الاثنين، 9 أبريل 2018

ما حكم التسمية على الذبيحة عمرو العدوي أبو حبيبة



ما حكم التسمية على الذبيحة واجبة أم مستحبة
 تنازع العلماء في ذلك على ثلاثة اقوال 0

القول الاول : قالوا كل من ترك التسمية عامداً كان أو ناسيا فذبيحته لا تحل ، وهو قول ابن عمر رضي الله عنهما ومولاه نافع  والشعبي وابن سيرين ورواية عن أحمد وهو اختيار أبو ثور وداود . وابن حزم واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عثيمين رحمهم الله 0 ينظر أحكام الأضحية والذكاة لابن عثيمين ( 2/265 / 267)
واستدلوا أَولا : عن رافع بن خديج مرفوعا «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عليه فَكُلْ»  رواه البخاري [ 3075 ]  [ ومسلم 1968]
قالوا : فشرط النبي صلى الله عليه وسلم للحل ذكر اسم الله عليه مع إنهار الدم قلت : هذا الحديث انصرف للاستحباب كما سيأتي 0
ثانيا : قال الله تعالى :{وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}  {الانعام}   (121)
قالوا:أن النهي يقتضي التحريم لاسيما مع وصف الفسق؛ فإن الذي يسمى فسقا في الشرع لابد أن يكون حراما.
قال ابن حزم رحمه الله 0
وَلَا يَحِلُّ أَكْلُ مَا لَمْ يُسَمَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ بِعَمْدٍ أَوْ نِسْيَانٍ.
بُرْهَانُ ذَلِكَ -: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام: 121] فَعَمَّ تَعَالَى وَلَمْ يَخُصَّ. ينظر امحلى (6/87)
القول الثاني : قالوا إِنْ تركها ناسيا حلت وإنْ تركها عامدا لم تحل وهو 
مذهب  الجمهور : وهو قول  علي بن أبي طالب ، وابن عباس ، وهو مذهب
أَبي حَنِيفَة، وَمَالِك ، وبه قال الثوري ، وإسحاق ، وَمَال إِلَيْه البُخَارِي في صحيحه
انظر معالم السنن 4/283 والمحلى 6/89 وفتح الباري 9/624 والموسوعة الفقهية 21/189 وهؤلاء احتجوا : بِأَدلة الفريق الأول في المتعمد ، وبِأَدِلة الفريق الثالث في الناسي، وزادوا في حجتهم :  قوله تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة: 286].
 وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» رواه ابن ماجه  [2043] وصححه الألباني  
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ:  «الْمُسْلِمُ يَكْفِيهِ اسْمُهُ فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ حِينَ يَذْبَحُ فَلْيُسَمِّ وَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ثُمَّ لِيَأْكُلْ» رواه الدارقطني في السنن[ 4808]  قلت : هذا الحديث ضعيف مرفوعا صحيح موقوفا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال البيهقى: الأصح وقفه ورجحه الألباني ينظر الارواء ( 8/171)
قال الزرقاني رحمه الله : 
 بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ
جَمْعُ ذَبِيحَةٍ بِمَعْنَى مَذْبُوحَةٍ وَهِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى الذَّاكِرِ الْقَادِرِ لَا النَّاسِي وَالْمُكْرَهِ وَالْأَخْرَسِ.قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام: 121] (سُورَةُ الْأَنْعَامِ: الْآيَةُ: 121) وَالنَّاسِي لَا يُسَمَّى فَاسِقًا كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ مِنَ الْآيَةِ ; لِأَنَّ ذِكْرَ الْفِسْقِ عَقِبَهُ إِنْ كَانَ عَنْ فِعْلِ الْمُكَلَّفِ وَهُوَ إِهْمَالُ التَّسْمِيَةِ فَلَا يُدْخَلُ النَّاسِي لِأَنَّهُ غَيْرُ مُكَلَّفٍ فَلَا يَكُونُ فِعْلُهُ فِسْقًا، وَإِنْ كَانَ عَنْ نَفْسِ الذَّبِيحَةِ الَّتِي لَمْ يُسَمِّ عَلَيْهَا وَلَيْسَتْ مَصْدَرًا فَهُوَ مَنْقُولٌ مِنَ الْمَصْدَرِ، وَالذَّبِيحَةُ الْمَتْرُوكَةُ لِتَسْمِيَةٍ عَلَيْهَا نِسْيَانًا، لَا يَصِحُّ تَسْمِيَتُهَا فِسْقًا، إِذِ الْفِعْلُ الَّذِي نُقِلَ مِنْهُ هَذَا الِاسْمُ لَيْسَ بِفِسْقٍ، فَإِمَّا أَنْ تَقُولَ: دَلَّتِ الْآيَةُ عَلَى تَحْرِيمِ الْعَمْدِ لَا الْمَنْسِيِّ فَبَقِيَ عَلَى أَصْلِ الْإِبَاحَةِ، أَوْ نَقُولُ: فِيهَا دَلِيلٌ مِنْ حَيْثُ مَفْهُومِ تَخْصِيصِ النَّهْيِ بِمَا هُوَ فِسْقٌ، فَمَا لَيْسَ بِفِسْقٍ لَيْسَ بِحَرَامٍ قَالَهُ ابْنُ الْمُنِيرِ فِي الِانْتِصَافِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: ظَاهَرُ الْآيَةِ تَحْرِيمُ مَتْرُوكِ التَّسْمِيَةِ وَخُصَّتْ حَالَةُ النِّسْيَانِ بِالْحَدِيثِ أَوْ يُجْعَلُ النَّاسِي ذَاكِرًا تَقْدِيرًا وَمَنْ أَوَّلَ الْآيَةَ بِالْمَيْتَةِ أَوْ مِمَّا ذُكِرَ غَيْرُ اسْمِ اللَّهِ عَلَيْهِ فَقَدْ عَدَلَ عَنْ ظَاهِرِ اللَّفْظِ.  شرح الزرقاني على الموطأ [3/122]    
القول الثالث : قالوا أَنْ التسمية على الذبيحة مستحبة  فَإِنْ تَرَكَهَا سَهْوًا أَوْ عَمْدًا حَلَّتْ الذَّبِيحَةُ وَلَا إثْمَ عَلَيْهِ  
حكي ذلك عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَطَاءٍ ، وهو مذهب الشافعي ، ورواية عن مالك وأحمد انظر تفسير ابن كثير (3/ 324) واختاره ابن عبدالبر وهو الراجح 0
والدليل أولا : قال الله تعالى :{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ 000 الي قوله تعالى  إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ } [المائدة 3} فاباح المذكي ولم يذكر التسمية 0
 قال النووي رحمه الله :
فَأَبَاحَ الْمُذَكَّى وَلَمْ يَذْكُرْ التَّسْمِيَةَ (فَإِنْ قِيلَ) لَا يَكُونُ مُذَكًّى إلَّا بِالتَّسْمِيَةِ (قُلْنَا) الذَّكَاةُ فِي اللُّغَةِ الشَّقُّ وَالْفَتْحُ وَقَدْ وُجِدَا 0 ينظر المجموع {8/411}
 ثانيا : قال الله تعالى : (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ )
[سورة المائدة -5]  فاباح ذبائحهم ولم يشترط التسمية انظر المجموع للنووي { 8/411}
ثالثا : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ قَوْمًا قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَا بِاللَّحْمِ، لاَ نَدْرِي: أَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَمْ لاَ؟ فَقَالَ: «سَمُّوا عَلَيْهِ أَنْتُمْ وَكُلُوهُ» قَالَتْ: وَكَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالكُفْرِ  رواه البخاري[ 5507]
قال ابن عبد البر رحمه الله :
وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ التَّسْمِيَةَ عَلَى الْأَكْلِ إِنَّمَا مَعْنَاهَا التَّبَرُّكُ لَا مَدْخَلَ فِيهِ لِلذَّكَاةِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ لِأَنَّ الْمَيِّتَ لَا تُدْرِكُهُ ذَكَاةٌ وَقَدِ اسْتَدَلَّ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ التَّسْمِيَةَ عَلَى الذَّبِيحَةِ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَقَالُوا لَوْ كَانَتِ التَّسْمِيَةُ وَاجِبَةً فَرْضًا عَلَى الذَّبِيحَةِ لَمَا أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَكْلِ لَحْمٍ ذَبَحَتْهُ الْأَعْرَابُ بِالْبَادِيَةِ إِذْ مُمْكِنٌ أَنْ يُسَمُّوا وَمُمْكِنٌ أَنْ لَا يُسَمُّوا اللَّهَ لِجَهْلِهِمْ وَلَوْ كَانَ الْأَصْلُ أَلَّا يُؤْكَلَ مِنْ ذَبَائِحِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا مَا صَحَّتِ التَّسْمِيَةُ عَلَيْهِ لَمْ يَجُزِ اسْتِبَاحَةُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِيَقِينٍ مِنَ التَّسْمِيَةِ إِذِ الْفَرَائِضُ لَا تُؤَدَّى إِلَّا بِيَقِينٍ وَإِذِ الشَّكُّ وَالْإِمْكَانُ لَا يُسْتَبَاحُ بِهِ الْمُحَرَّمَاتُ انظر التمهيد ( 7/50)
قال الخطابي عن هذا الحديث :
فيه دليل على أن التسمية غير واجبة عند الذبح لأن البهيمة أصلها على التحريم حتى يتيقن وقوع الذكاة فهي لا تستباح بالأمر المشكوك فيه فلو كانت التسمية من شرط الذكاة لم يجز أن يحمل الأمر فيها على حسن الظن بهم فيستباح أكلها كما لو عرض الشك في نفس الذبح فلم يعلم هل وقعت الذكاة أم لا لم يجز أن تؤكل 0
معالم السنن(4/283  )
رابعا : أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِالْجُبَيْلِ الَّذِي بِالسُّوقِ، وَهُوَ بِسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ، فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا بِهِ، «فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا» رواه البخاري (5502)  فالرسول صلى الله عليه و سلم لم يسأل هل سمت الله على الذبيحة أم لا . و مع أن احتمالية أن الجارية نسيت ذكر الله في هذه الحالة كبير فإن الجارية حتى لم تذهب تبحث عن أداة لقطع حنجرة الشاة و الغالب أن الجارية كانت في عجلة من أمرها ولم تذكر اسم الله تعالى على الذبيحة . 
خامسا : عَنِ الصَّلْتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَبِيحَةُ الْمُسْلِمِ حَلَالٌ، ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ أَوْ لَمْ يَذْكُرْ، إِنَّهُ إِنْ ذَكَرَ لَمْ يَذْكُرْ إِلَّا اسْمَ اللَّهِ» رواه أَبُو دَاوُدَ في المراسيل [378]
وقال الألباني:  هذا مرسل ضعيف إرواء الغليل [ 8 /170] 
قلت  : الصحيح هو القول الثالث : أَن التَّسْمِيَة على الذبيحة مستحبة ومعنى المستحب في الاصطلاح : ما أمر به الشارع أمرا غير حتم بأصل الوضع أو بعد صرفه بدليل انظر التأسيس ( 35)
بأصل الوضع : أي وضع للاستحباب ابتداء ، مثل سنة الظهر ، والمغرب، والعشاء ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ويوم عرفة
أو بعد صرفه بدليل : أي : كان في بداية الأمر واجبا ثم جاء نص فخفف الوجوب إلى الاستحباب نحو مسألتنا هذه ونحو حديث عَنْ بُسْرَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ» رواه أبو داود (181) وصححه الألباني وهذا الوجوب صرف للاستحباب بحديث عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: " هَلْ هُوَ إِلَّا مِنْكَ، أَوْ بَضْعَةٌ مِنْكَ؟ " رواه أحمد في المسند (16295) ((وصححه الألباني في سنن أبي داود)) (177).
والمستحب : يثاب فاعله امتثالا ، ولا يعاقب تاركه انظر كتابي تيسير أصول الفقه 0
، أَمَّا حجتهم  بقوله تعالى : {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } الانعام  (121) فأجيب: المراد: ما ذكر عليه اسم غير الله، يعني: ما ذبح للأصنام بدليل قوله تعالى {وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} وسياق الآية دالٌّ عليه، فإنه قال: {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} والحالة التي يكون فيها فسقًا هي الإهلال لغير الله، كما قال تعالى: {أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} قال ابن كثير في تفسيره (3/325) : وَحَمَلَ الشَّافِعِيُّ الْآيَةَ الْكَرِيمَةَ: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} عَلَى مَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى {أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [الْأَنْعَامِ: 145] .
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْج، عَنْ عَطَاءٍ: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} قَالَ: يَنْهَى عَنْ ذَبَائِحَ كَانَتْ تَذْبَحُهَا قُرَيْشٌ عَنِ الْأَوْثَانِ، وَيَنْهَى عَنْ ذَبَائِحِ الْمَجُوسِ، وَهَذَا الْمَسْلَكُ الَّذِي طَرَقَهُ الْإِمَامُ الشَّافِعِيِّ [رَحِمَهُ اللَّهُ] قَوِيٌّ اهـ
وقال النووي رحمه الله :
أَصْحَابُنَا عَنْ الْآيَةِ الَّتِي احْتَجَّ بِهَا الْأَوَّلُونَ أَنَّ الْمُرَادَ مَا ذُبِحَ لِلْأَصْنَامِ  (وأجاب )

كما قال تعالى في الآية الأوخرى
 وما أهل به لغير الله)  (وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُب ِ
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) وَقَدْ 
أَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ مَنْ أَكَلَ مَتْرُوكَ التَّسْمِيَةِ لَيْسَ بِفَاسِقٍ فَوَجَبَ حَمْلُهَا عَلَى
مَا ذَكَرْنَاهُ ينظر المجموع ( 8/412)
قال ابن عبد البر رحمه الله :
قَالُوا وَأَمَّا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَإِنَّمَا خَرَجَ عَلَى تَحْرِيمِ الْمَيْتَةِ وَتَحْرِيمِ مَا ذُبِحَ لِلنُّصُبِ وَأُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ وَفِي ذَلِكَ نَزَلَتِ الْآيَةُ حِينَ خَاصَمَ الْمُشْرِكُونَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر التمهيد (7/50)
أما حديث :
 «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عليه فَكُلْ»  هذا الوجوب صرف للاستحباب بالآيتين : وبحديث عائشة رضي الله عنها 
 
تنبيه
استحباب التكبير مع التسمية عند الذبحِ، 
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، 

ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا»
رواه البخاري 5558 ومسلم 1966

الخميس، 29 مارس 2018

الأحاديث الضعيفة عمرو العدوي أبو حبيبة تابع جزء 1



(51) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ، أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لِيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لَا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ رواه الترمذي (479) وابن ماجه (1384) والبزار (3374) والبيهقي في شعب الإيمان (2995) من طريق فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به وزاد ابن ماجه بعد قوله: (يا أرحم الراحمين):"ثم يسألُ من أَمر الدنيا والآخرة ما شاء، فإنه يُقَدَّرُ حديث ضعيف جدا فيه قال ابن حجر في التقريب (5373) : متروك اتهموه اهـ قال الترمذي : «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ، فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُضَعَّفُ فِي الحَدِيثِ، وَفَائِدٌ هُوَ أَبُو الوَرْقَاءِ» اهـ وضعفه البزار وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/140) وتعقَّبَه السخاويُّ فقال في القول البديع : (1/230) وقد توسع ابن الجوزي فذكر هذا الحديث في موضاعته ... وفي الجملة هو حديث ضعيف جداً اهـ وقال النووي في خلاصة الأحكام (1/583) : ضعفه التِّرْمِذِيّ وَغَيره اهـ وقال العلامة الألباني : ضعيف جدا اهـ وقال العلامة شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف جدا اهـ وكذلك ضعفه جدا عبد القادر الأرنؤوط وله شاهد بلفظ
(52) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا طَلَبْتَ حَاجَةً فَأَحْبَبْتَ أَنْ تَنْجَحَ , فَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ , لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْحَكِيمُ الْكَرِيمُ , بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْحَلِيمُ , سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ , الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا} [الأحقاف: 35] إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ , {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات: 46] اللَّهُمَّ , إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ , وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ , وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ , وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ , وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ , وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ , وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا بِرَحْمَتِكَ , يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ رواه الطبراني في الصغير (341) حَدَّثَنَا جَبْرُونُ بْنُ عِيسَى الْمَغْرِبِيُّ، بِمِصْرَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجَفْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به إسناده ضعيف جدا فيه جبرون قال ابن حجر في الإصابة (7/102) : وجبرون واهي الحديث اهـ ويحيى مجهول انفرد الذهبي بتوثيقه وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9067) : لَمْ أَعْرِفْهُ اهـ وأَبُو مَعْمَرٍ قال البخاري: منكر الحديث وضعفه جدا غيره انظر الميزان (2/ 369) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (17266) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ وقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ وَسَنَده ضَعِيف أَبُو معمر ضَعِيف جدا قَالَ الْحَافِظ ابْن حُجْر: وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق أُخْرَى عَنْ أَنَس فِي مُسْند الفردوس منْ رِوَايَة شَقِيق بْن إِبْرَاهِيم الْبَلْخِيّ العابد الْمَشْهُور عَنْ أَبِي هَاشم عَنْ أَنَس بِمَعْنَاهُ وَأتم مِنْهُ لَكِن أَبُو هَاشم واسْمه كثير بْن عَبْد اللَّه كَأبي معمر فِي الضعْف وَأَشد انظر اللآلي المصنوعة (2/40)
(53) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلْهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ نَهَارًا لَمْ يَدْخُلْهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» رواه أبو يعلى في مسنده (7554) والعقيلي في الضعفاء (2/6) وابن حبان (780) والبيهقي في شعب الإيمان (2161) من طريق خَالِد بْن سَعِيدٍ الْمَدِينِيّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : به إسناده ضعيف فيه خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ وَلَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ قاله العقيلي وقال ابن حجر في التقريب (1640) : مقبول اهـ وضعفه المناوي في التيسير (1/341) والألباني وشعيب الأرنؤوط وحسين أسد قال الألباني في ضعيف الترغيب (880) : فيه من لم يوثقه غير ابن حبان، وجهله ابن القطان؛ كما هو مبين في "الضعيفة" أيضاً (1349)، مع التنبيه بثبوت الشطر الأول من دون: "ثلاث ليالٍ اهـ
(54) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا وَسَنَامُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» رواه الحاكم في المستدرك (1/748) والبيهقي في شعب الإيمان (2160) من طريق أبي سَعِيدٍ أَحْمَد بْن يَعْقُوبَ الثَّقَفِيّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به إسناده ضعيف فيه عبد الله بن أحمد الدشتكي ذكره الذهبي في الميزان (2/ 390)، فقال: حدث عنه علي بن محمد بن مهرويه القزويني، فذكر خبرًا موضوعًا اهـ وأقره ابن حجر في اللسان (4/425) ولم أجد له ترجمة والراجح أنه موقوف عن ابن مسعود رواه رواه ابن الضريس في فضائل القرآن (177) والحاكم (2060) والبيهقي في شعب الإيمان (2159) من طريق عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: موقوفا به وزاد ابن الضريس وَأَصْفَرُ الْبُيُوتِ الْجَوْفُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ
إسناده حسن على شرط مسلم قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (588) : وقال – الحاكم - : " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي . قلت: وهو عندي حسن لأن في عاصم هذا بعض الضعف من قبل حفظه اهـ وأبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة ورواه الدارمي بلفظ (3420) موقوفا من طريق عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ لُبَابًا، وَإِنَّ لُبَابَ الْقُرْآنِ الْمُفَصَّلُ»  قَالَ أَبُو مُحَمَّد: " اللُّبَابُ: الْخَالِصُ إسناده حسن على شرط مسلم وقال الألباني في الصحيحة (2/135) : وإسناده حسن اهـ وقال حسين أسد : إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود اهـ فالراجح الموقوف وله شاهد عن أبي هريرة بلفظ
(55) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ، وَإِنَّ سَنَامَ القُرْآنِ سُورَةُ البَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ القُرْآنِ، هِيَ آيَةُ الكُرْسِيِّ» رواه الترمذي (2878) ومحمد بن نصر في قيام الليل ص (168) والحاكم (2059) (2058) من طريق عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به وزاد محمد بن نصر لَا تُقْرَأُ فِي بَيْتٍ وَفِيهِ شَيْطَانٌ إِلَّا خَرَجَ منكر قال الترمذي : «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَدْ تَكَلَّمَ شُعْبَةُ فِي حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ وَضَعَّفَهُ» اهـ قال الحاكم : «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. وَالشَّيْخَانِ لَمْ يُخَرِّجَا عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ لِوَهَنٍ فِي رِوَايَاتِهِ إِنَّمَا تَرَكَاهُ لِغُلُوِّهِ فِي التَّشَيُّعِ» ووافقه الذهبي وتعقبهما العلامة الألباني في الضعيفة (3/525) قال : ليس كما قال وإن وافقه الذهبي في " تلخيصه "؛ فإن أقوال الأئمة فيه ، إنما تدل على أنهم تركوه لسوء حفظه، وليس لفساد مذهبه، فقال أحمد:" ضعيف الحديث، مضطرب الحديث ".وقال عبد الرحمن بن مهدي:
" إنما روى أحاديث يسيرة، وفيها منكرات ".وقال أبو حاتم:
" ضعيف الحديث، منكر الحديث ".ولذا قال الذهبي في " الكاشف ":
" ضعفوه، وقال الدارقطني: متروك ".وقال الحافظ في " التقريب ":
" ضعيف رمي بالتشيع اهـ
قال ابن كثير في تفسيره (1/ 149) : وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَفِيهِ ضَعْفٌ اهـ
وقد خالفه سهيل بن أبي صالح فرواه عن أبيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» رواه مسلم (780) وهذا هو المحفوظ وله شاهد
(56) عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَقَرَةُ سَنَامُ الْقُرْآنِ وَذُرْوَتُهُ، نَزَلَ مَعَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ثَمَانُونَ مَلَكًا، وَاسْتُخْرِجَتْ {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَوُصِلَتْ بِهَا، أَوْ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ رواه أحمد (20300) والروياني في مسنده (1284) والطبراني في الكبير (20/220) من طريق مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/311) : رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ اهـ وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (6/258) : هذا إسناد ضعيف؟ لجهالة التابعي اهـ وقال الألباني رحمه الله في الصحيحة (2/135) : وهذا إسناد ظاهر الضعف وقد سمي الرجل الأول في بعض الطرق بأبي عثمان وصرح فيها بأنه ليس النهدي، فهو مجهول على كل حال اهـ وقال في الضعيفة (14/788) : وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الرجل وأبيه، وقول الهيثمي في " المجمع " (6/311) :" رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح ".قلت: ففيه غفلة ... والصواب أن يقال: (راويان لم يسميا) .وفيه علة أخرى؛ وهي: الاضطراب في إسناده؛ فراجعه في " الإرواء " (3/150 - 151) إن شئت، وفيه: أن الدارقطني قال:" هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث اهـ وقال شعيب الأرنؤوط في ت مسند أحمد : إسناده ضعيف لجهالة الرجل وأبيه، وسُمِّي في الرواية التالية بأبي عثمان، ولا يعرف اهـ قال العقيلي في الضعفاء (2/6) : وَأَمَّا فِي تَمْثِيلِ الْقُرْآنِ فَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ يَثْبُتُ مُسْنَدًا اهـ
(57) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِبَاءَهُ عَلَى قَبْرٍ وَهُوَ لَا يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ حَتَّى خَتَمَهَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ضَرَبْتُ خِبَائِي عَلَى قَبْرٍ وَأَنَا لَا أَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ المُلْكِ حَتَّى خَتَمَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ المَانِعَةُ، هِيَ المُنْجِيَةُ، تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ» رواه الترمذي (2890) ومحمد بن نصر في قيام الليل ص (163) والطبراني في الكبير (12/174) والبيهقي في شعب الإيمان (2280) وأبو نعيم في الحلية (3/81) من طريق يَحْيَى بْن عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به إسناده ضعيف يحيى بن عمرو قال الذهبي في الكاشف (6220) : ضعيف اهـ وأبوه قال ابن حجر في التقريب (5104) : صدوق له أوهام اهـ وذكره ابن حبان في الثقات قلت بل : مجهول الحال ذكره البخاري في التاريخ (2672) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1427) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا  قال الترمذي : «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ» اهـ وقال البيهقي في إثبات عذاب القبر (150) : تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ وقال أبو نعيم : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْجَوْزَاءِ، لَمْ نَكْتُبْهُ مَرْفُوعًا مُجَوَّدًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ اهـ وقال الألباني رحمه الله في الصحيحة (3/132) : قال أبو نعيم: " لَمْ نَكْتُبْهُ مَرْفُوعًا مُجَوَّدًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ ".قلت: أبوه عمرو بن مالك صدوق له أوهام. وابنه يحيى ضعيف ويقال: إن حماد بن زيد كذبه كما في " التقريب "، وساق له في " الميزان " من مناكيره أحاديث هذا أحدها اهـ وله شاهد
(58) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُورَةُ تَبَارَكَ هِيَ الْمَانِعَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ومن طريقه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (4/10) من طريق أبي أَحْمَد الزُّبَيْرِيّ , قال: ثنا سُفْيَانُ , عَنْ عَاصِمٍ بْنُ أَبِي النَّجُودِ , عَنْ زِرٍّ بْنِ حُبَيْشٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ به شاذ قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (3/131) : السند حسن اهـ قلت : وهم الزبيري في رفعه فهو ثقه قال أحمد بن حنبل كان كثير الخطأ في حديث سفيان وقال أبو حاتم عابد مجتهد حافظ للحديث له أوهام انظر تهذيب التهذيب (9/255) وقال ابن حجر في التقريب (6017) : ثقة ثبت إلا أنه قد يخطىء في حديث الثوري اهـ قلت: وقد خالفه عبدالرزاق، وابن المبارك، فروياه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، موقوفاً.
رواه عبدالرزاق في " مصنفه " (6025) - والطبراني في " المعجم الكبير (8651) ، والحاكم في المستدرك (3839) - والبيهقي في شعب الإيمان (2509) بلفظ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ فَيُؤْتَى رِجْلَاهُ فَيَقُولَانِ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلَنَا مِنْ سَبِيلٍ كَانَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا سُورَةَ الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى جَوْفُهُ فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَيَّ سَبِيلٌ قَدْ كَانَ وَعَى فِيَّ سُورَةَ الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ كَانَ يَقْرَأُ فِيَّ سُورَةَ الْمُلْكِ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: «فَهِيَ الْمَانِعَةُ تَمْنَعُ عَذَابَ الْقَبْرِ، وَهِي فِي التَّوْرَاةِ هَذِهِ سُورَةُ الْمُلْكِ مَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ»
.قال الحاكم: " حديث صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي
وقد توبع سفيان على وقفه، فقد تابعه عَرْفَجَة بْن عَبْد الْوَاحِد، عن عاصم، به رواه النسائي في الكبرى (10479) ، والطبراني في " المعجم الكبير  (10254)، وفي " المعجم الأوسط " (6212) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " مَنْ قَرَأَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1] كُلَّ لَيْلَةٍ مَنَعَهُ اللهُ بِهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَكُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُسَمِّيهَا الْمَانِعَةَ، وَإِنَّهَا فِي كِتَابِ اللهِ سُورَةٌ مَنْ قَرَأَ بِهَا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطَابَ منكر قال الهيثمي في مجمع الزوائد (11431) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ قلت : عَرْفَجَة مجهول الحال قال ابن حجر في التقريب (4557) : مقبول اهـ ولم يتابع في روايته بهذا التمام بل خولف كما سبق وكما سيأتي فقول مَنْ قَرَأَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1] كُلَّ لَيْلَةٍ مَنَعَهُ اللهُ بِهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وذكر النبي صلى الله عليه وسلم منكر
وله طريق أخرى : فقد رواها عبد الرزاق في مصنفه (6024)، ومن طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " (8650)، عن مَعْمَر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَاتَ رَجُلٌ فَجَاءَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَقَعَدُوا عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ: لَا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْهِ، قَدْ كَانَ يَقْرَأُ لِي سُورَةَ الْمُلْكِ، فَجَلَسُوا عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَقَالَ: لَا سَبِيلَ لَكُمْ إِنَّهُ كَانَ يَقُومُ عَلَيْنَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْمُلْكِ، فَجَلَسُوا عِنْدَ بَطْنِهِ، فَقَالَ: لَا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْهِ إِنَّهُ أَوْعَى فِيَّ سُورَةَ الْمُلْكِ، فَسُمِّيَتِ الْمَانِعَةَ إسناده صحيح على شرط مسلم ؛ أبو إسحاق هو السبيعي 0
فالراجح أنه موقوف عن ابن مسعود ورجح الموقوف الدارقطني في علله (5/54) الحديث صح بلفظ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1] رواه أحمد (7975)كما بينت ذلك في كتابي الأحاديث الصحيحة
(59) أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ رَجُلًا مِنْ صَحَابَتِهِ فَقَالَ: " أَيْ فُلَانُ، هَلْ تَزَوَّجْتَ؟ " قَالَ: لَا، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ، قَالَ: " أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: " رُبُعُ الْقُرْآنِ " قَالَ: " أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: " رُبُعُ الْقُرْآنِ ". قَالَ: " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: " رُبُعُ الْقُرْآنِ ". قَالَ: " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: " رُبُعُ الْقُرْآنِ ". قَالَ: " أَلَيْسَ مَعَكَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [البقرة: 255] ؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: " رُبُعُ الْقُرْآنِ " قَالَ: " تَزَوَّجْ، تَزَوَّجْ، تَزَوَّجْ "ثَلَاثَ مَرَّاتٍ رواه أحمد (13309) والترمذي (2895) وابن عدي في الكامل (4/ 358) والبيهقي في شعب الإيمان (2285) من طريق سَلَمَة بْن وَرْدَان، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به ووقع في (قل هو الله أحد) عند الترمذي والبيهقي: " ثلث القرآن إسناده ضعيف قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ اهـ قلت : سلمه ضعفه أكثر العلماء كما في تهذيب التهذيب (4/ 160) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (11545) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَسَلَمَةُ ضَعِيفٌ اهـ وضعفه البيهقي قال ابن حجر في التقريب (9/61) : وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا وبن أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو الشَّيْخِ مِنْ طَرِيقِ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ الْكَافِرُونَ وَالنَّصْرَ تَعْدِلُ كُلٌّ مِنْهُمَا رُبْعَ الْقُرْآنِ وَإِذَا زُلْزِلَتْ تَعْدِلُ رُبْعَ الْقُرْآنِ زَاد بن أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو الشَّيْخِ وَآيَةُ الْكُرْسِيِّ تَعْدِلُ رُبْعَ الْقُرْآنِ وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ سَلَمَةَ وَإِنْ حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ فَلَعَلَّهُ تَسَاهَلَ فِيهِ لِكَوْنِهِ مِنْ فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ اهـ وقال العلامة الألباني في الضعيفة (1484) : وهذا إسناد ضعيف، سلمة بن وردان قال الحافظ في " التقريب ":" ضعيف أورده – ابن عدي – في جملة ما أنكر على سلمة من الأحاديث، وتبعه الذهبي، وقال:" وقال الحاكم: " رواياته عن أنس أكثرها مناكير "، وصدق الحاكم ".ومما يدل على نكارة الحديث أنه مخالف لحديث الصحيحين وغيرهما عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا: " " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن ". وقد أخرجه الترمذي (2/147) من طريق أخرى عن سلمة بن وردان به دون ذكر آية الكرسي وقال في روايته: " " قل هو الله أحد " ثلث القرآن " ثم قال: " حديث حسن اهـ وضعفه شعيب الأرنؤوط قال الألباني في الضعيفة (3/676) : (تنبيه) : قوله: " " قل يا أيها الكافرون " ربع القرآن؛ ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمجموع طرقه، وقد خرجت طائفة منها في الكتاب الآخر (588) اهـ وانظر كتابي الأحاديث الصحيحة
(60) عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِهِ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمَوْتُ، وَمَنْ قَرَأَهَا حِينَ يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ أَمَّنَهُ اللهُ عَلَى دَارِهِ وَدَارِ جَارِهِ وَالدُوَيْرَاتِ حَوْلَهُ رواه البيهقي في شعب الإيمان (2174) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ غَانِمِ بْنِ حَمُّويَهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ  مُعَاذٍ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ، حدثنا أَبِي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ، عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَ، يَقُولُ: به قال البيهقي : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ
قلت: بل ضعيف جدا في إسناده نهشل بن سعيد قال ابن حجر في التقريب (7198) : متروك وكذبه إسحاق ابن راهويه اهـ
وفيه حبة العرني، وهو ابن جوين العرني الكوفي ضعيف الحديث
قال ابن الجوزي : لَا يَصِحُّ: حَبَّة ضَعِيف ونَهْشَل كَذَّاب انظر اللآليء (1/ 210) وقال الألباني في الضعيفة (6174) : موضوع اهـ
قلت: له شاهد قاصر على الجملة الأولى منه كما في كتابي الأحاديث الصحيحة
(61) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» رواه الحاكم (3392) والبيهقي في الصغرى (606) وفي الكبرى (5996) من طريق نُعَيْم بْن حَمَّادٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَ أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به ضعيف شاذ قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ اهـ وتعقبه الذهبي : نعيم ذو مناكير اهـ وقال الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار هو حديث حسن وهو أقوى ما ورد في قراءة سورة الكهف اهـ قال الذهبي عن نعيم في ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق (1/184) : حافظ وثقه أحمد وجماعة واحتج به البخاري وهو من المدلسة ولكنه يأتي بعجائب قال النسائي ليس بثقة وقال أبو الفتح الأزدي قالوا كان يضع الحديث وكذا أبو أحمد بن عدي وقال أبو داود وعنده نحو عشرين حديثا لا أصل له اهـ قلت : هو حسن الحديث إلا إذا خالف وهو هنا خالف رواه أبو عبيد القاسم بن سلاّم حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ به موقوفا رواه أبو عبيد في فضائل القران ص (244) بلفظ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» وأبو عبيد قال عنه ابن حجر في التقريب (5462) : ثقة فاضل اهـ وتابعة أبو النعمان رواه الدارمي (3450) حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، به موقوفا أَبُو النُّعْمَانِ هو مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ السَّدُوْسِيُّ البَصْرِيُّ قال ابن حجر في التقريب (6226) : ثقة ثبت تغير في آخر عمره اهـ وقال حسين سليم أسد : إسناده صحيح إلى أبي سعيد وهو موقوف عليه اهـ  وتابعهما سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ في (سننه) ، كما أشار البيهقي في السنن الكبرى (3/ 353) وابن كثير في تفسيره (5/122) وسعيد ثقه من رجال الشيخين قال ابن حجر في التقريب (2399) : ثقة مصنف وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به اهـ قال الألباني في إرواء الغليل (3/ 94) وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , وأبو النعمان وإن كان تغير فى آخره فقد تابعه سعيد بن منصور كما تقدم , ثم هو وإن كان موقوفا , فله حكم المرفوع ; لأنه مما لا يقال بالرأى كما هو ظاهر اهـ قَالَ النَّسَائِيُّ وَقْفُهُ أَصَحُّ انظر التلخيص الحبير (2/ 175) ورجح الدَّارَقُطْنِيّ في علله  أَن وقف هَذَا الحَدِيث هُوَ الصَّوَاب انظر البدر المنير (2/ 292) وقال البيهقي في شعب الإيمان (2220) : وهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ مَوْقُوفٌ اهـ  وقال ابن القيم في زاد المعاد (1/ 366) : فَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .... وَذَكَرَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ قَوْلِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَهُوَ أَشْبَهُ اهـ وضعفه شيخنا مصطفى العدوي والشيخ أبو إسحاق الحويني 0
قلت : ورواه شعبة مطلقاً دون تقييد بيوم كما بينت ذلك في كتابي الأحاديث الصحيحة 0
 (62) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» رواه البيهقي في فضائل الأوقات (279) من طريق يَزِيد بْن مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به منكر فيه يزيد بن مخلد بن يزيد مجهول الحال ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1245) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً قلت : الراجح الموقوف كما سبق وله شاهد عن ابن عمر بلفظ
(63) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ يُضِيءُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ كما في تفسير ابن كثير (5/ 122)  عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : به إسناده ضعيف قال المنذري في الترغيب والترهيب (1098) : رَوَاهُ أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ اهـ قلت : بل ضعيف فيه خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ قال ابن حجر في التقريب (1640) : مقبول اهـ وضعفه النووي في المجموع (4/548) وقال ابن كثير في تفسيره (5/ 122) رَوَى الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ بِإِسْنَادٍ لَهُ غَرِيبٍ وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي رَفْعِهِ نَظَرٌ، وَأَحْسَنُ أَحْوَالِهِ الْوَقْفُ اهـ أي عن أبي سعيد رضي الله عنه من قوله كما سبق وتعقب الألباني رحمه الله قول المنذري قال في تمام المنة ص (325) : وهو مردود بقول الحافظ ابن كثير في "التفسير" 1 / 70:"إسناده غريب".قلت: وذلك لأن فيه خالد بن سعيد بن أبي مريم وهو مجهول العدالة قال في "التهذيب" بعد أن نقل عن ابن حبان أنه ذكره في "الثقات": "وقال ابن المديني: لا نعرفه وساق له العقيلي خبرا استنكره وجهله ابن قطان".ولذلك قال الحافظ:"مقبول". يعني عند المتابعة وإلا فلين الحديث.وفي نقدي أن هذا الحديث منكر أيضا لمخالفته لحديث أبي سعيد الذي قبلة وإسناده صحيح كما بينت في "الصحيحة" 2651 اهـ قلت : الراجح أن الحديث صح من قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً دون تقييد بيوم كما بينت ذلك في كتابي الأحاديث الصحيحة (64) عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ، فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ، خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلَا سَمَاءٍ، وَلَا أَرْضٍ، وَلَا رِيَاحٍ، وَلَا جِبَالٍ، وَلَا بَحْرٍ، إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ رواه أحمد (15548) وابن ماجه (1084) وابن شيبة في المصنف (5516) والطبراني في الكبير (4511) والبيهقي في شعب الإيمان (2712) وأبو نعيم في الحلية (1/ 366) من طريق زُهَيْر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به ورواه الطبراني في الكبير (4512) وأبو نعيم في الصحابة (1657) من طريق  عَمْرو بْن ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ به إسناده ضعيف فيه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ قال ابن حجر في التلخيص الحبير (2/255) : سيء الْحِفْظِ يَصْلُحُ حَدِيثُهُ لِلْمُتَابَعَاتِ فَأَمَّا إذَا انْفَرَدَ فَيَحْسُنُ وَأَمَّا إذَا خَالَفَ فَلَا يُقْبَلُ اهـ قلت : وَقَدْ خَالَفَ هُوَ رِوَايَة نَفْسِهِ  فمرة يرويه عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري عن أبي لبابة كما هو هنا، ومرة يرويه عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ به مرفوعا كما عند أحمد في "مسنده" (22457) والبزار (3738) والبيهقي في شعب الإيمان (2713) وعمرو وأبوه قال عنهما ابن حجر في التقريب : مقبولان اهـ ومرة عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ به مرفوعا كما عند الطبراني في الكبير (5376) وضعف الحديث البخاري والألباني رحمه الله حسنه الألباني في  سنن ابن ماجه ثم تراجع وضعفه كما سيأتي وضعفه شعيب الأرنؤوط والحديث رواه البخاري (935) ومسلم (852) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ، لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ» رواه مسلم (854) قال الألباني في الضعيفة (3726) : وهذا إسناد ضعيف؛ زهير بن محمد - وهو أبو المنذر الخراساني -؛ قال الحافظ:"رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه".
قلت: وقد اضطرب في إسناده ومتنه، فرواه مرة هكذا، ومرة قال: عن عبد الله بن محمد، عن عمرو بن شرحبيل: أنبأنا سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن عبادة: أن رجلاً من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير؟ قال: "فيه خمس خلال...." الحديث.أخرجه أحمد (5/ 284) ، والبزار في "مسنده" (1/ 294/ 615) من طريق أبي عامر: حدثنا زهير عنه.وتابعه إبراهيم بن محمد - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي -: حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل به.أخرجه الشافعي (424) : أخبرنا إبراهيم بن محمد به.قلت: لكن إبراهيم هذا متروك.
ثم ترجح عندي بعد زمان مديد أن الاضطراب ليس من زهير بن محمد، وذلك؛ لأن الرواة عنه لهذا الحديث ليسوا من الشاميين الذين روايتهم عنه غير مستقيمة، وإنما هو من رواية العراقيين عنه، وهما اثنان:
الأول: (أبو عامر) ، واسمه عبد الله بن عمرو، وهو العقدي، وهو بصري ثقة.والآخر: (يحيى بن أبي بكير) ، وهو كوفي ثقة. ومن طريقه: أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150) أيضاً، وعنه تلقاه ابن ماجه.
وكلاهما روياه عن زهير بإسناده الأول المنتهي إلى أبي لبابة بن عبد المنذر.والأول منهما هو الذي رواه عنه بإسناده الآخر المنتهي إلى سعد بن عبادة.وعلى هذا، فلا مجال لتعصيب الاضطراب بزهير بن محمد، فلا بد من إعادة النظر فيمن فوقه. ففعلت، فوجدت شيخه في الإسنادين عبد الله بن محمد بن عقيل، فوقفت عنده؛ لأنه متكلم في حفظه، والذي استقر عليه رأي الحفاظ كالبخاري وغيره: أن يحتج بحديثه في مرتبة الحسن، إلا إذا ظهر فيه علة منه أو من غيره. وقد وجدت الإمام البخاري رحمه الله قد أشار إلى علة الحديث بأسلوبه العلمي الدقيق الخاص، وأنها ليست من زهير بن محمد، فقال في ترجمة سعد بن عبادة رضي الله عنه، ساق فيها حديثه هذا في "التاريخ" (2/ 2/ 44) من ثلاثة وجوه:1- عن سعيد بن سلمة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل [بن سعيد] بن سعد، عن أبيه، عن جده سعد بن عبادة.2- وقال زهير بن محمد: عن ابن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.3- وقال عبيد الله بن عمرو: عن ابن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل - من ولد سعد -، عن سعد بن عبادة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.ثم أعاد البخاري هذا في ترجمة شرحبيل بن سعد (2/ 2/ 251) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وكذلك سكت عنه ابن أبي حاتم (2/ 1/ 339) ، فلم يذكر فيه شيئاً، وأما ابن حبان؛ فذكره على قاعدته المعروفة في "الثقات" (4/ 364) ، وأشار الذهبي إلى تليين توثيقه، فقال في "الكاشف":"وثق"!
وأشار الحافظ إلى تليينه بقوله في "التقريب":"مقبول".يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث عند التفرد، وما ذلك إلا لجهالته عنده.والمقصود أن الإمام البخاري رحمه الله أشار إلى إعلال الحديث، باضطراب ابن عقيل في روايته إياه على هذه الوجوه الثلاثة التي رواها عنه أولئك الثلاثة: سعيد بن سلمة - وهو ابن أبي الحسام - وزهير بن محمد، وعبيد الله بن عمرو - وهو الرقي -، وثلاثتهم ثقات في الجملة، فلا يمكن والحالة هذه نسبة هذا الاختلاف على ابن عقيل إليهم، وبخاصة الرقي منهم؛ فإنه ثقة من رجال الشيخين، بل هو من ابن عقيل نفسه؛ لما عرفت من الضعف الذي في حفظه.ومن المقرر في علم مصطلح الحديث أن من أنواع الحديث الضعيف: الحديث المضطرب، وذلك؛ لأن تلون الراوي في روايته الحديث إسناداً ومتناً؛ واضطرابه فيه؛ دليل على أنه لم يتقن حفظه، ويحسن ضبطه، وهذا لو كان ثقة، فكيف إذا كان متكلماً في حفظه كابن عقيل هذا؟ فكيف إذا كان اضطرابه شمل المتن أيضاً؟! فإنه لم يذكر في رواية البخاري المتقدمة عن سعيد بن سلمة قوله في آخر الحديث:"ما من ملك مقرب ... " إلخ.وجملة القول؛ أن الحديث قد تفرد بروايته عبد الله بن محمد بن عقيل، واضطرب في إسناده اضطراباً شديداً، وفي متنه. فهو ضعيف بهذا السياق التام، وقد صح نحوه من حديث أبي هريرة؛ دون تلك الزيادة في آخره، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (961) ، وساعة الإجابة منه متفق عليها بين الشيخين.
هذا؛ وقد كنت حسنت الحديث في بعض تعلقاتي تبعاً للبوصيري في كتابه "الزوائد" ومشياً مع ظاهر إسناده عند ابن ماجه، والآن وقد تيسر لي تحقيق القول في إسناده ومتنه؛ فقد وجب علي بيانه أداءاً للأمانة العلمية، داعياً: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) اهـ
(65) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيِّدُ الْأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ» رواه الحاكم (1026) ومن وعنه البيهقي في شعب الإيمان (2710) من طريق الرَّبِيع بْن سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به منكر قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَا «سَيِّدُ الْأَيَّامِ» ووافقه الذهبي قلت : الصحيح أنه منقطع رواه ابن خزيمة في صحيحه (1728) نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به قال ابن خزيمة : «غَلَطْنَا فِي إِخْرَاجِ الْحَدِيثِ؛ لِأَنَّ هَذَا مُرْسَلٌ , مُوسَى بْنُ أَبِي عُثْمَانَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَبُوهُ أَبُو عُثْمَانَ التَّبَّانُ، رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْبَارًا سَمِعَهَا مِنْهُ»
قال الأعظمي: إسناده ضعيف للأنقطاع بين موسى بن أبي عثمان وأبي هريرة كما بينه ابن خزيمة.
قال الألباني: لكنه عند – الحاكم - موصول من رواية موسى بن عثمان عن أبيه عن أبي هريرة فالإسناد حسن انظر تحقيق صحيح ابن خزيمة قلت : الحاكم عنده أوهام في المستدرك كما هو معلوم وهو انفرد بالموصول فالراجح أنه منقطع وهو لا يعتبر بما رواه  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ الحديث السابق فقد رواه مسلم (854) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ» بدون سَيِّد الْأَيَّامِ يَوْم الْجُمُعَةِ فهي لفظة منكرة وله شاهد رواه الطبراني في الكبير (13656) من طريق إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينار، قال: سمعتُ ابنَ عمر يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «سَيِّدُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ الجُمُعَةِ؛ فيهِ خُلِقَ آدَمُ أَبُوكُمْ، وفيهِ دَخَلَ الجَنَّةَ، وفيهِ خَرَجَ، وفيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ» وإسناده ضعيف جدا فيه إبراهيم بن يزيد قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3002) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْخُوزِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ قلت بل : متروك كما قال هو في إسناد آخر (7362) : وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْخُوزِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ اهـ وقال ابن حجر في التقريب (272) : متروك الحديث اهـ
  (66) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، قَالَ: " لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: «لَا تَقْضِيَنَّ وَلَا تَفْصِلَنَّ إِلَّا بِمَا تَعْلَمُ، وإنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ أَمْرٌ، فَقِفْ حَتَّى تَبَيَّنَهُ أَوْ تَكْتُبَ إِلَيَّ فِيهِ» رواه ابن ماجه (55) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: به قلت : موضوع فيه محمد بن سعيد هو المصلوب قال ابن حجر في التقريب (5907) : قيل إنهم قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى كذبوه وقال أحمد ابن صالح وضع أربعة آلاف حديث وقال أحمد قتله المنصور على الزندقة وصلبه اهـ قال البوصيري في " الزوائد " (ق 5 / 2) : " هذا إسناد ضعيف، محمد بن سعيد هو المصلوب اتهم بوضع الحديث اهـ وقال الألباني وشعيب الأرنؤوط موضوع اهـ
(67) عَنْ أَنَسِ بن مالك، قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَدْرَكَ مَعَ الإِمَامِ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ رواه أسلم الواسطي في تاريخ واسط (62) بلفظ ثنا أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل، قَالَ: ثنا اسماعيل بن مزروق، قَالَ: ثنا مَنْصُورُ بْنُ مُهَاجِرٍ أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا أَبُو حَمْزَةَ الْوَاسِطِيُّ عَنْ أَنَسِ بن مالك، قال: به إسناده ضعيف قال الألباني في الصحيحة (4/629) : وقال: " هذا (يعني أبا حمزة الواسطي) اسمه جبير ابن ميمون ". كذا قال، ولم أره لغيره ولا وجدت في الرواة من يسمى جبير بن ميمون بل الظاهر أن أبا حمزة هذا هو عمران بن أبي عطاء القصاب، قال الدولابي في " الكنى " (1 / 156) : " واسطي، روى عنه شعبة وهشيم ".قلت: وهو من رجال مسلم، روى عن أبيه وابن عباس وأنس وغيرهم وقد وثقه جمع وضعفه بعضهم فهو حسن الحديث، لاسيما عند المتابعة. ومنصور بن مهاجر، روى عنه جمع من الثقات منهم يعقوب بن شيبة، ولم يذكروا فيه توثيقا، ولذلك قال
الحافظ في " التقريب ": مستور وإسماعيل بن مرزوق هو المرادي
الكعبي المصري، ذكره ابن حبان في " الثقات " وتكلم فيه الطحاوي، لكن استنظف الحافظ إسناد حديث آخر من طريقه. وأما أحمد بن إسماعيل، فلم أعرفه الآن وفي " تاريخ بغداد " جمع من الرواة بهذا الاسم اهـ
(68) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُحَافِظُ الْمُنَافِقُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً عَلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ - يَعْنِي فِي جَمَاعَةٍ -  رواه البيهقي في شعب الإيمان (2611) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به إسناده ضعيف فيه محمد قال ابن حجر في التقريب (5836) : ضعيف اهـ
(69) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ» كَأَنَّهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ: مَنْ يَحْضُرُ الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ، وَمَنْ حَضَرَهُمَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ رواه القضاعي في مسند الشهاب (466) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَذَنِيُّ ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَذَنِيُّ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِيلٍ الْإِمَامُ بِأَنْطَاكِيَةَ، ثنا عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به ضعيف جدا ضعفه جدا جماعة منهم البخاري قال : قال البخاري: منكر الحديث انظر ميزان الاعتدال (2/246)
(70) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلَاةً، لَا يَفُوتُهُ صَلَاةٌ، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَنَجَاةٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَبَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ رواه أحمد (12583) والطبراني في الأوسط (5444) من طريق الْحَكَم بْن مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنِ نُبَيْطِ بْنِ عُمَرَ،عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به إسناده ضعيف قال الطبراني : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا نُبَيْطُ بْنُ عُمَرَ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ اهـ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ (1832) : رَوَاهُ أَحْمد وَرُوَاته رُوَاة الصَّحِيح وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَهُوَ عِنْد التِّرْمِذِيّ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ اهـ هذا وهم من الحافظ المنذري رحمه الله لأن نبيطا هذا ليس من رواة الصحيح ، ولا روى له أحد من بقية الستة وقال الهيثمي فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ (5878): رِجَالُهُ ثِقَاتٌ اهـ قال صاحب أضواء البيان (8/336) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي تَعْجِيلِ الْمَنْفَعَةِ فِي زَوَائِدِ الْأَرْبَعَةِ: نُبَيْطُ بْنُ عُمَرَ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، فَاجْتَمَعَ عَلَى تَوْثِيقِ نُبَيْطٍ كُلٌّ مِنَ ابْنِ حِبَّانَ وَالْمُنْذِرِيِّ وَالْبَيْهَقِيِّ وَابْنِ حَجَرٍ، وَلَمْ يُجَرِّحْهُ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ. فَمِنْ ثَمَّ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَطْعَنَ وَلَا أَنْ يُضَعِّفَ مَنْ وَثَّقَهُ أَئِمَّةٌ مُعْتَبَرُونَ، وَلَمْ يُخَالِفْهُمْ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ. وَكَفَى مَنْ ذَكَرُوا مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ قُدْوَةً اهـ قلت : توثيق البيهقي لم أقف عليه بعد طولِ بحث فلو ثبت ذلك عنه صح الحديث 0
قال الألباني في الضعيفة (364) : وهذا سند ضعيف، نبيط هذا لا يعرف في هذا الحديث، وقد ذكره ابن حبان في " الثقات " (5 / 483) على قاعدته في توثيق المجهولين اهـ وقال شعيب الأرنؤوط وغيره : إسناده ضعيف لجهالة نبيط بن عمر، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن أبي الرجال، وتساهل ابن حبان فأورده في "ثقاته اهـ وقال عبد المحسن العباد في فضل المدينة ص (19) : حديثٌ ضعيفٌ لا تقومُ به الحُجَّةُ اهـ
(71) عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: بَلَغَنِي إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا إِلَّا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ رواه ابن المبارك في الزهد (1014) عن أبي مُعَاوِيَةَ وابن أبي شيبة في المصنف (34344) عن أبي خَالِدٍ الْأَحْمَر كلاهما عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ مَكْحُولٍ به إسناده ضعيف جدا فيه الحجاج وهو ابنُ أَرْطَاةَ وهو صدوق مدلس قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ، مُدَلِّسٌ انظر السير (7/70) وهو هنا عنعن وهو حديث مرسل وضعفه العراقي والألباني انظر الضعيفة (38) والحديث أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " (ص 7)  
(72) عَنْ أَبِي كَاهِلٍ، قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا كَاهِلٍ أَلَا أُخْبِرُكَ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «أَحْيَى اللهُ قَلْبَكَ وَلَا يُمِيتُهُ حَتَّى يَمُوتَ بَدَنُكَ، اعْلَمْ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ لَنْ يَغْضَبَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلَى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَخَافَةٌ، وَلَا تَأْكُلُ النَّارُ مِنْهُ هُدْبَةً، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ سَتَرَ عَوْرَتَهُ حَيَاءً مِنَ اللهِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ دَخَلَ حَلَاوَةُ الصَّلَاةِ قَلْبَهُ حَتَّى يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ شَهْرِ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْعَطَشِ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ كَفَّ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ أَذَى الْقَبْرِ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ حَيًّا وَمَيِّتًا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ يَبَرُّ وَالِدَيْهِ إِذَا كَانَا مَيِّتَيْنِ؟ قَالَ: «بِرُّهُمَا أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِوَالِدَيْهِ، وَلَا يَسُبَّ وَالِدِي أَحَدٍ فَيَسُبَّ وَالِدَيْهِ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ عِنْدَ حُلُولِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ رُفَقَاءِ الْأَنْبِيَاءِ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ قَلَّتْ عِنْدَهُ حَسَنَاتُهُ وَعَظُمَتْ عِنْدَهُ سَيِّئَاتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُثَقِّلَ مِيزَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ سَعَى عَلَى امْرَأَتِهِ وَوَلَدِهِ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ يُقِيمُ فِيهِمْ أَمَرَ اللهِ، وَيُطْعِمُهُمْ مِنْ حَلَالٍ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ فِي دَرَجَاتِهِمْ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَكُلَّ لَيْلَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حُبًّا بِي وَشَوْقًا إِلَيَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ذُنُوبَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَذَلِكَ الْيَوْمَ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ مُسْتَيْقِنًا بِهِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ ذُنُوبَ حَوْلٍ»
رواه العقيلي في الضعفاء (3/450) والطبراني في الكبير (928) من طريق الْفَضْل بْن عطاء، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي مَنْظُورٍ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي كَاهِلٍ به قال العقيلي : الْفَضْلُ بْنُ عَطَاءٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شُعَيْبٍ، إِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ، فِيهِ نَظَرٌ، لَا يُعْرَفُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ اهـ