الأحد، 25 فبراير 2018

خريج حديث " ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ عمرو العدوي أبو حبيبة



تخريج حديث " ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ


عمرو العدوي


أبو حبيبة




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في تخريج حديث " ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يرحمني يوم لا ينفع مال ولا بنون، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله.
ما صحة حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ، وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالرَّجْعَةُ "قلت : هذا حديث ضعيف ضعفه ابن حزم في المحلى (9/ 266) وابن القطان وابن العربي انظر البدر المنير (8/82) وابن الجوزي والذهبي في التلخيص (2/ 198) حيث تعقب الحاكم في تصحيحه وضعفه الشيخ مقبل الوادعي وشيخنا مصطفى العدوي ومحمد عمرو عبد اللطيف والعلامة الألباني مره يضعفه ومره يحسنه
 رواه  أبوداود (2194)، والترمذي  (1184)، وابن ماجه (2039)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4656) والدارقطني (3635)، والحاكم (2/ 198)، والبيهقي (2669) من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ مَاهَكَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره
قلت : فيه عَبْد الرَّحْمَن بْن حَبِيبٍ  بن أَرْدَكَ قال ابن حجر في " التقريب ": لين الحديث ". وقال في " التلخيص " (3/ 424) : وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، قَالَ النَّسَائِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ وَوَثَّقَهُ غَيْرُهُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا حَسَنٌ اهـ
فتعقبه العلامة الألباني في " إرواء الغليل " (6/ 225)
" قلت: فليس بحسن، لأن المشار إليه إنما هو ابن حبان لا غير، وتوثيق ابن حبان مما لا يوثق به إذا انفرد به كما بينه الحافظ نفسه في مقدمة " اللسان "، وهذا إذا لم يخالف، فكيف وقد خالف هنا النسائي في قوله: منكر الحديث. ولذلك رأينا الحافظ لم يعتمد على توثيقه في كتابه الخاص بالرجال: " التقريب " فالسند ضعيف وليس بحسن عندي. والله أعلم اهـ قال شيخنا مصطفى العدوي : وقول النسائي مقدم على قولهما؛ لأنه إمام في الجرح والتعديل اهـ
قلت : كما هو معلوم ابن حبان مشهور بالتساهل وكذلك الحاكم فالقول قول النسائي فهذا الطريق منكر وكذلك قال ابن حزم في المحلى (9/465) والدليل : على أن هذا السند منكر لا يتقوى بما بعده  : ما رواه عبدالرزاق في " مصنفه " (10243) : عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ من قوله. قَالَ: «مَنْ نَكَحَ لَاعِبًا أَوْ طَلَّقَ فَقَدْ جَازَ»، وَقَالَ: «لَا لَعِبَ فِي الطَّلَاقِ وَالنِّكَاحِ» وابن جريج حافظ كبير، وهو من أخص أصحاب عطاء بن أبي رباح فهذه الرواية هي الأصح من قول : عطاء وليس من قول : النبي صلى الله عليه وسلم  قال حمزة بن بهرام ، عن طلحة بن عمرو المكي قلت : لعطاء من نسأل بعدك يا أبا محمد قال هذا الفتى إن عاش ، يعني : ابن جريج انظر التهذيب (6/ 404) قلت: وهذا إسناد صحيح الراجح أن عنعنة ابن جريج عن عطاء فى حكم السماع قال الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (3/97) : قد روى أبو بكر بن أبى خيثمة بسند صحيح عن ابن جريج قال: إذا قلت: قال عطاء فأنا سمعته منه , وإن لم أقل سمعت. فهذا نص منه أن عدم تصريحه بالسماع من عطاء ليس معناه أنه قد دلسه عنه , ولكن هل ذلك خاص بقوله " قال عطاء " أم لا فرق بينه وبين ما لو قال " عن عطاء " كما فى هذا الحديث وغيره؟ الذى يظهر لى الثانى , وعلى هذا فكل روايات ابن جريج عن عطاء محمولة على السماع إلا ما تبين تدليسه فيه , والله أعلم اهـ قال ابن عبد البر في الاستذكار (5/542) : بعد أن ذكر حديث أبي هريرة قال : لَا يَسْتَنِدُ هَذَا الْحَدِيثُ إِلَّا مِنْ هَذَا --- صَحِيحًا عَنْ عَطَاءٍ لَمَا خَفِيَ فَإِنَّهُ أَقْعَدُ النَّاسِ بِعَطَاءٍ وَأَثْبَتُهُمْ فِيهِ اهـ قلت : الظاهر من كلامه يرجح أن هذا من كلام عطاء وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
قلت : فعلى هذا فالرواية المرفوعة التي من طريق عطاء منكرة، وهذا يتناسب مع قول النسائي وابن حزم  في عبدالرحمن بن حبيب: " منكر الحديث "
تَنْبِيهٌ: عَطَاءٌ الْمَذْكُورُ فِيهِ هُوَ ابْنُ أَبِي رَبَاحٍ صُرِّحَ بِهِ فِي رِوَايَةِ أَبِي داود والحاكم وَوَهَمَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فَقَالَ هُوَ عَطَاءُ بْنُ عَجْلَان وَهُوَ مَتْرُوكٌ انظر التلخيص (3/449)
فإن قال قائل: ولكن قد روي هذا الحديث من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ: عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: ثَلاثٌ لَيْسَ فيهن لعب من تلكم بشَيْءٍ مِنْهُنَّ لاعِبًا فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الطَّلاقُ وَالْعِتَاقُ وَالنِّكَاحُ رواه ابن عدي في الكامل (7/ 109) من طريق غَالِب عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ به قال الألباني رحمه الله في الإرواء (6/ 226) : قال – ابن عدي - : و غالِب بْن عُبَيد اللهِ، الجَزَرِيُّ له أحاديث منكرة المتن ".
قلت: وهو ضعيف جدا , قال ابن معين: " ليس بثقة " وقال الدارقطنى وغيره: " متروك ".
وأورد له الذهبى فى ترجمته جملة أحاديث مما أنكر عليه , قال فى أحدها: " هذا حديث موضوع اهـ
وللحديث شواهد كلها ضعيفة، هذا بيانها:  
أولا : عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجُوزُ اللَّعِبُ فِي ثَلَاثٍ: الطَّلَاقِ وَالنِّكَاحِ وَالْعِتَاقِ , فَمَنْ قَالَهُنَّ فَقَدْ وَجَبْنَ رواه الحارث في " مسندة " (503): حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجُوزُ اللَّعِبُ فِي ثَلَاثٍ: الطَّلَاقِ وَالنِّكَاحِ وَالْعِتَاقِ , فَمَنْ قَالَهُنَّ فَقَدْ وَجَبْنَ "
 فقال ((العتاق)) بدل ((الرجعة)).
. وهذا إسناد ضعيف جدا :
1- الانقطاع بين عبد الله بن أبى جعفر وعبادة بن الصامت , فإنه لم يثبت لعبيد الله له سماع من الصحابة وذلك لأنّ عبادة توفي سنة أربع وثلاثين كما في التقريب (3157) وولادة عبيد الله قَالَ ابْنُ لَهِيْعَةَ: وُلدَ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ سَنَةَ سِتِّيْنَ كما في السير (6/ 10)
قال ابن حجر في التلخيص [3/448] : هَذَا مُنْقَطِعٌ اهـ
 2- ضعف عبد الله بن لهيعة , قال الحافظ فى " التقريب ": " صدوق , خلط بعد احتراق كتبه , ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما ".قال الصنعاني في سبل السلام (2\258) وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ) لِأَنَّ فِيهِ ابْنَ لَهِيعَةَ. وَفِيهِ انْقِطَاعٌ أَيْضًا اهـ
3- قد اضطرب ابن لهيعة فى إسناده, فتارة رواه هكذا , وتارة -- عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ  بدون فَمَنْ قَالَهُنَّ فَقَدْ وَجَبْنَ كما سيأتي
قلت : وباقي رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب
وقد توبع عبد الله بن أبى جعفر تابعه الحسن البصري فيما رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ في مسنده كما في المطالب العالية (8/431) من طريق إِسْمَاعِيل بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُبَادَةَ بن الصامت رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ الرَّجُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَقُولُ كُنْتُ لَاعِبًا وَيَعْتِقُ مَمْلُوكَهُ وَيَقُولُ كُنْتُ لَاعِبًا وَيُزَوِّجُ ابْنَتَهُ وَيَقُولُ كنت لاعبا وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثٌ مَنْ قالهن لاعبا فهن جَائِزَاتٌ عَلَيْهِ الطَّلَاقُ وَالْعَتَاقُ وَالنِّكَاحُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ {ولا تتخذوا ءايات اللَّهِ هُزُوًا} ضعيف فيه علتان :
الاولى : إسماعيل ابن مسلم المكي أبو إسحاق قال ابن حجر في التقريب (484) : كان فقيها ضعيف الحديث من الخامسة ت ق اهـ
الثانية : الانقطاع بين الحسن وعبادة قَالَ شُعْبَة سَمِعت قَتَادَة يَقُول مَا شافه الْحسن احدا من الْبَدْرِيِّينَ بِالْحَدِيثِ انظر تحفة التحصيل ص (74) والراجح عن الحسن المرسل كما سيأتي 0
ثانيا : حديث فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رواه الطبراني في الكبير (780) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ السَّبَأِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثٌ لَا يَجُوزُ اللَّعِبُ فِيهِنَّ، الطَّلَاقُ، وَالنِّكَاحُ، وَالْعِتْقُ» قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7765) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ اهـ قلت : بل ضعيف الحديث وقد اضطرب ابن لهيعة فى إسناده كما سبق 0
ثالثا : عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَلَّقَ، وَهُوَ لَاعِبٌ فَطَلَاقُهُ جَائِزٌ، وَمَنْ أَعْتَقَ وَهُوَ لَاعِبٌ فَعَتَاقُهُ جَائِزٌ، وَمَنْ أَنْكَحَ وَهُوَ لَاعِبٌ فَنِكَاحُهُ جَائِزٌ»رواه عبدالرزاق في  المصنف (10249) ضعيف جدا
له علتان 0
1 - إبراهيم بن محمد الأسلمي، متروك، قاله الحافظ في التقريب (/241).
2 - الانقطاع بين صفوان وأبي ذر، فقد قال أبو داود كما في تهذيب التهذيب (4/ 426): لم ير أحدا من الصحابة إلا أبا إمامة وعبد الله بن بسر اهـ قال ابن حجر في التلخيص (3/448) : وَهُوَ مُنْقَطِعٌ اهـ
رابعا : عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ وَهُوَ يَلْعَبُ، لَا يُرِيدُ الطَّلَاقَ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} فَأَلْزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّلَاقَ رواه ابْنُ مَرْدَوَيْهِ كما في تفسير ابن كثير (1/630) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، عَنْ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: به وفي سنده: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله بن طلحة قال الذهبي : قال صالح بن محمد جزرة: كان يضع الحديث وقال أبو على النيسابوري الحافظ والدارقطني والحاكم: كذاب.
قلت: مجمع على تركه انظر ميزان الاعتدال (1/ 253) وفيه ليث بن أبي سليم قال ابن حجر في التقريب (5685) : صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك اهـ
خامسا : حديث أبي الدرداء 0
رواه ابن وهب في الموطأ (270) قال : أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هِرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَجُوزُ اللَّعِبُ فِي كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ ثَلَاثِ خِلَالٍ، فَمَنْ لَعِبَ بِشَيْءٍ مِنْهُنَّ جَازَ وَإِنْ كَرِهَ، إِنْ نَكَحَ فَقَدْ جَازَ وَإِنْ طَلَّقَ فَقَدْ جَازَ طَلَاقُهُ، وَإِنْ أَعْتَقَ فَقَدْ جَازَ عِتَاقُهُ» قلت : ضعيف جدا فيه يزيد بن عياض قال ابن حجر في التقريب (7761) : كذبه مالك وغيره اهـ
ورواه  ابن عدي في " الكامل " (6/190) قال : حَدَّثَنَا عَبد الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي عِصْمَةَ، قَال: حَدَّثَنا أبي، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عَبد اللَّهِ الأَوَانِيُّ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيى عَنْ عَمْرو بْنِ عُبَيد عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي الدَرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ طَلَّقَ أَوْ أَنْكَحَ أَوْ أَعْتَقَ وَزَعَمَ أَنَّهُ لاعب فهو جد
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا وفيه علل:
1- إبراهيم وهو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهو  متروك. كما في التقريب
2-  عمرو بن عبيد قال ابن حجر في التقريب المعتزلي المشهور ، كان داعية إلى بدعته ، اتهمه جماعة مع أنه كان عابدا
3- الحسن لم يسمع من أبي الدرداء
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الْحَسَنُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مُرْسَلٌ انظر المراسيل (148)
سادسا :  عن الحسن، عن النبي   مرسلاً.
أخرجه الطبري في ((تفسيره)) (4\ 184): من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ الْحَسَنَ حَدَّثَهُمْ: " أَنَّ النَّاسَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطَلِّقُ الرَّجُلُ أَوْ يَعْتِقُ، فَيُقَالُ: مَا صَنَعْتَ؟ فَيَقُولُ: إِنَّمَا كُنْتُ لَاعِبًا؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَلَّقَ لَاعِبًا أَوْ أَعْتَقَ لَاعِبًا فَقَدْ جَازَ عَلَيْهِ» قَالَ الْحَسَنُ: وَفِيهِ نَزَلَتْ: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [البقرة: 231] "
قلت : إسناد ضعيف جدا فيه سليمان بن ارقم أبو معاذ البصري قال عنه أبو داود وغيره متروك الحديث انظر التهذيب (4/169)
ولكن تابعه المبارك بن فضالة.فأخرج ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (رقم 2248) من طريق الْمُبَارَك بْن فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:كَانَ الرَّجُلُ يُطَلِّقُ وَيَقُولُ: كُنْتُ لاعِبًا، وَيَعْتِقُ وَيَقُولُ: كُنْتُ لاعِبًا وَيَنْكِحُ، وَيَقُولُ: كُنْتُ لاعِبًا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ طَلَّقَ أَوْ أَعْتَقَ أَوْ نَكَحَ، جَادًّا أو لاعبا فقد جَازَ عَلَيْهِ
. والمبارك مدلِّسٌ قال ابن حجر في التقريب (6464) : صدوق يدلس ويسوي اهـ قلت : لم أر من نسبه إلى تدليس التسوية غير ابن حجر والصواب الاقتصار على قولِه فيه: "يدلس انظر كتابي مراتب المدلسين
وتابعهما عمرو بن عبيد.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (18406) نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُطَلِّقُ ثُمَّ يَرْجِعُ، يَقُولُ: كُنْتُ لَاعِبًا، وَيُعْتِقُ، ثُمَّ يَرْجِعُ يَقُولُ: كُنْتُ لَاعِبًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ " {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [البقرة: 231]، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ طَلَّقَ، أَوْ حَرَّرَ، أَوْ أَنْكَحَ، أَوْ نَكَحَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ لَاعِبًا فَهُوَ جَائِزٌ "
 وعمرو ضعيف جدا قال ابن حجر في التقريب (5071) : المعتزلي المشهور ، كان داعية إلى بدعته ، اتهمه جماعة مع أنه كان عابدا اهـ
وتابعهم سالم الخياط
أخرجه محمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة (3/ 201) قال: أخبرنَا سَالم الْخياط قَالَ قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من طلق لاعبا أَو نكح لاعبا أَو أعتق لاعبا فقد جَازَ ذَلِك عَلَيْهِ
وسالم هو ابن عَبد اللَّهِ الخياط البَصْرِيّ حسن الحديث قال الثوري: كان مرضيًّا وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ما أرى به بأسا وقال ابن معين ليس بشيء وفي رواية لا يسوى فلسا وقال النسائي ليس بثقة وقال أبو حاتم ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به وقال ابن عدي ما أرى بعامة ما يرويه بأسا وقال ابن حبان في الثقات سالم المكي مولى عكاشة قلت : وقال حرب عن أحمد ثقة وقال الدارقطني لين الحديث انظر تهذيب التهذيب (3/439) وذكره الساجي والعقيلي، وابن الجارود، وابن السكن في «جملة الضعفاء»، وابن شاهين في «الثقات» انظر إكمال تهذيب الكمال (5/190) وقال ابن حجر في التقريب (2178) : صدوق سيء الحفظ اهـ قلت : بل هو حسن الحديث
سابعا : عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرِتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ طَلَّقَ، أَوْ نَكَحَ لَاعِبًا فَقَدْ أَجَازَ» رواه عبد الرزاق في مصنفه (10250) ضعيف جدا قال ابن حزم في المحلى (9/466) : وَهَذَا فَاحِشُ الِانْقِطَاعِ اهـ وقال عبد الحق في الأحكام (3/189) : وهذا منقطع فاحش الانقطاع اهـ والشيخ الألباني له روايتان ضعفه في مشكاة المصابيح (2/ 979) ثم حسنه في الإرواء (6\228) وقال : والذى يتلخص عندى مما سبق أن الحديث حسن بمجموع طريق أبى هريرة الأولى التى حسنها الترمذى وطريق الحسن البصرى المرسلة , وقد يزداد قوة بحديث عبادة بن الصامت , والله أعلم اهـ
قلت : بل شواهده لا تنهض لتحسينه ؛ لسببين:
الأول: ضعفها الشديد فحديث أبي هريرة منكر والمنكر أبدا منكر كما في مصطلح الحديث وحديث عبادة ضعيف جدا وأكثر الشواهد ضعيفة جدا كما سبق إلا مرسل الحسن إسناده حسن والمرسل من أقسام الضعيف فإن جاء له شاهد مثله ليس بشديد الضعف حسن الحديث ؛ وإلا فلا؛ ولا شاهد هنا 0
والثاني: عدم كونها في محل الشاهد؛ ففرق بين قوله: " ثلاث هزلهنَّ جدٌّ "، وقوله: ثَلَاثٌ لَا يَجُوزُ اللَّعِبُ فِيهِنَّ ، فالأولى إثبات للطلاق، والثانية نهي عن اللعب فيه، والنهي لا يفيد الوقوع، بل يفيد التحريم
قال : شيخنا مصطفى العدوي في " جامع أحكام النساء " (4/126)  وللحديث شواهد كلها ضعيفة واهية اهـ
بهذا القدر نكتفي سائلين الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا  نسأل الله عز وجل أن يرفع راية الْإِسْلام والمسلمين عالية خفاقة وأن ينصر بنصره من أعان على نشر الْإِسْلَام في إرجاء المعمورة
ونسْأَله سبحانه أن يخذل من خذل الْإِسْلام والمسلمين وسعى لنشر الرذيلة وابتغى في  الأَرْض  وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق