: (وأل): أل أيضاً من علامات الأسماء، فكل كلمة فيها أل فهي اسم، مثل: المساجد، البيوت، الإبل، الجبال، الشمس، القمر.
وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب الموصول أن من الأسماء الموصولة أل، وأنها ربما تكون صلتها فعلاً كقول الشاعر: ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل فلفظ (الترضى) فيه أل، وهي اسم موصول؛ فالمراد إذاً في قول المؤلف: (وأل) ما سوى أل الموصولية؛ لأن أل الموصولية قد توصل بالفعل.
قوله: (ومسند) أي وإسناد، فهي مصدر ميمي وليست اسم مفعول.
قال ابن هشام رحمه الله: وهذه العلامة -أعني الإسناد- أحسن العلامات؛ لأن من الأسماء ما لا يقبل إلا هذه العلامة.
فكل ما يقبل العلامات الأربع السابقة يقبل هذه العلامة، وليس كل ما يقبل هذه العلامة يقبل العلامات السابقة، فهي إذاً أعم وأشمل، فكل كلمة يصح أن تسند إليها شيئاً اسم.
لو قال لك قائل: قمت، فالتاء اسم؛ لكنها لا تقبل العلامات السابقة، فهي لا تجر ولا تنون ولا تنادى ولا تحلى بأل.
إذاً ما الذي دلنا على أنها اسم؟ إسناد القيام إليها، فالإسناد إذاً هو أنفع العلامات وأحسنها، لدخوله على جميع الأسماء.
والخلاصة أن للأسماء خمس علامات كما ذكرها ابن مالك: الجر، والتنوين، والنداء، وأل، والإسناد، وأشملها وأعمها الإسناد.
ورد في القرآن: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} [يس:26]، فدخلت يا النداء على (ليت) وليست باسم، لكنهم يقولون إن (يا) هنا ليست للنداء، ولكنها للتنبيه، وعلى القول بأنها للنداء يكون المنادى محذوفاً والتقدير: يا رب ليت قومي يعلمون.
الكاف في قول القائل مثلاً: إنك قائم، اسم؛ لأنه أسند إليه الخبر، والله أعلم.
قوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا} [الإنسان:4]، عرفنا أن أغلالاً اسم بالتنوين، أي فالأصل أنها قابلة للتنوين لكن هنا مانع، مع أن هناك قراءة: (سلاسلاً وأغلالاً).
وإذا قلت: يا محمد؛ فالذي دل على اسميته النداء، لأنه ليس فيه أل، ولا تنوين ولا جر، ولا إسناد، وليس فيه إلا النداء اهـ
 (الشرط الثالث )  إطلاق الاسم دون إضافة أو تقييد)
  لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر ما أضيف إليه الاسم أو قيد به، والله، عز وجل، ذكر أسماءه باللانهائية في الحسن، وهذا يعني الإطلاق التام الذي يتناول جلال الذات والصفات والأفعال. وهذا الشرط مأخوذ من قوله تعالى : [ وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ] سورة الأعراف (180) أي البالغة مطلق الحسن بلا حد ولا قيد ، قال القرطبي - في تفسيره (10/343) -: وَحُسْنُ الْأَسْمَاءِ إِنَّمَا يَتَوَجَّهُ بِتَحْسِينِ الشَّرْعِ، لِإِطْلَاقِهَا وَالنَّصِّ عَلَيْهَا. وَانْضَافَ إِلَى ذلك أنها تقتضي معاني حِسَانًا شَرِيفَةً اهـ ولكن ينبغي التفريق هنا بين نوعين من التقييد هما: التقييد العقلي: وهو غير مقصود في هذا الباب، إذ لا تخلو الأسماء الحسنى في أغلبها، لاسيما التي تدل على وصف متعد كـ: "الخالق" و "المصور" و "الرازق" ........ إلخ، لا تخلو من تصور التقييد العقلي بالممكنات وارتباط آثارها بالمخلوقات، فالخالق لابد أن يقيد في الذهن بمخلوق يقع عليه فعل الخلق المتعدي، والمصور لابد أن يقيد في الذهن بمصور، (بفتح الواو)، يقع عليه فعل التصوير، والرازق لابد أن يقيد في الذهن بمرزوق يقع عليه فعل الرزق المتعدي ................ إلخ.
والتقييد اللغوي: وهو المانع من الإطلاق التام في هذا الباب، ويكون بالإضافة الظاهرة، ولو كانت لفظية، كـ: الغافر، والقابل، والشديد، في قوله تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ)، فقد قيد لفظ "غافر" بلفظ "الذنب"، وقيد لفظ "قابل" بلفظ "التوب"، وقيد لفظ "شديد" بلفظ "العقاب"، فلا تصح تسمية الله، عز وجل، بـ: الغافر، والقابل، والشديد، وإن صح وصفه بأنه: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، فباب الصفات أوسع من باب الأسماء، إذ كل اسم متضمن لصفة كمال مطلق، ولا عكس، فليس لكل صفة اسم مشتق منها، وإن جاز الاشتقاق، فإنما يجوز لغة لا شرعا، لأن الباب، كما تقدم مرارا، توقيفي لا اجتهاد فيه.
ومن الأمثلة على ذلك أيضا: قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا)، فقيد "فاطر" بـ "السماوات"، وقيد "جاعل" بـ "الملائكة".
00 وقوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ)، فقيد "صادقون" بدلالة ما سبقه، كما أشار إلى ذلك القرطبي، رحمه الله، بقوله: ("وإنا لصادقون": في إخبارنا عن هؤلاء اليهود عما حرمنا عليهم من اللحوم والشحوم)."تفسير القرطبي"، (7/ 127)
والمحيط في قوله تعالى : قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} (فصلت: من الآية54) ورد مقيَّدًا كما في الآية
وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ»
رواه البخاري (2933) ومسلم (1742): فقيد "منزل" بـ "الكتاب"، وقيد "سريع" بـ "الحساب".
وقوله صلى الله عليه وسلم في دعاء السفر: (اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ،) رواه مسلم (1342): فقيد "الصاحب" بـ "في السفر"، وقيد "الخليفة" بـ "في الأهل".
وعلى ذلك فالأسماء المقيدة بالإضافة حسنها أن تذكر على ما ورد به نص كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكنها لا توافق شرط الإطلاق اللازم لإحصاء الأسماء الحسنى، ويجوز الدعاء بها على الوضع الذي قيدت به، فتقول: يا مقلب القلوب، ولا تقل: يا مقلب فقط، ومعلوم: أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء، كما تقدم مرارا، فمن الصفات ما ليس لها أسماء تتضمن معانيها كصفات: الضحك والمجيء والنزول وكلها صفات أفعال فلا يقال بأن من أسماء الله عز وجل: الضاحك والجائي والنازل.
و: باب الأفعال أوسع من باب الصفات.
و: باب الإخبار أوسع من باب الأفعال: كالإخبار عن الله، عز وجل، بأنه: قديم أو أزلي أو شيء، مصداق قوله تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ) انظر أسماء الله للرضواني  وذالكم الله ربكم (456) مع بعض الإضافات البسيطة من مصادر أخرى
الشرط الرابع : ( دلالة الوصف على الكمال المطلق ) :
فلا يكون المعنى عند تجرد اللفظ منقسما إلى كمال أو نقص، أو يحتمل شيئا يحد من إطلاق الكمال والحسن، وهذا الشرط مأخوذ من قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الآية 185 من سورة الأعراف.
 ، أي: البالغة الكمال المطلق في الحسن التي لا تحتمل أي معنى من معاني النقص.
وأما إذا كان الوصف عند تجرده عن الإضافة موضع احتمال، فكان كمالا في حال ونقصا في حال، فلا يصح إطلاقه على الله، عز وجل، أو حتى إطلاق الوصف دون تقييد، فلا يثبت بإطلاق ولا ينفى بإطلاق، بل لابد من البيان والتفصيل والتقيد بما ورد في التنزيل، كما في: صفة المكر: في قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (آل عمران:54): فهي تحتمل الكمال إذا كان المكر بالكافرين، وتحتمل النقص إذا كان المكر بالمؤمنين، فيثبت لله، عز وجل، منها الأول دون الثاني، ولا يسمى الله، عز وجل، بـ: "الماكر"، ولا تطلق عليه صفة "المكر" بإطلاق، وإنما يقال: الله، عز وجل، متصف بالمكر بالكافرين، فيقتصر على موضع الكمال في الصفة دون موضع النقص.
وصفة التردد: في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ) رواه البخاري (6502) فوصف التردد عند الإطلاق يكون كمالا في موضع ونقصا في آخر، فلو كان التردد عن جهل وقلة علم وعدم إحكام للأمر كان التردد نقصا وعيبا، وإن كان التردد لإظهار الفضل والمحبة في مقابل إنفاذ الأمر وتحقيق الحكمة كان كمالا ولطفا وعظمة وهو المقصود في الحديث.00وهكذا القول في وصف: الصحبة والخلافة التي تضمنها الاسم المقيد عند مسلم من حديث ابن عمر، رضي الله عنه، مرفوعا: (اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ،).
لأن الصحبة عند التجرد عن الإضافة تكون في الخير والشر، كما قال تعالى عن التي في الخير: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2] وقال عن صحبة الشر: {فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} الْأَنْعَام / 130.
والخلافة، أيضا، عند التجرد عن الإضافة تعني: النيابة عن الغير، وتكون عن: نقص الأوصاف بحكم طبيعة الإنسان، كما يستخلف الملك من ينوب عنه في تدبير شئون مملكته إذا غاب أو مرض، كما استخلف موسى هارون في قومه لما غاب عنهم، في قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ).
أو عن كمال الأوصاف، إذا كان ذلك لتشريف الإنسان وإكرامه أو اختباره وامتحانه، وليس لعجز المستخلف عن القيام بشؤونه.

 ويدخل في معنى الإطلاق اقتران الاسم بالعلو المطلق لأن معاني جميعها سواء علو الشأن أو علو القهر أو علو الذات والفوقية هي في حد ذاتها إطلاق ؛ فالعلو يزيد الإطلاق كمالا على كمال وجلالا فوق الجلال ، وقد ذكر الله من أسمائه الحسنى القدير فقال : [وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] التوبة (39) حيث ورد الاسم في الآية مطلقا معرفا ومنونا مرادا به العلمية ومقرونا بمعاني العلو والفوقية ، وفي موضع آخر ذكره مطلقا فقط من غير اقتران بالعلو فقال سبحانه [عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] الممتحنة (7) وعند المقارنة بين الموضعين نجد أن العلو لا يحد من إطلاق الوصف ، بل يزيده كمالا على كمال وجمالا فوق الجمال 0
ومن ثم فإن كل اسم اقترن بمعاني العلو أو الفوقية فهو مطلق في الدلالة على الحسن والكمال يفيد المدح والثناء على الله بنفسه ، كقوله تعالى في اسمه المقيت : [وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)] سورة النساء 00 وكذلك القاهر في قوله : [وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ]  الأنعام (18)
انظر أسماء الله للرضواني وكتاب ذالكم الله ربكم فأعبدوه لشيخنا العدوي 453) مع بعض الإضافات البسيطة من مصادر أخرى

الشرط الخامس : ( أسماء الله ( تعالى ) أعلام وأوصاف )
أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وهى بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله عز وجل، وبالاعتبار الثاني متباينة، لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص.
ف "الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم" كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.
وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف لدلالة القرآن عليها، كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ، وقوله: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} ، فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة. ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال: عليم إلا لمن علم، ولا سميع إلا لمن سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر. وهذا أمر أبين من أن يحتاج إلى دليل وبهذا علم ضلال من سلبوا أسماء الله تعالى معانيها من أهل التعطيل، وقالوا: إن الله تعالى سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وعزيز بلا عزة، وهكذا. وعللوا ذلك بأن ثبوت الصفات يستلزم تعدد القدماء. وهذه العلة عليلة، بل ميتة لدلالة السمع -السمع هو القرآن والسنة- والعقل على بطلانها.أما السمع فلأن الله تعالى وصف نفسه بأوصاف كثيرة مع أنه الواحد الأحد. فقال تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} . وقال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} ففي هذه الآيات الكريمة أوصاف كثيرة لموصوف واحد، ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء.
وأما العقل: فلأن الصفات ليست ذوات بائنة من الموصوف حتى يلزم من ثبوتها التعدد، وإنما هي من صفات من اتصف بها فهي قائمة به، وكل موجود فلا بد له من تعدد صفاته، ففيه صفة الوجود، وكونه واجب الوجود أو ممكن الوجود، وكونه عينا قائما بنفسه أو وصفا في غيره وبهذا أيضا علم أن "الدهر" ليس من أسماء الله تعالى، لأنه اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى، ولأنه اسم للوقت والزمن، قال الله تعالى عن منكري البعث: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاّ الدَّهْرُ} يريدون: مرور الليالي والأيام. انظر القواعد المثلى (8).
قال شيخنا مصطفى العدوي : أسماء الله أعلام وأوصاف ، فهي أسماء الله وأوصاف له ، كذلك فالاسم يدل على الوصف 0
فهي بالاعتبار الأول ( باعتبارها أعلام ) مترادفة لدلالتها على الله عز وجل ( وكما يقولون لدلالتها على الذات ) فالسميع هو الله والبصير هو الله والعليم هو الله وهكذا ، فالأسماء تدل على الله عز وجل 0
وبالاعتبار الثاني ( باعتبارها أوصاف ) فهي متباينه لأن كل اسم يدل على صفة خاصة به ومعنى خاص به ( فالعليم والقدير والسميع والبصير و 00 ) كلها أسماء لله ، لكن لكل منها معنى خاص به ، فالعليم يدل على العلم والقدير يدل على القدرة والسميع يدل على السمع والبصير يدل على الرؤية والبصر 0 وهي صفات لله عز وجل 0
فالأسماء تدل على الذات والصفات وذلك أيضا بالمطابقة وبالتضمن والالتزام 0
فكما تقدم فاسم الرحيم يدل على الله عز وجل وهو اسم لله ، ويدل على صفة الرحمة ( بالمطابقة ) ، ويدل على الحياة ، ويدل على اسم الحي ( بالالتزام ) وكما تقدم السميع اسم لله عز وجل ، ويدل على صفة السمع ، ويدل أيضا على أنه ( الحي ) والعلي اسم لله عز وجل يدل على العلو المطلق علو القهر وعلو الغلبة وعلو المكان وعلو القدر وعلو الذات 0
والغفور مع كونه اسما فهو يدل على المغفرة ، كما قال تعالى : {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} (الرعد: من الآية6) وهي صفة لله 0
والرحيم مع كونه اسما فهو يدل أيضا على الرحمة ، قال تعالى : {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} ( الكهف 58) فالرحمة صفة لله عز وجل 0
ومن ثم فإن الأسماء إذا لم تدل على صفة لا تكون حسنى ، كقولنا : ( زيد ) مثلا فإنها لا تدل على صفة ، ( والدهر ) اسم لكنه لا يدل على وصف ، وقد قال تعالى في شأن ابن آدم : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ – رواه البخاري (4826) ومسلم (2246) وكذلك الحروف المقطعة التي بُدئت بها بعض السور لا تدل على وصف ، وإذا كانت تحتمل المدح والذم فلا تكون حسنى إذ أُطلقت بل تُقيد بما يجعلها متمحضة للمدح انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (453) 
فوائد : 
1- الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله – تعالى – ومعنى الجامدة التي لا يشتق منها أوصاف كالدهر0
وهذا الذي أشكل على ابن حزم وغيره فقد سمى الله ( الدهر ) واستدل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار رواه البخاري (4826) ومسلم (2246) قال ابن حجر في فتح الباري (10/566) قَالَ عِيَاضٌ زَعَمَ بَعْضُ مَنْ لَا تَحْقِيقَ لَهُ أَنَّ الدَّهْرَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَهُوَ غَلَطٌ فَإِنَّ الدَّهْرَ مُدَّةُ زَمَانِ الدُّنْيَا وَعَرَّفَهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهُ أَمَدُ مَفْعُولَاتِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِعْلِهِ لِمَا قَبْلَ الْمَوْتِ وَقَدْ تَمَسَّكَ الْجَهَلَةُ مِنَ الدَّهْرِيَّةِ وَالْمُعَطِّلَةِ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ وَاحْتَجُّوا بِهِ عَلَى مَنْ لَا رُسُوخَ لَهُ فِي الْعِلْمِ لِأَنَّ الدَّهْرَ عِنْدَهُمْ حَرَكَاتُ الْفَلَكِ وَأَمَدُ الْعَالَمِ وَلَا شَيْءَ عِنْدَهُمْ وَلَا صَانِعَ سِوَاهُ وَكَفَى فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ قَوْلُهُ فِي بَقِيَّةِ الْحَدِيثِ أَنَا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ فَكَيْفَ يُقَلِّبُ الشَّيْءُ نَفْسَهُ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ قَوْلِهِمْ عُلُوًّا كَبِيرًا وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَمْرَةَ لَا يَخْفَى أَنَّ مَنْ سَبَّ الصَّنْعَةَ فَقَدْ سَبَّ صَانِعَهَا فَمَنْ سَبَّ نَفْسَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَقْدَمَ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ بِغَيْرِ مَعْنًى وَمَنْ سَبَّ مَا يَجْرِي فِيهِمَا مِنَ الْحَوَادِثِ وَذَلِكَ هُوَ أَغْلَبُ مَا يَقَعُ مِنَ النَّاسِ وَهُوَ الَّذِي يُعْطِيهِ سِيَاقُ الْحَدِيثِ حَيْثُ نَفَى عَنْهُمَا التَّأْثِيرُ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: لَا ذَنْب لَهُمَا فِي ذَلِكَ)اهـ
 قال ابن عثيمين في القواعد المثلى (10) فأما قوله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" فلا يدل على أن الدهر من أسماء الله تعالى، وذلك أن الذين يسبون الدهر إما يريدون الزمان الذي هو محل الحوادث، لا يريدون الله تعالى، فيكون معنى قوله: "وأنا الدهر" ما فسره بقوله: "بيدي الأمر أقلب الليل والنهار"، فهو سبحانه خالق الدهر وما فيه، وقد بين أنه يقلب الليل والنهار وهما الدهر، ولا يمكن أن يكون المقلِّب (بكسر اللام) هو المقلَّب (بفتحها) ، وبهذا تبين أنه يمتنع أن يكون الدهر في هذا الحديث مرادًا به الله تعالى اهـ
2- ( هناك فرق بين أسمائه – تعالى- وبين ما يُخبر به عنه سبحانه ) قال ابن القيم في فائدة جليلة (25)أَنَّ مَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ - سُبْحَانَهُ - فِي بَابِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ تَوْقِيفِيٌّ، وَمَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ فِي بَابِ الْأَخْبَارِ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تَوْقِيفِيًّا، كَالْقَدِيمِ وَالشَّيْءِ وَالْمَوْجُودِ، أَوِ الْقَائِمِ بِنَفْسِهِ اهـ ومعنى ذلك أنه يخبر عن الله بالشيء كقوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] لكن ليس معنى ذلك أن الله يسمَّى: شيئا وهكذا اهـ
3- (أسماء الله تعالى لا تشتق من أفعاله ) فمثلا لا يجوز أن نسمي الله الكاتب لقوله تعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفسه الرَّحْمَة) [الْأَنْعَام: 54] فلا يسمى الله تعالى إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم،ولا يجوز أن يسمى باسم عن طريق الاشتقاق من فعل ونحوه، خلافا لابن تيمية رحمه الله فقد أجاز ذلك قلت : شيخ الإسلام له أجر فعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ» رواه البخاري (7352 ) ومسلم(1716) قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (12/13) قَالَ الْعُلَمَاءُ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي حَاكِمٍ عَالِمٍ أَهْلٍ لِلْحُكْمِ فَإِنْ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ أَجْرٌ بِاجْتِهَادِهِ وَأَجْرٌ بِإِصَابَتِهِ وَإِنْ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ بِاجْتِهَادِهِ اهـ فالصحيح أن أسماء الله تعالى لا تشتق من أفعاله والدليل : قال الله تعالى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} فالله عز وجل له أسماء وليس أفعال وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم  أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ رواه أحمد (3712) وصححه الألباني
وقال تعالى :  {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} وقوله: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} قال ابن عثيمين  ولأن تسميته تعالى بما لم يُسَمِّ به نفسه أو إنكار ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك، والاقتصار على ما جاء به النص ثم قال : لأن تسمية الله بما لم يسم به نفسه أو إنكار ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى أرايت لو أن شخصا سماك بغير ما سميت به ؛ فإنه يعتبر جانيا عليك ؛ لأنه ليس له حق في ذلك ، فالتسمية حق لمن له الحق في أن يسمى ، فالله عز وجل له الحق أن يسمي نفسه بما يشاء ، وأما نحن فليس من حقنا أن نسمي الله بما لم يسم به نفسه ، لأن ذلك جناية في حق الله تعالى وكذلك إنكار ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى فالله عز وجل قد سمى نفسه بأسماء وليس من حقنا أن نقول : لن نسميه بها انظر شرح القواعد المثلى ( 61)  قلت : فمن سمى الله باسم لم يأتي به دليل من الكتاب والسنة فهو ملحد في كتاب الله عز وجل قال تعالى : (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]وَقَدْ قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ مِنَ الْإِلْحَادِ فِي أَسْمَائِهِ تَسْمِيَتُهُ بِمَا لَمْ يَرِدْ فِي الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ قال البغوي في تفسيره (3/307) وَقَالَ أَهْلُ الْمَعَانِي: الْإِلْحَادُ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ: تَسْمِيَتُهُ بِمَا لَمْ يُسَمَّ بِهِ، وَلَمْ يَنْطِقْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَلَا سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَجُمْلَتُهُ: أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ تَعَالَى على التوقيف اهـ فكل من سمى الله باسم اشتقق من فعل من أفعاله جل وعلا فقد الحد في أسماء الله الحسنى
قال الشافعي رحمه الله : لِلَّهِ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ لَا يَسَعُ أَحَدًا رَدُّهَا وَمَنْ خَالَفَ بَعْدَ ثُبُوتِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ فَقَدْ كَفَرَ وَأَمَّا قَبْلَ قِيَامِ الْحُجَّةِ فَإِنَّهُ يُعْذَرُ بِالْجَهْلِ لِأَنَّ عِلْمَ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ بِالْعَقْلِ وَلَا الرُّؤْيَةِ وَالْفِكْر انظر فتح الباري (13/407) وقال ابن حزم في المحلى (1/51) وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَشْتَقَّ لِلَّهِ تَعَالَى اسْمًا لَمْ يُسَمِّ بِهِ نَفْسَهُ. بُرْهَانُ ذَلِكَ أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} [الشمس: 5] وَقَالَ: {وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 16] وَقَالَ تَعَالَى: {خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54] {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} [آل عمران: 54] وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُسَمِّيَهُ الْبَنَّاءَ وَلَا الْكَيَّادَ وَلَا الْمَاكِرَ وَلَا الْمُتَجَبِّرَ وَلَا الْمُسْتَكْبِرَ، لَا عَلَى أَنَّهُ الْمُجَازِي بِذَلِكَ وَلَا عَلَى وَجْهٍ أَصْلًا، وَمَنْ ادَّعَى غَيْرَ هَذَا فَقَدْ أَلْحَدَ فِي أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَتَنَاقَضَ وَقَالَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى الْكَذِبَ وَمَا لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ. وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ اهـ قال ابن القيم في بدائع الفوائد (1/162) ثُمَّ إِنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنَ الْإِخْبَارِ عَنْهُ بِالْفِعْلِ مُقَيَّدًا أَنْ يُشْتَقَّ لَهُ مِنْهُ اسْمٌ مُطْلَقٌ، كَمَا غَلِطَ فِيهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، فَجَعَلَ مِنْ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى الْمُضِلَّ الْفَاتِنَ الْمَاكِرَ، تَعَالَى عَنْ قَوْلِهِ، اهـ
قال ابن القيم أيضا في مدارج السالكين (3/383) فَإِنَّ الْفِعْلَ أَوْسَعُ مِنَ الِاسْمِ، وَلِهَذَا أَطْلَقَ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَفْعَالًا لَمْ يَتَسَمَّ مِنْهَا بِأَسْمَاءِ الْفَاعِلِ، كَأَرَادَ، وَشَاءَ، وَأَحْدَثَ، وَلَمْ يُسَمَّ بِالْمُرِيدِ وَالشَّائِي وَالْمُحَدِثِ، كَمَا لَمْ يُسَمِّ نَفْسَهُ بِالصَّانِعِ وَالْفَاعِلِ وَالْمُتْقِنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الَّتِي أَطْلَقَ عَلَى نَفْسِهِ، فَبَابُ الْأَفْعَالِ أَوْسَعُ مِنْ بَابِ الْأَسْمَاءِ.
وَقَدْ أَخْطَأَ - أَقْبَحَ خَطَأٍ - مَنِ اشْتَقَّ لَهُ مِنْ كُلِّ فِعْلٍ اسْمًا، وَبَلَغَ بِأَسْمَائِهِ زِيَادَةً عَلَى الْأَلْفِ، فَسَمَّاهُ الْمَاكِرُ، وَالْمُخَادِعُ، وَالْفَاتِنُ، وَالْكَائِدُ وَنَحْوَ ذَلِكَ اهـ وقال أبو الحسن الأشعري كما في طبقات الشافعية (3/358)  طريقى فى مَأْخَذ أَسمَاء الله الْإِذْن الشرعى دون الْقيَاس اللغوى فأطلقت حكيما لِأَن الشَّرْع أطلقهُ ومنعت عَاقِلا لَان الشَّرْع مَنعه وَلَو أطلقهُ الشَّرْع لأطلقته اهـ
وقال ابن حجر في فتح الباري (11/223) وَاخْتُلِفَ فِي الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى هَلْ هِيَ تَوْقِيفِيَّةٌ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَشْتَقَّ مِنَ الْأَفْعَالِ الثَّابِتَةِ لِلَّهِ أَسْمَاءً إِلَّا إِذَا وَرَدَ نَصٌّ إِمَّا فِي الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ فَقَالَ الْفَخْرُ الْمَشْهُورُ عَنْ أَصْحَابِنَا أَنَّهَا تَوْقِيفِيَّةٌ وَقَالَتِ الْمُعْتَزِلَةُ وَالْكَرَّامِيَّةُ إِذَا دَلَّ الْعَقْلُ عَلَى أَنَّ مَعْنَى اللَّفْظِ ثَابِتٌ فِي حَقِّ اللَّهِ جَازَ إِطْلَاقُهُ عَلَى اللَّهِ وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ وَالْغَزَالِيُّ الْأَسْمَاءُ تَوْقِيفِيَّةٌ دُونَ الصِّفَاتِ قَالَ وَهَذَا هُوَ الْمُخْتَارُ وَاحْتَجَّ الْغَزَالِيُّ بِالِاتِّفَاقِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نُسَمِّيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاسْمٍ لَمْ يُسَمِّهِ بِهِ أَبُوهُ وَلَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ وَكَذَا كُلُّ كَبِيرٍ مِنَ الْخَلْقِ قَالَ فَإِذَا امْتَنَعَ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْمَخْلُوقِينَ فَامْتِنَاعُهُ فِي حَقِّ اللَّهِ أَوْلَى وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِ اسْمٌ وَلَا صِفَةٌ تُوهِمُ نَقْصًا وَلَوْ وَرَدَ ذَلِكَ نَصًّا فَلَا يُقَالُ مَاهِدٌ وَلَا زَارِعٌ وَلَا فَالِقٌ وَلَا نَحْوُ ذَلِكَ وَإِنْ ثَبَتَ فِي قَوْلِهِ فَنعم الماهدون أم نَحن الزارعون فالق الْحبّ والنوى وَنَحْوُهَا وَلَا يُقَالُ لَهُ مَاكِرٌ وَلَا بَنَّاءٌ وان ورد ومكر الله وَالسَّمَاء بنيناها وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ الْأَسْمَاءُ تُؤْخَذُ تَوْقِيفًا مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ فَكُلُّ اسْمٍ وَرَدَ فِيهَا وَجَبَ إِطْلَاقُهُ فِي وَصْفِهِ وَمَا لَمْ يَرِدْ لَا يَجُوزُ اهـ
وقال الشعراوي في تفسيره (4/4484) رغم انه أشعري قال وإذا كان لله أسماءُ كثيرةٌ، فهل يجوز هنا لنا أن نأخذ من فعل الله في شيء اسماً له؟ وخصوصاً انه القائل: {وَعَلَّمَءَادَمَ الأسمآء كُلَّهَا ... } [البقرة: 31] وهو القائل أيضاً: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ... } [النساء: 113]
هل يمكن أن نقول: إن الله معلم؟ وهل يصح أن نأخذ من قوله: {وَأَكِيدُ كَيْداً} [الطارق: 16]
اسماً هو كائد؟
لا يجوز ذلك لأن أسماء الله توقيفية، وإن رأيت فعلاً منسوباً لله فقف عند الفعل فقط ولا تأخذ منه اسماً لله تعالى اهـ 
قال  محمود عبد الرازق الرضواني هداه الله في كتابه أسماء الله الحسنى ص31:
أسماء الله الحسنى توقيفية لا بد فيها من أدلة قرآنية أو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية ، وليست أسماء الله مسألة عقلية اجتهادية يشتق فيها الإنسان لربه من أوصافه وأفعاله ما يشاء من الأسماء ، فكثير من العلماء لاسيما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم جعلوا المرجعية في علمية الاسم إلى أنفسهم وليس إلى النص الثابت في الكتاب والسنة ، وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف في كون الأسماء الحسنى توقيفية اهـ
المبحث الخامس : ( اسم الله الأعظم )
اعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولأ،ساقها الحافظ في "الفتح"، وذكر لكل قول دليله، وأكثرها أدلتها من الأحاديث،وبعضها مجرد رأي لا يلتفت إليه، 00 ورد في خصوص ” اسم الله الأعظم ” عدة أحاديث، أشهرها:
1- عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى  الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي، ثُمَّ دَعَا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى رواه أبو داود (1495) قال الألباني في صحيح أبي داود (1342)(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي) اهـ
2- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ فِي سُوَرٍ ثَلَاثٍ: الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَطه "
رواه ابن ماجه (3856) وحسنه الألباني
3- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]، وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ: {الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 2] رواه أبو داود (1496) قلت : حديث حسن وحسنه الألباني وصححه الترمذي  
4- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ»، قَالَ: فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» رواه الترمذي (3475) حديث صحيح  قال الألباني : وقال الحاكم:" صحيح على شرطهما ". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا وصححه ابن حبان (888) ،وحسنه الترمذي) وهذا الحديث أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك قال الألباني في الضعيفة (13/279) قال الحافظ:"وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك "وهو كما قال رحمه الله، وأقره الشوكاني في "تحفة الذاكرين " (ص 52) ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1341) اهـ
المبحث السادس : ( أسماء لله تعالى معروفة عند المسلمين غير صحيحة )
أسماء كثيرة لله مشتهرة بين أهل العلم و العوام لا دليل عليها مطلقا مثل ( الساتر – والستار) والصحيح ان الله من اسمائه الستير وليس الساتر ولا الستار والدليل : عَنْ يَعْلَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْر رواه أبو داود (4012) وقال الألباني في الإرواء (2335) وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم اهـ وحسنه الأرنؤوط  وذهب فريق من العلماء إلى عدم عدهما من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، وابن عثيمين وغيرهم
 قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرحه على أبي داود:أما ما يشتهر على ألسنة الكثير من عامة الناس من إطلاقهم اسم (الساتر) و(الستار) على الله تعالى وإدراجه ضمن أسماء المولى جل وعلا؛ فلا نعلم دليلاً يدل عليهما، ولكن لا شك أن الله تعالى هو الستَّار وهو الساتر من حيث المعنى، لكن الأسماء والصفات توقيفية، والذي ورد هو ما تقدم اهـ
( الموجود)  قال ابن القيم في مدارج السالكين (3/384)
أَمَّا الْمَوْجُودُ فَإِنَّهُ مُنْقَسِمٌ إِلَى كَامِلٍ وَنَاقِصٍ، وَخَيْرٍ وَشَرٍّ، وَمَا كَانَ مُسَمَّاهُ مُنْقَسِمًا لَمْ يَدْخُلِ اسْمُهُ فِي الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، كَالشَّيْءِ وَالْمَعْلُومِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُسَمَّ بِالْمُرِيدِ، وَلَا بِالْمُتَكَلِّمِ، وَإِنْ كَانَ لَهُ الْإِرَادَةُ وَالْكَلَامُ، لِانْقِسَامِ مُسَمَّى الْمُرِيدِ وَالْمُتَكَلِّمِ، وَأَمَّا الْمُوجِدُ فَقَدْ سَمَّى نَفْسَهُ بِأَكْمَلِ أَنْوَاعِهِ، وَهُوَ الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ اهـ 
( الهادي ) دليلهم: قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} (الفرقان: من الآية31) .قلت : ورد مقيَّدًا ، لم يذكر هذا الاسم ، ابن حزم ، وابن عثيمين وغيرهما 0
 ( المعطي ) واستدلوا : بحديث رواه البخاري (3116) عن معاوية قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَاللَّهُ المُعْطِي وَأَنَا القَاسِمُ، قلت الصحيح : انه ورد بصيغة الفعل لا الاسم الصحيح بلفظ عن مُعَاوِيَة، خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي رواه البخاري (71) ومسلم (1037) ورجح ذلك شيخنا مصطفى العدوي وكما سبق ان الأفعال لا تكون اسما لم يذكر هذا الاسم ، الحافظ ابن حجر العسقلاني  والغصن وغيرهما قال شيخنا مصطفى العدوي : هذا الاسم قد ورد في حديث أخرجه البخاري في صحيحه فذكره ثم قال ولكن أخرجه البخاري ومسلم من ثلاث طرق 00 فجعل بدلا من المعطي : يعطي في بعض الروايات ، وفي أخرى : ويعطي الله وعليه فأرى أن رواية من روى الله المعطي شاذة ولم أقف لاسم المعطي على دليل غير ما ذكرت والله أعلم انظر ذلكم الله ربكم فأعبدوه (532)
(المنتقم) قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (8/96) وَاسْمُ " الْمُنْتَقِمِ " لَيْسَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى الثَّابِتَةِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مُقَيَّدًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى {إنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} وَقَوْلِهِ {إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} وَالْحَدِيثُ الَّذِي فِي عَدَدِ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى الَّذِي يُذْكَرُ فِيهِ الْمُنْتَقِمُ فَذُكِرَ فِي سِيَاقِهِ {الْبَرُّ التَّوَّابُ الْمُنْتَقِمُ الْعَفُوُّ الرَّءُوفُ} لَيْسَ هُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اهـ
( المعين ) ودليلهم عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ رواه أبو داود (1522 ) وصححه الألباني قلت : أعني فعل وليس اسم  سئل ابن عثيمين رحمه الله في مجموع فتاوى (1/162): هل من أسماء الله عز وجل "المنان"، "المنتقم"، "الهادي"، "المعين "؟ فأجاب بقوله: أما المنان فقد صح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.وأما المنتقم فليس من أسماء الله؛ لأن الله تعالى لم يذكر هذا الوصف لنفسه إلا مقيدا، وكل وصف جاء مقيدا فهو ليس من أسماء الله؛ لأن أسماء الله كمال على الإطلاق لا تحتاج إلى تقييد، والله سبحانه وتعالى إنما ذكر المنتقم في مقابلة الإجرام فقال: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} وحينئذ لا يكون المنتقم من أسماء الله.أما "الهادي" فبعض العلماء أثبته من أسماء الله وبعضهم قال: بل هذا من أوصاف الله وليس اسما"والمعين" كذلك ليس من أسماء الله، ولكنه من صفاته فإنه هو الذي يعين من شاء من عباده.ومن العلماء من قال: إنه من أسمائه لأنه دال على معنى حسن وليس فيه نقص بوجه من الوجوه.والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} اهـ
( المغيث) ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم قال صاحب شرح الدر النضيد (1/8) قال الحليمي - وهو شيخ البيهقي -: إن المغيث من أسماء الله الحسنى، والمغيث معناه المجيب للملهوف.
وفي هذا نظر؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، لابد لها من دليل من الكتاب أو السنة، ولم نجد دليلاً في الكتاب ولا في السنة بأن المغيث اسم من أسماء الله جل في علاه اهـ
 ( المفضل - والمنعم ) ليسا من أسماء الله فقد ورد في القرآن اسم المنعم فعلا قال تعالى : {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيّ} وأما حديث عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِنَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ الْأَمْرُ مِمَّا يُعْجِبُهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْعِمِ الْمُفْضِلِ الَّذِي بِنِعَمِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ» رواه أبو داود في المراسيل (532) بسند ضعيف قال البيهقي في الأسماء والصفات (213)وَقَدْ رُوِيَ فِي تَسْمِيَةِ الْمُنْعِمِ الْمُفْضِلُ حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ اهـ  ذهب فريق من العلماء إلى عدم عدهما من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
( رمضان ) ورد بسند ضعيف جدا عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ تَقُولُوا رَمَضَانَ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ  رواه  (8/313) وقال الألباني في الضعيفة (6768) باطل ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
(النظيف ) فقد ورد في ذلك حديث ضعيف وهو «إِنَّ اللَّهَ - نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، رواه الترمذي (2799) وضعفه الترمذي والألباني
( الدليل ) قال السقاف في صفات الله (1/161) قلت: أسماء الله توقيفية وليس منها (الدليل) وتوجيه كلام شيخ الإسلام في ردِّه على ابن عقيل وكثيرٍ من الأشاعرة أنهم لا يُوصِفُون الله بالدليل ويقولون هو دالٌ وليس دليلاً، فردَّ عليهم مُثبتاً صفةَ الدَّلالة لله عَزَّ وجَلَّ بما سبق نقله ومنه قوله: ((الدليل معدولٌ عن الدالِّ وهو ما يؤكد فيه صفةَ الدِّلالة فكلُّ دليلٍ دالٌ وليس كلُّ دالٍ دليلاً)) ؛ أما دعاء الإمام أحمد -إن صحَّ عنه- فليس فيه تسمية الله بـ (الدليل) إنما فيه مناداة الله عَزَّ وجَلَّ بصفة من صفاته وهذا جائز كقولك: يا فارج الهم ويا كاشف الغم، ويا دليل لحيارى ونحو ذلك، وليس الفارج والكاشف من أسمائه تعالى، والله أعلم اهـ
(الجواد )  عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ رواه الترمذي (2799) والبيهقي في شعب الإيمان (10346) واللفظ له وصححه الألباني في الصحيحة (1627) والصحيح أنه حديث ضعيف كما قال شيخنا مصطفى العدوي قلت: عمرو فإن هذه الرواية ضعيفة جدا فيها أكثر من علة 0
1- إرساله ، فإن طلحة بن عبيد الله بن كريز ، ليس بصحابي ، وقد أرسله
2- فيه الْحَجَّاج بْن أَرْطَأَة قال عنه ابن حجر صدوق كثير الخطأ و التدليس اهـ وهو هنا عنعن  3- قال البيهقي فِي هَذَا الْإِسْنَادِ انْقِطَاعٌ بَيْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، وَطَلْحَةَ اهـ قلت : قد جاءت شواهد لهذا الحديث منها أولا : ما رواه الترمذي (2495) عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى :  أَنِّي جَوَادٌ وَاجِدٌ قلت : هذا الشاهد شاذ مداره على شَهْر بْن حَوْشَب الصحيح إنه حسن الحديث كما قال البخاري إذ لم يخالف وهو هنا خالف فقد ثبت أصل الحديث بدون زيادة قوله بِأَنِّي جَوَادٌ وَاجِدٌ 00 عند مسلم (2577) عن أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ وأَبِي أَسْمَاءَ – الرَّحَبِيّ - ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، بدون زيادة قوله بِأَنِّي جَوَادٌ وَاجِدٌ
الشاهد الثاني : عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص رواه الترمذي (2799) وفيه خَالِد بْن إِلْيَاس ضعيف جدا قال ابن حجر في التقريب متروك الحديث وله طرق عن عامر بن سعد منها : رواه الدولابي في الكنى ( 2/1203) فيه هارون بن محمد قال ابن معين : كذاب ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (14/288) قلت : وفي إسناده من لا يعرف بجرح ولا تعديل ، وفيه أيضا إبراهيم بن مهاجر هو ابن مسمار قال البخاري : منكر الحديث وقال النَّسَائي: ضعيف.
 وروى عثمان بن سعيد عن يحيى: ليس به بأس 0وقال ابن حبان في الضعفاء: منكر الحديث جدا لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد وكان ابن معين يمرض القول فيه. وقال ابن عدي: لم أجد له أنكر من حديث: " قَرَأَ طَهَ وَيَاسِينَ "، وَبَاقِي أَحَادِيثِهِ صَالِحَةٌ.
وقال ابن حجر في التقريب ضعيف 0
الشاهد الثالث : عن ابن عباس رواه أبو نعيم في الحلية (5/29) فيه أبو عصمة نوح بن أبي مريم كذبه ابن عيينة ، وقال ابن المبارك : كان يضع كما علمت أن هذا الحديث في  بعض طرقه المرسل الضعيف جدا وفي إسناده من لا يعرف بجرح ولا تعديل والمتروكين والكذابين والشاذ فهل يتسنى لأحد أن يثبت لله تعالى اسم الجواد استنادا إلى مثل هذه الاسانيد وكما هو معلوم في أصول الحديث أن شديد الضعف لا يصلح للتقوية 0
 لم يذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق وسفيان بن عيينة، والخطَّابيّ، وابن حزم، والأصبهانيّ، وابن الوزير، وابن حجر، وعبد المحسن العباد وغيرهم
(السخي) ودليلهم : عن ابن عمر إنّ اللَّهَ تَعَالَى 0 سَخِيٌ يُحِبُّ السَّخاء ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1596) قال الألباني رحمه الله كما في موسوعة الألباني (6/209) لو قال لك قائل: إن الله عز وجل سخي غير بخيل هذا المعنى صحيح أو لا؟ مداخلة: نعم، صحيح.
الشيخ: صحيح، لكن لا يجوز أن نسميه سخياً وإنما نسميه بالاسم المرادف له؛ لأنه سمى الله به نفسه على لسان نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ألا وهو الكريم، والكريم والسخي في لغة العرب لفظان مترادفان يؤديان إلى معنى واحد، فكون السخي بمعنى الكريم لا يسوغ لنا أن نقول: يا سخي أكرمني .. تفضل علي، لكن نقول: يا كريم؛ لأن أسماء الله توقيفية، واضح هذا الكلام؟ طيب اهـ
( المقصود) لم يرد في الكتاب والسنة 0
قال العلامة أبو زيد في معجم المناهي (1/374)
عبد الوحيد:قال الخطابي في: ((شأن الدعاء)) بعد أن ذكر من أسماء الله سبحانه وتعالى: الواحد، والأحد قال:(فأما الوحيد فإنما يوصف به في غالب العرف: المنفرد عن أصحابه، المنقطع عنهم. وإطلاقه في صفة الله سبحانه ليس بالبين عندي صوابه، ولا أستحسن التسمية بعبد الوحيد كما أستحسنها بعبد الواحد، وبعبد الأحد، وأرى كثيراً من العامة قد تسموا به ... ) اهـ.
وللشيخ شمس الحق عظيم آبادي - رحمه الله تعالى - فتوى قال فيها: (إن التسمية بعبد الوحيد، لا تستحسن؛ لأن الوحيد ليس من أسماء الله - سبحانه وتعالى - ... ) انتهى.
وهذا لأن أسماء الله سبحانه توقيفية، فلا يطلق عليه إلا ما ثبت بالكتاب أو السنة، وعليه فما لم يثبت بهما لا يجوز إطلاقه، ولا التسمية بالتعبيد به. ومثله الغلط في التعبيد بما ليس من أسماء الله تعالى: عبد المقصود. عبد الستار. عبد الموجود. عبد المعبود. عبد الهوه. عبد المرسل. عبد الطالب ... فالخطأ في هذه من جهتين: تسمية الله بما لم يسم به نفسه، والتعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم اهـ
 ( آمين ) فليس عليه دليل صحيح قال ابن كثير في تفسيره (1/58) وَحَكَى الْقُرْطُبِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَهِلَالِ بْنِ كَيْسَانَ: أَنَّ آمِينَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا وَلَا يَصِحُّ، قَالَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ الْمَالِكِيُّ اهـ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "رُوِي عن بعض السلف أنه قال في آمين: أنه اسم من أسماء الله تعالى، وأنكر كثير. من النَّاس هذا القول، وقالوا: ليس في أسمائه: آمين؛ ولم يفهموا معنى كلامه, فإنه إنما أراد أن هذه الكلمة تتضمن اسمه تبارك وتعالى، فإن معناها استجب وأعط ماسألتك، فهي متضمنة لاسمه مع دلالتها على الطَّلَبِ ". بدائع الفوائد. 2/ 143
(الأعز) واستدلوا : عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ أنهما كانا يقولان«رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ» رواه ابن أبي شيبة (29648\29647) قال الألباني -رحمه الله- في ((مناسك الحج والعمرة)) (ص 28) : ((رواه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما بإسنادين صحيحين- موقوفا -) اهـ متوقف في هذا الاسم .
 ( القيام ) واستدلوا : قَرَأَ عُمَرُ: " الحَيُّ القَيَّامُ رواه البخاري (6/160) معلقا ووصله سعيد بن منصور في التفسير (486) قال الطبري في تفسيره (5/175) وَالْقِرَاءَةُ الَّتِي لَا يَجُوزُ غَيْرُهَا عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ , مَا جَاءَتْ بِهِ قِرَاءَةُ الْمُسْلِمِينَ نَقْلًا مُسْتَفِيضًا عَنْ غَيْرِ تَشَاعُرٍ وَلَا تَوَاطُؤِ وَارِثَةً , وَمَا كَانَ مُثْبَتًا فِي مَصَاحِفِهِمْ , وَذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 2] اهـ ووصفها ابن تيمية بأنها شاذة فقال في مجموع الفتاوى (12/570) وَالْقِرَاءَةُ الشَّاذَّةُ مِثْلُ مَا خَرَجَ عَنْ مُصْحَفِ عُثْمَانَ كَقِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ: الْحَيُّ الْقَيَّامُ اهـ وقال الشوكاني في فتح القدير (1/311) وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَعَلْقَمَةُ، وَالنَّخَعِيُّ، وَالْأَعْمَشُ: «الْحَيُّ الْقَيَّامُ» بِالْأَلِفِ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ، وَلَا خِلَافَ بَيْنِ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ: الْقَيُّومَ، أَعْرَفُ عِنْدَ الْعَرَبِ وَأَصَحُّ بِنَاءً، وَأَثْبَتُ عِلَّةً اهـ لم يذكر هذا الاسم  جعفر الصَّادق وسفيان بن عيينة، والخطَّابيّ، ، والأصبهانيّ ، وابن حجر ، وابن عثيمين 0
(الهوى) عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْهَوِيَّ»، ثُمَّ يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ الْهَوِيَّ رواه النسائي (1618) وصححه الألباني
قال القرطبي: "الهوى ليس صفة لله، وإنما هو وصف الليل، وإنما دخل اللبس من جهة أن الحديث هنا روي مختصرا، وقد جاء عند التِّرمذي عن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الأَسْلَمِيّ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُعْطِيهِ وَضُوءَهُ، فَأَسْمَعُهُ الهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، وَأَسْمَعُهُ الهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: «الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ»:- رواه الترمذي (3416) وقال «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» وصححه الألباني - فهذا الحديث مصرِّح بأن الهوى ليس صفة لله تعالى و، إنما هو وصف الليل معنى الحديث إذا روي بفتح الهاء: "فأسمعه الهَوى من الليل " أي إذا هوى الليل وذهب أكثره وأخذ في النزول. وإذا روي بضم الهاء: "فأسمعه الهُوى من الليل " فمعناه إذا هوى الليل وارتفع ... " المنهج الأسمى 2/ 386/ أبتصرف ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
 (الحفي ) واستدلوا : بقوله تعالى : {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} (مريم:47) .
قلت : لم يرد إطلاقه وإنما ورد مقيَّدًا كما في الآية قال ابن عثيمين في نور على الدرب (4/2) هو في القرآن الكريم: (إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) . ولا أعلمها وردت مطلقة في أسماء الله عز وجل، بل هي مقيدة، وبدلاً من أن يدعو الإنسان بقوله: يا حفي احتفِ بي، يقول: يا رحيم ارحمني، وإذا كان عن ذنب يقول: يا غفور اغفر لي، وما أشبه ذلك اهـ
( الحنان ) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَمْكُثُ رَجُلٌ فِي النَّارِ، فَيُنَادَى أَلْفَ عَامٍ: يَا حَنَّانُ، يَا مَنَّانُ رواه ابن خزيمة في التوحيد (2/749) قال أبو بكر بن العربي: "وهذا الاسم لم يرد به قرآن ولا حديث صحيح، وإنما جاء من طريق لا يعول عليه اهـ  وقال الألباني في الضعيفة (1249) ضعيف جدا اهـ  ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم قال ابن عثيمين في مجموع فتاوى (1/162) وقد رأيت كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أنكر فيه أن يكون الحنان من أسماء الله تعالى اهـ وقال صاحب معجم المناهي اللفظية (236) ليس من أسماء الله - سبحانه - ((الحنَّان)) بتشديد النون، ومعناه: ذو الرحمة، لهذا فلا يُقال: ((عبد الحنَّان)) وإنَّما هو صفة فعل لله - تعالى- بمعنى الرحيم، من الحنان - بتخفيف النون - وهو الرحمة، قال الله تعالى: {وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا} [مريم: من الآية13] أي رحمة منا، ورجَّح بعض المفسرين ومنهم ابن كثير، أن الصفة ليحيى - عليه السلام - فيكون المعنى: جعلناه ذا حنان وزكاة اهـ
( البادئ) واستدلوا : بقوله تعالى : {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} (الانبياء: من الآية104) قلت : ورد فعلا
 ( البَاطش ) واستدلوا: بقوله تعالى : {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (البروج:12) ورد البطش مضافاً ، ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
( الدهر) كما سبق 0 ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم جعفر الصادق، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
( الرَّاشد) واستدلوا : بقوله تعالى : {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} . (الكهف10) لم يرد في القرآن اسما، واشتقاق الاسم منه بعيد لم يذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق وسفيان بن عيينة، والخطَّابيّ، وابن حزم، والأصبهانيّ، وابن الوزير، وابن حجر، وابن عثيمين 0
 (الرَّاضي- الرِّضا)
واستدلوا : بقوله تعالى : {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} . (المائدة 119) قلت : إنما ورد فعلا ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
( الصَّبُور) قال السقاف في صفات الله عز وجل (220) أما اسم الصبور؛ فلعله يعني بالحديث حديث سرد الأسماء عند الترمذي، وهو ضعيف، ولا أعرفُ آيةً أو حديثاً صحيحاً يثبت هذا الاسم له سبحانه وتعالى اهـ ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
  ( القديم ) لم يذكر هذا الاسم  جعفر الصَّادق وسفيان بن عيينة، والخطَّابيّ، ، والأصبهانيّ ، وابن حجر ، وابن عثيمين 0
 قال ابن تيمية في منهاج السنة (2/123) وَأَمَّا كَوْنُ الْقَدِيمِ الْأَزَلِيِّ وَاحِدًا، فَهَذَا اللَّفْظُ لَا يُوجَدُ لَا فِي كِتَابِ [اللَّهِ] وَلَا فِي سُنَّةِ [نَبِيِّهِ] ، بَلْ وَلَا جَاءَ اسْمُ " الْقَدِيمِ " فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَسْمَائِهِ " الْأَوَّلُ اهـ
  ( الماجد) ودليلهم : عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: 00  بِأَنِّي جَوَادٌ وَاجِدٌ مَاجِدٌ رواه الترمذي (2495) وضعفه الألباني 0 ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
  (آه) ليس من أسماء الله تعالى عن عائشة مرفوعا : دَعُوهُ يَئِنُّ فإِنَّ الأَنِينَ اسْمٌ مِنْ أسْماءِ الله تَعَالَى يَسْتَرِيحُ إلَيْهِ العَلِيلُ – المريض – ضعفه الألباني في الضعيفة (4051)
قال المناوي في فيض القدير (3/533) أي لفظ آه من أسمائه لكن هذا لم يرد في حديث صحيح ولا حسن وأسماؤه تعالى توقيفية اهـ
قال الألباني : قلت: ففيه رد على الصوفية الذين يذكرون الله بلفظ "آه، آه ... "! لأنه لم يرو أصلاً!"انظر موسوعة الألباني (6/220)
( العالم ) ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن عثيمين وغيرهما قال شيخنا مصطفى العدوي هل من أسماء الله العالم لم اقف على دليل على ذلك من كتاب ولا سنة صحيحة مع اثباتنا العلم لله لكن هل من أسماء الله الحسنى العالم الذي جاء في هذه الآية جاء مضافا عالم الغيب والشهادة فجاءت على الأضافة فهل الأضافات نأخذ منها أسماء أو تبقى ما هي عليه مضافة الأظهر أنها ما تبقى ما هي عليه عالم الغيب والشهادة تبقى على ما هي عليه لكن هل أخذ منها اسم العالم لله سبحانه وتعالى لم أرى كثيرا من السلف الذين صنفوا في أسماء الله الحسنى أوردوا اسم العالم في أسماء الله الحسنى وهذا لا يعني نفي صفة العلم عن الله تعالى الله عما يقولوه الجاهلون في ذلك علوا كبيرا اهـ
(النور) ودليلهم قوله تعالى : {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [النور: 35]
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" النور جاء مضافاً، فلا يُسمَّى ( عبد النور )، ولم يأتِ اسمٌ لله تعالى النور " انتهى
وقال الألباني : لا أعلم أن النور اسم من أسماء الله عز وجل."الهدى والنور" (514/ 22: 05: 00) ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره
(المحيط ) ورد مقيدا في غير آية كقول الله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} [فصلت: 54]
( المُبْدِيء – المُعِيدُ ) اسمان لا دليل على ثبوتهما، فقد استند من سمى الله بهذين الاسمين إلى اجتهاده في الاشتقاق من قوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) [البروج:13]، ومعلوم أن أسماء الله الحسنى توقيفية على النص وليس في الآية سوى الفعلين فقط لم يذكر هذا الاسم الحافظ ابن حجر العسقلاني وابن عثيمين وابن القيم وآخرون
(العدل) دليلهم: قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} (الأنعام: من الآية115) قلت: ورد مقيدًا 0
 قال السقاف في صفات الله (247) وقد عدَّ بعضهم (العدل) من أسماء الله تعالى، وليس معهم في ذلك دليل، والصواب أنه ليس اسماً له، بل هو صفة اهـ لم يذكر هذا الاسم ابن عثيمين والحافظ ابن حجر العسقلاني وآخرون
(الخافض) لم يرد في القرآن أو السنة اسما وإنما ورد فعلا في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَل لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ)، ولا يجوز لنا أن نشتق لله من كل فعل اسما ولم يخولنا الله في ذلك أبدا، وإنما أمرنا سبحانه بإحصاء أسمائه وجمعها وحفظها ثم دعاؤه بها، فدورنا حيال الأسماء الحسنى الإحصاء وليس الاشتقاق والإنشاء، ولو أصر أحد على تسميته بالخافض وأجاز لنفسه ذلك فيلزمه تسميته البناء لأنه بنى السماء، والسقاء لأنه سقى أهل الجنة شرابا طهورا، والمدمدم لأنه دمدم علي ثمود، والمدمر لأنه دمر الكافرين، والطامس لأنه طمس على أعينهم، والمقطع لأنه قطع اليهود أمما، والمنسي لأنه أنساهم ذكره، والمفجر لأنه فجر الأرض عيونا، والمفصل لأنه فصل الآيات، والمضاعف لأنه يضاعف الأجر، والمضحك والمبكي لأنه أضحك وأبكى، والمخرج لأنه يخرج الزرع وغير ذلك من آلاف الأفعال في الكتاب والسنة والتي سيقلبها بدون حق إلى أسماء، كما أن الله عز وجل قال: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) انظر أسماء الله للرضواني هداه الله ولم يذكر هذا الاسم ابن حزم وابن عثيمين
(الباقي) ودليلهم : قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ}لم يرد بصورة الاسم ولكن أُخِذَ بطريق الاشتقاق قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح السفارينية (36) لم يرد من أسماء الله عز وجل أنه الباقي، وإنما جاء) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام) (الرحمن: 27) .والصفة لا يشتق منها اسم، وقد ذكرنا في كتابنا ((القواعد المثلى)) أن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة يشتق منها اسم فإذا قال الله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ) فلا يعني ذلك انه يجوز أن نسمي الله بالباقي.فالصواب أن يجعل بدل هذين الاسمين الأول والآخر كما ثبت ذلك في القرآن والسنة اهـ
(الدائم ) ودليلهم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّائِمُ وَاللَّهُ هُوَ الدَّهْرُ» أخرجه ابن منده في كتاب التَّوحيد (258) وضعفه الشيخ مصطفى العدوي  لم يذكر هذا الاسم الحافظ ابن حجر العسقلاني وابن عثيمين وابن القيم وآخرون  
(الكافي) دليلهم : قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (الزمر: من الآية36) قلت : ورد مقيَّدًا - وقد عدَّ بعض العلماء (الكافي) من أسماء الله تعالى وفي هذا نظر  انظرصفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة للسقاف – (ص248) وذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره
(الرفيع ) دليلهم: قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} (غافر: من الآية15) لم يرد في القرآن اسمًا بهذه الصِّيغة، وإنَّما جاء مضافا كما في الآية وذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره 0
(البديع) دليلهم: قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (البقرة: من الآية117) قلت : ورد مضافًا قال السقاف في صفات الله (1/80) وعدَّ بعضُهم (البديع) من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، وفي هذا نظر اهـ وذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره 0
(الصَّانعُ) دليلهم: قوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} . (النمل: من الآية88) قال بكر أبو زيد في معاجم المناهي اللفظة (323) فائدة - رأيت أن أطرز بها هذا الكتاب -: وقع في كلام الشيخ ضياء الدين هذا السابق نقله عنه آنفاً إطلاق (الصانع) على الله تعالى، وهو جارٍ في ألسنة المتكلمين، وانتقد عليهم بأنه لم يرد إطلاقه على الله تبارك وتعالى، وأسماؤه توقيفية.ثم قال : قلت: هذا على رأي من اكتفى في إطلاق الأسماء بورود الفعل، وقد غلَّط المحققون هذا الرأي في مباحث مطولة نفيسة وقرروا أن أسماء الله توقيفية، وعليه فلا يكون (الصانع) اسماً من أسماء الله تعالى اهـ ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
(الفَاطِرُ)
دليلهم: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (فاطر: من الآية1) قلت : ورد مضافا ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره وهو الصحيح 0
 (المغني)
دليلهم: قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} . (النجم:48) ورد فعلا ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره وهو الصحيح 0
(الغالب)
دليلهم: قوله تعالى: { وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } (يوسف: من الآية21) قلت : ورد مضافا ذهب كثير من أهل العلم إلى أنه ليس اسماً لله تعالى لأنه لم يرد بصيغة الاسم
  (الطَّالبُ) قلت : ليس عليه دليل ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
(المحصي)
دليلهم: قوله تعالى: {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} (الجن: من الآية28) ورد فعلا  ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
(ذوالطَّوْلِ)
دليلهم: قوله تعالى: {شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} (غافر: من الآية3) قلت : ذو من الأسماء الخمسة وليست من الأسماء الحسنى 0 ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
(المدبِّرُ)
دليلهم: قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} . (السجدة: من الآية5) ورد فعلا  0 ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
(الكاشفُ) دليلهم: قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} . (يونس: من الآية107) قلت : ورد فعلاً ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره وهو الصحيح 0
( الحافظ) دليلهم: قوله تعالى: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (يوسف: من الآية64) لم يرد إطلاقه وإنَّما ورد مضافا كما في الآية ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره
(النَّاصرُ)
دليلهم: قوله تعالى: {بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} (آل عمران:150
ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
"
ليس من أسماء الله الناصر ، وإن كان هو الناصر سبحانه وتعالى ، لكن لم يثبت في أسمائه فيما نعلم الناصر ، فعبد الناصر لا ينبغي ، وإنما يتسمى بغير ذلك ، كعبد القادر وعبد العزيز وعبد الكريم وعبد القدوس وعبد السلام وأشباهها من الأسماء المحفوظة ، " انتهى .
(النَّافعُ- الضَّارُّ)
دليلهم: قوله تعالى: {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعا} (الفتح: من الآية11فهذان الاسمان لم يردا في القرآن أو السنة، وليس لمن سمى الله بهما إلا اجتهاده في الاشتقاق من المعنى المفهوم من قوله: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللهُ) [الأعراف:188]،
قال ابن عثيمين رحمه الله في باب مفتوح (6/17) ليس من أسماء الله النافع الضار، بل هما من صفات الله عز وجل فهو الذي بيده النفع وبيده الضر، وليس الضار من الصفة التي تقال وحدها، بل يقال: النافع الضار معاً، فإن قيل: النافع فقط فلا بأس، لكن النافع الضار فيه أن الله عز وجل بيده الأمر كله من نفعٍ وضر، وعلى كل حال فهما ليسا من أسماء الله، وإنما مما يوصف الله بهما فقط، والحديث الوارد في عدهما من أسماء الله ضعيف اهـ
(المُقسِطُ) فالذي نسب هذا الاسم لله استند على قوله تعالى: [  قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ][الأعراف: 29]، وهو أمرٌ من الله بالقسط وهو ليس اسمًا لله سبحانه كما ترى. ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
في فتاوى الشبكة الإسلامية (1/873)
[هل (النافع، الضار، المعز، المذل، المقسط) من أسماء الله الحسنى؟، والأدلة، وهل يوجد نص حديث صحيح جمعها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد ورد تسمية الله سبحانه وتعالى بالأسماء المشار إليها في السؤال في حديث رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة، هو الله....... المعز المذل ... المقسط.... الضار النافع.... الحديث. وقد اختلف العلماء في سند هذا الحديث بين مصحح ومضعف، - قلت : عمرو حديث ضعيف -
ومن المعلوم أن أسماء الله تعالى توقيفية, بمعنى أن الله لا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، ولا نعلم دليلاً من الكتاب أو حديثا صحيحاً من السنة بإثبات الأسماء المشار إليها.نعم ورد في كتاب الله تعالى الإخبار بإنه يعز من يشاء ويذل من يشاء وأنه عز وجل إن يمسس عبده بضر فلا كاشف له إلا الله, وإن يمسسه بخير فلا راد لفضله.
ولكن الإخبار لا يؤخذ منه اسم، فقد أخبر تعالى عن نفسه أنه يستهزئ بالمنافقين، فقال: اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ {البقرة:15} ، ولا يشتق لله اسم من هذا الإخبار، وانظر الفتوى المشار إليها سابقاً.والله أعلم.
(الرَّشِيدُ) دليلهم: قوله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً} . (الكهف: من الآية17) قلت: لم يرد اسما في النُّصوص، وعمدة من اعتمده حديث الأسماء، وهو ضعيف كما سبق ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم قال السقاف في صفات الله (178) قلت: وتسمية الله بـ (الرشيد) يفتقر إلى دليل اهـ
(الشَّدِيدُ)
دليلهم: قوله تعالى: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (الرعد: من الآية13) .
التعليق: ورد مضافا ولم يُطلَقْ ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره وهو الصحيح 0
( الصّادِقُ )
دليلهم : قوله تعالى: {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}(الحجر:64) لم يرد إطلاق الاسم منه وإنَّمَا، أُخِذَ بطريق الاشتقاق (الحجر:64) وانظر مجموع الفتاوى 6/ 142 ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
(الجَامعُ) دليلهم: قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} (آل عمران: من الآية9) ورد مضافا. ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن عثيمين وغيرهما قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية ص 3838: ومن هذا الغلط التعبيد لأسماء يظن أنها من أسماء الله تعالى، وهي ليست كذلك، مثل: عبد المقصود وعبد الستار وعبد الموجود وعبد المعبود وعبد الهوه وعبد المرسِل وعبد الوحيد وعبد الطالب وعبد الناصر وعبد القاضي وعبد الجامع وعبد الحنان وعبد الصاحب، فهذه يكون الخطأ فيها من جهتين:
من جهة تسمية الله بما لم يرد به السمع، وأسماؤه سبحانه توقيفية على النص من كتاب أو سنة.
والجهة الثانية: التعبد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وكثير منها من صفات الله؛ لكن قد غلط غلطاً بيناً من جعل لله من كل صفة أسماء واشتق منها، فقول الله تعالى: (وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ) [غافر:20]. لا يشتق منها اسم القاضي لهذا فلا يقال عبد القاضي وهكذا. انتهى كلام الشيخ.
(الباعث) دليلهم: قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً} (المجادلة: من الآية18) ورد فعلا ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره وهو الصحيح 0
 (ذو العرش)
دليلهم: قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} (غافر: من الآية15) قلت : ذو من الأسماء الخمسة وليست من الأسماء الحسنى 0 ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
(ذوالجلال والإكرام )
دليلهم: قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} (الرحمن:27)  فلم يرد اسما في الكتاب أو صحيح السنة ولكن ورد وصفا في قوله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:27]، وفرق كبير بين الاسم والوصف لأن الله عز وجل وصف نفسه بالقوة فقال: (ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات:58]، وسمى نفسه القوي في قوله: (وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) [الشورى:19]، ووصف نفسه بالرحمة فقال: (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَة ِ) [الأنعام:133]، وسمى نفسه الرحمن الرحيم فقال: (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [فصلت:2]، ولما كانت أسماء الله توقيفية ولا نسمي الله إلا بما سمى به نفسه، فإن الله وصف نفسه بالجلال ولم يسم نفسه الجليل انظر أسماء الله الحسنى للرضواني هداه الله 0
 (المحيي- المميت)
دليلهم: قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} (النجم:44) ورد فعلين  ذهب فريق من العلماء إلى عدم عدهما من أسماء الله منهم ابن عثيمين وغيره وهو الصحيح 0
( الواقي) دليلهم: قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} (غافر: من الآية9) ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
( الوافي) دليلهم: قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} (البقرة: من الآية40) قلت : ورد فعلا ذهب فريق من العلماء إلى عدم عده من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم0
(المعزُّ- المذلُّ) دليلهم: قوله تعالى: {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} (آل عمران: من الآية26) قلت : ورد فعلين 0 ذهب فريق من العلماء إلى عدم عدهما من أسماء الله منهم ابن حزم ، ابن حجر ، ابن عثيمين وغيرهم
قال شيخنا مصطفى العدوي : وما يترتب على ذلك عدم اعتبار هذه الأسماء المشتقة من الأفعال 00 فمن ذلك المعز والمذل 00 والمولج من قوله : {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} [آل عمران: 27) وهكذا المبديء والمعيد 00 ومن ذلك جملة كثيرة جدا كالخافض والرافع ، والضار والنافع ، والرامي ، والكافي والمدبِّر ، والمميت ، والباعث ، والعدل ، والباقي ، والمجيب ، والمؤتي ، والشارح ، والمطعم ، والدافع ، والمستهزيء والساخر ، والمخادع والماكر ، وقد أدخل القرطبي عددا من هذه الأسماء ولا نعلم لها مستندا إلا الاشتقاق 0
وأدخل أيضا أسماء ليس لها مستند صحيح كالموجود – المعبود – المذكور – الكائن – القديم – الدائم – الأبد – الفرد – الزَّكي – النظيف – الطاهر – الماجد – الطالب – المُقدِّر ، وثم أسماء كثيرة أوردها ، وليس لها كبير مستند ومن ثم فلا نُقِرُّه على هذه الأسماء إذ لا دليل صريح عليها انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 458)
فائدة : اشتهر بين الناس سرد الأسماء الحسنى الواردة في رواية الترمذي (3507) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلَامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الغَفَّارُ القَهَّارُ الوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الفَتَّاحُ العَلِيمُ القَابِضُ البَاسِطُ الخَافِضُ الرَّافِعُ المُعِزُّ المُذِلُّ السَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكَمُ العَدْلُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الغَفُورُ الشَّكُورُ العَلِيُّ الكَبِيرُ الحَفِيظُ المُقِيتُ الحَسِيبُ الجَلِيلُ الكَرِيمُ الرَّقِيبُ المُجِيبُ الوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ المَجِيدُ البَاعِثُ الشَّهِيدُ الحَقُّ الوَكِيلُ القَوِيُّ المَتِينُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ المُحْصِي المُبْدِئُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الحَيُّ القَيُّومُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ القَادِرُ المُقْتَدِرُ المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ الوَالِيَ المُتَعَالِي البَرُّ التَّوَّابُ المُنْتَقِمُ العَفُوُّ الرَّءُوفُ مَالِكُ المُلْكِ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، المُقْسِطُ الجَامِعُ الغَنِيُّ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُورُ» قلت : ورد سرد أسماء الله الحسنى في ثلاث طرق من حديث أبي هريرة كلها ضعيف ، والصحيح عنه الحديث بدون سردها كما رواه البخاري (2736) ومسلم (2677) 0
الطريق الأول : رواه الترمذي (3507) كما سبق من طريق الوَلِيد بْن مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحديث قلت : فيه الوليد بن مسلم قال ابن حجر في التقريب ثقة لكنه كثير التدليس و التسوية اهـ قلت : مدلس تدليس التسوية، لا بد من تصريحه بالتحديث بين كل الرواة خشية من أن يسقط أحدا ممن هو فوق شيخه؛ كما قال الألباني و كما هو معروف من علم المصطلح.
 وقد خالفه جماعة من الثقات ، فرووا الحديث عن شعيب بدون سرد الأسماء وهم 0
  1-أَبُو اليَمَانِ كما عند البخاري (2736) 2- عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ رواه النسائي في الكبرى (7612) من رجال البخاري  وهو ثقه ثبت كما قال ابن حجر ، 3- بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ رواه البيهقي في الكبرى (19816) وهو من رجال البخاري وهو ثقه كما في التقريب
قَالَ الْحَاكِمُ – عن حديث الوليد بن مسلم - هَذَا حَدِيثٌ قَدْ خَرَّجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ دُونَ ذِكْرِ الْأَسَامِيَ فِيهِ، وَالْعِلَّةُ فِيهِ عِنْدَهُمَا أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ تَفَرَّدَ بِسِيَاقَتِهِ بِطُولِهِ، وَذَكَرَ الْأَسَامِيَ فِيهِ وَلَمْ يَذْكُرْهَا غَيْرُهُ، وَلَيْسَ هَذَا بِعِلَّةٍ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ اخْتِلَافًا بَيْنَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ أَوْثَقُ وَأَحْفَظُ وَأَعْلَمُ وَأَجَلُّ مِنْ أَبِي الْيَمَانِ وَبِشْرِ بْنِ شُعَيْبٍ وَعَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ وَأَقْرَانِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ شُعَيْبٍ اهـ قلت : بل هؤلاء أوثق منه وأكثر ووما يزيد من شذوذ رواية الوليد هذه متابعة الثقات لشعيب على الرواية ( بدون سرد الأسماء ) 1- سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ كما رواه البخاري (6410) ومسلم (2677) 2- مالك بن أنس كما رواه النسائي في الكبرى (7612) 3- ابن أبي الزناد كما عند الطبراني في الدعاء (107) قال ابن حجر في فتح الباري (11/215): - ردا على الحاكم - وَلَيْسَتِ الْعِلَّةُ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ تَفَرُّدَ الْوَلِيدِ فَقَطْ بَلْ الِاخْتِلَافُ فِيهِ وَالِاضْطِرَابُ وَتَدْلِيسُهُ وَاحْتِمَالُ الْإِدْرَاجِ اهـ وقال البيهقي في الأسماء والصفات (1/32) وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ التَّفْسِيرُ وَقَعَ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ , وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ , وَلِهَذَا الِاحْتِمَالِ تَرَكَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ إِخْرَاجَ حَدِيثِ الْوَلِيدِ فِي الصَّحِيحِ اهـ
الطريق الثاني : رواه ابن ماجه ( 3861) من طريق عَبْد الْمَلِكِ بْن مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ 000  الحديث  وهذه الرواية وقع فيها زيادة ونقصان وتقديم وتأخير ) وهذه الرواية منكرة شديدة الضعف ، وبها علل : 1- عَبْد الْمَلِكِ بْن مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيّ قال الذهبي ليس بحجة
2- روايته عن زهير ، وزهير ، وإن كان ثقه إلا أن رواية الشاميين عنه منكرة كما قال البخاري وأبو حاتم وابن حجر وعبد الملك هذا من صنعاء دمشق لا صنعاء اليمن.
3- مخالفة عمرو ابن أبي سلمة لعبد الملك بن محمد ، فرواه عن زهير بدون ذكر الأسماء ، رواه الطبراني في الأوسط (981) عمرو بن أبي سلمة قال ابن حجر في التقريب صدوق له أوهام اهـ وهوشامي أيضا قلت : عمرو بن أبي سلمة أوثق من عبد الملك فتبين أن هذه الرواية منكره  
الطريق الثالث : رواه الحاكم ( 1/17) من طريق عَبْد الْعَزِيزِ بْن حُصَيْنِ بْن التَّرْجُمَانِ، ثنا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: 00 الحديث قلت : فيه عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ قال الحاكم ثِقَةٌ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ،اهـ قلت : وهذا تساهل منه رحمه الله قال البيهقي في الأسماء والصفات (1/32) تَفَرَّدَ بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التُّرْجُمَانِ وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ النَّقْلِ اهـ وقال في ميزان الاعتدال (2/ 627) قال البخاري: ليس بالقوى عندهم.وقال ابن معين: ضعيف.وقال مسلم: ذاهب الحديث.وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين اهـ قلت : فهذا الطريق منكر كما قال الذهبي وغيره  فقد خالف هذا الراوي الضعيف الطرق الصحيحة الكثيرة عن ابن سيرين وردت بدون ذكر الأسماء 0
قلت : فعلى هذا فإن هذا الحديث ضعيف جدا فالطريق الأول : شاذ والطريق الثاني منكر ضعيف جدا والطريق الثالث منكر 0
واحتمال يكون هذا الكلام من بعض السلف وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم 0
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (6/379)
وَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ هَاتَيْنِ الرِّوَايَتَيْنِ – قلت : أي رواية الترمذي ورواية ابن ماجه (3860) - لَيْسَتَا مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا كُلٌّ مِنْهُمَا مِنْ كَلَامِ بَعْضِ السَّلَف فَالْوَلِيدُ ذَكَرَهَا عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ الشَّامِيِّينَ كَمَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي بَعْضِ طُرُقِ حَدِيثِهِ اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في "شرح المشكاة" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 3/221: اختلف الحفاظ في أن سرد الأسماء هل هو موقوف على الراوي أو مرفوع، ورجح الأول، وأن تعدادها مدرج من كلام الراوي اهـ
وقال ابن كثير في "تفسيره" 3/ 465 وَالَّذِي عَوَّلَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ أَنَّ سَرْدَ الْأَسْمَاءِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُدْرَجٌ  فِيهِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ كَمَا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ، أَيْ أَنَّهُمْ جَمَعُوهَا مِنَ الْقُرْآنِ. كما روي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَأَبِي زَيْدٍ اللُّغَوِيِّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ
 وقال ابن عَطِيَّةَ فِي سَرْدِ الْأَسْمَاءِ نَظَرٌ فَإِنَّ بَعْضَهَا لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ انظر فتح الباري (11/215) وقال ابن حزم في المحلى (6/282) وَجَاءَتْ أَحَادِيثُ فِي إحْصَاءِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ أَسْمَاءٌ مُضْطَرِبَةٌ لَا يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ أَصْلًا، فَإِنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ نَصِّ الْقُرْآنِ.
وَمِمَّا صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ  اهـ
وقال ابن القيم في مدارج السالكين (3/384) فَأَمَّا الْوَاجِدُ فَلَمْ تَجِئْ تَسْمِيَتُهُ بِهِ إِلَّا فِي حَدِيثِ تَعْدَادِ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، وَالصَّحِيحُ: أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اهـ وقال الصنعاني في سبل السلام (2/554) اتَّفَقَ الْحُفَّاظُ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ أَنَّ سَرْدَهَا إدْرَاجٌ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ اهـ  وقال ابن حجر في فتح الباري (11/ 217)
وَقَدِ اسْتَضْعَفَ الْحَدِيثَ أَيْضًا جَمَاعَةٌ فَقَالَ الدَاوُدِيُّ لَمْ يَثْبُتْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عين الْأَسْمَاء الْمَذْكُورَة وَقَالَ بن الْعَرَبِيِّ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْأَسْمَاءُ تَكْمِلَةَ الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مِنْ جَمْعِ بَعْضِ الرُّوَاةِ وَهُوَ الْأَظْهَرُ عِنْدِي اهـ
قلت : وضعف هذا الحديث أيضا الألباني رحمه الله 0
المبحث السابع : ( الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة )
قال تعالى :{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوه} الآية 185 من سورة الأعراف - - تستعمل كلمة "الدعاء" للدلالة على معنيين اثنين:
1- دعاء المسألة، وهو طلب ما ينفع، أو طلب دفع ما يضر، بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة.
كالدعاء بالمغفرة والرحمة، والهداية والتوفيق، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا، وحسنة في الآخرة ... إلخ.
2- دعاء العبادة، والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى، بأي نوع من أنواع العبادات، القلبية أو البدنية أو المالية، كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه، والصلاة والصيام والحج، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر، والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..... إلخ.
فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى.
انظر: "القول المفيد" (1/264) ، "تصحيح الدعاء" (ص 15- 21)
والغالب أن كلمة (الدعاء) الواردة في آيات القرآن الكريم يراد بها المعنيان معاً؛ لأنهما متلازمان، فكل سائل يسأل الله بلسانه فهو عابد له، فإن الدعاء عبادة، وكل عابد يصلي لله أو يصوم أو يحج فهو يفعل ذلك يرد من الله تعالى الثواب والفوز بالجنة والنجاة من العقاب.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
"كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء، والنهي عن دعاء غير الله، والثناء على الداعين، يتناول دعاء المسألة، ودعاء العبادة" انتهى.
"القواعد الحسان" (رقم/51) .
وقد يكون أحد نوعي الدعاء أظهر قصدا من النوع الآخر في بعض الآيات.
قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَد بْنُ تَيْمِيَّة عَلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} : هَاتَانِ الْآيَتَانِ مُشْتَمِلَتَانِ عَلَى آدَابِ نَوْعَيْ الدُّعَاءِ: دُعَاءُ الْعِبَادَةِ وَدُعَاءُ الْمَسْأَلَةِ؛ فَإِنَّ الدُّعَاءَ فِي الْقُرْآنِ يُرَادُ بِهِ هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً وَيُرَادُ بِهِ مَجْمُوعُهُمَا؛ وَهُمَا مُتَلَازِمَانِ. فَإِنَّ دُعَاءَ الْمَسْأَلَةِ هُوَ طَلَبُ مَا يَنْفَعُ الدَّاعِيَ وَطَلَبُ كَشْفِ مَا يَضُرُّهُ وَدَفْعِهِ ، ... فَهُوَ يَدْعُو لِلنَّفْعِ وَالضُّرِّ دُعَاءَ الْمَسْأَلَةِ وَيَدْعُو خَوْفًا وَرَجَاءً دُعَاءَ الْعِبَادَةِ فَعُلِمَ أَنَّ النَّوْعَيْنِ مُتَلَازِمَانِ فَكُلُّ دُعَاءِ عِبَادَةٍ مُسْتَلْزِمٌ لِدُعَاءِ الْمَسْأَلَةِ. وَكُلُّ دُعَاءِ مَسْأَلَةٍ مُتَضَمِّنٌ لِدُعَاءِ الْعِبَادَةِ.
وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ} يَتَنَاوَلُ نَوْعَيْ الدُّعَاءِ. وَبِكُلِّ مِنْهُمَا فُسِّرَتْ الْآيَةُ. قِيلَ: أُعْطِيهِ إذَا سَأَلَنِي. وَقِيلَ: أُثِيبُهُ إذَا عَبَدَنِي. وَالْقَوْلَانِ مُتَلَازِمَانِ. وَلَيْسَ هَذَا مِنْ اسْتِعْمَالِ اللَّفْظِ الْمُشْتَرَكِ فِي مَعْنَيَيْهِ كِلَيْهِمَا أَوْ اسْتِعْمَالِ اللَّفْظِ فِي حَقِيقَتِهِ وَمَجَازِهِ؛ بَلْ هَذَا اسْتِعْمَالُهُ فِي حَقِيقَتِهِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِلْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا فَتَأَمَّلْهُ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ عَظِيمُ النَّفْعِ وَقُلْ مَا يُفْطَنُ لَهُ. وَأَكْثَرُ آيَاتِ الْقُرْآنِ دَالَّةٌ عَلَى مَعْنَيَيْنِ فَصَاعِدًا فَهِيَ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} أَيْ دُعَاؤُكُمْ إيَّاهُ وَقِيلَ: دُعَاؤُهُ إيَّاكُمْ إلَى عِبَادَتِهِ فَيَكُونُ الْمَصْدَرُ مُضَافًا إلَى الْمَفْعُولِ وَمَحَلُّ الْأَوَّلِ مُضَافًا إلَى الْفَاعِلِ وَهُوَ الْأَرْجَحُ مِنْ الْقَوْلَيْنِ.
وَعَلَى هَذَا فَالْمُرَادُ بِهِ نَوْعَيْ الدُّعَاءِ وَهُوَ فِي دُعَاءِ الْعِبَادَةِ أَظْهَرُ أَيْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَرْجُونَهُ وَعِبَادَتُهُ تَسْتَلْزِمُ مَسْأَلَتَهُ. فَالنَّوْعَانِ دَاخِلَانِ فِيهِ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فَالدُّعَاءُ يَتَضَمَّنُ النَّوْعَيْنِ وَهُوَ فِي دُعَاءِ الْعِبَادَةِ أَظْهَرُ؛ وَلِهَذَا أَعْقَبَهُ: {إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} الْآيَةُ. وَيُفَسَّرُ الدُّعَاءُ فِي الْآيَةِ بِهَذَا وَهَذَا. وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ - عَلَى الْمِنْبَرِ - " {إنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ. ثُمَّ قَرَأَ قَوْله تَعَالَى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} الْآيَةُ} قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
 وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى {إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} الْآيَةُ. وَقَوْلُهُ: {إنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلَّا إنَاثًا} الْآيَةُ. وَقَوْلُهُ: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ} الْآيَةُ. وَكُلُّ مَوْضِعٍ ذَكَرَ فِيهِ دُعَاءَ الْمُشْرِكِينَ لِأَوْثَانِهِمْ فَالْمُرَادُ بِهِ دُعَاءُ الْعِبَادَةِ الْمُتَضَمِّنُ دُعَاءَ الْمَسْأَلَةِ فَهُوَ فِي دُعَاءِ الْعِبَادَةِ أَظْهَرُ؛...
وقَوْله تَعَالَى {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} هُوَ دُعَاءُ الْعِبَادَةِ وَالْمَعْنَى اُعْبُدُوهُ وَحْدَهُ وَأَخْلِصُوا عِبَادَتَهُ لَا تَعْبُدُوا مَعَهُ غَيْرَهُ.
 وَأَمَّا قَوْلُ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ {إنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} فَالْمُرَادُ بِالسَّمْعِ هَاهُنَا السَّمْعُ الْخَاصُّ وَهُوَ سَمْعُ الْإِجَابَةِ وَالْقَبُولِ لَا السَّمْعُ الْعَامُّ؛ لِأَنَّهُ سَمِيعٌ لِكُلِّ مَسْمُوعٍ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالدُّعَاءُ: دُعَاءُ الْعِبَادَةِ وَدُعَاءُ الطَّلَبِ وَسَمْعُ الرَّبِّ تَعَالَى لَهُ إثَابَتُهُ عَلَى الثَّنَاءِ وَإِجَابَتُهُ لِلطَّلَبِ فَهُوَ سَمِيعُ هَذَا وَهَذَا. وَأَمَّا قَوْلُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} فَقَدْ قِيلَ: إنَّهُ دُعَاءُ الْمَسْأَلَةِ وَالْمَعْنَى: أَنَّك عَوَّدْتَنِي إجَابَتَك وَلَمْ تُشْقِنِي بِالرَّدِّ وَالْحِرْمَانِ؛ فَهُوَ تَوَسُّلٌ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِمَا سَلَفَ مِنْ إجَابَتِهِ وَإِحْسَانِهِ وَهَذَا ظَاهِرٌ هَاهُنَا. وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} الْآيَةُ: فَهَذَا الدُّعَاءُ: الْمَشْهُورُ أَنَّهُ دُعَاءُ الْمَسْأَلَةِ وَهُوَ سَبَبُ النُّزُولِ. قَالُوا: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو رَبَّهُ فَيَقُولُ مَرَّةً: " يَا اللَّهُ " وَمَرَّةً " يَا رَحْمَنُ " فَظَنَّ الْمُشْرِكُونَ أَنَّهُ يَدْعُو إلَهَيْنِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ {إنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} فَهَذَا دُعَاءُ الْعِبَادَةِ الْمُتَضَمِّنُ لِلسُّلُوكِ رَغْبَةً وَرَهْبَةً وَالْمَعْنَى: إنَّا كُنَّا نُخْلِصُ لَهُ الْعِبَادَةَ؛ وَبِهَذَا اسْتَحَقُّوا أَنْ وَقَاهُمْ اللَّهُ عَذَابَ السُّمُومِ لَا بِمُجَرَّدِ السُّؤَالِ الْمُشْتَرَكِ بَيْنَ النَّاجِي وَغَيْرِهِ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ {لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إلَهًا} أَيْ: لَنْ نَعْبُدَ غَيْرَهُ. وَكَذَا قَوْلُهُ: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} الْآيَةُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ} فَهَذَا دُعَاءُ الْمَسْأَلَةِ يَكْبِتُهُمْ اللَّهُ وَيُخْزِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِآرَائِهِمْ أَنَّ شُرَكَاءَهُمْ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ دَعْوَتَهُمْ وَلَيْسَ الْمُرَادُ اُعْبُدُوهُمْ. وَهُوَ نَظِيرُ قَوْله تَعَالَى {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} انظر مجموع الفتاوى (15/15) وانظر سؤال وجواب (1/645)
المبحث الثامن : (( الإلحاد في أسماء الله عز وجل )
قال الهرّاس رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية  (70) قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ القيِّم رَحِمَهُ اللَّهُ:((وَالْإِلْحَادُ فِي أَسْمَائِهِ هُوَ الْعُدُولُ بِهَا وَبِحَقَائِقِهَا وَمَعَانِيهَا عَنِ الْحَقِّ الثَّابِتِ لَهَا؛ مأخوذٌ مِنَ الْمَيْلِ؛ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَادَّةُ (ل ح د) ، فَمِنْهُ اللَّحْدُ، وَهُوَ الشَّقُّ فِي جَانِبِ الْقَبْرِ، الَّذِي قَدْ مَالَ عَنِ الْوَسَطِ، وَمِنْهُ المُلْحِد فِي الدِّينِ: الْمَائِلُ عَنِ الْحَقِّ، المُدْخِل فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ)) . اهـ
فَالْإِلْحَادُ فِيهَا إِمَّا أَنْ يَكُونَ بِجَحْدِهَا وَإِنْكَارِهَا بالكليَّة، وَإِمَّا بِجَحْدِ مَعَانِيهَا وَتَعْطِيلِهَا، وَإِمَّا بِتَحْرِيفِهَا عَنِ الصَّوَابِ وَإِخْرَاجِهَا عَنِ الْحَقِّ بِالتَّأْوِيلَاتِ الْفَاسِدَةِ، وَإِمَّا بِجَعْلِهَا أَسْمَاءً لِبَعْضِ المُبتَدَعات؛ كَإِلْحَادِ أَهْلِ الِاتِّحَادِ اهـ
 وقال ابن عثيمين في القواعد المثلى (16)
الإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها
وهو أنواع: الأول: أن ينكر شيئا منها أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام، كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم. وإنما كان ذلك إلحادا لوجوب الإيمان بها وبما دلت عليه من الأحكام والصفات اللائقة بالله، فإنكار شيء من ذلك ميل بها عما يجب فيها.
الثاني: أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين، كما فعل أهل التشبيه، وذلك لأن التشبيه معنى باطل لا يمكن أن تدل عليه النصوص، بل هي دالة على بطلانه، فجعلها دالة عليه ميل بها عما يجب فيها.
الثالث: أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له: (الأب) ، وتسمية الفلاسفة إياه (العلة الفاعلة) ، وذلك لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فتسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه ميل بها عما يجب فيها، كما أن هذه الأسماء التي سموه بها نفسها باطلة، ينزه الله تعالى عنها.
الرابع: أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام، كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز، واشتقاق اللات من الإله على أحد القولين، فسموا بها أصنامهم، وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به، لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ، وقوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} وقوله: {لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحقة، وبأنه يسبح له ما في السماوات والأرض، فهو مختص بالأسماء الحسنى، فتسمية غيره بها على الوجه الذي يختص بالله عز وجل ميل بها عما يجب فيها.
والإلحاد بجميع أنواعه محرم، لأن الله تعالى هَدَّدَ الملحدين بقوله: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .
ومنه ما يكون شركا أو كفرًا حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية اهـ
قال شيخنا مصطفى العدوي في كتابه ذلكم الله ربكم فأعبدوه (439) : ويلحق بالإلحاد في أسمائه تسميته سبحانه لما لم يسمِّ به نفسه ، كما يفعل ضُلاَّل الصوفية وجهلتهم ؛ إذ يطلقون على الخالق سبحانه اسم سعاد – سعدي – ليلى ونحو ذلك ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا 0
وكما يفعل الفلاسفة ؛ إذ يطلق بعضهم على الله ( القوة الفاعلة ) ، والنصارى يقولون : ( الأب ) اهـ 
المبحث التاسع : أسماء الله الحسنى الصحيحة من الكتاب والسنة وذكر من أثبت هذا الاسم من العلماء  ثم شرح معنى هذا الاسم من أقوال العلماء  جمعت تسعة وتسعين اسما مما ظهر لي من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وراعيت في ترتيب ( الأسماء ) أن تكون على الحروف الهجائية ، وهي ( أ ، ب ، ت ، ث 000) وليس الحروف الأبجدية وهي ( أبجد هوز 000) وقد جمعت بين ( الحق المبين ) ( والحي القيوم ) و( الأول والآخر والظاهر والباطن ) لوروده هكذا في كتاب الله 0
والأدلة على هذه الأسماء من القرآن كما يلي :
1- ( الله ) : والدليل : قال الله عزَّ وجلَّ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد) سورة الإخلاص (1) ذكر هذا الاسم جعفر الصّادق والخطّابيّ و ابن منده والحليمي وابن حزم والقرطبي وابن قيم وابن حجر العسقلاني والسعدي وابن باز وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد وغيرهم
وهو أفضل الأسماء وأعظمها وإليه تضاف سائر الأسماء ، وقد قال كثير من أهل العلم إنه اسم الله الأعظم وقد كان أهل الشرك يقرون به ولا ينازعون فيه ولا التفات إلى من لم يدخله في الأسماء الحسنى ومعنى اسم الله المعبود بحق ، الذي تعبده الخلائق محبة وتعظيما 0 هذا وقد قال عدد من العلماء في تفسير قوله تعالى : {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِّيَا} [مريم 65] أي هل تعلم أحدا تسمى ( الله) غير الله سبحانه وتعالى وإن كان هناك معنى آخر للآية الكريمة : هل تعلم له شبيها أو مثيلا أو نظيرا انظر ذلكم الله ربكم فأعبدوه (461)
2- (الأحد)
والدليل :  قال الله عزَّ وجلَّ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد) سورة الإخلاص (1) ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادقِ، وسفيان بن عيينة، والخطابيّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبها نيِّ، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية ، وابن حجر، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
 قال السعدي (167) "الواحد الأحد هو الذي توحّد بجميع الكمالات، وتفرّد بكل كمال، ومجد وجلال، وجمال، وحمد، وحكمة، ورحمة، وغيرها من صفات الكمال فليس له فيها مثيل ولا نظير، ولا مناسب بوجه من الوجوه فهو الأحد في حياته، وقوميته، وعلمه، وقدرته، وعظمته، وجلاله، وجماله، وحمده، وحكمته، ورحمته، وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال، ونهايته من كل صفة من هذه الصفات فيجب على العبيد توحيده، عقداً، وقولاً، وعملاً، بأن يعترفوا بكماله المطلق، وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة اهـ
3- ( الأعلى ) والدليل قال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (الأعلى:1)
 ذكر هذا الأسم ابن منده، وابن حزم، والقرطبيّ،وابن تيمية ، وابن القيم، وابن الوزير، وا بن حجر، وابن سعدي، وابن باز ، وابن عثيمين، ومصطفى العدوي والسقاف وعبد المحسن العباد وغيرهم 0 
 ومن معانيه : أنه سبحانه أعلى من جميع الخلق ، أعلى منهم شأنا ، وأعلى منهم مكانا ، وأعلى منهم قدرا ومنزلة ، وأعلى منهم قهرا وغلبة ، وكل شيء كان عاليا فالله أعلى منه سبحانه وتعالى انظر ذلكم الله ربكم (488)
4- ( الأكرم ) والدليل : قال تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} (العلق:3) ذكر هذا الأسم الخطابيُّ, وابن حزم, والقرطُبيُّ, وابن الوزير, وابن تيمية ، وابن حجر, وابن باز ، وابن عثيمين ومصطفى العدوي والسقاف وعبد المحسن العباد.
ومن معانيه : أنه أكرم من كل كريم ، وعطاؤه أفضل من كل عطاء ، فليس كمثله أحد في العطاء ، ولا في صفات الكمال ، وليس كمثله أحد أكرم قولا منه سبحانه ، ولا أكرم فعلا منه ،  ولا أكرم ذاتا منه ، ومن كرمه أنه يعفو ويصفح ويتجاوز مع أنه قادر على المؤاخذة والانتقام ، ومن كرمه أنه يُنجز للعبد ما وعده به ويزيده من الفضل انظر ذلكم الله ربكم (490)
5- ( الإله ) : قال تعالى: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ} (النساء)
 وقد عدَّه في الأسماء كل من:
جعفر الصَّادق ابن حزم  القرطبيّ ابن تيمية ابن القيِّم ابن الوزير ابنُ حجر ابن باز -ابن عثيمين ومصطفى العدوي والسقاف وعبد المحسن العباد وغيرهم
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/22) الْإِلَهُ: هُوَ الَّذِي يُؤَلَّهُ فَيُعْبَدُ مَحَبَّةً وَإِنَابَةً وَإِجْلَالًا وَإِكْرَامًا اهـ
6- (الأول، 7- والآخر،  8- والظاهر، 9- والباطن) ذكر هذه الاسماء جعفر الصَّادق ابن حزم القرطبيّ ابن تيمية ابن القيِّم ابن الوزير ابنُ حجر ابن باز ابن عثيمين  ومصطفى العدوي والسقاف وعبد المحسن العباد
والدليل : قوله تعالى :{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (الحديد 3)
 (الأول) أي: ليس قبله شيء, لأنه لو كان قبله شيء لكان الله مخلوقاً وهو عز وجل الخالق, ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الأول بأنه الذي ليس قبله شيء, كل الموجودات بعد الله عز وجل, لا أحد مع الله ولا قبل الله.
(والآخر) : الذي ليس بعده شيء, لأنه لو كان بعده شيء لكان ما يأتي بعده غير مخلوق لله، ومع العلم أن كل المخلوقات كلها مخلوقة لله عز وجل, فهو الذي ليس بعده شيء, إذاً: هو الأول لا ابتداء له, والآخر لا انتهاء له, ليس بعده شيء.
{وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (الظاهر) : قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيرها: (الذي ليس فوقه شيء) كل المخلوقات تحته جل وعلا, فليس فوقه شيء.
(الباطن) : قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الذي ليس دونه شيء) خبير عليم بكل شيء, لا يحول دونه جبال ولا أشجار ولا جدران ولا غير ذلك, ليس دونه شيء, لا دون بصره يرى كل شيء عز وجل, ولا دون سمعه يسمع كل شيء, ولا دون علمه يعلم كل شيء.
الأول والآخر اشتملا على عموم الزمان, والظاهر والباطن على عموم المكان انظر الباب المفتوح لابن عثيمين (208\4)
10- ( الباريء )
والدليل : قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ} (الحشر: من الآية24) ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية ، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين. والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : ( الخالق ) لكن يُطلق الباريء على خالق ذوات الأرواح ، ومنه : ( وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ) ومن معانيه : المُنفذ لما خلقه وصوره ، فإنه يصور ويُقدِّر على الوجه الذي يريد ثم يُظهر المقدر ويُحييه 0 فكثير من الخلق يُصوِّرُون أشياء لكن لا يستطيعون إحياءها 0 ومن معانيه : الذي خلق الخلق مُبرئين من العيوب – إلا من شاء أن يبتليه ، وكثيرا ما تجد في الدنيا مُصمما يصمم شيئا لكن لا يستطيع أن ينفذ ما صممه وصوره ، فتعالى الله عن الضعف والعجز – والذي يُبريءُ خلقه من الآفات والعيوب 0
ومن معانيه : الذي فصل الخلق عن بعض وميَّز كلا بصفات انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 471)
11- ( البر) والدليل : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: 28]  
ذكر هذا الأسم  سفيان ابن عيينة، والخطّابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن حزم، والأصبهانىِّ، والقرطبىِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن باز ، وابن عثيمين والسقاف وعبد المحسن العباد.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ: وَمَعْنَاهُ الرَّفِيقُ بِعِبَادِهِ يُرِيدُ بِهِمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِهِمُ الْعُسْرَ , وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَا يُؤَاخِذُهُمْ بِجَمِيعِ جِنَايَاتِهِمْ , وَيَجْزِيهِمْ بِالْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا , وَلَا يَجْزِيهِمْ بِالسَّيِّئَةِ إِلَّا مِثْلَهَا وَيَكْتُبُ لَهُمُ الْهَمَّ بِالْحَسَنَةِ وَلَا يَكْتُبُ عَلَيْهِمُ الْهَمَّ بِالسَّيِّئَةِ , وَالْوَلَدُ الْبَرُّ بِأَبِيهِ هُوَ الرَّفِيقُ بِهِ الْمُتَحَرِّي لِمَحَابِّهِ الْمُتَوَقِّي لِمَكَارِهِهِ انظر الأسماء والصفات للبيهقي (1/178)
12- ( البصير)
والدليل: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [غافر: 20] ذكر هذا الأسم  سفيان ابن عيينة، والخطّابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن حزم، والأصبهانىِّ، والقرطبىِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن باز وابن عثيمين ومصطفى العدوي والسقاف وعبد المحسن العباد 0
 ومعناه : المدرك لجميع المبصرات، ويطلق البصير بمعنى العليم، فالله سبحانه وتعالى بصير، يرى كل شيء وإن خفي، وهو سبحانه بصير بمعنى: عليم بأفعال عباده، قال تعالى: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحجرات: 18] ، والذي نعمل بعضه مرئي وبعضه غير مرئي، فبصر الله إذًا ينقسم إلى قسمين، وكله داخل في قوله: الْبَصِيرُ.انظر مجموع فتاوى لابن عثيمين (8/169)
13- (التَّوَّاب)
والدليل: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] ذكر هذا الأسم  سفيان ابن عيينة، والخطّابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن حزم، والأصبهانىِّ، والقرطبىِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن باز ، وابن عثيمين ومصطفى العدوي والسقاف وعبد المحسن العباد 0
قال السعدي في تفسير أسماء الله (176) التواب الذي لم يزل يتوب على التائبين، ويغفر ذنوب المنيبين فكل من تاب إلى الله توبة نصوحا تاب الله عليه وتوبته على عبده نوعان: أحدهما: أنه يوقع في قلب عبده التوبة إليه، والإنابة إليه، فيقوم بالتوبة وشروطها من الإقلاع عن المعاصي، والندم على فعلها، والعزم على أن لا يعود إليها، وإستبدالها بعمل صالح.
والثاني: توبته على عبده بقبولها وإجابتها، ومحو الذنوب بها فإن التوبة النصوح تجب ما قبلها اهـ
14- (الجبار)
والدليل : قال الله تعالى: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) (الحشر:23) ذكر هذا الأسم  سفيان ابن عيينة، والخطّابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن حزم، والقرطبىِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن باز ، وابن عثيمين ومصطفى العدوي والسقاف وعبد المحسن العباد
ومن أسمائه تعالى (الجبار) وله ثلاثة معان: جبر القوة، وجبر الرحمة، وجبر العلو. فأما جبر القوة فهو تعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله وجبروته وفي يده وقبضته.
وأما جبر الرحمة فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة ويجبر الكسير بالسلامة ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.
أما جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويعلم ما توسوس به نفوسهم.انظر مجموع فتاوى لابن عثيمين (6/175)
15 - ( الحسيب )
والدليل : قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) }[النساء: 86]  
ذكر هذا الأسم  ابنِ العربيِّ. سفيان بن عيينة. جعفر الصَّادق. ابن منده. الحليميِّ. البَيْهقيِّ. ابن العربى. ابن الوزير. ابن حجر. السعديِّ0ابن عثيمين السقاف عبد المحسن العباد -
قال السعدي (182)"الحسيب: هو العليم بعباده، كافي المتوكلين، المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق اعمالهم وجليلها والحسيب بمعنى الرقيب المحاسب لعباده المتولي جزاءهم بالعدل، وبالفضل، وبمعنى الكافي عبده همومه، وغمومه، وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: 3]أي كافيه أمور دينه ودنياه والحسيب أيضاً هو الذي يحفظ أعمال عباده من خير، وشر، ويحاسبهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 64] أي كافيك وكافي أتباعك، فكفاية الله لعبده بحسب ما قام به في متابعة الرسول ظاهراً وباطناً، وقيامه بعبودية الله تعالى اهـ
16- (الحفيظ )
والدليل : قال الله تعالى : {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} (سبأ: 21) ذكر هذا الأسم   جعفر الصادق. سفيان بن عيينة. وابن منده. الحليميِّ. البيهقيِّ. القرطبيِّ. ابن حجر. السعديِّ. ابن عثيمين السقاف عبد المحسن العباد مصطفى العدوي -
ومن معانيه : الذي يحفظ عباده ويسلمهم وينجيهم ، وفي الحديث : اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي رواه أبو داود (5074 ) - وصححه الألباني - ومن معانيه : الذي يحفظ على العباد أعمالهم ويحصيها عليهم ولا ينساها ويراقبها ، ومن الشاهد لهذا المعنى قوله تعالى : [وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ] ( الانفطار 10- 12-) ومن معانيه : الذي يحفظ عباده من الذنوب ويسلمهم من المعاصي والآثام ، وهو الحفيظ الذي يحفظ للناس معروفهم وصنائع الخير انظر ذلكم الله ربكم ( 500)
17 - (الحق )
قَالَ اللَّهُ تعالى : {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور: 25]
ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، وابن عثيمين ومصطفى العدوي والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : أنه الإله الحق ، والرب الحق ، والملك الحق ، وما سواه باطل 0 ومن معانيه : المتحقق وجوده وبقاؤه0 
وقوله حق ، ولقاؤه حق ، وجنته حق ، وناره حق ، ورسله حق ، والساعة التي وعد بها حق وكذا فإنه سبحانه يُحِق الحق ، ويُبطل الباطل ، ويقضي بالحق ، ويقص الحق ، وخلق السموات والأرض بالحق ، وهو الذي يبين لهم حقائق الأمور يوم القيامة ، ويحقق لهم ما وعدهم به انظر ذلكم الله ربكم ( 492)
18 - (المبين )
والدليل : قَالَ اللَّهُ تعالى: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور: 25] ذكر اسم المبين جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، وابن عثيمين ومصطفى العدوي والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : الذي يبين لهم شرعه ودينه ويوضحه لهم ويريهم إياه 0
ومن معانيه : الذين يبين لهم ما يضرهم وما ينفعهم 0
ومن معانيه : الذي يبين لهم ما به يتعظون ويعتبرون ، ويبين لهم ما يحتاجون إليه وإلى معرفته 0
ومن معانيه : الذي يبين لهم الحق من الباطل والخير من الشر وطريق الجنة وطريق النار
ومن معانيه : الظاهر في ربوبيته ، فهو بين الإلهية والربوبية إلى غير ذلك من المعاني انظر ذلكم الله ربكم
19- (الحكيم )
والدليل : قَالَ تعالى : {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129] ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, والأصبهانيِّ, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن عثيمين ومصطفى العدوي والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد –
قَالَ الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الْحَكِيمِ: الَّذِي لَا يَقُولُ وَلَا يَفْعَلُ إِلَّا الصَّوَابُ , وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يُوصَفَ بِذَلِكَ لِأَنَّ أَفْعَالَهُ سَدِيدَةٌ , وَصُنْعَهُ مُتْقَنٌ , وَلَا يَظْهَرُ الْفِعْلُ الْمُتْقَنُ السَّدِيدُ إِلَّا مِنْ حَكِيمٍ , كَمَا لَا يَظْهَرُ الْفِعْلُ عَلَى وَجْهِ الِاخْتِيَارِ إِلَّا مِنْ حَيٍّ عَالِمٍ قَدِيرٍ انظر الأسماء والصفات (1/66) وقال الطبري في التفسير (20/ 660) : وَهُوَ الْحَكِيمُ فِي تَدْبِيرِ خَلْقِهِ، وَتَسْخِيرِهِمْ لِمَا يَشَاءُ، الْعَلِيمُ بِمَصَالِحِهِمْ اهـ
وقال ابن كثيرحكيم في أقواله وأفعاله.
20 - (الحليم )
والدليل : قال الله تعالى : {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة: 225)
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, والأصبهانيِّ, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن تيمية : وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن عثيمين – ومصطفى العدوي والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : الذي لا يعاجل بالعقوبة والانتقام 0
ومن معانيه : الذي يتجاوز عن الزلات ، ومن حلمه أنه سبحانه لا يمنع الرزق عن العباد مع كفرهم ، بل يرزقهم ويعافيهم ، فيرزق العاصي ويرزق المطيع ، ويعفو ويصفح انظر ذلكم الله ربكم فاعبدوه ( 487)
21- (الحميد)
 والدليل : قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, والأصبهانيِّ, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن تيمية ،وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن عثيمين – ومصطفى العدوي والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : المحمود على كل شيء المحمود في جميع أفعاله وأقواله وشرعه الذي شرع ، وقدره الذي قدَّر 0
وهو سبحانه أهل لأن يُحمد ، وأهل لأن يُشكر ، والمحمود في ذاته وصفاته ، والمحمود على كل حال ، على السراء والضراء ، والمحمود الذي تحمده الخلائق كلها 0 وفي الحديث اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ رواه البخاري (1120 ) ومسلم (769) انظر ذلكم الله ربكم فاعبدوه
22- ( الحيُّ )
والدليل : قال الله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (البقرة255 ) ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, والأصبهانيِّ, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن عثيمين – ومصطفى العدوي والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معانيه : أنه الذي لا يموت ، قال تعالى : {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}[الفرقان: 58]
23- ( القيوم )
والدليل : قال الله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (البقرة: 255) ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, والأصبهانيِّ, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن عثيمين – ومصطفى العدوي والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
 ومن معانيه : القائم بنفسه سبحانه وتعالى ، وكذا الذي يقوم بالأشياء فلا قيام لها إلا به 0 وفي الحديث  اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ - متفق عليه - فالقيم على الأشاء هو القائم بتدبيرها وتيسير أمورها وسدِّ احتياجاتها ، ومحاسبتها وسائر شؤونها 0 ومن المعاني : القائم على الأنفس بمحاسبتها ، قال تعالى :{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} (الرعد: من الآية33) ومما يوضح بعض المعاني السابقة قوله تعالى : [الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ] [النساء: 34] أي قائمون بتدبير شؤونهن وترتيب أمورهم وسدِّ احتياجاتهن مع الفارق بين العبد والرب جل وعلا ومن ذلك قولهم : فلان قائم بالعمل : أن يؤديه على أكمل وجه انظر ذلكم الله ربكم فاعبدوه ( 467)
24- ( الخبير )
 والدليل : قوله تعالى: {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الأنعام: من الآية18)  ذكر هذا الأسم  - جعفر الصَّادق. - سفيان بن عيينة0 - الخطابيِّ. - ابنِ منده. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ. - ابنِ العربيِّ. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - السعديِّ. – ابن عثيمين. - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
 والخبرة هي: العلم ببواطن الأمور، العلم بالظواهر لا شك أنها صفة مدح وكمال؛ لكن العلم بالبواطن أبلغ، فيكون عليم بالظواهر، خبير بالبواطن، فإذا اجتمع العلم والخبرة صار هذا أبلغ في الإحاطة.
وقد يقال: إن الخبرة لها معنى زائد على العلم؛ لأن الخبير عند الناس هو العليم بالشيء الحاذق فيه، بخلاف الإنسان الذي عنده علم فقط؛ ولكن ليس عنده حذق فإنه لا يسمى خبيراً، فعلى هذا يكون الخبير متضمناً لمعنىً زائدٍ على العلم انظر الباب المفتوح لابن عثيمين (125\6)
25- ( الخالق )
 والدليل : قال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ) (الحشر (24)
ذكر هذا الأسم سفيان بن عيينة, وابن منده, والحليميِّ, والبيهقيِّ, وابن حزم, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, وابن عثيمين  والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : أنه هو الذي أوجد الأشياء ولم تكن من قبل شيئا ، ومنه قوله تعالى : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ] ( الفرقان 59) وقال تعالى :{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزُّمَرِ: 62] وقال تعالى : [ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً}مريم آية (9)  وكذا فإنه أوجد أشياء من أشياء أُخَر كما قال : {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} (النور: 45) وقال : [ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَة ] ( المؤمنون 14) وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ}الْحَجِّ (5)
وقد كان أهل الشرك يقرون بأن الله هو الخالق ، قال تعالى :{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} الزخرف آية (87)
26-  ( الخلاق )
والدليل : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [يس: 81] ذكر هذا الأسم سفيان بن عيينة, وابن منده, والحليميِّ, والبيهقيِّ, وابن حزم, والقرطبيِّ, وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد.
 الخلاق: من أفعال المبالغة من الخالق تدل على كثرة خلق الله تعالى وإيجاده، فكم يحصل في اللحظة الواحدة من بلايين المخلوقات التي هي أثر من آثار اسمه سبحانه الخلاق: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ [الحجر: 86] انظر ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها لعبد العزيز بن ناصر الجليل - ص: 433
27- ( الرب )
دليله: قوله تعالى: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) . (سبأ: 15)
 وقوله تعالى: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) (يّس:58)
  ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطَّابىِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن حزم، وابن العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجرٍ، والسِّعديِّ، وابن عثيمين – ومصطفى العدوي والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/22) وَالرَّبُّ: هُوَ الَّذِي يُرَبِّي عَبْدَهُ فَيُعْطِيهِ خَلْقَهُ ثُمَّ يَهْدِيهِ إلَى جَمِيعِ أَحْوَالِهِ مِنْ الْعِبَادَةِ وَغَيْرِهَا اهـ قال السعدي في تفسير أسماء الله (199) والرب هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم.وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم وبهذا كثر دعاؤهم له بهذا الإسم الجليل لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة وهو الذي له جميع معاني الربوبية التي يستحق أن يؤله لأجلها وهي صفات الكمال كلها والمحامد كلها له والفضل كله والإحسان كله، وأنه لا يشارك الله أحد في معنى من معاني الربوبية {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
لا بشر ولا ملك، بل هم جميعاً عبيد مربوبون لربهم بكل أنواع الربوبية
مقهورون خاضعون لجلاله وعظمته، فلا ينبغي أن يكون أحد منهم نداً ولا شريكاً لله في عبادته وإلوهيته.فبربوبيته سبحانه يربي الجميع من ملائكة وأنبياء وغيرهم خلقاً ورزقاً وتدبيراً وإحياءً وإماتةً وهم يشكرونه على ذلك بإخلاص العبادة كلها له وحده، فيؤلهونه ولا يتخذون من دونه ولياً ولا شفيعاً، فالإلهية حق له سبحانه على عباده بصفة ربوبيته اهـ
28- ( الرؤوف )
 ودليله: قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (النور20) .
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, والأصبهانيِّ, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن عثيمين – والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
 معنى الرؤوف ذُو الرأفة والرأفة شدَّة الرَّحْمَة فَهُوَ بِمَعْنى الرَّحِيم مَعَ الْمُبَالغَة فِيهِ انظر المقصد الأسنى (140) وقال الطبري في تفسيره (2/654) وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} إِنَّ اللَّهَ بِجَمِيعِ عِبَادِهِ ذُو رَأْفَةٍ. وَالرَّأْفَةُ أَعْلَى مَعَانِي الرَّحْمَةِ، وَهِيَ عَامَّةٌ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ فِي الدُّنْيَا وَلِبَعْضِهِمْ فِي الْآخِرَةِ. وَأَمَّا الرَّحِيمُ، فَإِنَّهُ ذُو الرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اهـ
29- ( الرحمن ) والدليل : قال تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة: من الآية3)  ذكر هذا الاسم سفيان بن عيينة, وابن منده, والحليميِّ, والبيهقيِّ, وابن حزم, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, وابن عثيمين- والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
وقد سميت سورة من سور الكتاب العزيز بهذا الاسم وقال تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ} ( الرحمن 1-2) وهذا الاسم لله عز وجل لا يشاركه فيه أحد ، فلا يصح لأحد أن يتسمى بالرحمن وقد كان من أهل الشرك من يثبت هذا الاسم ، ومنهم من كان ينفيه قال تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً} سورة الفرقان آية: (60) وقال تعالى : {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُو فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}سُورَة الْإِسْرَاء (110) والرحمن اسم عام يشمل جميع أنواع الرحمة ، فقد شملت رحمته في الدنيا كلَّ شيء كما قال : {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}سورة الأعراف (156) فهو يرزق الخلق كلَّهم مسلمهم وكافرهم ، وإنسهم وجنهم ، ودوابهم وسائر الخلق ، يرزق الخلق جميعا في الدنيا ، وهو رحمن في الآخرة يعدل بين الخلق ولا يظلهم انظر ذلكم الله ربكم فاعبدوه ( 462)
30- ( الرحيم )
والدليل : قال تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة: من الآية3) .
 ذكر هذا الاسم سفيان بن عيينة, وابن منده, والحليميِّ, والبيهقيِّ, وابن حزم, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, وابن عثيمين- والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
فهو رحيم بالمؤمنين في الدنيا والآخرة ، وقد قال : {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] ومن رحمته بهم أن يلطف بهم ويهديَهم ويفرجَ كروبهم ، وغير ذلك ولا يُعكر على ما ذُكر قوله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الْبَقَرَةِ: 143] وذلك لأن صورة الرحمة هنا – كما قال الطبري – تفارق صورتها في قوله تعالى : {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] فإذا قلنا إن المراد بالناس عموم الناس فصورة الرحمة – والله أعلم – تتمثل في تأنيه سبحانه بهم وعدم الاستعجال بإنزال العذاب عليهم ، بل يتأني بهم ويفتح لهم باب التوبة انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (462)
31- ( الرزاق )
والدليل : قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذريات:58)
ذكر هذا الاسم  جعفر الصّادق والخطّابيّ و ابن منده والحليمي وابن حزم والقرطبي وابن قيم وابن حجر العسقلاني والسعدي وابن عثيمين - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : كثير العطاء ، وكثير الأرزاق ، وكثيرا ما يكون الرزق بالمال والطعام والشراب والملبس ، وهو الغالب ، وإن كان أيضا بغير ذلك كما قالت أم حبيبة : اللهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّه 000 الحديث رواه مسلم (2663) انظر ذلكم الله ربكم فاعبدوه (483)
32 - ( الرقيب )
والدليل : قال تعالى: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} (المائدة: من الآية117) ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبَيهقيِّ، وا لأصبهانىِّ، وابن العربىِّ، والقُرطُبيِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسِّعديِّ، وابن عثيمين- والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : المراقب للأشياء المطَّلع عليها المحيط بها علما ، الشاهد عليها ، وكذا تأتي المراقبة بمعنى الحفظ ، ومنه قول أبي بكر رضي الله عنه «ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ»
 رواه البخاري (3751) فالرقيب الحافظ لعباده ، ويطلق الترقب على الانتظار كذلك ، قال هارون لموسى عليه السلام : { إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} طه (94) وقد يكون من المعنى أيضا : المترقب لعباده ليوم يلقونه ، والله أعلم
ومن مراقبة العبد لربِّه عز وجل أن يعبده كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فإن الله عز وجل يراه 0
ومن الملاحظ أن الرقيب في كتاب الله عز وجل جاءت مشفوعة ب على كقوله [إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} ( النساء 1) وقوله : [كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ] ( المائدة 117)
33- ( السَّلامُ )
والدليل : قال الله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ} (الحشر: من الآية23) . ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن عثيمين – والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
قال السعدي في تفسير أسماء الله (208) ومن أسمائه القدوس السلام، أي: المعظم المنزه عن صفات النقص كلها وأن يماثله أحد من الخلق، فهو المتنزه عن جميع العيوب، والمتنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شيء من الكمال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}سورة الشورى آية 11  {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص 4] {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم 65] {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً} [البقرة 22]  فالقدوس كالسلام، ينفيان كل نقص من جميع الوجوه، ويتضمنان الكمال المطلق من جميع الوجوه، لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمال كله فهو المقدس المعظم المنزه عن كل سوء، السالم من مماثلة أحد من خلقه ومن النقصان ومن كل ما ينافي كماله. فهذا ضابط ما ينزه عنه، ينزه عن كل نقص بوجه من الوجوه، وينزه ويعظم أن يكون له مثيل أو شبيه أو كفو أو سمي أو ند أو مضاد، وينزه عن نقص صفة من صفاته التي هى أكمل الصفات وأعظمها وأوسعها.ومن تمام تنزيهه عن ذلك إثبات صفات الكبرياء والعظمة له فإن التنزيه مراد لغيره ومقصود به حفظ كماله عن الظنون السيئة كظن الجاهلية الذين يظنون به ظن السوء، ظن غير ما يليق بجلاله وإذا قال العبد مثنياً على ربه "سبحان الله" أو "تقدس الله" أو "تعالى الله" ونحوها كان مثنياً عليه بالسلامة من كل نقص وإثبات كل كمال اهـ
34- ( السميع )
والدليل : قال الله تعالى : {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الأنعام13)
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن باز ، وابن عثيمين – والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد.قال ابن القيم في النونية (203) وهو السميع يسمع ويرى كل ما ... في الكون من سر ومن إعلان ولكل صوت منه سمع حاضر ... فالسر والإعلان مستويان
والسمع منه واسع الأصوات لا ... يخفى عليه بعيدها والداني
وقال السعدي في تفسير أسماء الله (209)ومن أسمائه الحسنى السميع الذي يسمع جميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات، فالسر عنده علانية البعيد عنده قريب وسمعه تعالى نوعان:
احدهما: سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية، واحاطته التامة بها.
والثاني: سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيصيبهم ويثيبهم،ومنه قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}  وقول المصلي سمع الله لمن حمده أي استجاب اهـ
35- ( الشاكر)
 والدليل : قال الله تعالى : {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً} (النساء147)  ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق وسفيان بن عيينة, وابن منده، والحليميِّ، وا لبيهقيِّ، وا بن حزم، والأصبهانيِّ، والقرطبيِّ، وا بنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وابنِ حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين، - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
36- ( الشكور )
والدليل : قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} (الشورى 23)
ذكر هذا الأسم الخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن عثيمين – والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
قال السعدي في تفسير أسماء الله (210) ومن أسمائه تعالى الشاكر الشكور وهو الذي يشكر القليل من العمل الخالص النقي النافع، ويعفو عن الكثير من الزلل ولا يضيع أجر من أحسن عملا بل يضاعفه أضعافاً مضاعفة بغير عدٍ ولا حساب، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد يجزئ الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل، وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد وإنما هو الذي أوجب الحق على نفسه كرماً منه وجوداً، والله لا يضيع أجر العاملين به إذا أحسنوا في أعمالهم واخلصوها لله تعالى فإذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته أعانه على ذلك، وأثنى عليه، ومدحه، وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وسعة، وفي بدنه قوة ونشاطاً وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيق ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملاً موفوراً، لم تنقصه هذه الأمور. ومن شكره لعبده، أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن تقرب منه شبراً تقرب منه ذراعاً، ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة،- رواه البخاري (7405) ومسلم (2675) - ومن عامله ربح عليه أضعافاً مضاعفة اهـ
قال المناوي : الشكور: الباذل وسعه في أداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافا. وقيل: الشاكر من يشكر على الرخاء، والشكور من يشكر على البلاء، والشاكر من يشكر على العطاء، والشكور من يشكر على المنع انظر التوقيف (207)
37- ( الشهيد )
والدليل : قال الله تعالى : {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} (الفتح 28)
ذكر هذا الأسم  جعفر الصَّادق. سفيان بن عيينة0 الخطابيِّ. ابنِ منده. الحليميِّ. البَيْهَقيِّ. الأصبهانيِّ. ابنِ العربيِّ. ابنِ تيمية في شرح الأصفهانيَّةِ ابنِ القيِّم. ابنِ الوزير. ابنِ حجر. السعديِّ. ابن عثيمين.– والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : الذي يسمع ويرى فشهد فلان الواقعة أي رآها وسمع ما جرى فيها 0 ومن معانيه : الذي يراقب الأشياء 0 ومن معانيه : الحاكم على الأشياء ويوضحه قول أم العلاء في شأن عثمان بن مظعون بعد موته فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ رواه البخاري (2687) أي فحكمي عليك ومن معانيه : الذي لا يغيب ولا يغفل ومن ذلك قولهم : شهد فلان الصلاة أي حضرها ومن معانيه : الشاهد لنفسه بالوحدانية انظر ذلكم الله ربكم فاعبدوه (501)
38- (الصمد)
والدليل : قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} (الاخلاص:2) .
ذكر هذا الأسم  جعفر الصَّادق. سفيان بن عيينة0  الخطابيِّ. - ابنِ منده. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ. - الأصبهانيِّ. - ابنِ العربيِّ. - ابن تيمية - ابنِ القيِّم. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - السعديِّ. - ابن عثيمين - -  والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
وله جملة من المعاني ذكرها العلماء ، منها ما يلي :
المعنى الأول : أن المراد بالصمد ذكر في الآيات التي تليها ألا وهي قوله : [ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الْإِخْلَاصِ: 1- 4] فالصمد هُوَ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ 0
الثاني : أن الصمد : هو الَّذِي يَصْمُدُ الْخَلَائِقُ إِلَيْهِ فِي حَوَائِجِهِمْ وَمَسَائِلِهِمْ ، أي : يقصده الخلق في حوائجهم ومسائلهم إذ لا يقدر على قضائها لهم غيره سبحانه وتعالى 0
الثالث : {الصَّمَدُ} الْمُصْمَتُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ 0
الرابع : هُوَ السَّيِّدُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدُدِهِ، وَالشَّرِيفُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي شَرَفِهِ، وَالْعَظِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عَظْمَتِهِ، وَالْحَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمِهِ، وَالْعَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمِهِ، وَالْحَكِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَتِهِ وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي أَنْوَاعِ الشَّرَفِ وَالسُّؤْدُدِ، وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ، هَذِهِ صِفَتُهُ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لَهُ، لَيْسَ لَهُ كُفْءٌ، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار.
الخامس : الصمد : هُوَ الَّذِي لَا يَأْكُلُ الطَّعَامَ، وَلَا يَشْرَبُ الشَّرَابَ
السادس : الصمد هُوَ الْبَاقِي بَعْدَ خَلْقِهِ 0
السابع : الصمد : لَا تَصْلُحُ الْعِبَادَةُ إِلَّا لَهُ 0
الثامن : أن الصمد : هو المستغني عن كل أحد والمحتاج إليه كل أحد
 التاسع : أن الصمد :الذي يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ.
قَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ لَهُ بَعْدَ إِيرَادِهِ كَثِيرًا مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَالِ فِي تَفْسِيرِ الصَّمَدِ: وَكُلُّ هَذِهِ صَحِيحَةٌ وَهِيَ صِفَاتُ رَبِّنَا عَزَّ وجل، هو الَّذِي يُصْمَدُ إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِجِ وَهُوَ الَّذِي قَدِ انْتَهَى سُؤْدُدُهُ، وَهُوَ الصَّمَدُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ وَلَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ، وَهُوَ الْبَاقِي بَعْدَ خَلْقِهِ. وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ نَحْوَ ذَلِكَ انظر تفسير ابن كثير (8/ 529
39 - ( العزيز )
الدليل: قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (فاطر: من الآية2)
ذكر هذا الأسم  جعفر الصَّادق. سفيان بن عيينة0 الخطابيِّ. ابنِ منده. الحليميِّ. البَيْهَقيِّ. الأصبهانيِّ. ابنِ العربيِّ. ابن تيمية ابنِ القيِّم. ابنِ الوزير. ابنِ حجر. السعديِّ. ابن عثيمين. - - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : منيع الجناب – لا يستطيع أحد من العباد أن يناله بشيء ، ولا أن يُدخل مكروها عليه – عظيم السلطان ، الغالب الذي لا يُغلب ولا يمتنع منه شيء ولا يعجز عن شيء انظر ذلكم الله ربكم فاعبدوه
40- ( العظيم )
والدليل : قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ} (البقرة: 255) .
ذكر هذا الأسم  جعفر الصَّادق. سفيان بن عيينة- الخطابيِّ. - ابنِ منده. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ. - الأصبهانيِّ. - ابنِ العربيِّ. ابنِ تيمية - ابنِ القيِّم. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - السعديِّ. - ابن عثيمين. - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
قال السعدي في تفسير أسماء الله (216) العظيم الجامع فجميع صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء الذي تحبه القلوب، وتعظمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء، وإن جلت في الصفة، فإنها مضمحلة في جانب عظمة العلي العظيم والله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم فلا يقدر مخلق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصى ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يتثنى عليه عباده واعلم أن معاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان:
أحدهما: أنه موصوف بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه وأوسعه، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، والكبرياء، والعظمة، ومن عظمته أن السماوات والأرض في كف الرحمن أصغر من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس وغيره وقال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}  الزمر (67).
وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}  فاطر (41).
وقال تعالى وهو العلي العظيم: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ} الشورى (50)
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذبته – رواه مسلم (2620) -  فلله تعالى الكبرياء والعظمة، والوصفان اللذان لا يقدر قدرهما ولا يبلغ كنههما.
النوع الثاني: من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته، والذل له، والإنكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته، ومن تعظيمه أن يتقى حق تقاته فيطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، ومن تعظيمه تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}  الحج (32) و {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} الحج (30) ومن تعظيمه أن لايعترض على شيء مما خلقه أو شرعه اهـ
41- ( العَفُوّ )
والدليل : قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} (الحج 60)
ذكر هذا الأسم ابن حزم، وابن حجر، وابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية ، والسعديِّ، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معانيه : الذي يصفح عن الذنب ويستر عليه ولا يؤاخذ به ، ويمحوه ، ومن أهل العلم من ذهب إلى القول بأن العفو يقتضي محو الذنب وإسقاطه وعدم التذكير به ، أما الغفران فيقتضي إسقاط العقاب انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (496)
42- ( العَليمُ )
 والدليل : قوله تعالى: {وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} (يّس: من الآية81) .
ذكر هذا الأسم  1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة0 3- الخطابيِّ. 4- ابنِ منده. 5- الحليميِّ. 6- البَيْهَقيِّ. 7- الأصبهانيِّ. 8- ابنِ العربيِّ. 9- ابنِ القيِّم. 15- ابنِ الوزير. 11- ابنِ حجر. 12- السعديِّ. 13- ابن عثيمين. 14- ابن تيمية -والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : كثير العلم الذي أحاط علما بكل شيء فمن عِلمه علمُه بما كان وبما سيكون وبما هو كائن ، وعلمه بعواقب الأمور ومنتهاها ، ومن عِلمه علمه بما نُسِرُّ وما نُعلن ، ومن علمه علمه بما يتناجى به الناس ، ومن علمه علمه بالحيوانات والطيور والنبات وسائر المخلوقات ، وعلمه بالملائكة والجن 0 وقد قال : {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} سورة الأنعام آية (59) ومن علمه بوقت انقضاء الآجال ، وعلمه متى يأتي الفرَج ، فهو بكل شيء عليم انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 477)
43- ( العَلِيُّ )
والدليل : قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ} (البقرة255) .
ذكر هذا الأسم  - جعفر الصَّادق. - سفيان بن عيينة0 - الخطابيِّ. - ابنِ منده. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ. - نور الحسن خان. - ابنِ العربيِّ. - ابنِ القيِّم. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - السعديِّ. - ابن عثيمين. والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : العلي مكانا فهو سبحانه في السماء كما قال : {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ} [الملك: 16] وهو سبحانه مستو على العرش كما قال : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ومن معانيه : العلي قدرا ومنزلة ومن معانيه : العلي في صفاته ومن معانيه : علو القهر والغلبة فهو الذي له العلو المطلق سبحانه وتعالى انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه
44- (الغَفَّار)
والدليل : قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} (صّ66) ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبهانيِّ، والقرطبيِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معانيه : كثير المغفرة للذنوب وإن عظمت ، أي مهما عظم الذنب فهو يغفره 0 ومن معانيه أيضا : الذي يستر على الجرائم العظيمة وكبائر الذنوب وإن كانت كثيرة ، ويغفرها ولا يؤاخذ بها إن شاء وقد قال عن نفسه تبارك وتعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}  طه آية (82) انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه 481)
45- ( الغَفُورُ )
قال تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الآية 8 من سورة الأحقاف ذكر هذا الأسم سفيان بن عيينة، وجعفر الصَّادق، وابن حزم، وابن حجر، والقُرطُبيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية ، والسعديِّ، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
قال ابن عثيمين في الباب المفتوح (41/6)  والمغفرةُ سَتْرُ الذنب والعفوُ عنه، فليست المغفرةُ سترَ الذنب فقط؛ بل سترُه وعدمُ المؤاخذة عليه، كما جاء في الحديث الصحيح: (إن الله يخلو بعبده المؤمن يوم القيامة ويقرره بذنوبه، حتى يقر بها ويعترف، فيقول الله عزَّ وجلَّ: قد سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم) .
ذنوبنا كثيرة: ذنوب قلبية.
وذنوب قولية.
وذنوب فعلية ما أكثرها! لكن الله تعالى -ولله الحمد- يسترها.
يُذكر أن بني إسرائيل كانوا إذا أذنب الواحد منهم ذنباً وَجَدَهُ مكتوباً على باب بيته، فضيحةً وعاراً - والعياذ بالله -؛ لكننا نحن -ولله الحمد- قد ستر الله علينا، فنتوب إلى الله، ونستغفر من الذنوب، فتمحى آثارها نهائياً، ولهذا قال: {وَهُوَ الْغَفُورُ} [البروج:14] : أي الساتر لذنوب عباده، المتجاوز عنها اهـ
46- ( الغَنِيُّ )
والدليل: قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (الحج64)
ذكر هذا الأسم  - جعفر الصَّادق. - سفيان بن عيينة0 - الخطابيِّ. - ابنِ منده. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ. - الأصبهانيِّ. - ابنِ العربيِّ. - ابن تيمية ابنِ القيِّم. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - السعديِّ. - ابن عثيمين. -والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
قال السعدي في تفسير أسماء الله (219) فهو الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق، من جميع الوجوه، والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته.فلا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلا غنياً،لأن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقاً قادراً رازقاً محسناً فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه.فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة المغني جميع خلقه غني عاماً، والمغني لخواص خلقه مما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية.ومن كمال غناه وكرمه أنه يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم، وإسعافهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه، وما لم يسألوه، ومن كمال غناه أنه لو اجتمع أول الخلق وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلاً منهم ما سأله وما بلغت أمانيه ما نقص من ملكه مثقال ذرة، ومن كمال غناه، وسعة عطاياه ما يبسطه على أهل دار كرامته من النعيم، واللذات المتتابعات، والخيرات المتواصلات، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ومن كمال غناه أنه لم يتخذ صاحباً ولا ولداً ولا شريكاً في الملك، ولا ولياً من الذل، وهو الغني الذي كمل بنعوته، وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته اهـ.
47- ( الفتاح )
والدليل : قوله تعالى: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأ: من الآية26) .
اثبت هذا الأسم جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة, وابن منده, والحليميِّ، والبَيهقيِّ، وابنِ حزم، وابنِ العربيِّ، والقرطيي، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وابنِ حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين -والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : الذي يقضي ويحكم بين العباد بالحق ، فيفتح بيننا ؛ أي فيقضي بيننا 0 ومنه قوله تعالى : {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ} (الأنفال: 19) أي إن تطلبوا القضاء والحكم والفصل بينكم وبين أهل الإيمان فها هو الفصل والحكم والقضاء قد كان يأهل الشرك ، وذاك يوم بدر 0 ومنه قول شعيب عليه السلام : {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} ( الأعراف 89) ومن معاني الفتاح : كثير الفتح لما أُغلق ، فيفتح أبواب الرزق ، ويفتح أبواب العلم ، ويفتح أبواب الخير ، ويُفرج الكربات ، وقد قال سبحانه وتعالى{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُون} ( الأنعام 44 ) ومن المعاني : قوله : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96] وقوله تعالى : {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [فاطر: 2] ومن معاني الفتح كما سبق الفتح لكل ما أغلق ، وقد يفتح الله على العبد في الرزق وفي العلم وفي إلقاء الخطب والمحاضرات وغير ذلك ، وقد قال صلى الله عليه وسلم «أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الكَلِمِ، رواه البخاري (6998) انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 476)
48 – ( القادِرُ)
والدليل : قال الله تعالى : {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} (الأنعام: 65) ذكر هذا الأسم  - سفيان بن عيينة - الخطَّابيِّ. - ابنِ منده. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ. - الأصبهانيِّ. - ابن العربيِّ. ابن تيمية - ابن القيِّم. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - ابن عثيمين. - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
 ومن معانيه : الذي لا يعجز عن شيء يريده ، فهو القادر على البعث والقادر على الخلق ، والقادر على إثابة الخلق خير إثابة كما في الحديث وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ رواه مسلم (187) والقادر على إنزال العذاب ، والقادر الذي يقدر الأمور حق قدرها ، والقادر الذي جعل لكل شيء قدرا ، والقادر الذي خلق كل شيء بقدر انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (502)
49- ( القاهر)
والدليل : قال الله تعالى : {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} (الأنعام: 18) ذكر هذا الأسم  - جعفر الصَّادق. - سفيان بن عيينة. - ابنِ منده. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ. - ابن حزم. - الأصبهانيِّ. - القُرطُبيِّ. - ابن تيمية ابن الوزير. - ابنِ حجر. - ابن عثيمين. -والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : الغالب ، والذي يقهر الجبابرة يغلبهم ويذلهم ويهينهم ، فهو الغالب للخلائق كلها ، والذي قهرهم بالموت وغيره ، وهو سبحانه مذلّ للجبابرة ومُهينهم وهو الذي يقهر غيره ، ولا يُقهَر بحال من الأحوال وهو الذي يخضع له كلُ شيء ، ويذل له كل شيء ، وهو المتعالى على الخلق انظر ذالكم الله ربيكم فاعبدوه ( 502)
50- ( القدوس )
والدليل : قال الله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ} (الحشر: من الآية23) . ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن تيمية ، وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, وابن عثيمين – والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد وقد سبق شرح هذا الاسم انظر اسم السلام 0
51- ( القدير)
الدليل : قال الله تعالى : {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (الروم54)
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، وابنِ منده، والحليميِّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن تيمية ، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وابنِ حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : أنه قادر على فعل ما يشاء وتقدير ما يشاء ، وخلق ما يشاء ، كما قال سبحانه : [يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)
] سورة الشورى (50)   فكان من معاني القدير تقدير الشيء والقدرة على تنفيذه ولله المثل الأعلى في الاصطلاح الهندسي فيه التصميم والقدرة على التنفيذ انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه  0
52- ( القريب )
والدليل : قال تعالى : [قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ] سورة سبأ (50) ذكر هذا الاسم البيهقي ، وابن القيم ، والسعدي ، وابن عثيمين -والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
قال السعدي (222) : "القريب أي: هو القريب من كل أحد، وقربه نوعان:قرب عام من كل أحد بعلمه، وخبرته، ومراقبته، ومشاهدته، واحاطته وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد وقرب خاص من عابديه، وسائليه، ومجيبيه، وهو قرب يقتضي المحبة، والنصرة، والتأييد في الحركات، والسكنات، والإجابة للداعين، والقبول، والإثابة.وهو المذكور في قوله تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} وفي قوله: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} هود (61)  وفي قوله {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} البقرة (186) . وهذا النوع قرب يقتضي الطافه تعالى، وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمراداتهم ولهذا يقرن باسمه "القريب" اسمه "المجيب" وهذا القرب قربه لا تدرك له حقيقة، وإنما تعلم آثاره من لطف بعبده، وعنايته به وتوفيقه، وتسديده، ومن آثاره الإجابة للداعين والإثابة للعابدين اهـ
53- (القَوِيُّ )
والدليل: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} (هود66)
ذكر هذا الأسم  - جعفر الصَّادق. - الخطابيِّ. - ابنِ منده. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ. - ابنِ العربيِّ. - ابنِ القيِّم. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - السعديِّ. – ابن عثيمين - ابنِ تيمية والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
 من معانيه : القوي الذي لا شيء أقوى منه 0
ومن معانيه : الذي لا يعجز عن فعل أي شيء يريده وهو القوي في بطشه وانتقامه 0
وهو القوي الذي لا يعتريه ضعف ولا فتور ولا عجز ولا كسل ولا مرض ومن معانيه : كامل القوة وكامل القدرة انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه
54 - (القهار)
والدليل : قال الله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (ابراهيم 48).
ذكر هذا الأسم كل من : الخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبَيهَقيِّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، وا بنِ العربيِّ، والقرطبيِّ، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : أنه شديد القهر وكثير القهر ، قهر عام للعباد جميعهم بالموت ، وقهر للجبابرة والظلمة ؛ قهر بعد قهر بعد قهر وهو سبحانه يقهر ، ولا يحتاج معه إلى معين يعين كي يقهر انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 486)
55-  ( الكبير )
والدليل : قال الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (الرعد:9)
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبهانيِّ، والقرطبيِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 
 ومعنى اسم الله الكبير: قال ابن القيم رحمه الله : فالله سبحانه أكبر من كل شيء ذاتا وقدرا ومعنى وعزة وجلالة فهو أكبر من كل شيء في ذاته وصفاته وأفعاله كما هو فوق كل شيء وعال على كل شيء وأعظم من كل شيء وأجل من كل شيء في ذاته وصفاته وأفعاله انظر الصواعق المرسلة (4/1379)
56-  ( الكريم )
الدليل : قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} (الانفطار:6)
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبهانيِّ، والقرطبيِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين -والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : كريم الخصال ، وكريم الفعال ، وكريم المقام ، والذي يُعطي بلا مقابل ، ويزيد في الثواب بلا حساب ، فهو الذي يثيب على الحسنات ، ويزيد في الثواب ، وهو الذي ينزل المؤمنين كريم المنازل ، وهو الذي يعطي بلا سبب وهو سبحانه المنزه عن العيوب والنقائص انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 490)
57-( اللطيف )
الدليل: قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام 103) .
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والقرطبيِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين . والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
.قال ابن القيم في شفاء العليل (34) واسمه اللطيف يتضمن علمه بالأشياء الدقيقة وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية اهـ
  قَالَ الْحَلِيمِيُّ: وَهُوَ الَّذِي يُرِيدُ بِعِبَادِهِ الْخَيْرَ وَالْيُسْرَ , وَيُقَيِّضُ لَهُمْ أَسْبَابَ الصَّلَاحِ وَالْبِرِّ قُلْتُ: أَرَادَ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً عِنْدَ مَنْ لَا يَرَى مَا يُعْطِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكُفَّارَ مِنَ الدُّنْيَا نِعْمَةً , أَوْ أَرَادَ الْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً فِي أَسْبَابِ الدِّينِ وَأَرَادَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ عَامَّةً فِي أَسْبَابِ الدُّنْيَا عِنْدَ مَنْ يَرَاهَا نِعْمَةً فِي الْجُمْلَةِ انظر الأسماء والصفات للبيهقي (1/164)
58- ( المؤمن )
 والدليل : قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} (الحشر: من الآية23) .
ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والقرطبيِّ، وابن تيمية ،وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
 فهو الذي يؤمِّن عباده المؤمنين مما لا يستحقونه من العذاب ، ويؤمنهم يوم الفزع الأكبر ، وهو المؤمن الذي أمِن خلقه من أن يظلمهم ، وهو المؤمن المصدق لنفسه الشاهد لنفسه بالوحدانية كما قال : {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلاَّ هُو ] ( سورة آل عمران 18) انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (469)
59-  ( المتعال )
والدليل: قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (الرعد:9) .
ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبهانيِّ، والقرطبيِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، وابن عثيمين. والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : المتعال على كل شيء ، فكل شيء دونه ، وكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته ، وكل شيء خاضع له ، وكما سلف فهو العلي مكانا ومنزلة ، والتعالي هو الارتفاع ، وزيادة حرف فيها دالة على عظمة الصفة فالمتعالى عالي القدر والمنزلة علوا أعظم انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (489) قال ابن كثير في تفسيره (5/449) {الْمُتَعَالِ} أَيْ: عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ، فَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَدَانَ لَهُ الْعِبَادُ، طَوْعًا وَكَرْهًا انظر التفسير (4/437) ثم قال : (5/449) وَقَالَ: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرَّعْدِ: 9] فَكُلُّ شَيْءٍ تَحْتَ قَهْرِهِ وَسُلْطَانِهِ وَعَظْمَتِهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَلَا رَبَّ سِوَاهُ؛ لِأَنَّهُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا أَعْظَمَ مِنْهُ، اهـ
60-( المتكبِّرُ )
والدليل : قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكبر} (الحشر 23)
ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين، والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
قال السعدي في تفسير أسماء الله (235)"المتكبر عن السوء، والنقص، والعيوب لعظمته، وكبريائه اهـ
61- ( المتين )
الدليل : قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذريات:58) . ذكر هذا الأسم  - جعفر الصَّادق. - سفيان بن عيينة0 - الخطابيِّ. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ.. - ابنِ العربيِّ.. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - السعديِّ. – ابن عثيمين. -  والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : القوي على الدوام الذي لا تتواهى قوته ولا تضعف ، فالمتانة القوة في تماسك وصلابة ، وكيده سبحانه متين ، كما قال : [ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ] سورة القلم (45)  أي لا يستطيع أحد الهرب منه ، وكذا فإن كيدي لا يضعف ولا يتواني ، ولا يمكن لأحد أن ينفذ من خلاله انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 493)
62- (المجيبُ )
والدليل : قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} (هود61) .
ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين - وعبد المحسن العباد
قال السعدي في تفسير أسماء الله (235)"من أسمائه المجيب لدعوة الداعين، وسؤال السائلين، وعباده المستجيبين، وإجابته نوعان:
إجابة عامة لكل من دعاه دعاء عبادة أو دعاء مسألة قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر (60) فدعاء المسألة يقول العبد اللهم أعطني كذا أو اللهم أدفع عني كذا، فهذا يقع من البر والفاجر، ويستجيب الله فيه لكل من دعاه بحسب الحالة المقتضية، وبحسب ما تقتضيه حكمته، وهذا يستدل به على كرم المولى وشمول إحسانه للبر والفاجر، ولا يدل بمجرده على حسن حال الداعي الذي أجيبت دعوته إن لم يقترن بذلك ما يدل عليه وعلى صدقه وتعين الحق معه، كسؤال الأنبياء ودعائهم لقومهم وعلى قومهم فيجيبهم الله، فإنه يدل على صدقهم فيما أخبروا به وكرامتهم على ربهم، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يدعو بدعاء يشاهد المسلمون وغيرهم إجابته، وذلك من دلائل نبوته وآيات صدقه، وكذلك ما يذكرونه عن كثير من أولياء الله من إجابة الدعوات فإنه من أدلة كراماتهم على الله.
وأما الإجابة الخاصة فلها أسباب عديدة، منها دعوة المضطر الذي وقع في شدة وكربة عظيمة، فإن الله يجيب دعوته، قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} النمل (62)، وسبب ذلك شدة الافتقار إلى الله، وقوة الانكسار، وانقطاع تعلقه بالمخلوقين، ولسعة رحمة الله التي يشمل بها الخلق بحسب حاجتهم إليها فكيف بمن اضطر إليها، ومن أسباب الإجابة طول السفر والتوسل إلى الله بأحب الوسائل إليه من أسمائه، وصفاته، ونعمه. وكذلك دعوة المريض، والمظلوم، والصائم، والوالد على ولده، أو له في الأوقات والأحوال الشريفة اهـ
63- ( المجيد )
والدليل : قوله تعالى: {إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} (هود: من الآية73)
ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية - وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين –والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : ذو العظمة ، والمُمجد المعظم ومن معانيه : الذي يُثنى عليه بأعظم صور الثناء ومن معانيه : ذو الشرف والعلو ويوضح المعنى شيئا ما ، أننا إذا قلنا : [مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ] ( الفاتحة 4 ) يقول تعالى : مَجَّدَنِي عَبْدِي قال النبي صلى الله عليه وسلم يُمَجِّد رَبُّنَا نَفسَه والتجميد نوع من الثناء في باب من الأبواب وهو باب التعظيم والشرف والعزة والعلو والتفضل والكرم والرفعة ، ونحو ذلك انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (485)-  
64- ( المصور )
والدليل : قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} (الحشر24) .
ذكر هذا الاسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية ، وابن حجر، والسعديِّ، وابن عثيمين - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
ومن معانيه : الذي صوَّر الخلق على الوجه الذي يريد وعلى الصورة التي يريدها ، ومن قدرته والآيات الدالة على وحدانيته أنه أعطى كل مخلوق صورة ليست للآخر ، قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم: 22) ومن الحكمة من ذلك أنه سبحانه جعلهم كذلك ليتعارفوا فيما بينهم باختلاف صورهم وبتنوعهم 0 وكذلك فإنه سبحانه صوَّر الخلق في الأرحام كيف شاء كما قال تعالى : { يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} ( آل عمران 6)
انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 472)
65- ( المقتَدِرُ )
والدليل: قوله تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} (القمر:55)
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادقِ، وسفيان بن عيينة، والخطابيّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبها نيِّ، وابن العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وا بن حجر، وابن عثيمين. والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
ومن معانيه : المتمكن من الأشياء القادر عليها ، الذي قد أحكم السيطرة عليها ، والمقتدر المحيط علما بالأشياء 0
ومن معانيه : الذي لا يفوته شيء ولا يهرب منه هارب انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (494)
66- ( المقِيتُ )
والدليل : قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} (النساء: من الآية85) وذكر هذا الأسم  ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابيِّ. 4- الحليميِّ. 5- البيهقيِّ. 6- ابنِ العربيِّ. 7- القُرطُبيِّ. 8- ابنِ الوزير. 9- ابن حجر. 10- السعديِّ. 11- ابن عثيمين. - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
المقيت مَعْنَاهُ خَالق الأقوات وموصلها إِلَى الْأَبدَان وَهِي الْأَطْعِمَة وَإِلَى الْقُلُوب وَهِي الْمعرفَة فَيكون بِمَعْنى الرَّزَّاق إِلَّا أَنه أخص مِنْهُ إِذْ الرزق يتَنَاوَل الْقُوت وَغير الْقُوت والقوت مَا يكْتَفى بِهِ فِي قوام الْبدن انظر المقصد الأسني (113)
67- ( الملكُ )
والدليل : قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (طه: من الآية114)
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادقِ، والخطابيّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، وابن العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية ، وا بن حجر، وابن عثيمين – والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد  0
ومن معانيه : المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها كيفما يريد ، والآمر فيها بما يشاء والناهي عن ما يشاء ، فالقول قوله والحكم حكمه والملك ملكه انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (468)
68- ( المليك )
والدليل : قال تعالى : [ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ] سورة القمر (55)
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، والقرطبيِّ، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وا بنِ حجر، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد.
ومن معانيه : الملك المتمكن من ملكه ، والمتمكن في ملكه الذي لا ينازعه فيه منازع ، ولا يعترض عليه فيه معترض انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (494)
69- ( المولَى)
والدليل : قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الحج 78) .
ذكر هذا الأسم  - جعفر الصَّادق. - سفيان بن عيينة. - الخطَّابيِّ. - ابنِ العربيِّ. - القُرطُبيِّ. - ابنِ القيِّم. - ابن حجر. والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
قَالَ الْحَلِيمِيُّ: فِي مَعْنَى الْمَوْلَى: إِنَّهُ الْمَأْمُولُ مِنْهُ النَّصْرُ وَالْمَعُونَةُ , لِأَنَّهُ هُوَ الْمَالِكُ وَلَا مَفْزَعَ لِلْمُلُوكِ إِلَّا مَالِكَهُ انظر الأسماء والصفات (1/ 174)
70- (المُهَيمنُ )
والدليل : قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} (الحشر: من الآية23) .
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادقِ، وسفيان بن عيينة، والخطابيّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابن العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية ، وا بن حجر، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد 0
.قال السعدي في تفسير أسماء الله (239) المهيمن: المطلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور الذي أحاط بكل شيء علما اهـ
71- ( النَّصيرُ )
والدليل : قوله تعالى: {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الحج: من الآية78) ذكر هذا الأسم  - جعفر الصَّادق. - سفيان بن عيينة. - ابن منده. - الحليميِّ. - البَيْهَقيِّ. - ابنِ العربيِّ. - القُرطُبيِّ. - ابنِ حجر. - ابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد. 
ومن معانيه : دائم النصرة لأوليائه ، ينصرهم في الدنيا والآخرة ، ومن معانيه أنه لا يخذل أولياءه ولا يسلمهم لأعدائهم انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (505)
72- (الواحد )
والدليل : قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (ابراهيم:48) .
ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادقِ، وسفيان بن عيينة، والخطابيّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبها نيِّ، وابن العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية ، وا بن حجر، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد  0- 
73- ( الوَارِثُ )
والدليل : قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} (الحجر:23) ذكر هذا الأسم   - جعفر الصَّادق. - سفيان بن عيينة. - الخطَّابيِّ.- الحليميِّ. - البَيْهَقِيِّ. - ابنِ العربيِّ. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - ابن عثيمين. وعبد المحسن العباد قال السقاف وقد عدَّه كثيرون من أسماء الله تعالى 0
الوارث مَعْنَاهُ الْبَاقِي بَعْدَ ذَهَابِ غَيْرِه انظر الأسماء والصفات (1/46) ومن معانيه : الذي يبقى بعد فناء خلقه ، وترجع إليه الأشياء التي وهبهم إياها ، فهو الذي يرث الخلق بعد فنائهم ، ويرث السموات والأرض بعد فناء الخلق انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (539)
74-  ( الوَاسِعُ )
والدليل : قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة 247)
ذكر هذا الأسم سفيان بن عيينة، وجعفر الصَّادق، وابن حزم، وابن حجر، وابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن الوزير، وا لسعديِّ، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معانيه : أنه واسع الأرزاق ، يوسع في الأرزاق على من يشاء ، ويوسع في العطاء ، وفي الحديث القدسي : لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ رواه مسلم (2577) ومن معانيه : أنه واسع الرحمة كما قال : {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} الآية 156 من سورة الأعراف ومن معانيه : أنه واسع العلم قد أحاط بكل شيء علما 0
وواسع في صفاته أيضا ، قالت عائشة رضي الله عنها : الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ هذا ، وقد وسع كرسيه السموات والأرض انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (491)
75- ( الودود )
والدليل : قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} (البروج:14) .
ذكر هذا الأسم سفيان بن عيينة، وجعفر الصَّادق، وابن حزم، وابن حجر، وابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن الوزير، وابن تيمية ، والسعديِّ، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معانيه : الذي يحب عباده المؤمنين ، ويحب منهم التائبين ، ويحب المتطهرين ويحب الصابرين والمحسنين 0
وقد قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ ودًّا} [مريم: 96) والودود أيضا هو الذي يصل أهل طاعته برحمته ، ويكون معهم بحفظه ورعايته لهم وإجابة دعوتهم 0
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  «إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيه بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ رواه مسلم  (2552) والودود للخلق كلهم بمعنى أنه جل وعلا يوسع عليهم في الأرزاق ويعافيهم 0
والودود أيضا بمعنى المحبوب الذي يستحق أن يحب الحب كله ، الحب المصحوب بالطاعة والامتثال والذل والانكسار والافتقار ، الحب الذي يفوق كلَّ حبّ كما قال تعالى : [وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} [البقرة: 165) انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه
76- ( الوكيل )
والدليل : قوله تعالى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران: من الآية173) وقال تعالى :{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 102] ذكر هذا الأسم   - جعفر الصّادق. - سفيان بن عيينة. - الخطَّابيِّ. - الحليميِّ. - البيهقيِّ. - الأصبهانيِّ. - ابن العربيِّ. - القرطبيِّ. - ابنِ الوزير. - ابنِ حجر. - السعديِّ. - ابن عثيمين. والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معانيه : الكفيل بأرزاق العباد والقائم بأمورهم 0
ومن معانيه : الحفيظ والمراقب ، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ رواه البخاري (6807) ومن معانيه : الذي يعتمد عليه غيره فيقضي له مراده وحاجته انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (506)
77-( الوَليُّ  )
والدليل : قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (الشورى:28) .
ذكر هذا الأسم سفيان بن عيينة، وجعفر الصَّادق، وابن حزم، وابن حجر، وابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن الوزير، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معاني ( الولي ) الناصر والمحب 0
ومن معانيه متولي الأمور ، يتولى أمور عباده ويدبرها لهم ويرزقهم ، ويتولى أهل الإيمان بحفظهم ونصرهم كما قال :  {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 257] فالولاية عامة وخاصة ، يتولى الخلق كلهم يرزقهم ويدبر شؤونهم ، ويتولى المؤمنين بحفظهم ورحمتهم وإثابتهم ونصرهم انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (484)
78- ( الوهاب )
والدليل : قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} (صّ 9) ذكر هذا الأسم سفيان بن عيينة، وجعفر الصَّادق، وابن حزم، وابن حجر، وابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن الوزير، وا لسعديِّ ، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
قال الطبري في تفسيره (20/26) الْوَهَّابِ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، مَا يَشَاءُ مِنْ مُلْكٍ وَسُلْطَانٍ وَنُبُوَّةٍ اهـ
قال شيخنا مصطفى العدوي : ومن معانيه : كثير المواهب والعطايا من غير إيجاب ذلك عليه ومن غير عوض ، ولذا فإنه كثير المواهب والعطايا من جميع صنوف العطايا ، يهب الرحمة ويهب الملك ، ويهب الرزق ، ويهب الذرية ، ويهب ما يشاء لمن يشاء على الوجه الذي يشاء ، كما قال : { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} . [الشورى: 49، 50] وكما قال : [وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاً جَعَلْنَا نَبِيّاً} سورة مريم (49) وكما قال : [ وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا، وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا] ( مريم 50) وكما قال : {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ}سورة ص(30) وكما قال سبحانه : [فَاسْتَجَبْنا لَهُ دعاءه وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى ) ( الأنبياء (90) ثم إنه سبحانه يُعطي ويهب سواء طلب العبد ذلك منه أم لم يطلب ، والهبة : هي ما يُعطاه الشخص دون مقابل انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 482)
ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
79- ( الجميل )
والدليل : عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ» رواه مسلم (91) 
وذكره الخطَّابيُّ، وا بن منده، والحليميُّ، والبيقهيُّ، وا بن حزم، والأصبهاني، وابن العربىُّ، وا لقرطبيُّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
قال الهرَّاس في ((شرح نونية ابن القيم )) : ((وأما الجميل؛ فهو اسم له سبحانه من الجمال، وهو الحسن الكثير، والثابت له سبحانه من هذا الوصف هو الجمال المطلق، الذي هو الجمال على الحقيقة؛ فإنَّ جمال هذه الموجودات على كثرة ألوانه وتعدد فنونه هو من بعض آثار جماله، فيكون هو سبحانه أولى بذلك الوصف من كل جميل؛ فإنَّ واهب الجمال للموجودات لابدَّ أنَّ يكون بالغاً من هذا الوصف أعلى الغايات، وهو سبحانه الجميل بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
أما جمال الذات؛ فهو ما لا يمكن لمخلوق أنَّ يعبر عن شيء منه أو يبلغ بعض كنهه، وحسبك أنَّ أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم وأفانين اللذات والسرور التي لا يقدر قدرها، إذا رأوا ربهم، وتمتعوا بجماله؛ نسوا كل ما هم فيه، واضمحل عندهم هذا النعيم، وودوا لو تدوم لهم هذه الحال، ولم يكن شيء أحب إليهم من الاستغراق في شهود هذا الجمال، واكتسبوا من جماله ونوره سبحانه جمالاً إلى جمالهم، وبقوا في شوق دائم إلى رؤيته، حتى إنهم يفرحون بيوم المزيد فرحاً تكاد تطير له القلوب.
وأما جمال الأسماء؛ فإنها كلها حسنى، بل هي أحسن الأسماء وأجملها على الإطلاق؛ فكلها دالة على كمال الحمد والمجد والجمال والجلال، ليس فيها أبداً ما ليس بحسن ولا جميل.
وأما جمال الصفات؛ فإنَّ صفاته كلها صفات كمال ومجد، ونعوت ثناء وحمد، بل هي أوسع الصفات وأعمها، وأكملها آثاراً وتعلقات، لا سيما صفات الرحمة والبر والكرم والجود والإحسان والإنعام.
وأما جمال الأفعال؛ فإنها دائرة بين أفعال البر والإحسان التي يحمد عليها ويشكر، وبين أفعال العدل التي يحمد عليها لموافقتها للحكمة والحمد؛ فليس في أفعاله عبث ولا سفه ولا جور ولا ظلم، بل كلها خير ورحمة ورشد وهدى وعدل وحكمة، قال تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ، ولأنَّ كمال الأفعال تابع لكمال الذات والصفات؛ فإنَّ الأفعال أثر الصفات، وصفاته كما قلنا أكمل الصفات؛ فلا غرو أنَّ تكون أفعاله أكمل الأفعال)
 80 - ( الحكم )
والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ رواه أبو داود (4955) قلت : حديث صحيح بطرقه وصححه ابن حبان والألباني وقال الأرنؤوط إسناده جيد
ذكر هذا الأسم الخطَّابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن العربيِّ، والقرطُبيِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعدي، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
فِي شَرْحِ السُّنَّةِ: الْحَكَمُ هُوَ الْحَاكِمُ الَّذِي إِذَا حَكَمَ لَا يُرَدُّ حُكْمُهُ، وَهَذِهِ الصِّفَةُ لَا تَلِيقُ بِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمِنْ أَسْمَائِهِ الْحَكَمُ.انظر عون المعبود (13/ 202)
81- (الحيي )
والدليل : عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ، أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا» رواه أبو داود (1488) قال الألباني في صحيح أبي داود (1337) (قلت: حديث صحيح، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (877) ،والحاكم والذهبي) وقَالَ الْحَافِظُ سَنَدُهُ جَيِّدٌ – وضعفه شيخنا مصطفى العدوي
ذكر هذا الاسم الحليميُّ، والبيهقيُّ، والقرطبيُّ، وابن القيِّم، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
82-–( الديان )
 والدليل : عن عَبْد اللهِ بْن أُنَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - أَوْ قَالَ: الْعِبَادُ - عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا " قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بُهْمًا؟ قَالَ: " لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ [بُعْدٍ كَمَا يَسْمَعُهُ مِنْ] قُرْبٍ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ رواه أحمد (16042) صححه الحاكم والذهبي   وحسنه المنذري وابن حجر والعراقي والهيثمي والأرنؤوط وصححه الألباني وقال شيخنا مصطفى العدوي حديث ضعيف قلت : بل هو حديث حسن لغيره فإسناد الإمام أحمد ضعيف فيه الْقَاسِمُ بن عبد الواحد قال ابن حجر مقبول ومعنى مقبول عند ابن حجر حيث يتابع، وإلا؛ فلين الحديث قلت : له طريق أخرى عند الطبراني في مسند الشاميين (156) بسند ضعيف وله طريق ثالثة أخرجها الخطيب في الرحلة (33) بسند ضعيف فبهذه الطرق يحسن الحديث لغيره
ذكر هذا الأسم الخطَّابيِّ، وابن منده، والحليمييِّ، والبيهقيِّ، والقرطبيِّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
قال ابن القيم في النونية (206)
من وافق الكوني وافق سخطه ... إن لم يوافق طاعة الديان
قَالَ الْحَلِيمِيُّ: أُخِذَ مِنْ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وَهُوَ الْحَاسِبُ وَالْمُجَازِي وَلَا يُضَيِّعُ عَمَلًا وَلَكِنَّهُ يَجْزِي بِالْخَيْرِ خَيْرًا وَبِالشَّرِّ شَرًّا انظر الأسماء والصفات للبيهقي (1/194)
83- ( الرفيق )
والدليل : عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ» إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"
رواه البخاري (6927) ومسلم (2593) ممَّن ذكر هذا الاسم ابن منده، وابن حزم، والقرطبيُّ، وابن القيِّم، وابن عثيمين، والقحطانىُّ والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
معنى الأسم (إن الله رفيق) أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر فيكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم انظر فيض القدير (2/ 237)
84- ( السبوح )
والدليل : عن عائشة : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ» رواه مسلم (487) ذكر هذا الاسم ابن منده، والحليميُّ، والبيهقيُّ، وابن حزم والقُرطُبيُّ، وابن تيمية ، وابن عثيمين - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معانيه : المنزه عن الشريك والمثيل والندِّ والصاحبة والولد 0
ومن معانيه : الذي يُنزه نفسه عن كل ما لا يليق به 0
ومن معانيه الذي تُسبحه مخلوقاته ، أي تنزهه عن كل ما لا يليق به 0
ومن معانيه : الذي يُسَبِّح الخلق بحمده 0
قال تعالى : [وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44]
85-  (السيد )
والدليل : قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» رواه أبو داود (4806) وصححه الألباني
ذكر هذا الاسم ابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، وا لأصبهانيِّ، وابن العربىِّ، والقُرطبيِّ، وابن القيِّم، وابن عثيمين- والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
(الله السيد) : أي مالك الخلق، والخلق كلهم عبيده وهو سبحانه المحتاج إليه بالإطلاق، ليس لمخلوق غنية عنه، فلو لم يوجدهم لم يوجدوا ولو لم يبقهم بعد الإيجاد لم يكن لهم بقاء، ولو لم يعنهم فيما يعرض لهم لم يكن لهم معين غيره، فحق على الخلق أن يدعوه السيد دون سواه انظر سؤال وجواب (1/ 763)
86- (الستير)
والدليل : عَنْ يَعْلَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ»رواه أبو داود (4012) وصححه الألباني ذكر هذا الأسم  القرطبيّ، وابن القيِّم، والقحطانيّ. والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
 قال شيخنا مصطفى العدوي هذا الحديث ضعيف قلت بل هو حديث صحيح وله شواهد انظر إرواء الغليل (2335)
 ومن معانيه : كثير الستر على عباده ، فهو يسترهم ويستر عيوبهم في الدنيا والآخرة ، وكذلك فإنه أمر بالتستر وعدم التكشف ، وأمر بالستر على العباد انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (530)
87-  (الشافي)
والدليل : عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا يَقُولُ: «أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِهِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» رواه البخاري (5750) ومسلم (2191) ذكر هذا الاسم ابنُ منده، والحليميُّ، والبيهقيُّ، وابنُ حزم، والقُرطُبيُّ وابن تيمية ، وابن عثيمين - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معانيه : الذي يشفي الأبدان من الأمراض أي يعافي منها ويُسلِّم المريض من الهلكة ويُذهبها ، ومن معانيه الذي يشفي الصدور ويذهب ما فيها من الشكوك والرِّيَب ، ويذهب الهموم والأحزان ، ومن معانيه الذي يشفي من الحسد ومن العين والغل وسائر الآفات انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (523)
88-  (الطيب )
والدليل : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا رواه مسلم (1015) ذكر هذا الاسم ابن منده، وابن العربيّ، وابن عثيمين - والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/258) وَالطَّيِّبُ هُنَا: مَعْنَاهُ الطَّاهِرُ.وَالْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُقَدَّسٌ مُنَزَّهٌ عَنِ النَّقَائِصِ وَالْعُيُوبِ كُلِّهَا، وَهَذَا كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [النور: 26] (النُّورِ: 26) ، وَالْمُرَادُ: الْمُنَزَّهُونَ مِنْ أَدْنَاسِ الْفَوَاحِشِ وَأَوْضَارِهَا اهـ
89- ( الطبيب )
عَنْ أَبِي رِمْثَةَ،00 قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَرِنِي هَذَا الَّذِي بِظَهْرِكَ، فَإِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، قَالَ: «اللَّهُ الطَّبِيبُ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا» رواه أبو داود (4207) حديث صحيح وصححه الألباني والأرنؤوط 0
وعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى صَدْرِهِ، فَقُلْتُ: أَذْهِبِ الْبَأَسَ رَبَّ النَّاسِ، أَنْتَ الطَّبِيبُ، وَأَنْتَ الشَّافِي، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " أَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى رواه أحمد (24774) وسنده صحيح وصححه الأرنؤوط قلت : قول أنت الطيب من قول عائشة رضي الله عنها وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه صلى الله عليه وسلم أقرها، ولو كان خطأ لأنكره ولرده عليها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يسكت على باطل كما سيأتي 0
ذكر هذا الاسم ا- الحليمي. 2- البيهقي. 3- ابن العربي. 4- القرطبي 5- عبد الله السعد -
قال البغوي في شرح السنة (10/182) وَالطَّبِيبُ: هُوَ الْعَالِمُ بِحَقِيقَةِ الدَّاءِ وَالدَّوَاءِ، وَالْقَادِرُ عَلَى الصِّحَّةِ وَالشِّفَاءِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ اهـ
قال الرضواني في كتابه أسماء الله (ص: 80): «اسم «الطبيب» لابد أن يُذكر مقيدا؛ لأن المعنى عند التجرد ينقسم إلى كمال ونقص، فقد يكون معناه تدبير أسباب الشفاء، وقد يكون بمعنى السحر والإمراض والبلاء، قال ابن منظور: «والطِّبُّ والطُّبُّ: السحر ... وقد طُبَّ الرجل، والمطبوب: المسحور» اهـ.
وقال أيضا (ص: 82): «فالطبيب معناه عند التجرد منقسم إلى كمال ونقص، ولا يذكر في حق الله إلا مقيدا بموضع الكمال فقط، بخلاف الشافي فإن معناه مطلق في الكمال ... » اهـ.
وأجيب قلت: كثير من الأسماء الثابتة في الكتاب والسنة ينقسم معناها عند التجرد إلى كمال ونقص، فاسم «الجَبَّار» مثلا قد يكون معناه: ذا العظمة والكبرياء. وقد يكون بمعنى: القَتَّال في غير حق. قال العلامة ابن منظور في «لسان العرب» (1/ 535): «والجَبَّار: القَتَّال في غير حق»بل قد يأتي بمعنى: الرجل والعبد، قال العلامة ابن منظور في «اللسان» (1/ 535): «وقال أبو عمرو: الجَبْر: الرجل ... والجَبْر: العبد» اهـ.
فهل نقول: إن الجَبَّار ليس من أسمائه تعالى؛ لأن معناه عند التجرد ينقسم إلى كمال ونقص؟ ! اللهم لا. بل «الجبار» من الأسماء الحسنى الثابتة بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين. ولكن المعنى في حق الله هو المعنى الذي يدل على الكمال والجلال.
وكذلك اسم «المنان» أثبته كثير من العلماء في الأسماء الحسنى، وأثبته الدكتور – الرضواني - كذلك. وهذا الاسم قد يأتي بمعنى: الإنعام والإعطاء، وقد يأتي بمعانٍ أُخر منها: القطع والضعف والإعياء والفترة  قال العلامة ابن منظور في «لسان العرب» (6/ 4277 - 4278): «المن: الإعياء والفترة ... وقال الجوهري: والمن: القطع، ويقال: النقص» اهـ.وهنا شيء آخر يحسن التنبيه عليه: وهو أن العرب أطلقوا على السحر: طب، من باب التفاؤل، قال العلامة ابن منظور في «اللسان» (4/ 2631): «قال أبو عبيد: طُبَّ، أي: سُحِر. يقال منه: رجل مطبوب، أي: مسحور. كنوا بالطب عن السحر، تفاؤلا بالبُرء، كما كنوا عن اللديغ، فقالوا: سليم، وعن المفازة وهي مهلكة، فقالوا: مفازة، تفاؤلا بالفوز والسلامة. قال: وأصل الطب: الحذق بالأشياء والمهارة بها» قلت: وكذلك أطلقوا على الأعمى بصيرا من هذا الباب، قال العلامة ابن منظور رحمه الله في «اللسان» (1/ 291): «وقوله عليه السلام: «اذهب بنا إلى فلان البصير». وكان أعمى، قال أبو عبيد: يريد به المؤمن. قال ابن سيده: وعندي أنه عليه السلام إنما ذهب إلى التفؤُّل إلى لفظ البصر أحسن من لفظ العمى ... » اهـ.
فهل نقول: إن «البصير» ليس من الأسماء الحسنى؛ لأنه قد يطلق على الأعمى؟ ! ! فتبين بذلك أن هذه الحجة التي أبداها الدكتور لنفي اسم «الطبيب» ليست بحجة، إنما هي شبهة، وقد أجبت عليها. ولله الحمد.
انظر الانتصار (72)-
90-- ( الْمُسَعِّرُ )
ذكره القُرطُبيُّ.والشوكاني قال الشوكاني في نيل الأوطار (5/260) قَوْلُهُ: (الْمُسَعِّرُ) – سيأتي الحديث -  فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُسَعِّرَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى اهـ معناه قَالَ فِي النِّهَايَةِ أَيْ إِنَّهُ هُوَ الَّذِي يُرَخِّصُ الْأَشْيَاءَ وَيُغْلِيهَا فَلَا اعْتِرَاضَ لِأَحَدٍ ولِذَلِكَ لَا يَجُوزُ التَّسْعِيرُ انظر تحفة الأحوذي (4/ 452)
 91- ( الْقَابِضُ )
ذكره سفيان بن عيينة، والخطَّاييِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن القيِّم، والسعديِّ، وابن عثيمين والسَّقَّاف 
ومن معانيه : الذي يقبض الأرزاق فيمنعها عمن يشاء ، والذي يقبض الملك والمناصب فيمنع من يشاء  من أن يكون ملكا أو ذا منصب 0 ومن معانيه : الذي يقبض الأرواح والذي يقبض الأرض انظر ذلكم الله ربكم (524)
92-  ( الْبَاسِطُ )
ذكره سفيان بن عيينة, والخطَّابي, وابن منده, والحليميُّ, والبيهقيُّ, وابن حزم, والأصبهانيُّ, وابن العربي, والقرطبي و وابن القيم, وابن الوزير, والسعدي, وابن عثيمين والسقاف .
 ومن معانيه : الذي يوسع الأرزاق فيعطي من شاء ما يشاء 0
ومن معانيه : الذي ينشر رحمته على عموم العباد 0
ومن معانيه : الذي ينفق كيف يشاء ، وقد قال : {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}سورة الْمَائِدَة آيَة (64)
ومن معانيه : الذي بسط الأرض ووسعها 0
ومن معانيه : الذي  يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ رواه مسلم (2759)  انظر ذلكم الله ربكم
 93- ( الرَّازِقُ )
 ذكره الحافظ ابن منده، والحليميُّ، والبَيهقيُّ، والقرطبيُّ، وابن الوزير، وابن تيمية  والسقاف- 
ومن معانيه الذي تكفل بأرزاق الخلق وأوصلها إليهم ، والذي كتب أرزاقهم قبل خلقهم
وقد قال تعالى : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}هود (6) انظر ذلكم الله ربكم فاعبدوه (521)
 والأدلة على هذه الأسماء الأربعة  : عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، غَلَا السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ»
 رواه أبو داود (3451 ) حديث صحيح صححه الألباني ، والأرنؤوط
94- (المستعان)
ذكر هذا الاسم  ابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ, وابنِ الوزير، وابنِ حجر.، و ابن باز ، كما ذكر الدكتور سعيد علي بن وهف القحطاني في شرح أسماء الله الحسنى ص (11) : أنه اجتمع لديه أكثر من تسعة وتسعين اسماً بالأدلة الصريحة الثابتة  وقد عرضها على ابن باز ومنها"المستعان" .
الدليل : عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَفَتَحْتُ لَهُ، 00 فَإِذَا عُثْمَانُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ المُسْتَعَان رواه البخاري (3693) ومسلم (2403) قال بعض العلماء : ((الإطلاق في قول الله المستعان ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فهو من كلام عثمان بن عفان )) .
قلت: نعم، ليس هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه صلى الله عليه وسلم أقره، ولو كان خطأ لأنكره ولرده عليه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يسكت على باطل. والسنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قولية، وفعلية، وتقريرية. فالإطلاق في المستعان سنة تقريرية ومعنى تقريرية أي هي الأفعال الصادرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو الأقوال ، وسكت عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يدفعها ، فهذا الفعل أو القول مشروع ، لأنه صلى الله عليه وسلم لا يسكت عن باطل 0
 فإن قال قائل: لعل النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلام عثمان رضي الله عنه قلت: إذا سلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلام عثمان رضي الله عنه، فإن الله سبحانه وتعالى قد سمعه. والله سبحانه لا يقر أحدا على باطل في زمن الوحي.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((أعلام الموقعين)) (1 / 167) :
((وَقَدْ كَانَ الصَّحَابَةُ يَسْتَدِلُّونَ عَلَى إذْنِ الرَّبِّ - تَعَالَى - وَإِبَاحَتِهِ بِإِقْرَارِهِ وَعَدَمِ إنْكَارِهِ عَلَيْهِمْ فِي زَمَنِ الْوَحْيِ، وَهَذَا اسْتِدْلَالٌ عَلَى الْمُرَادِ بِغَيْرِ لَفْظٍ، بَلْ بِمَا عُرِفَ مِنْ مُوجِبِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَنَّهُ لَا يُقِرُّ عَلَى بَاطِلٍ حَتَّى يُبَيِّنَهُ اهـ.
ومعنى المستعان الذي يُطلب منه العون على كل شيء فيطلب منه العون على الطاعة والذكر ، وفي الحديث (اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) – رواه أبو داود (1522) وصححه الألباني – والذي يُطلب منه العون على الأعداء ، والذي يُطلب منه العون على الصبر ، والذي يُطلب منه العون على تيسير أسباب الرزق ، وهو سبحانه الذي لا يحتاج إلى معين يعينه انظر ذلكم الله ربكم فأعبدوه لشيخنا العدوي (504)
95- ( المُقَدِّمُ ) 96- ( المُؤَخِّرُ )
والدليل :قال النبي صلى اللله عليه وسلم أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ رواه البخاري (1120) ومسلم (771) ذكرهما الحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، وابن العربيّ، والقرطبيّ، وابن القيّم، وابن عثيمين-والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
ومن معاني المقدم : أنه يقدم من يشاء إلى ما يشاء فيقدم المطيع إلى طاعته ، ويقدم من يشاء إلى الجنة ويقدم المصلي إلى الصلاة ، يقدم هذا في الامتحان ويؤخر ذاك ، يقدم هذا فيجعله رئيسا ، يقدم ذاك ، ويقدم بعض الخلق على بعض ، فيفضل بعضهم على بعض ، فليس هناك متقدِّم إلا وتقَدُّمُه بإذن الله ، وقدَّم أولياءه على غيرهم انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه (525) ومن معاني المُؤَخِّر: أنه يؤخر ما يشاء عما يشاء ، فيؤخر العصاة عن الطاعة ، ويؤخر الكفار عن الجنة ، ويؤخر المريض حتى ينقضي أجله ، ويؤخر بعض الخلق عن المناصب ويؤخر من يشاء عن الإنجاب وعن الزواج ، ويؤخر من شاء عن الإسلام انظر ذالكم الله ربكم فاعبدوه ( 526)
97- ( المحسن )
والدليل : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا حَكَمْتُمْ فَاعْدِلُوا، وَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا، فَإِنَّ اللَّهَ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الْإِحْسَانَ» أخرجه ابن أبي عاصم في " الديات (1/52) قال الهيثميُّ: ورجاله ثقات، وكذا قال المناويُّ في الفتح السماوي في تخريج أحاديث البيضاوي 1/ 90 وحسنه الألباني في الصحيحة (469) قال شيخنا مصطفى العدوي حديث ضعيف قلت : بل هو حديث حسن قال الألباني في الصحيحة قلت: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير محمد بن بلال وهو البصري الكندي اهـ قلت : قال عنه أبو داود ما سمعت إلا خيرا ووثقه ابن حبان وقال ابن حجر في التقريب صدوق يغرب وضعفه غيرهم
 وقد ذكره ابن تيمية من الأسماء والقُرطُبيّ وابنِ القيِّم و ابن باز وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد-
ومن معانيه : المتفضل على عباده بالأرزاق ، والمعطي أكثر مما يُسأل ، والمعطي بغير حساب 0 ومن معانيه : الذي يعفو عن الناس 0
ومن معانيه : الذي أحسن كل شيء خلقه انظر ذالكم الله ربكم (531)
98- ( المنان )
والدليل : عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي، ثُمَّ دَعَا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» رواه أبو داود (1495) وقال الألباني في صحيح أبي داود (1342) (قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي اهـ وصححه الأرنؤوط وقال شيخنا مصطفى العدوي حديث ضعيف قلت : بل هو حديث صحيح لغيره
ذكر هذا الأسم سفيان بن عيينة، وابن منده، والحليميّ، والبيهقيّ، والقرطبيِّ، وابن تيمية ، وابنِ القيِّم، وابن عثيمين 0 والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد
قوله: " المنان " أي: المُنعم المُعطي , من المن وهو العطاء , لا من المنّة، وكثيرا ما يرد المنُّ في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يْسّتثيبُه، ولا يطلبُ الجزاء عليه، وهو من أبنية المبالغة، كالوهابِ والعلاّم انظر شرح أبي داود للعيني (5/407) 
99- ( الوتر )
والدليل : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ اللهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ» رواه البخاري (6410) ومسلم (2677) ذكر هذا الأسم جعفر الصَّادق، والخطابيّ، وابن منده، والحليميّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزمٍ، والقُرطُبيّ، وابن تيمية ، وابن القيِّم، وابن عثيمين والسَّقَّاف وعبد المحسن العباد -
قال النووي في شرح مسلم (17/6) الْوِتْرُ الْفَرْدُ وَمَعْنَاهُ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى الْوَاحِدُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا نَظِيرٌ وَمَعْنَى يُحِبُّ الْوِتْرَ تَفْضِيلُ الْوِتْرِ فِي الْأَعْمَالِ وَكَثِيرٍ مِنَ الطَّاعَاتِ فَجَعَلَ الصَّلَاةَ خَمْسًا وَالطَّهَارَةَ ثَلَاثًا وَالطَّوَافَ سَبْعًا وَالسَّعْيَ سَبْعًا وَرَمْيَ الْجِمَارِ سَبْعًا وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ ثَلَاثًا وَالِاسْتِنْجَاءَ ثَلَاثًا وَكَذَا الْأَكْفَانُ وَفِي الزَّكَاةِ خَمْسَةُ أَوْسُقٍ وَخَمْسُ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ وَنِصَابُ الْإِبِلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَجَعَلَ كَثِيرًا مِنْ عَظِيمِ مَخْلُوقَاتِهِ وِتْرًا مِنْهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُونَ وَالْبِحَارُ وَأَيَّامُ الْأُسْبُوعِ وَغَيْرُ ذَلِكَ وَقِيلَ إِنَّ مَعْنَاهُ مُنْصَرِفٌ إِلَى صِفَةِ مَنْ يَعْبُدِ اللَّهَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالتَّفَرُّدِ مُخْلِصًا لَهُ والله أعلم اهـ
المبحث العاشر : ( ما حكم التسمي بأسماء الله )
قلت : هناك أسماء لله عز وجل لا يجوز أن يتسمى بها أحد مثل الله والرحمن, والخالق والخلاق والرزاق ومالك الملك والحكم وملك الملوك وغير ذلك  قال ابن القيم في تحفة المودود (1/125) وَمِمَّا يمْنَع تَسْمِيَة الْإِنْسَان بِهِ أَسمَاء الرب تبَارك وَتَعَالَى فَلَا يجوز التَّسْمِيَة بالأحد والصمد وَلَا بالخالق وَلَا بالرازق وَكَذَلِكَ سَائِر الْأَسْمَاء المختصة بالرب تبَارك وَتَعَالَى وَلَا تجوز تَسْمِيَة الْمُلُوك بالقاهر وَالظَّاهِر كَمَا لَا يجوز تسميتهم بالجبار والمتكبر وَالْأول وَالْآخر وَالْبَاطِن وعلام الغيوب وَقد قَالَ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه حَدثنَا الرّبيع بن نَافِع عَن يزِيد بن الْمِقْدَام ابْن شُرَيْح عَن أَبِيه عَن جده شُرَيْح عَن أَبِيه هانىء أَنه لما وَفد إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة مَعَ قومه سمعهم يكنونه بِأبي الحكم فَدَعَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِن الله هُوَ الحكم وَإِلَيْهِ الحكم فَلم تكنى أَبَا الحكم فَقَالَ إِن قومِي إِذا اخْتلفُوا فِي شَيْء أَتَوْنِي فحكمت بَينهم فَرضِي كلا الْفَرِيقَيْنِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أحسن هَذَا فَمَا لَك من الْوَلَد قَالَ لي شُرَيْح ومسلمة وَعبد الله قَالَ فَمن أكبرهم قلت شُرَيْح قَالَ فَأَنت أَبُو شُرَيْح اهـ
ومما يدل على حرمة التسمية بالأسماء الخاصة به سبحانه وتعالى كملك الملوك مثلاً عن أبي هريرة ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َقَالَ: «أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَخْبَثُهُ وَأَغْيَظُهُ عَلَيْهِ، رَجُلٍ كَانَ يُسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ، لَا مَلِكَ إِلَّا اللهُ» رواه البخاري (6205) ومسلم (2143)
 قال ابن القيم في تحفة المودود (114) : وَمن الْمحرم التَّسْمِيَة بِملك الْمُلُوك وسلطان السلاطين وشاهنشاه 00وَقَالَ بعض الْعلمَاء وَفِي معنى ذَلِك كَرَاهِيَة التَّسْمِيَة بقاضي الْقَضَاء وحاكم الْحُكَّام فان حَاكم الْحُكَّام فِي الْحَقِيقَة هُوَ الله وَقد كَانَ جمَاعَة من أهل الدّين وَالْفضل يتورعون عَن إِطْلَاق لفظ قَاضِي الْقُضَاة وحاكم الْحُكَّام قِيَاسا على مَا يبغضه الله وَرَسُوله من التَّسْمِيَة بِملك الْأَمْلَاك وَهَذَا مَحْض الْقيَاس اهـ
 لكن هناك أسماء جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تفيد إطلاقها على البشر ولكن الفرق بين الاسم والاسم كالفرق بين المخلوق والخالق  فيجوز التسمي بالسيد كما رجحه ابن القيم والدليل : عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد (296) وصححه الألباني قال ابن القيم في الفوائد (3/213) اختلف الناس في جواز إطلاق السيد على البشر فمنعه قوم ونقل عن مالك واحتجوا بأنه قيل له: "يا سيدنا قال: إنما السيد الله" وجوزه قوم واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "قوموا إلى سيدكم" وهذا أصح من الحديث الأول. قال هؤلاء السيد أحد ما يضاف الله فلا يقال لتميمي أنه سيد كندة ولا يقال لمالك أنه سيد البشر قال وعلى هذا فلا يجوز أن يطلق على الله هذا الاسم.
وفي هذا نظر فإن السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو بمعنى المالك والمولى والرب لا بالمعنى الذي يطلق علي المخلوق والله سبحانه وتعالى أعلم.
 ويجوز التسمي بالكريم والدليل : عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الكَرِيمُ، ابْنُ الكَرِيمِ، ابْنِ الكَرِيمِ، ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ» رواه البخاري (3390) وكذلك بالمؤمن والدليل :عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ: «أَخْبِرُونِي عَنْ شَجَرَةٍ، مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ رواه البخاري (61) ومسلم (2811) واللفظ له وكلك الأعلى فقال لموسى (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) [طه: 68] وكذلك العظيم قال تعالى : ( وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) سورة الواقعة (46) وكذلك يجوز التسمي بالمحسن والعزيز وغير ذلك 0
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (3/10)
وَلَمْ يَلْزَمْ مِنْ اتِّفَاقِ الِاسْمَيْنِ وَتَمَاثُلِ مُسَمَّاهُمَا وَاتِّحَادِهِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ وَالتَّجْرِيدِ عَنْ الْإِضَافَةِ وَالتَّخْصِيصِ: اتِّفَاقُهُمَا وَلَا تَمَاثُلَ الْمُسَمَّى عِنْدَ الْإِضَافَةِ وَالتَّخْصِيصِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَتَّحِدَ مُسَمَّاهُمَا عِنْدَ الْإِضَافَةِ وَالتَّخْصِيصِ.
فَقَدْ سَمَّى اللَّهُ نَفْسَهُ حَيًّا فَقَالَ: {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وَسَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ حَيًّا؛ فَقَالَ: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} وَلَيْسَ هَذَا الْحَيُّ مِثْلَ هَذَا الْحَيِّ لِأَنَّ قَوْلَهُ الْحَيَّ اسْمٌ لِلَّهِ مُخْتَصٌّ بِهِ وَقَوْلَهُ: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} اسْمٌ لِلْحَيِّ الْمَخْلُوقِ مُخْتَصٌّ بِهِ وَإِنَّمَا يَتَّفِقَانِ إذَا أُطْلِقَا وَجُرِّدَا عَنْ التَّخْصِيصِ؛ وَلَكِنْ لَيْسَ لِلْمُطْلَقِ مُسَمًّى مَوْجُودٌ فِي الْخَارِجِ وَلَكِنَّ الْعَقْلَ يَفْهَمُ مِنْ الْمُطْلَقِ قَدْرًا مُشْتَرَكًا بَيْنَ الْمُسَمَّيَيْنِ وَعِنْدَ الِاخْتِصَاصِ يُقَيِّدُ ذَلِكَ بِمَا يَتَمَيَّزُ بِهِ الْخَالِقُ عَنْ الْمَخْلُوقِ وَالْمَخْلُوقُ عَنْ الْخَالِقِ وَلَا بُدَّ مِنْ هَذَا فِي جَمِيعِ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ يُفْهَمُ مِنْهَا مَا دَلَّ عَلَيْهِ الِاسْمُ بِالْمُوَاطَأَةِ وَالِاتِّفَاقِ وَمَا دَلَّ عَلَيْهِ بِالْإِضَافَةِ وَالِاخْتِصَاصِ: الْمَانِعَةُ مِنْ مُشَارَكَةِ الْمَخْلُوقِ لِلْخَالِقِ فِي شَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وَكَذَلِكَ سَمَّى اللَّهُ نَفْسَهُ عَلِيمًا حَلِيمًا وَسَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ عَلِيمًا فَقَالَ: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} يَعْنِي إسْحَاقَ وَسَمَّى آخَرَ حَلِيمًا فَقَالَ: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} يَعْنِي إسْمَاعِيلَ وَلَيْسَ الْعَلِيمُ كَالْعَلِيمِ وَلَا الْحَلِيمُ كَالْحَلِيمِ، وَسَمَّى نَفْسَهُ سَمِيعًا بَصِيرًا فَقَالَ: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} وَسَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ سَمِيعًا بَصِيرًا فَقَالَ: {إنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} وَلَيْسَ السَّمِيعُ كَالسَّمِيعِ وَلَا الْبَصِيرُ كَالْبَصِيرِ وَسَمَّى نَفْسَهُ بِالرَّءُوفِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ: {إنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} وَسَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ بِالرَّءُوفِ الرَّحِيمِ فَقَالَ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} وَلَيْسَ الرَّءُوفُ كَالرَّءُوفِ وَلَا الرَّحِيمُ كَالرَّحِيمِ وَسَمَّى نَفْسَهُ بِالْمَلِكِ. فَقَالَ: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} وَسَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ بِالْمَلِكِ فَقَالَ {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ} وَلَيْسَ الْمَلِكُ كَالْمَلِكِ. وَسَمَّى نَفْسَهُ بِالْمُؤْمِنِ الْمُهَيْمِنِ وَسَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ بِالْمُؤْمِنِ فَقَالَ: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} وَلَيْسَ الْمُؤْمِنُ كَالْمُؤْمِنِ وَسَمَّى نَفْسَهُ بِالْعَزِيزِ فَقَالَ: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} وَسَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ بِالْعَزِيزِ فَقَالَ: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} وَلَيْسَ الْعَزِيزُ كَالْعَزِيزِ وَسَمَّى نَفْسَهُ الْجَبَّارَ الْمُتَكَبِّرَ وَسَمَّى بَعْضَ خَلْقِهِ بِالْجَبَّارِ الْمُتَكَبِّرِ قَالَ: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} وَلَيْسَ الْجَبَّارُ كَالْجَبَّارِ وَلَا الْمُتَكَبِّرُ كَالْمُتَكَبِّرِ وَنَظَائِرُ هَذَا مُتَعَدِّدَةٌ اهـ
بهذا القدر نكتفي سائلين الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا  نسأل الله عز وجل أن يرفع راية الْإِسْلام والمسلمين عالية خفاقة وأن ينصر بنصره من أعان على نشر الْإِسْلَام في إرجاء المعمورة
ونسْأَله سبحانه أن يخذل من خذل الْإِسْلام والمسلمين وسعى لنشر الرذيلة وابتغى في  الأَرْض  وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين