الأحد، 3 ديسمبر 2017

مراتب المدلسين عمرو العدوي المرتبة الثالثة والرابعة



المرتبة الثالثة (0)
وعدتهم تسعة عشر 0
 (1) أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ
جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : ثقة مشهور ، حديثه عن أبيه في السنن ، وعن غير أبيه في الصحيح واختلف في سماعه من أبيه ، والاكثر على أنه لم يسمع منه ، وثبت له لقاؤه ، وسمع كلامه ، فروايته عنه بالعنعنة داخلة في التدليس ، وهو أولى بالذكر من أخيه عبد الرحمن انظر طبقات المدلسين (48) قال النووي رحمه الله في تهذيب الأسماء (1/290) : وكان لابن مسعود ثلاثة بنين: عبد الرحمن، وبه كان يكنى، وعتبة، وأبو عبيدة، واسم أبى عبيدة عامر، وقيل: اسمه كنيته، واتفقوا على أن أبا عبيدة لم يسمع أباه، ورواياته عنه كثيرة وكلها منقطعة اهـ وقال ابن معين : عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود وَأَبُو عُبَيْدَة بن عبد الله لم يسمعا من أَبِيهِمَا انظر تاريخ ابن معين رواية الدوري (3/354) وقال النسائي في سننه الكبرى (969) : أَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يُسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ اهـ وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (6/237) : رَوَى عَنْ أَبِيهِ رِوَايَةً كَثِيرَةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا وَقَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي مُوسَى وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ اهـ وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود (1/285) : قال الترمذي: هذا حديث حسن، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. هذا آخر كلامه. وأبو عبيدة -هذا- اسمه عامر، ويقال: اسمه كنيته، وقد احتج البخاري ومسلم بحديثه في صحيحيهما، غير أنه لم يسمع من أبيه، كما قال الترمذي وغيره اهـ وقال ابن حبان في الثقات (6242) : يَرْوِي عَن أَبِيه وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئا اهـ وقال البيهقي في سننه الكبرى (3570) : حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلٌ اهـ وقال الشوكاني في نيل الأوطار (6/156) : وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ اهـ والدليل : على أنه لم يسمع من أبيه عن شُعْبَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، هَلْ تَذْكُرُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا رواه الترمذي في سننه (1/25) وابن سعد في الطبقات الكبرى (6/237) قلت : إسناده صحيح وهو وحده كاف في الحكم بالانقطاع قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (1/73) : هَذَا نَصٌّ صَحِيحٌ صَرِيحٌ فِي أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا وَهُوَ الْقَوْلُ الرَّاجِحُ اهـ  وقال الألباني في الضعيفة (3/82) : الانقطاع بين ابن مسعود وابنه أبي عبيدة؛ فإنه لم يسمع منه، كما صرح بذلك أبو عبيدة نفسه على ما هو مذكور في ترجمته، وقد حاول بعض من ألف في مصطلح الحديث من حنفية هذا العصر أن يثبت سماعه منه دون جدوى اهـ قَالَ ابن حجر فِي التَّقْرِيبِ : أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ وَالْأَشْهَرُ أَنَّهُ لَا اِسْمَ لَهُ غَيْرُهَا وَيُقَالُ اِسْمُهُ عَامِرٌ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ وَالرَّاجِحُ أَنَّهُ لَا يَصِحُّ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِيهِ اهـ
تنبيه : الرد على من يقول إنه سمع من أبيه واستدلوا : 
أولا : قال ابن أبي حاتم في المراسيل (1/256) : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ هَلْ سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ أَبِي لَمْ يَسْمَعْ قُلْتُ فَإِنَّ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زِيَادٍ رَوَى عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قََالَ خَرَجْتُ مَعَ أَبِي لِصَلَاةِ الصُّبْحِ قَالَ أَبِي مَا أَدْرِي مَا هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي هِنْدَ مَنْ هُوَ اهـ قلت : هذه القصة ضعيفه عبد الله بن أبي هند قال البخاري: حديثه منكر وقال مرة: لا يصح حديثه انظر لسان الميزان (5/33)
ثانيا : قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/147) : حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل  نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت  سلم بن قتيبة قال قلت لشعبة إن البري – أي عثمان بن مقسم - حدثنا عن أبي إسحاق أنه سمع أبا عبيدة يحدث أنه سمع ابن مسعود، فقال: أوه، كان أبو عبيدة ابن سبع سنين - وجعل يضرب جبهته قال ابن حجر في التهذيب (5/76) : هذا الاستدلال بكونه بن سبع سنين على أنه لم يسمع من أبيه ليس بقائم ولكن راوي الحديث عثمان ضعيف والله أعلم اهـ
ثالثا : قَالَ الْعَيْنِيُّ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ (2/302) رَادًّا عَلَى الْحَافِظِ مَا لَفْظُهُ وَأَمَّا قَوْلُ هَذَا الْقَائِلِ أَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ فَمَرْدُودٌ بِمَا ذُكِرَ فِي الْمُعْجَمِ الْأَوْسَطِ لِلطَّبَرَانِيِّ  مِنْ حَدِيثِ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَتَّابٍ الْكُوفِيُّ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ الْحَدِيثَ اهـ  قلت : الحديث رواه الطبراني في الأوسط (9189) من طريق أبي قُرَّةَ، قَالَ: ذَكَرَ زَمْعَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: الحديث قال الطبراني : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ إِلَّا زَمْعَةُ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو قُرَّةَ قلت : إسناده ضعيف فيه زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، قال ابن حجر في التقريب : ضعيف اهـ قال الهيثمي في مجمع الزوائد (14166) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَالْكَبِيرِ بِاخْتِصَارٍ بِنَحْوِهِ فِي إِسْنَادِ الْأَوْسَطِ: زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ حَدِيثُهُمْ حَسَنٌ، وَأَسَانِيدُ الطَّرِيقَيْنِ ضَعِيفَةٌ اهـ والحديث رواه أبو الشيخ في أحاديث أبي الزبير (ص 128) من طريق أبي قُرَّةَ مُوسَى بْن طَارِقٍ، قَالَ: ذَكَرَ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ الْكُوفِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ به ولم يذكر فيه السماع قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (1/73) : قُلْتُ لَا بُدَّ لِلْعَيْنِيِّ أَنْ يُثْبِتَ أَوَّلًا صِحَّةَ رِوَايَةِ الْمُعْجَمِ الْأَوْسَطِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَسْتَدِلَّ بِهَا عَلَى صِحَّةِ سَمَاعِ أَبِي عُبَيْدَةَ وَدُونُهُ خَرْطُ الْقَتَادِ اهـ
رابعا : قال العيني في شرح البخاري (2/ 302) : وَبِمَا أَخْرَجَ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ فِي ذِكْرِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَصَحَّحَ إِسْنَادَهُ اهـ قلت : كيف طابت نفسه باعتبار أن هذا الذي رواه الحاكم دليل على السماع، مع كونه قال (9/113) وَقد عرف تساهل الْحَاكِم فِي تَصْحِيح الْأَحَادِيث المدخولة اهـ ورد عليه المباركفوري في تحفة الأحوذي (1/73) فقال : وَأَمَّا اِسْتِدْلَالُهُ عَلَى سَمَاعِهِ مِنْ أَبِيهِ بِمَا أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَتَصْحِيحُهُ فَعَجِيبٌ جِدًّا فَإِنَّ تَسَاهُلَهُ مَشْهُورٌ وَقَدْ ثَبَتَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ نَفْسِهِ عَدَمُ سَمَاعِهِ مِنْ أَبِيهِ كَمَا عَرَفْتُ اهـ قلت : الحاكم في مستدركه اشتبه عليه السماع من عدمه فقال (1849) : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ اهـ
وقال : (2525): «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ إِنْ سَلِمَ مِنَ الْإِرْسَالِ فَقَدِ اخْتَلَفَ مَشَايِخُنَا فِي سَمَاعِ أَبِي عُبَيْدَةَ مِنْ أَبِيهِ»
وأحيانا يصحح الحديث دون شك أو استثناء كما في (4304) فقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "
خامسا : قال العيني في شرح البخاري (2/ 302) : وَبِمَا حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ عِدَّةَ أَحَادِيثَ رَوَاهَا عَنْ أَبِيهِ مِنْهَا لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ جِيءَ بِالْأَسْرَى وَمِنْهَا كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ
وَمِنْهَا قَوْلُهُ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمِنْ شَرْطِ الْحَدِيثِ الْحَسَنِ أَنْ يَكُونَ مُتَّصِلَ الْإِسْنَادِ عِنْدَ الْمُحَدِّثِينَ اهـ
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (1/73): وَأَمَّا اِسْتِدْلَالُهُ عَلَى ذَلِكَ بِمَا حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ عِدَّةَ أَحَادِيثَ رَوَاهَا عَنْ أَبِيهِ فَمَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَقِفْ عَلَى أَنَّ التِّرْمِذِيَّ قَدْ يُحَسِّنُ الْحَدِيثَ مَعَ الِاعْتِرَافِ بِانْقِطَاعِهِ وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي الْمُقَدِّمَةِ اهـ قلت : قَال التِّرْمِذِيّ في سننه (3084) : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيه اهـ
 سادسا : قال العيني أيضا : وَقد أجبنا عَن قَول من يَقُول أَبُو عُبَيْدَة لم يسمع من أَبِيه وَكَيف مَا سمع وَقد كَانَ عمره سبع سِنِين حِين مَاتَ أَبوهُ عبد الله قَالَه غير وَاحِد من أهل النَّقْل وَابْن سبع سِنِين لَا يُنكر سَمَاعه من الغرباء عِنْد الْمُحدثين فَكيف من الْآبَاء القاطنين انظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري (2/ 303) قلت : كما سبق سئل  أَتَذْكُرُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: لَا فكيف نثبت له سماعه من أبيه وهو ينفيه فهو مدلس عن أبيه فقط تقبل عنعنته حتى يتبين أنه دلس إلا عن أبيه فروايته عنه ضعيفه فكان يدلس عنه فأخطأ ابن حجر في جعله إياه في المرتبة الثالثة بل تكلم العلماء عن روايته عن أبيه فقط وليس روايته مطلقا
 (2) بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ صَائِدِ بنِ كَعْبِ بنِ حَرِيْزٍ الحِمْيَرِيُّ الحِمْصِيُّ أَبُو يُحْمِدَ جعله ابن حجر في المرتبة الرابعة فقال : المحدث المشهور المكثر له في مسلم حديث واحد وكان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين وصفه الائمة بذلك انظر طبقات المدلسين (49) وقال في التقريب (734) : صدوق كثير التدليس عن الضعفاء من الثامنة مات سنة سبع وتسعين وله سبع وثمانون خت م 4 اهـ قال الألباني في الضعيفة (12/105) : بقية بن الوليد قد اتهم بالتدليس في هذا الحديث تدليس التسوية؛ فقد قال ابن أبي حاتم في " العلل " أيضاً (2 / 154) / " سمعت أبي وذكر الحديث الذي رواه إسحاق بن راهويه عن بقية قال: حدثني أبو وهب الأسدي قال: حدثنا نافع عن ابن عمر [عن النبي صلى الله عليه وسلم قال] : " لا تحمدوا إسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة رأيه ". قال أبي: هذا الحديث له علة قل من يفهمه] : رواه عبيد الله بن عَمرو عن إسحاق بن أبي فروة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعبيد الله بن عمرو كنيته أبو وهب، وهو أسدي، فكأن بقية كنى عبيد الله بن عمرو ونسبه إلى بني أسد؛لكيلا يفطن له، حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لا يهتدى له، وكان بقية من أفعل الناس لهذا وأما ما قال إسحاق في روايته عن بقية عن أبي وهب: " حدثنا نافع "؛ فهو وهم، غير أن وجهه عندي أن إسحاق لعله حفظ عن بقية هذا الحديث، ولم يفطن لما عمل بقية من تركه إسحاق من الوسط وتكنيته عبيد الله بن عمرو، فلم يتفقد لفظة بقية في قوله: " حدثنا نافع " أو: " عن نافع " ".
قلت: يتلخص من كلامه أمران:
1 - أن بقية كان يدلس الشيوخ والأسماء
2 - اتهامه بأنه كان يدلس تدليس التسوية، كالوليد بن مسلم.
أما الأول؛ فهو من المسالم به؛ فقد ذكر ذلك عنه كثير ممن ترجم له من الأئمة، القدامى منهم والمحدَثين؛ لكن في شيوخه، وليس في شيوخهم، منهم الحافظ يعقوب الفسوي؛ فقال في " المعرفة والتاريخ " (2 / 424) : "وبقية يقارب إسماعيل والوليد في حديث الشاميين، وهو ثقة إذا حدث عن ثقة، فحديثه يقوم مقام الحجة، يذكر بحفظ، إلا أنه يشتهي المُلَح والطرائف من الحديث، ويروي عن شيوخ فيهم ضعف، وكان يشتهي الحديث، فيكني الضعيف المعروف بالاسم، ويسمي المعروف بالكنية باسمه. وسمعت إسحاق بن راهويه قال: قال ابن المبارك: أعياني بقية! كان يكني الأسامي، ويسمي الكنى، قال: حدثني أبو سعيد الوحاظي، فإذا هو عبد القدوس.
وقد قال أهل العلم: بقية إذا لم يُسَمِ الذي يروي عنه وكناه؛ فلا يسوى حديثه شيئا ".ورواه عنه الخطيب في " تاريخ بغداد " (7 / 124) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (10 / 208 - 209، 212 - 213) ، وتجد عندهما روايات أخرى في ذلك عن ابن معين وغيره.
وأما الآخر - وهو اتهامه بأنه كان يدلس تدليس التسوية -؛ فما أعتقد أن ذلك صح عنه، وذلك لأمور:
أولاً: أن استدلال أبي حاتم برواية إسحاق بن راهويه عن بقية - إن كانت محفوظة - لا تنهض بذلك؛ لأن فيها تصريح أبي وهب - شيخ بقية - بالتحديث عن نافع، وكذلك صرح بقية بالتحديث عن أبي وهب، فهي رواية مسلسلة بالتحديث، فأين التدليس المدَّعى؟ ! والمدلس إذا أسقط من الإسناد راوياً - سواء كان شيخه أو شيخ شيخه -؛ رواه بصيغة توهم السماع؛ كأن يقيل: قال فلان، أو: عن فلان، ونحوه. فلو قال مكان ذلك: سمعت، أو: حدثني، أو نحو ذلك مما هو صريح في الاتصال؛ كان كذباً، وسقطت به عدالته  ، وبقية صدولَى اتفاقاً، وقد قال أبو زمعة: " ما لبقية عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين، فأما الصدق فلا يؤتى من الصدق، وإذا حدث عن الثقات فهو ثقة "؛ كما رواه عنه ابن أبي حاتم (1 / 1 / 435) ، وتقدم نحوه عن يعقوب الفسوي ولذلك؛ اضطر أبو حاتم إلى توهيم الإمام إسحاق بن راهويه في الإسناد: حدثنا نافع) ؛ لتصوره الانقطاع بين أبي وهب ونافع؛ الناتج من إسقاط بقية لابن أبي فروة من بينهما! وإذا جاز مثل هذا التوهيم منه، أفلا يجوز لغيره أن يقول: لعل الإسقاط المذكور كان من أبي حاتم مجرد دعوى؛ فإن بقية قد ذكر ابن أبي فروة في إسناد الحديث كما تقدم في رواية موسى بن سليمان، على ما فيها من الكلام الذي سبق بيانه؟ ! وعلى افتراض سقوطه في رواية ابن راهويه عن بقية؛ فليس هناك دليل على أنه كان مقصوداً من بقية، فيمكن أن يكون وهما منه كما تقدم مثله في أول هذا التخريج من منصور بن صقير، وذلك لا يبرر اتهامه بتدليس التسوية كما لا يخفى على الناقد البصير بهذا الفن الشريف، بل ويمكن أن يكون الإسقاط المدعى من غير بقية؛ فقد أشار إلى ذلك الحافظ في " النكت على ابن الصلاح "، فقال (2 / 622) :" تنبيه آخر: ذكر شيخنا ممن عرف بالتسوية جماعة، وفاته أن ابن حبان قال في ترجمة بقية: إن أصحابه كانوا يسوون حديثه ".قلت: ذكر ذلك ابن حبان في " الضعفاء " (1 / 200 - 201) بعد أن صرح بأن بقية كان مدلساً يسقط الضعفاء من شيوخه بينه وبين شيوخهم الثقات، فقال:" فراْيته ثقةً مأموناً، ولكنه كان مدلساً؛ سمع من عبيد الله بن عمرو وشعبة ومالك أحاديث يسيرة مستقيمة، ثم سمع عن أقوام متروكين عن عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك؛ مثل المجامع بن عمرو، والسري بن عبد الحميد، وعمر بن موسى المَيتمي وأشباههم، وأقوام لا يعرفون إلا بالكنى، فروى عن أولئك الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء، وكان يقول: قال عبيد الله بن عمر عن نافع، وقال مالك عن نافع، فحملوا عن بقية عن عبيد الله، وبقية عن مالك، وأسقط الواهي بينهما، فالتزق الموضوع ببقية، وتخلص الواضع من الوسط.
وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه، فالتزق ذلك كله به ".
قلت: هذا كله كلام ابن حبان رحمه الله، وهو صريح في تبرئته من تدليس التسوية، وأن ذلك كان من بعض تلاميذه. ولعل هذا هو سبب إعراض كل من ترجم عن رميه بهذا النوع من التدليس، وبخاصة المتأخرين منهم الذين أحاطوا بكل ما قيل فيه من مدح وقدح من الأئمة المتقدمين، واقتصروا على وصفه بتدليس شيوخه فقط، فقال الذهبي في كتابه " الكاشف ":" وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقات، وقال النسائي: إذا قال: (ثنا) و: (نا) ؛ فهوثقة ".
وهذا الحافظ ابن حجر؛ لما أورده في " طبقات المدلسين "؛ لم يزد على قوله:" وكان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين، وصفه الأئمة بذلك ".أورده في " المرتبة الرابعة "، وهي التي يورد فيه:
" من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع؛ لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل؛ كبقية بن الوليد. كما قال في مقدمة الرسالة.
قلت: فلم يرمه لا هو ولا الذهبي بتدليس التسوية، وقوله فيما تقدم نقله عنه في " النكت ": " ذكر شيخنا " إنما يعني به الحافظ العراقي؛ فإنه لما ذكر في كتابه " التقييد والإيضاح (ص 78 - الحلبية) تدليس التسوية، ضرب على ذلك مثالاً هذا الحديث نقلا عن (العلل) لابن أبي حاتم، وكان نقله عنه باختصار تبعه عليه السيوطي في (التدريب) (1 / 224 - 225) ، ذلك؛ أنهما لم ينقلا عنه قوله المتقدم: (وأما ما ثال إسحاق في روايته. . .) إلخ. وبناء على ذلك تصرفا فيما نقلاه عنه، فقالا: (عن نافع) بدل: (حدثنا نافع) ، وهو تصرف غير مرضي ؛ لأنه خلاف ما وقع في رواية ابن راهوية عند أبي حاتم ولا يجوز تغييره إلا بالبيان كما فعل أبو حاتم في تمام كلامه، فاختصارهما إياه من الاختصار المخل كما هو ظاهر، ويكفي العاقل دليلا على ذلك أن هذا التحقيق الذي أجريناه على كلامه ما كان بإمكاننا ذلك لو لم نقف عليه في (العلل) واعتمدنا فقط على ما نقلاه عنه! ولذلك؛ انطلى الأمر على بعض الطلاب في العصر الحاضر وأخذوا يعللون بعض أحاديث بقية التي صرح فيها بالتحديث عن شيخه بتدليس التسوية! كحديث:
((وكاء السَّه العينان، فَمَنْ نام؛ فَلْيَتَوَضَّأْ)) وهو مخرج في (صحيح أبي داود) (198) ، وأوردته في (صحيح الجامع) (4025) ، فلم يعجب بعضهم اغترارا بأن فيه تدليس التسوية ! ونحوه تعليق بعضهم على ترجمة بقية في (سير أعلام النبلاء) بقوله (8 / 458) : (بل قد وصفوه بأخبث أنواع التدليس، وهو تدليس التسوية، وهو أن يحذف من سنده غير شيخه. . .) . واستند في ذلك على (التدريب) ، وقد خفي عليه ما ذكرته من التحقيق. زد على ذلك أن من علماء التخريج لم يجرء على إعلال حديث بقية بتدليس التسوية فيما علمت، وإنما يعللونه بعنعنته عن شيخه، فإذا صرح بالتحديث عنه صححوه، فهو دليل عملي منهم على عدم الاعتداد بقول من اتهمه بتدليس التسوية، ولا نذهب بعيدا في ضرب الأمثلة. فهذا هو الإمام مسلم قد ذكر في مقدمة (صحيحه) (ص 14، 20) بقية بالتدليس.
ثم روى في (النكاح) من (صحيحه) (4 / 152) بسنده عن بقية: حدثنا الزبيدي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا : ((من دُعي إلى عرس أو نحوه؛ فَلْيُجِبْ)) . ولما أخرجه الذهبي في (السير) (8 / 467) من طريق أبي عوانة الحافظ بسنده عن جمع قالوا: حدثنا بقية: حدثنا الزبيدي به؛ قال المعلق المشار إليه آنفا:(إسناده صحيح؛ فقد صرح بقية بالتحديث) ! ! وقد فاته إخراج مسلم إياه! كما غفل عن اتهامه بتدليس التسوية كما تقدم نقله عنه؛ فإن شيخ بقية (الزبيدي) لم يصرح بالتحديث اهـ
(3) جَعْفَرُ بنُ حَيَّانَ العُطَارِدِيُّ الضَّرِيْرُ أَبُو الأَشْهَبِ
قال أبو داود: سمعت أحمد. قال: أبو الأشهب، كان يرون أنه يدلس عن الحسن قلت لأحمد: هو أكثر من مبارك؟ قال: نعم، مبارك كان يدلس عن الحسن. «سؤالاته» (463) وقال أحمد أيضا : كَانَ أَبُو أَشْهَبَ يُدَلِّسُ إِلَّا أَنَّهُ فِي كِتَابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ يُبِينُ إِذَا كَانَ سَمَاعًا قَالَ: حَدَّثَنِي، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ [قَالَ] قَالَ أَبُو الزِّنَادِ، ذَكَرَ أَبُو الزِّنَادِ، قَالَ فُلَانٌ انظر المعرفة والتاريخ (2/633) وقال علي بن المديني : سمعت يحيى بن سعيد يقول شهدت سفيان يقول لأبي الأشهب قل: سمعت، قل سمعت انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/82) قال ابن حجر في التقريب (935) : ثقة من السادسة مات سنة خمس وستين وله خمس وتسعون سنة ع اهـ
(4) حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ بنِ ثَوْرِ بنِ هُبَيْرَةَ النَّخَعِيُّ أَبُو أَرْطَاةَ
وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ فَقِيْهاً، أَحَدُ مُفْتِي الكُوْفَةِ، وَكَانَ فِيْهِ تِيْهٌ، فَكَانَ يَقُوْلُ: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ، وَكَانَ جَائِزَ الحَدِيْثِ، إِلاَّ أَنَّهُ صَاحِبُ إِرسَالٍ، كَانَ يُرسِلُ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً، وَيُرسِلُ عَنْ مَكْحُوْلٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَإِنَّمَا يَعِيبُوْنَ مِنْهُ التَّدلِيسَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:هُوَ صَدُوْقٌ، لَيْسَ بِالقَوِيِّ، يُدَلِّسُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ - يَعْنِي: فَيُسقِطُ العَرْزَمِيَّ - وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوْقٌ، مُدَلِّسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ، يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا، فَهُوَ صَالِحٌ لاَ يُرْتَابُ فِي صِدْقِهِ وَحِفْظِه، وَلاَ يُحتَجُّ بِحَدِيْثِهِ، لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَلاَ مِنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَلاَ مِنْ عِكْرِمَةَ.
قَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ لِي حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ: صِفْ لِيَ الزُّهْرِيَّ، فَإِنِّي لَمْ أَرَهُ.
وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: كَانَ الحَجَّاجُ يُدَلِّسُ، فَكَانَ يُحَدِّثُنَا بِالحَدِيْثِ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ مِمَّا يُحَدِّثُهُ العَرْزَمِيُّ، وَالعَرْزَمِيُّ مَتْرُوْكٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: كَانَ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ، وَكَانَ مُدَلِّساً.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: إِنَّمَا عَابَ النَّاسُ عَلَيْهِ تَدْلِيسَه عَنِ الزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهُ، وَرُبَّمَا أَخْطَأَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ، فَأَمَّا أَنْ يَتَعَمَّدَ الكَذِبَ فَلاَ، وَهُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيْثُه قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ حَجَّاجٌ يُدَلِّسُ، فَإِذَا قِيْلَ لَهُ: مَنْ حَدَّثكَ ؟ يَقُوْلُ: لاَ تَقُوْلُوا هَذَا، قُوْلُوا: مَنْ ذَكَرْتَ ؟ وَرَوَى عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَرَهُ انظر السير (7/69) وقال الساجي كان مدلسا صدوقا سيء الحفظ ليس بحجة في الفروع والأحكام وقال ابن خزيمة : لا أحتج به إلا فيما قال : أخبرنا و سمعت وقال البزار : كان حافظا مدلسا ، و كان معجبا بنفسه ، و كان شعبة يثنى عليه ، و لا أعلم أحدا لم يرو عنه ـ يعنى ممن لقيه ـ إلا عبد الله بن إدريس وقال إسماعيل القاضى : مضطرب الحديث لكثرة تدليسه وقال محمد بن نصر : الغالب على حديثه الإرسال ، و التدليس ، و تغيير الألفاظ انظر تهذيب التهذيب (2/198) وقال أبو يعلى في الإرشاد (1/195) : عَالِمٌ ثِقَةٌ كَبِيرٌ , ضَعَّفُوهُ لِتَدْلِيسِهِ اهـ وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (3/121) : ضَعِيف مُدَلّس عَن الضُّعَفَاء اهـ وقال الذهبي في الميزان (1/458) : هو صدوق يدلس اهـ وقال ابن حجر : الفقيه الكوفي المشهور أخرج له مسلم مقرونا وصفه النسائي وغيره بالتدليس عن الضعفاء وممن أطلق عليه التدليس بن المبارك ويحيى بن القطان ويحيى بن معين وأحمد وقال أبو حاتم إذا قال حدثنا فهو صالح وليس بالقوي انظر طبقات المدلسين (49) وقال في التقريب (1119) : صدوق كثير الخطأ والتدليس من السابعة مات سنة خمس وأربعين بخ م 4 اهـ قلت : بل هو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث فإن بعض العلماء ضعفوه لتدليسه قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (1119) : بل: صدوق حسن الحديث مدلس، تُضعف روايتُه إذا لم يصرح بالتحديث. أما وصفُه بكثرة الخطأ فمن المبالغة. وقد ضعَّفه بعض من ضعفه لما نَقموا عليه من التدليس، فانسحب ذلك على منزلته كما قال الخليلي في " الإرشاد ": عالمٌ ثقة كبير، ضعَّفوه لتدليسه وعندنا أن أحسن ما قيل فيه هو قول أبي حاتم الرازي: ((صدوق يدلس عن الضعفاء يكتب حديثه، فإذا قال: حدثنا، فهو صالحٌ لا يُرتاب في صدقه وحفظه إذا بَيَّن السماع)) على أن مسلماً لم يحتج به وإنما روى له مقروناً اهـ
قال الألباني في الصحيحة (7/1114) : قال الهيثمي : رواه الطبراني في "الأوسط "، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف "!!
قلت: فأطلق الضعف عليه، وهو خطأ؛ فإنه ثقة في نفسه، وإنما علته أنه يدلس، فإذا صرح بالتحديث؛ فهو حجة، وهنا قد عنعنه فهي العلة اهـ
(5) حميد بن الربيع بن مالك، أبو الحسن اللخمي الكُوفيُّ الخزاز. قَالَ محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة: قَالَ أَبِي: أَنَا أعلم بحميد بْن الربيع، هُوَ ثقة، ولكنّه شرِه يُدلّس وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَانَ أَبِي يُحسن القول فِي حُمَيْد الخزّاز وقال الدّارَقُطْنيّ: تكلّموا فِيهِ وقال البَرْقانيّ: رأيتُ عامّة شيوخنا يقولون: ذاهب الحديث
- قال الذهبي - : كَانَ واسع الرّواية إخبارّيًا. تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين انظر تاريخ الإسلام (6/ 76) وقال البرقاني رأيت الدارقطني يحسن القول فيه وقال ابن الغلابي قال يحيى بن مَعِين أخزى الله ذاك ومن يسأل عنه وقال أبو محمد بن أحمد النسائي سمعت عبدان الجواليقي قال قال يحيى بن مَعِين كذابي زماننا أربعة: الحسين بن عبد الأول وأبو هشام الرفاعي وحميد بن الربيع والقاسم بن أبي شيبة.
وأحسن القول فيه أحمد بن حنبل.وقال النَّسَائي: ليس بشيء.
وقال ابن عَدِي: يسرق الحديث ويرفع الموقوف. انتهى.
وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات وقال: حَدَّثَنَا عنه ابن خزيمة.
وروى عبد الخالق عن يحيى بن مَعِين، أو يكتب عن ذاك أحد؟ ذاك كذاب خبيث غير ثقة، وَلا مأمون يشرب الخمر ويأخذ دراهم الناس ويكابرهم عليها حتى يصالحوه وقال الخليلي طعنوا عليه في أحاديث - تعرف بالقدماء من أصحاب هشيم - رواها.وقال أحمد بن حنبل: ما علمت إلا ثقة وكان أبو أسامة يكرمه وأنكر أحمد على ابن مَعِين طعنه عليه وقال مسلمة بن قاسم ضعيف مات بالكوفة سنة ثمان وخمسين ومائتين انظر لسان الميزان (3/ 297) وقال ابن أبي حاتم : سمع منه أبي وأبو زرعة ومحمد ابن مسلم وسمعت منه ببغداد تكلم الناس فيه فتركت التحديث عنه انظر الجرح والتعديل (3/222) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (152) : وَفِي إِسْنَادِهِ حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، لَكِنَّهُ مُدَلِّسٌ، وَفِيهِ ضَعْفٌ اهـ
وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة وقال: مختلف فيه ، وقد وصفه بالتدليس عن الضعفاء : عثمان بن أبي شيبه ، وهو من طبقة عثمان ؛ قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : قال أبي : أنا أعلم الناس بحميد بن الربيع ، كان ثقة ، لكنه يدلس وقال الخليلي : طعنوا عليه في أحاديثه تعرف بالقدماء ، فرواها عن هشيم قلت : وهذا هو التدليس انظر طبقات المدلسين (49) وذكره في المدلسين ابن العراقي
قلت : هو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث والله أعلم
(6) زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ أَبُو يَحْيَى الهَمْدَانِيُّ قَاضِي الكُوْفَةِ، أَبُو يَحْيَى الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ
قال أبو زرعة : يدلس كثيرا عن الشعبي وَقَال أبو حاتم كان يدلس وقال أبو داود : زكريا ثقة، ولكنه يدلس انظر تهذيب الكمال (9/ 361) وقال صالح جزَرة: فِي رِوَايَته عَن الشّعبِيّ نظر لِأَن زَكَرِيَّا كَانَ يُدَلس انظر جامع التحصيل (1/177) وذكره في التدليس العلائي والحلبي والسيوطي وابن العراقي وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : من اتباع التابعين :أكثر عن الشعبي ، وابن جريج ووصفه الدارقطني بالتدليس انظر طبقات المدلسين (1/31) وقال ابن حجر أيضا في التقريب (2022) : ثقة وكان يدلس وسماعه من أبي إسحاق بأخرة من السادسة مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وأربعين ع اهـ وقال الألباني رحمه الله في الصحيحة (4/209) : قلت: وهو ثقة، ولكنه كان يدلس، وقد عنعنه عندهم جميعا! لكنه يبدو أنه قليل التدليس، ولذلك أورده الحافظ في المرتبة الثانية من رسالته " طبقات المدلسين " وهي " المرتبة التي يورد فيها من احتمل الأئمة تدليسه، أخرجوا له في " الصحيح " لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري ... ".اهـ قلت : الصحيح تقبل عنعنته إلا عن الشعبي فلا تقبل حتى يصرح بالتحديث كما قال أبو زرعة رحمه الله قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (2022) : قلنا : يتحرر من ترجمته أن تدليسه ينبغي أن يُقيد في روايته عن الشعبي فقط 000 وعلى ذلك فحديثه ضعيف إذا روى عن الشعبي اهـ
(7) سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ سَهْلِ بنِ شَهْرَيَارَ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، يُدَلِّسُ، وَيُكْثِرُ ذَلِكَ وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ يُسِيْءُ القَوْلَ فِي سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَقَالَ: رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئاً لَمْ يُعْجِبْنِي.
قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ مِنْ مِصْرَ، مَرَرْتُ بِهِ، فَأَقَمتُ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدِي أَحَادِيْثَ لاِبْنِ وَهْبٍ، عَنْ ضِمَامٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدَكَ.
فَقَالَ: ذَاكِرْنِي بِهَا فَأَخْرَجتُ الكُتُبَ، وَأَقبَلتُ أُذَاكِرُهُ، فَكُلَّمَا كُنْتُ أُذَاكِرُهُ، كَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا بِهِ ضِمَامٌ، وَكَانَ يُدَلِّسُ حَدِيْثَ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَحَدِيْثَ نِيَارِ بنِ مُكْرَمٍ، وَحَدِيْثَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: زُرْ غِبّاً  .
فَقُلْتُ: أَبُو مُحَمَّدٍ لَمْ يَسْمَعْ هَذِهِ الثَّلاَثَةَ أَحَادِيْثَ مِنْ هَؤُلاَءِ، فَغَضِبَ.
قَالَ البَرْذَعِيُّ: فَقُلْتُ لأَبِي زُرْعَةَ، فَأَيْشٍ حَالُهُ ؟ قَالَ: أَمَّا كُتُبُهُ فَصِحَاحٌ، وَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ أُصُوْلَهُ، فَأَكْتُبُ مِنْهَا، فَأَمَّا إِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ، فَلاَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: فِي القَلْبِ مِنْ سُوَيْدٍ مِنْ جِهَةِ التَّدْلِيْسِ انظر السير (11/410) وقال إبراهيم بن أبي طالب: قلت لمسلم كيف استجزت الرواية عن سويد في الصحيح؟ فقال: ومن أين كنت آتي بنسخة حفص بن ميسرة؟ قلت: هذا يدل على أن مسلماً روى عنه من كتابه انظر الكواكب النيرات (ص470) وقال العلائي في جامع التحصيل (106) : قال غير واحد كان كثير التدليس اهـ وجعله ابن حجر  في المرتبة الرابعة فقال : موصوف بالتدليس وصفه به الدارقطني والاسماعيلي وغيرهما وقد تغير في آخر عمره بسبب العمى فضعف بسبب ذلك وكان سماع مسلم منه قبل ذلك في صحته انظر طبقات المدلسين (50) أما في النكت فجعله في الثالثة وقال في التقريب (2690) : صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول من قدماء العاشرة مات سنة أربعين وله مائة سنة م ق اهـ وقال الألباني في الضعيفة (5/453) : سويد بن سعيد كان عمر، وعمي، فربما لقن مما ليس من حديثه، وإن كان صادقا في نفسه،ولذلك ضعفه البخاري وغيره جدا  فقال البخاري: " فيه نظر، عمي فتلقن ما ليس من حديثه " قلت: فأخشى أن يكون هذا الحديث مما تلقنه. لا سيما وقد كذبه ابن معين 00 ".ومن ذلك تعلم تساهل الحافظ المنذري (4/153) ، ثم الهيثمي (2/301) في قولهما:" رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات  اهـ قلت : هو حسن الحديث قبل أن يعمى فمن سمع منه وهو بصير فحديثه حسن بشرط التصريح بالسماع لأنه مدلس كما سبق  
(8) عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ جُرَيْجٍ أَبُو خَالِدٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، المَكِّيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ
قال أحمد بن حنبل: إذا قال ابن جُرَيْج"قال فلان""وَقَال فلان" "وأخبرت"جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني""وسمعت"فحسبك به انظر تهذيب الكمال (18/348) وقال : يحيى بْن سَعِيد: كان ابن جُرَيْج صدوقا فإذا قال: حَدَّثَنِي"فهو سماع، وإذا قال: أخبرنا"أو"أخبرني"فهو قراءة، وإذا قال: قال"فهو شبه الريح انظر تهذيب الكمال (18/351) وقال الذهلي وابن جريج إذا قال حدثني وسمعت فهو محتج بحديثه داخل في الطبقة الأولى من أصحاب الزهري انظر تهذيب التهذيب (6/ 406) وقال الدارقطنيُّ:"تجنب تدليس ابن جريجٍ، فإنه قبيحُ التدليس، لا يدلسُ إلا فيما سمعه من مجروحٍ مثل إبراهيم بن أبي يحيى، وموسى بن عبيدة وغيرهم".وقد ذكر الشيخ عبد القادر بن حبيب في "رسالته في الحجاب" هذا النص عن الدارقطنيّ في شأن ابن جريج، وقال: "وابنُ جريجٍ متهمٌ بتدليس التسوية الذي هو شرُّ أنواع التدليس" فهذه هفوةٌ ظاهرة! فمَنْ مِنَ النَّاسِ اتَّهم ابْنَ جريجٍ بأنه كان يدلسُ تدليس التسوية؟! إنما كان يدلسُ التدليس المعتاد كالأعمش وغيره، فإن صرَّح بالتحديث عن شيخه، فلا كلام. وعليه جرى أئمةُ الحديث قديمًا وحديثًا، ولو كان يدلسُ التسوية لاحتجنا أن يصرح في كل طبقات السند كما هو الشأن مع الوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، ومحمد بن مصفى وغيرهم ولم يشترط أحدٌ هذا في رواية ابن جريجٍ فيما أعلمُ.انظر بذل الإحسان (1/ 308) وقال الخليلي في الإرشاد (1/351) : وَابْنِ جُرَيْجٍ: يُدَلِّسُ فِي أَحَادِيثَ , وَلَا يَخْفَى ذَلِكَ عَلَى الْحُفَّاظِ اهـ
قال العلائي في جامع التحصيل (108) : الإمام المشهور يكثر من التدليس اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : فقيه الحجاز ، مشهور بالعلم والتثبت ، كثير الحديث ، وصفه النسائي وغيره بالتدليس ، قال الدارقطني : شر التدليس تدليس ابن جريج ، فإنه قبيح التدليس ، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح انظر طبقات المدلسين (41) قال السيوطي في أسماء المدلسين (73) : يكثر من التدليس اهـ وقال ابن العراقي في المدلسين (69) : الإمام المشهور مكثر اهـ قال ابن حجر في التقريب (4193) : ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل من السادسة مات سنة خمسين أو بعدها وقد جاز السبعين وقيل جاز المائة ولم يثبت ع اهـ وأقره شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (4193)
فائدة : 1- كان يدلس عن غير عطاء فأما عن عطاء فلا، قال: «إذا قلت: قال: عطاء فأنا سمعه منه وإن لم أقل سمعت»وإنما هذا لإنه كان يرى أنه قد استوعب ماعند عطاء انظر التنكيل (2/865) قال الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (3/97) : ولولا أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه لجزمت بصحته كما صنع الحاكم حيث قال: " صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبى! مع أنه قد أورد ابن جريج فى ميزانه ووصفه بأنه يدلس وهو فى نفسه مجمع على ثقته. نعم قد روى أبو بكر بن أبى خيثمة بسند صحيح عن ابن جريج قال: إذا قلت: قال عطاء فأنا سمعته منه , وإن لم أقل سمعت. فهذا نص منه أن عدم تصريحه بالسماع من عطاء ليس معناه أنه قد دلسه عنه , ولكن هل ذلك خاص بقوله " قال عطاء " أم لا فرق بينه وبين ما لو قال " عن عطاء " كما فى هذا الحديث وغيره؟ الذى يظهر لى الثانى , وعلى هذا فكل روايات ابن جريج عن عطاء محمولة على السماع إلا ما تبين تدليسه فيه , والله أعلم اهـ
2- قال يحيى بن سعيد القطان : أحاديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة كلها صحاح - وجعل يحدثني بها ويقول ثنا ابن جريج قال حدثني ابن أبي مليكة فقال في واحد منها: عن ابن أبي مليكة، فقلت: قل ( حدثني، قال: كلها صحاح انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم [1/241]
(9) عِيْسَى بنُ مُوْسَى البُخَارِيُّ غُنْجَارُ
قال ابن حبان في الثقات (14618) : رُبمَا خَالف اعْتبرت حَدِيثه بِحَدِيث الثِّقَات وَرِوَايَته عَن الْأَثْبَات مَعَ رِوَايَة الثِّقَات فَلم أر فِيمَا يروي عَن المتقنين شَيْئا يُوجب تَركه إِذا بَين السماع فِي خَبره لِأَنَّهُ كَانَ يُدَلس عَن الثِّقَات مَا سمع من الضُّعَفَاء عَنْهُم وَترك الِاحْتِجَاج بِمَا يروي عَن الثِّقَات إِذا بَين السماع عَنْهُم وَأما مَا روى عَن المجاهيل والضعفاء والمتروكين فَإِن تِلْكَ الْأَخْبَار كلهَا تلزق بأولئك دونه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِشَيْء مِنْهَا اهـ وقال الحاكم: يدلس عن الضعفاء انظر أسماء المدلسين [ص 79] وجعله ابن حجر في المرتبة الرابعة فقال : صدوق ، لكنه مشهور بالتدليس عن الثقات ما حمله عن الضعفاء والمجهولين انظر طبقات المدلسين (ص51) وذكره ابن حجر في النكت (2/642) في الطبقة الثالثة : وهم من أكثروا من التدليس وعرفوا به اهـ وقال في التقريب (5331) : صدوق ربما أخطأ وربما دلس مكثر من التحديث عن المتروكين من الثامنة مات سنة سبع وثمانين  اهـ وقال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (5331) : رواياته عن الثقات مستقيمة إذا صرح بالسماع ، وما دون ذلك فضعيف ، كما بينه ابن حبان والحاكم والذهبي مفصلا اهـ
(10) فِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ أَبُو بَكْرٍ المَخْزُوْمِيُّ
قال السخاوي في فتح المغيث (1/ 225) : وَوَصَفَ غَيْرُ وَاحِدٍ بِالتَّدْلِيسِ مَنْ رَوَى عَمَّنْ رَآهُ وَلَمْ يُجَالِسْهُ، بِالصِّيغَةِ الْمُوهِمَةِ، بَلْ وُصِفَ بِهِ مَنْ صَرَّحَ بِالْإِخْبَارِ فِي الْإِجَازَةِ كَأَبِي نُعَيْمٍ، أَوْ بِالتَّحْدِيثِ فِي الْوِجَادَةِ كَإِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ الْجَزَرِيِّ، وَكَذَا فِيمَا لَمْ يَسْمَعْهُ كَفِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ أَحَدِ مَنْ رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا وَلِذَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ: يُعْتَمَدُ عَلَى قَوْلِ فِطْرٍ ثَنَا، وَيَكُونُ مَوْصُولًا؟ فَقَالَ: لَا، فَقُلْتُ: أَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُ سَجِيَّةً؟ قَالَ: نَعَمْ وَكَذَا قَالَ الْفَلَّاسُ: إِنَّ الْقَطَّانَ قَالَ لَهُ: وَمَا يُنْتَفَعُ بِقَوْلِ فِطْرٍ " ثَنَا " عَطَاءٌ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ عَنِ الْقَطَّانِ: كَانَ فِطْرٌ صَاحِبَ ذِي سَمِعْتُ سَمِعْتُ، يَعْنِي أَنَّهُ يُدَلِّسُ فِيمَا عَدَاهَا، وَلَعَلَّهُ تَجَوَّزَ فِي صِيغَةِ الْجَمْعِ فَأَوْهَمَ دُخُولَهُ كَقَوْلِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: " خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ " وَ " خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ " وَأَرَادَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ بَلَدِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهَا حِينَ خُطْبَتِهِمَا، وَنَحْوُهُ فِي قَوْلِهِ: " حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ " وَقَوْلِ طَاوُسٍ: " قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذٌ الْيَمَنَ "وَأَرَادَ أَهْلَ بَلَدِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ، كَمَا سَيَأْتِي الْإِشَارَةُ لِذَلِكَ فِي أَوَّلِ أَقْسَامِ التَّحَمُّلِ، وَلَكِنَّ صَنِيعَ فِطْرٍ فِيهِ غَبَاوَةٌ شَدِيدَةٌ يَسْتَلْزِمُ تَدْلِيسًا صَعْبًا، كَمَا قَالَ شَيْخُنَا اهـ قال الدكتور مسفر بعد أن ذكر كلام السخاوي قال في التدليس في الحديث ص (329) : وإذن فتدليسه شديد ، بل ربما صرح بالتحديث فيما لم يسمعه ، وكأنه خص ما سمعه بقول : سمعت ، وأراه من أهل المرتبة الثالثة اهـ قال ابن حجر في التقريب [5441] : صدوق رمي بالتشيع من الخامسة مات بعد سنة خمسين ومائة خ 4 اهـ قلت : روى له البخارى مقرونا كما في تهذيب الكمال
(11) مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ القُرَشِيُّ أَبُو فَضَالَةَ العَدَوِيُّ، مَوْلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سُئِلَ أَبِي عَنْ مُبَارَكٍ وَالرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ، فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا.
وَعَنْ: مُبَارَكٍ، وَأَشْعَثَ، فَقَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا، كَانَ المُبَارَكُ يُدَلِّسُ وقالَ يَحْيَى: وَلَمْ أَقْبَلْ مِنْهُ شَيْئاً، إِلاَّ شَيْئاً يَقُوْلُ فِيْهِ: حَدَّثَنَا وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: يُدَلِّسُ كَثِيْراً، فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا، فَهُوَ ثِقَةٌ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُبَارَكٌ شَدِيْدَ التَّدْلِيسِ، وَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا، فَهُوَ ثَبْتٌ انظر السير (7/ 282) قَال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : لَمْ نَكْتُبْ لِلْمُبَارَكِ شَيْئًا , إِلَّا شَيْئًا يَقُولُ فِيهِ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ انظر تهذيب الكمال (27/188) قال أبو سعيد الدارمي في التاريخ ص (111) : وَسَأَلته عَن الرّبيع بن صبيح فَقَالَ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَكَأَنَّهُ لم يطره قلت هُوَ أحب إِلَيْك أَو الْمُبَارك فَقَالَ مَا أقربهما قَالَ أَبُو سعيد الْمُبَارك عِنْدِي فَوْقه فِيمَا سمع من الْحسن إِلَّا أَنه رُبمَا دلّس اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : مشهور بالتدليس وصفه به الدارقطني وغيره وقد أكثر عن الحسن البصري انظر طبقات المدلسين (43) قال ابن حجر في التقريب (6464) : صدوق يدلس ويسوي من السادسة مات سنة ست وستين على الصحيح خت د ت ق اهـ وأقره العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد كما في التحرير [6464] قلت : لم أر من نسبه إلى تدليس التسوية غير ابن حجر قال العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/950) : أنَّ قولَه فيه – أي ابن حجر - : "ويسوّي" خطأٌ -لعلّه سبقُ قلمٍ- والصوابُ الاقتصارُ على قولِه فيه: "يدلسُ" وذلك لأَمرين:الأَوّل - أنَّ هذا هو الّذي اتفقَ عليه الحفّاظُ الّذين رموه بالتدليسِ، مثلُ يحيى ابن سعيدٍ، وأَحمدَ بن حنبلٍ، وأَبي داود، وأَبي زرعةَ وغيرِهم، وكلّهم قالوا: "إِذا قالَ: "حدّثنا" فهو ثبتٌ، أَو ثقةٌ".
وقال يحيى، وعبد الرحمن بن مهدي -واللفظُ له-:"لم نكتب لـ (المبارك) شيئًا، إلاّ شيئًا يقول فيه: سمعتُ الحسنُ".وقد ذكرت بعضَ أَقوالِهم هناك، وهذا التدليسُ هو الّذي يسميه الحافظُ في "طبقاتِ المدلسين" بتدليس الاٍسنادِ، وهو المُرادُ عندهم عند الإِطلاقِ، وهو أَن يسقطَ منه شيخه.وأَمّا تدليسُ التسويةِ فهو أَن يصنعَ ذلك لشيخِه -كما في "الطبقاتِ"- ُمُسْقِطًا شيخَ شيخِه، وقد اشتهرَ بهذا النوعِ من التدليسِ الوليدُ بن مسليم تلميذُ الإِمامِ الأَوزاعيّ، فكانَ يسقطُ من إِسنادِه شيخَ الأَوزاعيّ، وقد يغفلُ عن هذا النوعِ من التدليسِ بعضُ المعاصرين فيمشّي حديثَه إِذا صرّحَ بالتحديثِ عن شيخِه! وضربت عليه مثلاً في الاستدراك المتقدّم برقم (10) ، فراجعه، ونبّهتُ على تدليسِ الوليدِ هذا في أكَثرَ من حديث تقدّمَ (256، 265، 302) .
والمقصودُ أنَّ هذا النوعَ من التدليسِ لم أر أحدًا من المتقدمين رمى به (المبارك) وأَمّا قولُ الإِمامِ أحمد فيه:"يقولُ في غير حديثٍ عن الحسن: حدثنا عمران بن حصين".وأصحابُ الحسنِ لا يقولونَ ذلك كما في "الميزانِ"، قال الحافظُ في "التهذيب": "يعني أنّه يصرّحُ بسماعِ الحسنِ من هؤلاءِ (يعني عمران وغيره) ، وأَصحابُ الحسنِ يذكرونَه بالعنعنة".
هذا كلُّ ما جاءَ في ترجمةِ (المبُارك) ممّا يمكنُ أَن يكونَ مستندَ الحافظِ في رميه إِيّاه بتدليسِ التسويةِ، وهو -كما ترى- لا صلةَ له به مطلقًا، بل هو نقيضُه تمامًا؛ فإِنَّ الحسنَ -وهو البصريُّ- معروفٌ بالتدليسِ، فإذا عنعنَ عن عمران أَو غيرِه، احتملَ أن يكونَ بينهما راوٍ أسقطَه الحسن، فإِذا صرّحَ (المبُارك) بتحديثِ الحسن فيكونُ قد أَوصله، فهذا نقيضُ تدليسِ التسويةِ تمامًا كما هو ظاهرٌ جليٌّ.وغايةُ ما يستفادُ من قولِ أَحمدَ هذا رميُ (المبُاركِ) بالخطأِ في تصريحِه بالتحديثِ بين الحسن وعمران مخالفًا في ذلك الثقاتِ، وإِنَّ ممّا لا شكَّ فيه أَنَّ (المباركَ) في حفظِه ضعفٌ، ولذلك نزلَ حديثُه من مرتبةِ الصحيحِ إِلى مرتبةِ الحسن، بشرطِ التصريحِ بالتحديثِ طبعًا، ولذلك قال الذهبيُّ في "تذكرةِ الحفّاظ":"لم يبلغ حديثه درجةَ الصحة".وقال في "سير أَعلامِ النبلاءِ" (7/284) :"قلت: هو حسنُ الحديثِ، ولم يذكره ابن حبّان في "الضعفاءِ"، وكانَ من أَوعيةِ العلم".
والخلاصةُ: أنَّ الحافظَ وَهِمَ في وصفِ (المبارك) بتدليس التسوية، وأنَّ الرَّجلَ إِذا صرّحَ بالتحديثِ عن شيخِه فهو حسنُ الحديثِ، والله أَعلمُ.
اهـ وذكره في التدليس العلائي والحلبي والسيوطي وابن العراقي 0
(12) مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارِ بنِ خِيَارٍ الأَخْبَارِيُّ أَبُو بَكْرٍ -وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ - القُرَشِيُّ، المُطَّلِبِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، صَاحِبُ (السِّيْرَةِ النَّبَوِيَّةِ) قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ يُدَلِّسُ، إِلاَّ أَنَّ كِتَابَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ إِذَا كَانَ سَمَاعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ، قَالَ: قَالَ وَقَالَ أَحْمَدُ: قَدِمَ ابْنُ إِسْحَاقَ بَغْدَادَ، فَكَانَ لاَ يُبَالِي عَمَّنْ يَحكِي، عَنِ الكَلْبِيِّ، وَعَنْ غَيْرِه حَدَّثَنِي الخَضِرُ بنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: مَا تَقُوْلُ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ ؟ قَالَ: هُوَ كَثِيْرُ التَّدْلِيْسِ جِدّاً.قُلْتُ: فَإِذَا قَالَ: أَخْبَرَنِي، وَحَدَّثَنِي، فَهُوَ ثِقَةٌ ؟ قَالَ: هُوَ يَقُوْلُ أَخْبَرَنِي، فَيُخَالِفُ انظر السير (7/46/54) قَالَ أَبُو حَاتِم ابن حبان رَضِي اللَّه عَنْهُ لم يكن أحد بِالْمَدِينَةِ يُقَارب بْن إِسْحَاق فِي علمه وَلَا يوازيه فِي جمعه وَكَانَ شُعْبَة وسُفْيَان يَقُولَانِ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث وَمن أحسن النَّاس سياقا للْأَخْبَار وَأَحْسَنهمْ حفظا لمتونها وَإِنَّمَا أُتِي مَا أُتِي لِأَنَّهُ كَانَ يُدَلس على الضُّعَفَاء فَوَقع الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته من قبل أُولَئِكَ فَأَما إِذا بَين السماع فِيمَا يرويهِ فَهُوَ ثَبت يحْتَج بروايته انظر الثقات (7/383) قال ابن حجر رحمه الله : وقد اتفق الحفاظ على عدم الحكم لعنعنته بالاتصال انظر نتائج الأفكار (2/182)
 قال العلائي في جامع التحصيل (ص109) : الإمام المشهور ممن أكثر منه وخصوصا عن الضعفاء اهـ وقال أيضا (ص261) مشهور بالتدليس وأنه لا يحتج إلا بما قال فيه حدثنا اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الرابعة فقال : صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما انظر طبقات المدلسين (ص51) وقال في التقريب (5725) : صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة مات سنة خمسين ومائة ويقال بعدها اهـ وقال الحلبي في التبيين (ص47) : ممن أكثر منه خصوصا عن الضعفاء اهـ وقال السيوطي في أسماء المدلسين (ص81): كثير التدليس ويعرف بالإمام اهـ وقال ابن العراقي في المدلسين (ص81) : ممن أكثر من التدليس خصوصاً عن الضعفاء اهـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (203) : وَفِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ وَلَمْ يُصَرِّحْ بِالسَّمَاعِ اهـ وقال الألباني في الضعيفة (13/692) : لكنه مدلس، وقد عنعنه من كل الطرق الآتية عنه فهي العلة، وبها أعله العراقي في "تخريج الإحياء" (3/143) --- وأما قول الحافظ في "الفتح" (10/470) بعدما عزاه لأبي يعلى أيضاً: "سنده حسن"! فهو غير حسن، ولعله ظن أن ابن إسحاق صرح بالتحديث، فإنه في هذه
الحال يكون حسن الإسناد، وهو قد عنعنه في جميع الطرق عنه اهـ وقال شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (5725) : ثقة مدلس فقد وثقه ابن معين،وأحمد بن حنبل،
وسفيان بن عيينة، وعلي بن المديني، وغيرهم، وأثنى عليه الجم الغفير من العلماء، منهم شيخه الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة،وإنما تكلم فبه بعض من تكلم بسبب العقائد، أو ما يجري بين الاقران، كما هو في كلام مالك رحمه الله فيه، وكلامه هو في مالك،فهذا مما لاينبغي الالتفات اليه،ويكفي قول سفيان بن عيينة فيه: جالست ابن اسحاق منذ بضع وسبعين سنة،وما يتهمه احد من اهل المدينة، ولايقول فيه شيئا، وقد دافع عنه الخطيب دفاعا مجيدا، وقال:وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب منها:أنّه كان يتشيع، وينسب الى القدر،ويدلس في حديثه، أمّا الصدق فليس بمدفوع عنه قلنا: أمّا التشيع والقدر فلا يؤثر في عدالته، واما التدليس، فيؤثر، فما رواه بالعنعنة ضعيف وما صرح فيه بالتحديث فقوي انتهى اهـ قلت : الراجح هو حسن الحديث كما قال الذهبي في الكاشف [4718] وابن حجر في التقريب ورجحه الألباني فيقبل حديثه إذا صرح بالتحديث والله أعلم
(13) مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ تَدْرُسَ المَكِّيُّ، أَبُو الزُّبَيْرِ مَوْلَى حَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ  قال النسائي في السنن الكبرى (2/443) : فَإِذَا قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا فَهُوَ صَحِيحٌ وَكَانَ يُدَلِّسُ اهـ وقال في المحلى (6/20) : هَذَا حُجَّةٌ عَلَى الْحَاضِرِينَ مِنْ الْمُخَالِفِينَ لِأَنَّهُمْ يُجِيزُونَ الْجَذَعَ مِنْ الضَّأْنِ مَعَ وُجُودِ الْمُسِنَّاتِ فَقَدْ خَالَفُوهُ وَهُمْ يُصَحِّحُونَهُ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَا نُصَحِّحُهُ، لِأَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ مُدَلِّسٌ مَا لَمْ يَقُلْ فِي الْخَبَرِ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ، هُوَ أَقَرَّ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ، رُوِّينَا ذَلِكَ عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ اهـ وقال ابن عبد الهادي في طبقات علماء الحديث (1/204) : وقد كان أَبو الزُّبير حافظًا، كثيرَ الحديث، مدلِّسًا اهـ وقال ابن القطان في الوهم والإيهام (4/ 305) : وَابْن عُيَيْنَة، وَابْن جريج، وَأَبُو الزبير، كلهم مُدَلّس اهـ وقال العلائي في جامع التحصيل (110) : مشهور بالتدليس قال سعيد بن أبي مريم ثنا الليث بن سعد قال جئت أبا الزبير فدفع لي كتابين فانقلبت بهما ثم قلت في نفسي لو أني عاودته فسألته اسمع هذا كله من جابر قال سألته فقال منه ما سمعت ومنه ما حدثت عنه فقلت له اعلم لي على ما سمعت منه فاعلم لي على هذا الذي عندي ولهذا توقف جماعة من الأئمة عن الاحتجاج بما لم يروه الليث عن أبي الزبير عن جابر وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما قال فيه أبو الزبير عن جابر وليست من طريق الليث وكأن مسلما رحمه الله اطلع على أنها مما رواه الليث عنه وإن لم يروها من طريقه والله أعلم اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : من التابعين مشهور بالتدليس ووهم الحاكم في كتاب علوم الحديث فقال في سنده وفيه رجال غير معروفين بالتدليس وقد وصفه النسائي وغيره بالتدليس انظر طبقات المدلسين (45) وقال في فتح الباري (1/ 442) : أحد التَّابِعين مَشْهُور وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وَضَعفه بَعضهم لِكَثْرَة التَّدْلِيس وَغَيره وَلم يرو لَهُ البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد فِي الْبيُوع قرنه بعطاء عَن جَابر وعلق لَهُ عدَّة أَحَادِيث وَاحْتج بِهِ مُسلم وَالْبَاقُونَ اهـ وقال الذهبي في الكاشف (2/216) : حافظ ثقة وكان مدلسا واسع العلم ع خ قرنه اهـ وقال في التقريب (6291) : صدوق إلا أنه يدلس من الرابعة مات سنة ست وعشرين ع اهـ وأقره شعيب الأرنؤوط وبشار عواد كما في التحرير [6291] وقال الحلبي والسيوطي وابن العراقي : مشهور بالتدليس اهـ وجعله العلائي في الطبقة الثالثة (113) قلت : هو حسن الحديث لا تقبل عنعنته إلا عن الليث فتحمل عنعنته على السماع والدليل على تدليسه أولا : قال اللَّيْثُ :
قَدِمتُ مَكَّةَ، فَجِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَيْنِ، وَانقَلْبتُ بِهِمَا، ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ عَاوَدتْهُ فَسَأَلتُه: أَسَمِعَ هَذَا كُلَّهُ مِنْ جَابِرٍ؟
فَرَجَعتُ، فَسَأَلتُه، فَقَالَ: مِنْهُ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، وَمِنْهُ مَا حُدِّثْتُ عَنْهُ.
فَقُلْتُ لَهُ: أَعْلِمْ لِي عَلَى مَا سَمِعْتَ فَأَعْلَمَ لِي عَلَى هَذَا الَّذِي عِنْدِي انظر السير (5/ 382) قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ: فَلاَ أَقْبَلُ مِنْ حَدِيْثِهِ إِلاَّ مَا فِيْهِ: (سَمِعْتُ جَابِراً) ، وَأَمَّا رِوَايَةُ اللَّيْثِ عَنْهُ، فَأَحتَجُّ بِهَا مُطْلَقاً، لأَنَّهُ مَا حَمَلَ عَنْهُ إِلاَّ مَا سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ، وَعُمْدَةُ ابْنِ حَزْمٍ حِكَايَةُ اللَّيْثِ، ثُمَّ هِيَ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ الَّذِي عِنْدَه إِنَّمَا هُوَ مُنَاوَلَةٌ، فَاللهُ أَعْلَمُ: أَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ، أَمْ لاَ انظر السير (5/ 383)
 ثانيا : عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ رواه الترمذي (2892) قال الترمذي : وَرَوَى زُهَيْرٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: سَمِعْتَ مِنْ جَابِرٍ يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: إِنَّمَا أَخْبَرَنِيهِ صَفْوَانُ أَوِ ابْنُ صَفْوَانَ، «وَكَأَنَّ زُهَيْرًا، أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ هَذَا الحَدِيثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ» قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (2/130) : قلت: وهذا التعليق وصله البغوي في " الجعديات " (ق 117 / 2) وعنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (6 / 54 / 2) فقال: حدثنا علي أخبرنا زهير قال: قلت ... الخ قلت: فعلة الحديث هو صفوان أو ابن صفوان، لم ينسب لكني رأيت الحافظ ابن حجر قد أورده في " باب من نسب إلى أبيه أو جده ... " بأنه " صفوان بن عبد الله بن صفوان، نسب لجده " فإذا كان كذلك فهو صفوان وابن صفوان وهو ثقة من رجال مسلم. وكذلك سائر رجاله عند البغوي وزهير هو ابن معاوية بن خديج أبو خيثمة فالسند صحيح، والله ولى التوفيق اهـ قلت : فهو هنا دلس عن ثقة فلا يضر 0
 ثالثا : ما رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (1860) حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَحَدَّثَكَ جَابِرٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي قُحَافَةَ: «غَيِّرُوا، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» فَقَالَ: لَا والحديث رواه مسلم (2102) وهذا فيه دليل على تدليس أبي الزبير لأنه لم يذكر الواسطة هل هو ثقة أم ضعيف ومسلم صححه لأنه له شاهد عن أنس رواه أحمد (3 / 160) بسند صحيح على شرط مسلم كما قال الألباني انظر الصحيحة (496)
قال الألباني في الضعيفة (1/162) : وجملة القول: أن كل حديث يرويه أبو الزبير عن جابر أو غيره بصيغة عن ونحوها وليس من رواية الليث بن سعد عنه، فينبغي التوقف عن الاحتجاج به، حتى يتبين سماعه، أو ما يشهد له، ويعتضد به هذه حقيقة يجب أن يعرفها كل محب للحق، فطالما غفل عنها عامة الناس، وقد كنت واحدا منهم، حتى تفضل الله علي فعرفني بها، فله الحمد والشكر، وكان من الواجب علي أن أنبه على ذلك، فقد فعلت، والله الموفق لا رب سواه اهـ قلت : الخلاصة لا يقبل حديث أبي الزبير إلا إذا صرح بالسماع إلا رواية الليث عنه ، فتقبل حتى ولو بالعنعنة لأن الليث كان لا يحدث أحاديث أبي الزبير إلا وهو يعلم ما سمعه من جابر وما لم يسمعه؛ كما سبق ، فعلم الليث كل ما سمعه من جابر، فإذا وجدت في الإسناد: الليث عن أبي الزبير عن جابر بالعنعنة فهي تفيد أنه سمعه من جابر؛ لأنه لا يروي عنه إلا ما سمعه من جابر والله أعلم فائدة : قال الساجي : بلغني عن يحيى بن معين أنه قال استحلف شيبه أبا الزبير بين الركن والمقام إنك سمعت هذه الأحاديث من جابر فقال الله إني سمعتها من جابر يقول ثلاثا انظر تهذيب التهذيب (9/443) قلت : هذه القصة ضعيفة بلاغ غير متصل
(14) مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الحَارِثِ أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ، أَحَد أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ بِبَغْدَادَ وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَة وَمائَتَيْنِ قَالَ ابْنُ شَاهِيْنٍ: مَاتَ فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ، فِي عِشْرِيْنَ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ، سنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.انظر السير (14/383) قال مُحَمَّد بن أَحْمَد بنِ أَبِي خَيْثَمَةَ : ثِقَةٌ، كَثِيْرُ الحَدِيْثِ، لَوْ كَانَ بِالمَوْصِلِ، لَخَرَجتُم إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ يَتَطَرَّحُ عَلَيْكُم، وَلاَ تُرِيْدُوْنَهُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي (الضُّعَفَاءِ) :البَاغَنْدِيُّ مُدَلِّسٌ مُخَلِّطٌ، يَسْمَعُ مِنْ بَعْضِ رِفَاقِهِ، ثُمَّ يُسْقِطُ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَيْخِهِ، وَرُبَّمَا كَانُوا اثْنَيْنِ وَثَلاَثَةً، وَهُوَ كَثِيْرُ الخَطَأِ. قَالَ البُرْقَانِيُّ: سَأَلتُ أَبَا بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيَّ عَنِ ابْنِ البَاغَنْدِيِّ، فَقَالَ:لاَ أَتَّهِمُهُ فِي قَصدِ الكَذِبِ، وَلَكِنَّهُ خَبِيْثُ التَّدلِيسِ، وَمُصَحِّفٌ أَيْضاً، كَأَنَّهُ تَعَلَّمَ مِنْ سُويدِ التَّدْلِيْسِ وَقَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَبْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاغَنْدِيِّ: هَلْ يَدْخُلُ فِي الصَّحِيْحِ؟فَقَالَ: لَوْ خَرَّجتُ (الصَّحِيْحَ) ، لَمْ أُدخِلْهُ فِيْهِ، كَانَ يُخَلِّطُ وَيُدَلِّسُ، وَلَيْسَ مِمَّن كَتَبْتُ عَنْهُ آثرُ عِنْدِي وَلاَ أَكْثَرُ حَدِيْثاً مِنْهُ، إِلاَّ أَنَّهُ شَرِهٌ، وَهُوَ أَحْفَظُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ.
وَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ، فَقَالَ: كَثِيْرُ التَّدْلِيْسِ، يُحَدِّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ، وَرُبَّمَا سَرَقَ.
قَالَ الخَطِيْبُ  :لَمْ يَثْبُتْ مِنْ أَمْرِ البَاغَنْدِيِّ مَا يُعَابُ بِهِ سِوَى التَّدْلِيْسِ، وَرَأَيْتُ كَافَّة شُيُوْخِنَا يَحْتَجُّوْنَ بِهِ، وَيُخَرِّجُونَهُ فِي الصَّحِيْحِ انظر السير (14/ 386) وقال ابن عدي : كان الباغندي شيطان في التدليس انظر الكامل (2/11) وقال ابن عدي : وللباغندي أشياء أنكرت عليه من الأحاديث وكان مدلسا يدلس عَلَى ألوان وأرجو أنه لا يتعمد الكذب انظر الكامل (7/564) قال الحاكم : فَإِنْ أَخَذَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ التَّدْلِيسَ، فَعَنِ الْبَاغَنْدِيِّ وَحْدَهُ انظر معرفة علوم الحديث ص (111) وقال : إبراهيم الأصبهاني: أبو بكر الباغندي كذاب.- قال الذهبي - قلت: بل هو صدوق من بحور الحديث انظر ميزان الاعتدال (4/27) قلت : هو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : مشهور بالتدليس ، مع الصدق والأمانة ، مات بعد الثلاثمائة ، قال الاسماعيلي : لا أتهمه ، ولكنه يدلس ، وقال بن المظفر : لا ينكر منه إلا التدليس ، وقال الدارقطني : يكتب عن بعض أصحابه ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة انظر طبقات المدلسين ص (44)
(15) مَرْوان بْن معاوية بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ عُيَيْنَة بْن حِصْن الفَزَارِيّ الحافظ أبو عَبْد الله الكُوْفِيّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ.
 قال أبو داود : كان يقلب الأسماء قال ابن معين : كان مروان يغير الأسماء ; يعمى على الناس كان يحدثنا عن الحكم بن أبى خالد وإنما هو حكم بن ظهير انظر تهذيب التهذيب (10 / 98) قال ابن حبان عند ذكره لأجناس من أحاديث الثقات التي لا يجوز الاحتجاج بها – قال : والجنس الثاني: قوم ثقات كانوا يروون عن أقوام ضعفاء كذابين، ويكنونهم حتى لا يعرفوا، فربما أشبه كنية كذاب كنية ثقة، فيتوهم المتوهم أن راوي هذا الخبر ثقة فيحملون عليه وليس ذلك الحديث من حديثه 00فلا يجوز الاحتجاج بخبر في روايته كنية إنسان لا يدرى من هو وإن كان دونه ثقة ثم ذكر منهم مروان بن معاوية وقال العلائي : قال يحيى بن معين ما رأيت أحيل للتدليس منه انظر جامع التحصيل (110) وذكره في المدلسين الحلبي والسيوطي وابن العراقي قال المعلمي: "مروان ثقة، كان يدلس أسماء الشيوخ انظر الفوائد المجموعة (24) وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : من أتباع التابعين ، كان مشهورا بالتدليس ، وكان يدلس الشيوخ أيضا ، وصفه الدارقطني بذلك انظر طبقات المدلسين ص (45) وقال في التقريب (6575) : ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ من الثامنة مات سنة ثلاث وتسعين ع اهـ وأقره العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد كما في التحرير [6575] قال الألباني في الصحيحة (12/800) : قلت: له علة خفية؛ فإن مروان بن معاوية - وإن احتج به الشيخان؛ فإنه - كان يدلس أسماء الشيوخ؛ كما في " التقريب "، وبيانه في " التهذيب ": قال الدوري: سألت يحيى بن معين عن حديث مروان بن معاوية عن علي ابن أبي الوليد؛ قال: هذا علي بن غراب! والله! ما رأيت أحيل للتدليس منه. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: كان مروان يغير الأسماء؛ يعمي على الناس، كان يحدثنا عن الحكم بن أبي خالد، وإنما هو حكم بن ظهير ! وقال الآجري عن أبي داود: كان يقلب الأسماء. قلت: فهو علة الحديث اهـ
(16) مَيمون بْن مُوسَى، المَرَئِيُّ، من امرئ القَيس، مِن مُضَر، هو البَصرِيُّ قَالَ أحمد : مَا أَرَى بِهِ بَأْس وَكَانَ يُدَلس وَكَانَ لَا يَقُول حَدثنَا الْحسن انظر العلل ومعرفة الرجال [2/ 523] وقال ابن عدي : وميمون هذا عزيز الحديث، وَإذا، قَال: حَدَّثَنا فهو صدوق لأنه كَانَ متهما فِي التدليس انظر الكامل [8/ 160] وقال عمرو بن علي : صدوق ولكنه يدلس وقال الساجي : كان يدلس انظر تهذيب التهذيب [10/ 392/ 393] وقال الذهبي في الكاشف (5765) : صويلح يدلس اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : صاحب الحسن البصري قال النسائي والدارقطني كان يدلس وكذا حكاه بن عدي عن أحمد بن حنبل انظر طبقات المدلسين (47) وذكره العلائي والحلبي والسيوطي وابن العراقي في المدلسين وقال في التقريب [7050] : صدوق مدلس من السابعة ت ق اهـ
(17) هُشَيْمُ بنُ بَشِيْرِ بنِ أَبِي خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ السَّلَمِيُّ مَوْلاَهُم، الوَاسِطِيُّ قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 313) : وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، ثَبْتًا، يُدَلِّسُ كَثِيرًا، فَمَا قَالَ فِي حَدِيثِهِ أَخْبَرَنَا فَهُوَ حُجَّةٌ، وَمَا لَمْ يَقُلْ فِيهِ أَخْبَرَنَا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ اهـ وقال العجلي هشيم واسطي ثقة وكان يدلس وقال عبد الرزاق عن بن المبارك قلت لهشيم: لم تدلس وأنت كثير الحديث فقال كبيراك قد دلسا الأعمش وسفيان وذكر الحاكم أن أصحاب هشيم اتفقوا على أن لا يأخذوا عنه تدليسا ففطن لذلك فجعل يقول في كل حديث يذكره ثنا حصين ومغيرة فلما فرغ قال هل دلست لكم اليوم قالوا لا قال لم أسمع من مغيرة مما ذكرت حرفا إنما قلت: حدثني حصين وهو مسموع لي وأما مغيرة فغير مسموع لي وذكره بن حبان في الثقات وقال كان مدلسا وقال أحمد كل شيء روى عن جابر الجعفي مدلس إلا حديثين حديث بن أبي سبرة وحديث بن عباس انظر تهذيب التهذيب (11/ 61) قال أحمد : كَانَ هُشَيْمٌ يُكْثِرُ- يَعْنِي التَّدْلِيسَ- «المعرفة والتاريخ» 2/ (633) وقال أَحْمَدُ أيضا : هُشَيْمٌ يُدَلِّسُ فَلَعَلَّ سَمِعَهُ مِنْ بَعْضِ الضُّعَفَاءِ ثُمَّ أَسْقَطَهُ.
 انظر العلل المتناهية (1/350) وقال البخاري في ترجمة إِبْرَاهِيم بن عَطِيَّة أبي إِسْمَاعِيل الثقفى الْخُرَاسَانِي عنده مناكير، كَانَ هشيم يدلس بِهِ انظر التاريخ الكبير [1/ 311] وقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ : وَقد كَانَ هشيم بن بشير كثير التَّدْلِيس انظر النكت للزركشي (2/ 85) قال الذهبي : كَانَ رَأْساً فِي الحِفْظِ، إِلاَّ أَنَّهُ صَاحِبُ تَدْلِيسٍ كَثِيْرٍ، قَدْ عُرِفَ بِذَلِكَ انظر السير (8/ 289) جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : من أتباع التابعين ، مشهور بالتدليس ، مع ثقته ، وصفه النسائي وغيره بذلك ومن عجائبه في التدليس : أن أصحابه قالوا له : نريد أن لا تدلس لنا شيئا فواعدهم ، فلما أصبح ، أملى عليهم مجلسا ، يقول في أول كل حديث منه : حدثنا فلان وفلان عن فلان ، فلما فرغ قال لهم : هل دلست لكم اليوم شيئا ؟ قالوا : لا ، قال : فإن كل شئ حدثتكم عن الأول سمعته ، وكل شئ حدثتكم عن الثاني فلم أسمعه منه قلت : فهذا ينبغي أن يسمي تدليس العطف انظر طبقات المدلسين (47) وقال في التقريب [7312] : ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي من السابعة مات سنة ثلاث وثمانين وقد قارب الثمانين ع اهـ قال العلائي والحلبي : مشهور بالتدليس مكثر منه
فائدة : 1- لم يكن هشيم يدلس عن حُصَيْن بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أبي الهُذَيْلِ السُّلَمِيّ قال يزيد بن الهيثم عن يحيى بن معين: ما روى هشيم وسفيان عن حصين صحيح، ثم أنه اختلط وقال أيضاً يزيد: قلت ليحيى بن معين: عطاء بن السائب وحصين اختلطا؟ قال: نعم قلت: من أصحهم سماعاً؟ قال: سفيان أصحهم يعني الثوري وهشيم في حصين.
قلت: فجرير؟ فكأنه لم يلتفت إليه.
وقال أحمد في رواية الأثرم: هشيم لا يكاد يسقط عليه شيء من حديث حصين، ولا يكاد يدلس عن حصين انظر شرح علل الترمذي [2/739]
2- قال ابن حجر في فتح الباري [1/449] : هشيم بن بشير الوَاسِطِيّ أحد الْأَئِمَّة مُتَّفق على توثيقه إِلَّا أَنه كَانَ مَشْهُورا بالتدليس --- فَأَما التَّدْلِيس فقد ذكر جمَاعَة من الْحفاظ أَن البُخَارِيّ كَانَ لَا يخرج عَنهُ إِلَّا مَا صرح فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ واعتبرت أَنا هَذَا فِي حَدِيثه فَوَجَدته كَذَلِك إِمَّا أَن يكون قد صرح بِهِ فِي نفس الْإِسْنَاد أَو صرح بِهِ من وَجه آخر اهـ
(18) الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ أَبُو العَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو العَبَّاسِ قال الذهبي : لَكِنْ رَدِيْءَ التَّدْلِيْسِ، فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا، فَهُوَ حُجَّةٌ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ الوَلِيْدُ يَأْخُذُ مِنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ حَدِيْثَ الأَوْزَاعِيِّ، وَكَانَ كَذَّاباً، وَالوَلِيْدُ يَقُوْلُ فِيْهَا: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ قَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: سَمِعْتُ الهَيْثَمَ بنَ خَارِجَةَ، قَالَ:قُلْتُ لِلْوَلِيْدِ: قَدْ أَفسَدْتَ حَدِيْثَ الأَوْزَاعِيِّ!قَالَ: وَكَيْفَ ؟ قُلْتُ: تَروِي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ نَافِعٍ، وَعَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَغَيْرُكَ يُدْخِلُ بَيْنَ الأَوْزَاعِيِّ وَبَيْنَ نَافِعٍ عَبْدَ اللهِ بنَ عَامِرٍ الأَسْلَمِيَّ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الزُّهْرِيِّ، قُرَّةَ وَغَيْرَهُ، فَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا ؟ قَالَ: أُنَبِّلُ الأَوْزَاعِيَّ أَنْ يَرْوِيَ عَنْ مِثْلِ هَؤُلاَءِ الضُّعَفَاءِ. قُلْتُ: فَإِذَا رَوَى الأَوْزَاعِيُّ عَنْ هَؤُلاَءِ الضُّعَفَاءِ مَنَاكِيْرَ، فَأَسقَطْتَهُم أَنْتَ، وَصَيَّرْتَها مِنْ رِوَايَةِ الأَوْزَاعِيِّ عنِ الثِّقَاتِ، ضَعُفَ الأَوْزَاعِيُّ.
قَالَ: فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِي وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: رُبَّمَا دَلَّسَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ عَنْ كَذَّابِيْنَ.
قُلْتُ: البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ قَدِ احْتَجَّا بِهِ، وَلَكِنَّهُمَا يَنْتَقِيَانِ حَدِيْثَهُ، وَيَتَجَنَّبَانِ مَا يُنكَرُ لَهُ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الوَلِيْدُ يَرْوِي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَحَادِيْثَ هِيَ عِنْدَ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ ضُعَفَاءَ، عَنْ شُيُوْخٍ أَدْرَكَهُم الأَوْزَاعِيُّ: كَنَافِعٍ، وَعَطَاءٍ،وَالزُّهْرِيِّ، فَيُسقِطُ أَسْمَاءَ الضُّعَفَاءِ، مِثْلَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ انظر السير (9/212) قال الدَّارَقُطْنِيّ: الوليد بن مسلم يرسل، يروي عن الأوزاعي أحاديث الأوزاعي، عن شيوخ ضعفاء، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي، مثل نافع وعطاء والزهري، فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عن عطاء، يعني مثل عبد الله بن عامر الأسلمي، وإسماعيل بن مسلم. «الضعفاء والمتروكون» (632) قال العلائي في جامع التحصيل ص [111] : يعاني التسوية أيضا اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الرابعة فقال : معروف موصوف بالتدليس الشديد مع الصدق انظر طبقات المدلسين (ص51) وقال في التقريب (7456) : ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية من الثامنة مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين اهـ وأقره العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد كما في التحرير (7456) قال البوصيري في إتحاف الخيرة (1/274) : هذا الإسناد ضَعِيفٌ، لِتَدْلِيسِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ اهـ وقال المعلمي في التنكيل (2/846) : والوليد شديد التدليس يدلس التسوية اهـ قال الألباني في الصحيحة (7/297) : فإنه كان يدلس تدليس التسوية، ومثله لا يكتفى منه بتصريحه بسماعه من شيخه فقط، بل لا بد من التصريح به فيمن فوقه أيضاً، كما هو معلوم من علم المصطلح، ولهذا قال الحافظ في "جزء ماء زمزم لما شرب به " (2/2) : "والوليد يدلس فيسوي، فلا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالتحديث له ولشيخه اهـ وقال في الضعيفة (7/385) : وبناء عليه فقول الذهبي في صدر كلامه عن الوليد: ".... فإذا قال: حدثنا (ابن جريج) ، فهو حجة" فيه قصور لا يخفى، فالصواب اشتراط تصريحه التحديث في شيخه وسائر الرواة الذين فوقه، لنأمن بذلك من شر تدليسه تدليس التسوية، ولولا ذلك إسناد هذا الحديث صحيحاً، لكون الوليد قد قال فيه: حدثنا ابن جريج كما رأيت، فلما لم يتابع التصريح بالتحديث فوق ذلك قامت العلة في الحديث؛ لاحتمال أن يكون بين ابن جريج وعطاء وعكرمة أحد الضعفاء؛ فدلسه الوليد، كما في الأمثلة التي رواها الهيثم بن خارجة رحمه الله تعالى . وقد وافق الذهبي في هذه الغفلة الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" (ص92) فتبعه! مع جزمه بأن الحديث بين الغرابة بل النكارة.
وأما قول الضياء عقب الحديث:"وقد ذكر شيخنا أبو الفرج ابن الجوزي أن هذا الحديث لا يصح لتفرد الوليد ابن مسلم به. وقال: قال علماء النقل: كان يروي عن الأوزاعي أحاديث، هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي، مثل نافع والزهري فيسقط أسماء الضعفاء، ويجعلها عن الأوزاعي عنهم. قلت (القائل هو الضياء) : وهذا القول لم يذكر شيخنا من قاله، وقد اتفق البخاري ومسلم على إخراج حديثه في "صحيحيهما" ... وقد رواه الطبراني من غير حديثه".
قلت: قد عرفت من قال ذلك من المتقدمين، ومنهم الإمام الدارقطني؛ فإنه قال كما في "التهذيب":"كان الوليد يرسل؛ يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء ... "، إلخ ما نقله عن ابن الجوزي وأما اتفاق الشيخين على إخراج حديثه، فلعلهما لا يخرجان له إلا ما اطمأنا من تدليسه اهـ
(19) يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ قال ابن نمير صدوق كان صاحب تدليس أفسد حديثه بالتدليس كان يحدث بما لا يسمع قال ابن معين: ليس به بأس إلا أنه كان يدلس وقال الذهلي سمعت يزيد بن هارون يقول كان صدوقا ولكن قال يدلس وقال بن خراش كان صدوقا وكان يدلس وفي حديثه نكرة انظر تهذيب التهذيب [11/202] وقَالَ أَبُو نعيم كَانَ ثِقَة وَكَانَ يُدَلس قَالَ أبي أَحَادِيثه مَنَاكِيره انظر علل ومعرفة الرجال رواية عبد الله [3/114] قال العجلي في الثقات [1973] : كَانَ يُدَلس لَا بَأْس بِهِ اهـ وقال ابن حبان في المجروحين [3/111] : وَكَانَ مِمَّن يُدَلس على الثِّقَات مَا سمع من الضُّعَفَاء فالتزق بِهِ الْمَنَاكِير الَّتِي يَرْوِيهَا عَن الْمَشَاهِير فوهاه يحيى بن سعيد الْقطَّان وَحمل عَلَيْهِ أَحْمد بن حَنْبَل حملا شَدِيدا اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ضعفوه وقال أبو زرعة وأبي نعيم وابن نمير ويعقوب بن سفيان والدارقطني وغير واحد كان مدلسا آخر المراتب انظر طبقات المدلسين (ص57) قال في التقريب (7537) : ضعفوه لكثرة تدليسه من السادسة مات سنة خمسين أو قبلها د ت ق اهـ قلت : أفضل ما قيل فيه قول أبي زرعة صدوق غير أنه كان يدلس انظر تهذيب التهذيب (11/202) فحديثه حسن إذا صرح بالسماع قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6439) : وَفِيهِ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ اهـ وقال في (6510) : وَفِيهِ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ ثِقَةٌ اهـ وقال الألباني في الصحيحة (1/ 147) : ورجالها ثقات أيضا، غير أبي جناب الكلبي واسمه يحيى بن أبي حية، قال الحافظ في " التقريب ":" ضعفوه لكثرة تدليسه ".قلت: وقد صرح هنا بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه اهـ
فائدة : أحاديث أبي جناب إذا جاءت من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكَين فهي على السماع قال أبو نعيم  وذكر أبا جناب الكلبى فقال: ما كان به بأس، إلا أنه كان يدلس، وما سمعت منه شيئا إلا شيئا قال فيه حدثنا انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم [9/ 138]


المرتبة الرابعة 0
وعددهم ثمانية وثلاثين 0
(1) أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي القاضي
جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : أكثر عن أبيه عن جده ، فقال أبو حاتم الرازي : سمعته يقول : لم أسمع من أبي شيئا ، وقال أبو عوانة الأَسفرائيني : أجاز له أبوه ، فروى عنه بذلك ، يعني : ولم يبين كونها إجازة انظر طبقات المدلسين (1/19) قال الألباني في الضعيفة (6/ 539) عن اسناد فيه هذا الراوي قال : هذا إسناد ضعيف جدا، آفته أحمد هذا - وهو دمشقي - قال الذهبي: " له مناكير، قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر، وحدث عنه أبو الجهم الشعراني ببواطيل، كان كبر فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن ".وقال ابن حبان فيترجمة أبيه محمد بن يحيى:" هو ثقة في نفسه، يتقى من حديثه ما رواه عنه ابنه أحمد، وأخوه عبيد، فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء اهـ
(2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد المصِّيصِي
قال ابن حبان في المجروحين (1/116) : يُسَوِّي الْحَدِيث ويسرقه ويروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم اهـ قال ابن حجر في اللسان (1/302) : ومعنى تسوية الحديث: أنه يحذف من الإسناد من فيه مقال وهذا يطلق عليه: تدليس التسوية اهـ قال الذهبي في الميزان (1/41) : هذا رجل كذاب، قال الحاكم: أحاديثه موضوعة اهـ
(3) إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ سُفْيَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: سَأَلْتُ ابْنَ المُبَارَكِ: لِمَ تَرَكْتَ حَدِيْثَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى ؟ قَالَ: كَانَ مُجَاهِراً بِالقَدَرِ، وَكَانَ صَاحِبَ تَدْلِيْسٍ.
انظر السير (8/451) وقال الشافعي : كان في «إبراهيم بن أبي يحيى» حمق، وكان يدلس في الحديث انظر مناقب الشافعي للبيهقي (1/532) وقال أحمد : يَأْخُذُ حَدِيثَ النَّاسِ فَيَجْعَلُهُ فِي كُتُبِهِ وَيَرْوِيهُ عَنْهُمْ يُدَلِّسُهُ , فَقِيلَ لَهُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى انظر الضعفاء للعقيلي (1/62) وقال ابن حجر : شيخ الشافعي ضعفه الجمهور ووصفه أحمد والدارقطني وغيرهما بالتدليس انظر طبقات المدلسين (ص52) وقال في التقريب (241) : متروك من السابعة مات سنة أربع وثمانين وقيل إحدى وتسعين ق اهـ الراجح أنه ضعيف يعتبر به قَال أبو أحمد بْن عدي : سألت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، يعني ابن عقدة - فقلت له: تعلم أحدا أحسن القول في إِبْرَاهِيم بْن أَبي يحيى غير الشافعي؟ فَقَالَ: نعم. حَدَّثَنَا أحمد بْن يحيى الأَودِيّ، قال: سمعت حمدان ابن الأصبهاني، يعني مُحَمَّد بْن سَعِيد - قلت: أتدين بحديث إِبْرَاهِيم بْن أَبي يحيى؟ فَقَالَ: نعم. ثم قال لي أحمد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد: نظرت في حديث إِبْرَاهِيم بْن أَبي يحيى كثيرا وليس بمنكر الحديث قال ابن عدي: وهذا الذي قاله كما قال ، وقد نظرت أنا أيضا في حديثه الكثير، فلم أجد فيه منكرا، إلا عَن شيوخ يحتملون.
وقد حدث عنه ابن جُرَيْج والثوري وعباد بْن منصور، ويحيى بْن أيوب المِصْرِي وغيرهم من الكبار، وهؤلاء أقدم موتا منه وأكبر سنا، وله أحاديث كثيرة، وله كتاب الموطأ، أضعاف موطأ مالك، ونسخ كثيرة.
وهذا الذي قاله ابن سَعِيد كما قال، وقد نظرت أنا في أحاديثه وتبحرتها، وفتشت الكل منها، فليس فيها حديث منكر، وإنما يروى المنكر من قبل الراوي عنه، أو من قبل شيخه لا من قبله، وهو في جملة من يكتب حديثه، وقد وثقه الشافعي وابن الأصبهاني وغيرهما.
انظر تهذيب الكمال (2/188) وكذبه غيرهم فهو ضعيف الحديث يستشهد به على أحسن الأحوال والله أعلم
 (4) بَاذَامُ أَبُو صَالِحٍ وَيُقَالُ: بَاذَانُ مَوْلَى أُمّ هَانِئِ
قال ابن حبان في المجروحين (126) : يحدث عَن بن عَبَّاس وَلَمْ يسمع مِنْهُ اهـ قال الحافظ بن حجر في التقريب (634) : ضعيف [مدلس] يرسل من الثالثة 4 اهـ قال الدكتور مسفر في التدليس ص (405) : وإن ثبت عليه التدليس فهو من المرتبة الخامسة ، ولا يبعد عنه لروايته عن ابن عباس ولم يسمع منه ، ولروايته من كتب أصابها ، يعني ولم يسمعها من شيوخه ، وهذا تدليس ، وهو مما أفدته من زوائد القربوني على من تقدمه اهـ
(5) بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ روى عن : رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، وغيره ، روى عنه : قاسم بن عبد الله السراج ، جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ضعفه الدارقطني ، ووصفه بن الجوزي بالتدليس عن الضعفاء انظر طبقات المدلسين (ص52) قال ابن عدي في الكامل (2/180) : بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ هَذَا أحاديثه ليس عليه نُورٌ، وَهو غَيْرُ ثِقَةٍ ضَعِيفٌ ويحدث عن ضعفاء جماعة، وَهو بَيِّنُ الضَّعْفِ وَأَحَادِيثُهُ عَامَّتُهَا عن الضعفاء اهـ  ضعفه الدارقطني، وَغيره واتهمه ابن الجوزي وقال ابن معين: ليس بشيء وذكره الساجي، وَابن الجارود والعقيلي في الضعفاء ولما ذكر له ابن الجوزي حديثًا في فضل الصحابة قال: هو المتهم به عندي فإما أن يكون من فعله، أو من تدليسه عن الضعفاء انظر اللسان (2/320) وقال أبو حاتم صالح الحديث انظر الجرح والتعديل (2/ 374) قلت : انفرد ابن الجوزي بقوله ذلك وبشير ضعيف الحديث وضعفه الألباني في الصحيحة (4/15)
(6) تَلِيد بْن سُليمان المُحَاربيُّ الكوفيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : مشهور بالضعف قال أحمد والعجلي والدارقطني يدلس قلت : وأوله مثناة ، بوزن عظيم ، وقد وهم فيه العلائي ، وتبعه العراقي ، والحلبي ، فذكروه ترجمتين ، ونسبوه للعجلي ؛ أحدهما : هكذا ، والاخرى : بُكير بالموحدة وكاف مصغرا ، وقد راجعت كلام العجلي فلم أره ذكره إلا في موضع واحد ، ونقله منه أبو العرب في كتاب الضعفاء ، وذكره بالمثناة و باللام انظر طبقات المدلسين (ص52) قال في التقريب (797) : رافضي ضعيف من الثامنة قال صالح جزرة كانوا يسمونه بليدا يعني بالموحدة مات بعد سنة تسعين ومائة ت اهـ
(7) جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ضعفه الجمهور ووصفه الثوري والعجلي وابن سعد بالتدليس انظر طبقات المدلسين (ص53) وقال في التقريب (878) : ضعيف رافضي من الخامسة مات سنة سبع وعشرين ومائة وقيل سنة اثنتين وثلاثين د ت ق اهـ
(8) جُنَيْد بْن الْعَلَاء [وهو جنيد بن أبي دهرة]
قال أبو حاتم: صالح الحديث وقال ابن حبان: روى، عَن أبي الدرداء، وَابن عمر ولم يرهما.وعنه عبد الرحيم بن سليمان وأبو أسامة
ينبغي مجانبة حديثه قلت – أي الذهبي وأقره ابن حجر - : هو جنيد بن أبي دهرة له حديث في غسل الميت طويل منكر في ثاني حديث بن السواف، انتهى وقال الأزدي: لين الحديث وبقية كلام ابن حبان: كان يدلس وأبو دهرة كنية العلاء وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات" أيضًا.
وقال البزار: ابن أبي دهرة كوفي ليس به بأس مات قديما روى عنه أبو أسامة، وَغيره انظر لسان الميزان (2/498)
قال ابن حبان في المجروحين (177) : كَانَ يُدَلس عَن مُحَمَّد بن أبي قيس الْمَصْلُوب ويروي مَا سمع مِنْهُ عَن شُيُوخه فَاسْتحقَّ مجانبة حَدِيثه عَلَى الْأَحول كلهَا لِأَن بن أَبِي الْقَيْس كَانَ يضع الْحَدِيث اهـ
وذكره ابن حجر من المدلسين كما في النكت (2/644) وقال الألباني في الضعيفة (12/898) : وفي الطريق الأخرى ليث - وهو ابن أبي سليم الحمصي -؛ وهو ضعيف مختلط، ولا أستبعد أن يكون جنيد بن العلاء تلقاه عنه ثم دلسه، فيرجع الحديث إلى طريق واحدة اهـ
(9) الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، أَبُو سَلَمَةَ قال ابن حجر في التقريب (1240) : صدوق يخطىء ورمي بالقدر وكان يدلس من السادسة خ ت ق اهـ قلت : بل هو ضعيف قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ صَاحِبَ أَوَابِدَ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ أَبَاطِيلُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ انظر السير (3/844) وقال أبو أحمد بن عدي يروي أحاديث لا يرويها غيره وأرجو أنه لا بأس به وقال الساجي إنما ضعف لمذهبه وفي حديثه بعض المناكير وقال بن أبي الدنيا كان يحيى يحدث عنه وليس عندي بالقوي انظر تهذيب التهذيب (2/276) وروى له البخاري في صحيحه (6566) حديثا واحدا عن عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، يُسَمَّوْنَ الجَهَنَّمِيِّينَ وهذا الحديث له شواهد كثيرة فالراجح أنه ضعيف الحديث أما الدليل على تدليسه  قال الأثرم : قلت لأبى عبد الله : ما تقول فى الحسن بن ذكوان ؟ فقال : أحاديثه أباطيل ، يروى عن حبيب بن أبى ثابت و لم يسمع من حبيب ، إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطى قال الآجرى ، عن أبى داود : قلت له : سمع من حبيب بن أبى ثابت ؟ قال : سمع من عمرو بن خالد عنه وكذا قال ابن معين انظر تهذيب التهذيب (2 / 276) قلت : عمرو بن خالد قال عنه ابن حجر في التقريب : متروك ورماه وكيع بالكذب اهـ وقال العلائي في جامع التحصيل (105) : ذكره محمد بن نصر المروزي في حديثه عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي حديث نهي عن ثمن الميتة الحديث قال محمد بن نصر سمعه الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت فدلسه بإسقاط عمرو ابن خالد لأنه منكر الحديث وكذلك قال يحيى بن معين في كل ما رواه الحسن ين ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت أن بينه وبين حبيب رجلا ليس بثقة اهـ ذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة كما في طبقات المدلسين (38) فقال : مختلف في الاحتجاج به وله في صحيح البخاري حديث واحد وأشار بن صاعد إلى أنه كان مدلسا اهـ وذكره في النكت (2/ 638) في المرتبة الثانية وهم من أكثر الأئمة من إخراج حديثه إما لإمامته أو لكونه قليل التدليس في جنب ما روى من الحديث الكثير أو أنه كان لا يدلس إلا عن ثقة اهـ وذكره السيوطي وابن العراقي في المدلسين وقال المعلمي في الفوائد المجموعة (ص 247) : الحسن يدلس تدليساً شديداً يسمع الخبر من كذاب عن ثقة، فيذهب يرويه عن ذاك الثقة، ويسقط اسم الكذاب، اهـ وقال الألباني في الضعيفة (2/340) : الحسن بن ذكوان مختلف فيه أيضا، وقد ضعفه الجمهور، وقال أحمد: " أحاديثه أباطيل ". وقال ابن معين: " كَانَ صَاحِبَ أَوَابِدَ ". وقال ابن حجر في " التقريب ": " صدوق يخطىء وكان يدلس ". ورمز له بأنه من رجال البخاري.قلت: وقد عنعن هنا. ومما تقدم تعلم ما في قول الهيثمي من الإيهام فقال في " مجمع الزوائد " (10 / 62) وقلده السيوطي في " الحاوي " (2 / 461) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الواحد بن قيس، وقد وثقه العجلي وأبو زرعة، وضعفه غيرهما ". ولم يذكر السيوطي: " وضعفه غيرهما "! فقد أوهم فأن الحسن بن ذكوان ثقة، لوصفه إياه بأنه من رجال الصحيح، وسكوته عما قيل فيه من التضعيف، والوصف بالتدليس! قلت: وبهذا التحقيق يتبين لك خطأ قول السيوطي في " اللآلي " (2 / 332) : " وسنده حسن "! وقول ابن عراق (2 / 307 - طبع مصر) : " وسنده صحيح  اهـ
(10) الحسن بن عمارة الكوفي أبو محمد الفقيه المشهور قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَالْحسن بْن عمَارَة هُوَ صَاحب حَدِيث الدُّعَاء بعد الْوتر.
رَوَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْتِمُ وِتْرَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَهُوَ جَالِسٌ حِينَ يَفْرُغُ مِنَ الْوِتْرِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ» الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدارقطني رَحِمَهُ اللَّهُ: هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ بِابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَظُنُّ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ دَلَّسَهُ عَلَى ابْنِ أَبِي لَيْلَى انظر تعليقات الدارقطني ص (70) وجعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ضعفه الجمهور وقال بن حبان وكان بليته التدليس انظر طبقات المدلسين (ص53) وقال في التقريب (1264) : متروك من السابعة مات سنة ثلاث وخمسين ت ق اهـ
(11) الحسين بن عطاء بن يسار المدني عن أبيه قال أبو حاتم منكر الحديث وقال بن الجارود قال بن حبان في الثقات كان يخطئ ويدلس وقال في الضعفاء ولا يجوز أن يحتج به انظر طبقات المدلسين (ص53) قال أبو حاتم: هو قليل الحديث وما يحدث به فمنكر وقال ابن حبان: لا يجوز أن يحتج به إذا انفرد ووقع في الميزان قال أبو حاتم: منكر الحديث وكلام أبي حاتم هو الذي أوردته أولا وذكره ابنُ حِبَّان أيضًا في الثقات فقال: يخطىء ويدلس وقال ابن الجارود: كذاب وقال أبُو داود: ليس هو بشيء انظر لسان الميزان (3/187)
(12) خَارِجَةُ بنُ مُصْعَبِ بنِ خَارِجَةَ أَبُو الحَجَّاجِ الضُّبَعِيُّ، السَّرَخْسِيُّ شَيْخُ خُرَاسَانَ جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ضعفه الجمهور وقال بن معين ضعيف مشهور بالتدليس وصفه به أحمد وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم انظر طبقات المدلسين (ص54) وفي التقريب (1612) : متروك وكان يدلس عن الكذابين ويقال إن ابن معين كذبه من الثامنة مات سنة ثمان وستين ت ق اهـ
(13) دَاوُد بْن الزِّبرِقان، أَبو عَمرو، بَصرِيٌّ قال أحمد رحمه الله إنما كتبت عنه حديثا، ما أراه يكذب ولكن كان يدلس انظر بحر الدم ص (51) وقال ابن معين في تاريخه رواية الدوري (4/233) : دَاوُد بن أبي القصاف يروي عَنهُ سعيد بن أبي عرُوبَة ويروي عَنهُ دَاوُد بن الزبْرِقَان يُدَلس عَنهُ اهـ قال ابن حجر في التقريب (1785) : متروك وكذبه الأزدي من الثامنة مات بعد الثمانين ت ق اهـ قلت : أفضل ما قيل فيه قول ابن عدي في الكامل (3/570) : وعامة ما يرويه عن كل من روى عنه مما لا يتابعه أحد عليه، وَهو في جملة الضعفاء الذي يكتب حديثهم اهـ
(14) سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ أبو سَعْد البَقَّال الكوفيُّ الأعور قَالَ ابنُ عَدِي قَالَ لنا ابْنُ عَبد الْعَزِيزِ، ولاَ أَحْسَبُ أبا سعد سمعه من بن مَعْقِلٍ وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ شَرِيك أَنَّهُ قَالَ حَدَّثْتُ أَبَا سَعْدٍ عَنْ عَبد الْكَرِيمِ عَنْ زِيَادٍ عن عَبد الله بن مَعْقِلٍ قَالَ شَرِيك فَتَرَكَنِي وَتَرَكَ عَبد الكريم وترك زياد وَرَوَاهُ، عنِ ابْنِ مَعْقِلٍ نَفْسِهِ وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا سَعْدٍ كَانَ كَثِيرَ التَّدْلِيسِ فِيمَا يُقَالُ انظر الكامل (5/20)
جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : من أتباع التابعين ضعيف مشهور بالتدليس وصفه به أحمد وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم انظر طبقات المدلسين (ص54) وكذلك وصفه أبو زرعة والحلبي والسيوطي وابن العراقي وقال في التقريب (2389) : ضعيف مدلس مات بعد الأربعين من الخامسة بخ ت ق اهـ
(15) شُعَيْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهَمِيُّ ذكر على بن المديني أنه كان مدلسا انظر لسان الميزان (4/ 251) قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : حَدَّثَنِي حُسَيْن الْأَشْقَرُ قَالَ: ثنا شُعَيْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيُّ , عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ نَوْفٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ عَلِيٍّ فَذَكَرَ كَلَامًا قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : فَحَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، فَقُلْتُ لِحُسَيْنٍ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ شُعَيْبٌ , عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ نَوْفٍ، فَقُلْتُ لِشُعَيْبٍ مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَصَّاصُ، قُلْتُ: عَنْ مَنْ؟ قَالَ: عَنْ حَمَّادٍ الْقَصَّارِ، فَلَقِيتُ حَمَّادًا، فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ نَوْفٍ، فَإِذَا هُوَ قَدْ دَلَّسَ، عَنْ ثَلَاثَةٍ وَالْحَدِيثُ بَعْدُ مُنْقَطِعٌ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَصَّاصُ مَجْهُولٌ، وَحَمَّادٌ الْقَصَّارُ لَا يُدْرَى مَنْ هُوَ , وَبَلَّغَهُ عَنْ فَرْقَدٍ، وَفَرْقَدٌ لَمْ يُدْرِكْ نَوْفًا، وَلَا رَآهُ انظر معرفة علوم الحديث ص (105)
 وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة انظر طبقات المدلسين (38) قلت : هو مجهول ذكره في اللسان (4/ 251) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا
(16) صالح بن أبي الاخضر جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ذكر روح بن عبادة أنه سئل عن حذيفة عن الزهري فقال سمعت بعضا وقرأت بعضا وذكر روح عبادة ووجدت بعضا ولست أفضل ذا من ذا انظر طبقات المدلسين (ص54) وقال في التقريب (2844) : ضعيف يعتبر به من السابعة مات بعد الأربعين 4 اهـ
(17) عَبْد الله بْن زياد بْن سِمعان، المدنيُّ
سئل عنه مالك فقال: كذاب وقال أحمد بن حنبل: متروك الحديث.
وقال البخاري: سكتوا عنه وقال ابن معين: يكذب انظر تاريخ الإسلام (4/98) وجعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ضعفه الجمهور ووصفه بن حبان بالتدليس انظر طبقات المدلسين (ص54) وقال المعلمي في "التنكيل" (1/ 151) - تعقيبًا على قول الكوثري: "أجمعوا على ترك حديثه". قال: "فيه نظر فقد أكثر عنه ابن وهب ووثقه على ما في "مختصر كتاب العلم لابن عبد البر" (ص 199): ومجموع كلامهم فيه يدل أنه صدوق في الأصل، فلا بأس بإيراده في المتابعات والشواهد اهـ
(18) عَبْدُ اللهِ بنُ لَهِيْعَةَ بنِ عُقْبَةَ الحَضْرَمِيُّ  قاضي مصر جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : اختلط في آخر عمره وكثر عنه المناكير في روايته وقال بن حبان كان صالح ولكنه كان يدلس عن الضعفاء انظر طبقات المدلسين (ص54) هؤلاء إذا روي عن ابن لهيعة فالحديث حسن
1- عبد الله بن المبارك 2- عبد الله بن يزيد المقرئ 3- عبد الله ابن وهب 4- عبد الله بن مسلمة القعنبي قال الفلاس: من كتب عنه قبل احتراقها مثل ابن المبارك والمقرئ [فسماعه] أصح وقال أبو زرعة: سماع الاوائل والاواخر منه سواء، إلا أن ابن المبارك، وابن وهب كانا يتبعان أصوله، وليس ممن يحتج به انظر ميزان الاعتدال (2/ 477) قال عبد الغني ابن سعيد الأزدي إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح بن المبارك وابن وهب والمقري وذكر الساجي وغيره مثله انظر تهذيب التهذيب (5/378)
 وقال ابن حبان كما في الميزان (2/ 482) : وكان أصحابنا يقولون: سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة: عبد الله بن وهب، وابن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي - فسماعهم صحيح اهـ وقال الدارقطني في الضعفاء (2/160) : يعتبر بما يروي عنه العبادلة ابن المبارك، والمقرئ، وابن وهب اهـ وقال في التقريب (3563) : صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما وله في مسلم بعض شيء مقرون مات سنة أربع وسبعين وقد ناف على الثمانين م د ت ق اهـ
5- الوليد بن مزيد قال الطبراني في الصغير (1/384) : الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ مِمَّنْ سَمِعَ ابْنَ لَهِيعَةَ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ اهـ 6- إسحاق بن عيسى قال احترقت كتب بن لَهِيعَة سنة تسع وستين ولقيته أنا سنة أربع وستين ومِئَة أظنه قال ومات سنة أربع وسبعين أو ثلاث وسبعين انظر الكامل (5/238) قال العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/1158) : ذكر عبد الله بن أحمد عن أبيه في " العلل " (1 / 237 / 1490) أن إسحاق بن عيسى لقي ابن لهيعة قبل احتراق كتبه. وعليه فالسند جيد اهـ
7- يحيي بن إسحاق السَّيْلَيحني قال الألباني في الصحيحة (7/916) : ورواه عن ابن لهيعة يحيي بن إسحاق السَّيْلَيحني وهو من قدماء أصحابه اهـ  قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (7/ 126) : وَمَا رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ وهب والمقرئ والقدماء فهو أجود اهـ 8- أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قال يعقوب بن سفيان سمعت أحمد بن صالح وكان من خيار المتقنين يثني عليه وقال لي كنت أكتب حديث أبي الأسود في الرق ما أحسن حديثه عن ابن لهيعة انظر تهذيب التهذيب (5/ 376) 9- قتيبة بن سعيد قتيبة ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء قبول حديثه عن ابن لهيعة قال العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة [6/ 825] : ويمكن أن يلحق بالعبادلة قتيبة بن سعيد، فقد رواه عن ابن لهيعة كما رأيت، وذلك لما ذكره الذهبي في ترجمة قتيبة من " سير أعلام النبلاء " (8 / 15) من رواية جَعْفَر الفِرْيَابِيّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَذْكُرُ: أَنَّهُ سَمِعَ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيْثُكَ عَنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ صِحَاحٌ فَقُلْتُ: لأَنَّا كُنَّا نَكْتُبُ مِنْ كِتَابِ ابْنِ وَهْبٍ، ثُمَّ نَسْمَعُهُ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ.". قلت: ولا يناقض هذا ما رواه الأثرم عن أحمد - كما في " التهذيب " - أنه ذكر قتيبة فأثنى عليه، وقال: هو آخر من سمع من ابن لهيعة ". قلت: وذلك لأنه كان يعتمد على كتاب ابن وهب، وليس على ما يسمعه من ابن لهيعة. والله أعلم ويؤيد هذه الرواية ما ذكره الذهبي أيضا من طريق  الآجُرِّيّ: عَنْ أَبِي دَاوُدَ، قال: " سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: كُنَّا لاَ نَكْتُبُ حَدِيْثَ ابْنِ لَهِيْعَةَ إِلاَّ مِنْ كُتُبِ ابْنِ أَخِيْهِ، أَوْ كُتُبِ ابْنِ وَهْبٍ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ حَدِيْثِ الأَعْرَجِ اهـ
10- ابن مهدي قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: مَا أَعتَدُّ بِشَيْءٍ سَمِعْتُ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ لَهِيْعَةَ إِلاَّ سَمَاعَ ابْنِ المُبَارَكِ، وَنَحْوِهُ انظر السير (7/126)
قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (3563) : بل : ضعيف يعتبر به ، وحديثه صحيح إذا روى عنه العبادلة : ابن المبارك ، وابن وهب ، وابن يزيد المقريء ، وابن مسلمة القعنبي ، فأنهم كانوا يتتبعون أصوله فيكتبون منها 000 وممن سمع منه قبل احتراق كتبه الوليد بن مزيد ، وقتيبة بن سعيد ، والأوزاعي ، والثوري ، وعمر بن الحارث ، وعبد الرحمن بن مهدي ، والوليد بن مسلم ، وإسحاق بن عيسى الطباع اهـ
فائدة : سئل الألباني رحمه الله عن قبوله رواية العبادلة عن لهيعة وإن عنعن؟ فأجاب بقوله : لأني وجدت الحافظ ابن حجر نفسه - مع إدخاله إياه في الطبقة الخامسة - وجدته يحتج به في مثل هذه الحالة، وإن عنعن، فالله تعالى أعلم بالصواب في ذلك اهـ
(19) عَبْد اللهِ بْن مُعَاوِيَةَ بْن عَاصِمِ بْن الْمُنْذِرِ بْن الزُّبَيْرِ بن العوام جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : روى عن هشام بن عروة وهو بن عم جده روى عنه عمرو بن علي الفلاس وغيره ضعفه البخاري والنسائي وأشار بن حبان إلى تدليسه انظر طبقات المدلسين (ص55) قال البخاري: منكر الحديث وقال النسائي: ضعيف وقال العقيلي: حدث عن هشام بمناكير لا أصل لها منها: فذكر هذا الحديث وقال ابن عَدِي: يكنى أبا معاوية ثم قال: وليس حديثه بالكثير وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث.
وقال الساجي: صدوق وفي بعض أحاديثه مناكير وقال ابن عَدِي أيضًا: أحاديثه مناكير وقال ابن حبان في الثقات: روى عنه أحمد بن حنبل والزبير بن بكار , ربما خالف يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته.
انظر لسان الميزان (5/17)
(20) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ جعله ابن حجر في الطبقة الخامسة فقال : متفق على ضعفه وصفه أحمد بالتدليس انظر طبقات المدلسين (ص55) وقال في التقريب (3687) : متروك وكان أحمد يثني عليه وقال لعله كبر واختلط وكان يدلس من التاسعة مات سنة عشر ومائتين تمييز اهـ قلت : ضعيف يعتبر به قَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: سئل أبي عَن أبي قتادة الحراني، فَقَالَ: ما بِهِ بأس، رجل صالح، يشبه أهل النسك والخير، إلا أنه كَانَ ربما أخطأ. قيل لَهُ: إن قوما يتكلمون فِيهِ؟ قال: لم يكن بِهِ بأس. قلت: إنهم يقولون: لم يفصل بين سفيان ويحيى بْن أَبي أنيسة. قال: لعله أختلط، أما هُوَ فكان ذكيا. فقلت: ان يَعْقُوب بْن إِسْمَاعِيلَ بْن صبيح ذكر: أن أبا قتادة الحراني كَانَ يكذب. فعظم ذَلِك عنده جدا، وَقَال: كَانَ أَبُو قتادة يتحري الصدق، وأثني عليه، وذكره بخير، وَقَال: قد رأيته يشبه أصحاب الْحَدِيث، وأظنه كَانَ يدلس، ولعله كبر فاختلط، والله أعلم وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل، عَنْ يحيى بْن مَعِين: ليس بشيءٍ وَقَال عَباس الدُّورِيُّ ، عَنْ يحيى بْن مَعِين: ثقة
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم : سألت أَبَا زرعة عَن أبي قتادة الحراني، قلت: ضعيف الْحَدِيث؟ ، قال: نعم، لا يحدث عنه. ولم يقرأ علينا حديثه قال أَبُو زُرْعَة : سمعت ابن نفيل الحراني، يَقُول: دفع إِلَى أَبُو قتادة الحراني كتاب أبي نعيم، عَنْ مسعر، فقرأه حَتَّى انتهي إِلَى شك أبي نعيم، فَقَالَ: ما هَذَا؟وَقَال ابْن أَبي حَاتِم أَيْضًا: سَأَلتُ أبي عَن أبي قتادة الحراني، فَقَالَ: تكلموا فِيهِ، منكر الْحَدِيث، وذهب حديثه. وقَال البُخارِيُّ : تركوه، منكر الْحَدِيث وَقَال في موضع آخر : سكتوا عنه.
وَقَال النَّسَائي: ليس بثقة وَقَال إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني: متروك الْحَدِيث انظر تهذيب الكمال (16/260) أقول: فمثله ضعيف الحديث يعتبر به على أقل الأحوال
(21) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زِيَادِ بنِ أَنْعُمَ الإِفْرِيْقِيُّ قال ابن حبان في المجروحين (586) : كَانَ يَرْوِي الموضوعات عَن الثِّقَات وَيَأْتِي عَن الْأَثْبَات مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم وَكَانَ يُدَلس على مُحَمَّد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ذكر ابن حبان في الضعفاء أنه كان مدلسا وكذا وصفه به الدارقطني انظر طبقات المدلسين ص (55) قلت : المصلوب هذا قال عنه ابن حجر في التقريب (5907) : كذبوه وقال أحمد ابن صالح وضع أربعة آلاف حديث وقال أحمد قتله المنصور على الزندقة وصلبه من السادسة ت ق اهـ
وقال في التقريب عن الأفريقي (3862) : ضعيف في حفظه من السابعة مات سنة ست وخمسين وقيل بعدها وقيل جاز المائة ولم يصح وكان رجلا صالحا بخ د ت ق اهـ
(22) عبد العزيز بن عبد الله بن وهب الكلاعي جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ضعيف قال بن حبان يعتبر حديثه إذا بين السماع انظر طبقات المدلسين (ص55)
(23) عَبد الْعَزِيزِ بْنِ عَبد اللَّهِ القرشي بصري، يُكَنَّى أبا وهب الجدعاني روى عن سعيد بن أبي عروبة وخالد الحذاء وبهز بن حكيم روى عنه الحسن بن مدرك وغيره قال ابن حبان في الثقات يعتبر حديثه إذا بين السماع تكلم فيه ابن عدي قال عامة ما يرويه لا يتابع عليه انظر طبقات المدلسين (40) وقال الألباني في الصحيحة (4/ 447) : عبد العزيز بن عبد الله هو ابن وهب القرشي البصري ، تكلم فيه ابن عدي ، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: يجب أن يعتبر حديثه
إذا بين السماع اهـ
(24) عَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ أَبُو سَلَمَةَ النَّاجِيُّ البَصْرِيُّ القَاضِي، أَبُو سَلَمَةَ النَّاجِيُّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قَدَرِيٌّ، دَاعِيَةٌ، كُلُّ مَا رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ سَمِعَهُ مِن إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْهُ، فَدَلَّسَهَا عَنْ عِكْرِمَةَ انظر السير (7/105) قال ابن القطان في الوهم والإيهام (4/467) : وَهَذِه تكفيه إِن صحت؛ فَإِن إِبْرَاهِيم بن أبي يحيى هَالك، فالتدليس بإسقاطه جرحة إِن كَانَ علم بضعفه اهـ وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/826) : وله حديث في اللعان عن عكرمة قال أحمد: إنما رواه عن ابن أبي يحيى، وقد ذكرناه في أبواب اللعان، وله حديث آخر في الحجامة، وحديث في الاكتحال، وقد ذكرناهما ـ أيضاً ـ وقد سئل عنهما عباد فقال: حدثنيهما ابن أبي يحيى عن داود، عن عكرمة اهـ وقال ابن أبي حاتم في العلل (6/215) : سألتُ  أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاد بن منصور ، عن عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) ؛ فِي الكُحْل ؟ قَالَ أَبِي: عبَّادٌ لَيْسَ بقويِّ الْحَدِيثِ، ويَروي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى  ، عَنْ داودَ ابن حُصَين، عَنْ عِكرمَة، فَأَنَا أَخْشَى أَنْ يكونَ مَا لَمْ يُسَمِّ: إبراهيمَ ، فَإِنَّمَا هُوَ عَنْهُ مُدَلَّسةً اهـ وقال الساجي: ضعيف مدلس وقال البخاري: ربما دلس عباد عن عكرمة انظر الميزان (2/376) وقال ابن حجر : ذكره أحمد والبخاري والنسائي والساجي وغيرهم بالتدليس عن الضعفاء انظر طبقات المدلسين (50) وذكره السيوطي وابن العراقي في المدلسين وقال في التقريب (3142) : صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بأخرة من السادسة مات سنة اثنتين وخمسين اهـ قلت : بل هو ضعيف الحديث ضعفه أَبُو حاتم وابْن معين وأبوزرعة وأبوداود والنسائي وابن عدي وانفرد يحيى بن سعيد القطان بتوثيقه وله رواية آخرى قال علي بن المديني ولم أر يحيى يرضاه  انظر تهذيب الكمال (14/ 158) وضعفه الساجي وغيرهم قال الألباني في الضعيفة (4/428) : قال الترمذي: " حديث حسن غريب "! وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي، وليس كما قالوا، لأن عباد بن منصور كان تغير في آخره، ثم هو مدلس كما في " التقريب "، وقد عنعنه اهـ
(25) عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : قال الحاكم كان يدلس عن شيوخ ما سمع منهم قط وروى عن الحسن بن محمد بن عبد الله بن أبي يزيد أنه لم يسمع من أبيه شيئا وانما أخذ الكتب انظر طبقات المدلسين (ص55) قال في التقريب (4263) : متروك وقد كذبه الثوري من السابعة ق اهـ
 (26) عُثْمَان بن عمرَان الْحَنَفِيّ قال ابن حبان في الثقات (14389) : يروي عَن بن جريج روى عَنهُ مُحَمَّد بن حَرْب النَّسَائِيّ رُبمَا أغرب يعْتَبر حَدِيثه إِذا بَين السماع فِي خَبره اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : قال بن حبان في الثقات يعتبر حديثه إذا بين السماع انظر طبقات المدلسين (42) قلت : وعثمان هذا مجهول ذكره ابن حجر في لسان الميزان (5/403) وذكر أن ابن حبان ذكره في الثقات فقط وكما هو معلوم أن ابن حبان متساهل في التوثيق
 (27) عَطِيَّةُ بنُ سَعْدِ بنِ جُنَادَةَ العَوْفِيُّ الكُوْفِيُّ، أَبُو الحَسَنِ، مِنْ مشَاهِيْرِ التَّابِعِيْنَ قال ابن حبان في المجروحين (2/176) : يَرْوِي عَن أَبِي سعيد الْخُدْرِيّ روى عَنهُ فراس بن يحيى وفضيل بن مَرْزُوق سمع من أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَحَادِيث فَمَا مَاتَ أَبُو سعيد جعل يُجَالس الْكَلْبِيّ ويحضر قصصه فَإِذا قَالَ الْكَلْبِيّ قَالَ رَسُول الله بِكَذَا فيحفظه وكناه أَبَا سعيد ويروي عَنهُ فَإِذا قيل لَهُ من حَدثَك بِهَذَا فَيَقُول حَدثنِي أَبُو سعيد فيتوهمون أَنه يُرِيد أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الْكَلْبِيّ فَلَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : تابعي معروف ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح انظر طبقات المدلسين (50) وقال في التقريب (4616) : صدوق يخطىء كثيرا وكان شيعيا مدلسا من الثالثة مات سنة إحدى عشرة بخ د ت ق اهـ قلت : هو ضعيف ضعفه هشيم وأحمد وأبوزرعة وأبوحاتم والنسائي وابن عدي وأبوداود والبزار والساجي وقال أحمد وحدثنا أبو أحمد الزبيري سمعت الكلبي يقول كناني عطية أبو سعيد ووثقه ابن سعد انظر تهذيب التهذيب (7/225) وقال ابن معين لا بأس به وله رواية آخرى فقال ضعيف إلاَّ أنه يكتب حديثه انظر الكامل (7/84) وقال ابن حزم في المحلى (6/181) : هَالِكٌ اهـ وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/288) : وَهُوَ ضَعِيفٌ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْعِلْمِ  اهـ وقال الذهبي في السير (5/325) ضَعِيْفُ الحَدِيْثِ اهـ وقال في المغني (4139) : مجمع على ضعفه اهـ  وضعفه أيضا سفيان الثوري والبخاري والحاكم والدارقطني والبيهقي ومن المتأخرين: ابن الجوزي والنووي وابن تيمية وابن قيم الجوزية والزيلعي وابن عبد الهادي  والهيثمي والبوصيري ومحمد بن عبد الوهاب انظر الضعيفة للألباني رحمه الله (1/9) قال الألباني رحمه الله في التوسل (ص93) : كان على الحافظ أن يبين نوع تدليسه، فإن التدليس عند المحدثين على أقسام كثيرة من أشهرها ما يلي : الأول: أن يروي الرواي عمن لقيه ما لم يسمعه منه، أو عمن عاصره ولم يلقه، موهماً أنه سمعه منه، كأن يقول: عن فلان، أو قال فلان.
الثاني: أن يأتي الرواي باسم شيخه أو لقبه على خلاف المشهور به تعمية لأمره، وقد صرحوا بتحريم هذا النوع إذا كان شيخه غير ثقة، فدلسه لئلا يعرف حاله، أو أوهم أنه رجل آخر من الثقات على وفق اسمه أو كنيته ، وهذا يعرف عندهم بتدليس الشيوخ.
قلت: وتدليس عطية من هذا النوع المحرم، كما كنت بينته في كتابي "الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة" "24".
وخلاصة ذلك أن عطية هذا كان يروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، فلما مات جالس أحد الكذابين المعروفين، بالكذب في الحديث وهو الكلبي، فكان عطية إذا روى عنه كناه أبا سعيد، فيتوهم السامعون منه أنه يريد أبا سعيد الخدري! وهذا وحده عندي يسقط عدالة عطية هذا، فكيف إذا انضم إلى ذلك سوء حفظه! ولهذا كنت أحب للحافظ رحمه الله أن ينبه على أن تدليس عطية من هذا النوع الفاحش، ولو بالإشارة كما فعل في "طبقات المدلسين" إذ قال: "مشهور بالتدليس القبيح" كما سبق ثم كأن الحافظ نسي أو وهم - أو غير ذلك من الأسباب التي تعرض للبشر - فقال في تخريجه لهذا الحديث: إن عطية قال في رواية: حدثني أبو سعيد. قال: "فأمن بذلك تدليس عطية" كما نقله ابن علان عنه، وقلده في ذلك بعض المعاصرين  قلت: والتصريح بالسماع إنما يفيد إذا كان التدليس من النوع الأول، وتدليس عطية من النوع الآخر القبيح، فلا يفيد فيه ذلك، لأنه في هذه الرواية أيضاً قال: "حدثني أبو سعيد" فهذا هو عين التدليس القبيح.
فتبين مما سبق أن عطية ضعيف لسوء حفظه وتدليسه الفاحش، فكان حديثه هذا ضعيفاً، وأما تحسين الحافظ له الذي اغتر به من لا علم عنده فهو بناء على سهوه السابق، فتنبه ولا تكن من الغافلين. وأما فهم بعض المعاصرين من عبارة الحافظ ابن حجر السابقة في "التقريب" أنها تفيد توثيق عطية هذا ففهم لا يغبطون عليه، وقد سألت
الشيخ أحمد بن الصديق حين التقيت به في ظاهرية دمشق عن هذا الفهم فتعجب منه، فإن من كثر خطؤه في الرواية سقطت الثقة به بخلاف من قال ذلك منه، فالأول ضعيف الحديث، والآخر حسن الحديث، ولذلك جعل الحافظ في "شرح النخبة" من كثر غلطه قرين من ساء حفظه، وجعل حديث كل منهما مردوداً فراجعه مع حاشية الشيخ علي القاري عليه "ص121، 130".
وإنما غرّ هؤلاء ما نقلوه عن الحافظ أنه قال في "تخريج الأذكار": ضعف عطية إنما جاء من قبل تشيعه، وقيل تدليسه، وإلا فهو صدوق.
وهم لقصر باعهم إن لم نقل لجهلهم في هذا العلم لا جرأة لهم على بيان رأيهم الصريح في أوهام العلماء، بل إنهم يسوقون كلماتهم كأنها في مأمن من الخطأ والزلل، لا سيما إذا كانت موافقة لغرضهم كهذه الجملة، وإلا فهي ظاهرة التعارض مع قول الحافظ المنقول عن "التقريب" إذ أنها تعلل ضعف عطية بسببين:
أحدهما: التشيع، وهذا ليس جرحاً مطلقاً على الراجح.
والثاني: التدليس، وهذا جرح قد يزول كما سيأتي، ومع ذلك فإنه أشار إلى تضعيفه لهذا السبب بقوله: "قيل". بينما جزم في "التقريب" بأنه كان مدلساً، كما جزم بأنه كان شيعياً، ولذلك أورده أعني الحافظ نفسه في رسالة "طبقات المدلسين" "ص18" فقال: تابعي معروف، ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح ذكره في "المرتبة الرابعة" وهي
التي يورد فيها من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد كما ذكره في المقدمة، فهذان النصان من الحافظ نفسه دليل على وهمه في تضعيفه كون عطية مدلساً في الجملة المذكورة آنفاً. فهذا وجه من وجوه التعارض بينها وبين عبارة "التقريب". وثمة وجه آخر وهو أنه في هذه الجملة لم يصفه بما هو جرح عنده - كما سبق عن "شرح النخبة" - وهو قوله في "التقريب": يخطىء كثيراً فهذا كله يدلنا على أن الحافظ رحمه الله تعالى لم يكن قد ساعده حفظه حين تخريجه لهذا الحديث، فوقع في هذا القصور الذي يشهد به كلامه المسطور في كتبه الأخرى، وهي أولى بالاعتماد عليها من كتابه "التخريج"، لأنه في تلك ينقل عن الأصول مباشرة، ويلخص منها بخلاف صنيعه في "التخريج".
ولما ذكرنا من حال العوفي ضعف الحديث غير واحد من الحفاظ اهـ
(28) عَلِيّ بْن غالب، الفِهرِيُّ، القُرَشِيُّ
قال ابن حبان في المجروحين (2/ 112) : كَانَ كثير التَّدْلِيس فِيمَا يحدث حَتَّى وَقع الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته وَبَطل الِاحْتِجَاج بهَا لِأَنَّهُ لَا يدْرِي سَمَاعه لما يروي عَمَّن يروي فِي كل مَا يروي وَمن كَانَ هَذَا نَعته كَانَ سَاقِط الِاحْتِجَاج بِمَا يروي لما عَلَيْهِ الْغَالِب من التَّدْلِيس اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ضعفه أحمد وغيره وقال ابن حبان كان كثير التدليس انظر طبقات المدلسين (ص56) وقال في ميزان الاعتدال (3/149) : وتوقف فيه أحمد اهـ  قلت : ضعيف الحديث أما قول البخاري في التاريخ الكبير (6/292) : ولا أُراه إلا صَدُوقًا ويُقال: المُحارِبِيُّ، ولا أُراه يصح اهـ قلت : الظاهر أنَّ هذه العبارة سقطت من ترجمة علي بن غراب فاستدركها الناسخ في الحاشية، ثم جاء ناسخ آخر فنسخ الكتاب فظن أنَّ هذه العبارة تابعة لترجمة علي بن غالب فألحقها في آخر ترجمته، والصواب أنَّها تابعة لترجمة علي بن غراب كما قال أحد العلماء والدليل على ذلك : أن البخاري في التاريخ الأوسط (2/292) ترجم لعَليّ بن غراب فقال : قَالَ أَحْمد كَانَ يُدَلس وَلَا أرَاهُ إِلَّا صَدُوقًا وَيُقَال الْمحَاربي وَلَا أرَاهُ يَصح أَنه الْمحَاربي اهـ وأيضا الذهبي لم يذكر كلام البخاري في الميزان ولا ابن حجر في اللسان والله أعلم
(29) عَمْرو بن حَكّام، أبو عثمان البَصْريُّ قال ابن حجر : قال الحاكم : كان يدلس عمن لم يسمع منه قال المديني : سمع في شبابه من شعبة فلما مات أخذ كتبه انظر طبقات المدلسين (ص56) قال البخاري: ضعفه علي ابن المَدِينيّ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ترك حديثه انظر تاريخ الإسلام (5/409) وقال ابن عدي: عامة ما يرويه عمرو بن حكام غير متابع عليه إلا أنه مع ضعفه يكتب حديثه انظر ميزان الاعتدال (3/254)
(30) لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ بنِ زُنَيْمٍ الأُمَوِيُّ مَولاَهُم قال البوصيري في مصباح الزجاجة  (3/ 17) : فِي إِسْنَاده لَيْث بن أبي سليم ضَعِيف ومدلس اهـ وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (1986) وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ وَلَكِنَّهُ مُدَلِّسٌ اهـ وتعقبه الحافظ بن حجر في زوائده على البزار (ق 297 من المخطوط) وقال: (ما علمت احدا صرح بأنه ثقة ولا وصفه بالتدليس  اهـ وقال الألباني في الضعيفة (12/899) : لا أعلم أحداً رمى ليثاً بالتدليس، وإنما بالاختلاط. وكذلك لا أعلم من أطلق فيه التوثيق. فراجع أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه في ((التهذيب)) اهـ قلت : بل رماه بالتدليس ابن حبان فقال في مشاهير علماء الأمصار (1/231) : ما سمع التفسير عن مجاهد أحد غير القاسم بن أبى بزة نظر الحكم بن عتيبة وليث بن أبى سليم وابن أبى نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه ثم دلسوه عن مجاهد اهـ قال ابن حجر في التقريب (5685) : صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك من السادسة مات سنة ثمان وأربعين خت م 4 اهـ  قلت : ضعفه الجمهور ورَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُوْناً انظر السير (6/179) وتهذيب الكمال (24/279)
(31) مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الهَرَويّ قاضي هراة
جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : ضعفه النسائي ووصفه بن حبان بالتدليس انظر طبقات المدلسين (ص57) قال العقيلي: فيه نظر. وكذا قال السليماني.وضعفه الدارقطني وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات فقال: روى، عَنِ ابن أبي ذئب ومالك روى عنه أهل بلده وكان مرجئا جمع وصنف يخطىء وامتحن بأصحاب سوء كانوا يقلبون حديثه ويقرؤون عليه فإذا اعتبر المعتبر حديثه الذي يرويه عن الثقات ويرويه عنه الأثبات مما بين السماع فيه لم يجدها إلا تشبه حديث الناس على أنه في جملة الضعفاء وهو ممن أستخير الله فيه وقال السَّاجِي: بصري يروي مناكير.انظر لسان الميزان (3/427)
(32) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البُخَارِيّ يروي عَن وَكِيع والغنجار روى عَنهُ ابناه إِبْرَاهِيم وَعمر قال يعقوب بن شيبة ربما دلس انظر هامش التبيين لأسماء المدلسين ص (49) وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة انظر طبقات المدلسين (43) وقال ابن حجر في لسان الميزان (7/ 100) : يعتبر حديثه إذا بيَّن السماع قاله ابن حبان في الثقات. ومقتضاه أنه كان مدلسا اهـ قلت : لم يوثقه معتبر
(33) مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ أَبُو بَكْرٍ المَوْصِلِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، المفسِّر، شَيْخُ القُرَّاءِ ساق الخطيب البغدادي باسناده له حديثا في تاريخ بغداد (2/ 602) حيث قال محمد بن حسن النقاش في ذلك الاسناد انبانا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخياط ثم قال الخطيب: دلس النقاش بن صاعد، قَالَ: حدثنا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخياط، وأقل مما شرح في هذين الحديثين تسقط به عدالة المحدث ويترك الاحتجاج به اهـ قال ابن الجوزي في الموضوعات (1/407) : هَذَا حَدِيث مَوْضُوع قبح الله وَاضعه فَمَا أفظعه وَلَا أرى الآفة فِيهِ إِلَّا من أبي بكر النقاش فَإِنَّهُ دلّس ابْن صاعد فِيهِ فَقَالَ يَحْيَى بن مُحَمَّدِ بن عبد الملك الْخياط فتدليسه إِيَّاه دَلِيل شَرّ اهـ قال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/72) : وأما النقاش فيدلسه، فتارة يقول: حدثنا محمد بن طريف، وتارة محمد بن نبهان، وتارة محمد بن عاصم - يعنى ينسبه إلى أجداده اهـ قَالَ طَلْحَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهد: كَانَ النَّقَّاش يَكْذِبُ فِي الحَدِيْثِ، وَالغَالِبُ عَلَيْهِ القَصَصُ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: كُلُّ حَدِيْث النَّقَّاشِ مُنكر وَقَالَ الحَافِظُ هِبَة اللهِ اللاَّلْكَائِيّ: تَفْسِيْر النَّقَّاش إِشْفَى الصُّدور لاَ شفَاء الصُّدورِ وَقَالَ الخَطِيْبُ: فِي حَدِيْثِهِ مَنَاكِيرُ بِأَسَانيدَ مَشْهُوْرَة قُلْتُ: قَدِ اعْتمد الدَّانِي فِي (التَّيْسِير) عَلَى رِوَايَاته للقرَاءات فَاللهُ أَعلم، فَإِنَّ قلبِي لاَ يَسْكُن إِلَيْهِ، وَهُوَ عِنْدِي مُتَّهَم، عفَا الله عَنْهُ انظر السير (15/575) ووهاه الدارقطني انظر اللسان (7/78)
(34) مُحَمَّد بن عبد الْملك أَبُو إِسْمَاعِيل الوَاسِطِيّ قال ابن حبان في الثقات (15121) : يعْتَبر حَدِيثه إِذا بَين السماع فِي خَبره فِي رِوَايَته فَإِنَّهُ كَانَ مدلسا يخطىء اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : روى عن إسماعيل بن أبي خالد وطبقته وعنه وهب بن بقية وصفه بن حبان بالتدليس وكذا أطلق فيه الذهبي في تذهيب التهذيب انظر طبقات المدلسين (44) وقال في التقريب : مقبول اهـ قال الدَّارَقُطْنِيّ في سننه (4556) وأقره البيهقي في الكبرى (20542) : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الْأَعْمَشِ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ مَجْهُولٌ (يعني حديث عَنْ حُذَيْفَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  «أَجَازَ شَهَادَةَ الْقَابِلَةِ») ضعفه الألباني في إرواء الغليل (2684) وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَائِنِيُّ رواه الدارقطنى (4557) وعنه البيهقي (20543) من طريق مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَائِنِيِّ , عَنِ الْأَعْمَشِ به قال البيهقي : قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَائِنِيُّ رَجُلٌ مَجْهُولٌ اهـ
(35) نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَرْوَزِيُّ الْفَقِيهُ وَيُكْنَى أَبَا عِصْمَةَ
قال العباس بن مصعب : أدرك الزهري وابن المنكدر وكان يدلس عنهما انظر تهذيب التهذيب [10/487] قال ابن حجر في التقريب [7210] : كذبوه في الحديث وقال ابن المبارك كان يضع من السابعة مات سنة ثلاث وسبعين ت فق اهـ
(36) الهَيْثَمُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أُسَيْدِ بنِ جَابِرٍ الطَّائِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُوْفِيُّ قال ابن حجر : اتهمه بالكذب البخاري وتركه النسائي وغيره وقال أحمد كان صاحب أخبار وتدليس انظر طبقات المدلسين (ص57) وقال ابن حبان في المجروحين [3/93] : وَكَانَ من عُلَمَاء النَّاس بالسير وَأَيَّام النَّاس وأخبار الْعَرَب إِلَّا أَنه روى عَن الثِّقَات أَشْيَاء كَأَنَّهَا مَوْضُوعَة يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ كَانَ يدلسها فالتزق تِلْكَ العضلات بِهِ وَوَجَب مجانبة حَدِيثه على علمه بالتاريخ ومعرفته بِالرِّجَالِ اهـ قال يحيى: ليس بثقة كان يكذب وقال أبو داود: كذاب انظر الميزان (4/324)
(37) يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُم أَبُو عَبْدِ اللهِ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : من أتباع التابعين تغير في آخر عمره وضعف بسبب ذلك وصفه الدارقطني والحاكم وغيرهما بالتدليس انظر طبقات المدلسين (48) ذكره في المدلسين العلائي والسيوطي وابن العراقي وقال في التقريب [7717] : ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعيا من الخامسة مات سنة ست وثلاثين خت م 4 اهـ روى له مسلم مقرونا بغيره وكذلك ضعفه الألباني
(38) يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قال ابن حبان في الثقات (11856) : رُبمَا أَخطَأ يعْتَبر حَدِيثه من غير رِوَايَة زَمعَة عَنهُ فَإِن الْمُعْتَبر إِذا اعْتبر حَدِيثه الَّذِي بَين السماع مِنْهُ وَلم يرو عَنهُ إِلَّا ثِقَة لم يجد إِلَّا الاسْتقَامَة اهـ قال ابن حجر : في ترجمته في ثقات ابن حبان ما يقتضي ذلك انظر طبقات المدلسين (ص51) قال في التقريب (7826) : ضعيف من الخامسة مات سنة خمس وخمسين س اهـ وذكره في المدلسين الحلبي قال الألباني في الضعيفة (12/750) : قد اتفقوا على تضعيفه، وإن تنوعت عباراتهم. وشذ ابن حبان فأورده في " ثقاته  اهـ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق