الأحد، 3 ديسمبر 2017

مراتب المدلسين عمرو العدوي المرتبة الأولى والثانية



جعلت هذا البحث في أربعة مراتب
المرتبة الأولى  محدثون اتهموا بالتدليس وليسوا مدلسين 0
المرتبة الثانية : الراجح يحتج بعنعنتهم ؛ حتى يتبين أنهم دلسوا 0
المرتبة الثالثة : من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة بشيء من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع 0
المرتبة الرابعة : من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع 0
المرتبة الأولى : هناك محدثون اتهموا بالتدليس وليسوا مدلسين
وعددهم واحد وخمسين وهم 0
(1) أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إسحاق المهراني أبو نعيم: "الأصبهاني ولد في رجب سنة 336، وقيل: سنة 334،وتوفي في صفر، وقيل: يوم الاثنين الحادي والعشرين من المحرم سنة 430 بأصبهان انظر التاج المكلل (1/19) صاحب التصانيف الكثيرة الشائعة منها حلية الاولياء ومعرفة الصحابة والمستخرجين على الصحيحين قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/111) : أحد الأعلام صدوق، تكلم فيه بلا حجة، ولكن هذه عقوبة من الله لكلامه في ابن مندة بهوى اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الأولى كما في طبقات المدلسين (1/18) فقال : كانت له إجازة من أناس أدركهم ولم يَلقهم ، فكان يروى عنهم بصيغة أخبرنا ولا يبين كونها إجازة ، لكنه كان إذا حدث عن من سمع منه يقول : حدثنا ، سواء كان ذلك قراءة أو سماعا ، وهو اصطلاح له تبعه عليه بعضُهم ، وفيه نوع تدليس بالنسبة لمن لا يعرف ذلك قال الخطيب: رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها، منها أنه يطلق في الإجازة أخبرنا - ولا يبين.قال الذهبي: هذا مذهب رآه أبو نعيم وغيره، وهو ضرب من التدليس.وقد فعله غيره اهـ قال ابن حجر: "ويلتحق بالتدليس ما يقع من بعض المحدثين من التعبير بالتحديث أو الإخبار عن الإجازة موهماً للسماع ولا يكون سمع من ذلك الشيخ شيئاً انظر طبقات المدلسين (1/16) ومن أهل العلم من لم يرض بتسمية هذا الصنيع تدليساً قال العلائي عقب ذكره طبقات المدلسين: "وهذا كله في تدليس الراوي ما لم يتحمله أصلاً بطريق ما؛ فأما تدليس الإجازة والمناولة والوجادة بإطلاق " أخبرنا " فلم يعده أئمة الفن في هذا الباب، كما قيل في رواية أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب، وروايةِ مخرمة بن بكير بن الأشج عن أبيه، وصالح بن أبي الأخضر عن الزهري، وشبه ذلك؛ بل هو إما محكوم عليه بالانقطاع أو يعد متصلاً؛ ومن هذا القبيل ما ذكره محمد بن طاهر المقدسي عن الحافظ أبي الحسن الدارقطني أنه كان يقول فيما لم يسمع من البغوي: "قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان" ويسوق السند إلى آخره، بخلاف ما هو سماعه فإنه يقول فيه: "قرىء على أبي القاسم وأنا أسمع"، أو "أخبرنا أبو القاسم البغوي قراءةً "، ونحو ذلك؛ فإما أن يكون له من البغوي إجازة شاملة بمروياته كلها فيكون ذلك متصلاً له، أو لا يكون كذلك فيكون وجادة؛ وهو قد تحقق صحة ذلك عنه؛ على أن التدليس في المتأخرين بعد سنة ثلاث مائة يقل جداً قال الحاكم: لا أعرف في المتأخرين من يُذكر به إلا أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي انظر جامع التحصيل (1/ 113)
(2) أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيُّ أَبُو عُمَرَ الكُوْفِيُّ.
قال الذهبي في السير (13/56) : قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَأَيتُهُم مُجْمِعِينَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَلَمْ أَرَ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً، إِنَّمَا ضَعَّفُوهُ بَأَنَّهُ لَمْ يَلْقَ أُوْلَئِكَ اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : محدث مشهور ، تكلموا فيه ، وقال بن عدي : لا أعلم له خبرا منكرا ، وإنما نسبوه إلى أنه لم يسمع من كثير ممن حدث عنهم انظر طبقات المدلسين ص (38) قلت : فروايته منقطعة عن ممن حدث عنهم ولم يسمع منهم فهذا اسمه انقطاع وليس بتدليس فلم يذكره ممن ألف في التدليس كالنسائي ولا ابن حبان في كتبه ولا غيرهما في عداد المدلسين فأخطأ ابن حجر في جعله أياه في المرتبة الثالثة وهو حسن الحديث قال الذهبي في السير (13/56) : قَالَ الأَصَمُّ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ السَّرِيَّ بنَ يَحْيَى - وَسأَلَهُ أَبِي عَنِ العُطَارِدِيِّ - فَوَثَّقَهُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ، قَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو كُرَيْبٍ وَقَالَ مُطَيَّنٌ الحَضْرَمِيُّ: كَانَ أَحْمَدُ العُطَارِدِيُّ يَكْذِبُ قُلْتُ: يَعْنِي فِي لَهْجَتِهِ، لاَ أَنَّهُ يَكْذِبُ فِي الحَدِيْثِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يُوجَدْ مِنْهُ، وَلاَ تَفَرَّدَ بِشَيْءٍ، وَمِمَّا يُقَوِّي أَنَّهُ صَدُوْقٌ فِي بَابِ الرِّوَايَةِ: أَنَّهُ رَوَى أَوْرَاقاً مِنَ (المَغَازِي) ، بِنُزُولٍ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ بُكَيْرٍ، وَقَدْ أَثنَى عَلَيْهِ الخَطِيْبُ ، وَقَوَّاهُ، وَاحْتَجَّ بِهِ البَيْهَقِيُّ فِي تَصَانِيْفِهِ اهـ  قال ابن حجر في التقريب (64) : ضعيف وسماعه للسيرة صحيح من العاشرة لم يثبت أن أبا داود أخرج له مات سنة اثنتين وسبعين وله خمس وتسعون سنة د اهـ قلت : بل هو حسن الحديث وثقه ما سبق وكذلك رجحه العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (64) قال الدكتور مسفر في التدليس (248) : ولا أرى أن تهمته بالتدليس تثبت ، إذ لا دليل عليها ، كما لم يصفه أحد قبل الحافظ ابن حجر بالتدليس وقال عنه في التقريب 000 ولم يشر فيه إلى تدليسه ، كما ذكره في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين وأحسب بعد ثبوت براءته أنه من الثانية لا الثالثة ، وإنما لم أقل من الأولى لضعفه والله أعلم اهـ قلت : هو حسن الحديث كما سبق 0
(3) أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حازم السَّمَرقنديُّ أبويحيى الكَرَابيسِيّ محدث مشهور ، سمِع : محمد بن نصر المروزي ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة قال الإدريسي : أكثر عن محمد بن نصر فاتهم في ذلك ، يعني : أنه دلس عنه الإجازة ؛ فإن له منه إجازة صحيحة ، قال الإدريسي : رأيتها بخط محمد بن نصر انظر ميزان الاعتدال (1/ 129) وجعله ابن حجر في المرتبة الأولى كما في طبقات المدلسين (1/19) ووثقه الحاكم والخطيب انظر الروض الباسم (1/ 261) انظر ترجمة أبي نعيم
(4) إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَان الأَفْطَسُ الدِّمَشْقِيُّ
 قال الذهبي : ثِقَةٌ صَدُوقٌ انظر تاريخ الإسلام (3/808)
وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : قال أبو حاتم لا بأس به ، وأشار البخاري إلى أنه كان يدلس انظر طبقات المدلسين (1/27) قال الدكتور مسفر في التدليس في الحديث ص (180) : قلت : ذكره البخاري في الكبير وقال : روى إِسْحَاق عَنْ عيسى عَنْ ثور عَنْ إِبْرَاهِيم الأفطس عَنْ يزيد بْن يزيد بْن جَابِر، مرسل، حديثه فِي الشاميين - انظر التاريخ الكبير (929) - وقال في التهذيب عن البخاري أنه قال : "إبراهيم الأفطس عن مكحول مرسل - انظر تهذيب التهذيب (1/126) – ولا أدري هل اعتبر الحافظ قول البخاري هذا إشارة إلى تدليسه أم يعني غيره ولو اعتبرها كل من قال فيه البخاري وغيره : فلان عن فلان مرسل تدليسا لبلغ عددا من المدلسين الآلاف ، ومن ينظر في كتاب المراسيل لابن أبي حاتم فسيجد عددا كبيرا من الرواة قال فيهم نحو ذلك 0
ثم إن الحافظ فرق بين التدليس والإرسال بما فصلنا القول فيه 0
ثم وجدت البخاري في الكبير يقول في ترجمة يزيد بن يزيد بن جابر : سمع مكحولا والزهري روى عنه الثوري وابن عيينه فإذا كان إبراهيم يروى عن يزيد ، ويزيد يروى عن مكحول ، فإذا روى إبراهيم عن مكحول مباشرة – فلعله – حذف يزيد بن يزيد شيخه ، وهذه صورة تدليس الإسناد إن ثبت لقي إبراهيم لمكحول الشامي كما شرط الحافظ في تعريفه لتدليس الإسناد ولا أدري كيف عرف الحافظ أنه التقى به ، فقد راجعت ترجمة كل منهما فلم أجد خبرا يفيد لقاءه له ولا سماعه لشيء منه والمزي ذكر روايته عن مكحول ولم يزد وإذا علمنا أن مكحولا كانت وفاته سنة بضع عشرة بعد المائة – لعلها 113 – وأن إبراهيم الأفطس من الثامنة حسب طبقات ابن حجر في التقريب وهم دون المائتين – حيث تبدأ التاسعة بعد المائتين وبينهما ستون عاما على أقل تقدير ، جزمنا بأن لقاءه له بعيد الوقوع ، حتى المعاصرة مع إمكان اللقاء بعيدة أيضا وإذن فروايته عن مكحول مرسلة لا تدليس فيها وذكره مع المدلسين مما تفرد به الحافظ ابن حجر فلم يذكره العلائي ، ولا سبط ابن العجمي ولا الذهبي في المدلسين ، وأيضا فالحافظ قال : أشار البخاري 000 والإشارة غير منصوصة حتما وإلا قال : وصفه بذلك البخاري ، وأرى أنه لم تثبت عليه تهمة التدليس ، حيث لا ينطبق عليه التعريف المعتمد له اهـ قال في التقريب (182) : ثقة ثبت إلا أنه يرسل من الثامنة ت ق اهـ
(5) إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشِ بنِ سُلَيْمٍ العَنْسِيُّ أَبُو عُتْبَةَ الحِمْصِيُّ، مَوْلاَهُم.
وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : عالم أهل الشام في عصره مختلف في توثيقه وحديثه عن الشاميين مقبول عند الاكثر وأشار بن معين ثم بن حبان في الثقات إلى أنه كان يدلس انظر طبقات المدلسين (37) قال شيخنا طارق بن عوض الله حفظه الله في النكت على المقدمة 2/ 308 (طبعة طارق عوض الله) : قلت أما إشارة ابن معين فهي مما رواه مضر بن محمد الأسدي أنه قال: إذا حدث عن الشاميين وذكر الخبر فحديثه مستقيم وإذا حدث عن الحجازيين والعراقيين خلط ما شئت. وهي (في تاريخ ابن عساكر) ورواية مُضَر هذه ساقها ابن حبان في المجروحين 1/ 124 بلفظ: إِذَا حَدَّثَ عَنِ الشَّامِيِّينَ عَنْ صَفْوَانَ وَجَرِيرٍ فَحَدِيثه صَحِيح وعندي؛ أن هذا هو اللفظ الصحيح؛ بموافقته لباقي الروايات عن ابن معين وللمنقول عن غيره من العلماء ويظهر لي أن قوله: (وذكر الخبر) محرف من قوله في رواية ابن حبان: (صفوان وجرير) والله أعلم وأما إشارة ابن حبان فهي في المجروحين لا في الثقات ثم إنها لا تعلق لها بالتدليس من قريب ولا من بعيد فقد قال وهو في التهذيب أيضاً:كان إسماعيل بن عياش من الحفاظ المتقنين في حداثته فلما كبر تغير حفظه، فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على جهته، وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه وأدخل الاسناد في الاسناد وألزق المتن (بالمتن)، وهو لا يعلم ومن كان (هذا) نعته، حتى صار الخطأ في حديثه يكثر، خرج عن الاحتجاج به فيما لم يخلط فيه.
فكلام ابن حبان - كما ترى- لا شأن له بالتدليس بل بالخطأ والوهم عن غير قصد وهو واضح لا خفاء به، ولم يصفه ابن حجر بالتدليس في " التقريب" وهو الصواب اهـ أما قول البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 102) : هَذَا إِسْنَاد فِيهِ مقَال عمَارَة لم يدْرك أنسا وَلم يلقه قَالَ التِّرْمِذِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ ابْن عَيَّاش كَانَ يُدَلس اهـ قلت : لعله سبق قلم أو خطأ مطبعي الأصوب أن البوصيري قال : هذا إسناد فيه مقال؛ عمارة لم يدرك أنسا ولم يلقه ، قاله الترمذي والدارقطني وابن عياش كان يدلس فالبوصيري هو الي وصفه بالتدليس وليس الترمذي ولا الدارقطي  فأنهما لم يذكرا ذلك في كتبهما ولا من ألف في التدليس ذكروا أن الترمذي والدارقطي  وصفوه بالتدليس فلا يعتد بهذا الكلام  فالراجح أنه ليس بمدلس والراجح هو ما قاله ابن حجر في التقريب (473) : صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم من الثامنة مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وله بضع وسبعون سنة ي 4 اهـ دون ذكر التدليس وكذلك رجح العلامة الألباني وشعيب الأرنؤوط وبشار عواد 0
(6) إِسْمَاعِيل بْن أَوْسَط ، البَجَلِيّ
قال ابن حبان : لا يصح له صحبة لصحابي وتلك كلها أخبار مدلسة لا أعتمد على شئ منها مات سنة سبع عشرة ومائة انظر مشاهير علماء الأمصار (1289) قال الشيخ أبو ذر عبد القادر بن مصطفى: فالرجل ليس مدلساً، ولم يصفه أحد من الأئمة بالتدليس، لأنه لم يثبت له سماع أصلاً من الصحابة، وإنما حديثه من قبيل المرسل الخفي، فلا يطلب له سماع! وإنما يبحث عنه في كتب المراسيل لذا فلا يصح أن نصف كل من وصفه الأئمة بالتدليس بأنه مدلس -عندنا- بل يجب تدقيق النظر انظر الوجيز ص (31)
قال الذهبي : يُرْسِلُ عَنِ الصَّحَابَةِ انظر تاريخ الإسلام (3/209) وَثَّقَهُ ابن معين وغيره انظر الميزان (1/222)
(7) إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ  قال ابن حجر : ضعفوه ، وأشار الترمذي إلى أنه كان يدلس انظر طبقات المدلسين (ص52) قلت : ذكره الترمذي في سننه (1/ 378) فقال : «حَدِيثُ بِلَالٍ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْرَائِيلَ المُلَائِيِّ» وَأَبُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الحَدِيثَ مِنَ الحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ «إِنَّمَا رَوَاهُ عَنِ الحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ الحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَأَبُو إِسْرَائِيلَ اسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَلَيْسَ هُوَ بِذَاكَ القَوِيِّ عِنْدَ أَهْلِ الحَدِيثِ اهـ وفي تحفة الأشراف (2/ 110) قال : (ز) رواه أبو الوليد الطيالسي (هشام بن عبد الملك الباهلي عن أبي إسرائيل، حدثنا (وفي نسخة: حدثكم) الحكم، عن ابن أبي ليلى. أو (الطيالسي، عن) الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لبلال اهـ أي أن الحديث عند أبي إسرائيل عن الحكم أو عن الحسن بن عمارة كما بين ذلك البخاري في تاريخه الكبير (1091) قال : إِسْمَاعِيل بْن أَبي إِسحاق، أَبو إسرائيل، العَبسِيّ، المُلاَئِيّ، الكُوفيّ.
مَولَى سعد بْن حُذَيفة عَنِ الحكم، وعطية ضَعَّفَهُ أَبو الوليد، قَالَ: سألتُه، عَنْ حديث ابْن أَبي ليلى، عَنْ بلال، وكان يرويه عَنِ الحكم، فِي الأذان؟ فقَالَ: سَمِعتُه من الحكم، أو الْحَسَن بْن عِمارة اهـ قال الدكتور مسفر في التدليس (253) : إذن فقد سمع هذا الحديث منهما أو من أحدهما ، والذي يهمنا هنا هو سماعه لهذا الحديث من الحكم – سواء اضطرب في حديثه أم لم يضطرب - ، وأنه لم يدلس فيه الحسن بن عمارة كما قال الترمذي وجزم بذلك فيما قدمنا عنه ثم وجدت في المسند تصريحه بالتحديث حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أُثَوِّبَ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ "، وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَذَّنْتَ فَلَا تُثَوِّبْ رواه أحمد (23912) وما دام قد ثبت سماعه لهذا الحديث من الحكم فلا يثبت عليه تدليس ، وما جزم به الترمذي وتابعه العلائي والحلبي وابن حجر وغيرهم من رميهم له بالتدليس غير مستقيم اهـ  قال ابن حجر في التقريب (440) : صدوق سيء الحفظ نسب إلى الغلو في التشيع من السابعة مات سنة تسع وستين وله أكثر من ثمانين سنة ت ق اهـ قلت : ضعيف ضعفه الجمهور انظر تهذيب التهذيب (1/ 293)
(8) إِسْحَاق بْن رَاشِد الْجَزَرِيّ
جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : كان يطلق حدثنا في الوجادة ، فإنه حدث عن الزهري ، فقيل له : أين لقيته ؟ قال : مررت ببيت المقدس فوجدت كتابا له ، حكى ذلك الحاكم في علوم الحديث عن الاسماعيلي انظر طبقات المدلسين ص (19) وقال ابن حجر في التقريب [350] : ثقة في حديثه عن الزهري بعض الوهم من السابعة مات في خلافة أبي جعفر خ 4 اهـ
(9) جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرِ بنِ مَالِكِ بنِ عَامِرٍ الحَضْرَمِيُّ قال الذهبي : كان من أجلة العلماء حدث في الكتب كلها سوى صحيح البخاري وما ذاك للين فيه ولكنه ربما دلس عن قدماء الصحابة والبخاري لا يقنع إلا بأن يصرح الشيخ بلقاء من روى عنه مات سنة ثمانين انظر تذكرة الحفاظ (1/ 42) جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : من ثقات التابعين من أهل الشام ، قال الذهبي في طبقات الحفاظ : ربما دلس عن كبار الصحابة انظر طبقات المدلسين ص (28) قلت : لم أر من وصفه بالتدليس سوى الذهبي والتدليس عند الذهبي عام يشمل الإرسال قال أبو زرعة في روايته عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسل انظر جامع التحصيل (ص153) قال الدكتور مسفر في التدليس في الحديث ص (189) : الذهبي يسمى الإرسال تدليسا حيث لا يشترط اللقاء ولا السماع فيه ، وأخشى أن روايته عنهم مرسلة لا مدلسة اهـ قال ابن حجر في التقريب (904) : ثقة جليل من الثانية مخضرم ولأبيه صحبة فكأنه هو ما وفد إلا في عهد عمر مات سنة ثمانين وقيل بعدها بخ م 4 اهـ
(10) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ الواسطي نزيل البصرة
قال الحافظ بن حجر في التقريب (1258) : صدوق رمي بشيء من التدليس من العاشرة مات سنة سبع وثلاثين د اهـ قلت : لم أرَ من سبق ابن حجر إلى وصفه بالتدليس قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (1258) : أما قوله : رمي بشيء من التدليس ، فلم نجد له فيه سلفا ، فلينظر اهـ
(11) الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ، الوَاعِظُ، ابْنُ المُذْهِبِ مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ قَالَ أَبُوَ الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، تَاسِعَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ انظر السير (17/640) جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : راوي مسند أحمد عن القطيعي قال الخطيب : روى عن القطيعي حديث لم يسمعه منه قال الذهبي : لعله استجاز روايته بالإجازة ، أو الوجاد قال الخطيب : وحدثني عن أبي عمر بن مهدي بحديث ، فقلت : لم يكن هذا عند بن مهدي ، فضرب عليه قال الخطيب : وكان سماعه صحيحا في المسند إلا في أجزاء منه ألحق اسمه فيها وتعقبه ابن نقطة : بأنه لم يحدث بمسندي فضالة بن عبيد وعوف بن مالك وبقطعة من مسند جابر ، فلو كان يُلحِق اسمَه لألحقَه في الجميع ، ولعل ما ذكره الخطيب أنه ألحقَه كان يعرف أنه سَمِعَه أو رواه بالإجازة انظر طبقات المدلسين (1/29) وقال ابن الجوزي في المنتظم (15/337) : وهذا لا يوجب القدح لأنه إذا تيقن سماعه للكتاب جاز أن يكتب سماعه بخطه لإجلال الكتب والعجب من عوام المحدثين كيف يجيزون قول الرجل أخبرني فلان ويمنعون إن كتب سماعه بخط نفسه أو إلحاق/ سماعه فيها بما يتيقنه ومن أين له إنما كتب لم يعارض به أصلا فيه سماعه اهـ
(12) خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ بنِ أَبِي كَرِبٍ الكَلاَعِيُّ
جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : الثقة المشهور ، قال الذهبي : كان يرسل ويدلس انظر طبقات المدلسين (1/31) قال الذهبي : الإِمَامُ، شَيْخُ أَهْلِ الشَّامِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الكَلاَعِيُّ، الحِمْصِيُّ حَدَّثَ عَنْ: خَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ - وَأَكْثَرُ ذَلِكَ مُرْسَلٌ -.انظر السير (4/536)
قلت : لم أرَ من سبق الذهبي إلى وصفه بالتدليس والتدليس عند الذهبي عام يشمل الإرسال كما سبق وكما سيأتي قال ابن حجر في التقريب (1678) : ثقة عابد يرسل كثيرا من الثالثة مات سنة ثلاث ومائة وقيل بعد ذلك ع اهـ
(13) ذُؤَيْبُ بْنُ عِمَامَةَ بْنِ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ أَبُو عبد الله
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/33) : مقدام بن داود الرعيني، حدثنا ذؤيب بن عمامة، حدثنا مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افتتحت أم القرى بالسيف، والمدينة بالقرآن هذا منكر مما تفرد به ذؤيب اهـ قال ابن حجر في اللسان (3/430) : وهذا الحديث معروف بمحمد بن الحسن بن زبالة عن مالك وهو متروك متهم وكأن ذؤيبا إنما سمعه منه فدلسه عن مالك اهـ قلت : أولا : الرواية التي ذكرها الذهبي فيها تصريح ذؤيب بالسماع من مالك والحديث ضعيف أخرجه الخطيب في الرواة عن مالك من طريق الطبراني عن المقدام بن داود ثنا ذؤيب بن عمامة السهمي ثنا مالك به، قال الخطيب: ورواه الداقطني عن الطبراني إجازة انظر المداوي لعلل الجامع الصغير (2/41) قلت : في إسناده المقدام بن داود قال النسائي في الكنى: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف وضعفه غيرهما انظر إرشاد القاصي والداني (1/651) فكيف يحتج الحافظ بتدليسه بحديث ضعيف فإذن فلا يثبت عليه التدليس ورواه العقيلي في الضعفاء (4/58) من طريق مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ به كما ذكر ابن حجر قال الألباني في الضعيفة (1847) : منكر اهـ ثانيا : لم أر من سبق ابن حجر إلى وصفه بالتدليس وكان بعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي وابن حبان في كتبه لم يذكرا في عداد المدلسين فالراجح بأنه ليس بمدلس وذؤيب بن عمامة حسن الحديث قال أبو حاتم : صدوق انظر الجرح والتعديل (3/450) قال ابن حجر في  اللسان (3/430) : ضعفه الدارقطني ولم يهدر وقال أبو زرعة – قلت : لعله أبو حاتم فأخطأ فقال أبو زرعة -: هو صدوق وقال ابن حبان في "الثقات": يعتبر حديثه من غير رواية شاذان عنه وأخرج الحاكم حديثه في "المُستَدرَك"وقد ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء فقال: ذؤيب بن عمامة بن عَمْرو بن عبد الله بن عَمْرو بن محمد بن ذؤيب بن عمامة السهمي يكنى أبا عبد الله مديني قدم مصر سنة 212 وحدث بها ورجع إلى المدينة فمات بها في ذي الحجة سنة 220 اهـ
(14) زُهَيْر بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ حُدَيْجِ بنِ الرُّحَيْلِ الجُعْفِيُّ
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2636) : وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ مُدَلِّسٌ وَضَعَّفَهُ النَّاسُ اهـ قال الدكتور مسفر في التدليس في الحديث ص (199) : قلت : لم أجد من وصفه بالتدليس قبله ، كما لم يضعفه أحد ، إنما ضعفوا روايته عن أبي إسحاق خاصة لأنه سمع منه بعد الاختلاط ، وحديثه محتج به في الصحيحين وغيرهما اهـ قال ابن حجر في التقريب (2051) : ثقة ثبت إلا أن سماعه عن أبي إسحاق بأخرة من السابعة مات سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع وسبعين وكان مولده سنة مائة ع اهـ
(15) زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ العَدَوِيُّ العُمَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ
عن زَيْد بْن أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَا لِيُصَلِّيَ فِيهِ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالُ الْأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا وَكَانَ مَعَهُ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ فَقَالَ صُهَيْبٌ: «كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ» قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ لِرَجُلٍ سَلْهُ أَسَمِعْتَهُ مِنِ ابْنِ عُمَرَ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَامَةَ أَسَمِعْتَهُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ؟ فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ كَلَّمْتُهُ وَكَلَّمَنِي وَلَمْ يَقُلْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ رواه الحميدي وغيره (148) صححه الألباني 0
جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : روى عن بن عمر رضي الله تعالى عنهما في رد السلام بالإشارة قال ابن عيينه : "قلت لإنسان سله: "أسمِعَه من ابن عمر؟ ", فسأله فقال: "أما أني فكلمني وكلمته" أخرجه البيهقي. وفي هذا الجواب إشعار بأنه لم يسمع هذا بخصوصه منه ؛ مع أنه مكثر عنه ، فيكون قد دلسه انظر طبقات المدلسين (1/ 20) قلت : قول ابن حجر وفي هذا الجواب إشعار بأنه لم يسمع هذا بخصوصه منه مع أنه مكثر عنه فيكون قد دلسه قلت : فهذا الاحتمال ليس بصحيح لمجيء التصريح بالسماع من طريق أخرى كما عند ابن خزيمة في صحيحه (888) قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِزَيْدٍ: سَمِعْتَ هَذَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ ؟ قَالَ: نَعَمْ اهـ وأيضا قال الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود (4/84) : قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ لكن البيهقي أعله بالإرسال ؛ لأن زيداً لم يقل: سمعته! وتعقبه ابن التركماني بما خلاصته: أن زيداً سمع من ابن عمر كما قال ابن معين، وجمهور أهل الحديث: على أن من أدرك شخصاً فروى عنه؛ كانت روايته محمولة على الاتصال؛ سواءً كانت بلفظ: (قال) أو: (عن) أو غيرهما اهـ قلت : الصحيح أنه ليس بمدلس قال ابن حجر في التقريب (2117) : ثقة عالم وكان يرسل من الثالثة مات سنة ست وثلاثين ع اهـ
 (16) سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيُّ: قال العلامة الألباني رحمه الله في كتابه: (ظلال الجنة في تحقيق كتاب السنة لابن أبي عاصم) (2 / 179) : سعيد بن سويد الكلبي مدلس اهـ قلت : لم يصفه أحد بالتدليس وهو ضعيف الحديث قال البُخاري: لا يتابع في حديثه انظر لسان الميزان (4/ 58) وذكره ابن أبى حاتم (2/1/29) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً , وذكره ابن حبان فى " الثقات " (8107) وهذا تساهل منه
(17) سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي يَحْيَى التَّنُوْخِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ.وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ العَزِيْزِ 
جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : ثقة من كبار الشاميين ، من طبقة الأوزاعي روى عن زيادة بن أبي سودة ، فقال أبو الحسن بن القطان : لا ندري سمعه منه أو دلَّسه عنه انظر طبقات المدلسين (1/31) قلت : وهذا شك من ابن القطان رحمه الله قال الدكتور مِسفر : فتدليسه لهذا الحديث أمر مُتَوَهَّم لا دليل عليه ، والرجل ثقة فلا يُجرح بمثل هذا ، وقد جعله الحافظ في المرتبة الثانية ، وأرى أنه لم يثبت عليه التدليس ، وإن ثبت فهو حديث واحد ، وإذن فهو من أهل المرتبة الأولى والله أعلم انظر التدليس في الحديث ص (203) قال ابن حجر في التقريب (2358) : ثقة إمام سواه أحمد بالأوزاعي وقدمه أبو مسهر لكنه اختلط في آخر أمره من السابعة مات سنة سبع وستين وقيل بعدها وله بضع وسبعون بخ م 4 اهـ
(18) سَلَمَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ صَيْفِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/188) : روى حديث خُصَيلَة بنت وَاثِلَة فدلسه اهـ قال ابن حجر في التقريب (2485) : سلمة ابن بشر ابن صيفي أبو بشر الدمشقي وربما نسب إلى جده ومنهم من فرق بينهما مقبول من الثامنة د اهـ قال الدكتور مسفر في التدليس (418) : قلت : لم أجد من وصفه بالتدليس غير الذهبي ، وليس في ترجمته ما يدل على تدليسه اهـ
(19) سُلَيْمَانُ بنُ مُوْسَى الدِّمَشْقِيُّ الأَشْدَقُ  قال ابن حبان في مشاهير على الامصار ص (284) : وقد قيل إنه سمع جابرا وليس ذاك بشئ تلك كلها أخبار مدلسة اهـ قلت : كما سبق أن ابن حبان كثيرا ما يستعمل هذه العبارة ويريد بها الإرسال وهو هنا نفى السماع منه فهذا يسمى إرسالا لا تدليسا كما سبق أنه قول أكثر أهل العلم قال الذهبي في السير (5/ 434) : يَرْوِي عَنْ: جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَمَالِكِ بنِ يَخَامِرَ، وَأَبِي سَيَّارَةَ المُتَعِيِّ، وَوَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ، وَغَالِبُه مُرْسَلٌ اهـ فهو ليس بمدلس قال الشيخ أبو ذر عبد القادر بن مصطفى في الوجيز ص (30) : وصفه ابن حبان بالتدليس , ولو اطلع على هذا احدنا اليوم لوصفه بالتدليس وربما ضعف كل حديثه ما لم يصرح بسماعه، ولربما استدركه على العلائي وابن حجر؟؟ في حين أنّ ابن حبان أراد به الإرسال، وقد نص الأئمة كالبخاري وغيره على أنّه لم يسمع من جابر - رضي الله عنه - ولا غيره من الصحابة ، ولم يذكره أحد بالتدليس بتاتاً، فتأمل اهـ قال ابن حجر في التقريب (2616) : صدوق فقيه في حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل من الخامسة م 4 اهـ قال الحافظ أبو الحسن القطان في كتاب "الوهم والإيهام "مسلم- رحمه الله تعالى- لم يحتجَّ به، إنما روى له استشهاداً كالبخاري انظر الصحيحة (7/427) قلت : الصحيح هو حسن الحديث وثقه ابن معين ودحيم وقال ابن عدي : هو عندي ثبت صدوق انظر تهذيب الكمال (12/ 97) وقال ابن سعد في الطبقات (7/ 457) : وَكَانَ ثِقَةً، أَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ جُرَيْجٍ اهـ وضعفه غيرهم فحديثه أقل أحواله أنه حسن يحتج به؛ إلا إذا خالف من هو أقوى منه قال الألباني في الصحيحة (7/426) : فمثله بالكاد أن يصل حديثه مرتبة الحسن اهـ
(20) شُرَيح بن عُبَيد، الحَضرَميّ، أَبو الصَّلت، المَقرائِيُّ، الشامي
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (299) : ثِقَةٌ مُدَلِّسٌ، اخْتُلِفَ فِي سَمَاعِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ لِتَدْلِيسِهِ اهـ قلت : لم أر أحد وصفه بالتدليس غير الهيثمي بل ذكروا أنه يرسل سئل مُحَمَّد بْن عوف هل سمع شريح بْن عُبَيد من أَبي الدَّرْدَاء؟ فقال: لا. قيل له: فسمع من أحد من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما أظن ذلك، وذلك أنه لا يقول فِي شيء من ذلك سمعت وهو ثقة انظر تهذيب الكمال (12/447) وقال أبو حاتم : لَمْ يَدْرِكْ أَبَا أُمَامَةَ وَلَا الْحَارِثَ بْنَ الْحَارِث وَلَا الْمُقدم
شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدِ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ مُرْسَلٌ وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ عَِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُرْسَلٌ
انظر المراسيل ص (90) وقال الذهبي في الكاشف (2266) : صدوق قد أرسل عن خلق د س ق اهـ وقال ابن حجر في التقريب (2775) : ثقة من الثالثة وكان يرسل كثيرا مات بعد المائة د س ق اهـ قلت : هو ثقة يرسل كما قال ابن حجر في التقريب ومن قبله فهو ليس بمدلس 0
(21) شُعَيْبُ بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص بن وائل، أبو عمرو الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ
جعله ابن حجر في المرتبة الثانية وهم من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري أو كان لا يدلس إلا عن ثقة كإبن عيينة فقال : يروى عن : جده ، روى عنه : ابنه عمرو ومشيخته مشهورة ، وروى عنه أيضا : ولد له آخر اسمه : عمير بضم العين ، وثابت البناني ، وعطاء الخراساني ، وغيرهم ، وجل ما يروى عنه عن ولده عمرو ، وستأتي ترجمته واختلفوا في سماعه من جده ؛ فجزم بأنه سمع منه : ابن المديني ، والبخاري ، والدارقطني ، وأحمد بن سعيد الدارمي ، وأبو بكر بن زياد النيسابوري ، وقال أحمد بن حنبل : أراه سمع منه ؛ وجزم أنه لم يسمع منه : ابن معين ، وقال : إنه وجد كتاب عبد الله بن عمر فحدث منه ، وقال ابن حبان : من قال : إنه سمع من جده فليس ذلك بصحيح قلت : وقد صرح بسماعه من جده أنه سمع من جده في أحاديث قليلة ، فإن كان الجميع صحيحا ، وجدت صورة التدليس انظر طبقات المدلسين ص (34) قلت : وهذا قول مردود الصحيح أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو موصولة مطلقا وليس فيها تدليس والدليل : ما رواه الحاكم في المستدرك (2375) والبيهقي في الكبرى (5/ 274) بسند حسن من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَسْأَلُهُ عَنْ مُحْرِمٍ وَقَعَ بِامْرَأَةٍ، فَأَشَارَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى ذَاكَ، فَسَلْهُ. قَالَ شُعَيْبٌ: فَلَمْ يَعْرِفْهُ الرَّجُلُ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَسَأَلَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: بَطَلَ حَجُّكَ. فَقَالَ الرَّجُلُ فَمَا أَصْنَعُ؟ قَالَ: «أَحْرِمْ مَعَ النَّاسِ، وَاصْنَعْ مَا يَصْنَعُونَ، وَإِذَا أَدْرَكْتَ قَابِلًا، فَحُجَّ وَأَهْدِ» فَرَجَعَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَلْهُ، قَالَ شُعَيْبٌ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَرَجَعَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَنَا مَعَهُ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقَالَ قُولِي مِثْلُ مَا قَالَا  هذا الحديث فيه دليل بأن شعيبا سمع من جده عبد الله بن عمرو ، ومن ابن عباس ، ومن ابن عمرو وفيه الرد على من يقول انه لم يسمع منه وأما التدليس , فمردود إذ لا دليل عليه ومن أثبت سماعه من أبيه لا يذكرون أنه مدلس فلا ينبغي ذكره في المدلسين؛ كما فعل ابن حجر لأن مثل شعيب لا يُتصور فيه أن يأخذ الحديث من أيّ أحد، وهذا ما يُخشى عليه من المدلِس، فهو صدوق ولم يصفه أحد بالتدليس 0
قال الحاكم رحمه الله عن هذا الحديث : «هَذَا حَدِيثُ ثِقَاتٍ رُوَاتُهُ حُفَّاظٌ، وَهُوَ كَالْآخِذِ بِالْيَدِ فِي صِحَّةِ سَمَاعِ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ووافقه الذهبى والألباني انظر إرواء الغليل (4/ 234)
 وقال البيهقى: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ سَمَاعِ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو اهـ وقال العلائي في جامع التحصيل ص (196) : والأصح أنه سمع من جده عبد الله بن عمرو ومن بن عمر وابن عباس رضي الله عنهم اهـ وقال أحمد شاكر في سنن الترمذي (2/142) : وهذا صحيح صريح في سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو ، وأنه كان جالسه ، ويجالس الصحابة في عصره اهـ
قال النووي في المجموع (1/ 65) فَصْلٌ قَدْ أَكْثَرَ الْمُصَنِّفُ مِنْ الِاحْتِجَاجِ بِرِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَصَّ هُوَ فِي كِتَابِهِ اللُّمَعِ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ هَكَذَا: وَسَبَبُهُ أَنَّهُ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَجَدُّهُ الْأَدْنَى مُحَمَّدٌ تَابِعِيٌّ وَالْأَعْلَى عَبْدُ اللَّهِ صَحَابِيٌّ فَإِنْ أَرَادَ بِجَدِّهِ الْأَدْنَى وَهُوَ مُحَمَّدٌ فَهُوَ مُرْسَلٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ وَإِنْ أَرَادَ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ مُتَّصِلًا وَاحْتُجَّ بِهِ فَإِذَا أَطْلَقَ وَلَمْ يُبَيِّنْ احْتَمَلَ الْأَمْرَيْنِ فَلَا يُحْتَجُّ بِهِ وَعَمْرٌو وَشُعَيْبٌ وَمُحَمَّدٌ ثِقَاتٌ وَثَبَتَ سَمَاعُ شُعَيْبٍ مِنْ مُحَمَّدٍ وَمَنْ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ الَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ وَالْجَمَاهِيرُ: وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ بِكَسْرِ الْحَاءِ أَنَّ شعيبا لم يلق عبد الله وأبطل الدارقطني وَغَيْرُهُ ذَلِكَ وَأَثْبَتُوا سَمَاعَ شُعَيْبٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَبَيَّنُوهُ * فَإِذَا عُرِفَ هَذَا فَقَدْ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الِاحْتِجَاجِ بِرِوَايَتِهِ هَكَذَا فَمَنَعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ كَمَا مَنَعَهُ الْمُصَنِّفُ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا: وَذَهَبَ أَكْثَرُ الْمُحَدِّثِينَ إلَى صِحَّةِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ وَهُوَ الصَّحِيحُ الْمُخْتَارُ رَوَى الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ الْمِصْرِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ أَيُحْتَجُّ بِهِ فَقَالَ رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَعَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيَّ وَالْحُمَيْدِيَّ وَإِسْحَاقَ بْنَ رَاهْوَيْهِ يَحْتَجُّونَ بِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَا تَرَكَهُ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَذَكَرَ غَيْرُ عَبْدِ الْغَنِيِّ هَذِهِ الْحِكَايَةَ * ثم قال قال البخاري من الناس بعد هم:
وَحَكَى الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ كَأَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَهَذَا التَّشْبِيهُ نِهَايَةُ الْجَلَالَةِ مِنْ مِثْلِ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَاخْتَارَ الْمُصَنِّفُ فِي اللُّمَعِ طَرِيقَةَ أَصْحَابِنَا فِي مَنْعِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ وَتَرَجَّحَ عِنْدَهُ فِي حَالِ تَصْنِيفِ الْمُهَذَّبِ جَوَازُ الِاحْتِجَاجِ به كما قاله الْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْأَكْثَرُونَ وَهُمْ أَهْلُ هَذَا الْفَنِّ وَعَنْهُمْ يُؤْخَذُ وَيَكْفِي فِيهِ مَا ذَكَرْنَاهُ عَنْ إمَامِ الْمُحَدِّثِينَ الْبُخَارِيِّ وَدَلِيلُهُ أَنَّ ظَاهِرَهُ الْجَدُّ الْأَشْهَرُ الْمَعْرُوفُ بِالرِّوَايَةِ وَهُوَ عَبْدُ الله اهـ وقال البخاري كما في سنن الترمذي (2/ 322)  «وَقَدْ سَمِعَ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو » اهـ وقال الترمذي في سننه (3/23) : وَشُعَيْبٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو اهـ وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/173) الرَّجُلُ لاَ يَعْنِي بِجَدِّهِ إِلاَّ جَدَّهُ الأَعْلَى عَبْدَ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَقَدْ جَاءَ كَذَلِكَ مُصَرَّحاً بِهِ فِي غَيْرِ حَدِيْثٍ، يَقُوْلُ: عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، فَهَذَا لَيْسَ بِمُرْسَلٍ.
وَقَدْ ثَبَتَ سَمَاعُ شُعَيْبٍ وَالِدِهِ مِنْ: جَدِّهِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو.
وَمِنْ: مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِم.
وَمَا عَلِمْنَا بِشُعَيْبٍ بَأْساً، رُبِّيَ يَتِيْماً فِي حَجْرِ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَسَافَرَ مَعَهُ، وَلَعَلَّهُ وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَلِيٍّ، أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ اهـ وقال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (18/8)وَأَمَّا أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ فَيَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إذَا صَحَّ النَّقْلُ إلَيْهِ مِثْلَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَة وَنَحْوِهِمَا وَمِثْلَ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْه وَغَيْرِهِمْ قَالُوا: الْجَدُّ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ اهـ قلت : ولم يقل أحد منهم أنه مدلس وقال في التقريب (2806) : صدوق ثبت سماعه من جده من الثالثة ر 4 اهـ أطلق دون وصفه بالتدليس وقال الألباني رحمه الله في الصحيحة (2/67) : وهذا إسناد حسن على ما تقرر عند العلماء من الاحتجاج بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كأحمد والحميدي والبخاري والترمذي وغيرهم اهـ قلت : فهو ليس بمدلس أخطأ ابن حجر في جعله أياه في المدلسين 0
(22) شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنُ الْوَرْدِ أَبُو بِسْطَامٍ الأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ مَوْلاهُمُ الْوَاسِطِيُّ قال أبو الفرج المعافي النَّهْرَوَانِيُّ : كَانَ شعبةُ يُنكر التَّدْلِيس، وَيَقُولُ فِيهِ مَا يتَجَاوَز الْحَد مَعَ كَثْرَة رِوَايَته عَنِ المدلِّسين، وشاهدت من كَانَ مدلِّسًا من أعْلام أَهْل الْعلم الْمُحدثين كالأعمشِ وسُفْيَان الثَّوْرِي وسُفْيَان بْن عُيَيْنة وهُشَيْم بْن بَشِير وَغَيْرُهُمْ ، والمدلِّس من هَؤُلاءِ لَيْسَ بِكَذَّابٍ فِي رِوَايَته، وَلا مَجْرُوح فِي عَدَالَته، وَلا مغموصٍ فِي أَمَانَته، وأعلام الْفُقَهَاء يحتجون فِي الدّين بنقله، وَكَانَ الشّافعيّ لَا يرى مَا يرويهِ المدلِّسُ حُجَّة، إِلا أَن يَقُولُ فِي رِوَايَته: حَدَّثَنَا أَوْ أَخْبَرَنَا أَوْ سَمِعْتُ، وَقَدْ وَجَدْنَاهُ لشعبة مَعَ سوء قَوْله فِي التَّدْلِيس فِي عدَّة أَحَادِيث رَوَاهَا، وجمعنا ذَلِكَ فِي مَوضِع هُوَ أوْلَى بِهِ انظر الجليس الصالح ص (393) قال ابن حجر في النكت (2/629) : وما زلت متعجبا من هذه الحكاية شديد التلفت إلى الوقوف على ذلك ولا أزداد إلا استغرابا لها واستبعادا إلى أن رأيت في "فوائد أبي عمرو بن أبي عبيد الله بن مندة" وذلك فيما قرأت على أم الحسن بنت المنجا، عن عيسى بن عبد الحمن بن مغالى ، قال: قرئ على كريمة بنت عبد الوهاب ونحن نسمع عن أبي الخير الباغيان أنا أبو عمر بن أبي عبيد الله بن مندة ثنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب إملاء حدثنا أبو عبد الله أحمد بن موسى بن إسحاق ثنا أحمد بن محمد بن الأصفر ثنا النفيلي ثنا مسكين بن بكير ثنا شعبة قال: سألت عمرو بن دينار عن رفع الأيدي عند رؤية البيت فقال: قال أبو قزعة حدثني مهاجر المكي  أنه سأل جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أكنتم ترفعون أيديكم عند رؤية البيت؟ فقال: "قد كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهل فعلنا ذلك؟ "قال الأصفر: ألقيته على أحمد بن حنبل فاستعادني، فأعدته عليه فقال: ما كنت أظن أن شعبة يدلس حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي قزعة بأربعة أحاديث هذا أحدها يعني ليس فيه عمرو بن دينار قلت: هذا الذي قاله أحمد على سبيل الظن وإلا فلا يلزم من مجرد هذا أن يكون شعبة دلس في هذا الحديث، لجواز أن يكون سمعه من أبي قزعة بعد أن حدثه عمرو عنه، ثم وجدته في السنن لأبي داود عن يحيى بن معين عن غندر عن شعبة قال: سمعت أبا قزعة2..فذكره فثبت أنه ما دلسه والظاهر: الذي زعم المعافى أنه جمعه كله من هذا القبيل وإلا فشعبة من أشد الناس تنفيرا عنه وأما كونه: كان يروي عن المدلسين، فالمعروف عنه أنه كان لا يحمل عن شيوخه المعروفين بالتدليس إلا ما سمعوه فقد روينا من طريق يحيى القطان عنه أنه كان يقول: "كنت أنظر إلى فم قتادة، فإذا قال: سمعت وحدثنا حفظته وإذا قال: عن فلأن تركته، وروينا في المعرفة للبيهقي وفيها عن شعبة أنه قال: "كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبو إسحاق وقتادة".وهي قاعدة حسنة تقبل أحاديث هؤلاء إذا كان عن شعبة ولو عنعنوها اهـ وقال في طبقات المدلسين ص (58) : وكيف يظن بشعبة التدليس وهو القائل لإن آخر من السماء أحب إلي من أن أقول عن فلان ولم أسمعه منه وهو القائل لإن أزني أحب إلى من أن أدلس اهـ قال أبو زرعة : شُعْبَةُ لاَ يُدَلِّسُ وَلاَ يُرْسِلُ انظر السير (13/79) وقال العلائي في جامع التحصيل ص (196) : وهو بريء من التدليس بالكلية وكان يشدد فيه كما تقدم اهـ
قال ابن حجر في التقريب (2790) : ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول هو أمير المؤمنين في الحديث وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة وكان عابدا من السابعة مات سنة ستين ع اهـ
(23) الضَّحَّاكُ بنُ مُزَاحِمٍ * الهِلاَلِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيْلَ: أَبُو القَاسِمِ، صَاحِبُ (التَّفْسِيْرِ) قال الذهبي في السير (4/599) : وَقِيْلَ: كَانَ يُدَلِّسُ اهـ قلت : المعروف عنه كثرة الإرسال كما قال ابن حجر في التقريب (2978) : صدوق كثير الإرسال من الخامسة مات بعد المائة 4 اهـ والذهبي يتوسع في حد التدليس فهو عنده يشمل الإرسال
(24) المُطَّلِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ * بنِ حَنْطَبٍ بنُ الحَارِثِ بنِ عُبَيْدٍ المَخْزُوْمِيُّ القُرَشِيُّ  قال ابن حجر في التقريب (6710) : صدوق كثير التدليس والإرسال من الرابعة ر 4 اهـ قال الألباني في الضعيفة (13/805) : قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد،قلت: ووافقه الذهبي، وخفي عليه علة إسناده - فقالا ما تقدم -، وهي عنعنة المطلب بن عبد الله، فإنه كثير التدليس والإرسال - كما في "التقريب " -، وهو ممن فات الحافظ إيراده في رسالته الخاصة بـ "المدلسين"، وقد وصفه بالتدليس شيخه الهيثمي في "مجمعه" (3/100) - كما نبه على ذلك الأخ القريوتي في "ملحقه" الذي ذيل به على رسالة الحافظ (66/171/19) ، جزاه الله خيراً -. ومن الغرائب أن عامة الرسائل المؤلفة في المدلسين، سواء ما كان منها للمتقدمين كالذهبي في "أرجوزته"، أو الشيخ حماد الأنصاري المسماة بـ "إتحاف ذوي الرسوخ بمن رمي بالتدليس من الشيوخ"، كلهم قد فاتهم ذكره، مع أن ترجمته المبسطة في "التهذيب " تقتضي حشره فيهم، كقول ابن سعد في "الطبقات" (ص 116 - القسم المتمم) :"وكان كثير الحديث، وليس يحتج بحديثه، لأنه يرسل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيراً،
وليس له لقي،وعامة أصحابه يدلسون"!وكذلك قول ابن أبي حاتم في "كتاب المراسيل" (ص 128) :"سمعت أبي وذكر المطلب بن عبد الله بن حنطب فقال:عامة روايته مرسل، وروي عن عبادة مرسلاً، لم يدركه، وعن أبي هريرة مرسل، روى عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ وابن عمر، لا ندري أنه سمع منهما أم لا؟ لا يذكر الخبر ... ".ونقل الذهبي في "الميزان" عنه الجملة الأولى فقال:"قال أبو حاتم: عامة حديثه مراسيل".
اهـ قلت : كما سبق أن بعض العلماء يقصدون بالتدليس التدليس العام فيشمل الإرسال عمن عاصره ولم يسمعه والرواية عمن سمعه فتدليس المطلب المراد به الرواية عمن لم يسمع منه فهو من قبيل المرسل كما نقل الألباني عن أبي حاتم فلا ينظر فيه إلى العنعنة ولا التحديث بل ينظر فيه إلى كتب المراسيل فمن ثبت عدم سماعه منه فهو منقطع وإلا فمتصل وكان بعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين وصحح له أحاديث بالعنعنة ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والذهبي فأخطأ ابن حجر في وصف أياه بكثرة التدليس وكذلك العلامة الألباني وهو ثقه وثقه أبو زرعة ويعقوب بن سفيان والدارقطني وابن حبان انظر تهذيب الكمال (28/81) قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (6710) : بل : ثقة ، وروايته عن الصحابة منقطعة مرسلة إلا سهل بن سعد ، وأنسا ، وسلمة بن الأكوع ، ومن كان قريبا منهم ، ولم يتهمه أحد بالتدليس ، لكن يظهر أنهم يريدون بالتدليس : الإرسال اهـ
(25) طَاوُوْسُ بنُ كَيْسَانَ أَبُو عبد الرَّحْمَن الْيَمَانِيّ
جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : ذكره الكرابيسي في المدلسين ، وقال : أخذ كثيرا من علم بن عباس رضي الله تعالى عنهما ، ثم كان بعد ذلك يرسل عن بن عباس ، وروى عن عائشة ، فقال بن معين : لا أراه سمع منها ، وقال أبو داود : لا أعلمه سمع منها انظر طبقات المدلسين (1/ 21) قال العلائي في جامع التحصيل  (1/ 107) : ذكره حسين الكرابيسي في أثناء كلام له أنه أخذ من عكرمة كثيرا من علم ابن عباس وكان يرسله بعد ذلك عنه وهذا يقتضي أن يكون مدلسا ولم أر أحدا وصفه بذلك اهـ وقال ابن حجر في التقريب (3009) : ثقة فقيه فاضل من الثالثة مات سنة ست ومائة وقيل بعد ذلك ع اهـ أطلق دون ذكر التدليس
(26) عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ أَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ
جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : التابعي الشهير ، مشهور بكنيته ، وصفه بذلك : الذهبي والعلائي انظر طبقات المدلسين (1/ 21) قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 426) : ثقة في نفسه، إلا أنه يدلس عمن لحقهم / وعمن لم يلحقهم وكان له صحف يحدث منها ويدلس اهـ  قال أبو حاتم الرازي : لا يعرف له تدليس انظر الجرح والتعديل (5/ 58) قلت : الصحيح أنه ليس بمدلس كما قال أبو حاتم بل هو يرسل قال ابن حجر في التقريب (3333) : ثقة فاضل كثير الإرسال قال العجلي فيه نصب يسير من الثالثة مات بالشام هاربا من القضاء سنة أربع ومائة وقيل بعدها ع اهـ
(27) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ الطَّائِفِيُّ، ثُمَّ الْمَكِّيُّ،
ذكره ابن حجر في المرتبة الأولى كما في طبقات المدلسين (1/ 22) فقال : نزيل مكة ، من صغار التابعين ، قضيته في التدليس مشهورة ، رواها شعبة عن أبي إسحاق السبيعي اهـ وفي النكت (2/ 639) ذكره في المرتبة الثانية وهم من أكثر الأئمة من إخراج حديثه إما لإمامته أو لكونه قليل التدليس في جنب ما روى من الحديث الكثير أو أنه كان لا يدلس إلا عن ثقة اهـ وقال أبو زرعة ابن العراقي (1/ 63) : قال شعبة سألت أبا إسحاق عن عبد الله بن عطاء الذي روى عن عقبة بن عطاء فسألته أسمعه عن عقبة؟ قال: لا حدثنيه سعد بن إبراهيم فلقيت سعد فقال حدثنيه زياد بن مخراق فلقيت زياد فقال: حدثني رجل عن شهر بن حوشب فقلت: فهذا يدل على أن عبد الله بن عطاء كان مدلسا اهـ قال ابن حجر في التقريب (3479) : صدوق يخطىء ويدلس من السادسة م 4 اهـ قال شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (3479) : لو قال : صدوق وسكت لكان أحسن وأصوب ، إذ لم نقف على خطئه أو تدليسه اهـ اهـ قلت : بل هو ثقة قال الترمذي ثقة عند أهل الحديث وقال النسائي ضعيف وقال في موضع آخر ليس بالقوي وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه ابن معين انظر تهذيب التهذيب (5/ 322) وقال الدارقطني : ليس به بأس اهـ وذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات وذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات انظر إكمال تهذيب الكمال (8/71) وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (3/ 681) : وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّه اهـ وانظر التدليس في الحديث (208)
(28) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَزِيْدَ بنِ تَمِيْمٍ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ
قال ابن حبان في المجروحين (594): وهو الَّذِي يُدَلس عَن الْوَلِيد بن مُسلم يَقُول قَالَ أَبُو عَمْرو وَحدثنَا أَبُو عَمْرو عَن الزُّهْرِيّ يُوهم أَنه الْأَوْزَاعِيّ وَإِنَّمَا هُوَ بن تَمِيم اهـ قال الدكتور مسفر في التدليس (429) : قلت : لم يذكره أحد بالتدليس ، وكلام ابن حبان المتقدم هو في الوليد بن مسلم وليس في عبد الرحمن ، فالوليد معدود في تلاميذه حيث يروى عنه ، لكن لضعف عبد الرحمن هذا يكنيه الوليد حتى لا يعرف ويقول : حدثنا أبو عمرو ، يوهم أنه الأوزاعي وصحة العبارة : وهو الذي يدلس عنه الوليد بن مسلم ، أو يدلسه الوليد ، وإذن فلا يثبت عليه التدليس اهـ وقال ابن حجر في التقريب (4040) : ضعيف ما له في النسائي سوى حديث واحد من السابعة س ق اهـ
(29) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود الْهُذلِيّ الْكُوفِي جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة ولم يصب فقال : ثقة قال ابن معين : لم يسمع من أبيه ، وقال ابن المديني : لقي أباه وسمع منه حديثين : حديث الضب ، وحديث تأخير الصلاة ، وقال العجلي : يقال : إنه لم يسمع من أبيه إلا حرفا واحدا : محرم الحلال ، كمستحل الحرام وذكر البخاري في التاريخ الأوسط من طريق ابن خثيم ، عن القاسم ابن عبد الرحمن ، عن أبيه ، أني مع أبني فذكر الحديث في تأخير الوليد الصلاة". قال البخاري : "سمعته يقول: "لم يسمع من أبيه" وحديث ابن خثيم أولى عندي" وقال أحمد : كان له عند موت أبيه ست سنين : والثوري وشريك يقولان : سمع ، وإسرائيل يقول في حديث الضب عنه : سمعت وأخرج البخاري في التاريخ الصغير طريق القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، لما حضرت عبد الله الوفاة ، قلت له أوصني ، قال : أبك من خطيتك وسنده لا بأس به قلت : فعلى هذا يكون الذي صرح فيه بالسماع من أبيه أربعة ؛ أحدها موقوف وحديثه عنه كثير ، ففي السنن خمسة عشر ، وفي المسند زيادة على ذلك سبعة أحاديث ، معظمها بالعنعنة ، وهذا هو التدليس والله أعلم انظر طبقات المدلسين ص (40) قلت : بل سمع منه مطلقا وسماع عبد الرحمن من أبيه أثبته سفيان الثوري وشريك بن عبد الله, وابن معين والبخاري وأبو حاتم كما في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (6/ 215 - 216) ولم يذكروه بالتدليس وقال النووي في تهذيب الأسماء (1/290) : قال 0 الأكثرون: سمع أباه اهـ قال ابن حجر رَوَى البخاري في "التاريخ الصغير بإسناد لا بأس به،- وأقره الألباني وشعيب الأرنؤوط - عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: لما حضر عبد الله الوفاةُ قال له ابنه عبد الرحمن: يا أبت أوصني، قال: ابك من خطيئتك انظر تهذيب التهذيب [6/216] قال الألباني في الصحيحة [1/385] : فلا عبرة بعد ذلك بقول من نفى سماعه منه، لأنه لا حجة لديه على ذلك إلا عدم العلم بالسماع، ومن علم حجة على من يعلم اهـ وانظر كتابي تخريج الأحاديث المرفوعة (147) وقال الشيخ خالد الحايك قلت: ما كان ينبغي ذكره في المدلسين؛ لأن مثل عبدالرحمن لا يُتصور فيه أن يأخذ الحديث من أيّ أحد، وهذا ما يُخشى عليه من المدلِس، فهو ثقة، وإذا نسب الحديث إلى أبيه، فلا يضره أن يذكر من حدّثه عن أبيه؛ لأن من أخذ عنهم ثقات والحمد لله أولاً وآخراً اهـ وقال عنه ابن حجر في التقريب (3924) : ثقة من صغار الثانية مات سنة تسع وسبعين وقد سمع من أبيه لكن شيئا يسيرا ع اهـ
(30) عَبْد الْعَزِيزِ بْن جُرَيْجٍ المَكِّيُّ ، مولي قريش ( والد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ) قال ابن حبان في مشاهير علماء الامصار ص (230) : ليس له عن صحابي سماع وكل ما روى عن عائشة مدلس لم يسمع منها شئ اهـ قلت : التدليس عند ابن حبان وغيره عام يشمل الإرسال عمن عاصر ولم يسمعه والرواية عمن سمعه فهو كثيرا ما يستخدم هذه العبارة في كتابه هذا وسيأتي مزيدا من التفصيل بذلك إن شاء الله تعالى قال ابن حجر في التقريب (4087) : ليّن قال العجلي لم يسمع من عائشة وأخطأ خصيف فصرح بسماعه من الرابعة 4 اهـ قال الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود (5/ 167) : وهذا إسناد ضعيف عبد العزيز بن جريج مجهول، كما قال
الدارقطني اهـ
(31) عُثْمَانُ بنُ عَاصِمِ بنِ حَصِيْنٍ الأَسَدِيُّ أَبُو حَصِيْنٍ
قال ابن حجر في التقريب (4484) : ثقة ثبت سني وربما دلس من الرابعة مات سنة سبع وعشرين ويقال بعدها وكان يقول إن عاصم ابن بهدلة أكبر منه بسنة واحدة ع اهـ قال شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (4484) : قوله : ربما دلس ليس فيها سلف ، وكأنه استخلصها من ذكر ابن حبان له في طبقة أتباع التابعين ، وقوله في تهذيب التهذيب : فروايته عن الصحابة عند ابن حبان مرسلة ، وهو الذي يظهر لي قال ذلك مع أن ابن حبان لم يُشعر إلى مثل هذا ، ولم نقف على أي قول للمتقدمين ينفي روايته عن الصحابة إلا قول ابن معين : إنه لم يلق ابن عباس ، فلا يصح أن تُنفىَ ملاقاته للصحابة ، لكون ابن حبان وحده ذكره في طبقة أتباع التابعين ، وقد ذكره المزي عددا من الصحابة الذين روى عنهم بما فيهم ابن عباس ، فلم يشر إلى أن روايته عنهم مرسلة ، فلعل هذا من قعقعة ابن حبان اهـ
(32) عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَبُو الْيَقْظَانِ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى
قال ابن حجر في التقريب (4507) ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع من السادسة مات في حدود الخمسين ومائة د ت ق اهـ قلت : لم أر من وصفه بالتدليس سوى ابن حجر قال الذهبي في السير (3/926) : وَهُوَ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ اهـ
(33) عَطاء بن يَعقُوب الْكَيْخَارَانِيّ.
قال ابن حبان في المشاهير ص (305) : (روايته عن الصحابة كلها مدلسة اهـ أي يرسل وثقه ابن حجر في التقريب
(34) عَطَاءُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيُّ 0
قال ابن حبان في الثقات (13603) : وَعَطَاء لم ير أحدا من الصَّحَابَة رِوَايَته عَنْهُم كلهَا مدلسة اهـ قال الذهبي : قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، لَكِنْ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ -يَعْنِي: أَنَّهُ يُدَلِّسُ- انظر السير (6/140) قلت : المراد أنه يرسل عنهم وكما سبق أن التدليس عند ابن حبان والذهبي وغيرهما عام يشمل الإرسال
وقال ابن حجر في التقريب (4600):صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس من الخامسة مات سنة خمس وثلاثين لم يصح أن البخاري أخرج له م 4 اهـ قلت : بل هو حسن الحديث وثقه ابن معين وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم ، عَن أبيه: ثقة صدوق. قلت: يحتج به؟ قال: نعم وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس انظر تهذيب الكمال (20/109) وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، لَكِنْ لَمْ يَلْقَ ابْن عَبَّاسٍ -يَعْنِي: أَنَّهُ يُدَلِّسُ- وَقَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ، مَعْرُوْفٌ بِالفَتْوَى وَالجِهَادِ وذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي (الضُّعَفَاءِ) ، وَالعُقَيْلِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ.
انظر السير (6/140) فحديثه أقل أحواله أنه حسن يحتج به؛ سواء صرح بالتحديث أوعنعن حتى يتبين أنه دلس قال شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (4600) : وعطاء ثقة 00 فروايته عن جميع الصحابة مرسلة ( منقطعة) إذ لم يسمع من أحد منهم أما تدليسه فلم يذكره أحد ، لكن روايته عن بعض الصحابة ، كأنها عُدت من التدليس ، وليس منه كما هو مبين في كتب المصطلح والله أعلم اهـ قال الدكتور مسفر في التدليس (278) : -قلت : كذا قال الحافظ يدلس ولم أجد في ترجمته ما يدل على تدليسه ، أما إرساله فكثير ، قال الدارقطني : ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ ،إلا أنه لَمْ يَلْقَ ابْن عَبَّاسٍ وقال أبو داود : لم يدرك ابن عباس ولم يره روى ابن عدي – في الكامل [7/ 69] - أن القاسم قال لسعيد بن المسيب : إِنَّ عَطَاءَ الْخُرَاسَانِيَّ، حَدَّثني عَنْكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ الَّذِي وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي رَمَضَانَ بِكَفَّارَةِ الظِّهَارِ فَقَالَ كذبن مَا حَدَّثْتَهُ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لَهُ تَصَّدَقْ تَصَدَّقْ.
 هذا ما وجدته في ترجمته مما يمكن اعتباره تدليسا ، أما روايته عن ابن عباس فقد ذكر أحمد أنه ولد سنة خمسين ، وهذا يجعلنا نقول : إنه أدركه ، وحينئذ فروايته عند الأكثر مرسلة ، وبعضهم يعتبرها مدلسة ، والحافظ في هذا مع الأكثرية كما قدمنا عنه حيث يشترط اللقاء والسماع أو الرؤية على أقل تقدير ، ثم إن الحافظ وصفه بالتدليس هنا ولم يذكره في تعريف أهل التقديس وعلى هذا فهو في نظري من المرتبة الأولى أو الثانية حيث لم يثبت عنه التدليس ، أو هو نادر عنه اهـ
(35) عُقبة بْن عَبد اللهِ، الأَصَمّ، الرفاعي البَصرِيُّ
قال ابن حجر في التقريب (4642):ضعيف وربما دلس ووهم من فرق بين الأصم والرفاعي كابن حبان من السابعة ت اهـ قال شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (4642) : قوله : ربما دلس لم نجد له فيه سلفا ، ولا ذكره كبير أحد اهـ
(36) عَلِيّ بْن عُمَر بْن أحْمَد بْن مهدي بْن مَسْعُود بْن النُّعمان بْن دينار بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن البغدادي الدَّارَقُطْنيّ، [المتوفى: 385 هـ] انظر تاريخ الإسلام (8/ 576)
 جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : الحافظ المشهور ، قال أبو الفضل بن طاهر : كان له مذهب خفي في التدليس ، يقول : قرئ على أبي القاسم البغوي ، حدثكم فلان ، فيوهم أنه سمع منه ، لكن لا يقول : وأنا أسمع انظر طبقات المدلسين (1/22) قال العلائي رحمه الله في جامع التحصيل ص [113] : فأما تدليس الإجازة والمناولة والوجادة بإطلاق أخبرنا فلم يعده أئمة الفن في هذا الباب كما قيل في رواية أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب ورواية مخرمة بن بكير بن الأشج عن أبيه وصالح بن أبي الأخضر عن الزهري وشبه ذلك بل هو إما محكوم عليه بالانقطاع أو يعد متصلا ومن هذا القبيل ما ذكره محمد بن طاهر المقدسي عن الحافظ أبي الحسن الدارقطني أنه كان يقول فيما لم يسمع من البغوي قرئي على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان ويسوق السند إلى آخره بخلاف ما هو سماعه فإنه يقول فيه قرىء على أبي القاسم وأنا أسمع أو أخبرنا أبو القاسم البغوي قراءة ونحو ذلك فأما أن يكون له من البغوي إجازة شاملة بمروياته كلها فيكون ذلك متصلا له أو لا يكون كذلك فيكون وجادة وهو قد تحقق صحة ذلك عنه على أن التدليس في المتأخرين بعد سنة ثلاثمائة يقل جدا قال الحاكم لا أعرف في المتأخرين من يذكر به إلا أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي والله أعلم اهـ وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (8/ 576) الحافظ المشهور صاحب المصنفات اهـ
(37) عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ الكُوْفِيُّ الطَّنَافِسِيُّ
قال ابن حجر في النكت (2/617) : وفاتهم أيضا فرع آخر وهو تدليس القطع مثاله ما رويناه في "الكامل" لأبي أحمد ابن عدي وغيره عن عمر بن عبيد الطنافسي أنه كان يقول: حدثنا ثم يسكت ينوي القطع، ثم يقول: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها اهـ قلت : لم أر من وصفه بالتدليس سوى ابن حجر فابن حجر أخطأ في جعله في المرتبة الثالثة كما في النكت (2/641) وهم : من أكثروا من التدليس وعرفوا به قلت : لعله يقصد عمر بن علي المقدم  فزل قلمه وكتب عمر بن عبيد فقال في طبقات المدلسين ص (51) : في ترجمة عمر بن علي  فقال : وكان يدلس تدليسا شديدا ، يقول : ثنا ثم يسكت ، ثم يقول : هشام بن عروة أو الاعمش أو غيرهما قلت : وهذا ينبغي أن يسمى تدليس القطع اهـ وقال بعد أن ذكر المدلسين في كتابه النكت (2/650) : وقد أفردتهم بالتصنيف في جزء لطيف- أي طبقات المدلسين - ، بينت فيه أحوالهم بيانا شافيا، ولله الحمد على ذلك اهـ وابن حجر رحمه الله لم يذكره في طبقات المدلسين ولكن ذكر عمر بن علي فهذا دليل على أنه أخطأ في ذلك بدل ما يذكر عمر بن علي وهو صاحب القصة فذكر عمر بن عبيد الذي لم يصفه أحد بالتدليس قال الدكتور مسفر في التدليس في الحديث ص (323) : لم أجد من وصفه بالتدليس قبل الحافظ ابن حجر ، فكيف عُرِف به واشتُهِر ؟ وأخشى أن يكون التبس على الحافظ بآخر من بلدِهِ وطبقتِه كان يصنع ذلك فيقول : ( حدثنا ) ثم يسكت – وينوي القطع – ثم يقول : هشام بن عروة 0000 ) هو : عمر بن علي بن مُقدَّم الكوفي ، فهو الذي ذكرت عنه تلك القصة ، حيث لم أجدها في ترجمة الطَّنافِسي ، ولم يصفه أحد قبل ابن حجر ، والله أعلم بالصواب اهـ قال في التقريب (4945) : صدوق من الثامنة مات سنة خمس وثمانين وقيل بعدها ع اهـ قلت : بل هو ثقة وثقه ابن سعد وأحمد والدارقطني وغيرهم ، من رجال الشيخين انظر تهذيب التهذيب (7/481)
(38) عَمْرُو بنُ شُعَيْبِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ
جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : تابعي صغير مشهور ، مختلف فيه ، والاكثر على أنه صدوق في نفسه ، وحديثه عن غير أبيه عن جده قوي قال ابن معين : إذا حدث عن أبيه عن جده فهو كتاب ، ومن هنا جاء ضعفه إذا حدث عن سعيد بن المسيب ، وسليمان بن يسار ، وعروة ، فهو ثقة وقال أبو زرعة : روى عنه الثقات ، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده ، وقالوا : إنما سمع أحاديث يسيرة ، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها ، وعامة المناكير في حديثه من رواية الضعفاء عنه ، وهو ثقة في نفسه ، إنما تكلم فيه بسبب كتاب كان عنده وقال بن أبي خيثمة : سمعت هارون بن معروف يقول : لم يسمع عمرو من أبيه شيئا ، إنما وجده في كتاب أبيه وقال بن عدي : روى عنه أئمة الناس وثقاتهم وجماعة من الضعفاء ، إلا أن أحاديثه عن أبيه عن جده مع احتمالهم إياه لم يدخلوها في صحاح ما خرجوا ، وقال : هي صحيفة قلت : فعلى مقتضى قول هؤلاء يكون تدليسا ؛ لأنه ثبت سماعه من أبيه وقد حدث عنه بشئ كثير مما لم يسمعه منه مما أخذه عن الصحيفة بصيغة عن ، وهذا أحد صور التدليس والله أعلم انظر طبقات المدلسين (1/35) انظر الرد على ذلك في ترجمة شُعَيْبُ بن مُحَمَّد أخطأ ابن حجر في جعله إياه في المدلسين قال ابن حجر في التقريب : صدوق من الخامسة مات سنة ثماني عشرة ومائة ر 4 اهـ
(39) عِكْرمة بن خالد بن العاص بْن هشام بْن المُغِيرَة بْن عَبْد اللَّه المخزوميُّ الْمَكِّيّ، أَبُو خَالِد المقرئ جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : تابعي مشهور وصفه بذلك الذهبي في أرجوزته والعلائي في المراسيل انظر طبقات المدلسين (1/35) وذكره ابن العراقي في المدلسين قال ابن حجر في التقريب (4668) : ثقة من الثالثة مات بعد عطاء خ م د ت س اهـ قلت : بل بعض أحاديثه منقطعة وليس بمدلس قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (4668) : ذكر أحمد في العلل أنه لم يسمع من عبد الله بن عباس شيئا ، وذكر في موضع آخر أنه لم يسمع من عمر ، وذكر أبو زرعة أنه لم يسمع من عثمان ، فروايته عن هؤلاء منقطعة اهـ
(40) مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ ابنِ إِبْرَاهِيْمَ ابْنِ المُغِيْرَةِ بنِ بَرْدِزْبَه، وَقِيْلَ: بَذْدُزْبَه ، وَهِيَ لَفْظَةٌ بخَارِيَّةٌ، معنَاهَا الزرَّاعُ انظر السير (12/ 391)
قال ابن حجر : الإمام وصفه بذلك : أبو عبد الله بن مندة في كلام له ، فقال : فيه اخرج البخاري قال فلان وقال لنا فلان ، وهو تدليس ولم يوافق بن مندة على ذلك والذي يظهر : أنه يقول فيما لم يسمع : وفيما سمع لكن لا يكون على شرطه أو موقوفا قال لي أو قال لنا ، وقد عرفت ذلك بالاستقراء من صنيعه انظر طبقات المدلسين (1/24) وقال في النكت (2/ 602) : وأما قول ابن مندة: "أخرج البخاري قال: وهو تدليس، فإنما يعني به أن حكم ذلك عنده هو حكم التدليس ولا يلزم أن يكون كذلك حكمه عند البخاري اهـ قال ابن الملقن في المقنع (1/ 296) : خَالف ابْن مَنْدَه فِي جُزْء لَهُ ؛ فَقَالَ : إِن البُخَارِيّ حيث قَالَ : قَالَ فلَان ؛ فَهُوَ تَدْلِيس ، وَهُوَ بعيد اهـ وقال العراقي في شرح التبصرة (1/ 390) : وخالف أبو عبدِ الله بنُ مَنْدَه في ذلك، فقالَ فيما رويناهُ في جزءٍ له: أَنَّ البخارِيَّ حيثُ قال: قالَ لي فلانٌ، فهو إجازةٌ، وحيثُ قال: قالَ فلانٌ، فهو تدليسٌ، ولم يقبلِ العلماءُ كلامَهُ هذا، وسيأتي كلامُ ابنِ حمْدَانَ بما يخالفُ هذا في كيفيةِ الروايةِ بالمناولةِ والإجازةِ، حيث ذكرَهُ ابنُ الصلاحِ. ولما ذكرَ أبو الحسنِ بنُ القطانِ تدليسَ الشيوخِ؛ قال: وأَما البخاريُّ فذلك عنه باطلٌ اهـ ومن الأدلة على بطلان كلام ابن منده هذا في الإمام البخاري أنه قد ضم معه الإمام مسلما في ذلك ولم يقل مسلم في صحيحه بعد المقدمة عن أحد من شيوخه " قال فلان " وإنما روى عنهم بالتصريح فهذا يدلك قطعا على توهين كلام ابن منده بل على بطلانه انظر التدليس والمدلسون وقال أبو زرعة بن العراقي في المدلسين (1/ 83) : وما علمنا لابن مندة موافقاً على ذلك، ولم ينسب أحد البخاري إلى شئ من التدليس اهـ قال محمد بن أبي حاتم : سئل محمد بن إسماعيل عن خبر حديث، فقال: يا أبا فلان، تراني أدلس؟ تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر، وتركت مثله أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر انظر تاريخ بغداد (2/ 25) وقال في التقريب (5727) : جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث من الحادية عشرة مات سنة ست وخمسين في شوال وله اثنتان وستون سنة ت س اهـ
(41) محمد بْنُ يوسف بْن موسى بْن يوسف بْن مُسْدِي، الحافظ أبو بكر الأندلسيّ، الغَرْناطيّ الأزْديّ المُهلّبيّ. [المتوفى: 663 هـ]
 قال الذهبي : وقد تكلم فيه فكان يدلس الإجازة انظر تاريخ الإسلام (15/ 91) وجعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : الحافظ الاندلسي ، نزيل مكة في المائة السابعة ؛ وكان يدلس الإجازة ، وله معجم مشهور ، مات بمكة سنة ثلاث وستين وستمائة انظر طبقات المدلسين (1/ 25) قال منصور بن سليم الهمدانى : كان حافظا متقنا. وقال الشريف أبو القاسم الحسينى : كان فاضلا حسن المعرفة بالصناعة الحديثية. وقال القطب الحلبى : كان يميل إلى الاجتهاد، ويؤثر الحديث انظر العقد الثمين (2/ 434) وقال الذهبي : له أوهام، وفيه تشيع ورأيت جماعة يضعفونه انظر ميزان الاعتدال (4/ 73) وقال ابن حجر في اللسان (5/ 438) : قال ابن حبان أخبرني أبو علي بن أبي الأحوص أن بعض شيوخه من الأندلس عمل أربعين حديثا فأخذها بن مسدي فركب لها أسانيد وادعاها قلت: ليس هذا بقادح في صدقة وإنما يعاب بأنه أوهم في أنه خرجها وتعب في تخريجها ولو كان ادعى السماع منها لما لم يسمع لكان كذابا وحشاه من ذلك اهـ قال الدكتور في التدليس في الحديث ص (229) : قلت : كلام ابن أبي الأحوص يقتضي أنه سرقها وركب لها أسانيد من عنده ، بينما كلام الحافظ يقتضي أنه أوهم تخريجها ، وبين القولين فرق في نظري ، وقد جعله الحافظ ابن حجر في المرتبة الأولى ، وفي النفس من ذلك شيء اهـ قلت : هو حسن الحديث
(42) مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى بنِ عُبَيْدٍ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ المَرْزُبَانِيُّ البَغْدَادِيُّ، الكَاتِبُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : الكاتب الاخباري كان يُطلق التحديث والأخبار في الإجازة ولا يبين ، ذكر ذلك الخطيب وغيره انظر طبقات المدلسين (1/ 25) قَالَ الخَطِيْبُ: لَيْسَ حَالُهُ عِنْدنَا الكَذِبَ، وَأَكثرُ مَا عِيْبَ عَلَيْهِ مَذْهَبُهُ وَتدليسُهُ للإِجَازَةِ وَقَالَ العَتِيْقِيُّ: كَانَ مُعتَزِليّاً، ثِقَةً، مَاتَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً انظر السير (16/ 448) وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (8/ 563) : وكان إخباريا راوية للآداب، صنّف فِي أخبار الشعراء وفي الغَزَل، غير أن أكثر كتبه لم تكن مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أَخْبَرَنَا، ولا يبين اهـ وقد سبق الكلام في ذلك عن ترجمة أبي نعيم
(43) محمد بن مهدي بن يزيد الإخميمي قال ابن عدي (7/ 155) : في ترجمة قاسم بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ قال : روى، عَن عَمِّه مُحَمد بن مهدي عن يزيد بن يُونُس بن يزيد، عن أبيه، عنِ الزُّهْريّ نسخة طويلة ويزيد هذا حدث عنه بن وهب شيئا يسيرا ويقال عمه لم ير يزيد ولم يلحقه. قال الألباني في ظلال الجنة (2/ 401) : قلت: وهذا معناه أنه مدلس ولكن ابن عدي ذكر ذلك بصيغة التمريض يقال فلا يصح اتهامه بذلك لا سيما بعد توثيق المصنف (أي: ابن أبي عاصم)  وأبي زرعة له والله أعلم اهـ
(44) مَالِكُ بنُ أَنَسِ بنِ مَالِكِ بنِ أَبِي عَامِرٍ بنِ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ أَبُو عَبْدِ اللهِ قال ابن حجر : الإمام المشهور ، يلزم من جعل التسوية تدليسا أن يذكُرَهُ فيهم ؛ لإنه كان يروى عن ثور بن زيد : حديث عكرمة عن بن عباس ، وكان يحذف عكرمة ، وقع ذلك في غير ما حديث في الموطأ : يقول : عن ثور عن بن عباس ، ولا يذكر عكرمة وكذا كان يُسقط : عاصم بن عبد الله من إسناد آخر ، ذكر الدارقطني ، وأنكر بن عبد البر أن يكون تدليسا انظر طبقات المدلسين (1/23) والرد على كلام ابن حجر قال ابْنُ الْقَطَّانِ : وَالتَّحْقِيقُ أَنْ يُقَالَ: مَتَى قِيلَ تَدْلِيسُ التَّسْوِيَةِ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنَ الثِّقَاتِ الَّذِينَ حُذِفَتْ بَيْنَهُمُ الْوَسَائِطُ فِي ذَلِكَ الْإِسْنَادِ، قَدِ اجْتَمَعَ الشَّخْصُ مِنْهُمْ بِشَيْخِ شَيْخِهِ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ، وَإِنْ قِيلَ: تَسْوِيَةٌ بِدُونِ لَفْظِ التَّدْلِيسِ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى اجْتِمَاعِ أَحَدٍ مِنْهُمْ بِمَنْ فَوْقَهُ، كَمَا فَعَلَ مَالِكٌ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي التَّدْلِيسِ أَصْلًا، وَوَقَعَ فِي هَذَا، فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَثَوْرٌ لَمْ يَلْقَهُ وَإِنَّمَا رَوَى، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْهُ فَأَسْقَطَ عِكْرِمَةَ لِأَنَّهُ غَيْرُ حُجَّةٍ عِنْدَهُ، وَعَلَى هَذَا يُفَارِقُ الْمُنْقَطِعَ، بِأَنَّ شَرْطَ السَّاقِطِ هُنَا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا، فَهُوَ مُنْقَطِعٌ خَاصٌّ انظر تدريب الراوي (1/259) قال في التقريب (6425) : الفقيه إمام دار الهجرة رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر من السابعة مات سنة تسع وسبعين وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقال الواقدي بلغ تسعين سنة ع اهـ
(45) مَخرَمَة بْنُ بُكَير بْنِ عَبد اللهِ بْنِ الأَشَجّ يُكَنَّى أبا المسور ذكره ابن حجر في المرتبة الأولى في طبقات المدلسين (1/ 25) وقال : قال بن المديني : سمع من أبيه قليلا ، وقيل : لم يسمع منه شيئا ، وحدث عنه بالكثير ، وقال أبو داود : ولم يسمع منه إلا حديث الوتر ، ووصفه زكريا الساجي بالتدليس ، وقال مالك : حلف لي مخرمة أنه سمع من أبيه ، وقال موسى بن سلمة : قلت : لمخرمة بن بكير سمعت من أبيك ؟ قال : لم أدرك أبي ، وهذه كتبه اهـ وذكره في النكت (2/ 639) في المرتبة الثانية وقال في التقريب (6526) : صدوق وروايته عن أبيه وجادة من كتابه قاله أحمد وابن معين وغيرهما وقال ابن المديني سمع من أبيه قليلا من السابعة مات سنة تسع وخمسين بخ م د س اهـ قلت : بل هو ثقة وثقه مالك وأحمد وغيرهما انظر تهذيب الكمال (27/325) قال ابن القيم في زاد المعاد (5/221) : ومخرمة ثِقَةٌ بِلَا شَكٍّ، وَقَدِ احْتَجَّ مسلم فِي " صَحِيحِهِ " بِحَدِيثِهِ عَنْ أَبِيهِ.وَالَّذِينَ أَعَلُّوهُ قَالُوا: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَإِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ. قَالَ أبو طالب: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ مخرمة بن بكير؟ فَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ، إِنَّمَا هُوَ كِتَابُ مخرمة، فَنَظَرَ فِيهِ، كُلُّ شَيْءٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، فَهُوَ مِنْ كِتَابِ مخرمة وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مخرمة بن بكير وَقَعَ إِلَيْهِ كِتَابُ أَبِيهِ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ. وَقَالَ فِي رِوَايَةِ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ: هُوَ ضَعِيفٌ، وَحَدِيثُهُ عَنْ أَبِيهِ كِتَابٌ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، وَقَالَ أبو داود: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، حَدِيثَ الْوِتْرِ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ خَالِهِ موسى بن سلمة: أَتَيْتُ مخرمة فَقُلْتُ: حَدَّثَكَ أَبُوكَ؟ قَالَ: لَمْ أُدْرِكْ أَبِي، وَلَكِنْ هَذِهِ كُتُبُهُ.
وَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا مِنْ وَجْهَيْنِ.
أَحَدُهُمَا: أَنَّ كِتَابَ أَبِيهِ كَانَ عِنْدَهُ مَحْفُوظًا مَضْبُوطًا، فَلَا فَرْقَ فِي قِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْحَدِيثِ بَيْنَ مَا حَدَّثَهُ بِهِ، أَوْ رَآهُ فِي كِتَابِهِ، بَلِ الْأَخْذُ عَنِ النُّسْخَةِ أَحْوَطُ إِذَا تَيَقَّنَ الرَّاوِي أَنَّهَا نُسْخَةُ الشَّيْخِ بِعَيْنِهَا، وَهَذِهِ طَرِيقَةُ الصَّحَابَةِ وَالسَّلَفِ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبْعَثُ كُتُبَهُ إِلَى الْمُلُوكِ، وَتَقُومُ عَلَيْهِمْ بِهَا الْحُجَّةُ، وَكَتَبَ كُتُبَهُ إِلَى عُمَّالِهِ فِي بِلَادِ الْإِسْلَامِ، فَعَمِلُوا بِهَا وَاحْتَجُّوا بِهَا، وَدَفَعَ الصِّدِّيقُ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الزَّكَاةِ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَحَمَلَهُ وَعَمِلَتْ بِهِ الْأُمَّةُ، وَكَذَلِكَ كِتَابُهُ إِلَى عمرو بن حزم فِي الصَّدَقَاتِ الَّذِي كَانَ عِنْدَ آلِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَزَلِ السَّلَفُ وَالْخَلَفُ يَحْتَجُّونَ بِكِتَابِ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ، وَيَقُولُ الْمَكْتُوبُ إِلَيْهِ: كَتَبَ إِلَيَّ فُلَانٌ أَنَّ فُلَانًا أَخْبَرَهُ، وَلَوْ بَطَلَ الِاحْتِجَاجُ بِالْكُتُبِ لَمْ يَبْقَ بِأَيْدِي الْأُمَّةِ إِلَّا أَيْسَرُ الْيَسِيرِ، فَإِنَّ الِاعْتِمَادَ إِنَّمَا هُوَ عَلَى النُّسَخِ لَا عَلَى الْحِفْظِ، وَالْحِفْظُ خَوَّانٌ، وَالنُّسْخَةُ لَا تَخُونُ، وَلَا يُحْفَظُ فِي زَمَنٍ مِنَ الْأَزْمَانِ الْمُتَقَدِّمَةِ أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ رَدَّ الِاحْتِجَاجَ بِالْكِتَابِ، وَقَالَ: لَمْ يُشَافِهْنِي بِهِ الْكَاتِبُ، فَلَا أَقَبْلُهُ، بَلْ كُلُّهُمْ مُجْمِعُونَ عَلَى قَبُولِ الْكِتَابِ وَالْعَمَلِ بِهِ إِذَا صَحَّ عِنْدَهُ أَنَّهُ كِتَابُهُ.
الْجَوَابُ الثَّانِي: أَنَّ قَوْلَ مَنْ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ مُعَارَضٌ بِقَوْلِ مَنْ قَالَ سَمِعَ مِنْهُ، وَمَعَهُ زِيَادَةُ عِلْمٍ وَإِثْبَاتٌ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي عَنْ مخرمة بن بكير؟ فَقَالَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: وَجَدْتُ فِي ظَهْرِ كِتَابِ مالك: سَأَلْتُ مخرمة عَمَّا يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ أَبِيهِ سَمِعَهَا مِنْ أَبِيهِ؟ فَحَلَفَ لِي: وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ - يَعْنِي الْمَسْجِدَ - سَمِعْتُ مِنْ أَبِي. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ مَعْنَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: مخرمة سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ ربيعة أَشْيَاءَ مِنْ رَأْيِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَقَالَ علي: وَلَا أَظُنُّ مخرمة سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ كِتَابَ سليمان، لَعَلَّهُ سَمِعَ مِنْهُ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ، وَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا بِالْمَدِينَةِ يُخْبِرُنِي عَنْ مخرمة بن بكير أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي شَيْءٍ مِنْ حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبِي، ومخرمة ثِقَةٌ. انْتَهَى.
وَيَكْفِي أَنَّ مالكا أَخَذَ كِتَابَهُ، فَنَظَرَ فِيهِ وَاحْتَجَّ بِهِ فِي " مُوَطَّئِهِ "، وَكَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مخرمة، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا. وَقَالَ أبو حاتم: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُوَيْسٍ، قُلْتُ: هَذَا الَّذِي يَقُولُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: حَدَّثَنِي الثِّقَةُ، مَنْ هُوَ؟ قَالَ: مخرمة بن بكير. وَقِيلَ لأحمد بن صالح المصري: كَانَ مخرمة مِنْ ثِقَاتِ الرِّجَالِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ عَنِ ابن وهب وَمَعْنِ بْنِ عِيسَى عَنْ مخرمة: أَحَادِيثُ حِسَانٌ مُسْتَقِيمَةٌ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ اهـ وقال الألباني في الصحيحة (6/177) : والعلة فيه أن طائفة من أهل مصر ذكروا أن مخرمة لم يسمع من أبيه لصغر سنه،.. وأثبت بعضهم سماعه منه ". قلت: والراجح أن روايته عن أبيه وجادة من كتاب أبيه، وهي حجة اهـ  قلت : الراجح أنه سمع من أبيه شيئا يسيرا ، ثم روى عن أبيه وجادة وهي حجة فهو ليس بمدلس ومعنى الوجادة أن يجد الطالب أحاديث بخط شيخ يرويها ، يعرف الطالب خطه ، وليس له سماع منه ، ولا أجازة وهي حجة قال ابن الصلاح في المقدمة ص (180) : حُكِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ، وَطَائِفَةٍ مِنْ نُظَّارِ أَصْحَابِهِ جَوَازُ الْعَمَلِ بِهِ قُلْتُ: قَطَعَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ بِوُجُوبِ الْعَمَلِ بِهِ عِنْدَ حُصُولِ الثِّقَةِ بِهِ، وَقَالَ: " لَوْ عُرِضَ مَا ذَكَرْنَاهُ عَلَى جُمْلَةِ الْمُحَدِّثِينَ لَأَبَوْهُ "، وَمَا قُطِعَ بِهِ هُوَ الَّذِي لَا يَتَّجِهُ غَيْرُهُ فِي الْأَعْصَارِ الْمُتَأَخِّرَةِ، فَإِنَّهُ لَوْ تَوَقَّفَ الْعَمَلُ فِيهَا عَلَى الرِّوَايَةِ لَانْسَدَّ بَابُ الْعَمَلِ بِالْمَنْقُولِ، لِتَعَذُّرِ شَرْطِ الرِّوَايَةِ فِيهَا، عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي النَّوْعِ الْأَوَّلِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ  قال النووي في تدريب الراوي (1/487) : وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الَّذِي لَا يَتَّجِهُ هَذِهِ الْأَزْمَانَ غَيْرُهُ اهـ قَالَ الْبُلْقِينِيُّ: وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ لِلْعَمَلِ بِالْوِجَادَةِ بِحَدِيثِ: «أَيُّ الْخَلْقِ أَعْجَبُ إِيمَانًا؟ قَالُوا: الْمَلَائِكَةُ، قَالَ: وَكَيْفَ لَا يُؤْمِنُونَ وَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟ قَالُوا: الْأَنْبِيَاءُ، قَالَ: وَكَيْفَ لَا يُؤْمِنُونَ وَهُمْ يَأْتِيهِمُ الْوَحْيُ، قَالُوا: فَنَحْنُ، قَالَ: وَكَيْفَ لَا تُؤْمِنُونَ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، قَالُوا: فَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يَجِدُونَ صُحُفًا يُؤْمِنُونَ بِمَا فِيهَا» - حسنه الألباني في الصحيحة (3215) - قَالَ الْبُلْقِينِيُّ: وَهَذَا اسْتِنْبَاطٌ حَسَنٌ.
قُلْتُ: الْمُحْتَجُّ بِذَلِكَ هُوَ الْحَافِظُ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ كَثِيرٍ، ذَكَرَ ذَلِكَ فِي أَوَائِلِ تَفْسِيرِهِ انظر تدريب الراوي (1/491) وانظر كلام العلائي في ترجمة أبي نعيم بقوله أن هذا ليس تدليس 0
(46) مُسْلِمٌ بنُ الحَجَّاجِ بنِ مُسْلِمٍ القُشَيْرِيُّ أَبُو الحُسَيْنِ
قال الذهبي : هُوَ الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الحُجَّةُ، الصَّادِقُ، أَبُو الحُسَيْنِ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ بنِ مُسْلِمِ بنِ وَرْدِ بنِ كوشَاذَ القُشَيْرِيُّ ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، صَاحِبُ (الصَّحِيْحِ) ، فَلَعَلَّهُ مِنْ مَوَالِي قُشَيْرٍ.
قِيْلَ: إِنَّهُ وُلِدَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ انظر السير (12/ 557) قال ابن حجر : الإمام المشهور ، قال بن مندة : إنه كان يقول فيما لم يسمعه من مشايخه : قال لنا فلان ، وهو تدليس ورد ذلك شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، وهو كما قال انظر طبقات المدلسين (1/26) وقد تقدم بطلانه عند الكلام على الأمام البخاري
قال في التقريب [6623] : ثقة حافظ إمام مصنف عالم بالفقه مات سنة إحدى وستين وله سبع وخمسون سنة ت اهـ
(47) مُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ بنِ دَوَالَ دُوْرَ أَبُو بِسْطَامَ النَّبْطِيُّ
قال ابن حبان في مشاهير علماء الامصار) ص (309) : لا يصح له عن صحابي لقى إنما تلك أخبار مدلسة اهـ قلت : ذكره القريوتي والشيخ حماد الأنصاري والدكتور مسفر في المدلسين قلت : قول ابن حبان : لا يصح له عن صحابي لقى فهذا إرسال لا تدليس والتدليس عند ابن حبان عام كما هو عند المتقدمين يشمل الإرسال عمن عاصر ولم يسمعه والرواية عمن سمعه ، فلا بد من معرفة مراده إذا قال عن أحد إنه مدلسا فالصواب عدم وصفه بالتدليس
قال ابن حجر في التقريب (6867) : صدوق فاضل أخطأ الأزدي في زعمه أن وكيعا كذبه وإنما كذب الذي بعده من السادسة مات قبيل الخمسين بأرض الهند م 4 اهـ
(48) مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُم أَبُو مُحَمَّدٍ
جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : تابعي صغير ثقة متفق عليه وصفه الدارقطني بالتدليس أشار إلى ذلك الاسماعيلي انظر طبقات المدلسين (1/26) قال العلائي في جامع التحصيل (1/110) : في صحيح البخاري روايته عن الزهري وفي بعضها عنه قال الزهري قال الإمام أبو بكر الإسماعيلي يقال إنه لم يسمع من الزهري شيئا قلت : وذلك بعيد لأن البخاري لا يكتفي بمجرد إمكان اللقاء ولم أر من ذكر موسى بالتدليس غيره اهـ وذكره في المرتبة الأولى فقال (113) : لم يوصف بذلك إلا نادرا جدا بحيث أنه لا ينبغي أن يعد فيهم كيحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وموسى بن عقبة اهـ وقال ابن حجر في التقريب (6992) :  ثقة فقيه إمام في المغازي من الخامسة لم يصح أن ابن معين لينه مات سنة إحدى وأربعين وقيل بعد ذلك ع اهـ
(49) ميمون بن أبي شبيب الربعي أبو نصر الكوفي قال الحلبي في التبيين ص (58) : متكلم فيه ولم ار أحدا من الحفاظ وصفه بالتدليس غير إني رأيت بخط بعض فضلاء الحنفية الفقهاء حاشية في أوائل صحيح مسلم في المقدمة قال قيل ميمون بن أبي شبيب مدلس وقد روى عن المغيرة بالعنعنة فلا تقبل ورايته قلت : مسلم إنما رواه عنه استشهادا بعد أن رواه من حديث بن أبي ليلى عن سمره انتهى. وما أدري من أين أخذها ثم مر بي نقل ذلك عن اثنين من الحفاظ وما أدري أين مر بي والله اعلم اهـ قلت : الحلبي أول من ذكره في المدلسين وقال ابن حجر في التقريب (7046) : صدوق كثير الإرسال من الثالثة مات [قبل المائة] سنة ثلاث وثمانين في وقعة الجماجم بخ م 4 اهـ روى له البخاري في "الأدب"، ومسلم فِي مقدمة كتابه، والباقون كما في تهذيب الكمال (29/208)
(50) هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ الأَسَدِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : تابعي صغير مشهور ، ذكره بذلك أبو الحسن القطان ، وأنكره الذهبي على ابن القطان فإن الحكاية المشهورة عنه : أنه قدم العراق ثلاث مرات ، ففي الإولى حدث عن أبيه فصرح بسماعه ، وفي الثانية حدث بالكثير فلم يصرح بالقصة ، وهي تقتضي إنه حدث عنه بما لم يسمعه منه ، وهذا هو التدليس انظر طبقات المدلسين (1/26) قال العلائي في جامع التحصيل (1/111) : أمام مشهور لم يشتهر بالتدليس ولكن قال علي بن المديني سمعت يحيى يعني ابن سعيد يقول كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما وما ضرب بيده شيئا الحديث فلما سألته قال أخبرني أبي عن عائشة قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين لم أسمع من أبي إلا هذا والباقي لم أسمعه إنما هو عن الزهري رواه الحاكم في علومه عن ابن المديني في جعل هشام بمجرد هذا مدلسا نظر ولم أر من وصفه به اهـ وذكره العلائي في المرتبة الأولى فقال عنها (113) : لم يوصف بذلك إلا نادرا جدا بحيث أنه لا ينبغي أن يعد فيهم كيحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وموسى بن عقبة اهـ  قال في التقريب [7302] : ثقة فقيه ربما دلس من الخامسة مات سنة خمس أو ست وأربعين وله سبع وثمانون سنة ع اهـ قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (7302) : قوله : ربما دلس كأنه أخذه من قول يعقوب بن شيبة : ثبت ثقة ، لم ينكر عليه شيء إلا بعد ما صار إلى العراق ، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه ، فأنكر ذلك عليه أهل بلده ، والذي يرى أن هشاما يُسَهل لأهل العراق أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه ، فكان تَسَهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه وذكر مثل ذلك ابن خراش عن مالك على أن روايته عن أبيه في دواوين الإسلام ، ومنها الصحيحان ، فلا يعتد بهذا اهـ
(51) يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى بنِ مَيْسَرَةَ الصَّدَفِيُّ ابْنِ حَفْصِ بنِ حَيَّانَ أَبُو مُوْسَى المِصْرِيُّ المُقْرِئُ
جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : المصري روى عن الشافعي ، عن محمد بن خالد الجندي ، حديث أنس الذي أخرجه بن ماجة وأشار الذهبي إلى أن يونس سواه انظر طبقات المدلسين (1/36) قال الذهبي في السير (12/351) : وَأَمَّا الحَدِيْثُ الَّذِي انفردَ بِهِ عَنِ الشَّافِعِيِّ، حَدِيْثُ: (لاَ مَهْدِيَّ إِلاَّ عِيْسَى ، فَلَعَلَّهُ بَلَغَهُ عَنِ الشَّافِعِيِّ، فدَلَّسَهُ.
وَقَدْ رَأَيْتُ أَصْلاً عتيقاً، يَقُوْلُ فِيْهِ: حُدِّثْتُ عَنِ الشَّافِعِيِّ اهـ وقال ابن حجر في التهذيب (11/441) : ويستند – أي الذهبي- في ذلك أن أبا الطاهر رواه عن يونس فقال حدثت عن الشافعي لكن رواه بن مندة في فوائده من طريق الحسن بن يوسف الطرائفي وأبي الطاهر المذكور كلاهما عن يونس أنا الشافعي ورواة يوسف الميانجي عن بن خزيمة وابن أبي حاتم وزكرياء الساجي وغير واحد عن يونس ثنا الشافعي اهـ قال الدكتور مسفر في التدليس (246) : قلت : وإذن فبرأت ذمة يونس من تدليس هذا الحديث ، ولم يؤثر عنه غيره ، ولا فيه غير قول الذهبي اهـ 
  قال ابن حجر في التقريب (7907) : ثقة من صغار العاشرة مات سنة أربع وستين وله ست وتسعون سنة م س ق اهـ
[
المرتبة الثانية
وعددهم ثلاثة وثمانين وهم
(1) إِبْرَاهِيم بن يَزِيد بْنُ شَرِيكٍ التَّيْمِيُّ يكنى أبا أسماء الكوفي قال الكرابيسي: "حدث عن زيد بن وهب قليلا أكثرها مدلس انظر تهذيب التهذيب (1/177) وقال ابن حجر في التقريب (269) : ثقة إلا أنه يرسل ويدلس من الخامسة مات [دون المائة] سنة اثنتين وتسعين وله أربعون سنة ع اهـ قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (269) : قوله : يدلس وهم منه ، فإن أحدا لم يصفه بذلك ، بل لم يُورِده هو في طبقات المدلسين ، ولعله التبس عليه بإبراهيم بن زيد النخعي الذي وصف بالتدليس ، لكن لا يصح وقوعه منه أيضا كما هو مبين في محله اهـ قلت وصفه بالتدليس الكرابيسي كما سبق  وجعله الدكتور مِسفر في المرتبة الثانية
 (2) إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ أَبُو عِمْرَانَ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 108) من طريق خَلَف بْن سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْ مَشَايِخِ أَصْحَابِنَا، تَذَاكَرُوا كَثْرَةَ التَّدْلِيسِ وَالْمُدَلِّسِينَ، فَأَخَذْنَا فِي تَمْيِيزِ أَخْبَارِهِمْ، فَاشْتُبِهَ عَلَيْنَا تَدْلِيسُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ؛ لِأَنَّ الْحَسَنَ كَثِيرًا مَا يُدْخِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّحَابَةِ، أَقْوَامًا مَجْهُولِينَ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ عَنْ مِثْلِ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ، وَحُنَيْفِ بْنِ الْمُنْتَجِبِ، وَدَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَأَمْثَالِهِمْ، وَإِبْرَاهِيمُ أَيْضًا يُدْخِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ هُنَيِّ بْنِ نُوَيْرَةَ، وَسَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، وَخُزَامَةَ الطَّائِيِّ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ عَنْهُمْ اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : الفقيه المشهور ، في التابعين من أهل الكوفة ؛ ذكر الحاكم أنه كان يدلس ، وقال أبو حاتم : لم يلق أحدا من الصحابة إلا عائشة رضي الله تعالى عنها ، ولم يسمع منها ، وكان يرسل كثيرا ولا سيما عن بن مسعود ، وحدث عن أنس وغيره مرسلا انظر طبقات المدلسين (ص 28) ذكره العلائي في المرتبة الثانية انظر جامع التحصيل (113) قال المعلمي في "التنكيل" (2/ 32): "إبراهيم ربما دلس اهـ وقال في التقريب (270) : ثقة إلا أنه يرسل كثيرا من الخامسة مات [دون المائة] سنة ست وتسعين وهو ابن خمسين أونحوها ع اهـ
(3) إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ البَجَلِيُّ الأَحْمَسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ وَاسْمُ أَبِيْهِ: هُرْمُزُ.وَقِيْلَ: سَعْدٌ.وَقِيْلَ: كَثِيْرٌ
 ذكره النسائي في ذكر المدلسين (ص 122) وقال العلائي في جامع التحصيل (ص 105) : ذكره النسائي وغيره اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : المشهور الكوفي الثقة من صغار التابعين ، وصفه النسائي بالتدليس انظر طبقات المدلسين (ص 28) وذكره العلائي في المرتبة الثانية انظر جامع التحصيل (113) قال ابن حجر في التقريب (438) : ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست وأربعين ع اهـ
(4) أَشْعَثُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ أَبُو هَانِىء الحُمْرَانِيُّ مَوْلَى حُمْرَانَ، مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : قال معاذ : سمعته يقول : كل شئ حدثتكم عن الحسن سمعته منه ، إلا ثلاثة أحاديث : حديث الذي يركع دون الصف وحديث عدة الحائض وحديث علي في الخلاص انظر طبقات المدلسين (1/28) قال ابن حجر في التقريب (531) : ثقة فقيه من السادسة مات سنة ثنتين وأربعين وقيل سنة ست وأربعين خت 4 اهـ روى له البخاري، في "الأدب"والباقون، سوى مسلم انظر تهذيب الكمال (4/ 46)
(5) أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي تَمِيْمَةَ العَنَزِيُّ مَوْلاَهُم
 وجعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال  : أحد الائمة ، متفق على الاحتجاج به ، رأى أنسا ولم يسمع منه ، فحدث عنه بعدة أحاديث بالعنعنة ، أخرجها عنه الدارقطني والحاكم في : كتابهما انظر طبقات المدلسين (1/ 19) قال العلائي في جامع التحصيل ص (148) : قال أحمد بن حنبل وأبو حاتم رأى أنس بن مالك ولم يسمع منه وسئل أحمد هل سمع من عطاء بن يسار قال لا وقال أبو حاتم لم يرو عن أبي حمزة شيئا إنما يروى عن أبي جمرة الضبعي وقال البخاري ما أرى أيوب سمع من أبي صالح يعني السمان ذكره الترمذي عنه في كتاب العلل في حديث أبي هريرة العمرة إلى العمرة اهـ وقال في التقريب (605) : ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد من الخامسة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وله خمس وستون ع اهـ
(6) أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ بْنِ زياد الْحَنَفِيُّ قَاضِي الْيَمَامَةِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : صح أنه قال : لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثا واحدا ، وقد روى عنه أكثر من حديث انظر طبقات المدلسين (1/19) وقال في التقريب (627) : ثقة مدلس من الثامنة خ م س اهـ قال شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (627) : لم يثبت تدليسه ولا أشار إليه كبير أحد ، ووصفه بالتدليس خطأ محض لم يُسبق إليه المؤلف ، ولا تابعه عليه أحد وقد روى له البخاري ومسلم حديثا واحدا متابعة اهـ قلت : لم يصفه أحد بالتدليس سوى ابن حجر وهو الراجح صح عن أيوب أنه قال : لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثا واحدا ، وقد روى عنه أكثر من حديث ولكن تدليسه عن يحيى بن أبي كثير فقط كما قال إلا حديثا واحدا وهو قال البيهقي في السنن الكبرى (196): وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَكَانَ أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، يَقُولُ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَهُوَ حَدِيثُ: التَّقَى آدَمُ، وَمُوسَى، ذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، فَكَانَ حَدِيثُهُ هَذَا مُنْقَطِعًا. وَاللهُ أَعْلَمُ اهـ فتقبل عنعنته حتى يتبين أنه دلس إلا عن يحيى كما سبق قال الدكتور مسفر في التدليس ص (185) : ولم يذكره في المدلسين غير الحافظ ابن حجر ، فجعله في المرتبة الأولى من مراتب المدلسين ، وهو كما قال اهـ
 (7) بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْغَنَوِيُّ الْكُوفِيُّ قال ابن حبان في الثقات (6885) : وَقد روى عَن أنس وَلم يره دلّس عَنهُ اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : من صغار التابعين ، قال بن حبان في الثقات : كان يدلس انظر طبقات المدلسين (ص28) قال الدكتور مسفر في التدليس ص (254) : قلت : أما رؤيته لأنس فقد اثبتها له المزي بينما نفاها ابن حبان ، وإذا كان الحافظ وغيره قد اعتمد قول ابن حبان في وصفه بالتدليس لأنه روى عن أنس ولم يره ، فإن هذا يخالف تعريف التدليس الذي قرره ، وهو أنه لا بد من السماع أو اللقاء ـ أو حتى الرؤية ولو لم يجلس إليه ، وما دام لم ير أنس بن مالك فروايته عنه مرسلة لا مدلسه ، أما إذا توسعنا في تعريف التدليس ليشمل المعاصرة مع إمكان اللقاء ، أو رجحنا رؤيته لأنس ولو لم يسمع منه ، فإنه يصح وصفه بالتدليس ، وإذن فالأمر محتمل إذ لم يترجح لي رؤيته له أو عدم رؤيته وقد ذكره الحافظ في المرتبة الثانية ، وهو كما قال إن شاء الله تعالى اهـ قلت : رأى أنسا كما قال البخاري في تاريخه الكبير (1839) فهو مدلس قال ابن حجر في التقريب (723) : صدوق لين الحديث رُمِيَ بالإرجاء من الخامسة م 4 اهـ قلت : بل هو صدوق وهو من رجال مسلم قال الذهبي : صدوق انظر ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق (54)
(8) جَرِيْرُ بنُ حَازِمِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شُجَاعٍ الأَزْدِيُّ [أَبُو النَّضر] جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : أحد الثقات ، وصفه بالتدليس : يحيى الحماني : في حديثه عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد : في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم انظر طبقات المدلسين (1/20) وقال في التقريب (911) : ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه وهو من السادسة مات سنة سبعين بعد ما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه ع اهـ قلت : أولا قوله : في حديثه عن قتادة ضعف قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ جَرِيْرِ بنِ حَازِمٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ فَقُلْتُ: إِنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيْثَ مَنَاكِيْرَ فَقَالَ: هُوَ عَنْ قَتَادَةَ ضَعِيْفٌ وقال ابن عدي : وَهُوَ مُسْتقِيْمُ الحَدِيْثِ، إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ قَتَادَةَ، فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ أَشْيَاءَ لاَ يَروِيهَا غَيْرُه انظر السير (7/ 100/101) وكذلك ضعفه أحمد عن روايته عن قتادة قال ابن حجر في فتح الباري (1/ 395) : وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَمَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ من رِوَايَته عَن قَتَادَة إِلَّا أَحَادِيث يسيرَة توبع عَلَيْهَا اهـ ثانيا : قوله وله أوهام إذا حدث من حفظه قال الذهبي في السير (7/ 100) : اغْتُفِرَتْ أَوهَامُهُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى اهـ ثالثا : قوله : مات سنة سبعين بعد ما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه قال عَبْد الرَّحْمَن بن مَهْدِيّ، : اخْتُلِطَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَكَانَ لَهُ أَوْلاَدٌ أَصْحَابُ حَدِيْثٍ، فَلَمَّا أَحسُّوا ذَلِكَ مِنْهُ، حَجَبُوْهُ، فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي حَالِ اخْتِلاَطِهِ شَيْئاً انظر السير (7/ 101)
(9) حَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ أَبُو يَحْيَى القُرَشِيُّ الإِمَامُ، الحَافِظُ، فَقِيْهُ الكُوْفَةِ، أَبُو يَحْيَى القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ مَوْلاَهُم وَاسْمُ أَبِيْهِ: قَيْسُ بنُ دِيْنَارٍ، وَقِيْلَ: قَيْسُ بنُ هِنْدٍ، وَيُقَالُ: هِنْدٌ.
قال العلائي في جامع التحصيل (105) : قال ابن حبان كان مدلسا وروى أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال قال لي حبيب بن أبي ثابت لو أن رجلا حدثني عنك ما باليت أن أرويه عنك اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : تابعي مشهور يكثر التدليس وصفه بذلك بن خزيمة والدارقطني وغيرهما ونقل أبو بكر بن عياش عن الاعمش عنه أنه كان يقول لو أن رجلا حدثني عنك ما باليت أن رويته عنك يعني وأسقطته من الوسط انظر طبقات المدلسين (37) قلت : هذه القصة ضعيفه فأبو بكر بن عياش صدوق غير عن الأعمش ضعيف ضعفه عثمان الدارمي وابن نمير ، لاسيما في روايته عن الأعمش ولم يخرج له البخاري شيئا من روايته عن الأعمش ، فالظاهر أنه كان ينتقي من حديثه وذكره السيوطي وابن العراقي في المدلسين وقال ابن حجر في التقريب (1084) : ثقة فقيه جليل وكان كثير الإرسال والتدليس من الثالثة مات سنة تسع عشرة ومائة ع اهـ قلت : لم يصف أحد من الأئمة حبيب بن أبي ثابت بالكثرة وكان بعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين والبخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي قد صححوا له أحاديث في صحيحهم  بالعنعنة ولم يردوها ولا أعلم أن ابن خزيمة وابن حبان أعل حديثا لحبيب بالتدليس بل قد صححا له وقد يراد بوصفهم له مدلسا الإرسال فكثير ما كان الأئمة يطلقون هذه اللفظة ويريدون بها الإرسال الخفي فالمقصود أنهما يريان أن الرواية عن المعاصر الذي لم يلقه أو يسمع منه تدليس ، فلا بد من معرفة مرادهما إذا قال عن أحد إنه كان مدلسا فابن حبان كثيرا ما يستخدم هذه العبارة في كتابه مشاهير علماء الأمصار والثقات فابن حبان وغيره ممن يتوسع في التدليس فيدخل فيه بعض صور الإرسال ودليل ذلك قوله في كتابه المجروحين قال في النوع الثامن عشر قال : ومنهم المدلس عمن لم يره اهـ فلا بد من معرفة مراد ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما إذا قالا عن أحد إنه مدلسا فاخطأ ابن حجر في جعله أياه في المرتبة الثالثة والعلامة الألباني رحمه الله كان يضعف له أحاديث بالعنعنة فقال في الثمر المستطاب (1/66) : فإن حبيبا وإن كان ثقة فقد كان كثير الإرسال والتدليس كما في (التقريب) وأنت ترى أنه قد عنعن ولم يصرح بالتحديث فلا يحتج بروايته هذه اهـ ثم رجع عن ذلك فصحح له أحاديث بالعنعة فقال الألباني : ينقل إلى "الصحيح "؛ لأنه ترجح عندي أخيراً أنه قليل التدليس (يعني: حبيباً) ، ولذلك مشى أصحاب "الصحاح " عنعنته؛ فهو حجة ما لم تظهر في حديثه علة انظر هامش ضعيف أبي داود (2/90) قال في الصحيحة (7/1221) : لقد رمى ابن خزيمة وابن حبان (حبيب بن أبي ثابت) بالتدليس، وقال الحافظ في "التقريب ": "ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس ".قلت: ولم يعرج الحافظ الذهبي في كل كتبه التي ترجم له فيها على وصفه بالتدليس، مثل: "تذكرة الحفاظ "، "وسير أعلام النبلاء "، و"تاريخ الإسلام "، و"الكاشف"، وغيرها، ولما أورده في "الميزان"؛ وصفه بقوله:"من ثقات التابعين، وثقه ابن معين وجماعة، واحتج به كل من أفرد الصحاح بلا تردد".ثم اعتذر عن إيراده فيه بقوله:"ولولا أن الدولابي وغيره ذكروه، لما ذكرته ".فلعل إعراض الذهبي عن وصفه بالتدليس؛ لقلته في جملة ما روى من الأحاديث، فمثله مما يغض النظر عن عنعنته عند العلماء؛ إلا إذا ظهر أن في حديثه شيئاً يستدعي رده من نكارة أو شذوذ أو مخالفة، أو على الأقل يقتضي التوقف عن تصحيح حديثه. ولعل هذا هو السبب في أن ابن حبان وشيخه قد أخرجا له في "صحيحيهما" بعض الأحاديث معنعنة، كالحديث الآتي بعد هذا وغيره، فانظر "صحيح ابن حبان " (375و420) ، و"صحيح ابن خزيمة" (23و1172و1684) وهو السبب أيضاً في تحسين المنذري حديثه هذا كما تقدم. والله أعلم اهـ وقال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (1084) : قوله وكان كثير الإرسال والتدليس فيه نظر ، فإن هذا القول لا يصح وقد نَقَمُوا عليه رواية حديث ترك الوضوء من القبلة وحديث المستحاضة ، فقالوا : لم يسمعه من عروة ، وبعضهم قال : لم يسمع من عروة شيئا وهذه دعوى ردها ابن عبد البر بأن حبيب بن أبي ثابت قد روى عمن هو أكبر من عروة وأقدم موتا ، وقال أيضا : لا شك أنه لَقِى عروة وقال أبو داود في كتاب السنن وقد روى حمزة الزيات ، عن حبيب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة حديث صحيحا وقول ابن عدي فيه يَدُل على أنه حجة ثقة ، ولم يذكره بتدليس ونعتقد أن وصفه بالتدليس من قبل ابن خزيمة وابن حبان إنما هو من أجل هذا الحديث فقط وحديث المستحاضة ، فكان ماذا ؟ أما قول ابن حجر في طبقات المدلسين : يُكثِر التدليس وصفه بذلك ابن خزيمة والدارقطني وغيرهما يرد كلامه في مقدمة الفتح اهـ فالراجح الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس 0
  (10) الحَسَنُ البَصْرِيُّ هُوَ: الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ يَسَارٍ، أَبُو سَعِيْدٍ، ذكره النسائي في المدلسين وقال الحاكم في معرفة علوم الحديث ص (109) : وَالْجِنْسُ السَّادِسُ مِنَ التَّدْلِيسِ قَوْمٌ رَوَوْا، عَنْ شُيُوخٍ لَمْ يَرَوْهُمْ قَطُّ، وَلَمْ يَسْمَعُوا مِنْهُمْ، ومثل لذلك بقوله ص (111) : أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَا مِنْ جَابِرٍ، وَلَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ، وَلَا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْئًا قَطُّ اهـ
 قال الحلبي والعلائي وأبو زرعة بن العراقي : من المشهورين بالتدليس انظر التبيين (20) وجامع التحصيل (105) والمدلسين (41) وقال ابن حجر في التقريب (1227) : ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس قال البزار كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة هو رأس أهل الطبقة الثالثة مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعين ع اهـ وجعله ابن حجر في الطبقة الثانية كما في طبقات المدلسين (1/29) فقال : الإمام المشهور ، من سادات التابعين ، رأى عثمان وسمع خُطبته ، ورأى عليا ولم يثبت سماعه منه ، كان مكثرا من الحديث ويرسل كثيرا عن كل أحد ، وصفه بتدليس الاسناد : النسائي وغيره اهـ قلت : الراجح الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس فالبخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم قد صححوا له أحاديث بالعنعنة ولم يردوها فالمراد بوصفهم له مدلسا الإرسال فكثير ما كان الأئمة يطلقون هذه اللفظة ويريدون بها الإرسال كما سبق وكما سيأتي قال ناصر بن حمد الفهد: والمتتبع لمرويات الحسن في الصحاح، وحال سماعاته ممن فوقه، وطريقة الأئمة المتقدمين في تصحيحها وتضعيفها، وأقوال المتقدمين في تدليسه يرى أن غالب تدليسه المراد به: (الرواية عمن لم يسمع منه)، فهو من قبيل المرسل في الحقيقة، فلاينظر فيه إلى العنعنة ولا التحديث بل ينظر فيه إلى كتب المراسيل فمن ثبت عدم سماعه منه فهو منقطع وإلا فمتصل (منهج المتقدمين في التدليس/72) وأقره العلامة عبد الله السعد
 (11) الحسين بن وَاقِدٍ المَرْوَزِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : أحد الثقات ، من اتباع التابعين ، وصفه الدارقطني وأبو يعلى الخليلي بالتدليس انظر طبقات المدلسين (1/ 20) قال أبو يعلى في الإرشاد (1/347) : قَدْ رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ لَمْ يُلْقُوهْ , وَإِنَّمَا يُدَلِّسُونَ كَالْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيِّ وَغَيْرِهِ اهـ قال الدكتور مسفر في التدليس في الحديث ص (194) : في تسمية هذا تدليس عند الحافظ ابن حجر نظر ، لأنه يروي عن عكرمة وهو لم يلقه ورواية الراوي عمن لم يلقه يسميها الحافظ إرسالا لا تدليسا وذكره في المدلسين الذهبي والعلائي والمقدسي والحلبي والسيوطي وقد جعله الحافظ ابن حجر في المرتبة الأولى وهو كما قال اهـ قلت : جعلته هنا لوصف الدارقطني إياه بالتدليس قال ابن حجر في التقريب (1358) : ثقة له أوهام من السابعة مات سنة تسع ويقال سبع وخمسين خت م 4 اهـ قلت : بل هو حسن الحديث كما قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (1358)
(12) حَفْصُ بنُ غِيَاثِ بنِ طَلْقِ بنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ القَاضِي، أَبُو عُمَرَ الكُوْفِيُّ، جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : أحد الثقات ، من أتباع التابعين ، وصفه أحمد بن حنبل والدارقطني بالتدليس انظر طبقات المدلسين (1/20) وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (6/362) : وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا ثَبْتًا إِلا أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ اهـ وقال ابن حجر في التقريب (1430) : ثقة فقيه تغير حفظه قليل في الآخر من الثامنة مات سنة أربع أو خمس وتسعين وقد قارب الثمانين ع اهـ
(13) الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ الكِنْدِيُّ مَوْلاَهُم قال العلائي في جامع التحصيل (106) : وصفه بالتدليس غير واحد اهـ وكذلك قال السيوطي في أسماء المدلسين (44) وابن العراقي انظر المدلسين (46) جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : تابعي صغير من فقهاء الكوفة مشهور ، وصفه النسائي بالتدليس ، وحكاه السلمي عن الدارقطني انظر طبقات المدلسين (1/30) وقال في التقريب (1453) : ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس من الخامسة مات سنة ثلاث عشرة أو بعدها وله نيف وستون ع اهـ وأقره العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد
(14) حُمَيْدُ بنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيْلُ البَصْرِيُّ أَبُو عُبَيْدَةَ البَصْرِيُّ
قال شُعْبَة : لَمْ يَسْمَعْ حُمَيْدٌ مِنْ أَنَسٍ إِلا أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ حَدِيثًا، وَالْبَاقِي سَمِعَهَا مِنْ ثَابِتٍ أَوْ ثَبَّتَهُ فِيهَا ثَابِتٌ انظر تاريخ ابن معين (4/ 318) وقال حماد بن سلمة : عامة ما يروى حميد عن أنس سمعه من ثابت انظر تهذيب الكمال  وقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، وَعَامَّةُ حَدِيْثِه عَنْ أَنَسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ.يُرِيْدُ أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُهَا انظر السير (6/165) وقال ابن سعد في الطبقات (7/ 252) : وَكَانَ حُمَيْدٌ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، إِلَّا أَنَّهُ رُبَّمَا دَلَّسَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ اهـ وقال ابن حبان في الثقات (4/ 148) : وَكَانَ يُدَلس سمع من أنس بْن مَالك ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا وَسمع الْبَاقِي من ثَابت فدلس عَنهُ اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : صاحب أنس مشهور كثير التدليس عنه حتى قيل ان معظم حديثه عنه بواسطة ثابت وقتادة ووصفه بالتدليس النسائي وغيره وقد وقع تصريحه عن أنس بالسماع وبالتحديث في أحاديث كثيرة في البخاري وغيره انظر طبقات المدلسين (38) قال ابن حجر في التقريب (1544) : ثقة مدلس وعابه زائدة لدخوله في شيء من أمر الأمراء من الخامسة مات سنة اثنتين ويقال ثلاث وأربعين وهو قائم يصلي وله خمس وسبعون ع اهـ
قلت : الصحيح الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس فله أحاديث في صحيح البخاري بالعنعنة وقال عنه البخاري كما في علل الترمذي ص (129) : وَكَانَ حُمَيْدٌ يُدَلِّسُ اهـ فهذا يدل على أنه قليل التدليس عند البخاري وصحح له مسلم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في مستدركه ووافقه الذهبي ولم يصرح بأكثرها بالسماع فتدليسه يلحق في المرتبة الأولى وليست في المرتبة الثالثة وذلك أنه عرف بالتدليس عن أنس وما سبق أن تدليسه فهو مما سمعه من ثابت بن أسلم البناني عنه وثابت قال عنه ابن حجر في التقريب : ثقة عابد اهـ فهو لا يدلس إلا عن ثقة قال الحافظ العراقي: قالَ البزّارُ : إنَّ مَنْ كان يدلِّسُ عن الثقاتِ كانَ تدليسُهُ عند أهلِ العلمِ مقبولاً. ثم قال: فمَنْ كانت هذهِ صفتُهُ وَجبَ أنْ يكونَ حديثُهُ مقبولاً وإنْ كان مدلساً انظر شرح التبصرة (1/237) قال ابن عبد البر : فَمَنْ كَانَ لَا يُدَلِّسُ إِلَّا عَنِ الثِّقَاتِ، كَانَ تَدْلِيسُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَقْبُولًا وَإِلَّا فَلَا وَعَزَاهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ لِأَكْثَرِ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ انظر فتح المغيث (1/229)
 قال الألباني في صحيح أبي داود (1/393) : ذكر غير واحد من الأئمة أن حميداً كان يدلس عن أنس؛ قالوا: إنما رواها عن ثابت عن أنس، واختلفوا هل سمع من أنس شيئاً أم لا؟!والصواب الأول؛ فقد صرح حميد بسماعه من أنس بشيء كثير؛ وفىِ"صحيح البخاري " من ذلك جملة، كما قال الحافظ في "التهذيب ".وينتج من ذلك: أنه صحيح الحديث عن أنس على كل حال؛ سواءً صرح بسماعه أو عنعن.أما على الأول فواضح؛ لأنه ثقة اتفاقاً.
وأما على الثاني؛ فلأنه إن لم يكن سمعه من أنس؛ فقد سمعه من ثابت عنه، وثابت ثقة أيضا اتفاقاً. ولذلك قال الحافظ أبو سعيد العلائي:
" فعلى تقدير أن تكون أحاديث حميد مدلسة؛ فقد تبين الواسطة فيها؛ وهو ثقة محتج به اهـ وقال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (1544) : قوله : - أي ابن حجر – مدلس على الإطلاق فيه نظر ، وإنما وصف بالتدليس في روايته عن أنس ، قال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث إلا أنه ربما دلس عن أنس ولفظ ربما يدل على التقليل وهذا صحيح فقد صرح بسماعه من أنس بشيء كثير ، وفي صحيح البخاري جملة وافرة من ذلك ، وبعض ما دلسه عن أنس إنما سمعه من ثابت البناني – وهو ثقة – فيكون حديثه عن أنس صحيحا سواء صرح بسماعه منه أو لم يصرح طالما تبين أن الواسطة فيها – وهو ثابت البناني – ثقة وقد تتبعنا جملة أحاديث رواها حميد عن أنس بالعنعنة في مسند أبي يعلى ، والكثير منها مخرج في الصحيح ، وقد صرح فيها بالتحديث عن أنس فمن يجهل ذلك يضعفها بالتدليس اهـ
فائدة : قال سفيان : كان عندنا شويب بصرى يقال له : درست ، فقال لى : إن حميدا قد اختلط عليه ما سمع من أنس ، ومن ثابت ، وقتادة عن أنس إلا شىء يسير فكنت أقول له : أخبرنى بما ثبت عن غير أنس ، فأسأل حميدا عنها ، فيقول : سمعت أنسا اهـ
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (3 / 40) : وحكاية سفيان عن درست ليست بشىء ، فإن درست هالك اهـ
(15) حَمَّادُ بنُ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ الكُوْفِيُّ أَبُو أُسَامَةَ
جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال: من الحفاظ ، من أتباع التابعين ، مشهور بكنيته ، متفق على الاحتجاج به ، مات سنة مائتين ، وصفه بذلك : المُعيطي فقال : كان كثير التدليس ثم رجع عنه ، وقال بن سعد : كان كثير الحديث ويدلس ويبين تدليسه انتهى وقد قال أحمد : كان صحيح الكتاب ضابطا لحديثه ، وقال أيضا : كان ثبتا ما كان أثبته لا يكاد يخُطئ ، مات سنة إحدى ومائتين انظر طبقات المدلسين (1/30) وذكره في التدليس السيوطي وابن العراقي وقال ابن حجر في التقريب (1487) :  ثقة ثبت ربما دلس وكان بأخرة يحدث من كتب غيره من كبار التاسعة مات سنة إحدى ومائتين وهو ابن ثمانين ع اهـ قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (1487) : لكنه كان يبين تدليسه – قوله - وكان بأخرة يحدث من كتب غيره - لم يثبت شيء من هذا ، فالذين رووا مثل هذا لم تثبت عدالتهم ، فانظر لزاما التعليق على تهذيب الكمال
 (16) حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ مُسْلِمٍ الكُوْفِيُّ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ مَوْلَى الأَشْعَرِيِّيْنَ، قال الحاكم في المدخل ص (46) : فَأَمَّا أهل الكوفة فمنهم م دَلَّسَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُدَلِّسْ وَقَدْ دَلَّسَ أَكْثَرُهُمْ وَالْمُدَلِّسُونَ عَنْهُمْ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَغَيْرُهُمَا اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : الفقيه المشهور ، ذكر الشافعي أن شعبة حدث بحديث عن حماد عن إبراهيم ، قال : فقلت لحماد : سمعته من إبراهيم ؟ قال : لا ، أخبرني به مغيرة بن مقسم عنه انظر طبقات المدلسين (1/30) قال في التقريب (1500) : فقيه صدوق له أوهام من الخامسة ورمي بالإرجاء مات سنة عشرين أو قبلها بخ م 4 اهـ روى له مسلم مقرونا بغيره انظر تهذيب الكمال
(17) حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ بنِ دِيْنَارٍ البَصْرِيُّ أَبُو سَلَمَةَ
قال ابن حبان في صحيحه (1/154) : فإن قال كان حماد يُدلِّسُ يقال له فإن قتادة وأبا إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وابن جريج والأعمش والثوري وهشيما كانوا يدلِّسون واحتججت بروايتهم فإن أوجب تدليس حماد في روايته ترك حديثه أوجب تدليس هؤلاء الأئمة ترك حديثهم اهـ قال ابن حجر في التقريب (1499) : ثقه عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأخرة من كبار الثامنة مات سنة سبع وستين خت م 4 اهـ
(18) الحَسَن بْن مسعود بْن الحَسَن، أبو عليّ ابن الوزير، الدّمشقيّ، الحافظ. [المتوفى: 543 هـ] انظر تاريخ الإسلام (11/ 824) قَالَ السَّمْعَانِيُّ: حَافِظٌ فَطِنٌ، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ وَالأَنسَابِ انظر السير (20/ 177) قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 393) : كان يدلس عن شيوخه ما لم يسمعه منهم عفا الله عنه اهـ وكذلك ذكره في المدلسين الحلبي وأبو زرعة بن العراقي جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : محدث مكثر ، مذكور بالحفظ ، وصفه ابن عساكر بالتدليس ، وقال : مات سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة انظر طبقات المدلسين (1/30)
(19) خَالِدُ بنُ مِهْرَانَ أَبُو المُنَازِلِ البَصْرِيُّ الحَذَّاءُ
وإنما نسب إلى الحذائين لإنه كان يجلس إليهم كان من المتقنين المواظبين على العبادة والعلم مات سنة إحدى أو ثنتين وأربعين ومائة انظر مشاهير علماء الامصار (1/ 241)
جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : أحد الاثبات ، المشهورين روى عن عراك بن مالك حديثا سمعه من خالد بن أبي الصلت عنه في استقبال القبلة في البول انظر طبقات المدلسين (1/ 20) وقال ابن حجر في التقريب (1680) : ثقة يرسل من الخامسة [وقد] أشار حماد ابن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم من الشام وعاب عليه بعضهم دخوله في عمل السلطان ع اهـ
(20) سَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ رَافِعٍ الأَشْجَعِيُّ الغَطَفَانِيُّ مَوْلاَهُم، الكُوْفِيُّ، الفَقِيْهُ، أَحَدُ الثِّقَات فهُوَ صَاحِبُ تَدْلِيْسٍ انظر السير (5/108) قال يعقوب بن سفيان في المعرفة (3/ 236) : وَلَمْ يَسْمَعْ سَالِمٌ مِنْ ثَوْبَانَ إِنَّمَا هُوَ تَدْلِيسٌ اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : ثقة مشهور من التابعين ذكره الذهبي في الميزان بذلك انظر طبقات المدلسين (1/31) ذكره في التدليس الحلبي والسيوطي وابن العراقي وقال في التقريب (2170): ثقة وكان يرسل كثيرا من الثالثة مات سنة سبع أو ثمان وتسعين وقيل مائة أو بعد ذلك ولم يثبت أنه جاوز المائة ع اهـ
(21) سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ مِهْرَانَ العَدَوِيُّ أَبُو النَّضْرِ مَوْلاَهُم، البَصْرِيُّ قال الذهبي : وَكَانَ مِنَ المُدَلِّسِيْنَ قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ مِنَ الحَكَمِ، وَلاَ مِنَ الأَعْمَشِ، وَلاَ مِنْ حَمَّادٍ، وَلاَ مِنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَلاَ مِنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَلاَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَلاَ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَلاَ مِنْ أَبِي بِشْرٍ، وَلاَ مِنِ ابْنِ عَقِيْلٍ، وَلاَ مِنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَلاَ مِنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَلاَ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ هَؤُلاَءِ عَلَى التَّدْلِيْسِ انظر السير (6/413/415) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا» الْحَدِيثَ قال الترمذي : فَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا- البخاري - عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ , وَلَكِنْ لَا أَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , وَلَا أَعْرِفُ لِسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ سَمَاعًا مِنَ الْأَعْمَشِ وَهُوَ يُدَلِّسُ وَيَرْوِي عَنْهُ انظر العلل الكبرى (646) قلت : هذا الحديث رواه البخاري (5032) ومسلم (790) قال العلائي في جامع التحصيل (106) : مشهور بالتدليس ذكره به غير واحد اهـ ووصفه بالتدليس يعقوب بن سفيان كما في المعرفة والتاريخ (2/123) والدارقطني في العلل (1/275) والحلبي والسيوطي وابن العراقي وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : رأى أنسا رضي الله تعالى عنه ، وأكثر عن قتادة ، وهو ممن اختلط ، ووصفه النسائي وغيره بالتدليس انظر طبقات المدلسين (1/31) وقال في التقريب (2365) : ثقة حافظ له تصانيف [لكنه] كثير التدليس واختلط وكان من أثبت الناس في قتادة من السادسة مات سنة ست وقيل سبع وخمسين ع اهـ قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (2365) : أما وصفه بكثرة التدليس هنا ، فمناقض لما ذكره في طبقات المدلسين ، فقد ذكره في الطبقة الثانية التي احتمل الأئمة تدليسهم ، وأخرجوا لهم في الصحيح لإمامتهم وقلة تدليسهم ، مع أنهم قد ذكروا جماعة روى عنهم ولم يسمع منهم وفيهم كثرة ، وما ندري هل هذا يُسَمى تدليسا أم ارسالا اهـ
(22) سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الثَّوْرِيُّ
قال ابْن الْمُبَارَكِ : حَدَّثْتُ سُفْيَانَ الثَّوْريّ بِحَدِيثٍ، ثُمَّ جِئْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذَا هُوَ يُدَلِّسُهُ عَنِّي فَلَمَّا رَآنِي اسْتَحَى فَقَالَ: نَرْوِي عَنْكَ، نَرْوِي عَنْكَ انظر الكامل (1/193) وقال يحيى ابن معين : الثَّوْرِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحِفْظِ، وَكَانَ يُدَلِّسُ انظر الكفاية ص (361) وقال البخاري : مَا أَقَلَّ تَدْلِيسَهُ انظر علل الترمذي ص (388) قال العلائي في جامع التحصيل (186) : الإمام المشهور تقدم أنه يدلس ولكن ليس بالكثير من ذلك اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : الامام المشهور الفقيه العابد الحافظ الكبير وصفه النسائي وغيره بالتدليس وقال البخاري ما أقل تدليسه انظر طبقات المدلسين (1/32) وذكره في التدليس السيوطي وابن العراقي  قال ابن حجر في التقريب (2445) : ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من رؤوس الطبقة السابعة وكان ربما دلس مات سنة إحدى وستين وله أربع وستون ع اهـ وأقره شعيب الأرنؤوط وبشار عواد 0ونسبه الخطيب بتدليس التسوية فقال : وَرُبَّمَا لَمْ يُسْقِطِ الْمُدَلِّسُ اسْمَ شَيْخِهِ الَّذِي حَدَّثَهُ لَكِنَّهُ يُسْقِطُ مِمَّنْ بَعْدَهُ فِي الْإِسْنَادِ رَجُلًا يَكُونُ ضَعِيفًا فِي الرِّوَايَةِ أَوْ صَغِيرَ السِّنِّ وَيَحْسُنُ الْحَدِيثُ بِذَلِكَ وَكَانَ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ , وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذَا 000ثنا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَوْمًا حَدِيثًا تَرَكَ فِيهِ رَجُلًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فِيهِ رَجُلٌ، قَالَ: «هَذَا أَسْهَلُ لِلطَّرِيقِ» انظر الكفاية ص (364) قال البقاعي: سألت شيخنا يريد به الحافظ ابن حجر هل تدليس التسوية جرح قال لا شك أنه جرح فإنه خيانة لمن ينقل إليهم وغرور فقلت: كيف يوصف به الثوري والأعمش مع جلالتهما فقال أحسن ما يعتذر به في هذا الباب أن مثلهما لا يفعل ذلك إلا في حق من يكون ثقة عنده ضعيفا عند غيره انظر توضيح الأفكار (1/338)
(23) سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ مَيْمُوْنٍ الهِلاَلِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الهِلاَلِيُّ، الكُوْفِيُّ، ثُمَّ المَكِّيُّ قَالَ أحمد بن حنبل : كَانَ هُشَيْمٌ يُكْثِرُ- يَعْنِي التَّدْلِيسَ- وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَيْضًا انظر المعرفة والتاريخ (2/ 633) وقال الدارقطني : فَأَما بن عُيَيْنَة فَإِنَّهُ يُدَلس عَن الثِّقَات انظر سؤالات الحاكم ص (175) وقال أبو الفتح الأزدي: فَنَحْنُ نَقْبَلُ تَدْلِيسَ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَنُظَرَائِهِ لِأَنَّهُ يُحِيلُ عَلَى مَلِيءٍ ثِقَةٍ انظر الكفاية ص (362) وقال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ص (231) : ما سمع التفسير عن مجاهد أحد غير القاسم بن أبى بزة نظر الحكم بن عتيبة وليث بن أبى سليم وابن أبى نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه ثم دلسوه عن مجاهد اهـ وقال الذهبي في السير (8/ 465) : وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ مَشْهُوْراً بِالتَّدْلِيسِ، عَمَدَ إِلَى أَحَادِيْثَ رُفِعَتْ إِلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، فَيَحذِفُ اسْمَ مَنْ حَدَّثَهُ وَيُدَلِّسُهَا، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُدَلِّسُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ عِنْدَهُ اهـ وقال العلائي في جامع التحصيل (186) : الإمام المشهور مكثر من التدليس لكن عن الثقات كما تقدم اهـ وقال الحلبي في التبيين (28) : لكنه لم يدلس إلا عن ثقة كثقته وحكى بن عبد البر عن أئمة الحديث أنهم قالوا يقبل تدليس بن عيينة لإنه إذا وقف أحال على بن جريج ومعمر ونظائرهما وهذا ما رجحه ابن حبان وقال هذا شئ ليس في الدنيا إلا لابن عيينة فإنه كان يدلس ولا يدلس إلا عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد لابن عيينة خبر دلس فيه إلا وقد بين سماعه عن ثقة مثل ثقته ثم مثل ذلك بمراسيل كبار الصحابة وإنهم لا يرسلون إلا عن صحابي وقد سبق بن عبد البر أبو بكر البزار وأبو الفتح الازدي اهـ قال ابن حجر : الامام المشهور فقيه الحجاز في زمانه كان يدلس لكن لا يدلس إلا عن ثقة وادعى بن حبان بأن ذلك كان خاصا ووصفه النسائي وغيره بالتدليس وذكر البرهان الحلبي لسفيان بن عيينة ترجمتين الاول هذا والثاني سفيان بن عيينة الهلالي مولى مسعر بن كدام من أسفل ليس بشئ كان يدلس قال البرهان هذا آخر غير الأول 0
قلت: ليس كما ظن فإن ابن عيينة مولى بني هلال وقد ذكر الذهبي في فوائد رحلته أنه لما اجتمع بابن دقيق العيد سأله من أبو محمد الهلالي فقال سفيان بن عيينة فأعجبه استحضاره وإنما نسب لمسعر لإن مسعرا من بني هلال صليبة ولعل العجلي إنما قال فيه ليس بشئ لأمر آخر غير
التدليس لعله الاختلاط ثم راجعت أصل الثقات للعجلي فوجدته قال ما نصه سفيان بن عيينة انظر طبقات المدلسين (1/32) وقال ابن العراقي في المدلسين (53) : مشهور بالتدليس أيضاً.
قلت: لكن اتفقوا مع ذلك على قبول عنعنته كما حكاه غير واحد انتهى وذكره من المدلسين السيوطي قال ابن حجر في التقريب (2451) : ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة وكان ربما دلس لكن عن الثقات من رؤوس الطبقة الثامنة وكان أثبت الناس في عمرو ابن دينار مات في رجب سنة ثمان وتسعين وله إحدى وتسعون سنة ع اهـ قال الذهبي في السير (8/ 465) : فَأَمَّا مَا بَلَغَنَا عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ، أَنَّهُ قَالَ: اشْهَدُوا أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ اخْتُلِطَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَهَذَا مُنْكَرٌ مِنَ القَوْلِ، وَلاَ يَصِحُّ، وَلاَ هُوَ بِمُسْتقِيْمٍ، فَإِنَّ يَحْيَى القَطَّانَ مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، مَعَ قُدُوْمِ الوَفْدِ مِنَ الحَجِّ، فَمَنِ الَّذِي أَخْبَرَهُ باخْتِلاَطِ سُفْيَانَ، وَمتَى لَحِقَ أَنْ يَقُوْلَ هَذَا القَوْلَ، وَقَدْ بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ اهـ
(24) سَلَمَةُ بْنُ تَمَّامٍ الشَّقَرِيُّ كوفي، يُكَنَّى أبا عَبد الله.
جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : من أتباع التابعين ، ذكره بن حبان في ثقات التابعين وذكر بن أبي حاتم ما يدل على أنه كان يدلس انظر طبقات المدلسين (1/ 21) قال العلائي : قال علي بن المديني قلت ليحيى بن سعيد حديث حماد بن زيد عن أبي عبد الله الشقري عن إبراهيم في العبد يتسرى قال بينه وبين إبراهيم ثلاثة أي لم يسمعه من إبراهيم قلت قد روى عن إبراهيم غير هذا وكأنه مدلس فينبغي أن يذكر في المدلسين انظر جامع التحصيل (1/ 187) وقال ابن حجر في التقريب (2486) : صدوق من الرابعة س اهـ
(25) سُلَيْمَانُ بنُ حَيَّانَ الأَزْدِيُّ أبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ
قال الإمام أحمد بن حنبل : أُرَاهُ كَانَ يُدَلِّسُ انظر القراءة خلف الإمام ص (62) قال ابن حجر في التقريب (2547) : صدوق يخطىء من الثامنة مات سنة تسعين أو قبلها وله بضع وسبعون ع اهـ
(26) سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ بنِ الجَارُوْدِ الطَّيَالِسِيُّ الحَافِظُ الكَبِيْرُ، صَاحِبُ (المُسْنَدِ) ، أَبُو دَاوُدَ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ الأَسَدِيُّ، ثُمَّ الزُّبَيْرِيُّ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ الحَافِظُ، البَصْرِيُّ.
وحكى الدارقطني في الجرح والتعديل عن ابن معين قال كنا عند أبي داود فقال ثنا شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النوح قال فقيل يا أبا داود هذا حديث شبابة قال فدعه قال الدارقطني لم يحدث به إلا شبابة قال وهذه قصة مهولة عظيمة في أبي داود قلت –  ابن حجر - أخطأ أبو داود في هذا الحديث أو نسي أو دلس فكان ماذا انظر تهذيب التهذيب (4/ 185)
 جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : الحافظ المشهور بكنيته من الثقات المكثرين قال يزيد بن زريع سألته عن حديثين لشعبة فقال لم أسمعهما منه قال ثم حدث بهما عن شعبة قال الذهبي : ودلسهما عنه فكان ماذا قلت ويحتمل أن يكون تذكَّرهما وان كان دلَّسهما نُظر فإن ذكر صيغة محتملة فهو تدليس الإسناد وإن ذكر صيغة صريحة فهو تدليس الإجازة انظر طبقات المدلسين (1/33) قال ابن حجر في التقريب (2550) : ثقة حافظ غلط في أحاديث من التاسعة مات سنة أربع ومائتين خت م 4 اهـ قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (2550) : قوله : غلط في أحاديث لو لم يذكرها لكان أحسن ، فمن من الحفاظ الثقات الاثبات لم يغلط في أحاديث ؟ وأبو داود قد أطلق توثيقة كل أئمة هذا الشأن ، وأثنوا على حفظه وتثبته ، وعمدة ابن حجر في هذا القول هو قول إبراهيم بن سعيد الجوهري : أَخْطَأَ أَبُو دَاوُدَ فِي أَلفِ حَدِيْثٍ وهذا من المبالغات والتهاويل التي لا يعول عليها ولا يلتفت إليها ، قال الذهبي في السير : وَلَوْ أَخْطَأَ فِي سُبُعِ هَذَا، لَضَعَّفُوهُ وقد كان أبو داود كما قال ابن عدي في أيامه أحفظ من بالبصرة مقدما على أقرانه لحفظه ومعرفته 0
وقال – ابن عدي - : وليس بعجب من يُحَدِّثُ بأربعين ألف حديث من حفظه إن يخطئ فِي أَحَادِيث مِنْهَا: يرفع أَحَادِيث يوقفها غَيره، ويوصل أَحَادِيث يرسلها غَيره. وَإِنَّمَا أَتَى ذَلِك من قبل حفظه، وَمَا أَبُو دَاوُد عِنْدِي وَعند غَيْرِي إِلَّا متيقظ ثَبت اهـ
(27) سُلَيْمَانُ بنُ طَرْخَانَ أَبُو المُعْتَمِرِ التَّيْمِيُّ ، البَصْرِيُّ قال ابن معين في تاريخه رواية الدُّوريّ (4/141) : كَانَ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ يُدَلس اهـ وقال الذهبي في الميزان (2/212) : قيل: إنه كان يدلس عن الحسن وغيره ما لم يسمعه اهـ وذكره ابن حجر في المرتبة الثانية في طبقات المدلسين (1/33) فقال : تابعي مشهور من صغار تابعي أهل البصرة وكان فاضلا وصفه النسائي وغيره بالتدليس اهـ وذكره في النكت (2/ 637) في المرتبة الأولى وهم من لم يصف بذلك إلا نادرا وغالب رواياتهم مصرحة بالسماع اهـ وذكره السيوطي وابن العراقي في المدلسين وذكره العلائي في المرتبة الثانية فقال : من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع وذلك إما لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما روى أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة ثم ذكره انظر جامع التحصيل (113) قال ابن حجر في التقريب (2575) : ثقة عابد من الرابعة مات سنة ثلاث وأربعين وهو ابن سبع وتسعين ع اهـ
(28) سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ، الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ مَوْلاهُمُ، الْكَاهِلِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ الْمُقْرِئُ قال ابْنُ الْمُبَارَكِ : قُلْتُ لِهُشَيْمٍ: مَا لَكَ تُدَلِّسُ وَقَدْ سَمِعْتَ؟ قَالَ: كَانَ كَبِيرَاكَ يُدَلِّسَانِ. وَذَكَرَ الْأَعْمَشَ وَالثَّوْرِيَّ انظر العلل الكبير ص (388) وقَال ابن طهمان عن يحيى – ابن معين - : الأعمش لم يسمع من مجاهد، وكل شيء يروي عنه لم يسمع إلا ما قال"سمعت"إنما مرسلة مدلسة (سؤالاته، رقم 59) وقال أحمد بن حنبل  : قَدْ دَلَّسَ قَوْمٌ. ثُمَّ ذَكَرَ الْأَعْمَشَ انظر المعرفة والتاريخ (2/ 633) وقال أبو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرَ: كُنْتُ أُحَدِّثُ الْأَعْمَشَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ فَيَجِيءُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ بِالْعَشِيِّ فَيَقُولُونَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ بِتِلْكَ الْأَحَادِيثِ فَأَقُولُ أَنَا حَدَّثْتُهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ انظر التمهيد (1/33) قلت : الحسن بن عمارة قال عنه ابن حجر في التقريب (1264) : متروك اهـ وقال أبو حاتم : الأَعْمَشَ قليلُ السماعِ مِنْ مُجَاهِدٍ، وعامَّةُ مَا يَرْوِي عَنْ مجاهدٍ مُدَلَّسٌ» انظر العلل (1/118) وأخرج الحاكم في معرفة علوم الحديث ص (105) من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فُلَانٌ فِي النَّارِ يُنَادِي يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ» قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: سَمِعْتَ هَذَا مِنْ إِبْرَاهِيمَ؟، قَالَ: لَا حَدَّثَنِي بِهِ حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْهُ اهـ قلت : وحكيم بن جبير قال عنه ابن حجر في التقريب (1468) : ضعيف رمي بالتشيع من الخامسة 4 اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : كان يدلس وصفه بذلك الكرابيسي والنسائي والدارقطني وغيرهم انظر طبقات المدلسين (33)  وقال ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في كتاب الصحيح" (35) : «وهو حديث رواه الخلق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فلم يذكر الخبر في إسناده غير أبي أسامة، فإنه قال فيه: عن الأعمش قال: حدثنا أبو صالح. وَرَوَاهُ أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الأعمش، عن بعض أصحابه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة. والأعمش كان صاحب تدليس، فربما أخذ عن غير الثقات اهـ وقال الذهبي في الميزان (2/224) : وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدرى به، فمتى قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال " عن " تطرق إلى احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وابن أبي وائل، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال اهـ وقال الخطيب في الكفاية ص (364) : وَرُبَّمَا لَمْ يُسْقِطِ الْمُدَلِّسُ اسْمَ شَيْخِهِ الَّذِي حَدَّثَهُ لَكِنَّهُ يُسْقِطُ مِمَّنْ بَعْدَهُ فِي الْإِسْنَادِ رَجُلًا يَكُونُ ضَعِيفًا فِي الرِّوَايَةِ أَوْ صَغِيرَ السِّنِّ وَيَحْسُنُ الْحَدِيثُ بِذَلِكَ وَكَانَ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ , وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذَا اهـ قال البقاعي: سألت شيخنا يريد به الحافظ ابن حجر هل تدليس التسوية جرح قال لا شك أنه جرح فإنه خيانة لمن ينقل إليهم وغرور فقلت: كيف يوصف به الثوري والأعمش مع جلالتهما فقال أحسن ما يعتذر به في هذا الباب أن مثلهما لا يفعل ذلك إلا في حق من يكون ثقة عنده ضعيفا عند غيره انظر توضيح الأفكار (1/338) وذكره السيوطي وابن العراقي في المدلسين وقد ذكر العلائي: الأعمش في الطبقة الثانية من المدلسين انظر جامع التحصيل وتبعه ابن حجر في كتابه تعريف أهل التقديس، انظر طبقات المدلسين (33) وفي النكت ذكره في الطبقة الثالثة!. انظرالنكت 2/ 640 ص 113 قلت : الصحيح يحتج بعنعنته ؛ حتى يتبين أنه دلس قال الألباني رحمه الله :  الجمهور على الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس انظر صحيح أبي داود (4/238) وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: وَحَدِيثُ سُفْيَانَ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشِ مَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ مُدَلِّسٌ يَقُومُ مَقَامَ الْحُجَّةِ انظر المعرفة والتاريخ (2/637) وقال أبوزرعة الرازي: الأعمش ربما دَلَّس انظر علل الحديث (1/ 406) وقال أبو حاتم الرازي الأعمَشُ ربَّما دَلَّسَ انظر علل الحديث (1/ 118) وقال أبو داود: سَمِعت أَحْمد سُئِلَ عَن الرجل يعرف بالتدليس يحْتَج فِيمَا لم يقل فِيهِ سَمِعت قَالَ لَا أَدْرِي فَقلت الْأَعْمَش مَتى تصاد لَهُ الْأَلْفَاظ قَالَ يضيق هَذَا أَي أَنَّك تحتج بِهِ سؤالات أبي داود ص199 وروى الأعمش أحاديث في الصحيحين وصحيح ابن خزيمة وابن حبان بالعنعنة
قال ابن حجر في التقريب (2615) : ثقة حافظ عارف بالقراءات [بالقراءة] ورع لكنه يدلس من الخامسة مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وكان مولده أول سنة إحدى وستين ع اهـ
(29) شِباك، الضَّبِّيّ، الكُوفيّ صاحب إبراهيم النخعي ، مشهور من أهل الكوفة ، جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : وصفه بالتدليس الدارقطني والحاكم انظر طبقات المدلسين (1/ 21) وقال السيوطي في أسماء المدلسين (1/ 58) : كذلك ذكره غير واحد اهـ قال ابن حجر في التقريب (2734) : وكان يدلس من السادسة د س ق اهـ قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (2734) : قوله : وكان يدلس فيه نظر فلم يصفه بالتدليس سوى الحاكم في علوم الحديث وزاد المؤلف في طبقات المدلسين : الدارقطني وقد أطلق توثيقه الأئمة ، لم يذكروا شيئا عن تدليسه : أحمد ، وابن معين ، والنسائي ، وابن حبان ، وابن سعد ، وابن شاهين ، وأبو الوليد ، وعثمان ، وغيرهم اهـ
(30) شَرِيْكُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ
قال ابن حجر في التهذيب (9/203) : محمد" بن سليمان وكذا محمد بن أبي سليمان هو محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العزرمي كان شريك إذا حدث عنه نسبه إلى جده يدلسه ذكر ذلك البخاري اهـ وقال ابن حبان في المجروحين (2/246) : مُحَمَّد بن عبيد الله الْعَرْزَمِي كنيته أَبُو عبد الرَّحْمَن وَهُوَ بن أخي عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان وَاسم أبي سُلَيْمَان ميسرَة وَهُوَ الَّذِي يروي عَنهُ شريك وَيَقُول حَدثنِي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْعَرْزَمِي ينْسبهُ إِلَى جده حَتَّى لَا يعرف اهـ قال ابن حزم في المحلى (10/161) : وَهُوَ مُدَلِّسٌ يُدَلِّسُ الْمُنْكَرَاتِ - عَمَّنْ لَا خَيْرَ فِيهِ إلَّا الثِّقَاتِ اهـ وقال ابن القطان في الوهم والإيهام (3/122) : وَشريك مُخْتَلف فِيهِ، وَهُوَ مُدَلّس اهـ قال العلائي في جامع التحصيل (107) : ليس تدليسه بالكثير اهـ وقال في (113) : وثانيها – أي المرتبة الثانية - من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع وذلك إما لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما روى أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة وذلك ثم ذكر شريك اهـ  وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية وقال : القاضي مشهور كان من الاثبات ولما ولي القضاء تغير حفظه وكان يتبرأ من التدليس ونسبه عبد الحق في الاحكام إلى التدليس وسبقه إلى وصفه به الدارقطني انظر طبقات المدلسين (1/33) وقال السيوطي في أسماء المدلسين (58) : كان قليل التدليس اهـ وقال ابن العراقي في المدلسين (58) : مدلس وليس تدليسه بالكثير اهـ قال ابن حجر في التقريب (2787) : صدوق يخطىء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع من الثامنة مات سنة سبع أو ثمان وسبعين خت م 4 اهـ قلت : لم يحتج به مسلم ، إنما أخرج له في المتابعات قال ابن سعد في الطبقات (6/ 356) : وَكَانَ شَرِيكٌ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَكَانَ يَغْلَطُ كَثِيرًا اهـ وقال الذهبي في الكاشف (2276) : أحد الاعلام وثقه بن معين وقال غيره سئ الحفظ وقال النسائي ليس به بأس هو أعلم بحديث الكوفيين من الثوري قاله بن المبارك توفي 177 عاش اثنتين وثمانين سنة اهـ قلت : أحسن ما قيل فيه قول ابن معين وأحمد قال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : شريك صدوق ثقة إلا أنه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه . قال معاوية بن صالح : و سمعت أحمد بن حنبل يقول شبيها  بذلك انظر تهذيب الكمال (12/ 469) وصحح له ابن خزيمة والحاكم ووافقه الذهبي والعلامة أحمد شاكر رحمهم الله تعالى قلت: فحديثه أقل أحواله أنه حسن يحتج به؛ إلا إذا خالف من هو أقوى منه في الحديث
(31) شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ ، بن رزيق بن معبد بن شيطا، أبو بكر الصَّرِيفِينِيُّ قال ابن حبان في الثقات (13609) : يخطىء وَيُدَلس كل مَا فِي حَدِيثه الْمَنَاكِير مدلسة اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : من شيوخ أبي داود وصفه بالتدليس بن حبان والدارقطني انظر طبقات المدلسين (38) وذكره العلائي والسيوطي وابن العراقي في المدلسين وقال في التقريب (2794) : صدوق يدلس من الحادية عشرة مات سنة إحدى وستين د اهـ قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (2794) : صدوق، لم يذكره أحد بتدليس سوى ابن حبان ، وما علمنا له فيه سلفا ، وأطلق توثيقه الدارقطني والحاكم ، وما ذكرا شيئا من ذلك اهـ
(32) صَفْوَانُ بنُ صَالِحِ بنِ صَفْوَانَ بنِ دِيْنَارٍ أَبُو عَبْدِ المَلِكِ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، الدِّمَشْقِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : وثقة أبو داود وغيره ونسب إلى التسوية انظر طبقات المدلسين (39) وقال (45) : قال أبو حاتم بن حبان سمعت أبا الحسن بن جوضا يقول سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول كان صفوان بن صالح ومحمد بن مصفى يسويان الحديث كبقية بن الوليد ذكره في آخر مقدمة الضعفاء اهـ قال في التهذيب (4/ 427) : يعني يدلسان تدليس التسوية اهـ  وقال في التقريب (2934) : ثقة وكان يدلس تدليس التسوية قاله أبو زرعة الدمشقي من العاشرة مات سنة ثمان أو سبع أو تسع وثلاثين وله سبعون سنة د ت س فق اهـ قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (4/ 502) : وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات لكن الوليد وهو ابن مسلم وصفوان كانا يدلسان تدليس التسوية اهـ قلت : انفرد أبو زرعة بهذا وكان بعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي وغيره لم يذكره في عداد المدلسين وقد أطلق الأئمة توثيقه ، ولم يذكروا شيئا عن تدليسه قال أَبُو حَاتِم : صدوق وقال أبو داود: حجة وقال الترمذي هو ثقة عند أهل الحديث ووثقه مسلمة بن قاسم وأبو علي الجياني وغيرهما انظر تهذيب التهذيب (4/ 427) وتهذيب الكمال (13/ 193) فأخطأ ابن حجر في جعله إياه في المرتبة الثالثة وكذلك العلامة الألباني رحمهما الله قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (2934) : قوله : - أي ابن حجر – وكان يدلس تدليس التسوية ، قال أبو زرعة الدِّمَشْقِيّ فيه نظر ، وإنما أخذه المؤلف من كتاب المجروحين لابن حبان الذي قال : سمعت ابْن جَوْصَاءَ يقول : سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول : كان صفوان بن صالح ومحمد بن المصفى يسويان الحديث وهذا نص تفرد به ابن حبان ولا نعرف رواه غيره ، ولا توجد إليه أدنى إشارة في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ، وهو مطبوع متداول مشهور وأيضا : كيف يكون ثقة من يدلس تدليس التسوية ، وهو شر أنواع التدليس ، بل هو بلا شك قادح في عدالة فاعله وهذا شيخ وثقه الأئمة ، بل قال أبو داود وقد روى عنه : ( حجة ) اهـ
  (33) طَلْحَةُ بنُ نَافِعٍ الإِسْكَافُ أَبُو سُفْيَانَ الوَاسِطِيُّ، عِرَاقِيٌّ
 قال العلائي في جامع التحصيل (107) : ذكره الحاكم ممن كان يدلس من التابعين اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : الراوي عن جابر صدوق مشهور بكنيته معروف بالتدليس وصفه بذلك الدارقطني وغيره انظر طبقات المدلسين (39) وقال في التقريب (3035) : صدوق من الرابعة ع اهـ قلت : روى له البخاري مقرونا وذكره السيوطي وابن العراقي في المدلسين قلت : روى له مسلم وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهم بالعنعنة وقال الحاكم في معرفة علوم الحديث (103) : فَالتَّدْلِيسُ عِنْدَنَا عَلَى سِتَّةِ أَجْنَاسٍ فَمِنَ الْمُدَلِّسِينَ مَنْ دَلَّسَ عَنِ الثِّقَاتِ الَّذِينَ هُمْ فِي الثِّقَةِ مِثْلُ الْمُحَدِّثِ، أَوْ فَوْقَهُ، أَوْ دُونَهُ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَخْرُجُوا مِنْ عدادِ الَّذِينَ يُقْبَلُ أَخْبَارُهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنِ التَّابِعِينَ أَبُو سُفْيَانَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، وَقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ وَغَيْرُهُمَا اهـ فهو يدلس عن ثقة قال الشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني في تحقيقه على "أحاديث الشيوخ الثقات" لقاضي المارستان (2/ 632 - 633)،عند تعقبه على صنيع الحافظ ابن حجر المذكور قال :"لكن ذكر طلحة بن نافع في الطبقة الثالثة من المدلسين فيه نظر، ويدل على ذلك أمور: أولاً: أنه لا دليل عليه من أقوال أو تصرفات النقاد، فيما وجدت.
ثانيًا: أن الحاكم صرح بخلاف ما تقتضيه الطبقة الثالثة عند ابن حجر، حيث إن الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص/103) ضرب مثلاً بأبي سفيان وغيره للرواة المدلسين عن الثقات.
ثالثًا: أن تصرفات النقاد تدل على أنهم لا يترددون في قبول عنعنة أبي سفيان عمن لقيه وسمع منه. وذلك لائح لمن تتبع أحاديثه عن جابر في الكتب الستة، مع أنه قيل إنه لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وأن باقي حديثه عنه صحيفة.
رابعًا: أن وصفه بالتدليس إنما كان لروايته عمن عاصرهم ولم يلقهم، أو لقيهم وسمع منهم فروى عنهم ما سمع وعن صحيفة مسموعة منهم. وهذه الأنواع من التدليس لا تقتضي رد العنعنة مطلقًا، كما تقتضيه طبقته عند الحافظ". انتهى
قال الألباني رحمه الله في ظلال الجنة (2/420) : قال البوصيري في الزوائد ق 279/2: هذا إسناد حسن إن كان أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع سمع من جابر بن عبد الله.
قلت: لا وجه عندي للشك في سماع أبي سفيان من جابر فقد ثبت مجاورته إياه في مكة ستة أشهر. وروى له البخاري عنه أربعة أحاديث وأكثر مسلم عنه وقد سبق له عنه حديث ذكرته قريبا قبل حديث.
اهـ قوله : روى له البخاري قلت : روى له البخاري مقرونا بغيره قال الذهبي : احتج به مسلم، وأخرج له البخاري مقرونا بغيره انظر ميزان الاعتدال (2/342) وقال الشيخ مشهور بن حسن -حفظه الله- في كتابه "العراق في أحاديث وآثار الفتن" (1/ 58) : وطلحة بن نافع في نفسه صدوق، وروايته عن جابر، قال بعضهم: إنما هي صحيفة، ولكن ثبت أنه كان جاوره بمكة ستة أشهر اهـ قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 346): عَنْ أَبِي سُفيان: جاورتُ جَابِرا ستة أشهر بمَكَّة اهـ


(34) عَبد اللهِ بْن مَروان، أَبو شَيخ الْحَرَّانِي
 قال ابن حبان في الثقات (13799) : يعْتَبر حَدِيثه إِذا بَين السماع فِي خَبره اهـ قال ابن حجر : يروى عن زهير عن معاوية وغيره روى عنه حسين بن منصور وإبراهيم بن الهيثم قال بن حبان في الثقات يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره انظر طبقات المدلسين (39) وذكره الحلبي في المدلسين والشيخ حماد الأنصاري 0
قال الألباني في الضعيفة (8/ 304) : - فيه - عنعنة الحراني هذا؛ فقد قال ابن حبان في "الثقات":"يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره".
قلت: وقد عنعنه هنا؛ فلا يعتبر به اهـ قلت : انفرد ابن حبان في ذلك ووثقه تلميذه أبو حاتم الرازي كما في تاريخ بغداد (11/385)
ولم يذكره بالتدليس فأخطأ ابن حجر في جعله اياه في المرتبة الثالثة وكذلك الألباني 0
(35) عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ الفِهْرِيُّ مَوْلاَهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ
قال ابن سعد في الطبقات (7/ 518) : كَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ، ثِقَةً فِيمَا قَالَ: حَدَّثَنَا، وَكَانَ يُدَلِّسُ اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : الفقيه المشهور ، وصفه بذلك : محمد بن سعد في الطبقات انظر طبقات المدلسين (1/22) وقال في التقريب (3694) : ثقة حافظ عابد من التاسعة مات سنة سبع وتسعين [ومائة] وله اثنتان وسبعون سنة ع اهـ
(36) عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي نَجِيْحٍ يَسَارٍ أَبُو يَسَارٍ الثَّقَفِيُّ
جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : المفسر أكثر عن مجاهد وكان يدلس عنه وصفه بذلك النسائي انظر طبقات المدلسين (39) وذكره العلائي و السيوطي وابن العراقي في المدلسين قلت: بل سمع من مجاهد كما قال بعض العلماء كما سيأتي والدليل : عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: «الِاسْتِنْشَاقُ شَطْرُ الْوُضُوءِ» رواه أبو عبيد في الطهور (288) وابن أبي شيبة (281) من طريق سفيان الثوري عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ به وإسناده صحيح وله أحاديث في صحيح البخاري ومسلم عن مجاهد بالعنعنة ومن شرط البخاري في الصحة اللقي فلا عبرة بعد ذلك بقول من نفى سماعه منه، لأنه لا حجة لديه على ذلك إلا عدم العلم بالسماع، ومن علم حجة على من يعلم
قال ابن تيمة رحمه الله في مجموع الفتاوى (17/408) : وَعَلَى تَفْسِيرِ مُجَاهِدٍ يَعْتَمِدُ أَكْثَرُ الْأَئِمَّةِ كَالثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيِّ. قَالَ الثَّوْرِيُّ إذَا جَاءَك التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُك بِهِ. وَالشَّافِعِيُّ فِي كُتُبِهِ أَكْثَر الَّذِي يَنْقُلُهُ عَنْ ابْنِ عُيَيْنَة عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَكَذَلِكَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ يَعْتَمِدُ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ وَقَوْلُ الْقَائِلِ لَا تَصِحُّ رِوَايَةُ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ جَوَابُهُ: أَنَّ تَفْسِيرَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ مِنْ أَصَحِّ التَّفَاسِيرِ بَلْ لَيْسَ بِأَيْدِي أَهْلِ التَّفْسِيرِ كِتَابٌ فِي التَّفْسِيرِ أَصَحَّ مِنْ تَفْسِيرِ ابْن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ إلَّا أَنْ يَكُونَ نَظِيرَهُ فِي الصِّحَّةِ اهـ قلت : وعلى فرض عدم سماعه التفسير من مجاهد كما قال بعض العلماء فإن الواسطة معروفة وهو القاسم بن أبي بزة وهو من رجال الشيخين قال ابن حجر في التقريب : ثقة اهـ والدليل على ذلك : قال يعقوب بن سفيان سُئِلَ عَلِيٌّ: سَمِعَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ التَّفْسِيرَ مِنْ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ سُفْيَانُ : لَمْ يَسْمَعْهُ أَحَدٌ مِنْ مُجَاهِدٍ إِلَّا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ أَمْلَاهُ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ كِتَابَهُ الْحَكَمُ وَلَيْثٌ وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ. قالَ عَلِيّ: قَالَ سُفْيَانُ - ابن عيينة - قَالَ لِي فُلَانُ بْنُ مُسْلِمٍ- سَمَّاهُ-: قُلْ لِلَّيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ يَتَّقِ اللَّهَ وَيَرُدَّ كِتَابَ الْقَاسِمِ بْنِ أبي بَزَّةَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي التَّفْسِيرِ فَإِنَّهُ لَا يَنَامُ  فَقُلْتُ لَهُ: ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيرَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ إِنَّمَا يَدُورُ تَفْسِيرُ مُجَاهِدٍ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ انظر المعرفة والتاريخ (2/ 154) وقال وكيع : كان سفيان يصحح تفسير ابن أبى نجيح انظر تهذيب الكمال (16/217) وقال البخاري في التاريخ الكبير (5/ 233) : سَمِعَ طاوُوسًا، وعَطاء، ومُجاهِدًا، وأباه، سَمِعَ منه الثَّوريّ نَسَبَهُ ابْن عُيَينَةَ قَالَ يَحيى القَطّان: لم يسَمِع ابْن أَبي نَجِيح من مُجاهِد التفسير كله، يدور على القاسم بْن أَبي بَزَّة اهـ وقال ابن الجنيد : قلت ليحيى بن معين: إن يحيى بن سعيد القطان يزعم أن ابن أبي نجيح لم يسمع التفسير من مجاهد، وإنما أخذه من القاسم بن أبي بزة، فقال يحيى بن معين: «كذا قال ابن عيينة، ولا أدري أحق ذلك أم باطل، زعم سفيان بن عيينة أن مجاهداً كتبه للقاسم بن أبي بزة ولم يسمعه من مجاهد أحد غير القاسم» انظر سؤالات ابن الجنيد (ص 343) فالصحيح الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس فروى البخاري ومسلم أحاديث في الصحيحين بالعنعنة وكذلك ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما وصحح له الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي بالعنعنة فهو لا يدلس إلا عن ثقة وهو قليل التدليس كما قال في التقريب [3662] : ثقة رمي بالقدر وربما دلس من السادسة مات سنة إحدى وثلاثين أو بعدها ع اهـ لم يصب ابن حجر في طبقات المدلسين ولكن أصاب في التقريب والله أعلم قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير [3662] : قوله : رمى بالقدر وربما دلس فيه نظر ، فقد أطلق الأئمة توثيقه ، وقيل : إنه كان يرى الاعتزال ، وهو جرح غير معتبر كما بيناه في مقدمتنا أما تدليسه فلم يذكر عن أحد منهم سوى ما نقله المؤلف عن النسائي ، مع أن النسائي أطلق توثيقه ، فهذا شبه لا شيء اهـ
(37) عَبْدُ رَبِّهِ بنُ نَافِعٍ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : نزيل المدائن ، وثقة بن معين ، ولينه النسائي ، وأشار الخطيب في مقدمة تاريخه إلى أنه دلس حديثا انظر طبقات المدلسين (1/22) قال الذهبي رحمه الله : مَاتَ: بِالمَوْصِلِ وَقِيْلَ: بِبَلَدَ ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى انظر السر (8/227) وقال ابن حجر في التقريب (3790) : صدوق يهم من الثامنة مات سنة إحدى أو اثنتين وسبعين خ م د س ق اهـ
(38) عَبْد الجبّار بْن وائل بْن حُجْر الحضْرَمِيّ الكوفي
قال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ص (258) : مات أبوه وائل وأمه حامل به كل ما روى عن أبيه مدلس وإن كان لا يصغر عن صحبة الصحابة مات سنة ثنتي عشرة ومائة وكان يكنى بمحمد اهـ قال ابن حجر في التقريب (3744) : ثقة لكنه أرسل عن أبيه من الثالثة مات سنة اثنتي عشرة م 4 اهـ قلت : رأى أباه وسمع منه صغيرا وهذا لقاء ثابت ثم هو يروى عنه ما لم يسمعه منه وهذا هو التدليس وهو ممن فات الحافظ إيراده في رسالته الخاصة بـ "طبقات المدلسين قال الدكتور مسفر في التدليس ص [277] : وأراه من أهل المرتبة الثانية من مراتب التدليس اهـ والدليل : على أنه سمع من أبيه وهو صغير ويروي عنه ما لم يسمعه عن عَبْد الْجَبَّارِ بْن وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا لَا أَعْقِلُ صَلَاةَ أَبِي قَالَ: فَحَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ " إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ، الْحَدِيثَ رواه أبو داود (723) وصححه الألباني قال ابن حجر في التلخيص (1/509) : نَقَلَ النَّوَوِيُّ اتِّفَاقَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ اهـ وقال المباركفوري (5/ 14) : فَقَوْلُ عَبْدِ الْجَبَّارِ كُنْت غُلَامًا لَا أَعْقِلُ صَلَاةَ أَبِي نَصٌّ صَرِيحٌ فِي أَنَّ عَبْدَ الْجَبَّارِ قَدْ وُلِدَ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ قَالَ الْحَافِظُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ وَهَذَا الْقَوْلُ ضَعِيفٌ جِدًّا فَإِنَّهُ قَدْ صَحَّ أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ غُلَامًا لَا أَعْقِلُ صَلَاةَ أَبِي وَلَوْ مَاتَ أَبُوهُ وَهُوَ حَمْلٌ لَمْ يَقُلْ هَذَا الْقَوْلَ انْتَهَى فَإِنْ قُلْتَ قَالَ الْحَافِظُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ نَصَّ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ عَلَى أَنَّ الْقَائِلَ كُنْتُ غُلَامًا لَا أَعْقِلُ صَلَاةَ أَبِي هُوَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلٍ لَا أَخُوهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ قُلْتُ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الْبَزَّارِ هَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ قَائِلُ كُنْتُ غُلَامًا لَا أَعْقِلُ صَلَاةَ أَبِي هُوَ عَلْقَمَةُ لَمْ يَقُلْ فَحَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلٍ اهـ  وقال الترمذي في سننه (4/ 55) : سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ وَلَا أَدْرَكَهُ، يُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ بِأَشْهُرٍ اهـ قال الآجري في سؤالاته ص (126) : قُلْت لأبي دَاوُد: "عَبْد الجبار بْن وائِل سمع من أبيه ؟ قال: سمعت يحيى ابن معين يَقُول: مَات وَهُوَ حَمْلُ اهـ وقال النسائي في السنن الصغرى (3/ 104) : «أَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا، وَلَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ» اهـ وقال ابن سعد في الطبقات (6/ 312) : وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَيَتَكَلَّمُونَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ , وَيَقُولُونَ لَمْ يَلْقَهُ اهـ قال ابن حجر في التهذيب (6/ 105) : وبمعنى هذا قال أبو حاتم وابن جرير الطبري والجريري ويعقوب بن سفيان ويعقوب بن شيبة والدارقطني والحاكم وقبلهم بن المديني وآخرون اهـ
(39) عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ، أَبُو صَالِحٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ. قال ابن حبان في الثقات (14197) : يعْتَبر حَدِيثه عِنْد بَيَان السماع فِي خَبره اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : وثقة بن معين وقال البخاري يهم في الشئ وقال بن حبان يعتبر حديثه إذا بين السماع انظر طبقات المدلسين (39) وذكره الحلبي وحماد الأنصاري في المدلسين قلت : انفرد ابن حبان في ذلك وكان بعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين  وقد أطلق توثيقه الأئمة ، لم يذكروا شيئا عن تدليسه قال يحيى بْن مَعِين: ثقة انظر تهذيب الكمال (16/399) وذكره ابن شاهين في "الثقات" (الترجمة: 1002) وقال الذهبي : صدوق قال البخاري ربما يهم انظر ذكر أسماء من تكلم فيه ص (115) وكذلك أطلق ابن حجر في التقريب (3747) دون وصفه بالتدليس فقال : صدوق يهم من السابعة بخ س اهـ فأخطأ ابن حجر في جعله اياه في المرتبة الثالثة
(40) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الكُوْفِيُّ. انظر السير (9/136) قال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : بَلَغَنَا أنه كَانَ يُدَلِّسُ - وقال العجلى : كان يدلس ، أنكر أحمد حديثه عن معمر انظر تهذيب التهذيب (6 / 266) قلت : قول أحمد بَلَغَنَا أنه كَانَ يُدَلِّسُ يدل على أنه ليس مشهورا عنه ولم يقف عليه بنفسه وقال عبد الله بن أحمد : وَلاَ نَعْلَمُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ مَعْمَرٍ شَيْئاً، وَأَنْكَرَ أَبِي رِوَايَتَهُ عَنْ مَعْمَرٍ، فَقِيْلَ لأَبِي: إِنَّ المُحَارِبِيَّ يَرْوِي عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيْرٍ البَجَلِيِّ حَدِيْثَ: (تُبْنَى مَدِيْنَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ) .
فَقَالَ أَبِي: كَانَ المُحَارِبِيُّ جَلِيساً لِسَيفِ بنِ مُحَمَّدٍ؛ ابْنِ أُخْتِ الثَّوْرِيِّ، وَكَانَ سَيْفٌ كَذَّاباً، وَأَظُنُّ المُحَارِبِيَّ سَمِعَ هَذَا مِنْهُ اهـ  قلت : سيف قال عنه ابن حجر في التقريب : كذبوه اهـ لم يذكر عبد الله من رواها له فربما كانت لا تصح عنه قال الذهبي : لَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ اللهِ مَنْ حَدَّثَهُ بِهَذَا عَنِ المُحَارِبِيِّ، فَهُوَ – إِنْ صَحَّ أَنَّ المُحَارِبِيَّ حَدَّثَ بِهِ - قَوِيُّ الإِسْنَادِ عَلَى نَكَارَتِهِ انظر السير (9/138) وقال شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (3999) : ثقة 00أما تدليسه ، فقد نقله المصنف في تهذيب التهذيب عن أحمد بصيغة : بلغنا ، قال ذلك ؛ لأنه أنكر حديثه عن معمر وهذا مما تفرد به أحمد ، على أن المزي لم يذكر أنه روى عن معمر أصلا انتهى
 وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : محدث مشهور من طبقة عبد الله بن نمير وصفه العقيلي بالتدليس انظر طبقات المدلسين (40) قلت : العقيلي لم يصفه بالتدليس إنما ذكر كلام أحمد السابق فقال في الضعفاء (2/347) : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَلَمْ نَعْلَمْ أَنَّ الْمُحَارِبِيَّ سَمِعَ مِنْ مَعْمَرٍ شَيْئًا، وَبَلَغَنَا أَنَّ الْمُحَارِبِيَّ، كَانَ يُدَلِّسُ اهـ  وذكره السيوطي وابن العراقي في المدلسين وقال في التقريب (3999) : لا بأس به وكان يدلس قاله أحمد من التاسعة مات سنة خمس وتسعين [ومائة] ع اهـ
قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/839) المحاربي وصفه أحمد بأنه كان يدلس وكأنه لذلك لم يثبت البيهقي حديثه، ولولا ذلك لكان السند صحيحا، فلا أقل من أن يصلح للاستشهاد به اهـ
(41) عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامِ بنِ نَافِعٍ الحِمْيَرِيُّ الحَافِظُ الكَبِيْرُ، عَالِمُ اليَمَنِ، أَبُو بَكْر الحِمْيَرِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : الحافظ المشهور ، متفق على تخريج حديثه ، وقد نسبه بعضهم إلى التدليس ، وقد جاء عن عبد الرزاق التبرؤ من التدليس ؛ قال حججت فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث ، فتعلقت بالكعبة ، فقلت : يا رب ما لي ؟ أكذاب أنا ؟ أمدلس أنا ؟ أبقية بن الوليد أنا ؟ فرجعت إلى البيت فجاؤني ويحتمل أن يكون نفي الاكثار من التدليس ؛ بقرينة ذكره بقية انظر طبقات المدلسين (1/34) قال ابن حجر في التقريب (4064) : ثقة حافظ مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير وكان يتشيع من التاسعة مات سنة إحدى عشرة وله خمس وثمانون ع اهـ قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (4064) : لم يثبت ، تشعيه ، ولا وجدنا ذلك في كتابه العظيم المصنف ، ولم نجد له رواية عند الشيعة ، فلو كان شيعيا لرووا عنه ، والله أعلم
أما تغيره ، فقال المصنف – ابن حجر – في مقدمة الفتح (588) : وَضَابِط ذَلِك من سمع مِنْهُ قبل الْمِائَتَيْنِ فَأَما بعْدهَا فَكَانَ قد تغير وفيهَا سمع مِنْهُ أَحْمد بن شبويه فِيمَا حكى الْأَثْرَم عَن أَحْمد وَإِسْحَاق الديري وَطَائِفَة من شُيُوخ أبي عوَانَة وَالطَّبَرَانِيّ مِمَّن تَأَخّر إِلَى قرب الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ اهـ قلنا : وما كان في كتبه ، فهو صحيح ، واحتج به الشيخان في جملة من حديث من سمع منه قبل التغير اهـ
(42) عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ المُلاَئِيُّ البَصْرِيُّ ثُمَّ الكُوْفِيُّ، شَرِيْكُ أَبِي نُعَيْمٍ.قال أبو محرز في تاريخ ابن معين (2/223) : سمعت ابن نمير يقول قال أبو نعيم أحاديث عبد السلام يعنى المُلَائى عن سالم إنما هى أحاديث شريك كلها قال ابن نمير كان عبد السلام يدلس اهـ قال ابن حجر في التقريب (4067) : ثقة حافظ له مناكير من صغار الثامنة مات سنة سبع وثمانين وله ست وتسعون سنة ع اهـ
(43) عَبْدُ المَجِيْدِ بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ شَيْخ الحَرَمِ، أَبُو عَبْدِ المَجِيْدِ المَكِّيُّ، مَوْلَى المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ ذكره أحمد في حديث رواه عن عبد الله بن عمر فقال لَمْ يَسْمَعْ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ شَيْئًا، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُ الْمَجِيدِ دَلَسَّهُ؛ سَمِعَهُ مِنْ إِنْسَانٍ، فحدث به انظر علل الخلال (227)
وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : صدوق نسب إلى الارجاء وفي حفظه شئ ونسب إلى التدليس وممن ذكره فيهم العلائي انظر طبقات المدلسين (41) وذكره السيوطي وابن العراقي في المدلسين وقال في التقريب (4160) : صدوق يخطىء وكان مرجئا أفرط ابن حبان فقال متروك من التاسعة مات سنة ست ومائتين م 4 اهـ قال الألباني في أصل صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم (1/284) : مسلم لم يحتج بعبد المجيد هذا؛ وإنما روى له مقروناً بغيره - كما في" التهذيب " اهـ قلت : لم أر من وصفه بالتدليس إلا الإمام أحمد وكلامه يبين أنه دلس في حديث واحد وكان بعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين وكذلك ابن حبان وصحح له ابن خزيمة والحاكم والذهبي حديث بالعنعنة وكذلك أطلق توثيقه الأئمة ، وما ذكروا شيئا من تدليسه اهـ
فأخطأ ابن حجر رحمه الله في جعله أياه في المرتبة الثالثة  قال الدكتور مِسْفِر في التدليس في الحديث ص (216) وجدت في كتاب العلل برواية ابنه عبد الله أن عبد الله قال ليحيى : بن أبي رواد حدث عَن بن جريج عَن يحيى بن سعيد عَن عمْرَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَقِيقَة فَقَالَ هَذَا فِي كتب بن جريج عَن رجل عَن يحيى عَن عمْرَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر العلل (2/113) وهذا إما أن يكون ابن جريج دلسه وهو من المشهورين بالتدليس ، أو يكون ابن أبي رواد هو الذي دلسه وسواه 0
ولم يذكره أحد من المتقدمين بالتدليس إلا الإمام أحمد في الحديث المتقدم ، وهو حديث واحد ، فحقه أن يكون في المرتبة الأولى لا الثالثة كما صنع الحافظ ابن حجر والله أعلم اهـ
(44) عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرِ بنِ سُوَيْدِ بنِ حَارِثَةَ القُرَشِيُّ وَيُقَالُ: اللَّخْمِيُّ، أَبُو عَمْرٍو - وَيُقَالُ: أَبُو عُمَرَ - الكُوْفِيُّ ، وَيُعْرَفُ: بِالقِبْطِيِّ قال ابن حبان في الثقات (5/117) : مَات سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَكَانَ مدلسا وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ مائَة سنة وَثَلَاث سِنِين اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة وقال : تابعي مشهور من الثقات مشهور بالتدليس وصفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما انظر طبقات المدلسين (41) ذكره ابن العراقي في المدلسين قلت : لم يصفه أحد من المتاخرين بأنه كثير التدليس احتج بعنعنته البخاري ومسلم وابن خزيمة في صحيحهم ولم يذكره النسائي ولا غيره في كتابه من المدلسين فالراجح أنه قليل التدليس كما قال ابن حجر : نفسه فقال في التقريب (4200) : ثقة فصيح عالم تغير حفظه وربما دلس من الرابعة [الثالثة] مات سنة ست وثلاثين وله مائة وثلاث سنين ع اهـ
 قلت : بل هو حسن الحديث فعنعنته محمولة على الاتصال لأنه غير مكثر منه إلا : ما علم أنه دلسه بعينه والله أعلم فلم يصب ابن حجر في طبقات المدلسين ولكن أصاب في التقريب فهو قليل التدليس وحسن له العلامة الألباني فقال رحمه الله في الصحيحة (2/628) : لولا أن عبد الملك بن عمير كان تغير حفظه في آخر عمره لجزمت بصحة هذا السند، ولا يضره أنه وُصف بالتدليس، لأنّه مغتفر لقلّته، كما أشار إلى ذلك الحافظ بقوله:"ربما دلّس اهـ وقال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (4200) : بل صدوق حسن الحديث أما قوله – ابن حجر - : وربما دلس ، فأنه أخذها من ابن حبان ، ونقل في طبقات المدلسين عن الدارقطني وصفه بالتدليس ، ولعل ذلك لكونه كان يرسل عن الصحابة ، فهو لم يسمع من أبي عبيدة بن الجراح ، ولا من عدي بن حاتم ولا أدرك الأشعث بن قيس ، ويشك في سماعه من جرير بن عبد الله البجلي اهـ
(45) عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ البَصْرِيُّ الخَفَّافُ أَبُو نَصْرٍ مَوْلَى بَنِي عِجْلٍ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : صدوق معروف من طبقة أبي أسامة قال البخاري كان يدلس عن ثور الحمصي وأقوام أحاديث مناكير انظر طبقات المدلسين ص (41) وقال في التقريب (4262) : صدوق ربما أخطأ أنكروا عليه حديثا في [فضل] العباس يقال دلسه عن ثور من التاسعة مات سنة أربع ويقال سنة ست ومائتين عخ م 4 اهـ وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سئل أبو زرعة عنه فقال : روى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور وقال صالح بن محمد الأسدى : أنكروا على الخفاف حديثا رواه لثور بن يزيد ، عن مكحول ، عن كريب ، عن ابن عباس ، حديثا فى فضل العباس ، و ما أنكروا عليه غيره ، فكان يحيى بن معين يقول : هذا موضوع وعبد الوهاب لم يقل فيه " حدثنا ثور ولعله دلس فيه ، و هو ثقة انظر تهذيب التهذيب (18/ 514) قلت : والحديث هو عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: «إِذَا كَانَ غَدَاةَ الِاثْنَيْنِ فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ حَتَّى أَدْعُوَ لَهُمْ بِدَعْوَةٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا وَوَلَدَكَ»، فَغَدَا وَغَدَوْنَا مَعَهُ فَأَلْبَسَنَا كِسَاءً ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً لَا تُغَادِرُ ذَنْبًا، اللَّهُمَّ احْفَظْهُ فِي وَلَدِهِ» رواه الترمذي (3762) من طريق عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ اهـ وحسنه الألباني في سنن الترمذي ثم ضعفه في هداية الرواة (6107) قال الألباني في الثمر المستطاب (2/747) قال صالح بن محمد: أنكروا على الخفاف حديثا رواه لثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن ابن عباس في فضل العباس وما أنكروا عليه غيره اهـ قلت : مسلم وابن خزيمة وابن حبان قد صححوا واحتجوا بأحاديث بالعنعنة ولم يردوها وصحح له البيهقي أيضا في السنن الكبرى (13727) حديث بالعنعنة 0
وكان بعض العلماء ممن ألف في التدليس كالنسائي وغيره لم يذكره في عداد المدلسين فالصحيح الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس فأخطأ ابن حجر في جعله أياه في المرتبة الثالثة 0
قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (4262) : قوله – أي ابن حجر – ربما أخطأ ، أنكروا عليه حديثا في العباس ، يقال : دلسه عن ثور ، لو لم يذكره لكان أحسن ، فالرجل صدوق حسن الحديث كما تدل عليه أقوال أئمة الجرح والتعديل ، والخطأ في حديث أو حديثين مما يقع للثقات ، ولكل أحد 0
وهو عندنا من الثقات في سعيد بن أبي عروبة ، ذكر ذلك غير واحد اهـ
(46) عُبَيْدة بن الأسود الهَمَدانيُّ الكوفيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : أشار بن حبان في الثقات إلى أنه كان يدلس انظر طبقات المدلسين (42) قلت : انفرد ابن حبان في هذا وكان بعض العلماء ممن ألف في التدليس كالنسائي وغيره لم يذكره في عداد المدلسين وابن حبان نفسه صحح له حديث بالعنعنة في صحيحه وهو عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «ثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَلَاةً: إِمَامُ قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا غَضْبَانُ، وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ» رواه ابن ماجه (971) وابن حبان (1754) من طريق عُبَيْدَة بْن الْأَسْوَدِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ به إسناده حسن قال العراقي: "وإسناده حسن انظر موارد الظمآن (2/73) وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 119 إسناده صحيح وحسن إسناده شعيب الأرنؤوط فالصحيح انه ليس بمدلس أخطأ ابن حجر رحمه الله في جعله أياه في المرتبة الثالثة وابن حجر نفسه قال في التقريب (4415) : صدوق ربما دلس من الثامنة ت ق اهـ أي قليل التدليس قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (4415) : قوله ربما دلس كأنه استفادها من قول ابن حبان في الثقات  يعْتَبر حَدِيثه إِذا بَين السماع وَكَانَ من فَوْقه ودونه ثِقَات وقد انفرد ابن حبان بذلك ، فقد وثقه أبو زرعة الرازي ، وقال أبو حاتم : ما بحديثه بأس ، وقال الدارقطني : يعتبر به ، فالأولى عدم اعتبار قوله : ربما دلس اهـ
(47) عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُسْلِمٍ الحَرَّانِيُّ الطَّرَائِفِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فقال : قال بن حبان روى عن قوم ضعاف أشياء فدلسها عنهم انظر طبقات المدلسين (ص55) وقال في التقريب (4494) : صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب وقد وثقة ابن معين من التاسعة مات سنة اثنتين ومائتين د س ق اهـ قلت : انفرد ابن حبان بقوله بالتدليس ولم ار أحد وصفه بالتدليس غيره وكان بعض العلماء ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين وقد أطلق توثيقه الأئمة ، لم يذكروا شيئا عن تدليسه قال ابن معين : ثقة وقال أبو حاتم : صدوق وقال بن عدي سمعت أبا عروبة ينسبه إلى الصدق وقال لا بأس به متعبد ويحدث عن قوم مجهولين المناكير وعنده عجائب وهو في الجزريين كبقية في الشاميين قال أبو أحمد وصوبه عثمان أنه لا بأس به وتلك العجائب من جهة المجهولين وما يقع في حديثه من الإنكار فإنما يقع من جهة من يروي عنه وقال بن أبي عاصم صدوق اللسان ووثقه بن شاهين انظر تهذيب التهذيب (7/135) وضعفه غيرهم إنما تكلم فيه من تكلم لكثرة روايته عن الضعقاء والمجهولين ، وهذا لا علاقة له به ، لأن الضعف والنكارة من الضعيف أو المجهول الذي يروى عنه فأخطأ ابن حجر في جعله اياه في المرتبة الخامسة فهو حسن الحديث تقبل عنعنته حتى يتبين أنه دلس قال الألباني في الصحيحة (7/98) : عثمان بن عبد الرحمن- وهو الطرائفي-؛ وقد وثقه ابن معين وغيره، ومن تكلم فيه لم يذكر جرحاً يقدم على التعديل، بل إن بعضهم ذكر ما يدل على الضعف من بعض شيوخه؛ كمثل قول البخاري : ((يروي عن قوم ضعاف)) ولذلك لم يضعفه الحافظ؛ فقال في "التقريب " ملخصاً به ما يؤخذ من مجموع أقوال المحدثين فيه:"صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعَّف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين ".قلت: فهو حسن الحديث أيضاً إذا كان من فوقه حجة كما هو الشأن هنا.اهـ وحسن له حديث بالعنعنة فقال في (7/1196) : عثمان بن عبد الرحمن: هو الحراني، وفيه كلام لا يضر هنا. ولذلك قال المنذري (1/165) ، والهيثمي (10/104) :"رواه "رواه الطبراني، وإسناده جيد اهـ
(48) عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ أَبُو عَمَّارٍ العِجْلِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : من صغار التابعين ، وصفه أحمد ، والدارقطني ، بالتدليس انظر طبقات المدلسين (42) وذكره في المدلسين العلائي والسيوطي وابن العراقي قلت : هو قليل التدليس فبعض العلماء ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين وكذلك ابن حبان وروى له مسلم في صحيحه بالعنعنة وكذلك ابن خزيمة وابن حبان وصحح له الحاكم ووافقه الذهبي أحاديث بالعنعنة فالصحيح أنه قليل التدليس كما وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، رُبَّمَا وَهِمَ فِي حَدِيْثِهِ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ، وَفِي حَدِيْثِهِ عَنْ يَحْيَى بَعْضُ الأَغَالِيطِ انظر السير (7/ 136) فهذا يدل على أن عكرمة بن عمار نادر التدليس ليس مشهورا بذلك ورجح ذلك الألباني رحمه الله فأخطأ ابن حجر رحمه الله في جعله أياه في المرتبة الثالثة والله أعلم وقال في التقريب (4672) دون ذكر التدليس قال : صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى ابن أبي كثير اضطراب ولم يكن له كتاب من الخامسة مات قبيل الستين خت م 4 اهـ قلت : الراجح كما قال الذهبي في الكاشف [3866] : ثقة إلا في يحيى بن أبي كثير فمضطرب وكان مجاب الدعوة اهـ فهو ثقة إلا في يحيى بن أبي كثير فمضطرب قال في الاغتباط [ص 256] : وقد أجمع على تضعيف روايته عن يحيى بن أبي كثير اهـ  فتقبل عنعنته حتى يتبين أنه دلس والله أعلم 
(49) عليّ بن غُراب أبو الحَسَن، ويقال أبو الوليد الفَزَاريُّ الكوفيُّ القاضي. قال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل : سَأَلتُ أَبِي عن علي بْن غراب المحاربي، فَقَالَ: ليس لي بِهِ خبرة، سمعت مِنْهُ مجلسا واحدا كَانَ يدلس، ما أراه إلا كَانَ صدوقا.وَقَال النَّسَائي : ليس به بأس، وكان يدلس انظر تهذيب الكمال (21/ 92) قال صاحب إكمال تهذيب الكمال (9/361) : وفي قول المزي: قال النسائي: ليس به بأس، وكان يدلس نظر؛ ولذلك أن لفظة: وكان يدلس، لم يقله النسائي إلا نقلا، بيانه: قوله في كتاب " الكنى ": أبو الحسن علي بن غراب كوفي ليس به بأس، أبنا عبد الله بن أحمد قال: محمد بن علي بن غراب أبو الحسن الفزاري كوفي، قال أحمد: كان يدلس، ولا أراه إلا صدوقا اهـ وقال ابن القطان في الوهم (3/117) : وَهُوَ مَشْهُور التَّدْلِيس وَإِن كَانَ صَدُوقًا اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : اختلف فيه ووثقه ابن معين ، ووصفه الدارقطني ، وغيره بالتدليس انظر طبقات المدلسين (42) وقال الألباني في «الضعيفة» [رقم/ 4709]: «قلت: وبقية رجال الإسناد ثقات؛ فلولا تدليس علي بن غراب؛ لقلت بصحته اهـ وقال في التقريب (4783) : صدوق وكان يدلس ويتشيع وأفرط ابن حبان في تضعيفه من الثامنة مات سنة أربع وثمانين س ق اهـ
 قلت : الدارقطني قال عن إسناد رواه عن عَلِيّ بْن غُرَابٍ فيه عنعنته قال : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ انظر سننه (85) وأقره البيهقى في سننه الكبرى (11) ولم يصفه أحد بأنه كثير التدليس فلو وصفه الدارقطني بالتدليس كما نقل ابن حجر فهو عنده قليل التدليس فلو عنده أن هذا الراوي كثير التدليس ما صحح له بالعنعنة أو يقصد الإرسال فالراجح أن يكون في المرتبة الأولى لا الثالثة والله أعلم  0
(50) عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ اللَّيْثِ اللَّيْثِيُّ، أَبُو مُسْلِمٍ البُخَارِيُّ
جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : الحافظ المشهور كان واسع الرحلة كثير التصانيف ي المتأخرين مات سنة ست وستين وأربعمائة وقيل مات سنة ثمان وستين وصفه يحيى بن مندة بالتدليس وقال شيرويه كان يحفظ ويدلس انظر طبقات المدلسين (42) وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا بنُ مَنْدَة: هُوَ أَحَدُ مَنْ يَدَّعِي الحِفْظ، إِلاَّ أَنَّهُ يُدَلِّس، وَيَتعصَّبُ لأَهْل البِدَع، أَحْوَلُ، شَرِهٌ، كُلَّمَا هَاجت رِيحٌ، قَامَ مَعَهَا، صَنّف (مُسْنَد الصَّحِيْحَيْنِ قُلْتُ – الذهبي - : آلُ مندَه لاَ يُعبأُ بقَدْحِهِم فِي خُصومهم، كَمَا لاَ نَلتفتُ إِلَى ذَمِّ خُصُومهمْ لَهُم، وَأَبُو مُسْلِمٍ ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ وَقَالَ شِيْرَوَيْه الدّيلمِي: قَدِمَ عَلَيْنَا وَلَمْ يُقض لِي السَّمَاعُ مِنْهُ، وَكَانَ يَحفظ وَيُدلِّس ، حَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ البَصْرِيّ، مَاتَ بِخوزستَان سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ بِالأَهْوَاز سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ انظر السير (18/408) قال الدكتور في التدليس في الحديث ص (218) : قلت : كلام ابن مندة ينبيء عن الخصومة ، فجعله مدعيا للحفظ لا حافظا ، ووصفه بأنه أحول ، شره 000 وهي أوصاف لا محل لها في قدح ولا توثيق ، لكنها تؤكد قول الذهبي وابن السمعاني على وجود خصومة بينهم ، أما الديلمي فكيف عرف أنه يدلس ولم يسمع منه شيئا ؟ وأخشى أن يكون قد تحامل عليه كابن مندة والله أعلم وقد جعله الحافظ في المرتبة الثالثة وهو بالأولى أو الثانية أليق اهـ
(51) عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَطَاءِ بنِ مُقَدَّمٍ الثَّقَفِيُّ أَبُو حَفْصٍ مَوْلاَهُم، المُقَدَّمِيُّ، البَصْرِيُّ قال بن معين كان يدلس وما كان به بأس حسن الهيئة وأصله واسطي نزل البصرة لم اكتب عنه شيئا وقال أبو حاتم محله الصدق ولولا تدليسه لحكمنا له إذا جاء بزيادة غير أنا نخاف أن يكون أخذه عن غير ثقة وقال الساجي صدوق ثقة كان يدلس انظر تهذيب التهذيب (7/486) وقال الحلبي في التبيين (ص45) : ذكره أحمد أيضا فيما رواه الاثرم عنه قال شيخنا العراقي ووصفه أيضا بالتدليس يحيى وعفان بن مسلم وأبو حاتم ومحمد بن سعد انتهى وذكر الذهبي في الميزان تدليسه عن ابن سعد وعفان وأبي حاتم اهـ  وجعله ابن حجر في المرتبة الرابعة كما في طبقات المدلسين (ص50) وقال : من أتباع التابعين ثقة مشهور كان شديد الغلو في التدليس وصفه بذلك أحمد وابن معين والدارقطني وغير واحد وقال بن سعد ثقة وكان يدلس تدليسا شديدا يقول ثنا ثم يسكت ثم يقول هشام بن عروة أو الاعمش أو غيرهما قلت وهذا ينبغي أن يسمى تدليس القطع اهـ قلت : هؤلاء وصفوه بالتدليس لا بشديد الغلو في التدليس كما سبق فابن سعد فقط هو من وصفه بكثرة التدليس وقال ابن حجر في التقريب (4952) : ثقة وكان يدلس شديدا من الثامنة مات سنة تسعين وقيل بعدها اهـ وذكره في المدلسين السيوطي وابن العراقي وقال الألباني رحمه الله في الضعيفة (13/452) : قلت: وثمة علة خفية، وهي تدليس عمر المقدمي هذا، فإنه مع ثقته واحتجاج الشيخين بحديثه، فمن الصعب جداً الاحتجاج بحديث له خارج "الصحيحين "، ولو صرَّح بالتحديث؛ لأنه كان مدلساً كما نص عليه جمع من الأئمة، وكان تدليسه خبيثاً غريباً من نوعه، سماه بعضهم: تدليس السكوت! وقد بينه ابن سعد اهـ قلت : ذكره أحمد وغيره كما سبق بالتدليس ولم يذكروا أنه كثير التدليس إلا محمد بن سعد فقال : كَانَ يُدَلِّسُ تَدْلِيساً شَدِيْداً، انظر الطبقات الكبرى (7/291) ففسر ذلك بما قال بعده وَكَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَحَدَّثَنَا، ثُمَّ يَسْكُتُ، ثُمَّ يَقُولُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ الْأَعْمَشُ اهـ فليس فيه دليل على الكثرة ، بل على توعير التدليس وعدم وضوحه قال العلامة عبد الله السعد : ويظهر أن فعله لهذا نادر اهـ وذكر الترمذي في العلل الكبير ص (191) أنه قال للبخاري – في حديث - تَرَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ دَلَّسَ فِيهِ؟ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لَا أَعْرِفُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ يُدَلِّسُ اهـ وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 214) : قد احتج به الجماعة واحتملوا له تدليسه اهـ وقال في سير أعلام النبلاء (8/ 514) : قَدِ احْتَمَلَ أَهْلُ الصِّحَاحِ تَدْلِيْسَهُ، وَرَضُوا بِهِ اهـ فالراجح الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس وهو ما ذهب إليه البخاري وأقره مسلم والترمذي وصحح له الحاكم بالعنعنة في المستدرك ورجحه الذهبي والشيخ ناصر بن حمد الفهد في كتابه الماتع منهج المتقدمين في التدليس وأقره العلامة عبد الله السعد والله أعلم
(52) عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الجُمَحِيُّ مَوْلاَهُم المَكِّيُّ، الأَثْرَمُ، جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : الثقة المشهور التابعي ، أشار الحاكم في علوم الحديث إلى أنه كان يدلس انظر طبقات المدلسين (1/22) وقال في التقريب (5024) : ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست وعشرين ومائة ع اهـ
(53) عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ
  قال العلائي في جامع التحصيل (245) : مشهور بالكنية تقدم أنه مكثر من التدليس اهـ
 وجعله ابن حجر في الطبقة الثالثة فقال : مشهور بالتدليس وهو تابعي ثقة وصفه النسائي وغيره بذلك انظر طبقات المدلسين ص (42) وذكره السيوطي وابن العراقي في المدلسين قلت : الصحيح أنه مقل من التدليس وليس بمكثر احتج له وصححح له أحاديث بالعنعنة البخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والذهبي وقال البيهقي في الكبرى (1/310): أَبَا إِسْحَاقَ رُبَّمَا دَلَّسَ اهـ وهذا يفيد التقليل وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: وَحَدِيثُ سُفْيَانَ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشِ مَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ مُدَلِّسٌ يَقُومُ مَقَامَ الْحُجَّةِ انظر المعرفة والتاريخ (2/637) وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (3/ 473) : وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ رُبَّمَا دَلَّسَ اهـ وقال الشيخ عبد الله السعد: أبو إسحاق مدلس لكن تدليسه قليل ولذلك تحمل عنعنته عن شيوخه على الاتصال وهذا هو مذهب الجمهور اهـ وقال ابن حزم رحمه الله في كتابة الإحكام في أصول الأحكام (1/ 141) وأما المدلس فينقسم إلى قسمين أحدهما حافظ عدل ربما أرسل حديثه وربما أسنده وربما حدث به على سبيل المذاكرة أو الفتيا أو المناظرة فلم يذكر له سندا وربما اقتصر على ذكر بعض رواته دون بعض فهذا لا يضر ذلك سائر رواياته شيئا لأن هذا ليس جرحة ولا غفلة لكنا نترك من حديثه ما علمنا يقينا أنه أرسله وما علمنا أنه أسقط بعض من في إسناده ونأخذ من حديثه ما لم نوقن فيه شيئا من ذلك وسواء قال أخبرنا فلان أو قال عن فلان أو قال فلان عن فلان كل ذلك واجب قبوله ما لم يتيقن أنه أورد حديثا بعينه إيرادا غير مسند فإن أيقنا ذلك تركنا ذلك الحديث وحده فقط وأخذنا سائر رواياته وقد روينا عن عبد الرزاق بن همام قال كان معمر يرسل لنا أحاديث فلما قدم عليه عبد الله بن المبارك أسندها له وهذا النوع منهم كان جلة أصحاب الحديث وأئمة المسلمين كالحسن البصري وأبي إسحاق السبيعي وقتادة بن دعامة وعمرو بن دينار وسليمان الأعمش وأبي الزبير وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وقد أدخل علي بن عمر الدارقطني فيهم مالك بن أنس ولم يكن كذلك ولا يوجد له هذا إلا في قليل من حديثه أرسله مرة وأسنده أخرى اهـ فالراجح الاحتجاج بعنعنته حتى يتبين أنه دلس قال ابن حجر في التقريب (5065) : ثقة مكثر عابد من الثالثة اختلط بأخرة مات سنة تسع وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك ع اهـ ولم يذكر تدليس
(54) عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ الجُشَميُّ أبو بكر البصري نزيل الكوفة قال ابن حبان في المجروحين (700) : ينْفَرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن أنس وَيَأْتِي عَنهُ بِمَا لَا يشبه حَدِيثه كَأَنَّهُ كَانَ يُدَلس عَن أبنان بن أبي عَيَّاش وَيزِيد الرقاشِي عَنهُ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ وَإِن اعْتبر بِمَا وَافق الثِّقَات من حَدِيثه فَلَا ضير اهـ قال ابن حجر في التقريب (5301) : صدوق أفرط فيه ابن حبان والذنب فيما استنكره من حديثه لغيره من الخامسة خ تم س اهـ قلت : بل هو ثقة وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم ولم يضعفه سوى العقيلي وابن حبان انظر تهذيب التهذيب (8/ 216) وهو من رجال البخاري قال العلامة الألباني في تحريم آلات الطرب ص (52) : وعيسى هذا ثقة من رجال البخاري اهـ ولم أر من وصفه بالتدليس سوى ابن حبان
(55) الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ التَّيْمِيُّ الطَّلحيُّ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُمْ، الكُوْفِيُّ، المُلاَئِيُّ، الأَحْوَلُ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ.
جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : مشهور من كبار شيوخ البخاري ، وصفه أحمد بن صالح المصري بذلك انظر طبقات المدلسين (1/23) وقال في التقريب (5401) :  ثقة ثبت من التاسعة مات سنة ثماني عشرة وقيل تسع عشرة وكان مولده سنة ثلاثين وهو من كبار شيوخ البخاري ع اهـ
(56) قَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ بنِ قَتَادَةَ بنِ عَزِيْزٍ السَّدُوْسِيُّ أَبُو الخَطَّابِ السَّدُوْسِيُّ، البَصْرِيُّ، الضَّرِيْرُ قال شُعْبَة : كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى فَمِ قَتَادَةَ فَإِذَا قَالَ حدثنَا كَتَبْتُ وَإِذَا لَمْ يَقُلْ لَمْ أَكْتُبْهُ انظر الإكليل (1/46) وقَالَ شُعْبَة أيضا : كنت أعرف إِذا جَاءَ مَا سمع قَتَادَة مِمَّا لم يسمع ، كَانَ إِذا جَاءَ مَا سمع يَقُول : حَدثنَا أنس ، وحَدثنَا الْحسن ، وحَدثنَا سعيد ، وحَدثنَا مُطَرِّف ، وَإِذا جَاءَ مَا لم يسمع يَقُول : قَالَ سعيد بن جُبَير ، قَالَ أَبُو قلَابَة انظر تهذيب الكمال (23/ 510) وقال شُعْبَةَ:
كُنْتُ أَتَفَطَّنُ إِلَى فَمِ قَتَادَةَ، فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ، وَحَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، فَإِذَا حَدَّثَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ، قَالَ: حَدَّثَ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، وَحَدَّثَ أَبُو قِلاَبَةَ انظر السير (5/ 274) فهو مؤيد للقول بأن المقصود بتدليسه في الجملة هو الإرسال ، فإن أنسا والحسن ومطرفا وسعيدا كلهم سمعهم قتادة ، أما سعيد بن جبير ، وأبو قلابة مع سليمان بن يسار فلم يسمعهم قتادة انظر منهج المتقدمين ص (77)
قَالَ: سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ: مَنْ أَرَادَ التَّدَيُّنَ بِالْحَدِيثِ فَلَا يَأْخُذْ عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَا عَنْ قَتَادَةَ إِلَّا مَا قَالَا: سَمِعْنَاهُ انظر معرفة علوم الحديث ص (107) وقال ابن عبد البر في التمهيد (3/307) : وَقَتَادَةُ إِذَا لَمْ يَقُلْ سَمِعْتُ وَخُولِفَ فِي نَقْلِهِ فَلَا تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ لأنه يدلس كثيرا عمن من لم يسمع منه وربما كان بينهما غير ثِقَةً اهـ وقال الذهبي في السير (5/271) : وَهُوَ حُجّةٌ بِالإِجْمَاعِ إِذَا بَيَّنَ السَّمَاعَ، فَإِنَّهُ مُدَلِّسٌ مَعْرُوْفٌ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَرَى القَدَرَ - نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ - اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : صاحب أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه كان حافظ عصره وهو مشهور بالتدليس وصفه به النسائي وغيره انظر طبقات المدلسين (43) قال ابن حجر في التقريب (5518) : ثقة ثبت يقال ولد أكمه وهو رأس الطبقة الرابعة مات سنة بضع عشرة ع اهـ ولم يذكره بالتدليس
قلت : الراجح الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس فقد روى له أحاديث في الصحيحين بالعنعنة وصحح له بالعنعنة ابن خزيمة وابن السَّكن انظر "التلخيص الحبير" 1/106وابن حبان أخرج لقتادة في الصحيح عندهُ معنعناً كما في حديث رقم (8) وغيره وقال في الثقات (1/ 12) : فَمَا لم يقل المدلس فِي خَبره وَإِن كَانَ ثِقَة سَمِعت أَو حَدثنِي فَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ اهـ وقد ذكره الحاكم في الجنس الأول مِنْ المدلسين فيمن يدلس عَنْ الثقات الذين تقبل أخبارهم . إنظر ( النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر "2/95 وصحح له في المستدرك (1/186) ووافقه الذهبي بالعنعنة وقال ابن حزم رحمه الله في كتابة الإحكام في أصول الأحكام (1/ 141) وأما المدلس فينقسم إلى قسمين أحدهما حافظ عدل ربما أرسل حديثه وربما أسنده وربما حدث به على سبيل المذاكرة أو الفتيا أو المناظرة فلم يذكر له سندا وربما اقتصر على ذكر بعض رواته دون بعض فهذا لا يضر ذلك سائر رواياته شيئا لأن هذا ليس جرحة ولا غفلة لكنا نترك من حديثه ما علمنا يقينا أنه أرسله وما علمنا أنه أسقط بعض من في إسناده ونأخذ من حديثه ما لم نوقن فيه شيئا من ذلك وسواء قال أخبرنا فلان أو قال عن فلان أو قال فلان عن فلان كل ذلك واجب قبوله ما لم يتيقن أنه أورد حديثا بعينه إيرادا غير مسند فإن أيقنا ذلك تركنا ذلك الحديث وحده فقط وأخذنا سائر رواياته وقد روينا عن عبد الرزاق بن همام قال كان معمر يرسل لنا أحاديث فلما قدم عليه عبد الله بن المبارك أسندها له وهذا النوع منهم كان جلة أصحاب الحديث وأئمة المسلمين كالحسن البصري وأبي إسحاق السبيعي وقتادة بن دعامة وعمرو بن دينار وسليمان الأعمش وأبي الزبير وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وقد أدخل علي بن عمر الدارقطني فيهم مالك بن أنس ولم يكن كذلك ولا يوجد له هذا إلا في قليل من حديثه أرسله مرة وأسنده أخرى اهـ وابن عبد البر ذكر قتادة في كتابه " التمهيد (19/ 287) وَقَالَ بَعْضُ مَنْ يَقُولُ بِالتَّيَمُّمِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ قَتَادَةُ إِذَا لَمْ يَقُلْ سَمِعْتُ أَوْ حَدَّثَنَا فَلَا حُجَّةَ فِي نَقْلِهِ وَهَذَا تَعَسُّفٌ اهـ  فهو صريح في الرد على أصحاب هذا القول فابن عبد البر له روايتان عن قتادة وابن حجر له رواية أخرى بأنه قليل التدليس  كما في فتح الباري (1/ 436) : قَتَادَة بن دعامة الْبَصْرِيّ التَّابِعِيّ الخليلي أحد الْأَثْبَات الْمَشْهُورين كَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْحِفْظ إِلَّا أَنه كَانَ رُبمَا دلّس اهـ قلت : وهذه الصيغة في التقليل وصحح له أحاديث بالعنعنة كما سيأتي وقال العلامة الألباني رحمه الله في أخر قول له في الصحيحة (5/ 614) : تدليس قتادة قليل مغتفر، ولذلك مشاه الشيخان، واحتجا به مطلقا كما أفاده الذهبي وكأنه لذلك لم يترجمه الحافظ في " التقريب " بالتدليس بل قال فيه: " ثقة ثبت اهـ وقال أيضا في الصحيحة (7/1738) وهذا إسناد صحيح، وقد صححه الهيثمي، والحافظ ابن حجر العسقلاني في "مختصر الزوائد" (2/203/1700- المطبوعة) ، وذلك منهما إشعار بعدم اعتدادهما بعنعنة قتادة؛ فإنه كان معروفاً بالتدليس، ولعل ذلك لأنه كان لا يدلس إلا عن ثقة، كما نقله العلائي في "التحصيل " ص (112) ، أو لقلة تدليسه؛ فقد قال الحافظ في "مقدمة الفتح " (ص 436) :"أحد الأثبات المشهورين، كان يضرب به المثل في الحفظ؛ إلا أنه كان ربما دلس ". ولذلك اقتصر في "التقريب " على قوله:"ثقة ثبت ".فلم يتعرض لوصفه بالتدليس مطلقاً.ولذلك نجد كثيراً من الحفاظ المتقدمين يحتجون بحديثه اهـ وقال الدكتور الشيخ عادل الزرقي : 
فالأصح أنَّ قتادة في الطبقة الثانية من المدلسين وأنَّ عنعنته – لا تدليسه - مقبولة بالشُّروط التَّالية :- سلامة المتن من الشذوذ أو النَّكارة ، وهذا يعرفه غالباً من له اشتغال بالسُّنة النَّبوية ، ومقاصد الشريعة ، فإذا لم نجد علة في الحديث سوى عنعنة قَتادة مع ما في المتن من نكارة ، أُلزق ذلك باحتمال تدليس قَتادة ، هذا الشرط للحدِّ من التشدد في عنعنته ، أما مع التَّوسط فيقال بقبول عنعنته ، مالم يظهر بجلاء نكارة في المتن سلامة السَّند من الشذوذ أو المخالفة للأرجح ، ويقال هنا أيضاً ما قيل في الأول وجود قرائن تدلُّ على ثبوت سماعه من الراوي ، كذكره في شيوخه ونحو ذلك ألا يوجد تعليل أو تضعيف لإمام حافظ من السَّابقين - لتلك الرِّواية التي لم نجد فيها علة تذكر – سوى عنعنة قَتادة – لم نطَّلع نحن على ما اطَّلع عليه من سبب يوجب القدح في تلك الرِّواية  اهـ قال الشيخ ناصر بن حمد الفهد في كتابه منهج المتقدمين في التدليس ص (75) : وتدليسه أيضا في أغلبه هو من جنس تدليس الحسن البصري ، وهو روايته عمن عاصره ولم يسمع منه وهو في حكم المرسل ويدل على ذلك ما ذكره ابن أبي حاتم في كتابه المراسيل في ترجمة قتادة وما ذكره الأئمة المتقدمون في ترجمته أيضا في كثرة روايته عمن لم يسمع منه ، ولم يذكروا عنه حسب ما وقفت عليه بأنه يروى عمن سمع منه ما لم يسمع منه على نحو ما ذكروه صراحة عن الأعمش والثوري وهشيم مثلا اهـ وأقره العلامة عبد الله السعد 
(57) اللَّيْثُ بنُ سَعْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَهْمِيُّ أبو الحارث المصري قال ابن أبي حاتم : سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي عَتَّاب الأَعْيَن ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ اللَّيث، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ وبَنِي تَمِيمٍ، فَقِيلَ: مَنْ هُوَ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُوَيْسٌ القَرَنيُّ ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَيْسَ هُوَ فِي كِتَابِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيث؛ نظرتُ فِي أَصْلِ اللَّيث، وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ، وَلَمْ يذكُر أَيْضًا اللَّيثُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ خَبَرً ، ويحتملُ أَنْ يكونَ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ ثِقَةٍ، ودَلَّسَه، وَلَمْ يَروه غيرُ أَبِي صَالِحٍ انظر العلل (6/348) قال ابن حجر في التقريب (5684) : ثقة ثبت فقيه إمام مشهور من السابعة مات في شعبان سنة خمس وسبعين ع اهـ
(58) لاَحِق بْن حُمَيد، أَبو مِجلَز، السَّدُوسِيُّ، البَصرِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : التابعي المشهور ، صاحب أنس ، مشهور بكنيته ، أشار ابن أبي خيثمة عن ابن معين إلى إنه كان يدلس ، وجزم بذلك الدارقطني انظر طبقات المدلسين (1/27) قال الذهبي : من ثقات التابعين، لكنه يدلس انظر الميزان (4/ 356) قال ابن حجر في التقريب [7490] : ثقة من كبار الثالثة مات سنة ست وقيل تسع ومائة وقيل قبل ذلك ع اهـ
 (59) مُحَمَّدُ بنُ حَمَّادٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ الطِّهْرَانِيّ
جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : أشار أبو محمد بن حزم إلى أنه دلس حديثا انظر طبقات المدلسين (1/36) قال ابن حزم: وَبِحَدِيثٍ آخَرَ رُوِّينَاهُ مِنْ طَرِيقِ الطَّهْرَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ، مُخْتَصَرٌ» قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: هَكَذَا فِي نَفْسِ الْحَدِيثِ مُخْتَصَرٌ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَهَذَانِ حَدِيثَانِ لَا يَصِحَّانِ، فَأَمَّا الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ فَرِوَايَةُ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَهُوَ يَقْبَلُ التَّلْقِينَ، شَهِدَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ، وَهَذِهِ جُرْحَةٌ ظَاهِرَةٌ (وَالثَّانِي) أَخْطَأَ فِيهِ الطَّهْرَانِيُّ بِيَقِينٍ؛ لِأَنَّ هَذَا أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ رَاهْوَيْهِ - وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَقَالَ ابْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَهُوَ الْبُرْسَانِيُّ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: أَكْبَرُ عِلْمِي وَاَلَّذِي يَخْطُرُ عَلَى بَالِي أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ أَخْبَرَنِي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ» . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: فَصَحَّ أَنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ شَكَّ فِيهِ وَلَمْ يَقْطَعْ بِإِسْنَادِهِ، وَهَؤُلَاءِ أَوْثَقُ مِنْ الطَّهْرَانِيِّ وَأَحْفَظُ بِلَا شَكٍّ انظر المحلى (1/ 206)
 قال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/528) : ما أخطأ، بل اختصر هذا التحمل، وقنع بعن، ودلس والحديث في مسلم اهـ وقال الدكتور مسفر في كتابه التدليس في الحديث (225) تقدم النص عند ابن حزم على الاختصار ، فلا تدليس يثبت عليه ، ثم هو حديث واحد ولم يحذف منه أحدا ، وحقه أن يكون من المرتبة الأولى لا الثانية كما صنع الحافظ اهـ قال في التقريب (5829) : ثقة حافظ لم يصب من ضعفه من العاشرة مات سنة إحدى وسبعين ق اهـ وأقره العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد
(60) مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ السَّعْدِيُّ الكُوْفِيُّ الضَّرِيْرُ أَبُو مُعَاوِيَةَ مَوْلَى بَنِي سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيْمٍ  
جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : مشهور بكنيته ، معروف بسعة الحفظ ، أثبت أصحاب الاعمش فيه ، وصفه الدارقطني بالتدليس انظر طبقات المدلسين (1/36) قال أحمد بن طاهر كان يدلس قلت: ونسبه إلى التدليس أيضاً يعقوب بن شيبة، انظر المدلسين (83) وذكره كذلك العلائي والسيوطي والحلبي قال ابن حجر في التقريب (5841) : ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره من كبار التاسعة مات سنة خمس وتسعين [ومائة] وله اثنتان وثمانون سنة وقد رمي بالإرجاء ع اهـ
[61] مُحَمد بْن المُصَفَّى، الحِمصِيُّ
قال أبو زرعة الدمشقي: محمد بن مصفى كان ممن يدلس تدليس التسوية انظر تهذيب التهذيب (9/461) وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : قال أبو حاتم بن حبان سمعت أبا الحسن بن جوضا يقول سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول كان صفوان بن صالح ومحمد بن مصفى يسويان الحديث كبقية بن الوليد ذكره في آخر مقدمة الضعفاء انظر طبقات المدلسين (45) قال في التقريب (6304) : صدوق له أوهام وكان يدلس من العاشرة مات سنة ست وأربعين د س ق اهـ انظر الرد على ذلك في ترجمة صَفْوَانُ بنُ صَالِحِ 0
(62) مُحَمد بْن صَدَقَة، الفَدَكِيُّ، أَبو عَبد اللهِ
جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : من أصحاب مالك وصفه ابن حبان بالتدليس في كتاب الثقات وكذلك وصفه الدارقطني انظر طبقات المدلسين (43) وقال العلائي في جامع التحصيل (109) : ذكره ابن الأثير في اختصاره كتاب الأنساب للسمعاني أنه كان مدلسا اهـ قال الدكتور مسفر في التدليس (334) ما ذكره العلائي مما وجده في مختصر ابن الأثير لكتاب السمعاني ( اللباب) راجعت فيه كتاب السمعاني فوجدته نقل عن ابن حبان قوله المتقدم فيه وهذا نزول في العزو ، لذا لم يتابعه الحافظ ابن حجر بل أشار إلى قول ابن حبان مباشرة ولم يُعرج على نقل العلائي ، ولو راجع العلائي كتاب السمعاني لوجد القول منسوبا إلى ابن حبان اهـ وذكره في المدلسين الحلبي والسيوطي وابن العراقي قال الدارقطني في العلل (2/143) : لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ، وَلَكِنْ لَيْسَ بِهِ بَاْسٌ اهـ وقال الذهبي في الميزان (3/ 585) : حديثه حديث منكر اهـ وحسن له الألباني في الصحيحة (6/819) وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات (15219) وقال: روى عَنهُ إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي يعْتَبر حَدِيثه إِذا بَين السماع فِي رِوَايَته فَإِنَّهُ كَانَ يسمع من قوم ضعفاء عَن مَالك ثمَّ يُدَلس عَنْهُم اهـ قلت : ولم يبين ابن حبان من هم القوم الضعفاء فلعلهم ثقات وهم عند ابن حبان ضعفاء فابن حبان رحمه الله معروف بتشدده في الجرح كما بينت ذلك في كتابي من هم المتشددون والمعتدلون والمتساهلون فالصحيح أنه حسن الحديث تقبل عنعنته حتى يتبين أنه دلس فقد كان بعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين ولم أجد في أي كتاب قال الدارقطني بتدليسه فقد أطلق توثيقه في العلل فقال لَيْسَ بِهِ بَاْس كما سبق ولم يذكر تدليسه فأخطأ ابن حجر في جعله اياه في المرتبة الثالثة 0
(63) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن أَبُو المُنْذِرِ الطُّفَاوِيُّ البَصْريُّ.
جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : من أتباع التابعين ذكره أحمد والدارقطني بالتدليس انظر طبقات المدلسين (43) وذكره العلائي والحلبي والسيوطي وابن العراقي في المدلسين قلت : قال أحمد بن حنبل : كان يدلس انظر طبقات الحنابلة (1/ 301) وكان بعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين وكذلك ابن حبان وقد أطلق توثيقه الأئمة ، لم يذكروا شيئا من تدليسه قَالَ ابن معِين لَا بَأْس بِهِ وقال علي بن المديني كان ثقة وقال أبو داود وأبو حاتم ليس به بأس زاد أبو حاتم صدوق صالح إلا أنه يهم أحيانا وقال الدارقطني قد احتج به البخاري انظر تهذيب التهذيب (9/ 309) وروى له البخاري في صحيحه وصحح له ابن حبان والحاكم والذهبي بالعنعنة وحسن له الألباني وشعيب الأرنؤوط بالعنعنة قال الألباني في الصحيحة (1/ 418) : والطفاوي هذا قد احتج به البخاري وفي حفظه ضعف يسير فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى اهـ وقال ابن حجر في التقريب (6087) دون وصفه بالتدليس قال : صدوق يهم من الثامنة خ ت س اهـ فهو يحتج بعنعنته حتى يتبين أنه دلس
(64) مُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ القُرَشِيُّ المَدَنِيُّ  أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ قال العلائي في جامع التحصيل ص [109] : ذكر ابن أبي حاتم حديثه عن الأعرج عن أبي هريرة حديث المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف فقال إنما سمعه من ربيعة بن عثمان عن الأعرج قلت رواه عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن عثمان بن حبان عن الأعرج وذكر غير ابن أبي حاتم أيضا أنه كان يدلس أعني ابن عجلان اهـ قال الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 236) : فَوَقَفْنَا بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ إنَّمَا حَدَّثَ بِهِ عَنِ الْأَعْرَجِ تَدْلِيسًا مِنْهُ بِهِ عَنْهُ وَأَنَّهُ إنَّمَا كَانَ أَخَذَهُ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْهُ اهـ قلت : وربيعه صدوق له أوهام كما قال ابن حجر في التقريب [1913] وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : تابعي صغير مشهور من شيوخ مالك وصفه بن حبان بالتدليس انظر طبقات المدلسين (44) وذكره الحلبي والسيوطي وابن العراقي في المدلسين قال ابن حجر في التقريب (6136) : صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة من الخامسة مات سنة ثمان وأربعين خت م 4 اهـ قال الذهبي : وَهُوَ حَسنُ الحَدِيْثِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ انظر السير (6/320) قال الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (6/363) : وأما ما نقله السندى فى " حاشية ابن ماجه " عن " الزوائد " انه أعله بمحمد بن عجلان أيضا قال: وهو مدلس فهو مع عدم وجوده فى نسختنا من " الزوائد " (161/1) فانى لم أر من رمى ابن عجلان بالتدليس والله أعلم اهـ قلت : هو مدلس ولكن عن الثقات فقد صحح له ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والذهبي وأحمد شاكر أحاديث بالعنعنة وحسن له البيهقي حديث بالعنعنة انظر الدعوات الكبير (556) وحسن له الألباني والأعظمي وشعيب الأرنؤوط أحاديث بالعنعنة وكان بعض العلماء من ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين وقد أطلق توثيقه الأئمة ، لم يذكروا شيئا عن تدليسه وثقه ابن عيينه وابن معين وأحمد بن حنبل وابن سعد وأبو حاتم والنسائي وَقَال أَبُو زُرْعَة : ابن عجلان صدوق وسط انظر تهذيب الكمال (26/ 106) وضعفه غيرهم فهو حسن الحديث فأخطأ ابن حجر في جعله إياه في المرتبة الثالثة فالراجح الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس 0
(65) مُحَمد بْن عِيسَى بْن القاسم بْن سُمَيع، شامِيٌّ
قال ابن حبان في الثقات (15090) : مُسْتَقِيم الحَدِيث إِذا بَين السماع فِي خَبره فَأَما خَبره الَّذِي روى عَن بن أبي ذِئْب عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب فِي مقتل عُثْمَان لم يسمعهُ من بن أبي ذِئْب سَمعه من إِسْمَاعِيل بن يحيى بن عبيد الله التيمى عَن بن أبي ذِئْب فدلس عَنهُ وَإِسْمَاعِيل واه
 اهـ قلت : إسماعيل هذا قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال (1/253) : مجمع على تركه اهـ وقال ابن عدي في الكامل (7/489) : هو حَسَنُ الْحَدِيثِ وَالَّذِي أَنْكَرَ عَلَيْهِ حَدِيثَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ أنه لم يسمعه من بن أَبِي ذِئْبٍ اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الرابعة فقال : فيه ضعف وصفه بالتدليس ابن حبان انظر طبقات المدلسين (ص51) وقال العلائي في جامع التحصيل (ص109) : ذكره ابن حبان أنه روى حديث مقتل عثمان عن ابن أبي ذئب قال ولم يسمعه منه إنما سمعه من إسماعيل بن يحيى أحد الضعفاء عنه وكذلك قال صالح ابن محمد وغيره اهـ وقال في التقريب (6209) : صدوق يخطىء ويدلس ورمي بالقدر من التاسعة مات سنة أربع وقيل ست ومائتين وله نحو من تسعين سنة اهـ وذكره الحلبي والسيوطي وابن العراقي في المدلسين قلت : هو حسن الحديث دلس حديثا واحدا وهو حديث مقتل عثمان كما سبق فلم يذكره ممن ألف في التدليس كالنسائي في عداد المدلسين وقد أطلق توثيقه الأئمة ، لم يذكروا شيئا عن تدليسه وثقه هشام بن عمار وابن شاهين وقال أبو داود ليس به بأس وقال بن عدي لا بأس به وله أحاديث حسان وقال الحاكم أبو محمد مستقيم الحديث وقال الدارقطني ليس به بأس انظر تهذيب التهذيب (9/ 391) وضعفه غيرهم فهو حسن الحديث تقبل عنعنته إلا إذا تبين أنه دلس قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (6209) : بل : صدوق حسن الحديث ، دلس حديثا واحدا عن ابن أبي ذئب في مقتل عثمان ، فتكلم فيه بعضهم لأجل ذلك اهـ 
 (66) مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ نَجِيْحٍ ابْنُ الطَّبَّاعِ أَبُو جَعْفَرٍ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : ثقة مشهور قال صاحبه أبو داود كان مدلسا وكذا وصفه الدارقطني انظر طبقات المدلسين (44) قلت : قال أبو داود كان ربما دلس انظر تهذيب الكمال (26/ 263) وكلام أبي داود رحمه الله يفيد بأنه قليل التدليس ولم يذكره النسائي في كتابه ذكر المدلسين وكذلك ابن حبان وقد أطلق توثيقه الأئمة ، ولم يذكروا شيئا عن تدليسه قال الذهبي : الحَافِظُ الكَبِيْرُ، الثِّقَةُ وقال أحمد : لَبِيْبٌ، كَيِّسٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الطَّبَّاعِ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ، مَا رَأَيْتُ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ أَحْفَظَ لِلأَبْوَابِ مِنْهُ وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ انظر السير (10/ 386) وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة  فلم يصب وقال في التقريب (6210) دون وصفه بالتدليس فقال : ثقة فقيه كان من أعلم الناس بحديث هشيم من العاشرة مات سنة أربع وعشرين وله أربع وسبعون خت د تم س ق اهـ
(67) مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرِ بنِ أَبِي عَطَاءٍ الصَّنْعَانِيُّ أَبُو يُوْسُفَ
قال العقيلي : في ترجمة خَالِد بْن عَمْرٍو الْأُمَوِيّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ وَمِنْ حَدِيثِهِ 000 عن سُفْيَانَ الثوري ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ حديث «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ» لَيْسَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ أَصْلٌ، وَقَدْ تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَلَعَلَّهُ أَخَذَهُ عَنْهُ وَدَلَّسَهُ؛ لِأَنَّ الْمَشْهُورَ بِهِ خَالِدٌ هَذَا انظر الضعفاء (2/ 10) وجعله ابن حجر في المرتبة الخامسة كما في طبقات المدلسين (ص57) وقال في التقريب (6251):صدوق كثير الغلط من صغار التاسعة مات سنة بضع عشرة د ت س اهـ قال الألباني في الضعيفة (3/ 163) : فمثله لا يحتج به، إذا لم يخالف، فكيف مع المخالفة اهـ قلت : بل هو صدوق يقبل عنعنته حتى يتبين أنه دلس فقد انفرد العقيلي بقوله بالتدليس ولم ار أحد وصفه بالتدليس غيره حتى ولو ثبت عنه أنه مدلس فهو حديث واحد وكان بعض العلماء ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين وكذلك ابن حبان في كتبه وقد أطلق توثيقه الأئمة ، لم يذكروا شيئا عن تدليسه قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ، قَالَ : مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ المَصِّيْصِيُّ اليَوْمَ أَوْثَقُ النَّاسِ، يَنْبَغِي أَنْ يُرْحَلَ إِلَيْهِ، قَدْ كَانَ يُكْتَبُ عَنْهُ فِي حَيَاةِ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالخَيْرِ مُنْذُ كَانَ انظر السير (10/382) وذكره بن حبان في الثقات وقال يخطىء ويغرب وقال بن سعد كان من صنعاء ونشأ بالشام ونزل المصيصة وكان ثقة وابن معين قال ثقة وله رواية قال صدوق انظر تهذيب التهذيب (9/ 417) ووثقه ابن عدي كما في الكامل (3/459) وقال أبو يعلى في الإرشاد (2/477) : ثِقَةٌ سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَالْبُخَارِيُّ مَرْضِيُّ عِنْدَهُمْ اهـ روى له البخاري في الأدب المفرد وصحح له ابن خزيمة في صحيحه بالعنعنة وكذلك ابن حبان وقال الحاكم في المستدرك (591) : مُحَمَّد بْن كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيّ هَذَا صَدُوقٌ اهـ وضعفه غيرهم قلت : فحديثه أقل أحواله أنه حسن يحتج به؛ حتى ولو بالعنعنة إلا إذا خالف من هو أقوى منه والله أعلم
(68) مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ الزُّهْرِيِّ ابنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شِهَابِ أَبُو بَكْرٍ القُرَشِيُّ، المَدَنِيُّ، نَزِيلُ الشَّامِ.
 جعله ابن حجر رحمه الله في المرتبة الثالثة فقال: الفقيه المدني نزيل الشام مشهور بالإمامة والجلالة من التابعين وصفه الشافعي والدارقطني وغير واحد بالتدليس انظر طبقات المدلسين (45) قال الذهبي في ميزان الاعتدال [4/40] : كان يدلس في النادر اهـ أي كان يدلس قليلا وقال العلائي في جامع التحصيل [109] : محمد بن شهاب الزهري الإمام العلم مشهور به وقد قبل الأئمة قوله عن اهـ وقال العلائي أيضا (113) : وثانيها من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع وذلك إما لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما روى أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة وذلك كالزهري اهـ وابن حجر رحمه الله له رواية آخرى بأنه قال في فتح الباري (10/427) : وَإِدْخَالُ الزُّهْرِيِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُرْوَةَ رَجُلًا مِمَّا يُؤْذِنُ بِأَنَّهُ قَلِيلُ التَّدْلِيسِ اهـ وقال الحلبي وابن العراقي : مشهور بالتدليس وقد قبل الأئمة قوله عن اهـ وروى البخاري في صحيحه ومسلم له أحاديث في الصحيحين بالعنعنة فالراجح الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس والله أعلم ورجح ذلك العلامة الألباني والعلامة أبو إسحاق الحويني قال ابن حجر في التقريب عن الزهري : الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه [وثبته] وهو من رؤوس الطبقة الرابعة مات سنة خمس وعشرين وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين ع اهـ دون ذكر التدليس 0
(69) مُحَمَّد بن يزِيد بن خُنَيْس المَخْزُومِي أَبُو عبد الله الْمَكِّيّ جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : قال ابن حبان : يعْتَبر حَدِيثه إِذا بَين السماع في روايته انظر طبقات المدلسين (1/ 25) وقال في التقريب (6396) : مقبول وكان من العباد من التاسعة تأخر إلى بعد العشرين ومائتين ت ق اهـ قلت : بل هو ثقة وثقه أبو حاتم قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 127) : سألت أبي عنه فقال: كان شيخا صالحا كتبنا عنه بمكة وكان ممتنعا من التحديث فأدخلني عليه ابنه، فقيل لأبى فما قولك فيه؟ فقال: ثقة اهـ وأقره شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في التحرير (6396)
(70) محْرِزُ بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو رَجَاءٍ الجزريُّ
 قال ابن حبان في الثقات (11190) : وَكَانَ يُدَلس عَنْ مَكْحُول يعْتَبر بحَديثه مَا بَين السماع فِيهِ عَن مَكْحُول وَغَيره اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : من أتباع التابعين وصفه بن حبان بذلك في الثقات انظر طبقات المدلسين (45) وذكره في المدلسين الحلبي وابن العراقي وقال الألباني رحمه الله في الضعيفة (9/440) : قلت: وعلته أبو رجاء الجزري - واسمه محرز بن عبد الله -؛ فإنه وإن كان ثقة عند أبي داود وابن حبان أيضاً؛ إلا أن هذا قد وصفه بالتدليس فقال: "يعتبر بحديثه ما بين فيه السماع عن مكحول وغيره". قلت: ولم يبين السماع - كما ترى -، فهو العلة اهـ وقال ابن حجر في التقريب (6502) : صدوق يدلس من السابعة بخ ق اهـ قلت : بل هو ثقة وثقه أبو حاتم انظر اللسان [5484] وقال أبو داود : ليس به بأس وله رواية قال : ثقة انظر التهذيب [10/57] وقال الذهبي في الكاشف (5310) : ثقة اهـ قلت : لم أر من وصفه بالتدليس من المتقدمين غير ابن حبان وبعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين وأطلق توثيقه الأئمة كما سبق وما ذكروا شيئا من تدليسه فأخطأ ابن حجر في جعله أياه في المرتبة الثالثة وكذلك العلامة الألباني رحمهما الله تعالى 
(71) مُصْعَب بْن سَعِيد الحرّانيّ المِصِّيصيّ، أَبُو خَيْثَمَة المكفوف
قَالَ ابن عديّ: يُحدّث عَنِ الثقات بالمناكير، ويصحّف عليهم وقال أبو حاتم: صدوق، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر الرقي أحب إليّ منه انظر تاريخ الإسلام (5/941) وقال ابن حبان في الثقات (15850) : رُبمَا أَخطَأ يعْتَبر حَدِيثه إِذا روى عَنْ الثِّقَات وَبَين السماع فِي خَبره لِأَنَّهُ كَانَ مدلسا وَقد كف فِي آخر عمره اهـ وقال صالح جزرة: شيخ ضرير , لا يعقل ما يقول انظر لسان الميزان (8/75) جعله ابن حجر رحمه الله في المرتبة الثالثة فقال : روى عن أبي خيثمة الجعفي وابن المبارك وغيرهما وعنه الحسن بن سفيان وأبو حاتم الرازي وجماعة قال بن عدي كان يصحف وقال ابن حبان في الثقات : كان يدلس وكف في آخر عمره انظر طبقات المدلسين ص (46) قلت : انفرد ابن حبان بقوله : كان مدلسا وتلميذه أبو حاتم الرازي أطلق بقوله صدوق ولم يذكر تدليس والتلميذ أعلم بشيخه من غيره وابن حجر رحمه الله نقل عن ابن حبان بقوله عن رواه بأنهم مدلسون بمثل ما قال عن هذا الراوي وجعلهم ابن حجر في المرتبة الأولى أوالثانية كما سبق أي تقبل عنعنتهم حتى يتبين أنهم دلسوا فكان حق على ابن حجر أن يفعل ذلك في مصعب وقال الألباني في الصحيحة (7/ 438) : وهو صدوق اهـ وضعفه في الضعيفة (1/ 627) وحسن له الشيخ حسين أسد وهو الراجح
(72) مَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ أَبُو عُرْوَةَ الأَزْدِيُّ مَوْلاَهُم
قال أبو داود : كان معمر إذا حدث أهل البصرة قال لهم عمرو بن عبد الله وإذا حدث أهل اليمن لا يسميه انظر تهذيب التهذيب (8/62) قال الدكتور مسفر في التدليس (235) : وهذا تدليس الشيوخ ، وقال الحاكم في رواية ابن المبارك عن معمر عن سعيد المقبري : صحيح إن كان معمر سمع من سعيد وهذا فيه ما يدل على احتمال تدليسه ، لكنه إمام كبير ، وهذا عنه نادر جدا ، وأحسبه من أهل المرتبة الأولى اهـ قال السيوطي في أسماء المدلسين ص [94] : قال ابن العطار: إنه يدلس اهـ قال ابن حجر في التقريب (6809) ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش [وعاصم بن أبي النجود] وهشام ابن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة من كبار السابعة مات سنة أربع وخمسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ع اهـ قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (6809) : قوله : إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا ، وكذا ما حدث به بالبصرة فيه نظر ، فإن هذه أقوال أفراد ، فالأول انفرد به ابن معين ، وقد قال أحمد في حديثه عن ثابت : ما أحسن حديثه ، ثم قال : حماد بن سلمة أحب إلي ، ليس أحد في ثابت مثل حماد بن سلمة ، فهذا من نوع التفضيل ، كما فضل هو على جميع أصحاب الزهري فيما عدا مالك ، فهذا لا يعني أن رواية سفيان ويونس وعقيل عن الزهري مثلا فيها شيء 0
أما القول الثاني وهو ما حدث به في البصرة ، فهو قول أبي حاتم الرزي ، حيث قال : ما حدث معمر بالبصرة ففيه أغاليط ، وهو صالح الحديث ، فهذا لا يعني أن ما حدث بالبصرة فيه ضعف أو شيء منه ، لكن وقع له غلط قليل في سعة ما روى ، وإلى مثل هذا أشار الذهبي في الميزان حينما قال : أحد الأعلام الثقات ، له أوهام معروفة ، احتملت له في سعة ما اتقن فهذه العبارة التي أشار إليها المصنف لو لم يذكرها لكان أحسن ، فإن كل ثقة متقن له أوهام ، وإنما العبرة بقلة أوهامه أو كثرتها ، ولا شك أن معمرا قليل الأوهام جدا في سعة ما روى ، ولذلك أطلق الأئمة توثيقه ، وهو أحد جبال العلم المصطفوي اهـ  قلت : أولا : رواية معمر عن ثابت ضعيفه ولم ينفرد ابن معين بذلك كما قالا فقد قال على بن المديني رحمه الله : وفي أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب، ومنكرة وذكر علي أنها تشبه أحاديث أبان بن أبي عياش وقال العقيلي: أنكرهم رواية عن ثابت معمر وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين، قال: حديث معمر، عن ثابت مضطرب كثير الأوهام انظر شرح علل الترمذي (2/691) لا يصح القول بأن رواية معمر عن ثابت على شرط البخاري فالبخاري لم يخرج له إلا حديثا واحدا معلقا وهو متابعة (5/36) قال العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (7/886) : البخاري لم يخرج لمعمر عن ثابت في "صحيحه " إلا تعليقاً؛ كما قال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري " (ص 444- 445) ، بينما مسلم أخرج له هكذا اهـ قلت : أما تخريج مسلم لهما فقد قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (1/353) : وَلَا عَيْبَ عَلَى مسلم فِي إِخْرَاجِ حَدِيثِهِ، لِأَنَّهُ يَنْتَقِي مِنْ أَحَادِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ حَفِظَهُ، كَمَا يَطْرَحُ مِنْ أَحَادِيثِ الثِّقَةِ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ غَلِطَ فِيهِ اهـ وقال العلامة الوادعي رحمه الله في أحاديث معلة ظاهرها الصحة ص (37) : رواية معمر عن ثابت ضعيفة اهـ
ثانيا : روايته عن الأعمش ضعيفة قال ابن معين : يحيى بن معين يقول إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإنه حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا وما عمل في حديث الأعمش شيئا انظر تهذيب التهذيب (10/ 245) وقال الدارقطني في العلل (12/221) : ومعمر سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش اهـ
ثالثا ورابعا : روايته عن عاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة قال يحيى بن معين : وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام انظر تهذيب التهذيب (10/245) وقال شيخنا مصطفى العدوي في تحقيقه مسند عبد بن حميد (2/367) : رواية معمر عن هشام ضعيفة اهـ قلت : انفرد ابن معين في ذلك فروايته صحيحه عن عاصم وهشام كما قال شعيب الأرنؤوط وبشار فابن خزيمة وابن حبان والحاكم والذهبي صححوا رواية معمر عن هشام وكذلك رواية معمر عن عاصم صححها ابن خزيمة وابن حبان  
خامسا : روايته عن قتادة أيضا ضعيفة قال يعقوب بن سفيان الفسوي رحمه الله : حدثني محمد بن أحمد بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق قال سمعت مالك يَقُولُ- وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَعْمَرٍ فَقَالَ-: إِنَّهُ لَوْلَا. قَالَ: قُلْتُ: لَوْلَا مَاذَا؟ قَالَ: لَوْلَا رِوَايَتُهُ عَنْ قَتَادَةَ انظر المعرفة والتاريخ (2/281) وقال ابن معين كما في تاريخ ابن أبي خيثمة (1/327) : قَالَ مَعْمَر: جلستُ إِلَى قَتَادَة وأنا صغير فلم أحفظ أسانيده اهـ وقال الدارقطني في العلل (12/221) : ومعمر سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش اهـ وقال عمرو عبد المنعم سليم : إلا أن معمرا ضعيف في قتادة ، وهو ما أقره أكثر أهل العلم ، والسبب في ذلك أنه سمع منه وهو صغير فلم يحفظ عنه الأسانيد انظر تيسير علوم الحديث ص ( 138)  قلت وقتادة من البصرة وروايته عن البصرة عموما ضعيفه قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/ 766) : معمر بن راشد، حديثه بالبصرة فيه اضطراب كثير، وحديثه باليمن جيد قال أحمد في رواية الأثرم: حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين، كان يتعاهد كتبه وينظر، يعني باليمن، وكان يحدثهم بخطأ بالبصرة وقال يعقوب بن شيبة: سماع أهل البصرة من معمر، حيث قدم عليهم فيه اضطراب، لأن كتبه لم تكن معه اهـ وَقَال أَبُو حاتم : ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط، وهو صالح الحديث انظر تهذيب الكمال (28/ 309) وقال الذهبي في السير (7/ 12) : وَمَعَ كَوْنِ مَعْمَرٍ ثِقَةً، ثَبْتاً، فَلَهُ أَوهَامٌ، لاَ سِيَّمَا لَمَّا قَدِمَ البَصْرَةَ لِزِيَارَةِ أُمِّهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ كُتُبُه، فَحَدَّثَ مِنْ حِفْظِه، فَوَقَعَ لِلْبَصْرِيِّيْنَ عَنْهُ أَغَالِيْطُ اهـ وقال ابن حجر في فتح الباري (5/31) : وَمَعْمَرٌ لَمَّا حَدَّثَ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ فَوَهَمَ فِي أَشْيَاءَ اهـ
(73) مُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ أَبُو هِشَامٍ الضَّبِّيُّ مَوْلاَهُم قال ابْن فُضَيْلٍ :
كَانَ مُغِيْرَةُ يُدَلِّسُ، وَكُنَّا لاَ نَكْتُبُ إِلاَّ مَا قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ قَالَ العِجْلِيُّ: مُغِيْرَةُ ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُرسِلُ الحَدِيْثَ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، وَإِذَا وُقِّفَ أَخْبَرَهُم مِمَّنْ سَمِعَهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعَ مُغِيْرَةُ مِنْ أَبِي وَائِلٍ، وَمِنْ أَبِي رَزِيْنٍ، وَسَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيْمَ مائَةً وَثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً ... ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَمُغِيْرَةُ لاَ يُدَلِّسُ انظر السير (6/11) وقال ابن حبان في الثقات [10955] : وَكَانَ مدلسا اهـ وذكره الحاكم فيمن كان يُدِّلس انظر معرفة علوم الحديث ص [105] وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : صاحب إبراهيم النخعي ثقة مشهور وصفه النسائي بالتدليس وحكاه العجلي عن أبي فضيل وقال أبو داود كان لا يدلس وكأنه أراد ما حكاه العجلي أنه كان يرسل عن إبراهيم فإذا وقف أخبرهم ممن سمعه انظر طبقات المدلسين (46) وقال في التقريب (6851) : ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم من السادسة مات سنة ست وثلاثين على الصحيح ع اهـ وقال في فتح الباري (1/445) : مُغيرَة بن مقسم الضَّبِّيّ الْكُوفِي أحد الْأَئِمَّة مُتَّفق على توثيقه لَكِن ضعف أَحْمد بن حَنْبَل رِوَايَته عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ خَاصَّة قَالَ كَانَ يدلسها وَإِنَّمَا سَمعهَا من حَمَّاد قلت : مَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ عَن إِبْرَاهِيم إِلَّا مَا توبع عَلَيْهِ وَاحْتج بِهِ الْأَئِمَّة اهـ وقال الألباني في صحيح أبي داود (4/240) : فإن فيه مدلساً آخر، ذهلوا عنه؛ لأنه ليس مشهوراً بالتدليس مثل بقية، ألا وهو المغيرة بن مِقْسَم الضبي؛ فإنه- مع إتقانه- كان يدلس كما في "التقريب " وغيره؛ فهو علة هذا الإسًناد اهـ قلت : الراجح تقبل عنعنته حتى يتبين أنه دلس فعلى فرض عدم سماعه من إبراهيم كما قال بعض العلماء فإن الواسطة معروفة وهو حَمَّادُ وهو ابن أَبِي سُلَيْمَانَ كما نقل ابن حجر عن الإمام أحمد : قوله : إنما سمعها من حماد وحماد قال عنه ابن حجر في التقريب [1500] : فقيه صدوق له أوهام من الخامسة ورمي بالإرجاء مات سنة عشرين أو قبلها بخ م 4 اهـ فتبين أنه لا يدلس إلا عن ثقة وهو حماد وهو حسن الحديث محتج به فالصحيح الاحتجاج بعنعنته حتى يتبين أنه دلس فروى مسلم روايته عن إبراهيم من غير تصريح بالسماع فأخطأ ابن حجر في جعله أياه في المرتبة الثالثة وكذلك العلامة الألباني رحمهما الله عز وجل قال ابن حجر في التقريب [4416] : ضعيف واختلط بأخرة اهـ
قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب [6851] : قوله : كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم فيه نظر من وجهين ، الأول : أنه لم يذكر بتدليس عن غير إبراهيم ، وثانيهما أن أحمد ومحمد بن فضيل هما اللذان قالا بأنه يدلس عن إبراهيم ، وهذا القول رده أبو داود ، فذكر أن المغيرة لا يدلس ، وأنه سمع من إبراهيم مئة وثمانين حديثا ، وقال ابن المديني : لا أعلم أحدا يروى في المسند عن إبراهيم ما روى الأعمش ، ومغيرة كان أعلم الناس بإبراهيم ما سمع منه وما لم يسمع ، لم يكن أحد أعلم به منه ، حمل عنه وعن أصحابه ، وقد أخرج الشيخان من روايته عن إبراهيم من غير تصريح بالسماع وقد توبع عليه عند – البخاري – ومسلم فدلل ذلك على قبول الشيخين لروايته من غير تصريح والله أعلم
(74) مَكْحُوْلٌ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشامي
يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ اللهِ وَقِيْلَ: أَبُو أَيُّوْبَ وَقِيْلَ: أَبُو مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، قال الذهبي : أَرْسَلَ عَنِ: النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَادِيْثَ.وَأَرْسَلَ عَنْ عِدَّةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يُدْرِكْهُم؛ كَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَثَوْبَانَ، وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ، وَأَبِي جَنْدَلٍ بنِ سُهَيْلٍ، وَأَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ، وَأُمِّ أَيْمَنَ، وَعَائِشَةَ، وَجَمَاعَةٍ انظر السير (5/155) قال ابن حبان في الثقات (5649) : رُبمَا دلّس اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : الفقيه المشهور تابعي يقال إنه لم يسمع من الصحابة إلا عن نفر قليل ووصفه بذلك بن حبان وأطلق الذهبي أنه كان يدلس ولم أره للمتقدمين إلا في قول بن حبان انظر طبقات المدلسين (46) وقال في التقريب (6875) : ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور من الخامسة مات سنة بضع عشرة ومائة ر م 4 اهـ وذكره في التدليس العلائي والحلبي وابن العراقي قال الألباني في الصحيحة (3/341) : ومكحول وابن إسحاق مدلسان وقد عنعناه! فأنى له الحسن فضلا عن الصحة اهـ قلت : ما وصفه أحد من المتقدمين بالتدليس إلا ابن حبان كما قال ابن حجر فقال وربما دلس وهذا يعني أنه قليل التدليس ومسلم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي قد صححوا أحاديث بالعنعنة له ولم يردوها وأطلق توثيقه الأئمة ، وما ذكرا شيئا من تدليسه كما في تهذيب التهذيب وغيره وكان بعض العلماء ممن ألف في التدليس كالنسائي لم يذكره في عداد المدلسين فهو قليل التدليس تقبل عنعنته حتى يتبين أنه دلس وليس الثالثة كما فعل ابن حجر فلم يصب في طبقات المدلسين ولكن أصاب في التقريب بقوله : كثير الإرسال اهـ فالراجح أنه يوضع في مرتبة الذين يرسلون كما نقلت عن الذهبي في السير لا الذين يدلسون، ولا يصح اتهامه بالتدليس إلا بالقليل كما قال ابن حبان فإذا روي عمن لم يسمع منه فهو من قبيل المرسل فلا ينظر فيه إلى العنعنة بل ينظر فيه إلى كتب المراسيل فمن ثبت عدم سماعه منه فهو منقطع وإلا فمتصل والتدليس عند العلماء المتقدمين عام يشمل الإرسال عمن عاصر ولم يسمعه والرواية عمن سمعه ، فلا بد من معرفة مرادهم إذا قالوا عن أحد إنه مدلسا فالخلاصة الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس فكذلك رجح شعيب الأرنؤوط وبشار عواد أنه يرسل وليس بمدلس فقالا في تحرير تقريب التهذيب [6875] : أرسل مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب ، وثوبان ، وعبادة بن الصامت ، ومسروق بن الأجدع ، وأبي ثعلبة الخشني ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وأم أيمن اهـ  فاخطأ ابن حجر في جعله أياه في المرتبة الثالثة وكذلك الألباني رحمهما الله تعالى والله أعلم  
(75) هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرْدُوْسِيُّ الأَزْدِيُّ، البَصْرِيُّ.
قال أبوحاتم في العلل (6/18) : كَانَ يُدَلِّس اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : وصفه بذلك : علي بن المديني ، وأبو حاتم ، قال جرير بن حازم : قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده ، وقيل له : قد حدث عن الحسن بأشياء فممن تراه أخذها ؟ قال : من حوشب أراه وقال بن المديني : كان أصحابنا يثبتون حديثه ، ويحيى بن سعيد يضعفه ، ويرون أنه أرسل حديث الحسن عن حوشب انظر طبقات المدلسين (47) وقال في التقريب [7289] : ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما من السادسة مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ع اهـ قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (2/350) : قلت: لم أر من رماه بالتدليس مطلقا وإنما تكلموا في روايته عن الحسن وعطاء خاصة لأنه كان يرسل عنهما كما قال أبو داود، ولذلك قال الحافظ: " ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، لأنه قيل: كان يرسل عنهما اهـ
قال نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَقَدْ أَتَى هِشَامٌ أَمراً عَظِيْماً بِرَاوَيتِه عَنِ الحَسَنِ قِيْلَ لِنُعَيْمٍ: لِمَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ صَغِيْراً قُلْتُ: هَذَا فِيْهِ نَظَرٌ، بَلْ كَانَ كَبِيْراً. وَقَدْ جَاءَ أَيْضاً عَنْ نُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ : كَانَ هِشَامٌ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيْثِ الحَسَنِ.فَهَذَا أَصَحُّ قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ: سَمِعَ هِشَاماً يَقُوْلُ: جَاوَرْتُ الحَسَنَ عَشْرَ سِنِيْنَ وَرَوَى: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ:كُنَّا لاَ نَعدُّ هِشَامَ بنَ حَسَّانٍ فِي الحَسَنِ شَيْئاً. قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: أَمَّا حَدِيْثُ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ، فَصِحَاحٌ، وَحَدِيْثُه عَنِ الحَسَنِ عَامَّتُهَا تَدورُ عَلَى حَوْشَبٍ، وَهِشَامٌ أَثْبَتُ مِنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ فِي ابْنِ سِيْرِيْنَ، هِشَامٌ ثَبْتٌ. وَرَوَى: الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ، عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ:كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَكبَارُ أَصْحَابِنَا، يُثبِتُوْنَ هِشَامَ بنَ حَسَّانٍ.وَكَانَ يَحْيَى يُضَعِّفُ حَدِيْثَه عَنْ عَطَاءٍ، وَكَانَ النَّاسُ يَرَوْنَ أَنَّهُ أَخَذَ حَدِيْثَ الحَسَنِ عَنْ حَوْشَبٍ انظر السير (6/356) وقال أبوداود : "إِنَّمَا تكلموا فِي حَدِيثه عَن الْحَسَن وعطاء لأنه كَانَ يُرسل، وكانوا يرون أَنَّهُ أخذ كتب حَوْشَب انظر الجرح والتعديل (ص 284) فتبين أن هشام كان يدلس عن حوشب وهو عن الحسن وحوشب هو ابن مسلم الثقفي  ، مولى الحجاج بن يوسف، يكنى أبا بشر ثقه روى عنه شعبة وشعبة لا يروي إلا عن ثقة قال ابن حجر في لسان الميزان (1/ 15) : من عرف من حاله أنه لا يروي عن ثقة فأنه إذا روى عن رجل وصف بكونه ثقة عنده كمالك وشعبة والقطان وابن مهدي وطائفة ممن بعدهم اهـ وذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو داود : حوشب بن مسلم الثقفي كان من كبار أصحاب الحسن انظر تهذيب الكمال (7/ 464) وقال عنه ابن حجر في التقريب [1593] : صدوق اهـ قلت : فعلى فرض عدم سماعه من الحسن وعطاء كما قال بعض العلماء فإن الواسطة معروفة وهو حوشب كما سبق فتبين أنه لا يدلس إلا عن ثقة وهوحوشب وهو ثقة محتج به فالصحيح الاحتجاج بعنعنته حتى يتبين أنه دلس فأخطأ ابن حجر في جعله أياه في المرتبة الثالثة
(76) وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو حُرَّةَ الرقاشي البصري قيل: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة انظر ميزان الاعتدال (4/329)
 قال الحافظ في تهذيب التهذيب 11 / 105 :
 قال البخارى : يتكلمون فى روايته عن الحسن .
وقال عبد الله بن أحمد فى " العلل " : حدثنى يحيى بن معين حدثنى غندر قال : وقف أبو حرة على حديث الحسن ، فقال : لم أسمعه من الحسن ، قال غندر : فلم يقل فى شىء منه أنه سمعه إلا حديثا واحدا .
و قال النسائى فى " الكنى " : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت يحيى بن معين عن أبى حرة ، فقال : صالح ، و حديثه عن الحسن ضعيف ، يقولون : لم يسمعها
من الحسن وقال الساجى : قال أحمد بن حنبل : قال لى أبو عبيدة الحداد : لم يقف أبو حرة على شىء مما سمع من الحسن إلا على ثلاثة أحاديث اهـ قال العلائي في جامع التحصيل (112) : قال فيه أحمد بن حنبل صاحب تدليس عن الحسن إلا أن يحيى يعني ابن سعيد روى عنه ثلاثة أحاديث يقول في بعضها حدثنا الحسن اهـ جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : صاحب الحسن وعنه يحيى بن سعيد القطان وصفه أحمد والدارقطني بالتدليس انظر طبقات المدلسين (48) وذكره في المدلسين الحلبي وابن العراقي وقال في التقريب [7385] : صدوق عابد وكان يدلس عن الحسن من كبار السابعة مات سنة اثنتين وعشرين م قد س اهـ وأقره العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد كما في التحرير [7385] قلت : تقبل عنعنته إلا عن الحسن فهو كان يدلس عنه كما قال الإمام أحمد وغيره وكما قال ابن حجر في تقريب التهذيب قال الألباني في صحيح أبي داود (5/94) : قلت: وهو ثقة من رجال مسلم؛ الا أنهم ضعفوه في روايته عن الحسن؛ يقولون: لم يسمعها من الحسن وقال (5/ 97) كان يدلس عن الحسن اهـ وقال عبد الله الجديع في كتابه تحرير علوم الحديث (2/982) : وجدنا بعض من أطلق عليه وصف التدليس استفيد ذلك فيه من جهة وقوعه منه في روايته عن بعض شيوخه دون سائرهم، فإطلاق العبارة يوهم اندراج جميعهم.
وذلك مثل رواية أبي حرة واصل بن عبد الرحمن البصري عن الحسن البصري، فإنه كان يدلس عنه، وضُعف فيه من أجل أنه لم يسمع منه إلا شيئاً يسيراً، وكان يقول في سائر روايته عنه: (عن الحسن)، فكلامهم فيه بالتدليس محصور في الحسن خاصة، لا في سائر شيوخه أو حديثه اهـ
(77) يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ أَبُو نَصْرٍ الطَّائِيُّ مَوْلاَهُم اليَمَامِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : من صغار التابعين حافظ مشهور كثير الارسال ويقال لم يصح له سماع من صحابي ووصفه النسائي بالتدليس انظر طبقات المدلسين (1/36) قَالَ بعض الْمُحدثين مَا رَأَيْت رجلا مثل يحيى بن أبي كثير كُنَّا نحدثه بِالْغَدَاةِ ويحدثنا بالْعَشي يَعْنِي يُدَلس انظر تاريخ ابن معين رواية الدوري [3985] وقال ابن خزيمة في التوحيد [2/ 543] : أَحَدٍ الْمُدَلِّسِينَ اهـ وقال الدارقطني في التتبع ص[126] : يحيى بن أبي كثير يدلس كثيراً اهـ وذكره العلائي في المرتبة الثانية ص (113) فقال : وثانيها من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع وذلك إما لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما روى أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة وذلك كالزهري ثم ذكره اهـ وقد استدل ابن حجر رحمه الله بقلة تدليسه بحديث رواه البخاري [2453] من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ فَذَكَرَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَلَمَةَ اجْتَنِبِ الأَرْضَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»
 والحديث رواه مسلم (1612) قال في فتح الباري [5/ 105] : وَفِي هَذَا الْإِسْنَادِ مَا يُشْعِرُ بِقِلَّةِ تَدْلِيسِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ لِأَنَّهُ سَمِعَ الْكَثِيرَ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ وَحَدَّثَ عَنْهُ هُنَا بِوَاسِطَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اهـ وذكره الحلبي والسيوطي وابن العراقي في المدلسين قال في التقريب [7632] : ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل من الخامسة مات سنة اثنتين وثلاثين وقيل قبل ذلك ع اهـ
قال العلامة شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب [7632] : أرسل عن : أنس بن مالك ، وجابر بن عبد الله ، والحكم بن مينا ، وعروة بن الزبير ، وأبي أمامة الباهلي ، وأبي سلام الحبشي ، فروايته عن الصحابة منقطعة ، ولعل هذا هو مرادهم بالتدليس اهـ
(78) يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ  وَقِيْلَ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ قهدٍ، جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : تابعي صغير مشهور ، وصفه بذلك : علي المديني ، فيما ذكره عبد الغني بن سعيد الازدي ، وكذا وصفه به الدارقطني انظر طبقات المدلسين (1/27) قال العلائي في جامع التحصيل (1/ 111) : ذكر علي بن المديني أنه كان يدلس حكاه عنه الحافظ عبد الغني في كتابه الكمال في ترجمة محمد بن عمرو بن علقمة اهـ وذكره في المرتبة الأولى وهم : لم يوصف بذلك إلا نادرا جدا بحيث أنه لا ينبغي أن يعد فيهم كيحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وموسى بن عقبة انظر جامع التحصيل (113) قال ابن حجر في التقريب : ثقة ثبت اهـ مات بالعراق سنة ثلاث وأربعين ومائة انظر مشاهير علماء الأمصار (1/ 130)
(79) يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي مَالِكٍ الهَمْدَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ
جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : وصفه أبو مسهر بالتدليس انظر طبقات المدلسين (48) وذكره الذهبي و العلائي والحلبي والسيوطي وابن العراقي في المدلسين وقال في التقريب [7748] : صدوق ربما وهم من الرابعة مات سنة ثلاثين أو بعدها وله أكثر من سبعين سنة د س ق اهـ قلت : بل هو ثقة قال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/439) : وهو صاحب تدليس وإرسال عمن لم يدرك قال يعقوب الفسوي: يزيد بن أبي مالك فيه لين وقال أبو حاتم وغيره: ثقة اهـ قلت : ما ذكره الذهبي هو الإرسال فهو عنده التدليس عام يشمل الإرسال كما سبق  قلت : هو قليل التدليس بعض العلماء المتقدمين ممن ألف في التدليس كالنسائي وابن حبان وغيرهما لم يذكرا في عداد المدلسين وصحح له الحاكم وغيره بالعنعنة ولم يصفه بالتدليس من المتقدمين غير أبي مسهر وأطلق توثيقه الأئمة بدون ذكر التدليس كما في التهذيب (11/ 346) فأخطأ ابن حجر في جعله أياه في المرتبة الثالثة
(80) يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ
جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة فقال : مشهور بكنيته وهو من أتباع التابعين وثقة بن معين وغيره ووصفه حسين الكرابيسي بالتدليس انظر طبقات المدلسين (48) وقال في التقريب : صدوق يخطىء كثيرا و كان يدلس اهـ قال الألباني رحمه الله في ضعيف أبي داود (2/135) : وهذا إسناد ضعيف؛ وعلته أبو خالد هذا- واسمه: يزيد بن عبد الرحمن الدّالاني-، وهو مختلف فيه، والراجح ما قاله الحافظ اهـ أي كلام ابن حجر السابق قلت : بل هو حسن الحديث قال ابن معين : ليس به بأس وكذا قال النسائي وقال أبو حاتم : صدوق ثقة وقال الحاكم أبو أحمد : لا يتابع في بعض حديثه وقال أبو أحمد بن عدى : لَهُ أَحَادِيثٌ صَالِحَةٌ وَفِي حَدِيثِهِ لِينٌ إِلا أَنَّهُ مَعَ لِينِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ انظر تهذيب الكمال (33/ 274) وقال ابن سعد : وَكَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ وقال ابن عبد البر : ليس بحجة انظر تهذيب التهذيب (12 / 82) وقال الذهبي في المغني (2/751) : مَشْهُور حسن الحَدِيث قَالَ أَحْمد لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن حبَان فَاحش الْوَهم لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ اهـ  فحديثه أقل أحواله حسن والله أعلم كما قال البخاري والذهبي رحمهما الله وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط وبشار عواد في تحرير تقريب التهذيب (8072) : بل: صدوق، كما قال البخاري ثم قال : أما التدليس، فلم نجد أحداً وصفه به، والله أعلم اهـ قلت : وصفه الكرابيسي بالتدليس كما قال ابن حجر وهو انفرد بذلك
(81) يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ زَاذِي السُّلَمِيُّ مَوْلاَهُمْ أَبُو خَالِدٍ الوَاسِطِيُّ قَالَ مُؤَمَّلُ بنُ يَهَابَ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: مَا دَلَّسْتُ حَدِيْثاً قَطُّ إِلاَّ حَدِيْثاً وَاحِداً عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، فَمَا بُوْرِكَ لِي فِيْهِ انظر السير (9/ 360) جعله ابن حجر في المرتبة الأولى فقال : أحد الاعلام من أتباع التابعين ، قال ما دلَّست قط إلا في حديث واحد ، فما بورك فيه انظر طبقات المدلسين (1/27) قال ابن حجر في التقريب (7789) : ثقة متقن عابد من التاسعة مات سنة ست ومائتين وقد قارب التسعين ع اهـ
(82) يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدِ بنِ دِيْنَارٍ العَبْدِيُّ مَوْلاَهُم أَبُو عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : من حفاظ البصرة ثقة مشهور وصفه النسائي بالتدليس وكذا ذكره السلمي عن الدارقطني انظر طبقات المدلسين (1/36) وذكره العلائي والسيوطي وابن العراقي في المدلسين قال ابن حجر في التقريب (7909) :  ثقة ثبت فاضل ورع من الخامسة مات سنة تسع وثلاثين ع اهـ
 (83) يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ الهَمْدَانِيُّ السَّبِيْعِيُّ، الكُوْفِيُّ،أَبُو إِسْرَائِيْلَ
جعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : حافظ مشهور كوفي يقال انه روى عن الشعبي حديثا وهو حديثه عن الحارث عن علي رضي الله تعالى عنه حديث أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة فأسقط الحارث انظر طبقات المدلسين (1/37) وأقره الدكتور مسفر في التدليس [285] قال ابن حجر في التقريب (7899) : صدوق يهم قليلا من الخامسة مات سنة اثنتين وخمسين على الصحيح ر م 4 اهـ

هناك تعليق واحد:

  1. جزاك الله خيراً على مجهوداتك ، استفدت منك فى حاجات كتير ، بس الاعمش الصواب انه يكون فى المرتبة الثالثة كما ذهب لذلك الامام سبط العجمى ، وانت نفسك نقلت قول انه يدلس عن الضعفاء فكيف تقول بعد ذلك انه من المرتبة الثانية تبعاً لابن حجر وهل نقلده فيما اخطأ ، وأخرج الحاكم في معرفة علوم الحديث ص (105) من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فُلَانٌ فِي النَّارِ يُنَادِي يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ» قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: سَمِعْتَ هَذَا مِنْ إِبْرَاهِيمَ؟، قَالَ: لَا حَدَّثَنِي بِهِ حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْهُ اهـ قلت : وحكيم بن جبير قال عنه ابن حجر في التقريب (1468) : ضعيف رمي بالتشيع من الخامسة 4 اهـ وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية فقال : كان يدلس وصفه بذلك الكرابيسي والنسائي والدارقطني وغيرهم انظر طبقات المدلسين (33)

    ردحذف