السبت، 27 يناير 2018

بحث عن العلماء المتشددين والمتساهلين والمعتدلين عمرو العدوي


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
هذا بحث متواضع عن العلماء المتشددين والمتساهلين والمعتدلين اجتهدت فيه حسب وسعي وطاقتي اسأل الله القبول فإن الحكم على الرجال ليس بالأمر اليسير كما قد يظنه البعض، أو نقل من كتب نقاد الرجال ك تهذيب الكمال أو ميزان الاعتدال أو سير أعلام النبلاء أو تهذيب التهذيب وغيرها من الكتب دون فقه ومعرفة تامة بقواعد علم الجرح والتعديل، فالأئمة في الجرح والتعديل ليسوا جميعا على وتيرة واحدة في جرحهم وتعديلهم ؛ بل فيهم المتشددون والمتساهلون والمعتدلون فإذا وثق المتشدد فعض على قوله بنواجذك ، وتمسك بتوثيقه وكذلك الحال مع المتساهلين ، فإذا جاء التوثيق منهم ؛ فإنه ينظر : هل وافقهم أحد من الأئمة أم لا ؟ فإن كانوا مع الأكثرية أخذ برأيهم ، وإن انفردوا بالتوثيق رد عليهم توثيقهم والمعتدل إذا قال عن راوي صدوق وضعفه المتشدد ووثقه المتساهل فيصبح الصواب أنه صدوق وإذا وثقه المتشدد وضعفه المعتدل فيكون على الراجح حديثه حسن في أقل أحواله يحتج به كما يفعل ذلك ابن حجر والألباني وشعيب الأرنؤوط رحمهم الله في كتبهم وَقَدْ قَسَّمَ الذَّهَبِيُّ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الرِّجَالِ أَقْسَامًا، فَقِسْمٌ تَكَلَّمُوا فِي سَائِرِ الرُّوَاةِ ; كَابْنِ مَعِينٍ وَأَبِي حَاتِمٍ، وَقِسْمٌ تَكَلَّمُوا فِي كَثِيرٍ مِنَ الرُّوَاةِ ; كَمَالِكٍ وَشُعْبَةَ، وَقِسْمٌ تَكَلَّمُوا فِي الرَّجُلِ بَعْدَ الرَّجُلِ ; كَابْنِ عُيَيْنَةَ وَالشَّافِعِيِّ، قَالَ: وَهُمُ الْكُلُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ أَيْضًا: قِسْمٌ مِنْهُمْ مُتَعَنِّتٌ فِي التَّوْثِيقِ، مُتَثَبِّتٌ فِي التَّعْدِيلِ يَغْمِزُ الرَّاوِيَ بِالْغَلْطَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ، فَهَذَا إِذَا وَثَّقَ شَخْصًا فَعَضَّ عَلَى قَوْلِهِ بِنَوَاجِذِكَ، وَتَمَسَّكْ بِتَوْثِيقِهِ، وَإِذَا ضَعَّفَ رَجُلًا فَانْظُرْ هَلْ وَافَقَهُ غَيْرُهُ عَلَى تَضْعِيفِهِ، فَإِنْ وَافَقَهُ وَلَمْ يُوَثِّقْ ذَاكَ الرَّجُلَ أَحَدٌ مِنَ الْحُذَّاقِ فَهُوَ ضَعِيفٌ، وَإِنْ وَثَّقَهُ أَحَدٌ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي قَالُوا: لَا يُقْبَلُ مِنْهُ الْجَرْحُ إِلَّا مُفَسَّرًا، يَعْنِي لَا يَكْفِي فِيهِ قَوْلُ ابْنِ مَعِينٍ مَثَلًا: هُوَ ضَعِيفٌ. وَلَمْ يُبَيِّنْ سَبَبَ ضَعْفِهِ، ثُمَّ يَجِيءُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ يُوَثِّقُهُ، وَمِثْلُ هَذَا يُخْتَلَفُ فِي تَصْحِيحِ حَدِيثِهِ وَتَضْعِيفِهِ، انظر فتح المغيث [4/359] ينبغي لطالب علم الحديث أن يعرف أن العلماء في الجرح والتعديل على ثلاثة مراتب وهم  رتبتهم على الحروف :
أولا : المتشددون وهم :
- إبْرَاهِيم بْن يعقوب، أَبُو إِسْحَاق السَّعْديّ الْجُوزَجانيُّ  (ت 259) قال ابن حجر في التقريب (273) : ثقة حافظ رمي بالنصب من الحادية عشرة مات سنة تسع وخمسين د ت س اهـ  قال عنه الذهبي قي ذكر من يعتمد قوله ص (193) : وهو ممن يبالغ في الجرح اهـ وكذلك قال ابن حجر
- النَّسَائِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيٍّ (ت 303 هـ) قال ابن حجر في التقريب (47) : الحافظ صاحب السنن مات سنة ثلاث وثلاثمائة وله ثمان وثمانون سنة اهـ قال الذهبي في ميزان الاعتدال [1/437] في ترجمة الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور قال : والنسائي مع تعنته في الرجال، فقد احتج به وقوى أمره اهـ وقال في السير [1/91] وَحَسْبُكَ بِالنَّسَائِيِّ وَتَعَنُّتِهِ فِي النَّقْدِ اهـ وقال ابن حجر في فتح الباري [1/387] في ترجمة أَحْمد بن عِيسَى التسترِي الْمصْرِيّ عَابَ أَبُو زرْعَة على مُسلم تَخْرِيج حَدِيثه وَلم يبين سَبَب ذَلِك وَقد احْتج بِهِ النَّسَائِيّ مَعَ تعنته اهـ قال شيخنا حسن أبو الأشبال في شرحه صحيح مسلم وابن معين معلوم أنه من المتشددين جداً في النقد، والنسائي أشد منه، اهـ

قلت : وهو متساهل في توثيق المجاهيل إلا أن يكون الرجل من شيوخه فلا يقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم لأنه أدرى به قال الذهبي في المغني (1/ 61) : أحْمَد بن نفَيْل الْكُوفِي شيخ للنسائي لَا يعرف لَكِن النَّسَائِيّ نظيف الشُّيُوخ وَقد قَالَ لَا بَأْس بِهِ اهـ  أما توثيقه المجاهيل دون شيوخه
قال الذهبي رحمه الله في الموقظة ص (79) : وقولُهم: "مجهول"، لا يلزمُ منه جهالةُ عينِه. فإن جُهِلَ عينُه وحالُه، فأَولَى أن لا يَحتجُّوا به. وإن كان المنفردُ عنه مِن كبارِ الأثبات، فأقوى لحاله، ويَحتَجُّ بمثلِه جماعةٌ كالنَّسائيّ وابنِ حِباَّن اهـ وقال في الميزان (4/583) عن راوي اسمه  أبو هند البجلى  : لا يعرف لكن احتج به النسائي على قاعدته اهـ وقال الزَّيْلَعِي في نصب الراية (1/333) : وَالنَّسَائِيُّ. وَابْنُ حِبَّانَ، وَغَيْرُهُمَا يَحْتَجُّونَ بِمِثْلِ هَؤُلَاءِ، مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا مَشْهُورِينَ بِالرِّوَايَةِ اهـ وقال المعلمي رحمه الله في التنكيل (2/935) : النسائي يتوسع في توثيق المجاهيل كما تقدم في القواعد اهـ وقال العلامة الألباني رحمه الله : فهو يوثق بعض المجاهيل ، ولكنه لا يكثر من ذلك اهـ  
- سليمان بن حرب البصري قال ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن أبي رزين سئل أبي عنه فقال شيخ بصرى لا اعرفه لا أعلم روى عنه غير سليمان بن حرب وكان سليمان قل من يرضى من المشايخ فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة انظر الجرح والتعديل [7/255] قال ابن حجر في فتح الباري [1/463] في ذكر من طعن فيه من رجال البخاري عَفَّان بن مُسلم تكلم فِيهِ سُلَيْمَان بن حَرْب بعنت اهـ
- شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ بنِ الوَرْدِ الأَزْدِيُّ العَتَكِيُّ أَبُو بِسْطَامَ الإِمَامُ، الحَافِظُ، أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ (ت 160هـ)
قلت : هو ثقة قال ابن حجر في التقريب (2790) : ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول هو أمير المؤمنين في الحديث وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة وكان عابدا من السابعة مات سنة ستين ع اهـ وهو متشدد قال أبو سُلَيْمان قرة بن سُلَيْمان الجهضمي، قال لي مالك: شعبتكم تشدد في الرجال انظر تهذيب الكمال [13/503] وقال ابن المبارك: "مارأيت رجلا أطعن في الرجال من شعبة انظر الضعفاء لأبي زرعة [2/ 682] وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (2|792): «شعبة متعنِّت اهـ وقال ابن حجر في النكت [1/ 75] : وذلك أن كل من نقاد الرجال لا تخلو من متشدد ومتوسط فمن الأولى: شعبة وسفيان، وشعبة أشد منه اهـ
- أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ (المتوفى: 597هـ)
قال ابن الصلاح في المقدمة [99]وَلَقَدْ أَكْثَرَ الَّذِي جَمَعَ فِي هَذَا الْعَصْرِ (الْمَوْضُوعَاتِ) فِي نَحْوِ مُجَلَّدَيْنِ، فَأَوْدَعَ فِيهَا كَثِيرًا مِمَّا لَا دَلِيلَ عَلَى وَضْعِهِ، إِنَّمَا حَقُّهُ أَنْ يُذْكَرَ فِي مُطْلَقِ الْأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ اهـ قال الذهبي في ميزان الاعتدال [1/16] وقد أورده أيضاً العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في الضعفاء، ولم يذكر فيه أقوال من وثقه وهذا من عيوب كتابه يسرد الجرح، ويسكت عن التوثيق، اهـ وقال اللكنوي في الرفع والتكميل [ص 325] : والمتشددون من المتأخرين مِنْهُم ابْن الْجَوْزِيّ مؤلف كتاب الموضعات والعلل المتناهية فِي الاحاديث الْوَاهِيَة اهـ وقال المعلمي في التنكيل [1/343] أننا عرفنا من ابن الجوزي تسرعه في الحكم بالوضع والبطلان وترى إنكار أهل العلم عليه في كتب المصطلح في بحث «الموضوع» اهـ وقال الألباني في الضعيفة (180) : شأنه في ذلك شأن ابن حبان، فكما أن هذا متساهل في التوثيق، فهو متشدد في التجريح،فابن الجوزي بقدر ما يتشدد في الكتابين المذكورين - العلل المتناهية و الأحاديث الموضوعة - فهو يتساهل في كتبه الأخرى فيروي فيها المنكرات والواهيات، بل والموضوعات، وقد صرح بنحو هذا الحافظ السخاوي اهـ
- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خِرَاشٍ المتوفى سنة 283هـ
 قال الذهبي في الموقظة [83] فالحادُّ فيهم: يحيى بن سعيد، وابن معين، وأبو حاتم، وابن خِراش، وغيرُهم اهـ وقال ابن حجر في لسان الميزان (1/16) : وممن ينبغي ان يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد فان الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة حتى انه أخذ يلين مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيد الله بن موسى وإساطين الحديث واركان الرواية فهذا إذا عارضه مثله أو أكبر منه فوثق رجلا ضعفه قبل التوثيق ويلتحق به عبد الرحمن بن يوسف بن خراش المحدث الحافظ فإنه من غلاة الشيعة بل نسب الى الرفض فسيأتي في جرحه لأهل الشام للعداوة البينة في الاعتقاد اهـ وقال السخاوي في المتكلمون في الرجال [108] لَهُ مُصَنَّفٌ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ قَوِيُّ النَّفْسِ كَأَبِي حَاتِمٍ اهـ
وقال طاهر الجزائري في توجيه النظر [1/278] له مُصَنف فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَكَانَ كَأبي حَاتِم فِي قُوَّة النَّفس اهـ
- عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عُثْمَانَ العَبْسِيُّ أَبُو الحَسَنِ  
قَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ عُثْمَانُ فِي ثَالِثِ المُحَرَّمِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ
قال ابن حجر في التقريب (4513) : ثقة حافظ شهير وله أوهام وقيل كان لا يحفظ القرآن من العاشرة مات سنة تسع وثلاثين وله ثلاث وثمانون سنة خ م د س ق اهـ قال المعلمي في التنكيل [1/441]عثمان على قلة كلامه في الرجال يتعنت اهـ
- عَفَّانُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ الصَّفَّارُ قَالَ مُطَيَّنٌ، وَابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ قُلْتُ: عَاشَ خَمْساً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ- انظر السير (10/ 254) هو ثقة قال ابن حجر في التقريب (4625) : ثقة ثبت قال ابن المديني كان إذا شك في حرف من الحديث تركه وربما وهم وقال ابن معين أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة ومات بعدها بيسير من كبار العاشرة ع اهـ
 أشار إلى تشدده ابن المديني كما سيأتي وأحمد بن حنبل قال أحمد بن حنبل لابنه صالح حين قدم من البصرة لم لم تكتب عن عمرو بن مرزوق؟ فقال نهيت، فقال عفان كان يرضى عمرو بن مرزوق ومن كان يرضى عفان انظر الجرح والتعديل (6/263)
- عمر بن بدر الْموصِلِي قال ابن حجر في القول المسدد [1/20] في حكم ابن بدر على بعض الأحاديث بالوضع قال :  لَا اعْتِدَاد بذلك فَإِنَّهُ لم يكن من النقاد وَإِنَّمَا أخرجه من كتاب ابْن الْجَوْزِيّ فلخصه وَلم يزدْ من قبله شَيْئا اهـ وقال اللكنوي في الرفع والتكميل [ص 328] : والمتشددون من المتأخرين مِنْهُم عمر بن بدر الْموصِلِي مؤلف رِسَالَة فِي الموضعات ملخصه من موضعات ابْن الْجَوْزِيّ اهـ
- ابْنُ حَزْمٍ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ القُرْطُبِيّ الأَنْدَلُسِيُّ (ت (المتوفى: 456هـ) هـ) ثقة قال ابن حجر في لسان الميزان (5/488) : وكان واسع الحفظ جدا إلا أنه لثقته بحافظته كان يهجم بالقول في التعديل والتجريح وتبيين أسماء الراوة فيقع له من ذلك أوهام شنيعة وقد تتبع كثيرا منها الحافظ قطب الدين الحلبي ثم المصري اهـ وهو متشدد أشار ابن حجر إلى تشدده انظر لسان الميزان [1/231] قال أبو الحسن بن القطان : كان أبو محمد بن حزم يضعف المنهال ورد من روايته حديث البراء وليس على المنهال حرج فيما حكى بن أبي حازم فذكر حكايته المتقدمة قال فإن هذا ليس بجرح إلا أن تجاوز إلى حد تحريم ولم يصح ذلك عنه وجرحه بهذا تعسف ظاهر انظر تهذيب التهذيب (10/320) وقال ابن القيم في زاد المعاد [5/430] بعد أن ذكر تضعيف ابن حزم لحديث في صحيح البخاري : قُلْتُ : وَهَذَا مِنْ تَهَوُّرِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَإِقْدَامِهِ عَلَى تَضْعِيفِ مَا اتَّفَقَتِ النَّاسُ عَلَى صِحَّتِهِ، فَخَالَفَهُمْ وَحْدَهُ، فَإِنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ شُهْرَتُهَا فِي الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ وَالْمَسَانِيدِ وَالسِّيَرِ وَالتَّوَارِيخِ تُغْنِي عَنْ إِسْنَادِهَا، فَكَيْفَ وَقَدِ اتَّفَقَ عَلَيْهَا صَاحِبُ الصَّحِيحِ، وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْ أَحَدٍ قَبْلَهُ الطَّعْنُ فِيهَا الْبَتَّةَ اهـ وقال الألباني رحمه الله في إرواء الغليل [1/ 410] : - ابن حزم – معروف عند أهل العلم بتشدده في النقد، فلا ينبغي أن يحتج به إذا تفرد اهـ
- ابْنُ القَطَّانِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحِمْيَرِيُّ *
المَغْرِبِيّ، الفَاسِي، المَالِكِيّ، تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَهُوَ عَلَى قَضَاء سِجِلْمَاسَةَ انظر سير أعلام النبلاء [22/306] قال الذهبي في سر أعلام النبلاء [22/307]عَلَّقت مِنْ تَأْلِيْفِه كِتَابَ (الوَهْمِ وَالإِيهَامِ  فَوَائِد تَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ ذَكَائِهِ، وَسَيَلاَنِ ذِهْنِهِ، وَبصره بِالعلل، لَكنَّه تَعَنَّتَ فِي أَمَاكنَ وَلَيَّنَ هِشَام بن عُرْوَةَ، وَسُهَيْل بن أَبِي صَالِحٍ، وَنَحْوهُمَا اهـ
- أَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ التَّيْمِيُّ الطَّلحيُّ المُلاَئِيُّ
ثقة قال ابن حجر في التقريب (5401) : ثقة ثبت من التاسعة مات سنة ثماني عشرة وقيل تسع عشرة وكان مولده سنة ثلاثين وهو من كبار شيوخ البخاري ع اهـ وهو متشدد قال الذهبي في أعلام النبلاء [8/ 363] : قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: عَفَّانُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ لاَ أَقْبَلُ قَوْلَهُمَا فِي الرِّجَالِ لاَ يَدَعُوْنَ أَحَداً إلَّا، وَقَعُوا فِيْهِ يَعْنِي: أَنَّهُ لاَ يَخْتَارُ قَوْلَهُمَا فِي الجَرْحِ لِتَشْدِيْدِهِمَا فَأَمَّا إِذَا وَثَّقَا أَحَداً فَنَاهِيْكَ بِهِ اهـ
  - فضلك الرازي وهو أبو بكر الفضل بن العباس وهو ثقة ثبت إمام حافظ ناقد ولكنه متشدد في الجرح جدا حتى قال في أبو سعيد الربعي عبد الله شبيب وهو أخباري علامة لكنه واه قال الحاكم: ذاهب الحديث وبالغ فضلك الرازي فقال: يحل ضرب عنقه!!
- مَالِكُ بنُ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ المَدَنِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ (المتوفى: 179هـ)
ثقة قال ابن حجر في التقريب (6425) : الفقيه إمام دار الهجرة رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر من السابعة مات سنة تسع وسبعين وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقال الواقدي بلغ تسعين سنة ع اهـ
وهو متشدد ذكره سفيان بن عيينه انظر تهذيب التهذيب والجوزجاني انظر أحوال الرجال [140] وقَالَ بِشْرُ بنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَنْ رَجُلٍ، فَقَالَ: هَلْ رَأَيْتَه فِي كُتُبِي؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: لَوْ كَانَ ثِقَةً، لَرَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي انظر السير (8/71) وقال ابن حجر في التلخيص [3/22] : وَقَدْ اعْتَمَدَهُ مَالِكٌ مَعَ شِدَّةِ نَقْدِهِ اهـ
- أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ المُنْذِر بنِ دَاوُدَ بنِ مِهْرَانَ (المتوفى سنة: 277) قال ابن حجر في التقريب (5718) : أحد الحفاط من الحادية عشرة مات سنة سبع وسبعين د س فق اهـ
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (24/ 350) : وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ، فَأَبُو حَاتِمٍ يَقُولُ مِثْلَ هَذَا فِي كَثِيرٍ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ وَذَلِكَ أَنَّ شَرْطَهُ فِي التَّعْدِيلِ صَعْبٌ وَالْحُجَّةُ فِي اصْطِلَاحِهِ لَيْسَ هُوَ الْحُجَّةَ فِي جُمْهُورِ أَهْلِ الْعِلْمِ.
 اهـ وقال ابن عبد الهادي : وَقَوْلُ أَبِي حَاتِمٍ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ، غَيْرُ قَادِحٍ أَيْضًا، فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ السَّبَبَ، وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ مِنْهُ فِي رِجَالٍ كَثِيرِينَ مِنْ أصحاب الثِّقَاتِ الْأَثْبَاتِ مِنْ غَيْرِ بَيَانِ السَّبَبِ، كَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَغَيْرِهِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ انظر نصب الراية (2/ 439)
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ [2/8] قد علم تعنت أبي حاتم في الرجال اهـ وقال في السير (13|260): إِذَا وَثَّقَ أَبُو حَاتِمٍ رَجُلاً فَتَمَسَّكْ بِقَولِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يُوَثِّقُ إِلاَّ رَجُلاً صَحِيْحَ الحَدِيْثِ، وَإِذَا لَيَّنَ رَجُلاً، أَوْ قَالَ فِيْهِ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، فَتَوَقَّفْ حَتَّى تَرَى مَا قَالَ غَيْرُهُ فِيْهِ، فَإِنْ وَثَّقَهُ أَحَدٌ، فَلاَ تَبْنِ عَلَى تَجْرِيْحِ أَبِي حَاتِمٍ، فَإِنَّهُ مُتَعَنِّتٌ فِي الرِّجَالِ  ، قَدْ قَالَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ رِجَالِ (الصِّحَاحِ) : لَيْسَ بِحُجَّةٍ، لَيْسَ بِقَوِيٍّ، أَوْ نَحْو ذَلِكَ اهـ وقال ابن حجر في فتح الباري [1/ 441] : أَبُو حَاتِم عِنْده عَنَت اهـ وقال المعلمي في التنكيل [2/547]أبو حاتم رحمه الله معروف بالتشدد، قلما وجدته يقول في رجل «هو صدوق» إلا وقد وثقه غيره اهـ وقال الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود (2/40) : أبو حاتم الرازي يجهل رجالاً وهم ثقات معروفون، وهو متشدد في الرجال اهـ وقال شيخنا مصطفى العدوي في أسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث [22] قال أمثلة للمتشددين شعبة ويحيى بن القطان ويحيى بن معين وأبو حاتم اهـ
- أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ المَوْصِلِيُّ
مَاتَ: فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ قلت : هو متكلم فيه قال الذهبي في السير (13/389) : لَيْتَ الأَزْدِيّ عَرَفَ ضَعْفَ نَفْسِه اهـ وقال في ميزان الاعتدال [1/5] أبو الفتح يسرف في الجرح، وله مصنف كبير إلى الغاية في المجروحين، جمع فأوعى، وجرح خلقا بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم، وهو المتكلم فيه، وقال الذهبي أيضا في تذكرة الحفاظ [3/ 117] له مصنف كبير في الضعفاء، وهو قوي النفس في الجرح اهـ قال ابن غدة يعني بذلك : أنه متشدد متعنت فيه اهـ وقال ابن حجر في فتح الباري [1/ 386] وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ مُنكر الحَدِيث غير مرضِي وَلَا عِبْرَة بقول الْأَزْدِيّ لِأَنَّهُ هُوَ ضَعِيف فَكيف يعْتَمد فِي تَضْعِيف الثِّقَات اهـ وقال الألباني رحمه الله : الأزدي ينفرد بجرح كثير من الثقات فلا يؤبه لتجريحه إذا تفرد
- العُقَيْلِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ مُوْسَى  (المتوفى: 322هـ) هو ثقة قَالَ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ بنُ القَطَّانَ الفَاسِيُّ :أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ ثِقَةٌ، جليلُ القَدْرِ، عَالِمٌ بِالحَدِيْثِ، مُقَدَّم فِي الحِفْظِ انظر السير (15/238)
وهو متشدد وصفه الذهبي كما في ميزان الاعتدال [3/140] وابن حجر كما في هدي الساري [461] بالتشدد قال المعلمي في التنكيل [2/ 700] قد كان في العقيلي تشدد ما فينبغي التثبيت فيما يقول من عند نفسه في مظان تشدده، فأما روايته فهي مقبولة على كل حال اهـ وقال العلامة الألباني رحمه الله : هو متشدد اهـ وقال العلامة عبد الله السعد في شرحه الموقظة : العقيلي متشدد في جرحه ويظهر هذا جليا في كتابه الضعفاء اهـ
- أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ  الحَاكِمُ الكَبِيْرُ قال ابن حجر في لسان الميزان (7/5) : قال أبو الحسن القطان: لا يعرف وتعقب بأنه إمام كبير ومعروف بسعة الحفظ  قال الحاكم في تاريخ نيسابور كان إمام عصره في الصنعة وكان من الصالحين على سنن السلف --- مات في شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة  اهـ قال عبد الله السعد من المتشددين و سالت شيخنا طارق بن عوض الله قال لي معتدل
- شيخنا الشيخ مصطفى العدوي متشدد جدا في تصحيح الأحاديث فالشيخ إذا صحح حديث فعض على قوله بنواجذك، وتمسك
 بِتَصحيحه، وإذا ضعف حديث فانظر هل وافقه غيره على تضعيف هذا الحديث
- يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ (ت 198 هـ)
قلت : هو ثقة قال ابن حجر في التقريب (7557) : ثقة متقن حافظ إمام قدوة من كبار التاسعة مات سنة ثمان وتسعين [ومائة] وله ثمان وسبعون ع اهـ وهو متشدد قال علي ابن المديني،: إذا اجتمع يَحْيَى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي على ترك رجل لم أحدث عنه، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن لأنه أقصدهما، وكان في يَحْيَى تشدد انظر تاريخ بغداد [11/512] وقال الذهبي في ميزان الاعتدال [2/171] يحيى متعنت جدا في الرجال اهـ وقال في سير أعلام النبلاء [9/ 183]كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ مُتَعَنِّتاً فِي نَقدِ الرِّجَالِ ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ قَدْ وَثَّقَ شَيْخاً، فَاعْتمِدْ عَلَيْهِ، أَمَّا إِذَا لَيَّنَ أَحَداً، فَتَأَنَّ فِي أَمرِهِ حَتَّى تَرَى قَوْلَ غَيْرِهِ فِيْهِ، فَقَدْ لَيَّنَ مِثْلَ إِسْرَائِيْلَ وَهَمَّامٍ، وَجَمَاعَةٍ.
احْتَجَّ بِهِمُ الشَّيْخَانِ اهـ وقال ابن حجر في فتح الباري [1/ 424] يحيى بن سعيد شَدِيد التعنت فِي الرِّجَال اهـ
- يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ أَبُو زَكَرِيَّا المُرِّيُّ مَوْلاَهُم أَبُو زَكَرِيَّا (ت 233 هـ) قلت : هو ثقة قال ابن حجر في التقريب (7651) : ثقة حافظ مشهور إمام الجرح والتعديل من العاشرة مات سنة ثلاث وثلاثين بالمدينة النبوية وله بضع وسبعون سنة ع اهـ قال لي شيخنا طارق بن عوض الله : هو معتدل قلت بل : هو متشدد قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله [2/1113]كَانَ ابْنُ مَعِينٍ عَفَا اللَّهِ عَنْهُ يُطْلِقُ فِي أَعْرَاضِ الثِّقَاتِ الْأَئِمَّةِ لِسَانَهُ 000قَوْلُهُ فِي الشَّافِعِيِّ: إِنَّهُ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَقِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَتَكَلَّمُ فِي الشَّافِعِيِّ فَقَالَ أَحْمَدُ: وَمِنْ أَيْنَ يَعْرِفُ يَحْيَى الشَّافِعِيَّ هُوَ لَا يَعْرِفُ الشَّافِعِيَّ وَلَا يَعْرِفُ مَا يَقُولُ الشَّافِعِيُّ اهـ ووصفه بالتشدد ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى [24/349] وقال في الفتاوى الكبرى (6/241) : وَمُوسَى بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، هَذَا ثِقَةٌ ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيّ فِي كِتَابِهِ، وَرَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ هُوَ ثِقَةٌ.
وَذَكَرَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي حَاتِمٍ أَنَّهُ قَالَ هُوَ ثِقَةٌ. وَنَاهِيَك بِمَنْ يُوَثِّقُهُ هَذَانِ مَعَ صُعُوبَةِ تَزْكِيَتِهِمَا اهـ وقال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله (ص 172) : وابن معين وأبو حاتم والجوزجاني متعنتون اهـ وقال شيخنا مصطفى العدوي في أسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث [22] قال أمثلة للمتشددين 000ويحيى بن معين اهـ
- يَعْقُوب بن سُفْيَان أشار إلى تشدده الذهبي كما في ميزان الاعتدال [2/107] قال ابن حجر في فتح الباري (1/462): زيد بن وهب تكلم فِيهِ يَعْقُوب بن سُفْيَان - الْفَسَوِي - بعنت اهـ
ثانيا : المعتدلون وهم :
- إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ بنُ إِسْحَاقَ البَغْدَادِيُّ
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ إِمَاماً فِي العِلْمِ، رَأْساً فِي الزُّهْدِ، عَارِفاً بِالفِقْهِ، بَصِيْراً بِالأَحْكَامِ، حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ، مُمَيِّزاً لِعِلَلِهِ، قَيِّماً بِالأَدَبِ، جَمَّاعَةً لِلُغَةِ، صَنَّفَ (غَرِيْبَ الحَدِيْثِ) ، وَكُتُباً كَثِيْرَةً، وَأَصْلُهُ مِنْ مَرْو قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: سَأَلت الدَّارَقُطْنِيّ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيّ، فَقَالَ: كَانَ يُقَاس بِأَحْمَد بن حَنْبَلٍ فِي زُهده وَعلمه وَوَرَعه -- وَإِبْرَاهِيْم إِمَام بَارِع فِي كُلِّ عِلْم -- قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: الحَرْبِيّ إِمَامٌ، مصَنِّف، عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، بارِعٌ فِي كُلِّ علمٍ، صَدُوْقٌ نَقَلَ الخَطِيْبُ ، وَطَائِفَةٌ: أَنَّ الحَرْبِيّ تُوُفِّيَ: لسبع بَقِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ انظر السير (13/ 356)  
- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن العَبَّاسِ الجُرْجَانِيُّ الإِسمَاعِيلِيُّ ا الشَّافِعِيُّ, صَاحبُ "الصَّحِيْحِ", وَشيخُ الشافعية (المتوفى: 371هـ) قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ الإِسمَاعِيلِيُّ وَاحدَ عَصْرِهِ, وَشيخَ المُحَدِّثِيْنَ وَالفُقَهَاءَ، وَأَجلَّهُمْ فِي الرَّئَاسَةِ وَالمُروءةِ وَالسَّخَاءِ, وَلاَ خِلاَفَ بَيْنَ العُلَمَاءِ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ وَعقلاَئِهِمْ فِي أَبِي بَكْرٍ. قَالَ حَمْزَةُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ الحَافِظَ بِالبَصْرَةِ يَقُوْلُ: كَانَ الوَاجبُ للشَّيخِ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يصنِّف لِنَفْسِهِ سُنَناً، وَيختَارَ وَيجتهدَ, فَإِنَّهُ كَانَ يقدِرُ عَلَيْهِ لكَثْرَةِ مَا كَتَبَ، وَلغَزَارَةِ عِلْمِهِ وَفَهْمِهِ وَجَلاَلَتِهِ, وَمَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يتقيِّد بكتَابِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ, فَإِنَّهُ كَانَ أجَلّ مِنْ أنْ يتَّبِعَ غَيْرَهُ, أَوْ كَمَا قَالَ انظر أعلام النبلاء [12/316]
قال ابن كثير رحمه الله : الْحَافِظُ الْكَبِيرُ الرَّحَّالُ الْجَوَّالُ، سَمِعَ الْكَثِيرَ وَحَدَّثَ وَخَرَّجَ وَصَنَّفَ فَأَفَادَ وَأَجَادَ، وَأَحْسَنَ الِانْتِقَادَ وَالِاعْتِقَادَ، صَنَّفَ كِتَابًا عَلَى صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ، وَعُلُومٌ غَزِيرَةٌ. قال الدار قطنى: كُنْتُ عَزَمْتُ غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى الرِّحْلَةِ إِلَيْهِ فَلَمْ أُرْزَقْ. وَكَانَتْ وَفَاتُهُ يَوْمَ السَّبْتَ عَاشِرَ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً رَحِمَهُ اللَّهُ انظر البداية والنهاية (11/298)
-  أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ جُنَيْدِبٍ التِّرْمِذِيُّ
قال ابن حجر في التقريب (25) : ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة خمسين تقريبا خ ت اهـ قال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: ورد نيسابور سنة إحدى وأربعين ومئتين، فحدث فِي ميدان الحسين ، ثم حج وانصرف إِلَى نيسابور، وأقام بِهَا سنة يحدث، فكتب عَنْهُ كافة مشايخنا، وسألوه عَنْ علل الحديث والجرح والتعديل انظر تهذيب الكمال (1/292) قال الذهبي في السير (12/156) : وَتَفَقَّهَ بِأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَكَانَ بَصِيْراً بِالعِلَلِ وَالرِّجَالِ اهـ
- أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ صَخْرِ بنِ سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ، السَّرَخْسِيُّ. قال ابن حجر في التقريب (39) : ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة ثلاث وخمسين أيضا خ م د ت ق اهـ قال الذهبي : وَكَانَ عَالِماً بِالرِّجَالِ وَالعِلَلِ وَالتَّارِيْخِ، وَمِنْهُ تَعَلَّمَ أَصْحَابُنَا بِهَرَاةَ مَعْرِفَةَ الحَدِيْثِ.
قُلْتُ: كَانَ يُنَظَّرُ بِأَبِي زُرْعَةَ، وَابْنِ وَارَةَ انظر السير (12/234)
وقال أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة: "أقدمه الطاهرية هراة وكان أحد حفاظ الحديث, المتقن الثقة العالم بالحديث وبالرواة انظر التهذيب (1/32)
- أَحْمَد بْن سيار بْن أَيُّوب أَبُو الْحَسَن الْفَقِيه المروزي الوفاة :  268 هـ قال ابن حجر في التقريب (45) : الفقيه ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة ثمان وستين وله سبعون سنة س اهـ قال الخطيب في تاريخ بغداد (5/306) : إمام أهل الحديث فِي بلده علما وأدبا، وزهدا وورعا، وَكَانَ يقاس بعبد اللَّه بْن المبارك فِي عصره اهـ وقال الذهبي في السير (12/610) : وَقَدْ كَانَ بَعْض العُلَمَاء يُشبههُ فِي زَمَانِهِ بِابْنِ المُبَارَكِ عِلْماً وَفضلاً - رَحِمَهُمَا اللهُ - اهـ
- ابن تيمية تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ تَيْمِيَّةَ الْحَرَّانِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ (المتوفى: 728هـ) قال ابن كثير في البداية والنهاية (18/295) : قَالَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ الْبِرْزَالِيُّ فِي " تَارِيخِهِ ": وَفِي لَيْلَةِ الِاثْنَيْنِ الْعِشْرِينَ مِنْ
 ذِي الْقَعْدَةِ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْفَقِيهُ الْحَافِظُ الْقُدْوَةُ، شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ --- وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ الْكَثِيرَ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ، وَكَتَبَ الطِّبَاقَ وَالْأَثْبَاتَ، وَلَازَمَ السَّمَاعَ بِنَفْسِهِ مُدَّةَ سِنِينَ، ثُمَّ اشْتَغَلَ بِالْعُلُومِ، وَكَانَ ذَكِيًّا كَثِيرَ الْمَحْفُوظِ، فَصَارَ إِمَامًا فِي التَّفْسِيرِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ، عَارِفًا بِالْفِقْهِ وَاخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ، وَالْأَصْلَيْنِ وَالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ النَّقْلِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ، وَمَا تَكَلَّمَ مَعَهُ فَاضِلٌ فِي فَنٍّ مِنَ الْفُنُونِ الْعِلْمِيَّةِ إِلَّا ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ الْفَنَّ فَنُّهُ، وَرَآهُ عَارِفًا بِهِ مُتْقِنًا لَهُ، وَأَمَّا الْحَدِيثُ فَكَانَ حَافِظًا لَهُ مَتْنًا وَإِسْنَادًا، مُمَيِّزًا بَيْنَ صَحِيحِهِ وَسَقِيمِهِ، عَارِفًا بِرِجَالِهِ مُتَضَلِّعًا مِنْ ذَلِكَ، وَلَهُ تَصَانِيفُ كَثِيرَةٌ وَتَعَالِيقُ مُفِيدَةٌ فِي الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ، كَمَّلَ مِنْهَا جُمْلَةً وَبُيِّضَتْ وَكُتِبَتْ عَنْهُ، وَجُمْلَةٌ كَبِيرَةٌ لَمْ يُكْمِلْهَا، وَجُمْلَةٌ كَمَّلَهَا وَلَكِنْ لَمْ تُبَيَّضْ.
وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَعَلَى فَضَائِلِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ عَصْرِهِ، مِثْلُ الْقَاضِي الْخُوِيِّيِّ، وَابْنِ دَقِيقِ الْعِيدِ، وَابْنِ النَّحَّاسِ، وَابْنِ الزَّمْلَكَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَوُجِدَتْ بِخَطِّ ابْنِ الزَّمْلَكَانِيِّ أَنَّهُ اجْتَمَعَتْ فِيهِ شُرُوطُ الِاجْتِهَادِ عَلَى وَجْهِهَا، وَأَنَّ لَهُ الْيَدَ الطُّولَى فِي حُسْنِ التَّصْنِيفِ، وَجَوْدَةِ الْعِبَارَةِ، وَالتَّرْتِيبِ وَالتَّقْسِيمِ وَالتَّبْيِينِ، وَكَتَبَ عَلَى مُصَنَّفٍ لَهُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ:
مَاذَا يَقُولُ الْوَاصِفُونَ لَهُ ... وَصِفَاتُهُ جَلَّتْ عَنِ الْحَصْرِ
هُوَ حُجَّةٌ لِلَّهِ قَاهِرَةٌ ... هُوَ بَيْنَنَا أُعْجُوبَةُ الدَّهْرِ
هُوَ آيَةٌ فِي الْخَلْقِ ظَاهِرَةٌ ... أَنْوَارُهَا أَرْبَتْ عَلَى الْفَجْرِ
وَهَذَا الثَّنَاءُ عَلَيْهِ وَكَانَ عُمْرُهُ نَحْوَ الثَّلَاثِينَ سَنَةً اهـ
وقال ابن حجر رحمه الله : وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَنسخ سنَن أبي دَاوُد وَحصل الْأَجْزَاء وَنظر فِي الرِّجَال والعلل وتفقه وتمهر وتميز وَتقدم وصنف ودرس وَأفْتى وفَاق الأقران وَصَارَ عجبا فِي سرعَة الاستحضار وَقُوَّة الْجنان والتوسع فِي الْمَنْقُول والمعقول والإطالة على مَذَاهِب السّلف وَالْخلف انظر الدرر الكامنة (1/168)
- العِجْلِيُّ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ صَالِحٍ الكُوْفِيُّ، المتوفى سنة إحدى وستين ومائتين، عن ثمانين سنة، قلت : هو متساهل في توثيق المجاهيل غير ذلك هو معتدل قال الذهبي في سير أعلام النبلاء [12/ 506] وَلَهُ مُصَنَّفٌ مُفِيدٌ فِي (الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ) ، طَالَعْتُهُ، وَعلَّقتُ مِنْهُ فَوائِدَ تَدُلُّ عَلَى تَبحُّرِهِ بِالصَّنعَةِ وَسَعَةِ حِفْظِهِ وَقَالَ المُؤَرِّخُ العَالِمُ أَبُو العَرَبِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِيْمٍ القَيْرَوَانِيُّ: سَأَلْتُ مَالِكَ بنَ عِيْسَى العفصيَّ الحَافِظَ: مَنْ أَعلَمُ مَنْ رَأَيْتَ بِالحَدِيْثِ اهـ قال عباس الدُّوْرِيّ: " ذَلِكَ كُنَّا نَعُدُّه مِثْلَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ. وقال ابن ناصر الدين: "كان إمامًا حافظًا قدوة من المتقنين، وكان يعد كأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وكتابه في الجرح والتعديل يدل على سعة حفظه، وقوة باعه الطويل".رجل في منزلة الإمام أحمد، ويحيى بن معين: حافظ متقن ثقة ابن ثقة، نزه عن الشبهات، ورع في دينه، قدوة في عبادته وأخلاقه، عدل صدوق له أن يقدم لنا هذا المصنف الفريد فيمن ثبت لديه توثيقه وعدالته؛ ونلحظ من كتابه أن توثيقه من أجود درجات التوثيق، وتحريه من أعلى درجات الدقة، فليس في كتابه مغالاة وتطرف، لا بل هو إلى الاعتدال أقرب انظر الثقات للعجلي ط الباز [1/35] وقال الدكتور نافذ حماد : معتدل اهـ قلت : أخطأ من عده من المتساهلين مطلقا 0
 -  الخَطِيْبُ أَبُو بَكْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيٍّ البَغْدَادِيُّ، (المتوفى: 463هـ) قال الذهبي : كَتَبَ الكَثِيْرَ، وَتَقدَّمَ فِي هَذَا الشَّأْن، وَبَذَّ الأَقرَان، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَصحَّح، وَعلَّلَ وَجرَّحَ، وَعدَّلَ وَأَرَّخ وَأَوضح، وَصَارَ أَحْفَظَ أَهْلِ عصره عَلَى الإِطلاَق.
 قَالَ المُؤتَمَن السَّاجِيّ: مَا أَخَرَجتْ بَغْدَادُ بَعْد الدَّارَقُطْنِيّ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي: حَدَّثَنَا حَافظُ وَقْتِهِ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَمَا رَأَيْتُ مِثْله، وَلاَ أَظنّه رَأَى مِثْلَ نَفْسه.
 وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَنِ الخَطِيْب، فَقَالَ: إِمَامٌ مُصَنِّفٌ حَافظ، لَمْ نُدرك مِثْلَه قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشيرَازِيُّ الفَقِيْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ يُشَبَّهُ بِالدَّارَقُطْنِيّ وَنُظَرَائِهِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْث وَحفظه. وَقَالَ أَبُو الفتيَان الحَافِظ: كَانَ الخَطِيْبُ إِمَامَ هَذِهِ الصّنعَة مَا رَأَيْتُ مِثْله انظر أعلام النبلاء [18/ 271] وقال الألباني رحمه الله : الخطيب رحمه الله: متوسط يقبل توثيقه انظر سؤالات أبي الحسن للألباني
- ابن حجر أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
معتدل وفيه بعض التساهل فهو من كبار العلماء ، بلا أدنى شك ، ولا تكاد تجد عالما بعده ، إلا ويستفيد من كتبه ، وخاصة فتح الباري قال نجم الدين بن فهد وكان رحمه اللَّه - فريدَ عصره، ونسيجًا وحده، وإمامَ وقته. انتهى إليه علمُ الأثرِ والمعرفةُ بالعللِ، وأسماء الرجال، وأحوالِ الرواة، والجرحِ والتعديلِ، والناسخ والمنسوخ انظر الجواهر والدرر (1/327) قلت : هو في بعض الأحكام يتناقض في أحكامه قد يحكم على الرجل في التقريب بأنه صدوق ويحكم عليه في التلخيص بأنه ضعيف جدا أو ضعيف قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (1/15) : ابن حجر يتناقض في أحكامه تناقضا عجيبا فهو يوثق الرجل هنا أو يضعفه ، ويضعفه أو يوثقه في كتاب آخر من كتبه اهـ وقالا أيضا : (1/31) وقد اضطرب الحافظ ابن حجر اضطراباً شديداً في التقريب في موقفه من توثيق ابن حبان، أو ذكره لشخص ما في كتابه (الثقات)، فهو تارة يعتد به، ولا يعتد به تارة أخرى اهـ
قال الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم في كتابه: تيسير علوم الحديث ص 229: " التنبيه الرابع: قد يختلف حكم الحافظ على الرواي في التقريب عنه في بعض كتبه الأخرى، لا سيما كتب التخاريج وفتح الباري، ومثال ذلك: زُمَيْل بن عباس، قال في التقريب " مجهول" يقصد بذلك جهالة العين، فقد قال في مقدمة التقريب: (السابعة - أي من مراتب الجرح والتعديل - من روة عنه أكثر من واحد، ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مستور، أو مجهول الحال ... )
حتى قال: (التاسعة: من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ مجهول).
قلتُ: فالثاني ينصرف إلى جهالة العين، وقد قال في زميل هذا في الفتح (4/ 212): (مجهول الحال).
والخلاصة أن الباحث لايكتفي بالرجوع إلى التقريب، بل يرجع إلى الأصل وهو التهذيب " ا هـ
- أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هِلاَل الشَّيْبَانِيّ (ت 241 هـ)
قال ابن حجر في التقريب (96) : أحد الأئمة ثقة حافظ فقيه حجة وهو رأس الطبقة العاشرة مات سنة إحدى وأربعين وله سبع وسبعون سنة ع اهـ
 قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (1/302) : كان أحمد بن حنبل بارع الفهم لمعرفة الحديث بصحيحه وسقيمه، وتعلم الشافعي أشياء من معرفة الحديث منه، وكان الشافعي يقول لأحمد: حديث كذا وكذا قوى الإسناد محفوظ؟ فإذا قال أحمد: نعم، جعله أصلا وبنى عليه اهـ وقال الذهبي : سَأَلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ تَلَامِذَتِهِ عَنِ الرِّجَالِ وَكَلَامِهِ فِيهِمْ بِاعْتِدَالٍ وَإِنْصَافٍ وَأَدَبٍ وَوَرَعٍ وأقره السخاوي انظر فتح المغيث (4/353) قال ابن حجر في النكت (1/75) : ومن الثالثة: يحيى بن معين وأحمد، ويحيى أشد منه اهـ  قال شيخنا مصطفى العدوي  في اسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث [22] : من المتوسطين أحمد بن حنبل اهـ
- أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ
 قال الذهبي : قَالَ الخَلِيْلِيّ: ثِقَة، عَالِم بِهَذَا الشَّأْن سُئِلَ عَنْهُ ابْن أَبِي حَاتِمٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ معتمدٌ عَلَيْهِ قَالَ الخَلِيْلِيّ: أَدْرَكْت مِنْ أَصْحَابه نَحْو عَشْرَة.
وَلَهُ تَصَانِيْف حِسَان تُوُفِّيَ عَلَى مَا قَاله الحَاكِم: بِطُوْسَ، سنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: مَاتَ فِي طَرِيْق الغَزْو سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. انظر السير (14/ 288)
- الخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ القَزْوِيْنِيُّ الحَافِظُ، أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ (المتوفى: 446هـ) قال الذهبي :  وَكَانَ ثِقَةً، حَافِظاً، عَارِفاً بِالرِّجَالِ وَالعِلَلِ، كَبِيرَ الشَّأْنِ، وَلَهُ غَلطَاتٌ فِي (إِرشَادِه) انظر السير (17/ 666) وقد أكثر النقل عنه واعتمد بقوله ابن حجر رحمه الله
- أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بنُ حَرْبِ بنِ شَدَّادٍ الحَرَشِيُّ النَّسَائِيُّ الوفاة :  234 هـ قال ابن حجر في التقريب (2042) : ثقة ثبت روى عنه مسلم أكثر من ألف حديث من العاشرة مات سنة أربع وثلاثين وهو ابن أربع وسبعين خ م د س ق اهـ قَالَ جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ:أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: أَبُو خَيْثَمَةَ، أَوْ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ؟فَقَالَ: أَبُو خَيْثَمَةَ.قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ: أَبُو خَيْثَمَةَ حُجَّةٌ فِي الرِّجَالِ ؟ قَالَ: مَا كَانَ أَحسَنَ عِلْمَهُ انظر السير (11/490) قال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله ص (185) : وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ لَهُ كَلَامٌ كَثِيرٌ رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ اهـ وقال الدكتور نافذ حماد : معتدل اهـ
- السَّاجِيُّ زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَحْيَى
 وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ - رَحِمَهُ اللهُ – قال ابن حجر في التقريب (2029) : ثقة فقيه من الثانية عشرة مات سنة سبع وثلاثمائة اهـ قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل [3/ 601] : وكان ثقة يعرف الحديث والفقه وله مؤلفات حسان في الرجال واختلاف العلماء واحكام القرآن اهـ وقال الذهبي في السير [14/ 199] : وَلِلسَّاجِي مصَنَّفٌ جليلٌ فِي علل الحَدِيْث يدلُّ عَلَى تبحُّره وَحِفْظِهِ اهـ وقال ابن حجر : كان يتعنت ويتكلم بالرجال من غير مستند وحتى جاء ذلك منه في رجال البخاري انظر الهدي الساري لابن حجر, نقله الأعظمي في دراسات الجرح والتعديل 1438 الحاشية
- سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الثَّوْرِيُّ (ت 161 هـ)
قال ابن حجر في التقريب (2445) : ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من رؤوس الطبقة السابعة وكان ربما دلس مات سنة إحدى وستين وله أربع وستون ع اهـ قال ابن حجر في النكت (1/75) : وذلك أن كل من نقاد الرجال لا تخلو من متشدد ومتوسط.
فمن الأولى: شعبة وسفيان، وشعبة أشد منه اهـ قال شيخنا مصطفى العدوي  في اسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث [22] : من المتوسطين سفيان الثوري 0
- أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ شَدَّادِ الوفاة :  275 هـ
قال ابن حجر في التقريب (2533) : ثقة حافظ مصنف السنن وغيرها من كبار العلماء من الحادية عشرة مات سنة خمس وسبعين ت س اهـ قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/613) : وأبو داود قريب من الترمذي في هذا، بل هو اشد انتقاداً للرجال منه وأما النسائي فشرطه أشد من ذلك اهـ قال الذهبي في السير (13/ 204) : جَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَاسِيْنَ: كَانَ أَبُو دَاوُدَ أَحَدَ حُفَّاظِ الإِسْلاَمِ لِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِلْمِهِ وَعِلَلِهِ وَسَنَدِهِ، فِي أَعْلَى دَرَجَةِ النُّسْكِ وَالعَفَافِ، وَالصَّلاَحِ وَالوَرَعِ، مِنْ فُرْسَانِ الحَدِيْثِ اهـ وقال الدكتور نافذ حماد : معتدل اهـ
-  أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعْدٍ
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: مَاتَ أَبُو الوَلِيْدِ بِالمَرِيَّة فِي تَاسع عشر رَجَب، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فَعُمُرُهُ إِحْدَى وَسَبْعُوْنَ سَنَةً سِوَى أَشهرٍ قال السخاوي في المتكلمون في الرجال [119]قد صَنَّفَ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ وَكَانَ عَلَّامَةً حُجَّة اهـ
- شعيب الأرنؤوط قال العلامة شعيب سألت ابنة الشيخ أباها رحمه الله : من نسأل بعدك فقال لها : شعيب الأرنؤوط 
- صَالِحُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَبِيْبٍ الأَسَدِيُّ جَزَرَةُ أَبُو عَلِيٍّ
مات سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
قال الذهبي في السير (14/24) : جَمَعَ وَصَنَّفَ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ قَالَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ: صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ، مَا أَعْلمُ فِي عَصْرِهِ بِالعِرَاقِ وَخُرَاسَان فِي الحِفْظِ مِثْلَهُ، دَخَلَ مَا وَرَاء النَّهْرِ، فَحَدَّثَ مُدَّةً
مِنْ حِفْظِهِ، وَمَا أَعْلَمُ أُخِذَ عَلَيْهِ مِمَّا حَدَّثَ خَطأ، وَرَأَيْتُ أَبَا أَحْمَدَ بنَ عَدِيٍّ يُفَخِّمُ أَمْرَهُ وَيُعَظِّمُه اهـ سألت شيخنا طارق بن عوض الله عنه قال لي معتدل وكذلك قال العلامة عبد الله السعد 0
- شيخنا طارق بن عوض الله
لما اجتمعت بالشيخ طارق رأيت رجلا علوم الحديث كلها بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد فإني قد حضرت دروسا للشيخ طارق وسمعت منه كتاب اختصار علوم الحديث لابن كثير والرفع والتكميل لأبي الحسنات وشرح علل الترمذي وقرأت أكثر كتبه واستفدت منه كثيرا في الحديث فهذا الشيخ عالم بارع في الحديث وعلومه والعلل فما زلت ازداد علما بسبب دروس وكتب هذا الشيخ والشيخ سألته 300 سؤال في الحديث والجرح والتعديل وسألته في مسألة في الفقه فقال لي لا أدري لست متخصص في الفقه فالشيخ حفظه الله تفرغ للحديث تفرغا تاما فظهرت علامات نبوغه ظهورا بارزا لأجل التفرد والتخصص وهذا مما يزيده قوة ومتانة في هذا العلم فهو بيركز على كتب المصطلح والعلل ويقول هذا اختصاصي اسمه طارق بن عوض الله بن محمد أبو معاذ ، من مواليد 1/5/1963 له كتب في المصطلح كثيرة مفيدة جدا عارفا بالجرح والتعديل، بصيرا بعلل الحديث، والتحقيقات النافعة نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكيه على الله وأثنى عليه جماعة من العلماء منهم الشيخ أبو إسحاق الحويني وشيخه محمد عمر بن عبد اللطيف كان يكثر الثناء على الشيخ طارق وقد يستشيره في بعض النواحي العلمية بل قال الشيخ محمد عمر بن عبد اللطيف طارق بن عوض الله قطعة مني وقال الشيخ عبد الكريم الخضير : قابلته وهو من أجود من يعتني بالتحقيق في هذا الزمان0
وأخيرا :رغم إني انتهيت من هذه المقدمة أشهد الله أنني ما وفيت الشيخ حقه ، فإن شيخنا لا يعرفه إلا من جالسه في دروسه أو قرأ كتبه فهناك كلام كثير جدا عن هذا الشيخ تركته خشية الإطالة
اسأل الله تعالى أن يبارك في الشيخ طارق وأن يحفظه من كل سوء ، وأن ينفعنا بعلمه آمين آمين آمين
 - أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بنُ مُسْهِرٍ الغَسَّانِيُّ (المتوفى سنة 218)
ثقة قال ابن حجر في التقريب (3738) : ثقة فاضل من كبار العاشرة مات سنة ثماني عشرة وله ثمان وسبعون سنة ع اهـ وهو معتدل قال ابن حبان: " كان يقبل كلامه في التعديل والجرح في أهل بلده، كما كان يقبل ذلك من أحمد ويحيى بالعراق، وكان يحيى بن معين يفخم أمره انظر المجروحين، لابن حبان (2/ 77)، قلت: جاءَ عن يحيى بن معين قوله " إِذَا رَأَيتَنِي أُحَدِّثُ بِبَلَدٍ فِيْهَا مِثْلُ أَبِي مُسْهِرٍ، فَيَنْبَغِي لِلِحْيَتِي أَنْ تُحْلَقَ وَقَالَ أَبُو الجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ: مَا رَأَيْتُ بِالشَّامِ مِثْلَ أَبِي مُسْهِرٍ انظر السير (10/ 231)
- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ , وَيُلَقَّبُ بِدُحَيْمٍ الوفاة :  245 هـ بـ فلسطين أَحَدُ حُفَّاظِ الْأَئِمَّةِ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , قَالَ الحَسَن بن عَلِيّ بن بَحْر:قَدِمَ دُحَيْمٌ بَغْدَادَ سَنَةَ اثْنَتَي عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، فَرَأَيْتُ أَبِي وَأَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، وَخَلَفَ بنَ سَالِمٍ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالصِّبْيَانِ قُعُوداً.
قُلْتُ: هَؤُلاَءِ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَلَكِنْ أَكرَمُوهُ لِكَوْنِهِ قَادِماً، وَاحْتَرَمُوهُ لِحِفظِهِ انظر السير (11/ 516) قال الخليلي في الإرشاد [1/ 450]وَيُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي تَعْدِيلِ شُيُوخِ الشَّامِ وَجَرْحِهِمْ اهـ قال ابن حجر في التلخيص (1/ 217) : وَأَعَلَّهُ الْبُخَارِيُّ بِأَنَّ مَكْحُولًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَكَذَا قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ: إنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَخَالَفَهُمْ دُحَيْمٌ، وَهُوَ أَعْرَفُ بِحَدِيثِ الشَّامِيِّينَ: فَأَثْبَتَ سَمَاعَ مَكْحُولٍ مِنْ عَنْبَسَةَ اهـ قال الألباني في الثمر المستطاب (2/ 724) : وعلي بن حوشب لا بأس به كما قال دحيم واعتمده الحافظ في (التقريب) اهـ
- ابْنُ يُوْنُسَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ المِصْرِيُّ أَبُو سَعِيْد [المتوفى: 347 هـ] عَنْ سِتَّة وَسِتِّيْنَ عَاماً قال الذهبي في تاريخ الإسلام (7/ 853) : وله كلام فِي الجرح والتّعديل يدلّ عَلَى بصره بالّرجال ومعرفته بالعِلَل اهـ قال عنه ابن حجر في الإصابة (5|537): «هو أعلم الناس بالمصريين»، وقال في التهذيب (6|197) : «وإليه المرجع في معرفة أهل مصر والمغرب اهـ وقال محمد صديق خان في التاج ص (151) : له كلام في الجرح والتعديل؛ يدل على تبصره بالرجال، ومعرفته بالعلل وكان إماماً في علم التاريخ، عمل لمصر تاريخين اهـ
-  أبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو الوفاة :  281 هـ
قال ابن حجر في التقريب (3965) : ثقة حافظ مصنف من الحادية عشرة مات سنة إحدى وثمانين د اهـ قال الذهبي : الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الصَّادِقُ، مُحَدِّثُ الشَّامِ... وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَذَاكَرَ الحُفَّاظَ، وَتَمَيَّزَ، وَتَقَدَّمَ عَلَى أَقْرَانِهِ، لِمَعْرِفَتِهِ وَعُلَوِّ سَنَدِهِ.
... قُلْتُ: لأَبِي زُرْعَةَ (تَارِيْخ) مُفِيْد فِي مُجَلَّدٍ ، وَلَمَّا قَدِمَ أَهْلُ الرَّيِّ إِلَى دِمَشْقَ، أَعْجَبَهُم عِلْمُ أَبِي زُرْعَةَ، فَكَنَّوا صَاحِبَهُم الحَافِظَ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الكَرِيْمِ  بِكُنْيَتِهِ انظر سير أعلام النبلاء [13/ 311]
- عبد الرَّحْمَن بن أَبى حَاتِم مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن الْمُنْذر أَبُو مُحَمَّد قال أبو يعلى الخليلي: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَخَذَ عِلْمَ أَبِيهِ، وَأَبِي زُرْعَةَ، وَكَانَ بَحْرًا فِي الْعُلُومِ وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ وَالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ مِنَ السَّقِيمِ،-- وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ انظر الإرشاد [2/ 683] قال الذهبي في التذكرة [3/ 34] : كتابه في الجرح والتعديل يقضي له بالرتبة المتقنة في الحفظ اهـ
-  عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلِ بنِ هِلاَلٍ الشَّيْبَانِيّ ُأَبُو عبد الرَّحْمَن قال ابن حجر في التقريب (3205) : ولد الإمام ثقة من الثانية عشرة مات سنة تسعين وله بضع وسبعون س اهـ
قَالَ إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ بَشِيْر: سَمِعْتُ عبَّاساً الدُّوْرِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ يَوْماً عِنْد أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، فَدَخَلَ ابْن عَبْد اللهِ فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: يَا عَبَّاس! إِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن قَدْ وَعَى عِلْماً كَثِيْراً -- قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بِمَسَائِل أَبِيْهِ، وَبعلل الحَدِيْث وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ المُنَادِي: وَمَازِلنَا نرَى أَكَابر شُيوخنَا يَشْهدُوْنَ لَهُ بِمَعْرِفَة الرِّجَال وَعِلَل الحَدِيْث، وَالأَسْمَاء وَالكُنَى، وَالموَاظَبَة عَلَى طَلَب الحَدِيْث فِي العِرَاق وَغيرهَا، وَيذكرُوْنَ عَنْ أَسلاَفِهم الإِقْرَار لَهُ بِذَلِكَ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُم أَسرَف فِي تَقْرِيْظِه إِيَّاهُ بِالمعرفَة، وَزِيَادَة السَّمَاع لِلْحَدِيْثِ عَلَى أَبِيْهِ قال الذهبي : وَكَانَ صَيِّناً دَيِّناً صَادِقاً، صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَاتِّبَاع وَبصرٍ بِالرِّجَال، لَمْ يدخلْ فِي غَيْر الحَدِيْث انظر السير (13/ 521) 


- ابْنُ الفَرَضِيِّ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيُّ أَبُو الوَلِيْدِ
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَقَالَ:
كَانَ فَقِيْهاً حَافِظاً، عَالِماً فِي جَمِيْع فُنُوْنِ العِلْمِ فِي الحَدِيْثِ وَالرِّجَال، أَخذتُ مَعَهُ عَنْ أَكْثَرِ شُيُوْخِي، وَكَانَ حَسَنَ الصُّحْبَة وَالمعَاشرَة، قَتَلَتْهُ البَرْبَرُ، وَبَقِيَ مُلقَىً فِي دَارِه ثَلاَثَةَ أَيَّام وَقَالَ أَبُو مَرْوَانَ بنُ حَيَّانَ: وَمِمَّنْ قُتِلَ يَوْمَ أَخذِ يَوْم قُرْطُبَة الفَقِيْهُ الأَدِيْبُ الفَصِيْحُ ابْنُ الفَرَضِيّ، وَوُورِي مُتَغَيّرَا مِنْ غَيْر غُسل، وَلاَ كَفَن وَلاَ صَلاَة، وَلَمْ يُرَ مثلُه بقُرْطُبَة فِي سعَة الرِّوَايَةِ، وَحفظِ الحَدِيْثِ، وَمَعْرِفَةِ الرِّجَال، وَالاَفتنَانِ فِي الْعُلُوم وَالأَدب البَارع، وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَحَجَّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ، وَجمعَ مِنَ الكُتُب أَكْثَرَ مَا يَجْمَعُهُ أَحَدٌ فِي عُلَمَاءِ البَلَد، وَتَقَلَّد قِرَاءةَ الكُتُب بِعَهْد العَامِرِيَّة، وَاسْتقضَاهُ مُحَمَّدٌ المَهْدِيُّ بَبَلنْسِيَة، وَكَانَ حَسَنَ البلاغَةِ وَالخَطِّ قُتِلَ - رَحِمَهُ اللهُ - سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَع مائَة كَهْلاً انظر السير (17/ 180)
- أَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ العَبْسِيُّ (المتوفى: 235هـ) قال ابن حجر في التقريب (3575) : ثقة حافظ صاحب تصانيف من العاشرة مات سنة خمس وثلاثين [ومائتين] خ م د س ق اهـ قال السخاوي في المتكلمون في الرجال [104] وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ صَاحِبُ الْمُسْنَدِ وَكَانَ آيَةً الْحِفْظ يشبه احْمَد فِي الْمَعْرِفَةِ اهـ
- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيِّ بنِ حَسَّانِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَنْبَرِيُّ أَبُو سَعِيْدٍ (ت 198هـ) قال ابن حجر في التقريب (4018) : ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث قال ابن المديني ما رأيت أعلم منه من التاسعة مات سنة ثمان وتسعين [ومائة] وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ع اهـ قال علي ابن المديني،: إذا اجتمع يَحْيَى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي على ترك رجل لم أحدث عنه، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن لأنه أقصدهما، وكان في يَحْيَى تشدد انظر تاريخ بغداد [11/512] وقال أَحْمَد بن حنبل، : إذا إذا حدث عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي عَنْ رجل فهو حجة انظر تهذيب الكمال (17/441) ووصفه ابن حجر في النكت [1/482] بالاعتدال قال شيخنا مصطفى العدوي  في اسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث [22] : من المتوسطين سفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل والبخاري
- عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي العتمي اليماني (المتوفى: 1386هـ) قال الألباني رحمه الله معلقا على كلام المعلمي في درجات التوثيق عند ابن حبان كما سيأتي قال :  هذا تفصيل دقيق، يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، وتمكنه من علم الجرح والتعديل انظر التنكيل (2/ 670) وقال عنه بكر أبو زيد رحمه الله ذهبي عصره العلامة المحقق اهـ
-  ابْنُ عَدِيٍّ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيُّ (المتوفى: 365هـ) قال الذهبي في السير (16/ 155) قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: ابْنُ عَدِيٍّ حَافظٌ لاَ بَأْسَ بِهِ قَالَ حَمْزَةُ بنُ يُوْسُفَ :سَأَلتُ الدَّارَقُطْنِيَّ أَنْ يصَنِّفَ كِتَاباً فِي الضُّعَفَاءِ، فَقَالَ: أَليَسَ عِنْدَكَ كِتَابُ ابْنِ عَدِيٍّ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: فِيْهِ كفَايَةٌ، لاَ يُزَادُ عَلَيْهِ قال الذهبي : وَهُوَ مُنْصِفٌ فِي الرِّجَالِ بِحَسبِ اجتهَادِهِ اهـ وذهب ابن حجر في تهذيب التهذيب [1/93] بأنه من المعتدلين وقال الذهبي وأقره السخاوي في فتح المغيث [4/354] : وَابْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ وَمُصَنَّفُهُ فِي الرِّجَالِ، إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي الْجَرْحِ اهـ وقال المعلمي في التنكيل (2/525) : أبو أحمد إمام في الحديث ورجاله وعلله، واشتغاله بذلك عن التبسط في الفقه والنظر، لا يدل على بعده عن التأهل لذلك اهـ وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني في النافلة [2/36] انظر إلى صاحب ((القدم الراسخ)) كيف يعالج نصوص أئمة الجرح والتعديل. وزعم أن ابن عدي مشهور بالإفراط في الجرح، مع أن ابن عدي معروف بأنه وسط، وجانب التسامح عنده أظهر جداً من جانب الجرح. اهـ

- عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ بنِ وَاضِحٍ الحَنْظَلِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (المتوفى: 181هـ) ثقة قال ابن حجر في التقريب (3570) : ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير من الثامنة مات سنة إحدى وثمانين وله ثلاث وستون ع اهـ وهو معتدل قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ عَبْدُ اللهِ -رَحِمَهُ اللهُ- كَيِّساً، مُسْتَثْبِتاً، ثِقَةً، وَكَانَ عَالِماً، صَحِيْحَ الحَدِيْثِ، وَكَانَتْ كُتُبُهُ الَّتِي يُحَدِّثُ بِهَا عِشْرِيْنَ أَلْفاً أَوْ وَاحِداً وَعِشْرِيْنَ أَلْفاً انظر السير (8/391)
- أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ (المتوفى سنة: 264)
قال ابن حجر في التقريب (4316) : إمام حافظ ثقة مشهور من الحادية عشرة مات سنة أربع وستين وله أربع وستون م ت س ق
 اهـ قال مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصَّاغَانِيّ : أَبُو زُرْعَةَ يُشَبَّهُ بِأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قال الذهبي رحمه الله : يُعْجِبُنِي كَثِيْراً كَلاَمَ أَبِي زُرْعَةَ فِي الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ، يَبِيْنُ عَلَيْهِ الوَرَعُ وَالمَخْبَرَةُ، بِخِلاَفِ رَفِيْقِهِ أَبِي حَاتِمٍ، فَإِنَّهُ جَرَّاحٌ انظر سير أعلام النبلاء [13/81] وقال الذهبي في الموقظة ص (83) : والمعتدلُ فيهم: أحمد بن حنبل، والبخاريّ، وأبو زُرْعَة اهـ
- القَوَارِيْرِيُّ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مَيْسَرَةَ أَبُو سَعِيْدٍ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ قال ابن حجر في التقريب (4325) : ثقة ثبت من العاشرة مات سنة خمس وثلاثين على الأصح وله خمس وثمانون سنة خ م د س اهـ قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ: لَمْ أَرَ فِي جَمِيْعِ مَنْ رَأَيْتُ مِثْلَ مُسَدَّدٍ بِالبَصْرَةِ، وَالقَوَارِيْرِيِّ بِبَغْدَادَ، وَصَدَقَةَ بنِ الفَضْلِ بِمَرْوَ قال صَالِحَ بنَ مُحَمَّدٍ - جَزَرَةُ - :القَوَارِيْرِيُّ أَثْبَتُ مِنَ الزَّهْرَانِيِّ ، وَأَشْهَرُ وَأَعْلَمُ بِحَدِيْثِ البَصْرَةِ، مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ البَصْرَةِ مِنْهُ، وَمِن عَلِيٍّ -يَعْنِي: ابْنَ المَدِيْنِيِّ- وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَرْعَرَةَ انظر السير (11/ 443)


-  عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ أَبُو الحَسَنِ النَّخَعِيُّ
قال الذهبي في تاريخ الإسلام [6/985] : وكان واسع الرّحلة، بصيرًا بهذا الفنّ، خبيرًا بالرّجال والعِلَل اهـ وقال في السير [14/16] : الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو الحَسَنِ النَّخَعِيُّ، الرَّازِيُّ، المَعْرُوْفُ فِي بَلَدِهِ: بِالمَالِكِيِّ؛ لِكَوْنِهِ جَمَعَ حَدِيْثَ مَالِكٍ الإِمَامِ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ وَثَّقَهُ: ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَسمَّاهُ حَافِظَ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، وَمَالِكٍ.
قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالرَّيِّ.
وَأَمَّا الخَلِيْلِيّ، فَأَرَّخَ مَوْتَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَالَ: هُوَ حَافِظُ عِلْمِ مَالِكٍ، صَاحِبُ دِيَانَةٍ.
قُلْتُ: الأَصحُّ وَفَاتُهُ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ اهـ واعتمد بقوله الذهبي وابن حجر وكذلك الألباني رحمهم الله تعالى
-- ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ (المتوفى سنة: 234).
ثقة قال ابن حجر في التقريب (4760) : ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعلله من العاشرة مات سنة أربع وثلاثين على الصحيح خ ت س فق اهـ وهو معتدل قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ عَلَماً فِي النَّاسِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ وَالعِلَلِ وقال البخاري: مَا اسْتَصغَرْتُ نَفْسِي عِنْدَ أَحَدٍ، إِلاَّ عِنْدَ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ انظر السير (11/ 43) قال الإمام أحمد: (أعلمنا بالعلل علي بن المديني) ، وقال ابن كثير بأن أفضل المؤلفات في علل الحديث هو (العلل) له انظر الوفيات والأحداث ص (60) وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة (يعني الرازي) عن فضيل بن سليمان؟ فقال: " لين الحديث، روى عنه علي بن المديني، وكان من المتشددين انظر الجرح والتعديل (7/ 73)  
قال العلامة أبو الحسن السليماني : أقول : وكنت أميل من قبل إلى القول بتشدده وذلك لقول ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل في ترجمة فضيل بن سليمان --- ثم أفادني الشيخ – حفظه الله – أن المراد من التشدد في هذه الترجمة ليس في باب الجرح والتعديل وإنما يعني بذلك عدم الرواية عن الضعفاء وقد يشهد لكلام الشيخ ما جاء في ترجمة مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ قال علي بن الْمَدِيْنِيّ: سألت يَحْيَى بن سعيد، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو, فَقَالَ: تُرِيْدُ العَفْوَ أَوْ نُشِدِّدَ؟ قَالَ: بَلْ شَدِّدْ قَالَ: لَيْسَ مِمَّنْ  تُرِيْدُ اهـ فهذا يشهد لما ذكره من أن التشدد المذكور هنا هو عدم الرواية عن الضعفاء والله أعلم وقال الدكتور نافذ حماد : معتدل اهـ
- الدَّارَقُطْنِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ أَبُو الحَسَنِ (المتوفى: 385هـ) قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ فَريدَ عَصْرِهِ، وَقريعَ دَهْرِهِ، وَنَسِيْجَ وَحْدِهِ، وَإِمَامَ وَقْتِهِ، انْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الأَثرِ وَالمعرفَةِ بِعِلَلِ الحَدِيْثِ وَأَسمَاءِ الرِّجَالِ، مَعَ الصِّدْقِ وَالثِّقَةِ، وَصِحَّةِ الاعْتِقَادِ انظر السير (16/452) وصفه ابن حجر بالتعنت انظر هدي الساري [392] قلت : هو متساهل في توثيق مجهول الحال غير ذلك معتدل قال شيخ الإسلام في الرد على البكري (1\78): «الدارقطني صَنّفَ سُننه ليذكر فيها غرائب السُّنَن. وهو ‏في الغالب يبيّن ما رواه، وهو من أعلم الناس بذلك» اهـ وقال السخاوي في فتح المغيث [4/ 360]: وَقِسْمٌ مُعْتَدِلٌ ; كَأَحْمَدَ وَالدَّارَقُطْنِيِّ وَابْنِ عَدِيٍّ اهـ وقال الألباني رحمه الله : الدارقطني بلا شك هو إمام ولا ينسب إلى تشدد ولا إلى تساهل ، هذا اعتقادي فيه اهـ وقال أبو الحسن السليماني أظن أنه معتدل وقال الشيخ الرحيلي: وتوصّلت فيه إلى أنه معتدل في الجرح والتعديل من خلال أقوال الأئمة وموقفهم إزاء ما يصدر عنه من جرح وتعديل، وأنه إمام في الجرح والتعديل انظر الإمام أبو الحسن الدارقطني وآثاره العلمية [13] أشار الذهبي إلى تساهله في بعض الأوقات انظر الموقظة [83]قلت : الظاهر أنه يقصد تساهله في توثيق المجاهيل قال السخاوي في فتح المغيث (2/54) : وَعِبَارَةُ الدَّارَقُطْنِيِّ: " مَنْ رَوَى عَنْهُ ثِقَتَانِ فَقَدِ ارْتَفَعَتْ جَهَالَتُهُ، وَثَبَتَتْ عَدَالَتُهُ اهـ والفرق بين الدارقطني والنسائي أن الأول لا يوثق المجهول حتى يروي عنه اثنين أما النسائي فهو يمشي على منهج ابن حبان في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد 0
- - شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ بن أَحْمَد بْن عَبْد الْهَادِي الْمَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ (المتوفى: 744 هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (18/ 467) : صَاحِبُنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ النَّاقِدُ الْبَارِعُ فِي فُنُونِ الْعُلُومِ --- فَلَمْ يَبْلُغِ الْأَرْبَعِينَ، وَحَصَّلَ مِنَ الْعُلُومِ مَا لَا يَبْلُغُهُ الشُّيُوخُ الْكِبَارُ، وَتَفَنَّنَ فِي الْحَدِيثِ، وَالنَّحْوِ، وَالتَّصْرِيفِ، وَالْفِقْهِ، وَالتَّفْسِيرِ، وَالْأَصْلَيْنِ، وَالتَّارِيخِ، وَالْقِرَاءَاتِ، وَلَهُ مَجَامِيعُ وَتَعَالِيقُ مُفِيدَةٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانَ حَافِظًا جَيِّدًا لِأَسْمَاءِ الرِّجَالِ، وَطُرُقِ الْحَدِيثِ، عَارِفًا بِالْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، بَصِيرًا بِعِلَلِ الْحَدِيثِ، حَسَنَ الْفَهْمِ لَهُ، جَيِّدَ الْمُذَاكَرَةِ، صَحِيحَ الذِّهْنِ، مُسْتَقِيمًا عَلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ، وَاتِّبَاعِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مُثَابِرًا عَلَى فِعْلِ الْخَيِّرَاتِ اهـ قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (4/ 1508): (وسمعت من الإمام الأوحد الحافظ ذي الفنون شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي ... واعتنى بالرجال والعلل وبرع وجمع وتصدى للإفادة والاشتغال في القراءات والحديث والفقه والأصول والنحو، وله توسع في العلوم وذهن سيال اهـ من خلال النظر في الأحكام التي يختارها نجد أن الحافظ ابن عبد الهادي من المعتدلين في أحكامه على الرواة، ونجده كثيرًا ما يتعقب المتشددين والمتساهلين انظر تنقيح التحقيق [171]   
- شَمْس الدِّيْنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيِّ أبو عَبْدِ اللهِ (المتوفى : 748هـ) قال المعلمي : الذي توصلت إليه في البحث أنه من المنصفين في نقد الرجال
 قال الألباني في الضعيفة (3/ 40) أنه إذا تعارض قول الحاكم مع الذهبي، رجح قول الذهبي، لأن الأول متساهل والثاني غير متساهل اهـ وقال في الضعيفة (3/513) : وقد روى له الحاكم (1/208) حديثا آخر عن عوف بن الحارث عن أبي هريرة وقال:صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي، وذلك من أوهامهما، وقد وصف الذهبي نفسه محصنا هذا بالجهالة في " الميزان " نقلا عن ابن القطان وأقره! فالعجب منه ما أكثر تناقض كلامه في " التلخيص " مع كلامه في غيره وهو الحافظ النقاد ، الأمر الذي يحملني على أن أعتقد أنه من أوائل مؤلفاته، وأنه لم يتح له أن يعيد النظر فيه، والله أعلم اهـ

- الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ العَبَّاسِ أَبُو عَبْدِ اللهِ
قال ابن حجر في التقريب (5717) : المجدد لأمر الدين على رأس المائتين مات سنة أربع ومائتين وله أربع وخمسون سنة خت 4 اهـ قال الذهبي : الإِمَامُ، عَالِمُ العَصْرِ، نَاصِرُ الحَدِيْثِ، فَقِيْهُ قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ - مِنْ طُرُقٍ - عَنْهُ: إِنَّ اللهَ يُقَيِّضُ لِلنَّاسِ فِي رَأْسِ كُلِّ مائَةٍ مَنْ يُعلِّمُهُمُ السُّنَنَ، وَيَنْفِي عَنْ رَسُوْلِ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكَذِبَ.
قَالَ: فَنَظَرنَا، فَإِذَا فِي رَأْسِ المائَةِ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَفِي رَأْس المائَتَيْنِ الشَّافِعِيّ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنِ الشَّافِعِيِّ، فَقَالَ: حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، وَرَأْيٌ صَحِيْحٌ انظر السير (10/46)
- ابْنُ مَنْدَهْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْدِيُّ الْأَصْبِهَانِيُّ مات سنة (395هـ) قال ابن حجر في لسان الميزان (6/ 555) : كان من أئمة هذا الشأن وثقاتهم قال الباطرقاني: حدثنا ابن منده إمام الأئمة في الحديث وقال أبو إسحاق بن حمزة الحافظ: ما رأيت مثل أبي عبد الله بن منده اهـ وقال د عمر المقبل في رسالته عن منهج ابن منده إلى أنه يمكن عده متوسطا في نقد الرجال ، إلا أنه متساهل في تصحيح الأحاديث اهـ
-- أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ المُغِيْرَةِ بنِ بَرْدِزْبَه، وَقِيْلَ: بَذْدُزْبَه ، وَهِيَ لَفْظَةٌ بخَارِيَّةٌ، معنَاهَا الزرَّاعُ (المتوفى سنة: 256) ثقة قال ابن حجر في التقريب (5727) : جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث من الحادية عشرة مات سنة ست وخمسين في شوال وله اثنتان وستون سنة ت س اهـ قَالَ أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ: لَمْ أَرَ بِالعِرَاقِ وَلاَ بِخُرَاسَانَ فِي مَعْنَى العِلَلِ وَالتَّارِيْخِ وَمَعْرِفَةِ الأَسَانِيْدِ أَعْلَمَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ انظر السير (2/ 432) وقال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله [172] وقسم كالبخاري واحمد بن حنبل وأبي زرعة وابن عدي معتدلون ومنصفون اهـ قال شيخنا مصطفى العدوي  في اسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث [22] : من المتوسطين البخاري
- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ كَاتَبُ الْوَاقِدِيِّ (ت 230 هـ)
قال الخطيب رحمه الله : وكان من أهل الفضل والعلم، وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين، والخالفين إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن انظر تاريخ بغداد [2/369] وقال الذهبي في من يعتمد على قوله في الجرح والتعديل ص [185] تكلم محمد بن سعد الحافظ في كتاب الطبقات له بكلام جيد مقبول اهـ وأقره السخاوي في فتح المغيث (4/ 354) وقال حاجي خليفة: "كتاب الطبقات أعظم ما صُنف في طبقات الرواة انظر كشف الظنون 2/1099 وقال ابن حجر في فتح الباري [1/ 443] في ترجمة محارب بن دثار (وهو أحد الأئمة الأثبات):وَقَالَ بن سعد لَا يحتجون بِهِ قلت : بل احْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم وَقَالَ أَبُو زرْعَة مَأْمُون وَلَكِن بن سعد يُقَلّد الْوَاقِدِيّ والواقدي على طَريقَة أهل الْمَدِينَة فِي الانحراف على أهل الْعرَاق فَاعْلَم ذَلِك ترشد إِن شَاءَ الله اهـ وقال المعلمي في التنكيل [1/ 290] ومع ذلك فليس ابن سعد في معرفة الحديث ونقده ومعرفة درجات رجاله في حد أن يقبل منه تليين من ثبته غيره أنه في أكثر كلامه إنما يتابع شيخه الواقدي، والواقدي تالف، وفي (مقدمة الفتح) في ترجمة عبد الرحمن بن شريح:«شذ ابن سعد فقال: منكر الحديث، ولم يلتفت أحد إلى ابن سعد في هذا فإن مادته من الواقدي في الغالب والواقدي ليس بمعتمد» اهـ  وقال المعلمي أيضا في "التنكيل" (ص255) وذكر تساهل ابن حبان: «والعجلي قريب منه في توثيق المجاهيل من القدماء، وكذلك ابن سعد»وقال الألباني (كما في سؤالات أبي الحسن): «فيه شيء من التساهل اهـ وقال الدكتور زياد محمد منصور في مقدمة تحقيقه لتتمة المطبوع من "الطبقات" (ص77): «نجد أن الاعتدال يهيمن على غالبية أقواله، خاصة في التوثيق. أما الرواة الذين جرحهم ووافق فيهم بعض النقاد وخالف البعض الآخر، فقد كان حكمه عليهم أشد -نوعاً ما- من حكم أكثر النقاد. غير أنه خالف الجمهور في حكمه على عدد قليل من الرواة (أي تشدد فيهم اهـ وقال الدكتور نافذ حماد : معتدل اهـ قلت : هو معتدل وفيه بعض التساهل وهو متساهل في توثيق المجاهيل
- مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بن القَيْسَرَانِيِّ المَقْدِسِيُّ أَبُو الفَضْلِ (ت: 507) قال إِسْمَاعِيْل ب مُحَمَّد الحَافِظ ُ: أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِر.
 قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن مَنْدَه: كَانَ ابْنُ طَاهِر أَحَدَ الحُفَّاظِ، حسنَ الاعتقَاد، جَمِيْلَ الطّرِيقَة، صَدُوْقاً، عَالِماً بِالصَّحِيح وَالسَّقيم، كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، لاَزماً لِلأَثر وَقَالَ شِيْرَوَيْه بنُ شَهردَارَ فِي (تَارِيخ هَمَذَانَ) :ابْنُ طَاهِر سَكَنَ هَمَذَانَ، وَبَنَى بِهَا دَاراً، دَخَلَ الشَّامَ، وَالحِجَاز، وَمِصْر، وَالعِرَاق، وَخُرَاسَان، وَكَتَبَ عَنْ عَامَّةِ مَشَايِخ الوَقْتِ، وَرَوَى عَنْهُم، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، حَافِظاً، عَالِماً بِالصَّحِيح وَالسَّقيم، حَسنَ المَعْرِفَة بِالرِّجَال وَالمُتُوْنِ، كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ، جَيِّدَ الخَطِّ، لاَزِماً لِلأَثرِ، بَعِيداً مِنَ الفُضُولِ وَالتَّعصُّب، خَفِيفَ الرُّوحِ، قَوِيَّ السَّيرِ فِي السَّفَرِ، كَثِيْرَ الحَجّ وَالعُمْرَةِ، مَاتَ بِبَغْدَادَ مُنْصَرِفاً مِنَ الحَجّ انظر السير (19/ 363)  وقال ابن الدمياطي: كان حافظا متقنا متفننا حسن التصنيف انظر تاريخ بغداد [21/23] وقال ابن خلكان: كان أحد الرحالين في طلب الحديث، وكان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث، وله في ذلك مصنفات ومجموعات تدل على غزارة علمه وجودة معرفته انظر وفيات الآعيان [4/ 287]
- مُحَمَّد بن عَبْد اللهِ بن عَمَّارٍ المَوْصِلِي أبو جعفر الوفاة :  242 هـ
قال ابن حجر في التقريب (6036) : ثقة حافظ من العاشرة مات سنة اثنتين وأربعين وله ثمانون سنة س اهـ
قال إسماعيل القاضي : محمد بن عبد الله مثل على ابن المدينى انظر تهذيب الكمال وقال الخطيب في تاريخ بغداد [3/ 35] كان أحد أهل الفضل، والمتحققين بالعلم، حسن الحفظ، كثير الحديث اهـ قال الذهبي في يذكر من يعتمد قوله (187) : وَلَهُ كَلَامٌ جَيِّدٌ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيل اهـ وأقره السخاوي في المتكلمون في الرجال ص (105)
- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
قال ابن حجر في التقريب (6053) : ثقة حافظ فاضل من العاشرة مات سنة أربع وثلاثين ع اهـ
قال الذهبي : فَهُوَ مِنْ أَقْرَانِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ قال أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ المِصْرِيَّ الحَافِظَ : مَا رَأَيْتُ بِالعِرَاقِ مِثْلَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ بِبَغْدَادَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ بِالْكُوْفَةِ جَامِعَيْنِ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُمَا بِالعِرَاقِ قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يُعَظِّمُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ تَعْظِيْماً عَجِيْباً، وَيَقُوْلُ: أَيُّ فَتَىً هُوَ قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ الحَافِظُ: كَانَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ يَقُوْلاَنِ فِي شُيُوْخٍ مَا يَقُوْلُ ابْنُ نُمَيْرٍ فِيْهِم -يَعْنِي: يَقْتَدِيَانِ بِقَوْلِهِ فِي أَهْلِ بَلَدِهِ-انظر السير (11/ 457)
قال المعلمي في تعليقه على "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2|426): «ابن نمير ثبت متقن فاضل. إليه المنتهى في معرفة شيوخ الكوفيين، حتى كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان فيهم ما يقوله» .. وكان يستعمل ألفاظاً خفيفة في الجرح، على طريقة البخاري والترمذي وابن المبارك. وكان ينتقد إفراط مالك في جرح العراقيين اهـ
- مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو جَعْفَرٍ العَبْسِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ الكُوْفِيُّ قال الخطيب : له تاريخ كبير، وله معرفة وفهم قال الذهبي: وكان بصيرا بالحديث والرجال، له تواليف مفيدة وأقره ابن حجر انظر لسان الميزان (7/ 340)
 وقال السخاوي في المتكلمون في الرجال [109] وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنَّهُ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ اهـ قلت : هو صدوق وثقه صَالِح جَزَرَة وغيره وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ :لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً. وهو على ما وصف لي عَبْدَان: لا بأس به وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به كتب الناس عنه، وَلا أعلم أحدا تركه وكذبه عبد الله بن أحمد بن حنبل وضعفه غيره انظر لسان الميزان (7/ 340) ماتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ انظر السير (14/ 21)
- الألباني محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني (المتوفى: 1420هـ) الموافق 1999م، معتدل وفيه بعض التساهل والألباني رحمه الله عالم بارع في الحديث والعلل  يعلم ذلك كل من يشتغل بعلم الحديث ولا يتكلم فيه إلا أهل الأهواء ، وقد تلقى كثير من العلماء والباحثين أحكامه الحديثية بالقبول قال فيه العلامة عبد العزيز بن باز: ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني.
وسئل - رحمه الله - عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) من مجدد هذا القرن، فقال - رحمه الله -: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني، والله أعلم.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به - وهو قليل -: أنه حريص جدّاً على العمل بالسنَّة، ومحاربة البدعة، سواء كان في العقيدة، أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته: فقد عرفت عنه ذلك، وأنه ذو علمٍ جمٍّ في الحديث، رواية، ودراية، وأن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم، ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث، وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين، ولله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية: فناهيك به انظر سؤال وجواب (9/68) وقال الشيخ ابن عثيمين: أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به، على تساهل منه أحيانًا في ترقية بعض الأحاديث إلى درجة لا تصل إليها من التحسين، أو التصحيح، وعدم ملاحظة ما يكون شاذ المتن، مخالفًا لأحاديث كالجبال صحة، ومطابقة لقواعد الشريعة. اهـ. من كتاب حياة الألباني لمحمد الشيباني. وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني - تلميذ الشيخ الألباني -: إن الشيخ الألباني في التصحيح دقيق جدًّا، والتساهل من الشيخ يقع في الحديث الحسن أحيانًا. اهـ
- الذُّهْلِيُّ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الوفاة :  258 هـ قال ابن حجر في التقريب (6387) : ثقة حافظ جليل من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين على الصحيح وله ست وثمانون سنة خ 4 اهـ قَالَ أبو حاتم لَمْ أَخْتَلِفْ أَنَا وَأَبُو زُرْعَةَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّ الزُّهْرِيَّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ شَيْئًا وَكَيْفَ سَمِعَ مِنْ أَبَانَ وَهُوَ يَقُولُ بَلَغَنِي عَنْ أَبَانَ قِيلَ لَهُ فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَىَ النَّيْسَابُورِيَّ كَانَ يَقُولُ قَدْ سَمِعَ قال أبو حاتم : مُحَمَّدُ بْنَ يَحْيَى كَانَ بَابُهُ السَّلَامَةُ انظر المراسيل [701] قال بعض العلماء أي أن محمد بن يحيى عنده تساهل بسبب حسن ظنه وعدم يقظته في مثل هذه الأمور كما هو حال المتقنين من علماء العلل وقال الشيخ عبد الله السعد أنه متساهل اهـ قلت : بل هو معتدل من خلال تتبع أقواله في الجرح والتعديل من كتب التهذيب والكمال والسير رأيته معتدلا وأخطأ من عده من المتساهلين قال الذهبي في السير (12/274) : كَانَتْ لَهُ جَلاَلَةٌ عَجيبَةٌ بِنَيْسَابُوْرَ، مِنْ نَوْعِ جَلاَلَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بِبَغْدَادَ، وَمَالِكٍ بِالمَدِيْنَةِ. قال مُحَمَّد بن سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ : كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، فَقَامَ إِلَيْهِ، وَقَرَّبَ مَجْلِسَهُ، وَأَمرَ بَنِيه وَأَصْحَابَهُ أَنْ يَكْتُبُوا عَنْهُ.
زَنْجُوْيَةُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو المُسْتَمْلِي يَقُوْلُ: أَتيتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟قُلْتُ: مِنْ نَيْسَابُوْرَ قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى لَهُ مَجْلِسٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: لَوْ أَنَّهُ عِنْدنَا، لجعلنَاهُ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ قَالَ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ: مَنْ تُقَدِّمُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَمَرْقَنْديِّ؟
فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ وَيعرِفَ قُصُورَ علمِهِ عَنْ عِلْمِ السَّلَفِ، فلينظُرْ فِي (عِلَلِ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ) لِمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى اهـ أما قول أبي حاتم : كَانَ بَابُهُ السَّلَامَةُ اهـ قال ذلك لأن الإمام محمد بْن يَحْيى قال : الزُّهْرِيّ سْمَعْ مِنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ قلت : وهو الراجح والدليل على ذلك :
1- عن ابْن أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي، وَأَنَا سَكْرَانُ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَكَانَ رَأْيِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَعَ رَأْيِنَا أَنْ يَجْلِدَهُ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ حَتَّى حَدَّثَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: لَيْسَ عَلَى الْمَجْنُونِ وَلَا السَّكْرَانِ طَلَاقٌ.
فَقَالَ عُمَرُ: تَأْمُرُونِي! وَهَذَا يُحَدِّثنُيِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؟ فَجَلَدَهُ وَرَدَّ إليه امرأته رواه أبو زرعة في التاريخ ص (509) والبيهقي في الكبرى (15113) قال الألباني : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين وصححه ابن القيم انظر إرواء الغليل (7/112)
قال أبو زرعة في التاريخ ص (509): فَهَذِهِ مُشَاهَدَةٌ وَسَمَاعٌ صَحِيحٌ. ثُمَّ نَظَرْنَا فَوَجَدْنَا أَمْثَالَ ابْنِ شِهَابٍ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبَانِ بْنِ عثمان، وسمع منه مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي السِّنِّ اهـ
2- قال أبو زرعة: وَأَنْكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَكُونَ ابْنُ شِهَابٍ سَمِعَ مِنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمْ يُنْكِرْ لَقَاءَهُ.
وَقَالَ لِي: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وُلِيَ عَلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بن عفان على المدينة، وَالزُّهْرِيُّ فِي صَحَابَةِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز بالمدينة.
 ثم قال أبو زرعة: وَقَدْ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَتَسْتَوْحِشُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَسَمَاعِ الزُّهْرِيِّ مِنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ؟ قَالَ: لا انظر تاريخ أبي زرعة ص (508/510)
3- لأن الإمام محمد له عنايةٌ خاصةٌ بمرويات الزهري كما قال يحيى بن معين وأحمد بنُ حنبل قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: لِمَ لاَ تَجْمَعُ حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ ؟ فَقَالَ: كفَانَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى ذَلِكَ وقال أَبُو عَبْدِ الرَّحِيْمِ الجَوْزَجَانِيُّ : قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: إِنِّي أَريدُ البَصْرَةَ، وَقَدْ عرَفْتَ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ وَمَا بينَهُم.
فَقَالَ: إِذَا قدِمْتَ فَسَلْ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيِّ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَالزمْهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ مِنْهُ
انظر السير (12/ 281) وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ العَارِفينَ، وَالحُفَّاظِ المُتْقِنِيْنَ صَنَّفَ حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ، وَجَوَّدَهُ انظر السير (12/ 276) فينبغي أنْ يُقدَّم كلامُ مَنْ هذا وصفُهُ على كلام غيره، فيما يتعلق بمرويات الزهريّ، ما لم يظهر أنَّهُ غلطَ فيه بدلائلَ راجحةٍ.
فكيف يُقالُ في مثله مع هذه العناية: "كان بابُهُ السلامة" التي تشير بالتساهل وقلَّةِ النَّظر
أما قول أبي حاتم : وَكَيْفَ سَمِعَ مِنْ أَبَانَ وَهُوَ يَقُولُ بَلَغَنِي عَنْ أَبَانَ اهـ قال الشيخ أبو إسحاق الحويني في المنيحة (2/ 234) : أمَّا قول الزهريّ: "بلغني عن أبان" فأيُّ شيءٍ فيه؟ وهل كلُّ حديث الزهريُّ عن أبان قال فيه: "بلغني" فقد يُحمل هذا على حديث بعينِهِ، أو قد يُحمل على اختلاف الرواة عليه، إلى غير ذلك من الأسباب وقد يروي الشيخُ بلاغًا عمَّن سمعَ منه أحاديث اهـ
--  مُسْلِمٌ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الحَجَّاجِ بنِ مُسْلِمٍ القُشَيْرِيُّ (المتوفى: 261هـ)
ثقة قال ابن حجر في التقريب (6623) : ثقة حافظ إمام مصنف عالم بالفقه مات سنة إحدى وستين وله سبع وخمسون سنة ت اهـ وهو معتدل قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ وَأَبَا حَاتِم يقدِّمَان مسلماً فِي مَعْرِفَةِ الصَّحِيْح عَلَى مَشَايِخ عَصْرهمَا انظر السير (12/ 563) وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/182) : كَتَبْتُ عَنْهُ بِالرَّيّ وكان [ثقة مِنَ الحُفَّاظِ له معرفة بالحديث اهـ وقال الدكتور نافذ حماد : معتدل اهـ
 - مُظَفَّرُ بنُ مُدْرِكٍ البَغْدَادِيُّ أَبُو كَامِلٍ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ ثقه قال عنه ابن حجر في التقريب (6722) : ثقة متقن كان لا يحدث إلا عن ثقة من صغار التاسعة مات سنة سبع ومائتين وقد ذكره ابن عدي وغيره في شيوخ البخاري وهو وهم فإنه لم يلحقه ت س اهـ وقَالَ أَبُو يَعْلَى: سَمِعْتُ أَبَا خَيْثَمَةَ : مَا كَانَ أَبُو كَامِلٍ عِنْدَنَا بِدُوْنِ وَكِيْعٍ عِنْدَ الكُوْفِيِّيْنَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ عِنْدَ البَصْرِيِّيْنَ انظر السير (10/125) قال أَحْمَد : أَبُو سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ، وَالهَيْثَمُ، وَأَبُو كَامِلٍ كَانَ لَهُم بَصَرٌ بِالحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ، وَلاَ يَكْتُبُوْنَ إِلاَّ عَنِ الثِّقَاتِ سيأتي
- - مَنْصُوْرُ بنُ سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صَالِحٍ الخُزَاعِيُّ أَبُو سَلَمَةَ قال ابن حجر في التقريب (6901) : ثقة ثبت حافظ من كبار العاشرة مات سنة عشر ومائتين على الصحيح خ م مد س اهـ قال الذهبي في السير (9/ 561) : وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ، بَصِيْراً بِالرِّجَالِ وَالعِلَلِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ أَحَدُ الحُفَّاظِ الرُّفَعَاءِ، الَّذِيْنَ كَانُوا يُسْأَلُوْنَ عَنِ الرِّجَالِ، وَيُؤْخَذُ بِقَوْلِهُم، أَخَذَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُمَا عِلْمَ ذَلِكَ اهـ
- الهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ أَبُو سَهْلٍ الأَنْطَاكِيُّ أَبُو سَهْلٍ قَالَ عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ قال ابن حجر في التقريب (7359) : ثقة من أصحاب الحديث وكأنه ترك فتغير من صغار التاسعة مات سنة ثلاث عشرة خ قد عس ق اهـ قلت : لم يذكر أحد من العلماء أنه تغير 0
قال أَحْمَد : أَبُو سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ، وَالهَيْثَمُ، وَأَبُو كَامِلٍ كَانَ لَهُم بَصَرٌ بِالحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ، وَلاَ يَكْتُبُوْنَ إِلاَّ عَنِ الثِّقَاتِ، وَكَانَ أَبُو كَامِلٍ مُتْقِناً، بَصِيْراً بِالحَدِيْثِ، يُشْبِهُ النَّاسَ، لاَ يَتَكَلَّمُ إِلاَّ أَنْ يُسْأَلَ، فَيُجِيْبُ أَوْ يَسْكُتُ، لَهُ عَقْلٌ سَدِيدٌ، وَالهَيْثَمُ كَانَ أَحْفَظَهُمْ، وَأَبُو سَلَمَةَ كَانَ مِنْ أَبْصَرِ النَّاسِ بِأَيَّامِ النَّاسِ، لاَ تَسْأَلُهُ عَنْ أَحَدٍ، إِلاَّ جَاءَكَ بِمَعْرِفَةٍ، وَكَانَ يَتَفَقَّهُ انظر السير (10/125)
- يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ  أَبُو مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ
قال الذهبي : عَالِمٌ بِالعِلَلِ وَالرِّجَالِ قَالَ الخَلِيْلِيُّ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ، يَفُوقُ فِي الحِفْظِ أَهْلَ زَمَانِهِ، ارْتَحَلَ إِلَى مِصْرَ وَالشَّامِ وَالحِجَازِ وَالعِرَاقِ، مِنْهُم مَنْ يُقَدِّمُه فِي الحِفْظِ عَلَى أَقرَانِهِ، مِنْهُم: أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ انظر السير [11/ 306] قال الذهبي في التذكرة [2/ 241] : لابن صاعد كلام متين في الرجال والعلل يدل على تبحره مات في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة اهـ
- أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزِيْدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ
 (المتوفى: 316هـ) قال الألباني رحمه الله : أنه لا يتردد في قبول روايته واعتمد بقوله كما في الصحيحة (3/439) قال ابن دقيق العيد في الاقتراح (55) : وَمِنْهَا – أي طرق معرفة ثقة الرواة - تَخْرِيج من خرج الصَّحِيح بعد الشَّيْخَيْنِ وَمن خرج فِي كِتَابَيْهِمَا فيستفاد من ذَلِك جملَة كَثِيرَة من الثِّقَات إِذا كَانَ الْمخْرج قد سمى كِتَابه بِالصَّحِيحِ وَذكر لفظا يدل على اشْتِرَاطه لذَلِك فليتنبه لذَلِك اهـ وقال ابن حجر في النكت (1/321) : وللمستخرجات فوائد أخرى لم يتعرض أحد منهم لذكرها: أحدها6: الحكم بعدالة من أخرج له فيه، لأن المخرج على شرط الصحيح يلزمه أن لا يخرج إلا عن ثقة عنده.
فالرجال الذين في المستخرج ينقسمون أقساما منهم:
أ- من ثبتت عدالته قبل هذا المخرج, فلا كلام فيهم
ب- ومنهم من طعن فيه غير هذا المخرج فينظر في ذلك الطعن إن كان مقبولا قادحا فيقدم (وإلا فلا).
ج- ومنهم من لا يعرف لأحد قبل هذا المخرج فيه توثيق ولا تخرج فتخريج من يشترط الصحة لهم ينقلهم من درجة من هو مستور إلى درجة من هو موثوق. فيستفاد من ذلك صحة أحاديثهم التي يروونها بهذا الإسناد ولو لم يكن في ذلك المستخرج والله أعلم اهـ
- يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ بنِ الصَّلْتِ بنِ عُصْفُورٍ البَصْرِيُّ مَاتَ: فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ 0
قال عبد الغني بن سعيد: لم يتكلم أحد عن علل الحديث بمثل كلام يعقوب، وعلي بن المديني والدارقطني انظر ترتيب المدارك [4/ 150]قال الذهبي في أعلام النبلاء [10/ 124] : الحَافِظُ الكَبِيْرُ العَلاَّمَةُ الثِّقَةُ، 000 يوضِّحُ عِلَلَ الأَحَادِيْثِ، وَيَتَكَلَّمُ عَلَى الرِّجَالِ، وَيُجَرِّحُ وَيعدِّلُ بكَلاَمٍ مُفِيْدٍ عَذْبٍ شَافٍ بِحَيْثُ إِنَّ النَّاظرَ فِي "مُسْنَدِهِ" لاَ يَمَلُّ مِنْهُ، وَلَكِنْ قَلَّ مَنْ رَوَى عَنْهُ اهـ وقال الشيخ عبد الله السعد معتدل اهـ
ثالثا : المتساهلون وهم :
-  أَبُو إِسْحَاق الصِرَّيفينيّ  إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الأزهر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد. الحافظ تقيّ الدّين [المتوفى: 641 هـ]قالا أبو عبد الرحمن عادل بن محمد - وأبو محمد أسامة بن إبراهيم في مقدمة إكمال تهذيب الكمال [33] : قام – أي مغلطاي بن قليج - باستدراك كثير من أقوال الجرح والتعديل لم يتعرض المزي لذكرها.
وغالب هذه الأقوال عن المتأخرين، وكثير ممن ذكر إما من المتساهلين كابن شاهين والحاكم، أو لا يعبأ به في هذا العلم كابن حزم، أو غير المدققين كأبي إسحاق الصريفيني اهـ
- البَيْهَقِيُّ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى (المتوفى: 458هـ) قال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (5/510) : وَالْبَيْهَقِيُّ يَرْوِي فِي الْفَضَائِلِ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً ضَعِيفَةً، بَلْ مَوْضُوعَةً، كَمَا جَرَتْ عَادَةُ أَمْثَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ اهـ وقال في مجموع الفتاوى (24/154) : فَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ الْكَذِبِ وَإِنْ كَانَ البيهقي رَوَى هَذَا فَهَذَا مِمَّا أُنْكِرَ عَلَيْهِ وَرَآهُ أَهْلُ الْعِلْمِ لَا يَسْتَوْفِي الْآثَارَ الَّتِي لِمُخَالِفِيهِ كَمَا يَسْتَوْفِي الْآثَارَ الَّتِي لَهُ وَأَنَّهُ يَحْتَجُّ بِآثَارٍ لَوْ احْتَجَّ بِهَا مُخَالِفُوهُ لَأَظْهَرَ ضَعْفَهَا وَقَدَحَ فِيهَا وَإِنَّمَا أَوْقَعَهُ فِي هَذَا - مَعَ عِلْمِهِ وَدِينِهِ - مَا أَوْقَعَ أَمْثَالَهُ مِمَّنْ يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَ آثَارَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوَافِقَةً لِقَوْلِ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ دُونَ آخَرَ. فَمَنْ سَلَكَ هَذِهِ السَّبِيلَ دُحِضَتْ حُجَجُهُ وَظَهَرَ عَلَيْهِ نَوْعٌ مِنْ التَّعَصُّبِ بِغَيْرِ الْحَقِّ كَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ مَنْ يَجْمَعُ الْآثَارَ وَيَتَأَوَّلُهَا فِي كَثِيرٍ مِنْ الْمَوَاضِعِ بِتَأْوِيلَاتٍ يُبَيِّنُ فَسَادَهَا لِتُوَافِقَ الْقَوْلَ الَّذِي يَنْصُرُهُ كَمَا يَفْعَلُهُ صَاحِبُ شَرْحِ الْآثَارِ أَبُو جَعْفَرٍ مَعَ أَنَّهُ يَرْوِي مِنْ الْآثَارِ أَكْثَرَ مِمَّا يَرْوِي البيهقي؛ لَكِنَّ البيهقي يُنَقِّي الْآثَارَ وَيُمَيِّزُ بَيْنَ صَحِيحِهَا وَسَقِيمِهَا أَكْثَرَ مِنْ الطَّحَاوِي اهـ  قال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله [172] وقسم في مقابلة هؤلاء كأبي عيسى الترمذي وأبي عبد الله الحاكم وأبي بكر البيهقي متساهلون اهـ وقال المعلمي رحمه الله في التنكيل (2/713) : ابن حبان والخطيب أعرف بالفن ودقائقه من البيهقي اهـ والألباني رحمه الله مرة قال البيهقي رحمه الله: متوسط يقبل توثيقه كما في سؤالات أبي الحسن للألباني
ومرة قال في الضعيفة [14/ 764] قال : وقد تبين لي بتتبعي لنقد البيهقي للأحاديث وأسانيدها ورجالها أنه متساهل اهـ
– العلامة  أحمد شاكر رحمه الله من العلماء ولكن متساهل في تصحيح الأحاديث، فالأحاديث التي في أسانيدها ليث بن بن سيلم وعلي بن زيد بن جدعان وابن لهيعة يمشيها ويصححها مع أن هؤلاء ضعفاء عند الجمهور، فأحاديثهم ضعيفة عند الجمهور ويصحح للمجاهيل 0
 قال ابن باز - رحمه الله - معلقًا على حديث: " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرَجا .. " الحديث: (جزم الشيخ العلامة أحمد شاكر في حاشيته على المسند بأنه صحيح؛ بناء على سكوت البخاري عنه - أي عن الحكم بن مصعب أحد رواته -، وهو دليل عند الشيخ أحمد على ثقته عند البخاري، وهذا فيه نظر؛ إلا أن يثبت بالنص أو الاستقراء ما يدل على أن البخاري أراد ذلك، ومن تأمل حاشية العلامة أحمد شاكر اتضح له منها تساهله في التصحيح لكثير من الأسانيد التي فيها بعض الضعفاء؛ كابن لهيعة وعلي بن زيد بن جدعان، وأمثالهما، والله يغفر له، ويشكر له سعيه، ويتجاوز عما زل به قلمه، أو أخطأ فيه اجتهاده، إنه سميع قريب انظر مجموع فتاوى (26/ 258)
قال الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (3/212) : ومن ذلك تعلم ما فى تحسين الترمذى للحديث من تساهل , وإن تبعه عليه العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالى , فإنه ـ عندى ـ من المتساهلين فى التوثيق والتصحيح اهـ وقال شيخنا مصطفى العدوي في مصطلح الحديث في سؤال وجواب:  أما الشيخ الفاضل أحمد شاكر - رحمه الله - فيجنح إلى التساهل في الحكم على الحديث بالصحة، ومنشأ ذلك أنه عمد إلى رجال دارت عليهم جملة هائلة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثَّقهم، ومن ثَم صحَّح أحاديثهم، من هؤلاء ابن لهيعة، وشهر بن حوشب، وعبد الله (مكبر الاسم) بن عمر العمري، وليث بن أبي سليم، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، ويزيد بن أبي زياد، وهؤلاء الراجح من أمرهم أنهم أقرب إلى الضعف  اهـ
- إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي (ت 1162 هـ) قال الألباني في الضعيفة [1/ 222] أورد هذا الحديث الشيخ العجلوني في " الكشف " (2 / 277) ولم يتكلم عليه بشيء هو ولا من نقله عنه وهو ابن حجر الهيتمي! وهذا مما يدل على أن الشيخ العجلوني ليس من النقاد وإلا كيف يخفى عليه حال هذا الحديث الباطل.
- أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ ابْنُ الطَّبَرِيِّ أَبُو جَعْفَرٍ المِصْرِيُّ المتوفى سنة 248 هـ قال ابن حجر في التقريب (48) : ثقة حافظ من العاشرة تكلم فيه النسائي بسبب أوهام له قليلة ونقل عن ابن معين تكذيبه وجزم ابن حبان بأنه إنما تكلم في أحمد ابن صالح الشمومي فظن النسائي أنه عنى ابن الطبري مات سنة ثمان وأربعين وله ثمان وسبعون سنة خ د اهـ كان عارفاً ملماً بحديث الإمام الزهري. لكنه متساهل في التوثيق وفي الحكم على الأحاديث ومن تساهله قال عن خليل" بن مرة الضبعي ثقه قلت : ضعفه الجمهور بل قال عنه أبو الوليد الطيالسي خليل بن مرة ضال مضل وقال أبو الحسن الكوفي ضعيف الحديث متروك وقال البخاري فيه نظر وضعفه النسائي و ابن حبان وذكره الساجي والعقيلي وابن الجارود والبرقي وابن السكن في الضعفاء انظر تهذيب التهذيب (3/170) وقد ذكر الشيخ عبد الله السعد في تقديمه لكتاب "تعليقه على العلل لابن أبي حاتم" لابن عبد الهادي (ص64 - 66) أمثلة على تساهل أحمد بن صالح المصري، ثم قال: «والأمثلة على تساهل أحمد بن صالح كثيرة» اهـ قلت : له أقوال معتدل فيها الراجح قبول أقواله التي يوافق فيها غيره من النقاد،  ورد ما يتفرد به 0
-  أَبُو نُعَيْمٍ المِهْرَانِيُّ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن إِسْحَاقَ بنُ مُوسَى بنُ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ ت:430قال الألباني في التوسل (1/ 108) : أبو نعيم من المعروفين بتساهلهم في التوثيق اهـ وقال العلامة مقبل الوادعي في أحاديث معلة ظاهرها الصحة ص (178) : وأبو نعيم ليس بمنزلة من نفى حتى يقال: المثبت مقدم على من النافي، بل هو متساهل جمع في "الحلية" ماهبَّ ودبَّ اهـ  
- البَزَّارُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو البَصْرِيُّ أَبُو بَكْرٍ صَاحِبُ (المُسْنَدِ) الكَبِيْرِ، الَّذِي تَكَلَّمَ عَلَى أَسَانيدِه قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 166) : توفي بالرملة سنة اثنتين وتسعين ومائتين اهـ وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، يُخْطِئ وَيَتَّكلُ عَلَى حِفْظِهِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: يُخْطِئ فِي الإِسْنَاد وَالمتن انظر السير (13/ 556) قلت : البزار متساهل كما قال السخاوي في فتح المغيث وقال الهيثمي في كشف الأستار (3/219) : الْبَزَّارُ يَتَسَاهَلُ فِي التَّوْثِيقِ اهـ وقال الألباني في الضعيفة (14/222) البزار يتساهل في التوثيق اهـ وقال مقبل الوادعي في "المقترح سؤال  84: «أما البزار فقد عرف تساهله اهـ
- ابْنُ عُقْدَةَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ أَبُو العَبَّاسِ الكُوْفِيّ
فهو متكلم في مذهبه متهم في دينه انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ [3/819] للذهبي مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مِئَة عن أربع وثمانين سنة قال المعلمي في التنكيل (2/ 695) : لا يقبل من ابن عقدة ما ينقله من الجرح، ولا سيما إذا كان في مخالفة في المذهب اهـ
- الطَّحَاوِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمَةَ  (المتوفى: 321هـ)
قال ابن يونس: كان الطحاوي ثقة ثبتا فقيهًا عارفًا لم يخلق مثله
 قال البيهقي رحمه الله في المعرفة (1/217) : وَحِينَ شَرَعْتُ فِي هَذَا الْكِتَابِ بَعَثَ إِلَيَّ بَعْضُ إِخْوَانِي مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ بِكِتَابٍ لِأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُ وَشَكَا فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ مَا رَأَى فِيهِ مِنْ تَضْعِيفِ أَخْبَارٍ صَحِيحَةٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ حِينَ خَالَفَهَا رَأْيُهُ , وَتَصْحِيحِ أَخْبَارٍ ضَعِيفَةٍ عِنْدَهُمْ حِينَ وَافَقَهَا رَأْيُهُ اهـ وقال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (8/195) : وَالطَّحَاوِيُّ لَيْسَتْ عَادَتُهُ نَقْدَ الْحَدِيثِ كَنَقْدِ أَهْلِ الْعِلْمِ ; وَلِهَذَا رَوَى فِي " شَرْحِ مَعَانِي الْآثَارِ " الْأَحَادِيثَ الْمُخْتَلِفَةَ، وَإِنَّمَا يُرَجِّحُ مَا يُرَجِّحُهُ مِنْهَا فِي الْغَالِبِ مِنْ جِهَةِ الْقِيَاسِ الَّذِي رَآهُ حُجَّةً، وَيَكُونُ أَكْثَرُهَا مَجْرُوحًا مِنْ جِهَةِ الْإِسْنَادِ لَا يَثْبُتُ، وَلَا يَتَعَرَّضُ لِذَلِكَ ; فَإِنَّهُ لَمْ تَكُنْ مَعْرِفَتُهُ بِالْإِسْنَادِ كَمَعْرِفَةِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ، وَإِنْ كَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، فَقِيهًا عَالِمًا اهـ


- البَغَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الحُسَيْن بن مَسْعُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ  (المتوفى: 516هـ)
- ابْنُ السَّكَنِ سَعِيْدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ المِصْرِيُّ أَبُو عَلِيٍّ وَأَصلُهُ بغدَادِيٌّ. كَانَ ابْنُ حَزْمٍ يُثنِي عَلَى (صحيحِهِ) المُنتقَى، وَفِيْهِ غَرَائِبٌ.
تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ انظر السير (16/ 118) قلت : هو متساهل في التصحيح فقد صحح حديث ل إسحاق" بن سالم مولى بني نوفل بن عدي قال ابن حجر في التقريب (354) : مجهول الحال اهـ وقال ابن القطان الفاسي وتبعه الذهبي: "أن إسحاق بن سالم لا يعرف انظر تهذيب التهذيب (1/ 233)  قال الألباني في الإرواء (1/143) وصححه ابن السكن كما فى " التلخيص " وذلك من تساهله اهـ وقال الشيخ عبد الله السعد في مقدمته لكتاب تعليقه ابن عبد الهادي على علل ابن أبي حاتم [83] قال ابن السكن عنده تساهل واضح يعرف هذا من تتبع تصحيحاته فقد صحح أحاديث باطلة ومعلولة وصحح لبعض المتروكين اهـ ثم ضرب أمثلة فانظر إليها
- الطَّبَرَانِيُّ أَبُو القَاسِمِ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ صَاحبُ المَعَاجِمِ الثَّلاَثَةِ مَوْلِدُهُ: بِمدينَةِ عكَّا، فِي شَهْرِ صَفَرٍ، سنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَدْ عَاشَ الطَّبَرَانِيُّ مائَةَ عَامٍ وَعشرَةَ أَشهرٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: تُوُفِّيَ الطَّبَرَانِيُّ لليلَتينِ بقيتَا مِنْ ذِي القَعْدَةِ سنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بأَصْبَهَانَ انظر السير
قال الذهبي رحمه الله : فَأَوَّلُ ارتحَالِهِ كَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ، فَبقِي فِي الارتحَالِ وَلقِيِّ الرِّجَالِ ستَّةَ عشرَ عَاماً، وَكَتَبَ عَمَّنْ أَقبلَ وَأَدبرَ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَعُمِّرَ دَهْراً طَوِيْلاً وَازدحَمَ عَلَيْهِ المحدِّثُونَ، وَرحلُوا إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَارِ انظر السير (16/119) وقال الألباني رحمه الله في رواية : يعتبر بتوثيقه انظر سؤالات أبي الحسن للألباني وقال في الضعيفة (12/316) : فهذا إسناد ضعيف جداً؛ اَفته إبراهيم هذا؛ فقد قال فيه أبو حاتم وأبو زرعة:" كذاب ".
ولم يوثقه غير ابن حبان والطبراني كما يأتي، وهما من المتساهلين. ولذلك؛ قال فيه الذهبي - في ترجمة يحيى بن سعيد الآتي من " الميزان " -:" أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان؛ فلم يصب ". وقال في " الضعفاء والمتروكين ":قال أبو حاتم وغيره: " ليس بثقة "، وثقه الطبراني، وحكى أبو حاتم ما يدل على أنه لا يعي الحديث اهـ الراجح قبول أقواله التي يوافق فيها غيره من النقاد،  ورد ما يتفرد به 0
- ضياء الدين أبو عبد الله مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيّ (المتوفى: 643هـ) قال ابن تيمية رحمه الله في الرد على الإخنائي ص (264) : وهذا الحديث مما خرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي فيما اختاره من الأحاديث الجياد المختارة الزائدة على ما في الصحيحين، وهو أعلى مرتبة من تصحيح الحاكم، وهو قريب من تصحيح الترمذي وأبي حاتم البستي ونحوهما، فإن الغلط في هذا قليل، ليس هو مثل تصحيح الحاكم فإن فيه أحاديث كثيرة يظهر أنها كذب موضوعة، فلهذا انحطت درجته عن درجة غيره اهـ وقال الألباني في الضعيفة (2/ 343) الضياء رحمه الله متساهل في التصحيح كالحاكم، وإن كان هو أحسن حالا منه كما شهد بذلك ابن تيمية رحمه الله اهـ وقال في إرواء الغليل (5/321) : ولا غرابة من الحاكم فى ذلك , وإنما العجب من الضياء , كيف شان كتابه بإيراد حديثه فيه , وهو خير بكثير من " المستدرك " , ولكن الواقع يشهد , أنه متساهل أيضا فيه , فإنه يخرج الكثير من الضعفاء والمجهولين , إن سلم من التخريج لبعض الكذابين كابن آدم هذا! ذلك اهـ
- ابْنُ قَانِعٍ عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ البَغْدَادِيُّ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يَحْفَظُ، وَلَكِنَّهُ يُخْطِئ وَيُصرُّ قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ انظر السير (15/527) قال الألباني رحمه الله هو نفسه متكلم فيه انظر سؤالات أبو الحسن سؤال رقم [45] قال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
في هذه مفاهيمنا [50] ابن قانع من المتساهلين اهـ
– السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي  (المتوفى: 911هـ)
قال الألباني رحمه الله في تمام المنة ص (29) : السيوطي معروف بتساهله في التصحيح والتضعيف فالأحاديث التي صححها أو حسنها فيه قسم كبير منها ردها عليه الشارح المناوي وهي تبلغ المئات إن لم نقل أكثر من ذلك وكذلك وقع فيه أحاديث كثيرة موضوعة مع أنه قال في مقدمته: "وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب".
وقد تتبعتها بصورة سريعة وهي تبلغ الألف تزيد قليلا أو تنقص كذلك وأرجو أن أوفق لإعادة النظر فيها وإجراء قلم التحقيق عليها وإخراجها للناس ومن الغريب أن قسما غير قليل فيها شهد السيوطي نفسه بوضعها في غير هذا الكتاب فهذا كله يجعل الثقة به ضعيفة نسأل الله العصمة.
ثم يسر الله تبارك وتعالى فجعلت "الجامع الصغير وزيادته" المسمى ب "الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير" قسمين: "صحيح الجامع.." و "ضعيف الجامع.." وعدد أحاديث هذا 6469 حديثا والموضوع منها 980 حديثا على وجه التقريب وهو مطبوع كالصحيح والحمد لله تعالى اهـ
-  الأَوْزَاعِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرِو بنِ يُحْمَدَ أَبُو عَمْرٍو الوفاة :  157 هـ قال ابن حجر في التقريب (3967) : الفقيه ثقة جليل من السابعة مات سنة سبع وخمسين ع اهـ من الأئمة الذين تساهلوا الأوزاعي وهو إمام في نفسه وليس من أهل التزكية والتجريح لقلة من تكلم فيهم انظر الجرح والتعديل ل د محمد طاهر ص (459)
- عَبْد العَظِيْمِ بن عَبْدِ القوِيّ المُنْذِرِيّ (المتوفى: 656هـ) قال الألباني عنه في الضعيفة [1/311] قال يميل إلى التساهل في التصحيح والتحسين اهـ
 - السَّمْعَانِيُّ عَبْدُ الكَرِيْم بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ أَبُو سَعْدٍ
(المتوفى: 562هـ) قال الألباني في سؤالات أبي الحسن سؤال رقم [45] قال لا بأس به ولكنه نقال أي ينقل عمن سبقه فهو ليس ناقدا اهـ
- ابْنُ بَطَّةَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ
توفي سنة / 387 / هـ قلت : ابن بطة ضعيف فلا قيمة لتوثيقه ولا لتجريحه قَالَ عُبَيْدُ اللهِ الأَزْهَرِيُّ: ابْنُ بَطَّةَ ضَعِيْفٌ انظر السير (16/ 532) وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/ 15) : إمام لكنه ذو أوهام اهـ وأقره ابن حجر في لسان الميزان (5/ 342)
  - ابْنُ شَاهِيْنٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ البَغْدَادِيُّ  أَبُو حَفْصٍ
قال الذهبي في السير (16/434) : مَا كَانَ الرَّجُلُ بِالبَارعِ فِي غَوامِضِ الصَّنْعَةِ، وَلَكِنَّهُ رَاويَةُ الإِسلاَمِ - رَحِمَهُ اللهُ -.
قَالَ العَتِيْقِيُّ: مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ اهـ قال الألباني رحمه الله : ما نقله من توثيق ابن شاهين إياه؛ ففيه نظر؛ لمخالفته لقول أبي حاتم، ونسبة ابن حبان - على تساهله - إياه إلى الخطأ والمخالفة.
يضاف إلى ذلك أننا قد لمسنا في توثيقات ابن شاهين من التساهل ما عرف به غيره، وإذا رجعت إلى ترجمته في "التذكرة" و "السير"؛ رأيت فيه كلاما كم حيث معرفته بالرجال، فراجع لكي تتحقق مما نقول، ولا تكن ممن يعرف الحق بالرجال انظر الضعيفة [11/627] وكذلك وصفه بالتساهل مقبل الوادعي في "المقترح" (ص64) والحويني في "غوث المكدود" (3|284)
قال الدكتور سعدي الهاشمي في رسالة "نصوص ساقطة من طبعات أسماء الثقات لابن شاهين" (ص14): «إن الدارس الفاحص لكتابه، يجده من النقاد الذين يتسامحون في توثيق الرجال. فنجده في الرواة الذين يتسامحون في توثيق الرجال. فنجده في الرواة الذين أوردهم في كتابه "الثقات"، يختار في توثيقهم أقوال من تساهل في أمرهم. ولتوضيح ذلك أقول: قد تردد في راو من الرواة المذكورين، أقوال عديدة للنقاد، بعضهم متشدد في أمره وبعضهم معتدل والبعض الآخر متساهل. وقد يكون واحد من الأئمة النقاد هو الذي وثقهم، بينما الجمع من الأئمة قد جرحوه، فنجد ابن شاهين يختار قول المتساهل الذي وثقه، ويعتمده! و أحياناً ترد عن بعض الأئمة كيحيى بن معين ثلاثة أقوال في أحد الرواة، بعضها تجرحه وبعضها تعدله. فنجد أن ابن شاهين يعتمد القول بتوثيق ذلك الراوي، ويهمل الأقوال الأخرى. ومن خلال قائمتين الأولى تضم (27) راوياً، والثانية تضم (15) يتضح في بيان تساهل ابن شاهين رحمه الله».
وذكر (ص15 - 18): الرواة الضعفاء الذين عدلهم أو تسامح في أمرهم بعض النقاد واعتد قولهم ابن شاهين. وقد ذكر (27) راوياً. وذكر (ص19 - 21): الراوة الذين اختلفت فيهم أقوال يحيى بن معين، فاختار ابن شاهين القول الذي فيه تعديلهم. وذكر (15) راوياً.
-  القَاسِمُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ، ابْنُ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ (المتوفى: 571هـ) سألت شيخنا طارق بن عوض الله فقال لي : لا يعتمد علي قوله 0
- الدُّوْلاَبِيُّ أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ، وَمَا يُتَبَيَّنُ مِنْ أَمره إِلاَّ خَيْر.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مُتَّهَم فِيْمَا يَقُوْله فِي نُعَيْم بن حَمَّادٍ لصلاَبتِهِ فِي أَهْل الرَّأْي.
وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ أَبُو بِشْرٍ مِنْ أَهْلِ الصَّنْعَة، وَكَانَ يُضعَّف.
قَالَ: وَمَاتَ بِالعرج - بَيْنَ مَكَّة وَالمَدِيْنَة - فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ انظر أعلام النبلاء [14/310] قال الألباني في الصحيحة : [6/658] الدولابي مؤلف الكنى - متكلم فيه، كما في " الميزان " و " اللسان "، فتجريحه لا ينهض لمعارضته توثيق أبي حاتم، ولاسيما وهذا معدود من المتشددين! وكذلك يقال عن قول الأزدي فيه مثل قول الدولابي فإنه مطعون فيه. اهـ إذا كان المجروح مجروحا فلا نقبل جرحه ، نقول : أنت مجروح ، فكيف تجرح غيرك
- ابْنُ خُزَيْمَةَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ صَالِحِ بنِ بَكْرٍ السُّلَمِيُّ أَبُو بَكْرٍ (المتوفى: 311هـ) نص على تساهله ابن حجر – رحمه الله – كما في مقدمة اللسان ص (14)  
وقال الألباني في الضعيفة [1/ 581] وتوثيق ابن حبان (7 / 501) إياه مما لا يعتد به كما نبهت عليه مرارا، وكذا تصحيح ابن خزيمة لحديثه لا يعتد به لأنه متساهل فيه، ولذلك لم يعتمد الحافظ على توثيقهما إياه فقال في ترجمة الهجري هذا مقبول يعني عند المتابعة، وإلا فهو لين الحديث، وبما أنه تفرد بهذا الحديث فهو عنده لين اهـ وقال أيضا في الضعيفة (3/402) : وقول الحربي فيه: لا أعرفه، وإشارة مسلم إلى جهالته،وتصريح الذهبي بذلك كما سبق، فلا يفيد بعد الاطلاع على هذا أن ابن خزيمة أخرجه، لا سيما وهو معروف عند أهل المعرفة بهذا الفن أنه متساهل في التصحيح،على نحوتساهل تلميذه ابن حبان، الذي عرف عنه الإكثار من توثيق المجهولين ثم التخريج لأحاديثهم في كتابه " الصحيح "! ولعله تأسى بشيخه في ذلك، غير أنه
أخطأ في ذلك أكثر منه.
وقد يكون من المفيد أن نذكر أمثلة أخرى من الأحاديث الضعيفة التي وردت في "كتاب التوحيد " لابن خزيمة مع بيان علتها، ليكون القارىء على بينة مما ذكرنا من تساهل ابن خزيمة رحمه الله تعالى.
الحديث الأول: إن الله تبارك وتعالى قرأ (طه) و (يس) قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لأمة ينزل هذا عليهم، وطوبى لألسن تتكلم بهذا، وطوبى لأجواف تحمل هذا "
منكر أخرجه الدارمي (2/456) وابن خزيمة في " التوحيد " (109) وابن حبان في "الضعفاء " (1/108) والواحدي في " الوسيط " (3/16/2) وابن عساكر في "التاريخ " (5/308/2 و12/30/2) عن إبراهيم بن المهاجر بن مسمار قال: حدثنا عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة (قال ابن خزيمة: وهو عبد الله بن يعقوب
ابن العلاء بن عبد الرحمن) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.قلت: وهذا متن موضوع كما قال ابن حبان، وإسناده ضعيف جدا، وله علتان:
الأولى: إبراهيم، قال الذهبي في " الميزان " وساق له هذا الحديث:
" قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وروى عثمان بن سعيد عن يحيى: ليس به بأس. قلت: انفرد بهذا الحديث ".
قلت: وفي ترجمته أورده ابن حبان وقال:" منكر الحديث جدا ".
وقال الحافظ في " التقريب ":" ضعيف "!والأخرى: شيخه عمر بن حفص بن ذكوان. أورده ابن أبي حاتم (3/1/102) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ثم أورد بعده: " عمر بن حفص أبو حفص الأزدي
البصري.. سمعت أبي يقول.. هو منكر الحديث ".
قال الذهبي في " الميزان ":" وهو عمر بن حفص بن ذكوان، قال أحمد: تركنا حديثه وحرقناه، وقال علي:ليس بثقة. وقال النسائي: متروك.. وقال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " (3/141) بعد أن عزاه لابن خزيمة:" هذا حديث غريب، وفيه نكارة، وإبراهيم بن مهاجر وشيخه تكلم فيهما ".قلت: وأما عبد الله بن يعقوب بن العلاء بن عبد الرحمن، فلم أعرفه، والظاهر أن في الأصل تحريفا، فإنه في " تفسير ابن كثير ":
" ... مولى الحرقة يعني عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة ".
قلت: وهذا هو الصواب، فإن عبد الرحمن بن يعقوب، له رواية عن أبي هريرة.وعنه عمر بن حفص بن ذكوان. وهو والد العلاء بن عبد الرحمن اهـ ثم ذكر باقي الأحاديث
- ابْنُ خَلْفُوْنَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ.
 قال أبو الحسن الماربي في إتحاف النبيل [ 1/44-45] ذكر أن بعض العلماء ذكر أن ابن خلفون من المتساهلين اهـ قلت : من خلال تتبع أقواله في الجرح والتعديل رأيته متساهل وهو يوثق المجاهيل وابن حجر رحمه الله في التقريب لا يعتد بقوله
- أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيّ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرِ بنِ يَزِيْدَ بنِ كَثِيْرٍ (المتوفى: 310هـ) قال الألباني في الضعيفة (13/688) والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" لابن أبي شيبة ومسدد وأبي يعلى وعبد الله وابن جرير وصححه أقول: لم أره في القسم المطبوع من كتاب ابن جرير "تهذيب الآثار"، وقد تبين لي من مطالعتي إياه: أنه متساهل في التصحيح نحو تساهل ابن حبان اهـ وقال أيضا في الضعيفة (12/ 30) : وإني متعجب جدا من إيراد الإمام الطبري بهذا الحديث ساكتا عنه, وفيه هذان المتهمان, وأنا وإن كنت حديث عهد بالاطلاع على كتابه " التهذيب " ودراسته فقد بدأت أشعر بأن عنده شيئا من التساهل في إيراد الحديث وتقويته اهـ وقال الشيخ عبد الله السعد : وابن جرير الطبري كذلك في تصحيح حديث المجهول اهـ
- أَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ التَّمِيْمِيُّ (المتوفى: 354هـ) قال الألباني في إرواء الغليل (2/ 243) : ابن حبان متساهل فى التوثيق فلا يعتمد عليه اهـ قال المعلمي هذا وقد أكثر الأستاذ – أي الكوثري - من رد توثيق ابن حبان، والتحقيق أن توثيقه على درجات،الأولى: أن يصرح به كأن يقول «كان متقنا» أو «مستقيم الحديث» أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم، والثانية قريب منها، والثالثة مقبولة، والرابعة صالحة، والخامسة لا يؤمن فيها الخلل. والله أعلم. قلت – أي الألباني - : هذا تفصيل دقيق، يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما لم أره لغيره فجزاء الله خيرا، غير أنه قد ثبت لدي بالممارسة أن من كان منهم من الدرجة الخامسة فهو على الغالب مجهول لا يعرف، ويشهد بذلك صنيع الحفاظ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما من المحققين، فإنهم نادرا ما يعتمدون على توثيق ابن حبان وحده ممن كان في هذه الدرجة، بل والتي قبلها أحيانا. ولقد أجريت لطلاب الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة يوم كنت أستاذ الحديث فيها سنة (1382) تجربة عملية في هذا الشأن في بعض دروس (الأسانيد) ، فقلت لهم: لنفتح على أي راو في كتاب «خلاصة تذهيب الكمال» تفرد بتوثيقه ابن حبان، ثم لنفتح عليه في «الميزان» للذهبي، و «التقريب» للعسقلاني، فسنجدهم يقولان فيه «مجهول» أو «لا يعرف» ، وقد يقول العسقلاني فيه «مقبول» يعني لين الحديث، ففتحنا على بضعة من الرواة تفرد بتوثيقهم ابن حبان فوجدناهم عندهما كما قلت: أما مجهول، أو لا يعرف، أو مقبول.إلا أن ما ذكر المؤلف من رد الكوثري لتوثيق ابن حبان فإنما ذلك حين يكون هواء في ذلك، وإلا فهو يعتمد عليه ويتقلبه حين يكون الحديث الذي فيه راو وثقه ابن حبان، ويوافق هواه، كبعض الأحاديث التي رويت في «التوسل» وقد كشفت عن صنيعه هذا في كتابي (الأحاديث الضعيفة) رقم (23) انظر التنكيل (2/ 670)
-  الحَاكِمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوَيْه أَبُو عَبْدِ اللهِ (ت 405 هـ) صاحب المستدرك وصفه بالتساهل ابن الصلاح كما في علوم الحديث [18] وابن حجر في النكت [1/319] قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (22/426) : وَكَثِيرًا مَا يُصَحِّحُ الْحَاكِمُ أَحَادِيثَ يَجْزِمُ بِأَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ لَا أَصْلَ لَهَا اهـ وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/608) : الحاكم إمام صدوق، لكنه يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة، ويكثر من ذلك، فما أدرى هل خفيت عليه فما هو ممن يجهل ذلك، وإن علم فهذه خيانة عظيمة، ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين اهـ وقال في نصب الراية (1/344) : وَتَصْحِيحُ الْحَاكِمِ لَا يُعْتَدُّ بِهِ اهـ وقال الألباني في الصحيحة (6/767): الحاكم، وهو متساهل في التوثيق كابن حبان والعجلي اهـ وقال في الضعيفة (1/80) : والآخر: أن ابن حبان متساهل في التوثيق فإنه كثيرا ما يوثق المجهولين حتى الذين يصرح هو نفسه أنه لا يدري من هو ولا من أبوه؟ كما نقل ذلك ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ومثله في التساهل الحاكم كما لا يخفى على المتضلع بعلم التراجم والرجال فقولهما عند التعارض لا يقام له وزن حتى ولوكان الجرح مبهما لم يذكر له سبب، فكيف مع بيانه اهـ وقال في سؤالات أبي الحسن للألباني الحاكم رحمه الله: متساهل في توثيقه ولكنه أحسن حالا من ابن حبان رحمه الله اهـ
 فائدة :
 قال المعلمي في التنكيل [2/693]وذكرهم للحاكم بالتساهل إنما يخصونه بـ (المستدرك) فكتبه في الجرح والتعديل لم يغمزه أحد بشيء مما فيها أعلم وبهذا يتبين أن التشبث بما وقع له في المستدرك وبكلامهم فيه لأجله إن كان لا يجاب التروي في أحكامه التي في المستدرك فهو وجيه، وإن كان للقدح في روايته أو في أحكامه في غير المستدرك في الجرح والتعديل ونحوه فلا وجه لذلك، بل حاله في ذلك كحال غيره من الأئمة العارفين، إن وقع له خطأ فهو نادر كما يقع لغيره، والحكم في ذلك باطراح ما قام الدليل على أنه أخطأ فيه وقبول ما عداه، والله الموفق) اهـ
وقال العلامة مقبل الوادعي في مقدمة تحقيق المستدرك ص 8 : 
"
مما ينبغي أن يعلم أن أهل العلم لم ينكروا على الحاكم إلا تساهله في المستدرك وأما في سائر كتبه فهو كغيره من العلماء المعتبرين ويستفاد من كتبه رحمه الله  أهـ
- مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ (المتوفى سنة: 207) كان واسع المعرفة، كثير الأخبار، رواية للسير والمغازي، ومن أكثر الناس كلاماً فيها، وله كلام كثير في وفيات الشيوخ، لكن الأئمة النقاد الكبار مثل: الشافعي وعبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين والبخاري وسائر من بعدهم من أمثالهم قد اتفقوا على وهائه وسقوطه، بل منهم من قضى بأنه كان كذاباً، وإنما خالفهم من هو دونهم في المعرفة بالنقلة بدرجات.
فإذا وجدت عبارة نقد معزوة إلى الواقدي فاعلم أنها ليست موضعاً للقبول، علماً بأن ما له في ذلك قليل.انظر تحرير علوم الحديث [1/212]
- التِّرْمِذِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ سَوْرَةَ بنِ مُوْسَى بنِ الضَّحَّاكِ
 قال ابن حجر في التقريب (6206) : أبو عيسى صاحب الجامع أحد الأئمة [ثقة حافظ] من الثانية عشرة مات سنة تسع وسبعين اهـ سألت شيخنا طارق بن عوض الله فقال لي : الترمذي رحمه الله معتدل قلت : بل هو متساهل صحح وحسن أحاديث كثيره ضعيفة وضعيفة جدا كم من حديث صححه الترمذي وفيه نظر، كم من حديث حسنه الترمذي وفيه أنظار مثلا حديث عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَذَبَ العَبْدُ تَبَاعَدَ عَنْهُ المَلَكُ مِيلًا مِنْ نَتْنِ مَا جَاءَ بِهِ؟» رواه الترمذي (1972) فقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُون اهـ قلت : عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُون قال الدارقطني: متروك الحديث، يكذب وقال أبو حاتم الرازي: لا أعرفه وقال ابن عدي : لم أر للمتقدمين فيه كلاما وإنما ذكرته لأحاديث رواها مناكير عن قوم ثقات اهـ وقال الألباني : ضعيف جدا اهـ
قَالَ ابْنُ دِحْيَةَ فِي "الْعِلْمِ الْمَشْهُورِ": وَكَمْ حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ فِي "كِتَابِهِ" مِنْ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ، وَأَسَانِيدَ وَاهِيَةٍ انظر نصب الراية (2/ 217) وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (2/ 317) : وَالتِّرْمِذِيُّ فِيهِ نَوْعُ تَسَاهُلٍ فِي التَّصْحِيحِ، اهـ وقال أيضا في الفروسية ص (243) : هَذَا مَعَ أَن التِّرْمِذِيّ يصحح أَحَادِيث لم يُتَابِعه غَيره على تصحيحها بل يصحح مَا يُضعفهُ غَيره أَو يُنكره فَإِنَّهُ صحّح حَدِيث كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف وَأحمد يضعف حَدِيثه جدا وقال لِابْنِهِ عبد الله لَا تحدث عَنهُ وَقَالَ مُنكر الحَدِيث لَيْسَ بِشَيْء َقَالَ يحيى حَدِيثه لَيْسَ بِشَيْء وَلَا يكْتب وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ الشَّافِعِي هُوَ ركن من أَرْكَان الْكَذِب اهـ وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (2/ 93) : وَأَمَّا تَحْسِينُ التِّرْمِذِيِّ فَلَا اعْتِمَادَ عَلَيْهِ لِمَا فِيهِ مِنَ التساهل اهـ
 وقال الألباني في الضعيفة (1/ 85) : والترمذي متساهل في التصحيح والتحسين وعن الذهبي أنه قال: لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي اهـ

- ابْنُ لُبَابَةَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُمَرَ القُرْطُبِيُّ
قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: وَكَانَ حَافِظاً لأَخْبَارِ الأَنْدَلُسِ، لَهُ حَظٌّ مِنَ النَّحْوِ وَالشِّعرِ، وَلِيَ الصَّلاَةَ بِقُرْطُبَةَ.
وَرَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عِلمٌ بِالحَدِيْثِ، بَلْ يَنْقُلُ بِالمَعْنَى مَاتَ: فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُوْنَ سَنَةً انظر السير (14/ 495)

-     مَسْلَمَةُ بنُ القَاسِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ أَبُو القَاسِمِ القُرْطُبِيُّ (المتوفى سنة: 353) كان محدثاً واسع الرحلة كثير السماع من الشيوخ، له مصنفات في تواريخ المحدثين، وكلام كثير في الجرح والتعديل، لكنه لم يكن مرضياً عند الأندلسيين، قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: سَمِعْتُ مَنْ ينسبُهُ إِلَى الكذبِ، وَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ مفرجٍ: لَمْ يَكُنْ كذَّاباً، بَلْ كَانَ ضَعِيْفَ العقلِ" ، وقال الذهبي: " وَلَمْ يَكُنْ بثقةٍ انظر تحرير علوم الحديث [1/ 213] قلت : فمن كان  ضعيف العقل ، قد يجرح أو يوثق مع وجود الخلل في من وثقه أو جرحه قال الألباني في الضعيفة [11/491] ومسلمة هذا نفسه ضعيف فلا قيمة لتوثيقه اهـ
- النجار متساهل انظر الحديث في أصول الحديث [42]
بهذا القدر نكتفي سائلين الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا  نسأل الله عز وجل أن يرفع راية الْإِسْلام والمسلمين عالية خفاقة وأن ينصر بنصره من أعان على نشر الْإِسْلَام في إرجاء المعمورة
ونسْأَله سبحانه أن يخذل من خذل الْإِسْلام والمسلمين وسعى لنشر الرذيلة وابتغى في  الأَرْض  وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


هناك تعليقان (2):