تخريج سنن الترمذي
عمرو العدوي
أبو حبيبة
1- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، ح وحَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ وَلَا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ»، قَالَ هَنَّادٌ فِي حَدِيثِهِ: «إِلَّا بِطُهُورٍ». هَذَا الْحَدِيثُ أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَحْسَنُ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٍ. وَأَبُو الْمَلِيحِ بْنُ أُسَامَةَ اسْمُهُ عَامِرٌ، وَيُقَالُ: زَيْدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ الْهُذَلِيُّ
عمرو العدوي
أبو حبيبة
1- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، ح وحَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ وَلَا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ»، قَالَ هَنَّادٌ فِي حَدِيثِهِ: «إِلَّا بِطُهُورٍ». هَذَا الْحَدِيثُ أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَحْسَنُ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٍ. وَأَبُو الْمَلِيحِ بْنُ أُسَامَةَ اسْمُهُ عَامِرٌ، وَيُقَالُ: زَيْدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ الْهُذَلِيُّ
- قلت : حديث صحيح رواه مسلم
وصححه ابن خزيمة وابن حجر في فتح الباري 278/3 وأحمد شاكر والألباني والأرنؤوط رواه مسلم (224) من طريق سِمَاكٍ بْنِ حَرْبٍ، به قلت : ـ فيه سِمَاك
مختلف فيه ولخص حاله ابن حجر قال في التقريب صدوق ، و روايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، و قد تغير
بأخرة فكان ربما تلقن اهـ وهو هنا لم يروي عن عكرمة فحديثه حسن قلت : وله شاهد من طريق شُعْبَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ،
عَنْ أَبِيهِ، [أسامة الهذلي] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، وَلَا صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ رواه أبو داود (59) وأبو داود الطيالسي في "مسنده " (رقم
1319) ثنا شعية ...به، وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن وصرح قتادة بسماعه من أبي المليح عند أبي داود
الطيالسي وقال الألباني في صحيح أبي داود (53) (قلت: إسناده صحيح. وأخرجه أبو عوانة
في "صحيحه ")
فوائد : أولا : قول :
الترمذي هَذَا الْحَدِيثُ أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَحْسَن فيه نظر فان
أصح منه حديث أبى هريرة مرفوعا بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لاَ
تُقْبَلُ صَلاَةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ رواه البخاري (135) ومسلم (225)
ثانيا : قال المباركفوري
في تحفة الأحوذي (1/23) قَدْ جَرَتْ عَادَةُ التِّرْمِذِيِّ فِي هَذَا الْجَامِعِ أَنَّهُ يَقُولُ بَعْدَ
ذِكْرِ أَحَادِيثِ الْأَبْوَابِ وَفِي الْبَابِ عَنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ فَإِنَّهُ لَا
يُرِيدُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ بَلْ يُرِيدُ أَحَادِيثَ أُخَرَ يَصِحُّ أَنْ
تُكْتَبَ فِي الْبَابِ قَالَ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ وَهُوَ عَمَلٌ صَحِيحٌ إِلَّا
أَنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَفْهَمُونَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ سُمِّيَ مِنْ الصَّحَابَةِ
يَرْوُونَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ قَدْ يَكُونُ كَذَلِكَ
وَقَدْ يَكُونُ حَدِيثًا آخَرَ يَصِحُّ إِيرَادُهُ فِي ذَلِكَ الْبَابِ وَقَدْ تَقَدَّمَ
مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ فِي الْمُقَدِّمَةِ فَتَذَكَّرْ اهـ
ثالثا : قول الترمذي ح وحَدَّثَنَا
هَنَّادٌ 00 قال العلامة أحمد شاكر في سنن
الترمذي هذه حاء مهملة مفردة ، يكتبها
علماء الحديث عند الانتقال من التحويل أو من الحائل بين الإسنادين أو عبارة عن
قوله الحديث قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث
ومن الناس من يتوهم أنها " خاء " معجمة، أي إسناد آخر. والمشهور الأول،
وحكى بعضهم الإجماع عليه. فالمراد هنا أن الترمذي روى الحديث عن قتيبة
بإسناده إلى سماك ثم تحول منه إلى إسناد آخر رواه به عن هناد إلى سماك أيضا ، ثم
اجتمع الإسناد أن في سماك بن حرب وقس على هذا كل ما تراه في هذا الكتاب وفي سائر
كتب الحديث
2- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ:
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، ح وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلِ
بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ، أَوِ الْمُؤْمِنُ، فَغَسَلَ
وَجْهَهُ خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ،
أَوْ نَحْوَ هَذَا - وَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ
آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ». قلت : حديث
صحيح بشواهده رواه مسلم وابن خزيمه في صحيحه (4) وقال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وصححه الألباني والأرنؤوط رواه مسلم ((244)) وزاد فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ
كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ
آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ» من طريق مَالِكٍ،
به قلت : رجاله ثقات رجال الشيخين غير
سهيل بن أَبي صالح، فمن رجال مسلم.وثقه ناس وضعفه آخرون ولخص حاله ابن حجر في
التقريب فقال : صدوق تغير حفظه بأخرة
وله شاهدان؟
أولا : من طريق مَالِك، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ
قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا
غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ
خَطَايَاهُ مِنْ يَدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ يَدَيْهِ، فَإِذَا
مَسَحَ رَأْسَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ،
وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ
تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ
نَافِلَةً لَهُ رواه أحمد (19068) وقال الحاكم في المستدرك (1/ 220) هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ 00وَعَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ صَحَابِيٌّ
مَشْهُورٌ قال الألباني رحمه الله : كذا قال! وقد تعقّبه الذهبي بقوله: (1/ 130):
"قلت. لا". يعني: ليس صحابياً مشهوراً؛ بل هو مختلف في صحبته. وقال في رده
على ابن القطان: الورقة (3 ورقم 14 - المطبوعة) "كاد أن يكون صحابياً لقدومه بعد
وفاة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". وقد تعقبه الناجي أيضاً وأطال
النفس في ذلك، وحكى الخلاف فيه: هل يسمى عبد الله الصنابحي؟ أم أبو عبد الله الصنابحي،
واسمه عبد الرحمن بن عسيلة؟ ورجّح الثاني. والله أعلم.وإنما أوردت حديثه هنا لشواهده
المذكورة في الباب.انظر صحيح الترغيب (1/ 191) قَالَ عَبْدُ الْحَقِّ فِي أَحْكَامِهِ: وَعَبْدُ
اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ: لَمْ يَلْقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ الصَّوَابُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عُسَيْلَةَ، انْظر نصب الراية (1\21) قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ عَنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ
أَنَسٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
الصُّنَابِحِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَتَمَضْمَضَ خَرَجْتِ الْخَطَايَا مِنْ
فِيهِ» الْحَدِيثُ، فَقَالَ: مَالِكُ
بْنُ أَنَسٍ وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ , فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ، وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ،
وَلَمْ يَسْمَعْ منِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهَذَا الْحَدِيثُ
مُرْسَلٌ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
, وَالصُّنَابِحُ بْنُ الْأَعْسَرِ الْأَحْمَسِيُّ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَمْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: حَدِيثَيْنِ , حَدِيثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» , وَحَدِيثٌ آخَرُ حَدِيثُ
الصَّدَقَةِ وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي بِصَحِيحٍ , رَوَاهُ مُجَالِدٌ , عَنْ قَيْسٍ ,
عَنِ الصُّنَابِحِ قَالَ أَبُو عِيسَى: وَإِنَّمَا قَالَ مُحَمَّدٌ: لَا يَصِحُّ حَدِيثُ
مُجَالِدٍ لِأَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ رَوَاهُ عَنْ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ نَاقَةً مُسِنَّةً وَلَمْ
يَذْكُرْ عَنِ الصُّنَابِحِ انظر علل الترمذي (1/21) وفي التمهيد (4/3) وَقَدْ رُوِيَ
عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ يَرْوِي عَنْهُ الْمَدَنِيُّونَ يُشْبِهُ أَنْ
تَكُونَ لَهُ صُحْبَةٌ وَأَصَحُّ مِنْ هَذَا عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ سُئِلَ عن
أحاديث الصناحبي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مُرْسَلَةٌ
لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌقَالَ أَبُو عُمَرَ صَدَقَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ لَيْسَ فِي
الصَّحَابَةِ أَحَدٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ وَإِنَّمَا فِي الصَّحَابَةِ
الصُّنَابِحُ الْأَحْمَسِيُّ وَهُوَ الصُّنَابِحُ بْنُ الْأَعْسَرِ كُوفِيٌّ رَوَى
عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ أَحَادِيثَ مِنْهَا حَدِيثُهُ فِي الْحَوْضِ وَلَا
فِي التَّابِعِينَ أَيْضًا أَحَدٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ فَهَذَا
أَصَحُّ قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِأَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
الصُّنَابِحِيَّ مَشْهُورٌ فِي التَّابِعِينَ كَبِيرٌ مِنْ كُبَرَائِهِمْ وَاسْمُهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عسيلة وهو جليل كان عبادة ابن الصَّامِتِ كَثِيرَ الثَّنَاءِ
عَلَيْهِ اهـ
ثانيا : رواه أحمد (493) واللفظ له والبخاري (160) ومسلم (226) عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ:أَنَّ عُثْمَانَ
تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ، فَغَسَلَ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَقَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ،
سَقَطَتْ خَطَايَاهُ " يَعْنِي مِنْ وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَرَأْسِهِ قال
الأرنؤوط : إسناده
صحيح على شرط الشيخين
3- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ،
وَهَنَّادٌ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ،
ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا
التَّسْلِيمُ قلت : حديث صحيح بشواهده قَالَ الْبَغَوِيّ: هَذَا حَدِيث حسن 0 قال
الألباني رحمه الله : في صحيح أبي داود (55) (قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه الحاكم وابن السكن
وكذا الحافظ،وحسّنه النووي، وأورده المقدسي في "الأحاديث المختارة اهـ
وصححه أحمد شاكر وقال : الأرنؤوط حسن لغيره وحسنه السيوطي وحسين سليم أسد قلت : رواه أحمد (1006) وأبو داود (61) وابن ماجه (275) من طريق عَبْد اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ،
به قلت فيه : عَبْد اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل حسن الحديث قال الترمذي : في
هذا الباب هَذَا الْحَدِيثُ أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَحْسَنُ.وَعَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ هُوَ صَدُوقٌ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.وسَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: كَانَ
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُمَيْدِيُّ، يَحْتَجُّونَ
بِحَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهُوَ مُقَارِبُ
الْحَدِيثِ اهـ
قال عبد الحق الأشبيلى فى " كتاب التهجد
" (ق 65/1) فى قول البخارى فى أبى ظلال: مقارب الحديث:" يريد أن حديثه يقرب
من حديث الثقات , أى لا بأس به اهـ قال النووي في المجموع (1/ 339)
فِي إسْنَادِهِ عَبْدُ الله بن محمد ابن عَقِيلٍ وَاخْتَلَفُوا فِي الِاحْتِجَاجِ بِهِ
وَاحْتَجَّ بِهِ الاكثرون حسن التِّرْمِذِيُّ أَحَادِيثَ مِنْ رِوَايَتِهِ
فَحَدِيثُهُ هَذَا حَسَنٌ اهـ قلت : يقصد حديث أخر غير هذا الحديث
وله طريق أخر يرويه ثوير
بن أبي فاختة عن أبيه عن علي مرفوعا.
أخرجه أبو نعيم في
"الحلية" (7/ 124) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثنا سفيان عن ثوير به.وقال:
تفرد به سلمة عن الثوري"
قلت: ثوير قال ابن معين وغيره:
ضعيف.وقال ابن حجر في التقريب ضعيف رمى بالرفض
وله شواهد أولا : عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، طَرِيفٍ السَّعْدِيِّ عَنْ
أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رواه الترمذي (238) وابن ماجه (276) في البدر المنير (3/ 451) قَالَ عبد الْحق فِي «أَحْكَامه» : هَذَا حَدِيث
لَا يَصح؛ لِأَن فِي إِسْنَاده أَبَا سُفْيَان طريف بن شهَاب. وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ
الدَّين فِي «الإِمَام» بعد أَن أخرجه من طَرِيق ابْن مَاجَه: أَبُو سُفْيَان هَذَا
- قَالَ أَبُو عمر: أَجمعُوا (عَلَى) أَنه ضَعِيف الحَدِيث. وَهُوَ كَمَا قَالَ، فقد
قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْن عدي: رَوَى عَنهُ الثِّقَات،
وَإِنَّمَا أنكر عَلَيْهِ فِي متون الْأَحَادِيث أَشْيَاء لم يَأْتِ بهَا غَيره، وَأما
أسانيده فَهِيَ مُسْتَقِيمَة اهـ
قال الحافظ فى "
النتائج " 2 / 217: أبو سفيان واسمه طريف بن شهاب السعدى، اتفقوا على ضعفه وقد
صحح الحاكم هذا الحديث وغلط فى ذلك فإن الحديث عنده عن أبى سفيان فظن بعض الرواة أنه
والد سفيان الثورى فسماه فوهم فى ذلك، وقد نبه على ذلك ابن حبان فى كتاب الصلاة وابن عدى فى الكامل والدارقطنى
فى العلل.
قال الألباني رحمه الله :
قلت: وقد رواه الحاكم (1/132) ، والبيهقي (2/379 - 380) من طريق أبي عمر الضرير: ثنا
حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق الثوري عن أبي نضرة به.وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ ولذا
قال الحاكم:" صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي. قال الحافظ:" وهو
معلول. قال ابن حبان في (كتاب الصلاة) المفرد له: هذا الحديث تفرد به أبوسفيان عنه،
ووهم حسان بن إبراهيم؛ فرواه عن سعيد بن مسروق عن أبي نضرة عن
أبي سعيد، وذلك أنه توهم أن
أبا سفيان هو والد سفيان الثوري، ولم يعلم أن أبا سفيان
آخرُ هو طريف بن شهاب، وكان
واهياً ". ثم قال الحاكم:" وأشهر إسناد فيه حديث عبد الله بن محمد بن عقيل
عن محمد ابن الحنفية عن علي "انظر أصل صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم
للألباني (1/ 185) قال
الدارقطني في "العلل" (11/ 323
يَرْوِيهِ أَبُو سُفْيَانَ
السَّعْدِيُّ طَرِيفُ بْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَرُوِيَ
عَنْ حَسَّانِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ أَبِي نَضْرَةَ،
قَالَهُ أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ.وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ لَا يُحَدِّثُ عَنْ أبي
نضرة، ولعل حسان حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، فَتَوَهَّمَ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ
أَنَّهُ أَبُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ
عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ، عَنْ حَسَّانٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ،
وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ.اهـ
ثانيا : رواه الدارقطني (1360) من طريق الْوَاقِدِيّ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
أَبِي صَعْصَعَةَ , عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ
, عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ
, عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ:به قلت : فيه الْوَاقِدِيّ قال ابن حجر : في التقريب متروك مع
سعة علمه اهـ قلت : بل هو ضعيف يستشهد به
وثقه ناس وكذبه أخرون انظر تهذيب الكمال قال الهيثمي رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِيهِ: الْوَاقِدِيُّ
وَهُوَ ضَعِيفٌ انظر مجمع الزوائد (2/104)
ثالثا : رواه الطبراني في
الكبير (11369) وَفِي إِسْنَاده نَافِع مولَى يُوسُف السّلمِيّ قال أبو حاتم: متروك الحديث.وضعفه
أحمد، وغيره انظر ميزان الاعتدال قال الهيثمي رحمه الله : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ
فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَفِيهِ: نَافِعٌ مَوْلَى يُوسُفَ السُّلَمِيِّ، وَهُوَ
أَبُو هُرْمُزَ، ضَعِيفٌ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ انظر مجمع الزوائد (2/104) وقال الحافظ:
إسناده واه" الدراية 1/ 127
رابعا : عن أنس فأخرجه ابن
المقرئ في "المعجم" (463) عن أحمد بن علي بن عياش البالسي ثنا أحمد بن بكر
البالسي ثنا خالد بن يزيد البجلي ثنا سليمان مولى الشعبي - هكذا وإنما هو سليم - عن
أنس رفعه "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر، تحريم الصلاة التكبير، وتحليلها
التسليم"وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن بكر وخالد بن يزيد.
4- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ
الْبَغْدَادِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ
مُجَاهِدٍ،عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الصَّلَاةُ، وَمِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ حديث
حسن حسنه ابن حجر كما في مرقاة المفاتيح (1/ 353) والسيوطي وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5265) والأرنؤوط
رواه أحمد (14662) والطبراني في الأوسط (4364) من طريق سُلَيْمَان بْن قَرْمٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ،
به قلت : إسناده حسن فيه أبو يَحْيَى الْقَتَّاتِ قال ابن حجر في التقريب : لين الحديث اهـ قلت : بل هو حسن الحديث وثقه يحى بن معين في
رواية و قال يعقوب بن سفيان : لا
بأس به وقال البزار : لا نعلم به بأسا ، و هو كوفى معروف وضعفه غيرهم وسليمان بن قرم قال ابن حجر في التقريب سىء الحفظ يتشيع اهـ قلت : أيضا هو حسن الحديث فهو من رجال مسلم
وقال أحمد بن حنبل : لا أرى به بأسا لكنه كان يفرط فى التشيع وقال ابن عدي له أحاديث حسان إفرادات و هو خير من سليمان بن أرقم
بكثير ، و تدل صورة سليمان هذا على أنه مفرط فى التشيع وضعفه ابن معين وغيره انظر التهذيب لكن للشطر الثاني منه صحيح كما سبق
5- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ،
وَهَنَّادٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
صُهَيْبٍ،عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
" قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ قَالَ مَرَّةً أُخْرَى: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبْثِ
وَالْخَبِيثِ - أَوِ الْخُبُثِ
وَالْخَبَائِثِ – حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وصححه الألباني والأرنؤوط رواه البخاري (6322) ومسلم (375) وأحمد (11947) من طرق عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك به قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب قلت :
لفظ البخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ»
وله شاهد بلفظ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ:
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ رواه أبو داود (6) وابن خزيمه في صحيحه (69) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضِرِ بْنِ
أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ به ورجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب
رجاله رجال الشيخين وقد أخرجه الطيالسي في مسنده " (رقم 679) : ثنا شعبة عن قتادة
سمع النَّضِر بْن أَنَسٍ به قال الألباني :وهذا صحيح على شرطهما، وفيه فائدة؛ وهي تصريح
قتادة بسماعه من النَّضِرِ. اهـ
وله شاهد ضعيف جدا بلفظ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَعْجِزْ أَحَدُكُمْ، إِذَا
دَخَلَ مِرْفَقَهُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الرِّجْسِ النَّجِسِ، الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ رواه ابن ماجه (299) والطبراني
في "الكبير" (7849) من طريق عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ،به قلت : فيه عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ قال يحيى بن معين : على بن يزيد عن القاسم عن أبى
أمامة هى ضعاف كلها وضعفه ابن حجر في التقريب قلت : بل هو ضعيف جدا قال البخاري منكر
الحديث و قال النسائي وأبو الفتح
الأزدى ، و أبو الحسن الدارقطنى ، و أبو بكر البرقانى : متروك انظر تهذيب الكمال وضعفه
الألباني والأرنؤوط وله شاهد مرسل عن الحسن البصري أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخَبِيثِ
الْمُخْبِثِ، الرِّجْسِ النَّجِسِ، الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» رواه أبو داود في مراسيله (2)
والمرسل من أقسام الضعيف
6- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ
الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ،
قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ». حديث صحيح قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح
قلت : سبق تخريجه
7- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ،
عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، قَالَ: «غُفْرَانَكَ». قلت : حديث حسن قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
غَرِيبٌ وصححه النووي في "المجموع" 2/83 والألباني وحسنه الأرنؤوط وضعفه الأعظمي رواه
أحمد (25220) والبخاري في "الأدب المفرد" (693) وأبو
داود (30) وابن ماجه (300) من طريق إِسْرَائِيلَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي
بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ به قلت : فيه يُوسُف بْن أَبِي بُرْدَة
قال ابن حجر مقبول قلت : بل هو ثقه قال الألباني : وثقه العجلي وصحح حديثه هذا أبو
حاتم –الرازي -وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم والنووي والذهبي انظر
صحيح أبي داود (1/ 59) وحسنه الترمذي والأرنؤوط وإسرائيل هو بن يونس بن أبى إسحاق السبيعى قال ابن حجر في التقريب ثقة تكلم فيه بلا حجة اهـ قلت : هو حسن الحديث
قال المباركفوري في تحفة
الأحوذي (1/ 43) قَالَ الْقَاضِي الشَّوْكَانِيُّ فِي نَيْلِ
الْأَوْطَارِ هَذَا الْحَدِيثُ
أَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ إِلَّا النَّسَائِيَّ وَصَحَّحَهُ
الْحَاكِمُ وَأَبُو حَاتِمٍ قَالَ فِي الْبَدْرِ الْمُنِيرِ وَرَوَاهُ الدَّارِمِيُّ
وصححه بن خزيمة وبن حبان انتهى
- قال الترمذي - (وَلَا يُعْرَفُ
فِي هَذَا الْبَابِ إِلَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ)
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ وَهُوَ
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَجَاءَ فِي الَّذِي يُقَالُ عَقِبَ الْخُرُوجِ مِنْ الْخَلَاءِ
أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ ثَابِتٌ إِلَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ الْمَذْكُورُ
قَالَ وَهَذَا مُرَادُ التِّرْمِذِيِّ بِقَوْلِهِ وَلَا يُعْرَفُ فِي هَذَا الْبَابِ
إِلَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ كَذَا فِي قُوتِ الْمُغْتَذِي وَقَالَ الْعَيْنِيُّ فِي شَرْحِ
الْبُخَارِيِّ بَعْدَ ذِكْرِ حَدِيثِ عَائِشَةَ الْمَذْكُورِ أَخْرَجَهُ بن حبان وبن
خزيمة وبن الْجَارُودِ وَالْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِمْ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ
هُوَ أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ فَإِنْ قُلْتَ لَمَّا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ
وَأَبُو عَلِيٍّ الطَّرْطُوسِيُّ قَالَا هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَسَنٌ لَا يُعْرَفُ
إِلَّا مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَلَا يُعْرَفُ
فِي هَذَا الْبَابِ إِلَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ قُلْتُ قَوْلُهُ غَرِيبٌ مَرْدُودٌ بِمَا
ذَكَرْنَا مِنْ تَصْحِيحِهِ وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ الْغَرَابَةُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى
الرَّاوِي لَا إِلَى الْحَدِيثِ إِذْ الْغَرَابَةُ وَالْحُسْنُ فِي الْمَتْنِ لَا يَجْتَمِعَانِ
فَإِنْ قُلْتَ غَرَابَةُ السَّنَدِ بِتَفَرُّدِ إِسْرَائِيلَ وَغَرَابَةُ الْمَتْنِ
لِكَوْنِهِ لَا يُعْرَفُ غَيْرُهُ قُلْتُ إِسْرَائِيلُ مُتَّفَقٌ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِهِ
عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ وَالثِّقَةُ إِذَا اِنْفَرَدَ بِحَدِيثٍ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ
لَا يَنْقُصُ عَنْ دَرَجَةِ الْحَسَنِ وَإِنْ لَمْ يَرْتَقِ إِلَى دَرَجَةِ الصِّحَّةِ
وَقَوْلُهُمَا لَا يُعْرَفُ فِي هَذَا الْبَابِ إِلَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ لَيْسَ كَذَلِكَ
فَإِنَّ فِيهِ أَحَادِيثَ وَإِنْ كَانَتْ ضَعِيفَةً مِنْهَا حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ رَوَاهُ بن مَاجَهْ قَالَ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إذا خرج من الخلاء قال الحمدلله الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الْأَذَى وَعَافَانِي وَمِنْهَا
حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ مِثْلُهُ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ
وَمِنْهَا حَدِيثُ بن عَبَّاسٍ
أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مَرْفُوعًا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْرَجَ عَنِّي
مَا يُؤْذِينِي وَأَمْسَكَ عَلَيَّ مَا يَنْفَعُنِي وَمِنْهَا حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ
خَيْثَمَةَ نَحْوُهُ وذكره بن الجوزي في العلل ومنها حديث بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ مَرْفُوعًا أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذَاقَنِي
لَذَّتَهُ وَأَبْقَى عَلَيَّ قُوَّتَهُ وَأَذْهَبَ عَنِّي أَذَاهُ انْتَهَى كَلَامُ
الْعَيْنِيِّ
قُلْتُ الْمُرَادُ بِقَوْلِ
التِّرْمِذِيِّ غَرِيبٌ مِنْ جِهَةِ السَّنَدِ فَإِنَّهُ قَالَ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا
مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ غَرِيبًا
مِنْ جِهَةِ السَّنَدِ وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ حَسَنًا أَوْ صَحِيحًا كَمَا تَقَرَّرَ
فِي مَقَرِّهِ فَقَوْلُ الْعَلَّامَةِ الْعَيْنِيِّ قَوْلُهُ غَرِيبٌ مَرْدُودٌ بِمَا
ذَكَرْنَا مِنْ تَصْحِيحِهِ مَرْدُودُ عَلَيْهِ
وَأَمَّا قَوْلُ التِّرْمِذِيِّ
لَا يُعْرَفُ فِي هَذَا الْبَابِ إِلَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَقَدْ عَرَفْتُ مَا هُوَ
المراد منه انتهى
وزاد البيهقى في الكبرى (465) فى رواية {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} ولكنه بين أنها باطلة
8- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا
الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ، وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ
غَرِّبُوا» قَالَ
أَبُو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَّامَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ مُسْتَقْبَلَ
الْقِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رواه البخاري (144) ومسلم (264) وأحمد (23524) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ،به قلت : رجاله ثقات
كما قال ابن حجر في التقريب وصححه
الألباني
وله طريق رواه مالك
(1/199) ، وأحمد (5/414) و(5/415) من طريق
عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ مَوْلًى لِآلِ الشِّفَاءِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: مَوْلَى
أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلى الله عَلَيه وَسَلم وَهُوَ بِمِصْرَ، يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ
بِهَذِهِ الْكَرَابِيسِ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: إِذَا
ذَهَبَ أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ وِ الْبَوْلَ: فَلاَ يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، وَلاَ يَسْتَدْبِرْهَا قال الألباني (1/ 32)
وهذا إسناد صحيح.
وللنهي عن الاستقبال شاهد
من حديث عبد الله بن الحارث:
أخرجه أحمد (17703) وابن ماجه (317) وقال الألباني والأرنؤوط
إسناده صحيح
9- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ،
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِبَوْلٍ»، فَرَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِعَامٍ
يَسْتَقْبِلُهَا حديث حسن قال الدارقطني كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ قال الألباني رحمه الله :
في صحيح أبي داود (1/36)(قلت: إسناده حسن، وحسنه الترمذي والبزار وكذا النووي، وصححه
البخاري وابن السكن والحاكم ووافقه الذهبي. ورواه ابن خزيمة وابن حبان في"صحيحيهما
اهـ وحسنه الأرنؤوط والأعظمي وضعفه ابن عبد البر رواه أحمد (14872) وأبوداود (13) وابن ماجه (325) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به قلت : محمد بن إسحاق مدلس
وقد عنعن هنا قال عنه ابن حجر في التقريب صدوق يدلس ، و رمى بالتشيع و القدر أورده الحافظ ابن حجر فى " طبقات المدلسين "في المرتبة
الرابعة وهي من اتفق على أنه لا يحتج بشئ من حديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة
تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل
قلت : ولكن ابن إسحاق صرح
بالتحديث عند أحمد وغيره، فزالت شبهة تدليسه قال في البدر المنير (2/308) قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا
حَدِيث حسن غَرِيب. وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي «الخلافيات» : قَالَ التِّرْمِذِيّ:
سَأَلت مُحَمَّدًا - يَعْنِي: البُخَارِيّ - عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: حَدِيث صَحِيح.
وَكَذَا نقل هَذِه الْمقَالة عَن البُخَارِيّ عبد الْحق فِي «الْأَحْكَام» وَقَالَ
الْبَزَّار: هَذَا الحَدِيث لَا نعلم يرْوَى عَن جَابر بِهَذَا اللَّفْظ بِإِسْنَاد
أحسن من هَذَا الْإِسْنَاد. وَذكره ابْن السكن فِي «سنَنه الصِّحَاح المأثورة» وَقَالَ
الْحَاكِم: هَذَا حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم. (وَفِي كَونه عَلَى شَرطه نظر؛ لِأَن
فِي إِسْنَاده: ابْن إِسْحَاق، وَلم يحْتَج بِهِ مُسلم) إِنَّمَا أخرج لَهُ مُتَابعَة،
وَقَالَ النَّوَوِيّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي «كَلَامه عَلَى سنَن أبي دَاوُد» : فِي
إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث ابْن إِسْحَاق عَن أبان، وَابْن إِسْحَاق مُدَلّس، والمدلس
إِذا قَالَ: «عَن» لَا يحْتَج بِهِ، فَكيف حسنه التِّرْمِذِيّ؟ ! (وَأجَاب عَن هَذَا
بِأَن قَالَ: لَعَلَّه اعتضدا وَعلم أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ) بطرِيق آخر أَن
ابْن إِسْحَاق سَمعه من أبان.قلت: زَالَ هَذَا الْإِشْكَال و (التَّمَنِّي) بِأَن أَحْمد
فِي « (الْمسند» ) وَابْن الْجَارُود فِي «الْمُنْتَقَى» وَابْن حبَان فِي «صَحِيحه»
وَالْحَاكِم فِي «الْمُسْتَدْرك» وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ قَالُوا كلهم
فِي روايتهم لهَذَا الحَدِيث: «عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، حَدثنِي أبان» فارتفعت وصمة
التَّدْلِيس. وَزعم ابْن عبد الْبر أَن هَذَا الحَدِيث لَا يَصح؛ لضعف أبان بن صَالح،
وَهَذَا تَعْلِيل سَاقِط؛ فَإِن أبان هَذَا لم يُضعفهُ أحد، وَهُوَ أبان بن صَالح بن
عُمَيْر الْقرشِي مَوْلَاهُم أَبُو بكر الْمدنِي، قَالَ الْحَافِظ جمال الدَّين الْمزي
فِي «التَّهْذِيب» : أخرج لَهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا. وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو
حَاتِم، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَا بَأْس بِهِ. وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي
«الإِمَام» : وَثَّقَهُ المزكون يَحْيَى بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم الرازيان.
وَقَالَ ابْن عبد الْحق - فِيمَا رده عَلَى ابْن حزم -: لم يجرح (أَبَانَا هَذَا أحد)
فِيمَا أعلم. وَفِي هَذَا رد عَلَى قَول (أبي مُحَمَّد بن حزم) أَيْضا حَيْثُ قَالَ:
أبان هَذَا لَيْسَ بالمشهور.قلت: فتلخص من هَذَا كُله أَن الحَدِيث صَحِيح مَعْمُول
بِهِ، وَأما قَول ابْن عبد الْحق - فِيمَا رده عَلَى ابْن حزم -: إِن الحَدِيث غير
صَحِيح؛ لِأَنَّهُ من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق، وَلَيْسَ هُوَ عندنَا مِمَّن يحْتَج
بحَديثه. فَلَا يقبل مِنْهُ؛ لِأَن الْمَحْذُور الَّذِي يخَاف (من) ابْن إِسْحَاق
(زَالَ) فِي هَذَا الحَدِيث.اهـ
10- وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ
ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، «أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ»، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ قُتَيْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا
ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدِيثُ جَابِرٍ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ
وَابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ؛ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ اهـ
رواه أحمد (22560) حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَمُوسَى بْنُ
دَاوُدَ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ،
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ به وضعفه الألباني قلت : بل هو حديث حسن قال شعيب الأرنؤوط
في سنن الترمذي حديث حسن رواية قتيبة وهو ابن سعيد – عن ابن لهيعة صالحة اهـ وصححه
أحمد شاكر حديث جابر بن عبد الله سبق تخريجه قال العلامة أحمد شاكر في سنن الترمذي
وهذا الحديث الذي أعله الترمذي بابن لهيعه إنما أعله لأنه رواه عن أبي الزبير عن
جابر عن أبي قتادة وغيره رواه عن مجاهد عن جابر فقط ولا مانع من صحة الروايتين كما
تراه في كثير من الأحاديث وليست إحداهما بنافية للأخرى اهـ
11- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ
قال: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
رَقِيتُ يَوْمًا عَلَى بَيْتِ حَفْصَةَ، «فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى حَاجَتِهِ مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ مُسْتَدْبِرَ الْكَعْبَةِ» قال الترمذي هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح وصححه ابن خزيمة (59) وابن حبان (1418)
والألباني والأرنؤوط رواه البخاري (148) ومسلم (266) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، به قلت : رجاله
ثقات كما قال ابن حجر في التقريب
12- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حُجْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ، مَا كَانَ يَبُولُ إِلَّا قَاعِدًا» صحيح وصححه الحاكم والذهبي والألباني
والأرنؤوط رواه النسائي
1/ 26 وابن ماجه (307) من طريق شريك به قلت : فيه شريك قال الذهبي :
أحد الأعلام وثقه ابن معين
وقال غيره سىء الحفظ وقال النسائى ليس به بأس هو أعلم بحديث الكوفيين من الثورى قاله
ابن المبارك اهـ قلت : أحسن ما قيل فيه قول ابن معين وأحمد قال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : شريك صدوق
ثقة إلا أنه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه . قال معاوية بن صالح : و سمعت أحمد بن حنبل
يقول شبيها بذلك انظر تهذيب الكمال وهو هنا لم يخالف
وتابعه سفيان
الثوري رواه أحمد (25045) وأبو عوانة 1 / 198، والحاكم 1/ 185 من طريق عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقْهُ، " مَا بَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ قال : شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط مسلم وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين "، ووافقه
الذهبي، وفيه نظر، فإن المقدام ابن شريح وأبوه لم يحتج بهما البخاري فهو على شرط مسلم
وحده وصححه الألباني
وقال الترمذي : بعد أن
ذكر حديث الباب وَفِي الْبَابِ عَنْ عُمَرَ، وَبُرَيْدَةَ،
حَدِيثُ عَائِشَةَ أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي الْبَابِ وَأَصَحُّ، وَحَدِيثُ عُمَرَ إِنَّمَا رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْكَرِيمِ
بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: رَآنِي
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُولُ قَائِمًا، فَقَالَ: «يَا عُمَرُ،
لَا تَبُلْ قَائِمًا»، فَمَا بُلْتُ قَائِمًا بَعْدُ. وَإِنَّمَا رَفَعَ
هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ
أَهْلِ الْحَدِيثِ؛ ضَعَّفَهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَتَكَلَّمَ فِيهِ اهـ
قلت : رواه ابن ماجه (308) من طريق ابْن جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قال ابنُ المنذر: "هذا لا
يثبُت وقال النووي في "المجموع" (2/ 84): "إسناده ضعيف" وضعفه
الألباني في الضعيفة (934) والأرنوؤط
قال البوصيري في " الزوائد (25) : هَذَا إِسْنَاد ضَعِيف عبد الْكَرِيم مُتَّفق على
تَضْعِيفه وَقد تفرد بِهَذَا الْخَبَر وعارضه خبر عبد الله بن عمر الْعمريّ الثِّقَة
الْمَأْمُون الْمجمع على ثقته (أي: رواه موقوفاً ولم يرفعه) وَحَدِيث عبيد الله الْعمريّ – أي الموقوف على
عمر - أخرجه أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه (1303)وَالْبَزَّار فِي مُسْنده(244) وقال الهيثميُّ في "المجمع" (1/
206): "رجالُهُ ثقات" وقال الألباني : في الضعيفة (934) وإسناده صحيح وقال الترمذي وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «مَا بُلْتُ قَائِمًا مُنْذُ
أَسْلَمْتُ»، وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْكَرِيمِ
13- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ،
قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ،
«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ عَلَيْهَا قَائِمًا،
فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوءٍ، فَذَهَبْتُ لِأَتَأَخَّرَ عَنْهُ، فَدَعَانِي حَتَّى كُنْتُ
عِنْدَ عَقِبَيْهِ، فَتَوَضَّأَ
وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ» رواه البخاري (225) بدون ومسح على خفيه ومسلم (273) وأحمد (23241) من طرق عَنْ حُذَيْفَةَ به وصححه الألباني
والأرنؤوط قال في نصب الراية (1/2) وَحَدِيثُ حُذَيْفَةَ هَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ،
وَمُسْلِمٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَجِئْتُهُ بِهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ،
زَادَ مُسْلِمٌ: وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، انْتَهَى. وَوَقَعَ لِشَيْخِنَا الْعَلَّامَةِ
عَلَاءِ الدِّينِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهْمٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ
قَالَ فِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بَعْدَ أَنْ حَكَاهُ بِلَفْظِ الْبُخَارِيِّ. وَزِيَادَةِ
مُسْلِمٍ: أَخْرَجَاهُ، وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ مُسْلِمًا انْفَرَدَ فِيهِ بِالْمَسْحِ
عَلَى الْخُفَّيْنِ. وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ عَبْدُ الْحَقِّ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ
الصَّحِيحَيْنِ فَقَالَ: لَمْ يَذْكُرْ الْبُخَارِيُّ فِيهِ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ
اهـ
14- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ لَمْ يَرْفَعْ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْأَرْضِ» قلت : وضعف هذا الحديث أبو داود في سننه (14) والترمذي والدارقطني في العلل (12/414) قال
الترمذي في سننه (14) هَكَذَا رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسٍ، هَذَا الْحَدِيثَ وَرَوَى وَكِيعٌ، وَالْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ
عُمَرَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ لَمْ يَرْفَعْ ثَوْبَهُ
حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْأَرْضِ»،وَكِلَا الْحَدِيثَيْنِ مُرْسَلٌ، وَيُقَالُ: لَمْ
يَسْمَعِ الْأَعْمَشُ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَلَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَظَرَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
رَأَيْتُهُ يُصَلِّي فَذَكَرَ عَنْهُ حِكَايَةً فِي الصَّلَاةِ وَالْأَعْمَشُ اسْمُهُ
سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكَاهِلِيُّ، وَهُوَ مَوْلًى لَهُمْ.
قَالَ الْأَعْمَشُ: كَانَ أَبِي حَمِيلًا فَوَرَّثَهُ مَسْرُوقٌ اهـ
وقال الترمذي : في العلل
(8) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ
بْنُ حَرْبٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ لَمْ يَرْفَعْ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْأَرْضِ , وَقَالَ وَكِيعٌ:
عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ
, وَتَابَعَهُ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ , فَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا –البخاري- عَنْ هَذَا
الْحَدِيثِ: أَيُّهُمَا أَصَحُّ؟ فَقَالَ: كِلَاهُمَا مُرْسَلٌ , وَلَمْ يَقُلْ: أَيُّهُمَا
أَصَحُّ اهـ
قلت : بل هو حديث صحيح رواه
البيهقي موصولا بإسناد صحيح وصححه السيوطي والألباني انظر صحيح أبي داود (11) وقَالَ
ابْنُ حَجَرٍ: وَسَنَدَهُ حَسَنٌ انظر مرقاة المفاتيح (1/380) وصله البيهقي في
الكبرى (460) من طريق أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ
الْمِصِّيصِيّ، شَيْخٌ جَلِيلٌ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ تَنَحَّى، وَلَا يَرْفَعُ ثِيَابَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْأَرْضِ "قلت : رجاله ثقات رجال
الشيخين غير المصيصي
هذا قال النسائي ثقه وقال ابن حجر في التقريب صدوق وقال الذهبي ثقه قال الألباني :
في الصحيحة (3/61) فقد صح الحديث
موصولا بإسناد صحيح، فإن القاسم بن محمد هو ابن أبي بكر
الصديق وهو ثقة حجة.وهذه فائدة عزيزة اهـ وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني في بذل
الإحسان (1/ 186) قُلْتُ: وعندي أن الطريق الأول أشبهُ. وهو
الذي يرويه وكيع، عن الأعمش عن القاسم بن محمد عن ابن عمر فإن السند جيدٌ، ليس فيه
مجروحٌ، فأين العلَّةُ فيه اهـ
15- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَمَسَّ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ» حديث صحيح وقال الترمذي حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه ابن خزيمة والألباني رواه البخاري (153) ومسلم (267)
وأحمد (19419) من طرق عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به وقد صرح يحيى بالتحديث
عند ابن ماجه (310)
وابن خزيمه (79)
فانتفى تدليسه.
قلت : رواه البخاري ومسلم بلفظ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِذَا
شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى الخَلاَءَ فَلاَ
يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلاَ يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ» في
البدر المنير (2/ 374) قَالَ ابْن مَنْدَه: إِسْنَاد
هَذَا الحَدِيث مجمع عَلَى صِحَّته. – قال ابن الملقن-وَهُوَ كَمَا قَالَ اهـ
16- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ،
قَالَ: قِيلَ لِسَلْمَانَ: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى الْخِرَاءَةَ، فَقَالَ سَلْمَانُ: أَجَلْ «نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ
أَوْ ببَوْلٍ، أوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ، أَوِ أنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا
بِأَقَلَّ مِنْ
ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ» صححه ابن
خزيمه (74) ورواه مسلم في صحيحه وقال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ وقال الدارقطني في سننه (146) إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وصححه الألباني والأرنؤوط رواه
مسلم (262) عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ وأحمد (23713) عن الأعمش كلاهما الأعمش
ومنصور عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قِيلَ لِسَلْمَانَ:
به إبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، قال الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين وفي رواية عند مسلم (262) قَالَ: قَالَ لَنَا الْمُشْرِكُونَ إِنِّي أَرَى صَاحِبَكُمْ
يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى يُعَلِّمَكُمُ الْخِرَاءَةَ،000 الحديث
17- حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ، وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ،
قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ، فَقَالَ:
«الْتَمِسْ لِي ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ»، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ
بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ:
«إِنَّهَا رِكْسٌ» حديث صحيح وضعفه الترمذي
وصححه الألباني والأرنؤوط رواه أحمد (3685) عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ،به قلت : هذا إسناد ضعيف لانقطاعه قال الترمذي وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ وَلَا يُعْرَفُ اسْمُهُ
ورواه البخاري في صحيحه (156) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: - لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ
ذَكَرَهُ - وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ
عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: «أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغَائِطَ فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ،
فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، وَالتَمَسْتُ الثَّالِثَ
فَلَمْ أَجِدْهُ، فَأَخَذْتُ رَوْثَةً فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَأَخَذَ الحَجَرَيْنِ وَأَلْقَى
الرَّوْثَةَ» وَقَالَ: «هَذَا رِكْسٌ» وصححه الألباني
قال ابن حجر في فتح الباري (1/ 257) وَإِنَّمَا عَدَلَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ إِلَى الرِّوَايَةِ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَعَ أَنَّ رِوَايَةَ أَبِي عُبَيْدَةَ أَعْلَى لَهُ لِكَوْنِ
أَبِي عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ عَلَى الصَّحِيحِ فَتَكُونُ مُنْقَطِعَةً
بِخِلَافِ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَإِنَّهَا مَوْصُولَةٌ وَرِوَايَةُ أَبِي
إِسْحَاقَ لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ طَرِيقِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فَمُرَادُ أَبِي إِسْحَاقَ هُنَا بِقَوْلِهِ لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ
ذَكَرَهُ أَيْ لَسْتُ أَرْوِيهِ الْآنَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَإِنَّمَا أَرْوِيهِ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَوْلُهُ عَنْ أَبِيهِ هُوَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ
صَاحب بن مَسْعُود اهـ
قلت : هذا السند ضعيف
فيه زهير سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط قال أحمد بن حنبل : زهير فيما روى عن المشايخ ثبت بخ
بخ ، وفى حديثه عن أبى إسحاق لين ، سمع منه
بأخرة وقال أبو زرعة : ثقة إلا أنه سمع من أبى إسحاق بعد الاختلاط انظر تهذيب الكمال
وقال ابن حجر في التقريب ثقة ثبت إلا أن سماعه عن أبى إسحاق بأخرة اهـ قلت : وهو متابع تابعه جماعةٌ منهم:
1 – قال البخاري وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَن رواه البخاري مُعلَّقًا (1/ 43)
وإبراهيمُ هذا قال ابن
حجر في التقريب صدوق يهم
2 - شريك بن عبد الله النخعيِّ، عن أبي إسحق به.
أخرجه الطبرانيُّ في
"الكبير" ( 9954). 9954 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ،
ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى الْغَائِطِ فَقَالَ: «ائْتِنِي بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ أَسْتَنْجِي بِهَا» ، فَأَتَيْتُهُ بِحَجَرَيْنِ
وَرَوْثَةٍ، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ وَرَمَى الرَّوْثَةَ وَقَالَ: «إِنَّهَا رِكْسٌ»وهذا إسنادٌ حسنٌ
3 - أبو حمادٍ الحنفى، عن
أبي إسحق به ذكره الدارقطنيُّ في علله (5/ 28) 4- زكريا بنُ أبي زائدة، عن أبي إسحق.
أخرجه الطبرانيُّ (ج10/ رقم
9955) من طريق يحيى بن زكريا، عن أبيه، عن أبي إسحق به.وسندُهُ صحيحٌ،
ويضافُ إلى ما تقدم أن ليث
بن أبي سليم، تابع أبا إسحق على روايته عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود.
أخرجه أحمدُ (4053)، حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِحَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ: " ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَسْتَنْجِي بِهِ، وَلَا تُقْرِبْنِي
حَائِلًا، وَلَا رَجِيعًا "، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ
فَصَلَّى، فَحَنَي، ثُمَّ طَبَّقَ يَدَيْهِ حِينَ رَكَعَ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ
قال الحافظُ في "هدى
السارى" (349):
"وليث، وإنْ كان ضعيف
الحفظ، فإنه يُعتبرُ به ويُستشهدُ، فيُعرف أن له من رواية عبد الرحمن بن الأسود، عن
أبيه أصلًا". اهـ
قال ابن حجر في فتح
الباري (1/348) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ عَن أبي نعيم عَن زُهَيْر
عَن أبي إِسْحَاق قَالَ لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عبد الله قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحجرين وروثة الحَدِيث فِي الِاسْتِجْمَار قَالَ فَقَالَ إِبْرَاهِيم
بن يُوسُف عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَن بن الْأسود
عَن أَبِيه بِهَذَا انْتهى ثمَّ سَاق الدَّارَقُطْنِيّ وُجُوه الِاخْتِلَاف فِيهِ على
أبي إِسْحَاق فَمِنْهَا رِوَايَة إِسْرَائِيل عَنهُ عَن أبي عُبَيْدَة عَن أَبِيه وَمِنْهَا
رِوَايَة مَالك بن مغول وَغَيره عَنهُ عَن الْأسود عَن عبد الله من غير ذكر عبد الرَّحْمَن
وَمِنْهَا رِوَايَة زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَنهُ عَن عبد الله بن يزِيد عَن الْأسود
وَمِنْهَا رِوَايَة معمر عَنهُ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله وَمِنْهَا رِوَايَة يُونُس
بن أبي إِسْحَاق عَن أَبِيه عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ
وأحسنها سياقا الطَّرِيق الأولى الَّتِي أخرجهَا البُخَارِيّ وَلَكِن فِي النَّفس مِنْهَا
شَيْء لِكَثْرَة الِاخْتِلَاف فِيهِ على أبي إِسْحَاق انْتهى وَأخرج التِّرْمِذِيّ
فِي جَامعه حَدِيث إِسْرَائِيل الْمَذْكُور وَحكى بعض الْخلاف فِيهِ ثمَّ قَالَ هَذَا
حَدِيث فِيهِ اضْطِرَاب وَسَأَلت عبد الله بن عبد الرَّحْمَن يَعْنِي الدَّارمِيّ عَنهُ
فَلم يقْض فِيهِ بِشَيْء وَسَأَلت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ عَنهُ فَلم يقْض
فِيهِ بِشَيْء وَكَأَنَّهُ رأى حَدِيث زُهَيْر أشبه وَوَضعه فِي الْجَامِع قَالَ التِّرْمِذِيّ
وَالأَصَح عِنْدِي حَدِيث إِسْرَائِيل وَقد تَابعه قيس بن الرّبيع قَالَ التِّرْمِذِيّ
وَزُهَيْر إِنَّمَا سمع من أبي إِسْحَاق بآخرة انْتهى وَحكى بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه
وَأبي زرْعَة أَنَّهُمَا رجحا رِوَايَة إِسْرَائِيل وَكَأن التِّرْمِذِيّ تبعهما فِي
ذَلِك وَالَّذِي يظْهر أَن الَّذِي رَجحه البُخَارِيّ هُوَ الْأَرْجَح وَبَيَان ذَلِك أَن مَجْمُوع كَلَام الْأَئِمَّة
مشْعر بِأَن الرَّاجِح على الرِّوَايَات كلهَا إِمَّا طَرِيق إِسْرَائِيل وَهِي عَن
أبي عُبَيْدَة عَن أَبِيه وَأَبُو عُبَيْدَة لم يسمع من أَبِيه فَيكون الْإِسْنَاد
مُنْقَطِعًا أَو رِوَايَة زُهَيْر وَهِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ
عَنْ أَبِيهِ عَن بن مَسْعُود فَيكون مُتَّصِلا وَهُوَ تصرف صَحِيح لِأَن الْأَسَانِيد
فِيهِ إِلَى زُهَيْر وَإِلَى إِسْرَائِيل أثبت من بَقِيَّة الْأَسَانِيد وَإِذا تقرر
ذَلِك كَانَت دَعْوَى الِاضْطِرَاب فِي هَذَا الحَدِيث منتفية لِأَن الِاخْتِلَاف على
الْحفاظ فِي الحَدِيث لَا يُوجب أَن يكون مضطربا إِلَّا بِشَرْطَيْنِ أَحدهمَا اسْتِوَاء
وُجُوه الِاخْتِلَاف فَمَتَى رجح أحد الْأَقْوَال قدم وَلَا يعل الصَّحِيح بالمرجوح
ثَانِيهمَا مَعَ الاسْتوَاء أَن يتَعَذَّر الْجمع على قَوَاعِد الْمُحدثين ويغلب على
الظَّن أَن ذَلِك الْحَافِظ لم يضْبط ذَلِك الحَدِيث بِعَيْنِه فَحِينَئِذٍ يحكم على
تِلْكَ الرِّوَايَة وَحدهَا بِالِاضْطِرَابِ ويتوقف عَن الحكم بِصِحَّة ذَلِك الحَدِيث
لذَلِك وَهنا يظْهر عدم اسْتِوَاء وُجُوه الِاخْتِلَاف على أبي إِسْحَاق فِيهِ لِأَن
الرِّوَايَات الْمُخْتَلفَة عَنهُ لَا يَخْلُو إِسْنَاد مِنْهَا من مقَال غير الطَّرِيقَيْنِ
الْمُقدم ذكرهمَا عَن زُهَيْر وَعَن إِسْرَائِيل مَعَ أَنه يُمكن رد أَكثر الطّرق إِلَى
رِوَايَة زُهَيْر وَالَّذِي يظْهر بعد ذَلِك تَقْدِيم رِوَايَة زُهَيْر لِأَن يُوسُف
بن إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق قد تَابع زهيرا وَقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم
الْكَبِير من رِوَايَة يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي إِسْحَاق
كَرِوَايَة زُهَيْر وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ مِنْ
طَرِيقِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ
أَبِيهِ عَن بن مَسْعُود كَرِوَايَة زُهَيْر عَن أبي إِسْحَاق وَلَيْث وَإِن كَانَ
ضَعِيف الْحِفْظ فَإِنَّهُ يعْتَبر بِهِ وَيسْتَشْهد فَيعرف أَن لَهُ من رِوَايَة عبد
الرَّحْمَن بن الْأسود عَن أَبِيه أصلا ثمَّ إِن ظَاهر سِيَاق زُهَيْر يشْعر بِأَن
أَبَا إِسْحَاق كَانَ يرويهِ أَولا عَن أبي عُبَيْدَة عَن أَبِيه ثمَّ رَجَعَ عَن ذَلِك
وصيره عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ فَهَذَا صَرِيح فِي أَن
أَبَا إِسْحَاق كَانَ مستحضرا للسندين جَمِيعًا عِنْد إِرَادَة التحديث ثمَّ إختار
طَرِيق عبد الرَّحْمَن وأضرب عَن طَرِيق أبي عُبَيْدَة فإمَّا أَن يكون تذكر أَنه لم
يسمعهُ من أبي عُبَيْدَة أَو كَانَ سَمعه مِنْهُ وَحدث بِهِ عَنهُ ثمَّ عرف أَن أَبَا
عُبَيْدَة لم يسمع من أَبِيه فَيكون الْإِسْنَاد مُنْقَطِعًا فأعلمهم أَن عِنْده فِيهِ
إِسْنَادًا مُتَّصِلا أَو كَانَ حدث بِهِ عَن أبي عُبَيْدَة مدلسا لَهُ وَلم يكن سَمعه
مِنْهُ فَإِن قيل إِذا كَانَ أَبُو إِسْحَاق مدلسا عنْدكُمْ فَلم تحكمون لطريق عبد
الرَّحْمَن بن الْأسود بالاتصال مَعَ إِمْكَان أَن يكون دلسه عَنهُ أَيْضا وَقد صرح
بذلك أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن دَاوُد الشادكوني فِيمَا حَكَاهُ الْحَاكِم فِي عُلُوم
الحَدِيث عَنهُ قَالَ فِي قَول أبي إِسْحَاق لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ وَلَكِنْ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَن أَبِيه وَلم يقل حَدثنِي عبد الرَّحْمَن وأوهم أَنه سَمعه مِنْهُ
تَدْلِيس وَمَا سَمِعت بتدليس أعجب من هَذَا انْتهى كَلَامه فَالْجَوَاب أَن هَذَا
هُوَ السَّبَب الْحَامِل لسياق البُخَارِيّ للطريق الثَّانِيَة عَن إِبْرَاهِيم بن
يُوسُف بن إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق الَّتِي قَالَ فِيهَا أَبُو إِسْحَاق حَدثنِي عبد
الرَّحْمَن فانتفت رِيبَة التَّدْلِيس عَن أبي إِسْحَاق فِي هَذَا الحَدِيث وَبَين
حفيده عَنهُ أَنه صرح عَن عبد الرَّحْمَن بِالتَّحْدِيثِ ويتأيد ذَلِك بِأَن الْإِسْمَاعِيلِيّ
لما أخرج هَذَا الحَدِيث فِي مستخرجه على الصَّحِيح مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الْقَطَّانِ عَنْ زُهَيْر اسْتدلَّ بذلك على أَن هَذَا مِمَّا لم يُدَلس فِيهِ أَبُو
إِسْحَاق قَالَ لِأَن يحيى بن سعيد لَا يَرْضَى أَنْ يَأْخُذَ عَنْ زُهَيْرٍ مَا لَيْسَ
بِسَمَاع لشيخه وَكَأَنَّهُ عرف هَذَا بالاستقراء من حَال يحيى وَالله أعلم وَإِذا
تقرر ذَلِك لم يبْق لدعوى التَّعْلِيل عَلَيْهِ مجَال لِأَن روايتي إِسْرَائِيل وَزُهَيْر
لَا تعَارض بَينهمَا إِلَّا أَن رِوَايَة زُهَيْر أرجح لِأَنَّهَا اقْتَضَت الِاضْطِرَاب
عَن رِوَايَة إِسْرَائِيل وَلم تقتض ذَلِك رِوَايَة إِسْرَائِيل فترجحت رِوَايَة زُهَيْر
وَأما مُتَابعَة قيس بن الرّبيع لرِوَايَة إِسْرَائِيل فَإِن شَرِيكا القَاضِي تَابع
زُهَيْر أَو شريك أوثق من قيس على أَن الَّذِي حررناه لَا يرد شَيْئا من الطَّرِيقَيْنِ
إِلَّا أَنه يُوضح قُوَّة طَرِيق زُهَيْر واتصالها وتمكنها من الصِّحَّة وَبعد إعلالها
وَبِه يظْهر نُفُوذ رَأْي البُخَارِيّ وثقوب ذهنه وَالله أعلم وَقد أخرج البُخَارِيّ
من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَا يشْهد لصِحَّة حَدِيث بن مَسْعُود فازداد قُوَّة بذلك
فَأنْظر إِلَى هَذَا الحَدِيث كَيفَ حكم عَلَيْهِ بالمرجوحية مثل أبي حَاتِم وَأبي
زرْعَة وهما إِمَامًا التَّعْلِيل وتبعهما التِّرْمِذِيّ وَتوقف الدَّارمِيّ وَحكم
عَلَيْهِ بالتدليس الْمُوجب للانقطاع أَبُو أَيُّوب الشادكوني وَمَعَ ذَلِك فَتبين
بالتنقيب والتتبع التَّام أَن الصَّوَاب فِي الحكم لَهُ بالراجحية فَمَا ظَنك بِمَا
يَدعِيهِ من هُوَ دون هَؤُلَاءِ الْحفاظ النقاد من الْعِلَل هَل يسوغ أَن يقبل مِنْهُم
فِي حق مثل هَذَا الإِمَام مُسلما كلا وَالله وَالله الْمُوفق
اهـ وقال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (18/24)وَبَعْضُ
مَا يُصَحِّحُهُ التِّرْمِذِيُّ يُنَازِعُهُ غَيْرُهُ
فِيهِ كَمَا قَدْ يُنَازِعُونَهُ فِي بَعْضِ مَا
يُضَعِّفُهُ وَيُحَسِّنُهُ فَقَدْ يُضَعِّفُ حَدِيثًا وَيُصَحِّحُهُ الْبُخَارِيُّ؛
{كَحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ لَمَّا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ابْغِنِي أَحْجَارًا أستنفض بِهِنَّ قَالَ: فَأَتَيْته بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ
قَالَ: فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ وَتَرَكَ الرَّوْثَةَ وَقَالَ: إنَّهَا رِجْسٌ} فَإِنَّ
هَذَا قَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى أَبِي إسْحَاقَ السبيعي فَجَعَلَ التِّرْمِذِيُّ
هَذَا الِاخْتِلَافَ عِلَّةً وَرَجَّحَ رِوَايَتَهُ
لَهُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ وَأَمَّا
الْبُخَارِيُّ فَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى؛ لِأَنَّ أَبَا إسْحَاقَ كَانَ الْحَدِيثُ
يَكُونُ عِنْدَهُ عَنْ جَمَاعَةٍ يَرْوِيه عَنْ هَذَا تَارَةً وَعَنْ هَذَا تَارَةً
كَمَا كَانَ الزُّهْرِيُّ يَرْوِي الْحَدِيثَ تَارَةً عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
وَتَارَةً عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَتَارَةً يَجْمَعُهُمَا فَمَنْ لَا يَعْرِفُهُ فَيُحَدِّثُ
بِهِ تَارَةً عَنْ هَذَا وَتَارَةً عَنْ هَذَا يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ ذَلِكَ
غَلَطٌ وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ. وَهَذَا بَابٌ يَطُولُ وَصْفُهُ اهـ
وزاد أحمد (4299) والدارقطني (148) من طريق عَبْد الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، فَأَمَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ
يَأْتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَجَاءَهُ بِحَجَرَيْنِ وَبِرَوْثَةٍ، فَأَلْقَى
الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: " إِنَّهَا رِكْسٌ، ائْتِنِي بِحَجَرٍ قلت : زيادة ضعيفة وصححها أحمد شاكر وضعفها
الطحاوي
قال في نصب الراية (1/217)
فَإِنَّ الدَّارَقُطْنِيّ
لَمْ يَتَعَرَّضْ لَهَا، لَمَّا رَوَاهَا، وَلَا الْبَيْهَقِيُّ، وَهِيَ مُنْقَطِعَةٌ،
فَإِنَّ أَبَا إسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ شَيْئًا بِإِقْرَارِهِ عَلَى
نَفْسِهِ، وَقَدْ صَرَّحَ الْبَيْهَقِيُّ بِذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ سُنَنِهِ،
وَسَكَتَ عَنْهُ هُنَا، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي بَابِ الدِّيَةُ أَخْمَاسٌ: إنَّ
أَبَا إسْحَاقَ عَنْ عَلْقَمَةَ مُنْقَطِعٌ، لِأَنَّهُ رَآهُ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ،
انْتَهَى. وَالْحَدِيثُ فِي الْبُخَارِيِّ وَلَيْسَ فِيهِ هَذِهِ الزِّيَادَةُ، كَمَا
قَدَّمْنَاهُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، انْتَهَى كَلَامُ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ مُلَخَّصًا
مُحَرَّرًا اهـ قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي «مراسيله» : قَالَ أبي وَأَبُو زرْعَة: لم
يسمع من عَلْقَمَة شَيْئا (قَالَ:) وثنا أبي، نَا مُحَمَّد بن بشار، نَا أُميَّة بن
خَالِد، نَا شُعْبَة: قَالَ رجل لأبي إِسْحَاق الهمذاني: (شُعْبَة) يَقُول: (إِنَّك)
لم تسمع (من) عَلْقَمَة قَالَ: صدق.وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي بَاب الدِّيَة أَخْمَاس:
أَبُو إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة مُنْقَطع؛ لِأَنَّهُ (رَآهُ) وَلم يسمع مِنْهُ. وَقَالَ
أَحْمد بن عبد الله الْعجلِيّ: لم يسمع (أَبُو) إِسْحَاق من عَلْقَمَة شَيْئا قلت:
لَكِن قَالَ الْكَرَابِيسِي فِي كتاب «المدلسين» : أَبُو إِسْحَاق يَقُول فِي
هَذَا الحَدِيث: حَدثنِي عَلْقَمَة عَن عبد الله. فَهَذَا تَصْرِيح بِسَمَاع
أبي إِسْحَاق من عَلْقَمَة، انظر البدر المنير
(2/362) قلت : و يكفي كلام أبي إسحاق السابق عن نفسه في رواية شعبة وسندها صحيح وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"
1/122 من طريق زهير بن عباد الرؤاسي، عن يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود
قالا: قال ابن مسعود، فذكر نحوه. قال شعيب الأرنؤوط وغيره في تحقيق مسند أحمد (7/326)
قلنا: علقمة هنا قد توبع بالأسود، وقد سمع منه أبو إسحاق السبيعي، لكن يزيد بن عطاء
الوارد في إسناد الحديث مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب ": لين الحديث،
ثم إن الطحاوي لم يذكر لفظ الحديث، ليعلم هل فيه زيادة: "ائتني بحجر" أم
لا، بل قال: فذكر نحوه.
18- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ، وَلاَ بِالْعِظَامِ، فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ
مِنَ الْجِنِّ. حديث صحيح رواه مسلم وصححه أبو عوانه رواه
أحمد (4149) مطولا ومسلم (450) وأبو عوانه (586) عن الشعبي عن علقمة به قلت : رجاله ثقات كما
قال ابن حجر في التقريب رواه مسلم بلفظ (450) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ،عَنْ عَامِرٍ – الشعبي-، قَالَ: سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ
هَلْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ قَالَ: فَقَالَ عَلْقَمَةُ، أَنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ:
هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ
الْجِنِّ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ
فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ. فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ.
قَالَ: فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا
هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ. قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ
فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ. فَقَالَ: «أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ
عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ» قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ
وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ:
" لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ
مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ
إِخْوَانِكُمْ
قال الترمذي وَقَدْ رَوَى
هَذَا الْحَدِيثَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ، الْحَدِيثَ بِطُولِهِ،
فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لَا تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ، وَلَا بِالْعِظَامِ، فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ
مِنَ الْجِنِّ» وَكَأَنَّ رِوَايَةَ إِسْمَاعِيلَ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ حَفْصِ بْنِ
غِيَاثٍ، اهـ قلت : قَول التِّرْمِذِيّ: كَأَن هَذِه الرِّوَايَة أصح - يَعْنِي: فَيكون
مُرْسلا -
قال في البدر المنير (2/ 355) قَالَ النَّوَوِيّ فِي «شرح الْمُهَذّب» : لَا نوافق
التِّرْمِذِيّ عَلَى ذَلِك؛ بل الْمُخْتَار أَن هَذِه الزِّيَادَة مُتَّصِلَة.
قلت: وَقد حكم أَيْضا أَبُو
حَاتِم بن حبَان للطريقة الموصولة بِالصِّحَّةِ فَإِنَّهُ أخرجهَا فِي «صَحِيحه» بالطريقة
الأولَى الَّتِي ذكرهَا مُسلم، ولفظها إِلَّا أَنه قَالَ: «زَاد» بدل «طَعَام» وَالْمعْنَى
وَاحِد اهـ
قال الألباني في الضعيفة (3/ 133)
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، ولكنه معلول بعلتين: الأولى: إن قوله: " وسألوه
الزاد ... " إلخ مدرج في الحديث ليس من مسند ابن مسعود
بل هو عن الشعبي قال: وسألوه الزاد إلخ، فهو مرسل، كما بينه البيهقي بقوله عقبه:رواه
مسلم في " الصحيح " هكذا، ورواه عن علي بن حجر عن إسماعيل بن إبراهيم عن
داود بن أبي هند بهذا الإسناد إلى قوله: وآثار نيرانهم، قال الشعبي:وسألوه الزاد، وكانوا
من جن الجزيرة، إلى آخر الحديث من قول الشعبي مفصلا من حديث عبد الله.قلت: هكذا هو
في " الصحيح " عقب رواية عبد الأعلى المتقدمة، وهكذا رواه الترمذي في
" سننه " (4/183) قال: حدثنا علي بن حجر به، إلا أنه قال:" كل عظم لم
يذكر اسم الله عليه " كما يأتي بيانه في " العلة الأخرى " وكذلك رواه
البيهقي بسندين له عن علي بن حجر به، إلا أنه لم يسق لفظه، وإنما أحال فيه على لفظ
عبد الأعلى فكأنه عنده بلفظه: " كل عظم ذكر ... ". ثم قال:ورواه محمد بن أبي عدي عن داود
إلى قوله: " وآثار نيرانهم "، ثم قال: قال داود: ولا أدري في حديث علقمة
أوفي حديث عامر أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة الزاد فذكره.ثم
ساق البيهقي إسناده إلى محمد بن أبي عدي به، ثم قال:ورواه جماعة عن داود مدرجا في الحديث
من غير شك.ورواية إسماعيل بن علية قد أخرجها الإمام أحمد أيضا مقرونا مع رواية غيره
من الثقات فقال: (4149) : حدثنا إسماعيل: أخبرنا داود وابن أبي زائدة - المعنى - قالا:
حدثنا داود به مثل رواية إسماعيل عند مسلم.وتابعهما يزيد بن زريع قال: حدثنا داود بن
أبي هند به.أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " (1/219) ، وأخرجه الطيالسي أيضا
في " مسنده
" (1/47) لكنه أدرجه في الحديث ولم يفصله عنه! وقد قرن بروايته وهيب بن خالد ثم
أخرجه مسلم من طريق عبد الله بن إدريس عن داود به إلى قوله: " وآثار نيرانهم
"، ولم يذكر ما بعده إطلاقا.
وجملة القول: إن أصحاب داود
بن أبي هند اختلفوا عليه في هذه الزيادة على وجوه: الأول: أنها من مسند ابن مسعود،
كذلك رواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى ووهيب ابن خالد، وكذا يزيد بن زريع وعبد الوهاب
بن عطاء في إحدى الروايتين عنهما.
الثاني: أنها من مرسل الشعبي،
وليس من مسند ابن مسعود، جزم بذلك عن داود إسماعيل بن علية وابن أبي زائدة، ويزيد بن
زريع في الرواية الأخرى عنه.ويمكن أن يلحق بهؤلاء عبد الله بن إدريس فإنه لم يذكرها
أصلا كما سبق، ولو كانت عنده من مسند ابن مسعود لذكرها إن شاء الله تعالى.الثالث: أن
داود شك في كونها من مسند ابن مسعود، أومن مرسل الشعبي، كذلك رواه عنه محمد بن أبي
عدي وعبد الوهاب بن عطاء في الرواية الأخرى عنه.ولا يخفى على الخبير بهذا العلم الشريف
أن هذا الاختلاف إنما يدل على أن المختلف عليه وهو داود بن أبي هند لم يضبط هذا الحديث
ولم يحفظه جيدا، ولذلك اضطرب فيه على الوجوه الثلاثة التي بينتها، ولا يمكن أن يكون
ذلك من الرواة عنه لأنهم جميعا ثقات، فكل روى ما سمع منه، وإذا كان كذلك فالاضطراب
دليل على ضعف الحديث كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث لأنه يشعر بأن راويه لم يحفظه
هذا ما تحرر لدي أخيرا، وأما الدارقطني فقد أعله بالإرسال فقال كما في " شرح مسلم
" للنووي:
انتهى حديث ابن مسعود عند
قوله: " فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم "، وما بعده من قول الشعبي، كذا رواه
أصحاب داود الراوي عن الشعبي: ابن علية وابن زريع، وابن أبي زائدة وابن إدريس وغيرهم.
هكذا قال الدارقطني وغيره،ومعنى قوله: إنه من كلام الشعبي أنه ليس مرويا عن ابن مسعود
بهذا الحديث، وإلا فالشعبي لا يقول هذا الكلام إلا بتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.قلت: قول الشعبي: " وسألوه الزاد ... " صريح في رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فلا داعي لقول النووي: " فالشعبي لا يقول ... " إلخ. فإن مثل هذا إنما يقال فيما ظاهره
الوقف كما لا يخفى.العلة الأخرى: الاضطراب في متنه أيضا على داود، فعبد الأعلى يقول
عنه:
كل عظم ذكر اسم الله عليه
" وتابعه على ذلك إسماعيل بن علية وابن أبي زائدة عند أحمد وعبد الوهاب بن عطاء
عند الطحاوي.وخالف هؤلاء وهيب بن خالد ويزيد بن زريع عند الطيالسي وعند أبي عوانة عن
يزيد وحده فقالا: " كل عظم لم يذكر اسم الله عليه ".واختلفوا على إسماعيل
بن علية فرواه أحمد عنه كما سبق، وتابعه علي بن حجر عن إسماعيل عند مسلم، وخالفه الترمذي
فقال: حدثنا علي بن حجر به باللفظ الثاني: " لم يذكر.. ".وهذا الاختلاف على
داود في ضبط متن الحديث مما يؤكد ضعفه، وأن داود لم يكن قد حفظه.
ثم رجعت إلى ترجمته من
" التهذيب " فوجدت بعض الأئمة قد صرحوا بهذا الذي ذكرته فيه، فقال ابن حبان:كان
من خيار أهل البصرة، من المتقنين في الروايات، إلا أنه كان يهم إذا حدث من حفظه.
وقال أحمد:" كان كثير
الاضطراب والخلاف ".قلت: واضطراب داود في هذا الحديث من أقوى الأدلة على هذا الذي
قاله فيه الإمام أحمد، فرحمه الله، وجزاه خيرا، ما كان أعلمه بأحوال الرجال!وخلاصة
الكلام في هذا الحديث أنه ضعيف للاضطراب في سنده ومتنه، ولم أجد له شاهدا نقويه به،
بل هو مخالف بظاهره لحديث أبي هريرة: " أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم
إداوة لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها، فقال:من هذا؟ فقال: أنا أبو هريرة فقال:
ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة " فأتيته بأحجار أحملها في
طرف ثوبي، حتى وضعت إلى جنبه، ثم انصرفت، حتى إذا فرغ مشيت معه، فقلت: ما بال العظم
والروثة؟ قال: هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين - ونعم الجن - فسألوني الزاد،
فدعوت الله أن لا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعما، وفي لفظ: طعاما
"أخرجه البخاري (7/136) والطحاوي (1/74) والبيهقي (1/107 - 108) قلت: ووجه المخالفة
أن ظاهره أن العظم والروثة زاد وطعام للجن أنفسهم، وليس شيء من ذلك لدوابهم، والتوفيق
بينه وبين حديث ابن مسعود بحمل الطعام فيه على طعام الدواب كما فعل الحافظ في
" الفتح " وتبعه الصنعاني في " سبل السلام " (1/123) ، لا بأس
به لوثبت حديث ابن مسعود بإسناد آخر بلفظ يغاير بظاهره اللفظ السابق، وهو:أولئك جن
نصيبين سألوني المتاع - والمتاع الزاد - فمتعتهم بكل عظم حائل، أو بعرة أو روثة، فقلت:
يا رسول الله، وما يغني ذلك عنهم؟ قال: إنهم لن يجدوا عظما، إلا وجدوا عليه لحمه يوم
أكل، ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها يوم أكلت، فلا يستنقين أحد منكم إذا خرج من الخلاء
بعظم ولا بعرة ولا روثة.أخرجه ابن جرير في " تفسيره " (26/32 ـ طبع البابي
الحلبي) عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي أنه قال لابن مسعود:
حدثت أنك كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن، قال: أجل، قال: فكيف
كان؟فذكر الحديث كله، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خط عليه خطا وقال: لا تبرح
منها، فذكر أن مثل العجاجة السوداء غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذعر ثلاث مرات،
حتى إذا كان قريبا من الصبح، أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنمت؟ قلت:
لا والله، ولقد هممت مرارا أن أستغيث بالناس حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقول: اجلسوا،
قال: لوخرجت لم آمن أن يختطفك بعضهم، ثم قال: هل رأيت شيئا؟ قال: نعم رأيت رجالا سودا
مستشعري ثياب بيض، قال: فذكره.قلت: وهذا سند ضعيف، رجاله كلهم ثقات معروفون، غير عبد
الله بن عمرو بن غيلان الثقفي، أورده ابن أبي حاتم (2/2/117) وقال:روى عن جابر بن عبد
الله، روى عنه قتادة وأبو بشر جعفر بن إياس.ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ومثله يورده
ابن حبان في " الثقات "، ولست بطائله الآن حتى أتأكد من أنه أورده أولا.
وقد ذكر الحافظ في ترجمة أبيه من " التهذيب " أنه كان من كبار رجال معاوية،
وكان أميرا له على البصرة.ثم رأيته في " الثقات " (7/51) ، ذكره فيمن روى
عن التابعين، فقال: يروي عن كعب، وعنه قتادة، وحقه أن يورده في التابعين لتصريحه في
هذا الحديث أنه لقي ابن مسعود وسمع منه، وفيه أنه رواه عنه يحيى بن أبي كثير، فقد روى
عنه ثلاثة من الثقات، فمثله يحسن بعضهم حديثه، ولا أقل من أن يستشهد به، فلعله لذلك
لما ذكره ابن كثير في " تفسيره " (4/165) من طريق ابن جرير سكت عليه.وذكره
الزيلعي في " نصب الراية " (1/144 - 145) من رواية أبي نعيم في " دلائل
النبوة " عن الطبراني بسنده إلى معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام
يقول: حدثني عمرو بن غيلان الثقفي قال:أتيت عبد الله بن مسعود فقلت له: حدثت أنك كنت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن ... الحديث، وعزاه الصنعاني في " السبل
" وتبعه الشوكاني في " النيل " (1/85) لأبي عبد الله الحاكم في
" دلائل النبوة " فإن عنى " دلائل النبوة " من " المستدرك
" فليس فيه، والله أعلم.ورواه الدارقطني في " سننه " (ص 29) من وجه
آخر عن معاوية بن سلام به مختصرا إلا أنه قال: فلان بن غيلان وقال:مجهول، قيل: اسمه
عمرو، وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان.وبه أعله الزيلعي، فقال عقب رواية الطبراني:وفي
سنده رجل لم يسم، ولا يخفى أن هذا القول غير مستقيم بالنسبة لرواية الطبراني، فلوعزاه
للدارقطني ثم ذكره عقبه لأصاب.
وللحديث طريق أخرى، يرويه
أبو فزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث المخزومي عن عبد الله بن مسعود به، نحوه وفيه:قد
زودتهم الرجعة، وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا، وما وجدوه عظم وجدوه كاسيا، أخرجه أحمد
(رقم 3481) ، وأبو زيد هذا قال الذهبي:لا يعرف، قال البخاري في " الضعفاء
": لا يصح حديثه - يعني هذا - وقال أبو أحمد الحاكم: رجل مجهول، قلت: ما له سوى
حديث واحد.قلت: يعني هذا، وهو مخرج في " ضعيف أبي داود " (رقم 10) زيادة
على ما هنا وقد جاء مختصرا من طريق عبد الله بن الديلمي عن ابن مسعود قال:قدم وفد من
الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد! انه أمتك أن يستنجوا بعظم
أوروثة أوحممة، فإن الله جعل لنا فيها رزقا، قال: فنهى النبي صلى الله عليه وسلم.أخرجه
أبو داود وغيره بسند صحيح، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " رقم (29) ومن طريق
موسى بن علي بن رباح قال: سمعت أبي يقول: عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أتاه ليلة الجن ومعه عظم حائل، وبعرة، وفحمة، فقال:" لا تستنجين بشيء من
هذا إذا خرجت إلى الخلاء "أخرجه أحمد (1/457) والدارقطني (1/56/7) والبيهقي
(1/109 - 110) وأعلاه بعدم ثبوت سماع علي من ابن مسعود، ورده عليه ابن التركماني في
" الجوهر النقي " فراجعه.ورواه عبد الله بن صالح: حدثني موسى بن علي به أتم
منه.
أخرجه الطبراني في
" الأوسط " (9158 - بترقيمي) وقال:
لم يروعلي بن رباح عن ابن
مسعود حديثا غير هذا.قلت: وهو ثقة كابنه، فإن كان سمعه من ابن مسعود فهو صحيح من الوجه
الأول.
وأما عبد الله بن صالح، ففيه
ضعف، وبه أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/210) .وبالجملة فالحديث مشهور
عن ابن مسعود كما قال الحافظ في " التلخيص " (1/109) ، فهو صحيح عنه قطعا،
لكن في بعض طرقه ما ليس في البعض الآخر، وقد تبين من مجموع ما أخرجنا منها أن رواية
مسلم المتقدمة عن داود بن أبي هند صحيحة بتمامها إلا قوله في حديث الترجمة: "
علف لدوابكم " وجملة: " اسم الله " على وجهيها، لخلوها عن شاهد، واضطراب
داود في ذلك وصلا وإرسالا. ومن أجل ذلك خرجته هنا، والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ
19- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
المَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مُرْنَ أَزْوَاجَكُنَّ أَنْ يَسْتَطِيبُوا بِالمَاءِ،
فَإِنِّي أَسْتَحْيِيهِمْ، «فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ يَفْعَلُهُ» حديث صحيح وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح وصححه ابن
حبان وقال النوويُّ في "المجموع" (2/ 101):"حديثٌ صحيحٌ" وصححه الألباني ووالأرنؤوط وحسين سليم أسد رواه أحمد (24889) وابن حبان (1440) من طريق قتادة عن معاذة عن عائشة به قلت :
رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب رجال الشيخين قال القطان: لم يسمع قتادة من
معاذة، وفي كلامه نظر، لأنه ثبت تصريح قتادة كما في مسند أحمد (24984) ومعاذة، هي بنت عبد الله العدوية، أم الصهباء
وقد توبع قتادة.تابعه يزيد
بن أبي يزيد الرشك، عن معاذة به. رواه أحمد (24826) عَنْ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ:
" مُرْنَ أَزْوَاجَكُنَّ أَنْ يَغْسِلُوا عَنْهُمْ أَثَرَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ،
فَإِنَّا نَسْتَحِي مِنْهُمْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ قلت : ويزيد هو ابن أبى يزيد
الضبعى مولاهم ، أبو الأزهر البصرى الذارع ، يعرف بالرشك من رجال الشيخين قال عنه ابن حجر في التقريب ثقة عابد وهم من لينه وله طريق أخرى رواه أحمد (24623) والبيهقي في
الكبرى (516) عن شَدَّاد
أبي عَمَّارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ نِسْوَةً مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَخَلْنَ
عَلَيْهَا، فَأَمَرَتْهُنَّ أَنْ يَسْتَنْجِينَ بِالْمَاءِ "، وَقَالَتْ:
" مُرْنَ أَزْوَاجَكُنَّ بِذَلِكَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
كَانَ يَفْعَلُهُ
"، " وَهُوَ شِفَاءٌ مِنَ الْبَاسُورِ "، عَائِشَةُ تَقُولُهُ، أَوْ
أَبُو عَمَّارٍ وقال قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ
اللهُ: هَذَا مُرْسَلٌ، أَبُو عَمَّارٍ شَدَّادٌ لَا أُرَاهُ أَدْرَكَ عَائِشَةَ
ورواه الطبراني في الأوسط (8948) من طريق هِشَام بْن حَسَّانَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ عَرَارٍعَنْ
مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، به وقال الطبراني (134) عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ عِرَارٍ وَهِيَ إِحْدَى عَابِدَاتِ الْبَصْرَةِ قال الدَّارقطنيُّ في
"العلل" (14/428) وقد سئل عن هذا الحديث:"اختُلف في رفعه على معاذة.
فرواه قتادةُ عن معاذة، واختُلف عنه في رفعه. فرفعه مَعْمر، وحمادُ بنُ يزيدٍ، عن أيوب،
عن أبي قلابة، عن معاذة، عن عائشة، ورفعه إبراهيم بنُ طهمان عن أيوب. ورواه يزيدُ الرشك،
واختُلف عنه فرفعه أبانُ العطار، وعبد الله ابن شوذب، عن يزيد الرشك. ورفعه شعبةُ وحمادُ
بنُ زيدٍ عنه.ورواه عاصم الأحول، عن معاذة، عن عائشة موقوفًا أيضًا.
ورواهُ ابنُ حسانٍ، واختُلف
عنه. فرواه عمرُ بنُ المغيرة، عن هشام ابن حسَّانٍ، عن عائشة بنت عرار (؟)، عن معاذة،
عن عائشة، ورفعه إلى النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وتابعه زائدةُ، عن هشام
بن حسَّان، على إسناده إلا أنَّه وقفه عن عائشة. ورواه عبدُ الله بنُ رجاء المكيُّ،
عن هشام، عن معاذة، عن عائشة مرفوعًا. وأسقط منه "عائشة بنت عرار". ووقفه
إسحقُ بنُ سويد، عن معاذة، ورفعُهُ صحيحٌ. ورواه يحيى بنُ أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة،
عن عائشة مرفوعًا.
وكذلك الأوزاعى، عن أبي عمار،
عن عائشة". اهـ.
وكذلك رجح أبو زرعة المرفوع،
-كما في "علل الحديث" (1/ 537) لابن أبي حاتمٍ: وقلتُ لأَبِي زُرْعَةَ : إنَّ
شُعْبَة يروي عَن يزيدَ الرِّشْكِ ، عن معاذة،عَنْ عائِشَة؛ موقوف، وأسنده قتادة.فأيُّهما
أصَحُّ؟قَالَ:حديثُ قتادةَ مرفوع أصَحُّ ، وقتادةُ أحفَظُ، ويزيد الرِّشْك لَيْسَ بِهِ
بأس اهـ
20- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ،
فَأَبْعَدَ فِي الْمَذْهَبِ حديث صحيح وقال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح، وصححه ابن خزيمة (50) والحاكم(1 / 140) ووافقه الذهبي) وصحَّحه النوويُّ في
"المجموع" (2/ 77).والألباني وقال الأعظمي:
إسناده حسن رواه أحمد (18171) وأبو داود
(1) والنسائي (17) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ الْمُغِيرَةِ
بْنِ شُعْبَةَ،به قلت : محمد بن عمرو قال ابن حجر في التقريب صدوق له أوهام وله
طريق عن مُحَمَّد بْن سِيرِين، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا
تَبَرَّزَ تباعد رواه عبد بن حميد في المسند (395) محمد بن سيرين؛ أشهر من أن يذكر.وعمرو بن وهب؛ وثقه النسائي
وغيره وقال الألباني وهذا إسناد صحيح انظر صحيح أبي داود (1/22) وصححه شيخنا مصطفى
العدوي وله شاهد عند أحمد (15660) وابن ماجه (334) عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ، قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجًّا، فَرَأَيْتُهُ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَاتَّبَعْتُهُ
بِالْإِدَاوَةِ - أَوِ الْقَدَحِ - فَجَلَسْتُ لَهُ بِالطَّرِيقِ وَكَانَ إِذَا أَتَى
حَاجَتَهُ أَبْعَدَ قال الألباني سنده صحيح انظر صحيح أبي داود"
21- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حُجْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى مَرْدَوَيْهِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ،عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ فِي مُسْتَحَمِّهِ، وَقَالَ: «إِنَّ عَامَّةَ الوَسْوَاسِ مِنْهُ» قلت : صحيح بشواهده بدون الشطر الثاني فحسن وقال النوويُّ في "المجموع" (2/
91):"حديثٌ حسنٌ اهـ وَصَححهُ بن حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وقال المنذري في الترغيب:
((إسناده صحيح متصل)) وصححه العراقي كما في المغني وأحمد شاكر وقال الألباني صحيح إلا الشطر الثاني منه فضعفه وقال الأرنؤوط صحيح لغيره دونَ قوله: "فإن عامة الوسواس منه"
فهو موقوف اهـ رواه
أحمد (20569) وأبو داود (27) والنسائي (36) وابن ماجه 304 والحاكم (1/ 167، 185) من طريق عَنْ أَشْعَثَ
به قلت : هذا إسناد حسن فيه أشعث
وهو بن عبد الله بن جابر الحدانى فيه خلاف ولخص حاله ابن حجر في التقريب فقال
صدوق وقد صرَّح أحمدُ وأبو حاتمٍ بسماع الحسن، من بن مغفل كما في "المراسيل"
(ص- 45) وقال المنذري في الترغيب إسناده صحيح متصل، وأشعث بن عبد الله ثقة صدوق، وكذلك
بقية رواته. والله أعلم وقال الحاكمُ:"صحيحٌ على شرط الشيخين" ووافقه الذهبيُّ!*
قُلْتُ: أشعث لم يخرج له مسلمٌ شيئًا، وأما البخاريُّ فأخرج له تعليقًا، فلا يكون على
شرط واحدٍ منهما
والشطر الأول له شاهد عَنْ حُمَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ
وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ يَمْتَشِطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ يَبُولَ فِي مُغْتَسَلِهِ»رواه أبو داود (28) وأحمد (17011) عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدٍ
الْحِمْيَرِيِّ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ به قلت : رجاله ثقات كما قال ابن
حجر في التقريب وقال الألباني في صحيح أبي داود (1/ 57)(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي والعسقلاني
والعراقي)
وله شاهدٌ أيضًا أخرجه الطبرانيُّ
في "الأوسط (2077) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ
قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ أَبُو عَبَّادٍ قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُنْقَعُ بَوْلٌ فِي طَسْتِ فِي الْبَيْتِ، فَإِنَّ
الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ بَوْلٌ يُنْقَعُ، وَلَا تَبُولَنَّ فِي مُغْتَسَلِكَ» وقال : لَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ يَزِيدَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ،
تَفَرَّدَ بِهِ: يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قال الألباني في الصحيحة (2516) قلت: وهو ثقة من رجال الشيخين، وهو الضبعي البصري
نزيل بغداد، وكذلك سائر رجاله ثقات من رجال التهذيب غير من دونه، أما البغوي فترجم
له الخطيب (6 / 370 - 371) وغيره، وهو ثقة مأمون.- ثم قال : عن أحمد شيخ الطبراني
- قال : ثم رأيت الحديث في "المعجم الأوسط
" للطبراني برقم (2270 - بترقيمي) أورده في ترجمة أحمد بن زهير التستري، وقد روى
له فيه (1 / 111 / 1 - 121 / 1) أكثر من خمسين ومائة حديث (2229 - 2384) ، فهو من شيوخه
المشهورين، ولكني لم أجد له ترجمة. ثم رأيته مترجما في " تذكرة الحفاظ "
للذهبي، ووصفه بـ " الحافظ الحجة أحد الأعلام.. ". و (زهير) جده، واسم أبيه
يحيى. وبذلك يتبين أن السند صحيح لما عرفت من أن من فوقه من الرواة ثقات، والحمد لله
الذي بنعمته تتم الصالحات اهـ قال المنذريُّ رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد
حسن، والحاكم وقال: "صحيح الإسناد" في "الترغيب"،(1/ 136) والهيثميُّ
في مجمع الزوائد (1\204) وجوَّد إسناده أبو زرعة بن العراقي في "شرح سنن أبي داود.
22- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَوْلَا
أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»
حديث صحيح وصححه الترمذي وأحمد شاكر والألباني والأرنؤوط رواه أحمد (7853) والنسائي في الكبرى (3030) قلت : إسناده حسن فيه محمد بن عمرو وهو بن علقمة بن وقاص الليثى قال ابن حجر في التقريب صدوق له أوهام وله طريق رواه البخاري (887) ومسلم (252) من طريق عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ
الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به قَالَ ابْن مَنْدَه: وَإِسْنَاده مجمع عَلَى صِحَّته.
قَالَ النَّوَوِيّ: وَقد غلط بعض الْأَئِمَّة الْكِبَار، فَزعم أنَّ البُخَارِيّ لم
يروه وَجعله من أَفْرَاد مُسلم، وَهُوَ خطأ مِنْهُ.
انظر البدر المنير (1/699)
وله شاهد كما سيأتي
23- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي
لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ، وَلأَخَّرْتُ صَلاَةَ الْعِشَاءِ
إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ قَالَ: فَكَانَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ يَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ
فِي الْمَسْجِدِ وَسِوَاكُهُ عَلَى أُذُنِهِ مَوْضِعَ الْقَلَمِ مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ
لاَ يَقُومُ إِلَى الصَّلاَةِ إِلاَّ اسْتَنَّ ثُمَّ رَدَّهُ إِلَى مَوْضِعِهِ.حديث
صحيح قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه الألباني والأرنؤوط رواه أبو داود (47) والنسائي في الكبرى (3029) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، به بلفظ «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ
بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَرَأَيْتُ زَيْدًا يَجْلِسُ
فِي الْمَسْجِدِ، وَإِنَّ السِّوَاكَ
مِنْ أُذُنِهِ مَوْضِعَ الْقَلَمِ مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ، فَكُلَّمَا قَامَ إِلَى
الصَّلَاةِ اسْتَاكَ قلت : فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن إلا أنه قد توبع
رواه أحمد (17048) حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ،عَنْ زَيْدِ
بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ
صَلَاةٍ " قَالَ: " فَكَانَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ، يَضَعُ السِّوَاكَ مِنْهُ
مَوْضِعَ الْقَلَمِ مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ، كُلَّمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اسْتَاكَ
" به قال الألباني والأرنؤوط: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.وهو كما قالا قال الترمذي : وَحَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كِلَاهُمَا عِنْدِي صَحِيحٌ لِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ،
وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِنَّمَا صَحَّ لِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ.
وَأَمَّا مُحَمَّدٌ فَزَعَمَ أَنَّ حَدِيثَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ
أَصَحُّ اهـ
قلت : ولفظة وَلأَخَّرْتُ
صَلاَةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْل لها شاهد صحيح عن ابن عباس في إمامة جبريل للنبي صل الله عليه وسلم قال رسول الله صل الله
عليه وسلم 00 ثُمَّ
صَلَّى العِشَاءَ الآخِرَةَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ رواه أبوداود (393) والترمذي (149) والحاكم (11/93) من طريق عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ وَهُوَ
ابْنُ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، به قلت:إسناده حسن، فيه عبد الرحمن بن الحارث قال
ابن حجر في "التقريب صدوق له أوهام
قال ابن حجر في التلخيص
(1/ 444) وَفِي
إسْنَادِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ مُخْتَلَفٌ
فِيهِ لَكِنَّهُ تُوبِعَ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ - في المصنف "2029". - عَنْ الْعُمَرِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعِ
بن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ نحوه قال ابْنُ دَقِيقِ
الْعِيدِ هِيَ مُتَابَعَةٌ حَسَنَةٌ وَصَحَّحَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ وَابْنُ
عَبْدِ الْبَرّ اهـ قلت : فيه العمري وهو عبد الله بن عمر حسن الحديث كما سيأتي قال الألباني في صحيح أبي داود (2/ 248) (قلت: إسناده حسن صحيح، وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح "،والحاكم: " صحيح "! وأقرهُ الذهبي! وكذا قال
النووي! وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه "، وصححه أيضا أبو بكر بن العربي، وابن
عبد البر اهـ
24- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ مِنْ وَلَدِ بُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ صَاحِبِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
وَأَبِي سَلَمَةَ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي
الْإِنَاءِ حَتَّى يُفْرِغَ عَلَيْهَا ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» حديث صحيح وصححه الترمذي والألباني
والأرنؤوط رواه ابن ماجه (393) من طريق الْوَلِيد بْن مُسْلِمٍ به ورواه البخاري (162) مسلم (278) ومالك (2\27) وأحمد (7438) من طرق كثيرة عن أبى هريرة مرفوعا به ولفظ
مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِيمَ بَاتَتْ يَدُهُ» وليس عند البخارى ومالك لفظة
" ثلاثا
وله شاهد عن عبد الله بن عمر: رواه ابن ماجه (394) وابن خزيمة (146) من طريق عَبْد اللَّهِ بْن وَهْبٍ،
أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، وَجَابِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:به وليس عندهما لفظة " ثلاثا "ودون قوله " فإنه
لا يدرى ...
".رواية
عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة قوية، وهو متابع أيضًا من جابر بن إسماعيل وهو مقبول
كما قال ابن حجر وأما عقيل
فهو بن خالد بن عقيل الأيلى قال ابن حجر في التقريب ثقه ثبت وابن شهاب هو محمَّد بن مسلم الزهري وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وقال الدارقطنيُّ:"إسنادُهُ حسنٌ".
وقال ابن خزيمه «ابْنُ لَهِيعَةَ لَيْسَ مِمَّنْ
أُخَرِّجُ حَدِيثَهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ إِذَا تَفَرَّدَ بِرِوَايَةٍ، وَإِنَّمَا
أَخْرَجْتُ هَذَا الْخَبَرَ؛ لِأَنَّ جَابِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ مَعَهُ فِي الْإِسْنَادِ»
اهـ
قال الألباني: التحقيق العلمي
يقتضي أن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا كان الراوي عنه أحد العبادلة ومنهم عبد الله بن
وهب وهذا من روايته عنه كما ترى انظر صحيح ابن خزيمه
وزاد أحمد في روايه (8965) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ
مِنْ نَوْمِهِ فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ
لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " فَقَالَ قَيْسٌ الْأَشْجَعِيُّ: يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ، فَكَيْفَ إِذَا جَاءَ مِهْرَاسُكُمْ؟ قَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ
شَرِّكَ يَا قَيْسُ قلت : هذه الروايه ضعيفه فيها مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قال ابن حجر
صدوق له أوهام قلت : لعلها من أوهامه فإن الثقات لم يرو هذه الزيادة كما سبق وحسنه
الألباني والأرنؤوط
25- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ
عَلِيٍّ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ،عَنْ رَبَاحِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ
أَبِيهَا،قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:
«لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ» قلت : حديث صحيح بمجموع طرقه وشواهده قال الألباني في صحيح أبي
داود (1/168) (قلت: حديث صحيح، وقواه المنذري، والحافظ العسقلاني، وحسنه ابن الصلاح،
وقال الحافظ ابن كثير: إنه حديث حسن أو صحيح، وقال ابن أبي شيبة: إنه ثبت) وحسنه
ابن القيم وقال الحافظ العراقى فى " محجة القرب فى فضل العرب " (ص 27 ـ
28) : " هذا حديث حسن ) وقواه الصنعاني والمباركفوري في تحفة الأحوذي (1/ 95)
وقال أحمد شاكر رحمه الله في شرح الترمذي (1/ 38): إسناد حديث الباب، إسناد جيد رواه أحمد (16651) والدارقطني (225) عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ رَبَاحِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ
أَبِيهَا به
قلت : فيه أبو ثِفَالٍ
الْمُرِّيِّ قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/39) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ أَبُو
ثِفَالٍ الْمُرِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ وقال ابن حجر في التقريب مقبول و رَبَاح بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي سُفْيَانَ
بْن حُوَيْطِبٍ قال ابن حجر في التقريب مقبول. قال البيهقى : جدة رباح هى أسماء بنت سعيد بن زيد وقال ابن حجر في التقريب يقال : إن لها صحبة اهـ قال الترمذي : قَالَ مُحَمَّدٌ – البخاري -
: أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
اهـ قال الحافظ فى " النتائج " 1 / 230: وأما جدته فقد وقع فى بعض طرقه أنها
أسماء وأن لها صحبة
وله شواهد أولا : عند أحمد
(9418) وأبي داود (101) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا
وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ "من طريق مُحَمَّد بْن مُوسَى يَعْنِي الْمَخْزُومِيَّ، عَنْ
يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به قلت : يَعْقُوب بْن سَلَمَة قال ابن حجر مجهول الحال
وأبو إسمه سلمه الليثي قال ابن حجر لين الحديث
قَالَ البخاري : مُحَمَّدُ
بْنُ مُوسَى الْمَخْزُومِيُّ لَا بَأْسَ بِهِ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ , وَيَعْقُوبُ بْنُ سَلَمَةَ مَدَنِيُّ
لَا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِيهِ , وَلَا يُعْرَفُ لِأَبِيهِ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ انظر علل الترمذي (1/ 32)
قال الحاكم في المستدرك
(1/146) حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَقَدِ احْتَجَّ
مُسْلِمٌ بِيَعْقُوبَ بْنِ
أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4 / 162 :
وهم الحاكم فى " المستدرك
" لما أخرج هذا الحديث ، فزعم أن يعقوب هذا ابن
الماجشون ، و سببه أن فى روايته
عن يعقوب بن أبى سلمة ، عن أبيه ، فظن أنه الماجشون ، و هو خطأ ، و سلمة هذا لا يعرف
إلا فى هذا الخبر . اهـ .
قال النووي في المجموع (1/344)
وَأَمَّا قَوْلُ الْحَاكِمِ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ فِي حَدِيثِ أَبِي
هُرَيْرَةَ أَنَّهُ حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ فَلَيْسَ بِصَحِيحٍ لِأَنَّهُ انْقَلَبَ عَلَيْهِ إسْنَادُهُ وَاشْتَبَهَ كَذَا قَالَهُ الْحُفَّاظ
اهـ
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة منها
1- أخرجه الدارقطني (222) من طريق مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو يَزِيدَ الظَّفَرِيُّ , نا أَيُّوبُ
بْنُ النَّجَّارِ, عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
به قلت : فيه الظَّفَرِيُّ قال الدارقطني
في علله: ليس بالقوى وللحديث علة أخرى لأن ابن مَعِين قال عن أيوب بن النجار: لم يسمع
من يحيى بن أبي كثير إلا حديثا واحدا "احتج آدم وموسى
قال البيهقي في سننه الكبرى (196) وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَكَانَ
أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، يَقُولُ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَهُوَ حَدِيثُ: التَّقَى
آدَمُ، وَمُوسَى، ذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ أَبِي
مَرْيَمَ، فَكَانَ حَدِيثُهُ هَذَا مُنْقَطِعًا. وَاللهُ أَعْلَمُ
2- رواه الدارقطني (232) من طريق مِرْدَاس بْن مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ , نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ , عَنْ أَيُّوبَ
بْنِ عَائِذٍ الطَّائِيِّ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَطَهَّرَ
جَسَدُهُ كُلُّهُ , وَمَنْ تَوَضَّأَ وَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ لَمْ يَتَطَهَّرْ
إِلَّا مَوْضِعُ الْوُضُوءِ» قال الحافظ فى
" النتائج " 1 / 227: غريب تفرد به مرداس وهو من ولد أبى موسى الأشعرى، ضعفه جماعة وذكره ابن حبان فى الثقات
وقال: يغرب وينفرد. وبقية رجاله ثقات.
3- رواه الطبراني (196) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مَسْعُودٍ الزَّنْبَرِيُّ أَبُو بَكْرٍ، بِمِصْرَ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي
سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ
, إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ , وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ؛ فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ تَكْتُبُ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى تُحْدِثَ
مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءِ وقال : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخُو ابْنِ أَخِي عَزْرَةَ
بْنِ ثَابِتٍ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ تَفَرَّدَ بِهِ عَمْرُو بْنُ أَبِي
سَلَمَةَ
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/220) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ
اهـ قلت : بل هو ضعيف قال الحافظ فى " النتائج " 1 / 228: قال الطبرانى:
لم يروه عن على بن ثابت وهو أخو عزرة بن ثابت إلا إبراهيم، تفرد به عمرو اه. قلت: عزرة
من رجال الصحيح وأخوه على مجهول والراوى عنه ضعيف اهـ
الشاهد الثاني : رواه
أحمد (11370) وابن ماجه (397) من طريق كَثِير بْن زَيْدٍ اللَّيْثِيّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي رُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ "
قلت : رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَن ضعيف قال ابن حجر في التقريب مقبول أما أبوه عبد الرحمن فهو عبد الرحمن بن سعد : أبى سعيد بن مالك بن سنان
الخدرى قال ابن حجر ثقه وكثير
بن زيد قال ابن حجر في التقريب صدوق يخطيء
ثالثا : رواه ابن ماجه (400) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ
بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ
لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُصَلِّي عَلَى
النَّبِيِّ، وَلَا
صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ» قلت : فيه عَبْد الْمُهَيْمِن بْن عَبَّاس
وهو ضعيف جدا قال البخاري : منكر الحديث وقال النسائي في كتاب الضعفاء: متروك الحديث
وتابعه أُبَيّ بْن عَبَّاس رواه الطبراني في الكبير (5699) عَنْ أُبَيِّ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: به قلت : أبي بن عباس قال ابن حجر في التقريب فيه ضعف
رابعا : رواه الطبراني
في الكبير (22/296) من طريق يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ سَبْرَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَبْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا
صَلَاةَ إِلَّا بِوُضُوءٍ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ،
وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِي مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقَّ الْأَنْصَارِ»
قال الهيثمي في مجمع
الزوائد (1\228) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي
يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنِيسٍ، وَلَمْ أَرَ مَنْ تَرْجَمَهُ اهـ ورواه الطبراني في
الأوسط (1115) وقال الهيثمي (1\228) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ
فِي الْأَوْسَطِ، وَعِيسَى بْنُ سَبْرَةَ وَأَبُوهُ وَعِيسَى بْنُ يَزِيدَ لَمْ أَرَ
مَنْ ذَكَرَ أَحَدًا مِنْهُمْ اهـ قُلْت: عيسى بن سبرة، قال فيه البغويُّ:"منكر
الحديث".ذكره الحافظ في "النتائج" وضعّفه الشوكاني في "النَّيْل"
(1/ 160).
الشاهد الخامس : قال : في البدر المنير (2/88) وَلِلْحَدِيثِ طَريقَة
ذكرهَا الْحَافِظ عبد الحقّ فِي «الْأَحْكَام» عَن أَسد بن مُوسَى، عَن حَمَّاد بن
سَلمَة، عَن ثَابت، عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي - صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسلم - قَالَ: «لَا إِيمْانَ لِمَن لمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلاَ صَلاَةَ إِلاَّ بوضُوءٍ،
وَلاَ وضُوءَ لِمَن لمْ يُسَم اللهَ» . قَالَ الْحَافِظ عبد الْحق: ذكر هَذِه الطَّرِيق
عبد الْملك بن حبيب. قُلْتُ: وَهَذِه الطَّرِيق حَسَنَة، فأسد بن مُوسَى هُوَ الملقب
بأسد السّنة حَافظ صَنَّف وَجمع، قَالَ البُخَارِيّ: هُوَ مَشْهُور الحَدِيث. وَاسْتشْهدَ
بِهِ أَيْضا، وَاحْتج بِهِ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ، قَالَ ابْن يُونُس: هُوَ ثِقَة،
وَحدث بِأَحَادِيث مُنكرَة، فالآفة من غَيره وَمَا علمت بِهِ بَأْسا. إلاَّ (أَن) ابْن
حزم طعن فِيهِ، فَقَالَ: مُنكر الحَدِيث. وَفِي مَوضِع آخر: (ضَعِيف) وَهَذَا تَضْعِيف
مَرْدُود، وَبَاقِي السَّنَد كَالشَّمْسِ لَا يُسأل عَنهُ اهـ قلت : أخرجه أبو موسى المديني في "معرفة الصحابة"
كما في " الأزهار المتناثرة" "ص- 25 وفيه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ الْأَنْدَلُسِيُّ
قال ابن حجر في التلخيص (1/256) عَبْدُ الْمَلِكِ شَدِيدُ الضَّعْفِ وقال في
التقريب صدوق ضعيف الحفظ كثير الغلط اهـ قلت : الصحيح
انه ضعيف يستشهد به
سادسا : أخرجه ابنُ عديّ
في "الكامل" (5/ 1883) عن علي بن أبي طالب وَقَالَ إسْنَادُهُ لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ
قُلْتُ: فيه عيسى بن عبد الله متروكٌ كما قال الدارقطنيُّ.
قلت : فهذه الشواهد
والمتابعات يشد بعضها بعضاً فمجموعها يدل أن لها أصلاً فيصحح بها الحديث
قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين
ابْن الصّلاح فِي «مُشكل الْوَسِيط» : رُوِيَ هَذَا الحَدِيث من وُجُوه فِي كلِّ مِنْهَا
نظر، لكنَّها غير مطرحة، وَهِي من قبيل مَا يثبت باجتماعه الحَدِيث ثُبُوت الحَدِيث
الموسوم بالْحسنِ. البدر المنير (2/90)
قال الألباني في صحيح
أبي داود (1/171) وبالجملة؛ فالحديث- بطرقه وشواهده المشار إليها- تطمئن النفس إلى
ثبوته وصحته؛ وقد جنح إلى ذلك الحافظ في خاتمة التخريج المشار إليه، فقال:" وَالظَّاهِرُ
أَنَّ مَجْمُوعَ الْأَحَادِيثِ يَحْدُثُ مِنْهَا قُوَّةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ
أَصْلًا.وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثبت لنا أن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قاله ". وقال المنذري في"الترغيب " (1/100) : لَا شكّ أَن الْأَحَادِيث
الَّتِي وَردت فِيهَا وَإِن كَانَ لَا يسلم شَيْء مِنْهَا عَن مقَال فَإِنَّهَا تتعاضد
بِكَثْرَة طرقها وتكتسب قُوَّة وَالله أعلم وفي "العون ":" قال ابن
كثير: وقد روي من طرق أخر يشد بعضها بعضاً؛ فهو حديث حسن أو صحيح. وقال ابن الصلاح:
يثبت لمجموعها ما يثبت بالحديث الحسن اهـ
وقال الصنعاني في سبل
السلام (1/75) وَقَدْ يُرْوَى الْحَدِيثُ فِي التَّسْمِيَةِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ،
وَأَبِي سَبْرَةَ، وَأُمِّ سَبْرَةَ، وَعَلِيٍّ، وَأَنَسٍ. وَفِي الْجَمِيعِ مَقَالٌ،
إلَّا أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا، فَلَا تَخْلُو عَنْ
قُوَّةٍ، وَلِذَا قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَبَتَ لَنَا أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَهُ اهـ
26- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ المُرِّيِّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ، عَنْ جَدَّتِهِ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ،
عَنْ أَبِيهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ سبق تخريجه
27- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ، وَجَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ،عَنْ سَلَمَةَ
بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ» قال الترمذي حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه ابن حبان والألباني
والأرنؤوط رواه أحمد (18818) وابن ماجه (406) وابن حبان (1436) من
طريق عَنْ مَنْصُورٍ - بْن الْمُعْتَمِرِ به قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات
كما قال ابن حجر في التقريب رجال مسلم غير قيس وهو صحابي معروف،
وله شاهد عند البخاري (161) واللفظ له ومسلم (237) وأحمد (7730) من طريق عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُو إِدْرِيسَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ» قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر وله شواهد أخري
28- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
زَيْدٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ، فَعَلَ
ذَلِكَ ثَلَاثًا» حديث صحيح صححه الحاكم والذهبي والألباني وقال الترمذي حَسَنٌ غَرِيبٌ
رواه البخاري (191) ومسلم (235) وأحمد (16472) والحاكم (1/182)
عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى - بْنِ عُمَارَةَ،- به
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال
الشيخين وقال الحاكم:صحيح على شرطهما
". ووافقه الذهبي.
29 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ أَبِي
أُمَيَّةَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ تَوَضَّأَ
فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: - أَوْ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: - أَتُخَلِّلُ لِحْيَتَكَ؟،
قَالَ: «وَمَا يَمْنَعُنِي؟ وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ» صحيح سيأتي تخريجه انظر حديث رقم (31)
30- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ،عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِثْلَهُ.
31- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ
شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ» حسنه البخاري وصححه الترمذي والدارقطني وابن خزيمة
والحاكم وغيرهم.انظر النكت لابن حجر (1/422) وقال ابن الملقن في البدر المنير (2/185) هَذَا
الحَدِيث حسن
وصححه القطان و الألباني والأرنؤوط رواه ابن ماجه (430) وابن خزيمة (152) عَنْ إِسْرَائِيلَ،به
قال في نصب الراية (1/24)
قال الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَقَدْ احْتَجَّا يَعْنِي
الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ غَيْرَ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ:
وَلَا أَعْلَمُ فِي عَامِرٍ طَعْنًا بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ 00وَتَعَقَّبَهُ شَيْخُنَا
الْعَلَّامَةُ شَمْسُ الدِّينِ الذَّهَبِيُّ فِي مُخْتَصَرِهِ، وَقَالَ: إنَّ عَامِرَ
بْنَ شَقِيقٍ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ اهـ
قلت : بل هو حسن الحديث
كما قال البخاري وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وصحح حديثه الترمذي وابن
خزيمة وابن حبان والحاكم وغيره وضعفه
ابن معين وأبو حاتم قلت : من ضعفه لم يبين سبب ضعفه، وكفى
بالبخاري والنسائي في توثيقه وتحسين حديثه.فالصحيح أن حديثه حسن إذا لم يظهر فيه علة قادحة؛ ولم يرْو في هذا الحديث شيئاً منكراً؛
فكان حجة.
وله شواهد منها 1- رواه
الترمذي (29) واللفظ له وابن ماجه (429) من طريق سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ، قَالَ: رَأَيْتُ
عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: - أَوْ قَالَ:
فَقُلْتُ لَهُ: - أَتُخَلِّلُ لِحْيَتَكَ؟، قَالَ: «وَمَا يَمْنَعُنِي؟ وَلَقَدْ رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ» قلت : فيه عَبْد الْكَرِيمِ بْن أَبِي الْمُخَارِق قال
ابن حجر في التقريب ضعيف اهـ واستشهد به البخارى ، و روى
له مسلم فى المتابعات ،
ورواه الترمذي (429) وابن ماجه (429) من طريق سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَمَّارٍ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. فيه انقطاع
قال ابن حجر في التلخيص
(1\274) وَحَسَّانُ ثِقَةٌ لَكِنْ لَمْ يَسْمَعْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ مِنْ سَعِيدٍ وَلَا
قَتَادَةُ مِنْ حَسَّان قلت : صرح سفيان بالسماع عند الحاكم (528) من ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ولكن الحاكم رواها
معلقا
2- عند أحمد (23541) وابن ماجه (433) واللفظ له من طريق وَاصِل بْن السَّائِبِ الرَّقَاشِيّ،
عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ
قلت : فيه وَاصِل بْن السَّائِبِ
الرَّقَاشِيّ ضعيف جدا قال البخاري منكر الحديث وقال النسائي متروك الحديث و أبو سَوْرَة
قال البخاري : عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ وَلَا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي أَيُّوبَ
انظر علل الترمذي (33)
3- عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ بِالْمَاءِ رواه أحمد (25970) و الحاكم (1/150) من طرق عن عُمَر بْن أَبِي وَهْبٍ
النَّصْرِيّ ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كُرَيْزٍ
الْخُزَاعِيُّ، عَنْ عَائِشَةَ به قلت : هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير
موسى وهو بن ثروان العجلي روى له مسلم متابعة و سئل عنه الدارقطنى ، فقال : إسناد مجهول، حمله الناس قلت : بل هو ثقه كما قال ابن معين والذهبي وابن حجر
وعمر بن أبي وهب الخزاعي؛
قال : أحمد بن حنبل ما اعلم به بأسا قال ابن معين ثقه وقال : عبد الرحمن سئل أبى عن
عمر ابن أبى وهب فقال لا بأس به انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 140)
وقال الهيثمي في "المجمع " (1/235) :رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ.وقال
الحافظ في "التلخيص " (1/416) : رواه أحمد؛ وإسناده حسن اهـ وصححه
الألباني
4- رواه الطبراني في الكبير (664)- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ مرفوعا وفيه خَالِد بْن إِلْيَاسَ
قال ابن حجر في التقريب متروك الحديث
5- رواه أبو داود (145) من طريق أبي الْمَلِيحِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
زَوْرَانَ، عَنْ أَنَسٍ يَعْنِي ابْنَ مَالِكٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ، أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ
فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ»، وَقَالَ: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ» قلت : حديث أنس صحيح لغيره وصححه
الحاكم وابن القطان وحسنه ابن حجر كما في النكت (1/423) وصححه العلامة الألباني
وهذا السند فيه الْوَلِيد بْن زَوْرَانَ فهو مجهول الحال قال ابن القيم : قَالَ أَبُو
مُحَمَّدِ بْنُ حُزُمٍ لَا يَصِحّ حَدِيث أَنَسٍ هَذَا لِأَنَّهُ مِنْ طَرِيق الْوَلِيدِ
بْنِ زوران وهو مجهول وكذلك أعله بن الْقَطَّانِ بِأَنَّ الْوَلِيدَ هَذَا مَجْهُول
الْحَال وَفِي هَذَا التَّعْلِيل نَظَر فَإِنَّ الْوَلِيدَ هَذَا رَوَى عَنْهُ جَعْفَرُ
بْنُ بَرْقَانَ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ وَأَبُو الْمُلَيْحِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ
وَغَيْرهمْ وَلَمْ يُعْلَم فِيهِ جَرْح انظر عون المعبود (1/167) قلت : وأقر كلام
ابن القيم العلامة الألباني وقال الحافظ في التلخيص 1/ 86 فيه: (مجهول الحال). اهـ
قلت : الصحيح أنه مجهول الحال لإنه لم يوثقه معتبر فلا يخرج عما قاله ابن القطان
وابن حجر وله طرق عن أنس
الطريق الأول : رواه الحاكم
في المستدرك (1/149)
من طريق مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ
بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَوَضَّأَ وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِهِ مِنْ تَحْتِهَا» ، وَقَالَ: «بِهَذَا
أَمَرَنِي رَبِّي»
وصححه الحاكم وابن القطان
قال ابن حجر في التخليص
(1/ 276) رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إلَّا أَنَّهُ مَعْلُول قَالَ الذُّهْلِيُّ: ثَنَا يَزِيدُ
بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ الزُّبَيْدِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ
عَنْ أَنَسٍ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ قَبْلَ ابْنِ الْقَطَّانِ أَيْضًا وَلَمْ تَقْدَحْ
هَذِهِ الْعِلَّةُ عِنْدَهُمَا فِيهِ اهـ قال أبو الحسن بن القطَّان المغربي: هذا الإسناد
عندي صحيح، ولا تضرُّه روايةُ من رواه عنْ محمدِ بن حرب، عن الزُّبَيدِي، قال: بلغني عن أنس: فإنه ليسَ من لمْ يحفظْ حجةً
علَى مَنْ حفظ، فالصفَّار قد عيَّنَ شيخَ الزُّبيدي فيه، وبين أنه الزُّهريُّ.قال:
[حتَّى] لو قلنا: إنَّ محمدَ بن حرب ثقةٌ حدَّث به تارة، فقال فيه: عن الزبيدي، بلغني
عن أنس، لمْ يضرَّه ذلك، فقد يراجِعُ كتابَهُ فيعرف منه أن الذي حدَّثه به هو الزُّهريُّ،
فيحدث به، فيأخذه عنه الصَّفَّار.قال: وهذا الذي أشرتُ إليه هو الذي أعلَّ به محمدُ بن يحيىَ الذُّهلي حين ذكره انظر شرح
الإلمام (4/222)
الطريق الثاني : رواه الطبراني في
الأوسط (2976)- من طريق عَنْ عِيسَى الْأَزْرَقِ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَضَّأْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ، فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، فَقُلْتُ:
مَا هَذَا؟ قَالَ: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ» قلت : مَطَر الْوَرَّاق قال ابن حجر في التقريب صدوق كثير الخطأ و حديثه عن عطاء ضعيف وقال أبو زرعة : روايته عن أنس مرسلة لم يسمع من أنس
شيئا . أما عيسى هو بن يزيد الأزرق
قال ابن حجر مقبول
الطريق الثالث : رواه الطبراني في الأوسط (4465) من طريق عُمَر أبي حَفْصٍ الْعَبْدِيّ، عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ مِنْ تَحْتِ حَنَكِهِ، وَقَالَ: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ» لَمْ يَرْوِ
هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ "
قال ابن القيم : وَأَبُو حَفْصٍ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَقَالَ لا أعلم إلا خيرا
ووثقه بن مَعِينٍ وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ثِقَة وَفَوْق الثِّقَة
انظر عون المعبود مع تهذيب السنن (1/ 169) وقال ابن حجر في النكت (1/423) وإسناده حسن،
لأن الوليد – يقصد الطريق السابق - وثقه ابن حبان ولم يضعفه أحد وتابعه عليه ثابت البناني
عن أنس - رضي الله عنه -.أخرجه الطبراني في الكبير/ (ب106) من رواية عمر بن إبراهيم
العبدي عنه، وعمر لا بأس به اهـ قلت : وعمر بن إبراهيم العبدى ، هو
أبو حفص البصرى ( صاحب الهروى ) قال في التقريب صدوق ، في حديثه عن قتادة ضعف
قلت : وله طرق أخرى عن أنس لم اكتبها فهذه الطرق والشواهد السابقة تكفي لصحة هذا
الحديث
32- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ:
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ،عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا
إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى المَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ،
ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ» حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وصححه ابن خزيمه والألباني
والأرنؤوط رواه ابن خزيمة (155) من طريق عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى -المَازِنِيِّ - به رجاله ثقات
كما قال ابن حجر في التقريب ورواه البخاري واللفظ له (185) ومسلم (235) عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى المَازِنِيِّ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو
بْنِ يَحْيَى أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي، كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَ
مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاَثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا،
ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ
مَرَّتَيْنِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا
وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ حَتَّى ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ
رَدَّهُمَا إِلَى المَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ
"
قال الألباني في صحيح
أبي داود (1/ 202) (قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه،
وأبو عوانة في"صحاحهم ". وقال الترمذي: إنه أصح شيء في الباب وأحسن؛ يعني:
باب المسح على الرأس اهـ قال
الأرنؤوط وغيره في مسند أحمد إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن يحيى المازني: هو ابن عمارة بن
أبي حسن، وجده: هو على الحقيقة عم أبيه عمرو بن أبي حسن الأنصاري كما جاء مصرحاً به
في رواية البخاري (186) و (199) ، قال الحافظ في "الفتح" 1/290: وَسَمَّاهُ جَدًّا لِكَوْنِهِ فِي مَنْزِلَتِهِ. وقد ذكر الحافظ أنه اختلف رواة "الموطأ"
في تعيين السائل، فأكثرهم أبهمه، وبعضهم ذكر أنه أبو حسن جد عمرو بن يحيى، ومنهم من
ذكر أنه عمرو بن أبي حسن عم يحيى، ومنهم من ذكر أنه يحيى بن عمارة والد عمرو. ثم قال: وَالَّذِي يَجْمَعُ هَذَا الِاخْتِلَافَ أَنْ يُقَالَ اجْتَمَعَ عِنْدَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ أَبُو حَسَنٍ الْأَنْصَارِيُّ وَابْنُهُ عَمْرو وبن ابْنِهِ يَحْيَى
بْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ فَسَأَلُوهُ عَنْ صِفَةِ وُضُوءِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَلَّى السُّؤَالَ مِنْهُمْ لَهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي
حَسَنٍ فَحَيْثُ نُسِبَ إِلَيْهِ السُّؤَالُ كَانَ عَلَى الْحَقِيقَةِ... وَحَيْثُ
نُسِبَ السُّؤَالُ إِلَى أَبِي حَسَنٍ فَعَلَى الْمَجَازِ لِكَوْنِهِ كَانَ الْأَكْبَرَ وَكَانَ حَاضِرًا
وَحَيْثُ نُسِبَ السُّؤَالُ لِيَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ فَعَلَى الْمَجَازِ أَيْضًا لِكَوْنِهِ
نَاقِلَ الْحَدِيثِ وَقَدْ حَضَرَ السُّؤَالَ اهـ
33-حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّتَيْنِ، بَدَأَ بِمُؤَخَّرِ رَأْسِهِ، ثُمَّ بِمُقَدَّمِهِ،
وَبِأُذُنَيْهِ كِلْتَيْهِمَا، ظُهُورِهِمَا وَبُطُونِهِمَا» قلت : حديث حسن وقال
الترمذي حديث حسن وصححه أحمد شاكر وحسنه الألباني وقواه الحاكم والذهبي) رواه أبو داود
(126) والبيهقي في الكبرى (300) من طريق بِشْر بْن الْمُفَضَّلِ، به قلت : عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ حسن الحديث قال الترمذي : كما سبق وَعَبْدُ اللهِ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ هُوَ صَدُوقٌ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.وسَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: كَانَ أَحْمَدُ
بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُمَيْدِيُّ، يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهُوَ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ
اهـ
قال عبد الحق الأشبيلى فى " كتاب التهجد
" (ق 65/1) فى قول البخارى فى أبى ظلال: مقارب الحديث:" يريد أن حديثه يقرب
من حديث الثقات , أى لا بأس به اهـ
قال النووي في المجموع
(1/ 339) فِي إسْنَادِهِ عَبْدُ الله بن محمد ابن عَقِيلٍ وَاخْتَلَفُوا فِي
الِاحْتِجَاجِ بِهِ وَاحْتَجَّ بِهِ الاكثرون حسن التِّرْمِذِيُّ أَحَادِيثَ مِنْ رِوَايَتِهِ
فَحَدِيثُهُ هَذَا حَسَنٌ اهـ قلت : يقصد حديث أخر
قال الألباني : في صحيح
أبي داود (1/212) قال الترمذي:حديث حسن، وحديث عبد الله بن زيد أصح من هذا وأجود إسناداً
"وهو كما قال، لكن لا تعارض بينهما؛ لأنهما في حادثتين مختلفتين، فيجوز البدء
بمؤخر الرأس على هذا الحديث، ويجوز البدء بمقدمه على
حديث ابن زيد السابق؛ وكل سنة. وقال الحاكم:" ابن عقيل مستقيم الحديث مقدم في
الشرف "! ووافقه الذهبي اهـ وقال الشيخ شاكر في شرح الترمذي : والحديث صحيح وإنما اقتصر الترمذي على
تحسينه ذهابا منه إلى أنه يعارض حديث عبد الله بن زيد ولكنهما عن حادثتين مختلفتين
فلا تعارض بينهما حتى يحتاج إلى الترجيح فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبدأ بمقدمة
رأسه وكان يبدأ بمؤخرة وكلاهما جائز اهـ
34- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ،
أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ، قَالَتْ:
«مَسَحَ رَأْسَهُ، وَمَسَحَ
مَا أَقْبَلَ مِنْهُ، وَمَا أَدْبَرَ، وَصُدْغَيْهِ، وَأُذُنَيْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً» حديث حسن وقال الترمذي حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
ونقل المنذري تصحيح الترمذي وأقره. وحسنه الألباني وضعفه الأرنؤوط رواه أحمد (27022) وأبو داود (129) من طريق عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ
به قلت : ابْن عَجْلَانَ قال ابن حجر صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبى هريرة وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَقِيلٍ حسن
الحديث وأخرجه بحشل في "تاريخ
واسط" ص74 من طريق عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ
الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَغْشَانَا. فَرَأَيْتُهُ يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ أُذُنَيْهِ ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا
وَعُظُومَهُمَا مَعَ الْوَجْهِ. ولَيْث بْن أَبِي سُلَيْم قال ابن حجر في التقريب صدوق اختلط جدا و لم يتميز حديثه فترك
35- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ حَبَّانَ
بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، «أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، وَأَنَّهُ مَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ» قال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وقال البيهقي: (1/65) إسناده صحيح وصححه النووي والألباني والأرنؤوط رواه مسلم (236) وأبو داود (120) من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ زَيْدٍ به
قلت : وفي رواية شاذة خالف
فيها الْهَيْثَم بْن خَارِجَةَ؛ فرواه عن عَبْد اللهِ بْن وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ
حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَتَوَضَّأُ فَأَخَذَ لِأُذُنَيْهِ مَاءً خِلَافَ الْمَاءِ الَّذِي أَخَذَ لِرَأْسِهِ رواه
البيهقي في الكبرى (308) وقال
البيهقي وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
عِمْرَانَ بْنِ مِقْلَاصٍ، وَحَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ
عَنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ، وَهَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ الْأَيْلِيِّ، وَأَبِي الطَّاهِرِ،
عَنِ ابْنِ وَهْبٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فَذَكَرَ وُضُوءَهُ قَالَ: وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ
فَضْلِ يَدَيْهِ وَلَمْ يَذْكُرِ الْأُذُنَيْنِ. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ،
أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ،ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ
السَّرْحِ يَعْنِي أَبَا طَاهِرٍ ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ فَذَكَرَهُ،وَهَذَا
أَصَحُّ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ
اهـ
قلت : هذه الرواية شاذة مخالفة
لرواية الذي رواها مسلم فلا يجوز الجمع بين الروايتين أو تصحيح الروايتين لابد من
ترجيح لأن الحديث واحد والنبي صلى الله عليه وسلم إما فعل هذا كما عند مسلم أو فعل
هذا كما عند البيهقي فلا بد من ترجيح فالراجح أن هذه الرواية أي رواية البيهقي
شاذه فمعني شاذه مخالفته من هو أوثق منه وأرجح لأن الذين روه بلفظ حديث مسلم أوثق
وأكثر كما سيأتي من كلام الألباني قلت : نعم هؤلاء الرواه الي ذكرهم البيهقي منهم
الثقة ومنهم الصدوق ولكن هؤلاء قد خالفوا من هم أوثق منهم وأكثر والبيهقي نفسه قال
عن رواية مسلم وَهَذَا أَصَحُّ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ
فتصحيحه الروايتين تساهل منه رحمه الله وهذا ما رجحه ابن حجر والصنعاني والألباني
رحمهم الله تعالى قالوا : أن رواية البيهقي شاذه
قال الألباني رحمه الله في الضعيفة (2/423) وتعقبه
ابن التركماني فقال: " قلت: ذكر صاحب الإمام أنه رأى في رواية ابن المقرىء عن
حرملة عن ابن وهب بهذا الإسناد وفيه: ومسح بماء غير فضل يديه لم يذكر الأذنين
".قلت: فقد اختلف في هذا الحديث على ابن وهب، فالهيثم بن خارجة وابن مقلاص وحرملة
بن يحيى - والعهدة في ذلك على البيهقي - رووه عنه باللفظ الأول الذي فيه أخذ الماء
الجديد لأذنيه. وخالفهم ابن معروف وابن سعيد الأيلي وأبو الطاهر، فرووه عنه باللفظ
الآخر الذي فيه أخذ الماء لرأسه لم يذكر الأذنين، وقد صرح البيهقي بأنه أصح كما سبق،
ومعنى ذلك أن اللفظ الأول شاذ، وقد صرح بشذوذه الحافظ بن حجر في " بلوغ المرام
"، ولا شك في ذلك عندي لأن أبا الطاهر وسائر الثلاثة قد تابعهم ثلاثة آخرون، وهم
حجاج بن إبراهيم الأزرق، وابن أخي بن وهب - واسمه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، أخرجه
عنهما أبو عوانة في " صحيحه " (1 / 249) ، وسريج بن النعمان عند أحمد (4
/ 41) ولا ريب أن اتفاق الستة على الرواية أولى بالترجيح من رواية الثلاثة عند المخالفة،
ويؤيد ذلك أن عبد الله بن لهيعة قد رواه عن حبان بن واسع مثل رواية الستة، أخرجه الدارمي
(1 / 180) وأحمد (4 / 39 - 42) ، وابن لهيعة وإن كان ضعيفا، فإن رواية العبادلة الثلاثة
عنه صحيحة، كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة، وهذا مما رواه عنه عبد الله بن المبارك
عند الإمام أحمد في رواية، وهو أحد العبادلة الثلاثة، فهو شاهد قوي لرواية الجماعة
يؤكد شذوذ رواية الثلاثة وعليه فلا يصلح شاهدا لهذا الحديث الشديد الضعف،- يقصد
حديث خذوا للرأس ماء جديدا رواه الطبراني (1 / 214 / 2) - ولا نعلم
في الباب غيره، على أنها لوكانت محفوظة لم تصلح شاهدا له لأنه أمر، وهو بظاهره يفيد
الوجوب بخلاف الفعل كما هو ظاهر. إذا عرفت هذا، فقد اختلف العلماء في مسح الأذنين هل
يؤخذ لهما ماء جديد أم يمسحان ببقية ما مسح به الرأس؟ فذهب إلى الأول أحمد والشافعي،
قال الصنعاني (1 / 70) : " وحديث البيهقي هذا هو دليل ظاهر "، وقال في مكان
آخر (1 / 65) : " والأحاديث قد وردت بهذا وهذا "قلت: وفيما قاله نظر، فإنه
ليس في الباب ما يمكن الاعتماد عليه إلا حديث البيهقي وقد أشار هو إلى شذوذه، وصرح
بذلك الحافظ كما سبق، فلا يحتج به، ويؤيد ذلك أن الأحاديث التي ورد فيها مسح الرأس
والأذنين لم يذكر أحد أنه صلى الله عليه وسلم أخذ ماء جديدا، ولوأنه فعل ذلك لنقل ويقويه
ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم: " الأذنان من الرأس ". قال الصنعاني (1 /
71) " وهو وإن كان في أسانيده مقال، إلا أن كثرة طرقه يشد بعضها بعضا ".
قلت: بل له طريق صحيح وقد سقته وغيره في " الأحاديث الصحيحة " (رقم 36)
. وخلاصة القول: أنه لا يوجد في السنة ما يوجب أخذ ماء جديد للأذنين فيمسحهما بماء
الرأس، كما يجوز أن يمسح الرأس بماء يديه الباقي عليهما بعد غسلهما، لحديث الربيع بنت
معوذ: " أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح برأسه من فضل ماء كان في يده
". أخرجه أبو داود وغيره بسند حسن كما بينته في " صحيح أبي داود
"(121) وهو مم يؤكد ضعف حديث الترجمة، وبالله تعالى التوفيق.
36 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا» حديث صحيح بشواهده قال الترمذي حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ،وصححه ابن حبان وصححه الألباني والأرنؤوط
لغيره رواه ابن ماجه (439) وابن حبان (1086) من طريق ابن إدريس به قلت : إسناده حسن ابْن عَجْلَان قال عنه ابن
حجر في التقريب صدوق إلا
أنه اختلطت عليه أحاديث أبى هريرة قَالَ فِي الْإِمَامِ: وَهَذَا إسْنَادٌ صَحِيحٌ
وله شاهد رواه أبوداود (121) وابن ماجه (442)- من طريق حَرِيز بْن عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، ظَاهِرَهُمَا
وَبَاطِنَهُمَا قال الألباني في صحيح أبي داود (112) (قلت: إسناد صحيح، وقال النووي والعسقلاني: حسن،
والشوكاني:
صالح، وأخرجه الضياء في
"المختارة" اهـ قلت : فيه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ قال ابن
حجر في التقريب مقبول وقال على ابن المدينى : مجهول ، لم يرو عنه غير حريز بن عثمان . قلت : بل هو ثقه قال أحمد بن عبد الله العجلى : شامى ، تابعى ، ثقة
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "و قال أبو داود : شيوخ حريز كلهم ثقات
انظر تهذيب الكمال وقال الذهبي ثقه قال الألباني وهذا إسناد صحيح،رجاله
كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير عبد الرحمن بن ميسرة؛ وهو ثقة. قال المصنف – أبوداود-:
شيوخ حريز كلهم ثقات اهـ وله شاهد رواه أبو داود (126) والترمذي (33) وابن ماجه (440) من طريق عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ
الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ ظَاهِرَ أُذُنَيْهِ وَبَاطِنَهُمَا قال
الألباني في صحيح أبي داود (117) (قلت: إسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن، وقواه الحاكم والذهبي
00وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير عبد الله بن محمد ابن عقيل، وقد
تُكلم فيه من قِبل حفظه، وهو حسن الحديث كما ذكرنا فيما سلف (رقم 55) اهـ
37 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ،عَنْ أَبِي أُمَامَةَ،
قَالَ: تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ
بِرَأْسِهِ، وَقَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» قَالَ
قُتَيْبَةُ: قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَدْرِي هَذَا مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي أُمَامَةَ؟ قلت : حديث صحيح بشواهده
وقواه ابن الجوزي وصححه القطان وحسنه العلائي كما في النكت (1/409) قال الألباني
في صحيح أبي داود (1/217) حديث صحيح وحسنه الترمذي في بعض نسخ "السنن "وقواه
المنذري وابن دقيق العيد وابن التركماني والزيلعي رواه أحمد (22282) وأبو داود (134) وابن ماجه (444) من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ
سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ،به قلت
: فيه سِنَان بْن رَبِيعَةَ قال ابن حجر في التقريب صدوق فيه
لين وشَهْر بْن حَوْشَبٍ أحسن ما قيل فيه قول : البخارى : شهر حسن الحديث قلت : هذا الطريق لا يصلح في الشواهد ولا
المتابعات لإنه في شك من الرواي لا يدري هذا الحديث مرفوع أم موقوف نعم رواه جماعة
عن حماد مرفوع إلى النبي صل الله عليه وسلم قلت : حماد نفسه شاكك هل هو مرفوع أم
من قول إمامة نعم نحن نأخذ بزيادة الثقة إلا إذا خالف ولكن هنا الثقه نفسه شاكك هل
هو مرفوع أم موقوف ونحن لا نقوي حديث النبي صل الله عليه وسلم بالشك فهذا الطريق
أي طريق أبي إمامة لا يصلح أن يتقوي بالشواهد ولا المتابعات ولكن له شواهد كثيرة
ستأتي بتقوية هذا الحديث قال أبو داود في سننه (134) قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: يَقُولُهَا: أَبُو
أُمَامَةَ، قَالَ قُتَيْبَةُ: قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَدْرِي هُوَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ أَبِي أُمَامَةَ - يَعْنِي قِصَّةَ الْأُذُنَيْنِ
قال البيهقي في سننه
الكبرى (1/ 108) وَهَذَا الْحَدِيثُ يُقَالُ فِيهِ مِنْ وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا ضَعْفُ بَعْضِ الرُّوَاةِ، وَالْآخَرُ دُخُولُ الشَّكِّ فِي رَفْعِهِ ثم قال بعدها قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ:
" الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِ أَبِي أُمَامَةَ، فَمَنْ
قَالَ غَيْرَ هَذَا فَقَدْ بَدَّلَ أَوْ كَلِمَةً قَالَهَا سُلَيْمَانُ أَيْ أَخْطَأَ اهـ قال الدارقطني
: يرويه حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر.وخالفه حماد
بن سلمة، وروى بعض الكلام عن سنان بن ربيعة، عن أنس.وقال سليمان بن حرب في هذا الحديث،
عن حماد بن زيد: إن قوله: والأذنان من الرأس هو من قول أبي أمامة غَيْرَ مَرْفُوعٍ،
وَهُوَ الصَّوَابُ انظر العلل (12/ 263)
قال ابن حجر في التلخيص (1\160) وَقَدْ بَيَّنْتُ أَنَّهُ مُدْرَجٌ فِي كِتَابِي فِي ذَلِكَ - تَقْرِيبِ الْمَنْهَجِ بِتَرْتِيبِ الْمُدْرَجِ
فِي ذَلِكَ -
وله
طريق: رواه الدارقطني (365) من طريق جَعْفَر بْن الزُّبَيْرِ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به وقال:" جَعْفَر بْن
الزُّبَيْرِ متروك 0وقال ابن حجر في التقريب متروك الحديث ، و كان صالحا فى نفسه والقاسم هو القاسم بن عبد الرحمن الشامى
وتابعه أبو معاذ الألهاني.أخرجه
تمام الرازي في " الفوائد " (179) وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 150) من طريق عثمان
بن فائد حدثنا أبو معاذ به قال صاحب الروض البسام (1\
226) في إسناده عثمان بن
فائد وهو ضعيف، وشيخه أبو معاذ لم أقف على ترجمته، وأخشى أن يكون علي بن يزيد الألهاني،
والله أعلم اهـ قلت : علي بن يزيد الألهاني ضعيف جدا قال البخاري منكر الحديث
وله طريق أخر عند ابن عدي في الكامل (1/ 191) والدارقطني (364) من طريق عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ أَبِي مَرْيَمَ , قَالَ: سَمِعْتُ رَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
وقال الدارقطني : أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ضَعِيفٌ
كما سبق أن الصحيح أن هذه الروايات لا تصلح في الشواهد ولا المتابعات لأننا لا
ندري هل هو من قول النبي صل الله عليه وسلم أم من قول إمامة ولكن : هذا
الحديث له شواهد عن أبي هريرة،وابن عمرو، وابن عباس، وعائشة،
وأبي موسى، وأنس، وسمرة بن جندب،وعبد الله بن زيد.
أما حديث أبي هريرة، فله
أربعة طرق:
الأول : أخرجه
الدارقطني (1\177) وأبو يعلى في " مسنده
" (298 / 1) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ به قلت : إسماعيل بن مسلم قال ابن حجر فقيه ضعيف الحديث
الثاني: عن عَمْرو بْن الْحُصَيْنِ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:به رواه ابن ماجه ( 445) والدارقطني
(352) قلت : عَمْرو بْن الْحُصَيْنِ قال ابن حجر متروك
الثالث: عن البختري بن عبيد عن أبيه عنه.
رواه الدارقطني (354) وقال الْبَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدٍ ضَعِيفٌ ,
وَأَبُوهُ مَجْهُولٌ.قلت : البختري ضعيف جدا قال ابن حجر في التقريب : ضعيف متروك
الرابع: عن علي بن عاصم عن
ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن أبي هريرة. أخرجه الدارقطني (339) وقال الدارقطني:" وَهِمَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ
فِي قَوْلِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالَّذِي قَبْلَهُ
أَصَحُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
أي المرسل وهو رواه عبد الرزاق في مصنفه (23)
والدارقطني (335) عن ابْن
جُرَيْجٍ , حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به
قلت : الصحيح المرسل كما
قال الدارقطني فالموصول فيه راوي إسمه علي بن عاصم قال ابن حجر في التقريب صدوق يخطىء
و يصر ، و رمى بالتشيع قلت : بل هو ضعيف عند الجمهور
3 - وأما ابن عمر، فله عنه طرق أيضا:
الأول: رواه الدارقطني (321) والخطيب في" الموضح " (1 / 111) من
طريق يَحْيَى بْن الْعُرْيَانِ الْهَرَوِيّ , نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ
ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به
قال الألباني في الصحيحة
(1\84) وهذا سند حسن عندي، فإن رجاله كلهم ثقات معروفون غير الهروي هذا فقد ترجمه الخطيب
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، غير أنه وصفه بأنه كان محدثا اهـ قلت : الهروي
مجهول لم يوثقه معتبر
قال الدارقطني : وَهُوَ وَهْمٌ
, وَالصَّوَابُ عَنْ أُسَامَةَ
بْنِ زَيْدٍ
, عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ الْفِهْرِيِّ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا
ورده ابن الجوزي بقوله:
" قُلْنَا الَّذِي يَرْفَعُهُ يَذْكُرُ زِيَادَةً وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ
مَقْبُولَةٌ وَالصَّحَابِيُّ قَدْ يَرْوِي الشَّيْءَ مَرْفُوعًا وَقَدْ يَقُولُهُ عَلَى
سَبِيلِ الْفَتْوَى انظر التحقيق (1/ 153)
قلت: كلام ابن الجوزي صحيح لو كان رجال السند كلهم ثقات،
ولكن فيه الهروي مجهول لم يوثقه معتبر ، وحاتم بن إسماعيل قال ابن حجر في التقريب،صدوق يهم صحيح الكتاب ، وقد خالف
وكيعًا أخرجه البيهقي في الخلافيات (1/174) وخالف أبا أسامة ،كما عند الدارقطني وروايتهما أرجح.
قال البيهقي في
الخلافيات (1\175) وَمن رَوَاهُ مُسْندًا لَيْسَ مِمَّن يقبل مِنْهُ مَا تفرد بِهِ
إِذا لم تثبت عَدَالَته،
فَكيف إِذا خَالف الثِّقَات مثل وَكِيع بن الْجراح الْحَافِظ المتقن وَأبي أُسَامَة
حَمَّاد بن أُسَامَة الْمُتَّفق على عَدَالَته وَقد أَتَيَا بِهِ مَوْقُوفا
اهـ
وتابعه في رفعه عبيد الله
عن نافع.
أخرجه الدارقطني (323) من طريق مُحَمَّد بْن أَبِي السَّرِيِّ , ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
, عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:به
وقال الدارقطني: كَذَا قَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَرَفْعُهُ أَيْضًا وَهْمٌ. وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَاضِي غَزَّةَ , عَنِ ابْنِ أَبِي السَّرِيِّ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
, عَنِ الثَّوْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَرَفْعُهُ أَيْضًا وَهْمٌ وَوَهِمَ
فِي ذِكْرِ الثَّوْرِيِّ , وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ أَخِي عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْهُ مَوْقُوفًا اهـ قلت الصحيح الموقوف قلت: محمَّد
بن أبي السري صدوق كثير الغلط، انظر الروض البسام (1/227) وقد رواه عبد
الرزاق في مصنفه (24) عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفا ورواه (25) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي
النَّضْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفا وهو
الراجح
وتابعه يحيى بن سعيد عن نافع
به.أخرجه الدارقطني (322) وابن عدي " في الكامل " (11 / 1) عن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ نَافِعٍ
, عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
به وقال ابن عدي:" لا يحدث به عن يحيى غير ابن عياش ".
قلت: وابن عياش ضعيف في الحجازيين
وهذا منها.قال ابن حجر في التقريب صدوق فى روايته عن أهل بلده ، مخلط فى غيرهم وقال الدارقطني : رَفْعُهُ وَهْمٌ وَالصَّوَابُ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ
الطريق الثاني: عن مُحَمَّد بْن الْفَضْلِ , عَنْ زَيْدٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ
عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به رواه الدارقطني
(330) وقال: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ
وقال ابن حجر في التقريب
كذبوه
4 - وأما حديث ابن عباس، فله عنه طرق أيضا:
الأول: عن أبي كَامِلٍ الْجَحْدَرِيّ
, نا غُنْدَرٌ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ,مرفوعا.
أخرجه وابن عدي (3/ 131،
4/ 196) ، والدارقطني (331) والبيهقي في الخلافيات (170)قال الدارقطني : تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو كَامِلٍ , عَنْ غُنْدَرٍ , وَوُهِمَ عَلَيْهِ فِيهِ تَابَعَهُ الرَّبِيعُ
بْنُ بَدْرٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , وَالصَّوَابُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
, عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُرْسَلًا.
قال :الحافظ ابن حجر في
" الدراية " ( 1/ 21) في حديث
ابن عباس هذا:. أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ
وَاخْتلف فِي وَصله وإرساله وَالرَّاجِح إرْسَاله اهـ
ورد ابن الجوزي على كلام
الدارقطني فقال في " التحقيق" (1\154) قُلْنَا أَبُو كَامِلٍ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا طَعَنَ فِيهِ وَالرَّفْعُ زِيَادَةٌ وَالزِّيَادَةُ
مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ كَيْفَ وَقَدْ وَافَقَهُ غَيْرُهُ فَإِنْ لَمْ يُعْتَدَّ
بِرِوَايَةِ الْمُوَافِقِ اعْتُبِرَ بِهَا ومن عَادَةِ الْمُحَدِّثِينَ أَنَّهُمْ إِذَا
رَأَوْا مَنْ وَقَفَ الْحَدِيثَ وَمَنْ رَفَعَهُ وقفو مَعَ الْوَاقِفِ احْتِيَاطًا
وَلَيْسَ هَذَا مَذْهَبُ الْفُقَهَاءِ وَمِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ ابْنُ جُرَيْجٍ
سَمِعَهُ مِنْ عَطَاءٍ مَرْفُوعًا وَقَدْ رَوَاهُ لَهُ سُلَيْمَانُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مُسْنَدٍ اهـ
وقال القطَان هَذَا الْإِسْنَاد
صَحِيح بِثِقَة رَاوِيه واتصاله، وَإِنَّمَا أعله الدَّارَقُطْنِيّ بِالِاضْطِرَابِ
فِي إِسْنَاده فَتَبِعَهُ أَبُو مُحَمَّد على ذَلِك، وَهُوَ لَيْسَ بِعَيْب فِيهِ.
وَالَّذِي قَالَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ، هُوَ أَن أَبَا كَامِل تفرد بِهِ عَن غنْدر،
وَوهم فِيهِ عَلَيْهِ.هَذَا مَا قَالَ، وَلم يُؤَيّدهُ بِشَيْء وَلَا عضده بِحجَّة،
غير أَنه ذكر أَن ابْن جريح الَّذِي دَار الحَدِيث عَلَيْهِ، يرْوى عَنهُ عَن سُلَيْمَان
بن مُوسَى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُرْسلا. وَمَا أَدْرِي
مَا الَّذِي يمْنَع أَن يكون عِنْده فِي ذَلِك حديثان: مُسْند ومرسل؟ وَالله أعلم
انظر بيان الوهم (5/263)
قال الألباني في الصحيحة
(1\86) قلت: والحق أن هذا الإسناد صحيح، لأن أبا كامل ثقة، حافظ، احتج به مسلم، فزيادته
مقبولة، إلا أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه. فإن كان سمعه من سليمان فلا محيد من القول
بصحته، وقد صرح بالتحديث في رواية له من الوجه المرسل عند الدارقطني، لكن في الطريق
إليه العباس بن يزيد وهو البحراني، وهو ثقة،ولكن ضعفه بعضهم، ووصف بأنه يخطىء، فلا
تطمئن النفس لزيادته لاسيما والطريق كلها عن ابن جريج معنعنة، ثم رأيت الزيلعي نقل
في " نصب الراية "(1 / 19) ، عن ابن القطان أنه قال: " إسناده صحيح
لاتصاله وثقة رواته ".ثم رد على الدارقطني بنحو ما فعل ابن الجوزي، وتبعه عبد
الحق على ذلك كما في" تنقيح التحقيق " لابن عبد الهادي (241 / 1) .ثم رأيت
في ترجمة ابن جريج من " التهذيب " أنه قال: " إذا قلت: قال عطاء:فأنا
سمعته منه، وإن لم أقل: سمعت "، فهذه فائدة هامة، ولكن ابن جريج لم يقل هنا:
" قال عطاء "، وإنما قال: " عن عطاء ". فهل حكمهما واحد، أم يختلف؟
الظاهر عندي الأول. والله أعلم.
قلت : الصحيح المرسل أما
الموصول فيه عله استغرب كيف خفت عن ابن الجوزي والألباني وغيرهما رحمهم الله قال
ابن حجر رحمه الله في النكت (1/ 412) ومن هذا الوجه رواه الدارقطني وهذا رجاله رجال
مسلم أيضا - إلا أن له علة، فإن أبا كامل تفرد به عن غندر وتفرد به غندر عن ابن جريج.
وخالفه من هو أحفظ منه وأكثر عددا – قلت : وهم من الذين خالفوا غندر وَكِيع و عَبْد
الرَّزَّاق وسُفْيَان وصِلَة بْن سُلَيْمَانَ وعَبْد الْوَهَّاب كلهم رووه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر سنن البيهقي (1/174/175) -
قال ابن حجر : فرووه عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - معضلا - والعلة فيه من جهتين: إحداهما: أن سماع غندر عن ابن جريج كان بالبصرة وابن جريج لما حدث بالبصرة
حدث بأحاديث وهم فيها، وسماع من سمع منه بمكة أصح.ثانيهما: أن أبا كامل قال - فيما
رواه أحمد بن عدي عنه -: "لم أكتب عن غندر إلا هذا الحديث أفادنيه عنه عبد الله
بن سلمة الأفطس" انتهى.والأفطس ضعيف جدا، فلعله أدخله على أبي كامل.
وقد مال أبو الحسن ابن القطان
إلى الحكم بصحته لثقة رجاله واتصاله وقال ابن دقيق العيد: لعله أمثل إسناد في هذا الباب.
قلت: وليس بجيد، لأن فيه
العلة التي وصفناها، والشذوذ، فلا يحكم له بالصحة. كم تقرر - والله أعلم -.
وله طريق آخر عن عطاء رواه
القاسم بن غصن عن إسماعيل بن مسلم عنه.رواه الدارقطني (346) وقال الدارقطني : إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ
ضَعِيفٌ , وَالْقَاسِمُ
بْنُ غُصْنٍ مِثْلُهُ.
خَالَفَهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ , فَرَوَاهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ
, عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَا يَصِحُّ أَيْضًا
وتابعه جابر الجعفي عن عطاء
عن ابن عباس.أخرجه ابن عدي (1/ 188)والدارقطني (343) وقال : جَابِرٌ ضَعِيفٌ , وَقَدِ اخْتُلِفَ عَنْهُ فَأَرْسَلَهُ الْحَكَمُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُطِيعٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ , عَنْ جَابِرٍ
, عَنْ عَطَاءٍ , وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ اهـ
الثاني : عن قارظ بن شيبة،
عن أبي غطفان عنه.
رواه الطبراني في "
المعجم الكبير " (3 / 98 / 1) : حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، حدثني أبي أنبأنا
وكيع عن ابن أبي ذئب عن قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ به.قلت : الصحيح أن هذه الزيادة
أضافها النساخ إلى هذا الحديث في رواية الطبراني والدليل على كلامي فقد روى
الطيالسي (2725) وأحمد (2887) وأبو داود (141) والنسائي في الكبرى (97) وابن ماجه (408) وغيرهم بلفظ عَنْ قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ
أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدْتُهُ يَتَوَضَّأُ،
فَمَضْمَضَ، ثُمَّ اسْتَنْشَقَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " اثْنَتَيْنِ ، أَوْ ثِنْتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا
قلت : ليس فيه : الأذنان من الرأس وليس في حديثهم جميعا هذه الزيادة أما إنفراد
الطبراني بهذه الزيادة دون هؤلاء العمالقة فقد أدخلها بعض النساخ في متن هذا
الحديث وأما قول الألباني رحمه الله قلت: وهذا سند صحيح ورجاله كلهم ثقات، ولا أعلم
له علة،ومن الغرائب أن هذه الطريق مع صحتها أغفلها كل من خرج الحديث من المتأخرين كالزيلعي
،وابن حجر، وغيرهما ممن ليس مختصا في التخريج، بل أغفله أيضا الحافظ الهيثمي فلم يورده
في " مجمع الزوائد " مع أنه على شرطه! وهذا كله مصداق قول القائل:"
كم ترك الأول للآخر اهـ قلت : هذا يدل على صحة ما ذهبت إليه فلو كانت هذه الزيادة
عند الطبراني لكانوا ذكروها والله أعلم
قال الشيخ مشهورحسن في
"الطهور" (ص 368 - 369 - 370 - 371):"وقد صححه شيخنا الألباني في
"السلسلة الصحيحة" (1/ 52 - 53) بطريق له من حديث ابن عباس، قال عنها:"ومن
الغرائب أن هذه الطريق مع صحتها أغفلها كل من خرّج الحديث من المتأخرين، كالزيلعي،
وابن حجر، وغيرهما ممن ليس مختصًا في التخريج، بل أغفله أيضًا الحافظ الهيثمي، فلم
يورده في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه! وهذا كله مصداق قول القائل:
"كم ترك الأول للآخر"، وهو دليل واضح على أهمية الرجوع إلى الأمهات عند إرادة
التحقيق في حديث ما، فإنه سيجد فيها ما يجعل بحثه أقرب ما يكون نضجًا وصوابًا، والله
تعالى هو الموفق" انتهى.قلت: وهذه الطريق؛ ما أخرجه الطبراني في "الكبير"
(10/ 391) رقم (1084) ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب
عن قارظ بن شيبه عن أبي غطفان عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"استنشقوا مرتين، والأذنان من الرأس".قال شيخنا الألباني في "الصحيحة"
(1/ 52): "وهذا سند صحيح، ورجاله كلهم ثقات ولا أعلم له علة".قلت نعم؛ إن
كان محفوظًا آخره. وقد أغفله الهيثمي لأنه موجود هي "السنن" لأبي داود وابن
ماجه. وقد جاء من ثلاثة طرق عن وكيع من غير ذكر الأذنين، وكذا رواه عشرة عن ابن أبي
ذئب، وهذا يؤكد أن هذه الزيادة ليست محفوظة في هذا الحديث، ولعلها خطأ من الناسخ، أو
سبق قلم من الطبراني. وعلى أحسن الأحوال فهي من شذوذ من دون الطبراني، لأن أحمد أخرج
الحديث من ثلاثة طرق عن- ابن أبي ذئب دونها. وسيأتي بيان ذلك، وإليك ما وقفت عليه من
طرق: أخرج أبو داود في "السنن": (1/ 35) رقم (141) ثنا إبراهيم بن موسى ثنا
وكيع وابن ماجة في "السنن": (1/ 143) رقم (408) ثنا علي بن محمد ثنا وكيع.وأخرجه
ابن أبي شيبة في "المصنف": (1/ 40) ثنا وكيع وإسحاق الرازي. عن أبن أبي ذئب
به، وبلفظ: "استنشقوا" وقال: "وقال وكيع: استنثروا".وهذا يؤكد
لك خطأ رواية الطبراني، فإنها عن وكيع، وفيها "استنشقوا" مع أنه قال خلاف
ذلك. كما عند أبي داود وابن ماجه أيضًا.ورواه بلفظ "استنثروا" عن ابن أبي
ذئب غير وكيع، مثل: عبد الله بن المبارك، كما عند: النسائي في "الكبرى" رقم
(97) أخبرنا سويد بن نصر قال أنا عبد الله به، وعبد الله هو ابن المبارك، كما في
"تحفة الأشراف" (5/ 278) رقم (6567) و"النكت الظراف"، وفيهما:
"وحديث النسائي في رواية ابن الأحمر ولم يذكره أبو القاسم".وأبو داود الطيالسي
في "المسند" رقم (2725) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى":
(1/ 49) قال ثنا ابن أبي ذئب به، بلفظ: "إذا مضمض أحدكم واستنثر فليفعل ذلك مرتين
بالغتين أو ثلاثًا" قال الحافظ في "الفتح": (1/ 262): "إسناده
حسن" وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط": (1/ 377) رقم(359) ثنا علي بن
الحسن ثنا إسحاق بن عيسى ابن بنت داود بن أبي هند ثنا ابن أبي ذئب به بلفظ: "إن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استنثر مرة أو مرتين".وأخرجه الحاكم في
"المستدرك" (1/ 148) أخبرنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي ثنا عبد الصمد
بن الفضل ثنا خالد بن مخلد ثنا ابن أبي ذئب به ولفظه: واستنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا".وأخرجه
ابن الجارود في "المنتقى" رقم (77) ثنا محمد بن يحيى ثنا أسد بن موسى ثنا
ابن أبي ذئب به مثله.ورواه آدم قال: نا ابن أبي ذئب به، كما في "التاريخ الكبير":
(4/ 1/ 201) وتصحفت فيه "استنثروا" إلى "أبشروا"!! فلتصحح.وأخرجه
أحمد في المسند": (1/ 352) ثنا هاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب به نحوه فهؤلاء
ثلاثة: إبراهيم بن موسى، وعلي بن محمد، وأبو بكر بن أبي شيبة رووه عن وكيع دون ذكر
الأذنين.وتابع وكيعًا على الرواية دون هذا اللفظ أيضًا عشرة وهم:أولًا: إسحاق بن سليمان
الرازي، وهو كوفي الأصل، ثقة، فاضل.
ثانيًا: عبد الله بن المبارك،
ثقة، ثبت، فقيه، عالم، جواد، مجاهد، جُمعت فيه خصال الخير.ثالثًا: أبو داود الطيالسي،
سليمان بن داود. ثقة، حافظ.رابعًا: إسحاق بن عيسى، ابن بنت داود بن أبي هند، وهو صدوق
يخطىء.خامسًا: خالد بن مخلد القَطَواني، أبو الهيثم البجَلّي، مولاهم، الكوفي، صدوق
يتشيع.سادسًا: أسد بن موسى الأموت، المعروف بـ "أسد السنة"، صدوق يغرب. سابعًا:
آدم بن أبي إياس، ثقة، عابد.ثامنًا: يزيد.تاسعًا: يحيى بن سعيد القطان، ثقة، متقن،
حافظ، إمام، قدوة.عاشرًا: هاشم بن القاسم الليثي البغدادي، أبو النضر، لقبه قيصر، ثقة،
ثبت.فهذا يؤكد أن ذكر الأذنين ليس محفوظًا في هذا الحديث، وأن خطأ ما قد وقع على ما
دون أحمد، فإن أحمد رواه في "المسند" من ثلاثة طرق -عن غير وكيع- من غير
ذكر الأذنين. وقد أورد هذا الحديث هكذا دون الزيادة الأخيرة فيه: ابن عبد البر في
"الاستذكار": (1/ 172) و"التمهيد": (4/ 33 - 34) وابن حجر في
"التلخيص الحبير": (1/ 8 - 82) و"فتح الباري": (1/ 162).وهذا كله
يؤكد ما ذهبنا إليه، والله أعلم.وقد أطلعت الشيخ الألباني -فسح الله مدته- على ما رقمت
في سلخ شعبان سنة 1413 هـ، فذكر لي: أن لفظة "الأذنان من الرأس" في طريق
الطبراني، التي كان قد قال عنها: "أغفلها كل من خرج الحديث من المتأخرين"
شاذة غير صحيحة، وأنه -حفظه الله- دون ذلك على حواشي نسخته من "الصحيحة"
لتأخذ مكانها في طبعة جديدة، أو في أول فرصة تسنح له بذلك، والله الموفق، وله الحمد
على نعمه السابغة اهـ تنبيه الشيخ الألباني رجع عن تصحيح هذا الطريق طريق ابن عباس
فقط فقد ظن بعض الناس أن الشيخ الألباني رجع عن تصحيح هذا الحديث ولكن هو رجع عن
تصحيح هذا الطريق إلا أنه بقي على تصحيح الحديث بمجموع طرقه،
الثالث : عن مُحَمَّد بْن
زِيَادٍ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به رواه الدارقطني (348)، والبيهقي في الخلافيات (189) وقال الدارقطني:
مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ هَذَا مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وقال ابن حجر محمد بن زياد اليشكري
كذبوه
5 - وأما حديث عائشة، فأخرجه الدارقطني (340) مُحَمَّدُ بْنُ الْأَزْهَرِ الْجَوْزَجَانِيُّ , نا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ
, عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ
عُرْوَةَ ,عَنْ عَائِشَةَ به كَذَا قَالَ وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ يعني ابن جريج عن سليمان
مرسلا كما تقدم في الطريق الأولى عن ابن عباس، قلت : فيه محمد بن الأزهر الجوزجاني
في لسان الميزان (6/ 544)
نهى أحمد عن الكتابة عنه لكونه يروي عن الكذابين: محمد بن مروان الكلبي، وَغيره.وقال
ابن عَدِي: ليس هو بالمعروف , انتهى.قال العقيلي: قال أحمد: لا تكتبوا عنه حتى يتوب
وذلك أنه بلغه أنه تكلم في القرآن العظيم. وَأورَدَ له حديثا خولف في وصله.وذَكَره
ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: روى عنه أحمد بن سنان , كثير الحديث من جلساء
أحمد بن حنبل.وقال الحاكم: هو ثقة مأمون صاحب حديث.وفي نيل الأوطار (1/203)وَعَنْ عَائِشَةَ
عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضًا وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَزْهَرِ وَقَدْ كَذَّبَهُ
أَحْمَدُ،
6 - وأما حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-:
، فأخرجه أخرجه ابن أبي شيبة
(158) والطبراني في " الأوسط "
(4084) ، والدارقطني (38) وابن أبي حاتم في العلل
(1/ 53) من طرق عن أَشْعَث , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَبِي مُوسَى , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ:به وقال الطبراني:لَا يُرْوَى عَنْ أَبِي مُوسَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ " قال
الدارقطني: وَالصَّوَابُ مَوْقُوفٌ , وَالْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي مُوسَى اهـ وفي نيل الأوطار (1/203) وَعَنْ
أَبِي مُوسَى عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ، وَاخْتُلِفَ فِي وَقْفِهِ وَرَفْعِهِ وَصُوِّبَ
الْوَقْفُ، قَالَ الْحَافِظُ: وَهُوَ مُنْقَطِعٌ
اهـ قلت : الصحيح أنه مرفوع ولكن ضعيف فيه أشعث
هو بن سوار قال ابن حجر في التقريب ضعيف والحسن لم يسمع من أبي موسى كما ذكر الدارقطني، وهو قول ابن المديني وأبي حاتم
وأبي زرعة والبزار
7- تخريج حديث عبدالله بن أبي أوفى -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن عدي (6/ 282) من
طريق محمد بن يزيد المستملي عن يزيد بن هارون، عن فائد بن عبدالرحمن، عن ابن أبي أوفى
به.
قلت : فيه محمد بن يزيد المستملي
قال ابن عدي: يسرق الحديث، ويزيد فيه ويضع.
8 - وأما حديث أنس، فأخرجه أخرجه ابن عدي (2/ 18) والدارقطني
(39) من طرق عن عبد الحكم عنه.
وقال الدارقطني: " عبد
الحكم لا يحتج به "قلت : عبد الحكم وهو ابن عبد الله ، و يقال ابن زياد ، القسملى البصرى ضعيف جدا قال البخاري منكر الحديث وقال الحاكم:
(روى عن أنس أحاديث موضوعة) انظر تهذيب الكمال
8 - وأما حديث سمرة بن جندب، فرواه تمام الرازي في
" مسند المقلين من الأمراء والسلاطين
(3، 4)، وعنه ابن عساكر في " تاريخه
(14 / 387 / 1) والبيهقي
في الخلافيات (240): من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن الحجاج بن يوسف الثقفي، عن سمرة
أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم
قال: فذكره.
والحجاج هذا هو بن يوسف الثقفي
الأمير المشهور بالظلم.قال الذهبي عن الحجاج بن يوسف أَهْلَكَهُ اللهُ: فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ خَمْسٍ
وَتِسْعِيْنَ، كَهْلاً. وَكَانَ ظَلُوْماً، جَبَّاراً، نَاصِبِيّاً، خَبِيْثاً، سَفَّاكاً
لِلدِّمَاءِ، وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ، وَإِقْدَامٍ، وَمَكْرٍ، وَدَهَاءٍ، وَفَصَاحَةٍ،
وَبَلاَغَةٍ، وَتعَظِيْمٍ لِلْقُرَآنِ. قَدْ سُقْتُ مِنْ سُوْءِ سِيْرَتِهِ فِي (تَارِيْخِي
الكَبِيْرِ) ، وَحِصَارِهِ لابْنِ الزُّبَيْرِ بِالكَعْبَةِ، وَرَمْيِهِ إِيَّاهَا
بِالمَنْجَنِيْقِ، وَإِذْلاَلِهِ لأَهْلِ الحَرَمَيْنِ، ثُمَّ وِلاَيَتِهِ عَلَى العِرَاقِ
وَالمَشْرِقِ كُلِّهِ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَحُرُوْبِ ابْنِ الأَشْعَثِ لَهُ، وَتَأْخِيْرِهِ
لِلصَّلَوَاتِ إِلَى أَنِ اسْتَأْصَلَهُ اللهُ، فَنَسُبُّهُ وَلاَ نُحِبُّهُ، بَلْ
نُبْغِضُهُ فِي اللهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الإِيْمَانِ.وَلَهُ حَسَنَاتٌ
مَغْمُوْرَةٌ فِي بَحْرِ ذُنُوْبِهِ، وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، وَلَهُ تَوْحِيْدٌ فِي
الجُمْلَةِ، وَنُظَرَاءُ مِنْ ظَلَمَةِ الجَبَابِرَةِ وَالأُمَرَاءِ.انظر أعلام النبلاء (4/343)
9 - وأما حديث عبد الله بن زيد، رواه ابن ماجة
(443) : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ
أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - به
قال الزيلعي في نصب
الراية (1 / 19) : وَهَذَا أَمْثَلُ إسْنَادٍ فِي الْبَابِ لِاتِّصَالِهِ وَثِقَةِ رُوَاتِهِ، فَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ.
وَشُعْبَةُ. وعباد احتج بهما الشَّيْخَانِ، وَحَبِيبٌ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي
الثِّقَاتِ فِي أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ،
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.قلت : اختصر ابن ماجه متنه، ورواه عن سويد بن سعيد مرفوعًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
وهو بتمامه -كما في رواية عمران بن موسى عن سويد-: عن عبدالله
بن زيد، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ بثلثي مد، وجعل يدلك، والأذنان
من الرأس فقد وهم سويد وذكر والأذنان من الرأس وقد جاء عن سويد بدون ذكر لفظة: «الأذنان
من الرأس» فقد أخرج أبو يعلى في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة ( 1/344) ثنا سُوَيْدُ
بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ شُعْبَةَ...بلفظ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - وَأُتِيَ بِوُضُوءِ ثُلُثَيْ مُدٍّ، فَرَأَيْتُهُ يَتَوَضَّأُ فَجَعَلَ
يُدَلِّكُ بِهِ ذِرَاعَيْهِ، وَدَلَّكَ أُذُنَيْهِ- يَعْنِي: حِينَ مَسَحَهُمَا".
ولم يذكر والأذنان من الرأس كما رواه غيرُ سويد عن ابن أبي زائدة، وغير ابن أبي زائدة عن شعبة؛
بدون لفظة «الأذنان من الرأس»: رواه البيهقي في
الكبرى (942) والحاكم (509) من طريق إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الرَّازِيّ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ
تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أُتِيَ بِثُلُثَيْ مُدٍّ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَجَعَلَ
يَدْلُكُ ذِرَاعَيْهِ وليس فيه : الأذنان من الرأس ورواه البيهقي في الكبرى (943) من طريق سُلَيْمَان بْن دَاوُدَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، ثنا شُعْبَةُ به ولم يذكر
والأذنان من الرأس
ورواه ابن خزيمة في
صحيحه (118) وابن حبان (1083)من طريق مُحَمَّد بْن الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ
الْهَمْدَانِيّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ،
عَنْ شُعْبَةَ به وأحمد (16441)- حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، به ابن حبان (1082) -
عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة، به ولم يذكر والأذنان من الرأس قلت : فهذا الطريق -طريق عبدالله بن زيد- منكرٌ مرفوعًا،
وهو من أوهام سويد قال ابن حجر في التقريب صدوق فى نفسه إلا أنه عمى فصار يتلقن ما ليس من حديثه
فأفحش فيه ابن معين القول فهذا الطريق لا يصلح في الشواهد
قال ابن حجر رحمه الله
في النكت (1/ 410)
أما حديث عبد الله بن زيد
- رضي الله عنه - فرواه ابن ماجه 000 قال المنذري: "هذا الإسناد متصل ورواته محتج
بهم وهو أمثل إسناد في هذا الباب [قلت هذا الإسناد] رجاله رجال مسلم، إلا أن له علة فإنه من رواية سويد
بن سعيد كما ترى، وقد وهم فيه، وذكر الترمذي في العلل الكبير أنه سأل البخاري عن هذا
الحديث فضعف سويدا.
قلت: وهو وإن أخرج له مسلم
في صحيحه فقد ضعفه الأئمة/ واعتذر مسلم عن تخريج حديثه، بأنه ما أخرج له إلا ما له
أصل من رواية غيره. وقد كان مسلم لقيه وسمع منه قبل أن يعمى ويتلقن ما ليس من حديثه،
وإنما كثرت المناكير في روايته بعد عماه.وقد حدث بهذا الحديث في حال صحته فأتى به على
الصواب. فرواه البيهقي من رواية عمران بن موسى
السختياني عن سويد بسنده إلى عبد الله بن زيد - رضي الله تعالى عنهما - قال: رأيت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ بثلثي مد وجعل يدلك. قال: "والأذنان من الرأس"،
انتهى. وقوله: قال والأذنان من الرأس هو من قول عبد الله بن زيد - رضي الله تعالى عنه
- والمرفوع منه ذكر الوضوء بثلثي مد والدلك.وكذا أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما،
والحاكم من حديث أبي كريب عن ابن أبي زائدة دون الموقوف. وقد أوضحت ذلك بدلائله وطرقه
في الكتاب الذي جمعته في المدرج اهـ
قلت : الخلاصة الطريق
الأول عن أبي هريرة ليس فيهم متهم. وإذا ضم إليه طريق سليمان بن موسي الحديث
المرسل وطريق أبي موسى الأشعري والحجاج بن يوسف ، فلا شك حينئذ في ثبوت الحديث.
قال ابن حجر في النكت
(1\415) وإذا نظر المنصف إلى مجموع هذه الطرق علم أن للحديث أصلا، وأنه ليس مما يطرح،
وقد حسنوا أحاديث كثيرة باعتبار طرق لها دون هذه - والله أعلم -
قال الصنعاني في سبل
السلام (1/69) وَحَدِيثُ: «الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ» وَإِنْ كَانَ فِي أَسَانِيدِهِ مَقَالٌ إلَّا
أَنَّ كَثْرَةَ طُرُقِهِ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًااهـ
38- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ،
وَهَنَّادٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلِ الْأَصَابِعَ قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه ابن خزيمة (150) وابن حبان (1054) وصححه الحاكم (1/147) ووافقه الذهبي وصححه الْبَغَوِيُّ وَابْنُ الْقَطَّانِ انظر التلخيص (1/265) وقال النووي: حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي
وغيرهما بالأسانيد الصحيحة" شرح صحيح مسلم 1/ 505 وصححه ابن حجر والألباني والأرنؤوط والأعظمي رواه
النسائي (114) والبيهقي (1/50) من طرق عَنْ سُفْيَانَ، به
قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب وسفيان هو الثوري
ورواه أحمد (16384) من طريق ابْن جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ
بْنُ كَثِيرٍ أَبُو هَاشِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ،
عَنْ أَبِيهِ وَافِدِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي
حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ نَجِدْهُ،
فَأَطْعَمَتْنَا عَائِشَةُ تَمْرًا، وَعَصَدَتْ لَنَا عَصِيدَةً، إِذْ جَاءَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَلَّعُ فَقَالَ: " هَلْ أُطْعِمْتُمْ مِنْ
شَيْءٍ؟ "، قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ رَبَعَ رَاعِي الْغَنَمِ فِي الْمُرَاحِ عَلَى يَدِهِ سَخْلَةٌ،
قَالَ: " هَلْ وَلَدَتْ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاذْبَحْ لَنَا
شَاةً "، ثُمَّ أَقْبِلْ عَلَيْنَا فَقَالَ: " لَا تَحْسَبَنَّ ـ وَلَمْ
يَقُلْ لَا تَحْسَبَنَّ إِنَّا ذَبَحْنَا الشَّاةَ مِنْ أَجْلِكُمَا، لَنَا غَنَمٌ
مِائَةٌ لَا نُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ عَلَيْهَا فَإِذَا وَلَّدَ الرَّاعِي بَهْمَةً أَمَرْنَاهُ
بِذَبْحِ شَاةٍ "فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ:
" إِذَا تَوَضَّأْتَ فَأَسْبِغْ وَخَلِّلِ الْأَصَابِعَ، وَإِذَا اسْتَنْثَرْتَ فَأَبْلِغْ إِلَّا أَنْ
تَكُونَ صَائِمًا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي امْرَأَةً فَذَكَرَ مِنْ
طُولِ لِسَانِهَا وَبَذَائِهَا ، فَقَالَ: " طَلِّقْهَا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ،
إِنَّ لِي امْرَأَةً فَذَكَرَ مِنْ طُولِ لِسَانِهَا وَبَذَائِهَا، فَقَالَ:
" طَلِّقْهَا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا ذَاتُ صُحْبَةٍ وَوَلَدٍ،
قَالَ: " فَأَمْسِكْهَا وَأْمُرْهَا، فَإِنْ يَكُ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَفْعَلْ،
وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أَمَتَكَ
رجاله ثقات كما قال ابن
حجر في التقريب وقال ابن الملقن: "رجاله رجال الصحيح، إلا إسماعيل بن كثير المكي
... وإلا عاصم بن لقيط بن صبرة"انظر البدر المنير:
(3/312) وقال الألباني في صحيح
أبي داود (1/242) وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير إسماعيل بن كثير،
وعاصم بن لقيط، وهما ثقتان بلا خلاف اهـ
وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح، رجاله ثقات وابن جريح: وهو عبد الملك بن عبد العزيز قد صرح بالتحديث
، فانتفت شبهة تدليسه وهو متابع تابعه يَحْيَى بْن سُلَيْمٍ رواه أبو داود (142) والترمذي (788) وابن ماجه (448) من طريق يَحْيَى بْن سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي
إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ
أَبِيهِ،به مطولا قلت : فيه يَحْيَى بْن سُلَيْم قال ابن حجر في التقريب صدوق سىء
الحفظ
39-حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ
جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ،عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلْ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْكَ
وَرِجْلَيْكَ». قلت : يشهد له ما قبله وحسنه البخاري وقال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
غَرِيب وقال أحمد شاكر: صحيح. وحسنه الألباني والأرنؤوط رواه أحمد (2604) وابن ماجه (447) والحاكم ((1 / 182)) من طريق عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به قلت : فيه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي الزِّنَادِ
قال ابن حجر في التقريب صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد ، و كان فقيها وصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قال ابن حجر في
" التقريب ":" صدوق اختلط بآخره، قال ابن عدي: لا بأس برواية القدماء
عنه كابن أبي ذئب وابن جريج في البدر المنير (2/ 235) وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: إِنَّه حَدِيث حسن
غَرِيب. (وَقَالَ فِي «علله» : سَأَلت مُحَمَّدًا - يَعْنِي البُخَارِيّ - عَنهُ فَقَالَ:
حَدِيث حسن) ومُوسَى بن عقبَة سمع من صَالح مولَى التوءمة قَدِيما وَكَانَ (أَحْمد)
يَقُول: من سمع من صَالح مولَى التوءمة قَدِيما فسماعه حسن، وَمن سمع مِنْهُ أخيرًا
- فَكَأَنَّهُ يضعف سَمَاعه - وَابْن أبي ذِئْب سمع مِنْهُ أخيرًا، ويروي عَنهُ مَنَاكِير.
هَذَا آخر كَلَام البُخَارِيّ، اهـ وفي التلخيص (1/ 289) وَفِيهِ صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ
وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَكِنْ حَسَّنَهُ الْبُخَارِيُّ؛ لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ، وَسَمَاعِ مُوسَى مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ اهـ
قال الألباني في الصحيحة
(3/292) قلت: موسى بن عقبة أقدم منهما، فإنه مات سنة إحدى وأربعين، ومات ابن جريج سنة
خمسين أو بعدها، ومات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين، فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى.
والحديث صحيح لأن له شاهد من حديث لقيط بن صبرة مرفوعا بلفظ: " إذا توضأت فخلل
الأصابع ". صححه ابن حبان والحاكم وغيرهما وقد خرجته في" صحيح أبي داود
" (130)
40- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ الْفِهْرِيِّ، قَالَ:
«رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ دَلَكَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ بِخِنْصَرِهِ» حديث صحيح قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وقال الألباني في صحيح أبي داود (1\251) (قلت: حديث صحيح، وقال مالك: " حديث حسن
"، وصححه ابن القطان) وصححه الأرنؤوط رواه أحمد (18010) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ،وأبو داود (148) قال حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وابن
ماجه (446) عن مُحَمَّد بْن حِمْيَرٍ كلهم من طريق ابْن لَهِيعَةَ،
به قال الألباني في صحيح أبي داود (1\252) وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير أن ابن
لهيعة سيئ الحفظ؛ لكنه قد توبع عليه؛ فهو بذلك حديث صحيح.ثمّ استدركت فقلت: حديث قتيبة
عنه صحيح أيضا؛ كما أفاده الذهبي اهـ
قال ابن حجر في التلخيص
(1/ 164) وَفِي إسْنَادِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ. لَكِنْ تَابَعَهُ اللَّيْثُ بْنُ
سَعْدٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ. أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَأَبُو بِشْرٍ الدُّولَابِيُّ
وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ، مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ الثَّلَاثَةِ،
وَصَحَّحَهُ ابْنُ الْقَطَّانِ اهـ قلت : وهي عن أحمد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْن
أَخِي ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكًا يُسْأَلُ عَنْ
تَخْلِيلِ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ فِي الْوُضُوءِ؟ فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ.
قَالَ: فَتَرَكْتُهُ حَتَّى خَفَّ النَّاسُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدَ اللهِ،
سَمِعْتُكَ تُفْتِي فِي مَسْأَلَةِ تَخْلِيلِ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ، زَعَمْتَ أَنْ
لَيْسَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، وَعِنْدَنَا فِي ذَلِكَ سُنَّةٌ، فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟
فَقُلْتُ: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ،
عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدَلِّكُ بِخِنْصَرِهِ مَا بَيْنَ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ
". فَقَالَ: إِنَّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَمَا سَمِعْتُ بِهِ قَطُّ إِلَّا السَّاعَةَ،
ثُمَّ سَمِعْتُهُ يُسْأَلُ
بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِتَخْلِيلِ الْأَصَابِعِ. قَالَ عَمِّي: مَا أَقَلَّ مَنْ
يَتَوَضَّأُ إِلَّا وَيُحِيطُهُ الْخَطُّ الَّذِي تَحْتَ الْإِبْهَامِ فِي الرِّجْلِ،
فَإِنَّ النَّاسَ يُثْنُونَ إِبْهَامَهُمْ عِنْدَ الْوُضُوءِ، وَمَنْ تَفَقَّدَ ذَلِكَ
سَلِمَ "رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1\ 31)
والبيهقي في الكبرى (361)
قال الألباني رحمه الله
: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير أن ابن لهيعة سيئ الحفظ؛ لكنه قد توبع عليه؛ فهو
بذلك حديث صحيح.
ثمّ استدركت فقلت: حديث قتيبة
عنه صحيح أيضا؛ كما أفاده الذهبي
والحديث أخرجه الترمذي
(1/57) بهذا السند.وأخرجه ابن ماجه، والطحاوي (1/21) ، والبيهقي (1/76) ، وأحمد (4/229)
من طريق أخرى عن ابن لهيعة ... به. ثمّ قال الترمذي:" هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث
ابن لهيعة "!كذا قال! وهو ما وصل إليه علمه، وبناءً على ذلك قال النووي في
"المجموع "(1/424) :" وهو حديث ضعيف؛ فإن ابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث
"!وذكر نحوه المنذري في "مختصره " (رقم 135) ! قال الحافط (1/436)
:" لكن تابعه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث: أخرجه البيهقي وأبو بشر الدوْلابي
والدارقطني في "غرائب مالك " من طريق ابن وهب عن الثلاثة.وصححه ابن القطان
".قلت: وهو عند البيهقي من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال:سمعت عمي يقول:
سمعت مالكاً ئسْأل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء؟ فقال 000 قال ابن التركماني:"
أحمد ابن أخي ابن وهب وإن أخرج عنه مسلم؛ فقد قال أبو زرعة: أدركناه ولم نكتب عنه.
وقال ابن عدي: رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه "!قلت: وتمام كلام
ابن عدي- كما في "التهذيب " وغيره-:" ومن ضعفه أنكر عليه أحاديث، وكثرة
روايته عن عمه، وكل ما أنكروه عليه محتمل- وإن لم يروه غيره عن عمه، ولعله خصه به ... "، ثمّ ذكر الحافظ أحاديث مما أنكرت عليه
ورجع عنها؛ وليس هذا منها. والله أعلم انظر صحيح أبي داود (1\252)
41- حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ»
حديث صحيح وصححه ابن خزيمه (162) وابن حبان (1088) والألباني والأرنؤوط رواه البخاري (165) ومسلم (242)من طريق مُحَمَّدُ
بْنُ زِيَادٍ وابن ماجه (453) عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ،كلهم
عن أبي هريرة به
وله
شاهد عند البخاري (96) ومسلم (241) بلفظ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الصَّلاَةَ، صَلاَةَ العَصْرِ،
وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى
صَوْتِهِ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ
ثَلاَثًا»
وشاهد أخر عند مسلم (240) عَنْ سَالِمٍ، مَوْلَى شَدَّادٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ
زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ
فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا فَقَالَتْ: يَا
عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ»
وله شاهد عند ابن ماجه (455) وابن خزيمة (665)
واللفظ له من طريق شَيْبَةُ بْنُ الْأَحْنَفِ الْأَوْزَاعِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَامٍ الْأَسْوَدُ، نا أَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ، ثُمَّ جَلَسَ فِي طَائِفَةٍ مِنْهُمْ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَقَامَ
يُصَلِّي، فَجَعَلَ يَرْكَعُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَرَوْنَ هَذَا، مَنْ
مَاتَ عَلَى هَذَا مَاتَ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، يَنْقُرُ صَلَاتَهُ كَمَا
يَنْقُرُ الْغُرَابُ الدَّمَ، إِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي
يَرْكَعُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ كَالْجَائِعِ لَا يَأْكُلُ إِلَّا التَّمْرَةَ وَالتَّمْرَتَيْنِ،
فَمَاذَا تُغْنِيَانِ عَنْهُ، فَأَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ
النَّارِ، أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ» قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَقُلْتُ لِأَبِي
عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيِّ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: أُمَرَاءُ
الْأَجْنَادِ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي
سُفْيَانَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ، كُلُّ هَؤُلَاءِ سَمِعُوهُ مِنَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت : حسن لغيره وصححه ابن خزيمة
قال المنذري في " الترغيب
" (1/182) ، وتبعه الهيثمي (2/121) والبوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 66): والألباني : إسناده حسن
قلت : وهذا سند ضعيف: فيه شَيْبَة بْن الْأَحْنَفِ قال ابن حجر في التقريب مقبول وقد جهّله دُحَيم- وهو من علماء
الشام- قال في رواية عثمان بن سعيد الدارمي عنه: كان الوليد يروي عنه، ما سمعتُ أحداً
يعرفه وأَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ
قال ابن حجر مقبول قلت : قال أبو حاتم لا بأس به قلت : كان الأولى ان يقول ذلك لأَبِي
عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيِّ فإنه لم يوثقه معتبر فقال ابن حجر عنه ثقه ولم
يوثقه معتبر
{ولطرفه الأول - دون الزيادة - شاهد مرسل: عند ابن بطة في " الإبانة
"(5/43/1) } وله
شاهد رواه أحمد (17243) حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا
الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ هَانِئِ
بْنِ مُعَاوِيَةَ الصَّدَفِيِّ، حَدَّثَهُ قَالَ: حَجَجْتُ زَمَانَ عُثْمَانَ بْنِ
عَفَّانَ، فَجَلَسْتُ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا
رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْمًا، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى فِي هَذَا الْعَمُودِ، فَعَجَّلَ قَبْلَ أَنْ
يُتِمَّ صَلَاتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِنَّ هَذَا لَوْ مَاتَ لَمَاتَ وَلَيْسَ مِنَ الدِّينِ عَلَى شَيْءٍ، إِنَّ
الرَّجُلَ لَيُخَفِّفُ صَلَاتَهُ وَيُتِمُّهَا ". قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ
مَنْ هُوَ؟ فَقِيلَ: عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ قال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة فقد روى عنه حسن
بن موسى بعد الاختلاط، ولجهالة حال البراء بن عثمان- وهو ابن حنيف- وقد تفرد بالرواية
عنه الحارثُ بن يزيد- وهو الحضرمي- ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وهو من رجال "التعجيل"،
ولجهالة حال هانىء بن معاوية الصََّدَفي، روى عنه
اثنان، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"
وهو من رجال "التعجيل" كذلك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
42 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَهَنَّادٌ، وَقُتَيْبَةُ،
قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً رواه البخاري (157) وأبو داود (138) وابن خزيمة (171) من طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،به وله شواهد ستأتي بإذن الله
43-حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
رَافِعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ
بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ» حديث صحيح وقال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ غَرِيبٌ وصححه
الحاكم 1/150 ووافقه الذهبي،وقال الألباني حسن صحيح رواه ابن أبي شيبة (81) وأبو داود (136) من طريق زَيْد بْن حُبَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ - الْهَاشِمِيُّ
-، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،به
قلت : فيه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثَابِتِ بْن ثَوْبَانَ قال ابن حجر في التقريب صدوق يخطىء و رمى بالقدر
و تغير بأخرة قال
الألباني في صحيح أبي داود (1/ 231) وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛
غير عبد الرحمن بن ثوبان؛ وهو جده؛ واسم أبيه ثابت؛ وهو حسن الحديث، وقد تكلم فيه من
قبل حفظه، وأعدل الأقوال فيه قول المصنف:" كان فيه سلامة، وليس به بأس، وكان مجاب
الدعوة اهـ
وله شاهد عند البخاري (158) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ»
44 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
حَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا» حديث صحيح وهو عند مسلم وصححه أحمد شاكر
والألباني رواه أحمد (971) وأبو داود (116) والنسائي (96) من طريق عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ،
عَنْ عَلِيٍّ به قلت : إسناده صحيح أبو حية بن قيس قال ابن حجر في التقريب مقبول قلت : بل هو ثقه قال ابن
القطان : وثقه بعضهم ، و صحح حديثه ابن السكن و غيره وقال ابن الجارود فى " الكنى
" : وثقة ابن نمير وقال أحمد: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات" قلت : ورواه الترمذي مطولا (48)- بلفظ عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا
تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا، ثُمَّ
مَضْمَضَ ثَلاَثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاَثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ
ثَلاَثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاَثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّةً، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ
إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ فَضْلَ طَهُورِهِ فَشَرِبَهُ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ
أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ طُهُورُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه أحمد (1046)
وقد تابعهما جمع من الثقات
منهم 1- رواه أبو داود (112) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْهَمْدَانِيُّ،
عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: صَلَّى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب
إلا خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ
الْهَمْدَانِيّ قال : صدوق قال الألباني في صحيح أبي داود (101) (قلت: إسناده صحيح، وصححه الدارقطني، وابن حبان
(1076)) .وهذا سند صحيح، رجاله رجال الشيخين؛ غير خالد وعبد خير
2- رواه أبو داود (114) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ الْكِنَانِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُئِلَ
عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ،
وَقَالَ: «وَمَسَحَ
عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى
لَمَّا يَقْطُرْ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا»، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا كَانَ
وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت : إسناده حسن قال
الألباني في صحيح أبي داود (1/ 194) (قلت: إسناده صحيح، وقواه ابن القيم، ورواه الضياء في "المختارة") اهـ
قلت : فيه ربيعة وهو بن عتبة ، و يقال : ابن عبيد ، الكنانى الكوفى قال ابن حجر في التقريب صدوق والْمِنْهَال قال ابن حجر صدوق ربما وهم
3- عند أحمد (1366) وابن
خزيمة (16) ابن حبان في صحيحه (1057)عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ
بْنِ سَبْرَةَ،قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الظُّهْرَ، فَانْطَلَقَ
إِلَى مَجْلِسٍ لَهُ يَجْلِسُهُ فِي الرَّحَبَةِ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، ثُمَّ
حَضَرَتِ الْعَصْرُ، " فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فَأَخَذَ مِنْهُ كَفًّا فَتَمَضْمَضَ
وَاسْتَنْشَقَ، وَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ
بِرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَ إِنَائِهِ " ثُمَّ قَالَ: إِنِّي حُدِّثْتُ
أَنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ قَائِمٌ إِنِّي
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَمَا فَعَلْتُ
صححه الألباني قال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال
بن سبرة، فمن رجال البخاري، وهو ثقة. وقال الأعظمي: إسناده صحيح
وله شاهد رواه مسلم (230) عَنْ أَبِي أَنَسٍ، أَنَّ
عُثْمَانَ تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ فَقَالَ: «أَلَا أُرِيكُمْ وُضُوءَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا»
45 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي
جَعْفَرٍ: حَدَّثَكَ جَابِرٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً، وَمَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَثَلاَثًا ثَلاَثًا؟ قَالَ: نَعَمْ قلت : ضعفه الألباني والأرنؤوط وصححه الألباني بسند أخر كما سيأتي رواه ابن
ماجه (410) والدارقطني (265) هذا
إسناد ضعيف فيه ثابت بْنِ أَبِي صَفِيَّة قال ابن حجر ضعيف رافضى
قال الترمذي (46) وَرَوَى وَكِيعٌ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ ثَابِتِ
بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: حَدَّثَكَ جَابِرٌ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً؟ قَالَ: نَعَمْ، وحَدَّثَنَا
بِذَلِكَ هَنَّادٌ، وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ثَابِتٍ، وَهَذَا
أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ، لِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، هَذَا عَنْ
ثَابِتٍ، نَحْوَ رِوَايَةِ وَكِيعٍ. وَشَرِيكٌ كَثِيرُ الْغَلَطِ. وَثَابِتُ بْنُ أَبِي
صَفِيَّةَ هُوَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ اهـ قلت : وعلته ثابت كما سبق ومقصود
الترمذي أن وكيعًا رواه فذكر الوضوء: مرةً مرةً، ولم يزد على ذلك، أما شريك فذكره بالثلاثة
الأحوال فسند شريك منكر
قال الألباني في الصحيحة
(2122) لكن الحديث قد جاء
من طريق أخرى عن أبي رافع
قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ومرتين مرتين ومرة
مرة ". أخرجه الطبراني أيضا في " الكبير " (1 / 317 / 937) وإسناده
صحيح ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي. وله شاهد من حديث ابن عمر، وجاء
مفرقا في أحاديث، فراجع لها " إرواء الغليل اهـ
46 - وَرَوَى وَكِيعٌ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ ثَابِتِ
بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: حَدَّثَكَ جَابِرٌ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً؟ قَالَ: نَعَمْ، وحَدَّثَنَا
بِذَلِكَ هَنَّادٌ، وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ثَابِتٍ، وَهَذَا
أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ، لِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، هَذَا عَنْ
ثَابِتٍ، نَحْوَ رِوَايَةِ وَكِيعٍ. وَشَرِيكٌ كَثِيرُ الْغَلَطِ. وَثَابِتُ بْنُ أَبِي
صَفِيَّةَ هُوَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ سبق تخريجه
47 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ،
وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ حديث صحيح قال الألباني (قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه،
وأبو عوانة في"صحاحهم ". وقال الترمذي: إنه أصح شيء في الباب وأحسن؛ يعني:
باب المسح على الرأس) .رواه البخاري (185) ومسلم(235) ومالك (2/23) وأحمد (16431) من طريق عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، به رجاله ثقات كما
قال ابن حجر في التقريب رجال الشيخين ورواه البخاري ومسلم ومالك وأحمد بلفظ « عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى المَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى
أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي، كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَ
مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاَثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا،
ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ
مَرَّتَيْنِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا
وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ حَتَّى ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَى المَكَانِ الَّذِي بَدَأَ
مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ
قال الألباني رحمه الله
في صحيح أبي داود (1\203) زعم الحافظ في "الفتح" (1/291) : أنّ مالكاً خالف
الحفاظ في قوله في اليدين: مرتين؛ وهم وهيب ومن ذكر معه آنفاً فقالوا: ثلاثاً!وهو وهم
منه رحمه الله؛ فإنهم جميعاً قالوا: مرتين؛ كما قال مالك.نعم؛ رواه مسلم بهذا اللفظ:
ثلاثاً؛ من طريق أخرى عن عبد الله بن زيد،وهي عند أحمد (4/41) فلعلها سبب الوهم، وإسناده
الأول أصح. والله أعلم.
48 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا
أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا
«تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ
حَتَّى أَنْقَاهُمَا، ثُمَّ مَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ
ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّةً، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ فَضْلَ طَهُورِهِ فَشَرِبَهُ وَهُوَ قَائِمٌ»،
ثُمَّ قَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ طُهُورُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث صحيح انظر تخريج حديث رقم (44)
49 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، وَهَنَّادٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا
أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، ذَكَرَ عَنْ عَلِيٍّ
مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي حَيَّةَ، إِلَّا أَنَّ عَبْدَ خَيْرٍ، قَالَ: «كَانَ إِذَا فَرَغَ
مِنْ طُهُورِهِ أَخَذَ مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ بِكَفِّهِ فَشَرِبَهُ»، حَدِيثُ عَلِيٍّ،
رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، وَعَبْدِ خَيْرٍ، وَالْحَارِثِ،
عَنْ عَلِيٍّ، وَقَدْ رَوَاهُ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ خَالِدِ
بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، حَدِيثَ الْوُضُوءِ بِطُولِهِ،وَهَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَرَوَى شُعْبَةُ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ،
فَأَخْطَأَ فِي اسْمِهِ، وَاسْمِ أَبِيهِ، فَقَالَ: مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ، وَرُوِيَ
عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ،
وَرُوِيَ عَنْهُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ مِثْلُ رِوَايَةِ شُعْبَةَ، وَالصَّحِيحُ
خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ قلت : حديث صحيح انظر تخريج حديث رقم (44)
50- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ
عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ السَّلِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَا:
حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَضِحْ ضعفه الألباني والأرنؤوط قلت : صحيح من فعله
كما سيأتي وصححه الألباني من فعله صلى الله عليه وسلم رواه أحمد (463) و ابن ماجه ((463)) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ، به
قال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وسَمِعْت مُحَمَّدًا، يَقُولُ: الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ،وقال العقيلي:" لا يتابع عليه من هذا
الوجه، وقد روي بغير هذا الإسناد بإسناد صالح ".قلت: لعله يقصد ما رواه. ابْنُ
لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ
بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَّمَنِي جِبْرَائِيلُ الْوُضُوءَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْضَحَ، تَحْتَ
ثَوْبِي، لِمَا يَخْرُجُ مِنَ الْبَوْلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ» رواه ابن ماجه (462) فيه ابْنُ لَهِيعَةَ ضعيف كما سيأتي
قلت : ولكن الحديث ثبت بفعله صل الله
عليه وسلم فله شواهد منها 1- رواه الدارمي (1/180) والبيهقي
في الكبرى (757)
من طريق قَبِيصَة، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَاءٍ وَتَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً وَنَضَحَ ". قَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ: قَوْلُهُ وَنَضَحَ تَفَرَّدَ بِهِ قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ
عَنْ سُفْيَانَ دُونَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ
ورد الألباني على هذا الكلام فقال : قلت: كذلك رواه البخاري
وغيره بدون الزيادة، وقد مضى في الكتاب (رقم127) ، ولكنها زيادة من ثقة غير منافية
لرواية الجماعة؛ فيجب قبولها انظر صحيح أبي داود (1/ 296)
قلت : كلام الإمام أحمد هو الراجح لإن قَبِيصَة قال ابن حجر في التقريب صدوق ربما
خالف اهـ وهو هنا خالف وقال صالح
بن محمد الحافظ : كان رجلا صالحا إلا أنهم تكلموا فى سماعه من سفيان .
2- رواه أبو داود (166) وابن مَاجَه(461) والنَّسَائي (135)، من طريق عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
الْحَكَمِ الثَّقَفِيِّ أَوِ الحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا بَالَ يَتَوَضَّأُ وَيَنْتَضِحُ»، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَافَقَ سُفْيَانَ جَمَاعَةٌ
عَلَى هَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْحَكَمُ أَوْ ابْنُ الْحَكَمِ
قال ابن عبد البر (الاستبعاب
بهامش الإصابة 1/ 319)، عن حديث سفيان هذا: وهو حديث مضطرب جدًا.وعلل ذلك بالاختلاف
في اسمه واسم أبيه، وبوصله وإرساله.
قال العلامة الألباني
رحمه الله في صحيح أبي داود (1/295)
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات
رجال الشيخين؛ لكن له علتان تمنعان من الحكم عليه بالصحة: الاضطراب، والاختلاف في صحبة
سفيان بن الحكم- أو الحكم بن سفيان- كما يأتي. والحديث أخرجه البيهقي (1/161) من طريق
أحمد بن سيار: ثنا محمد بن كثير ... به.ومن هذا الوجه: أخرجه الحاكم أيضا (1/171) ، وقال:" صحيح على
شرطهما؛ وإنما تركاه للشك فيه؛ وليس ذلك مما يوهنه؛ وقد
رواه جماعة عن منصور عن مجاهد
عن الحكم بن سفيان ".وأخرجه النسائي (1/33) ، وأحمد (3/410 و 4/212 و 5/408 و
409) من طرق أخرى عن سفيان ... به. قال البيهقي:" وكذا رواه معمر وزائدة عن منصور ".قلت:
ومن طريق زائدة: أخرجه أحمد أيضا؛ وهو في الكتاب (رقم 161) ؛لكن زاد فيه: عن أبيه.ثمّ
روى بإسناده الصحيح عن شَرِيك: " سَأَلْتُ أَهْلَ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ فَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قلت: فعلى هذا؛ فهو مرسل.
وصحح إبراهيم الحربي وأبو
زرعة وغيرهما: أن للحكم بن سفيان صحبة! فالله أعلم.وقد اضطربوا في هذا الحديث اضطراباً
كثيراً على نحو عشرة وجوه؛ لخصها الحافظ في "تهذيب التهذيب "، وذكر المصنف
بعضها كما يأتي، ويتبين من ذلك أن اضطرابه شديد محير، لا يمكن ترجيح وجه منها على آخر،
حتى إن ابن أبي حاتم نقل في "العلل " (1/46) ، تصحيحين متناقضين في ذلك!
فال:(فقال أبو زرعة: الصحيح: مجاهد عن الحكم بن سفيان؛ وله صحبة. وسمعت
أبي يقول: الصحيح: مجاهد
عن الحكم بن سفيان عن أبيه؛ ولأبيه صحبة"!وكذا قال الترمذي في "العلل
" عن البخاري، والذهلي عن ابن المديني: مثل قول أبي حاتم.وبالجملة: فهذا الاضطراب
يستلزم ضعف الإسناد.لكن الحديث صحيح باعتبار ما له من الشواهد:
3- رواه الدارقطني (391) من طريق
رِشْدِين , عَنْ عَقِيلٍ , وَقُرَّةَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُرْوَةَ
, عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ «أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا نَزَلَ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَاهُ الْوُضُوءَ , فَلَمَّا فَرَغَ
مِنْ وُضُوئِهِ أَخَذَ حَفْنَةً مِنَ الْمَاءِ فَرَشَّ بِهَا فِي الْفَرْجِ»
رِشْدِين بن سعد، قال عنه
ابن حجر في التقريب: ضعيف ، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة ، و قال ابن يونس : كان صالحا فى دينه
فأدركته غفلة الصالحين فخلط فى الحديث وتابعه ابْن لَهِيعَةَ عند الدارقطني (390) فرواه من طريق كَامِل بْن طَلْحَةَ أبي يَحْيَى
الْجَحْدَرِيُّ , نا ابْنُ لَهِيعَةَ نحوه وابْن لَهِيعَةَ قال عنه ابن حجر صدوق ، خلط بعد احتراق كتبه و رواية ابن المبارك و
ابن وهب عنه أعدل من غيرهما
4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا
عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَنَضَحَ فَرْجَهُ رواه ابن ماجه (464) وأعله البوصيري بقيس بن عاصم وابن أبي ليلى.=
(مصباح الزجاجة 1/ 167) قلت : قيس وهو بن بن الربيع
الأسدى قال ابن حجر في التقريب صدوق تغير لما كبر ، و أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه
فحدث به
وقال ابن حجرعن ابن أبي
ليلى صدوق سىء الحفظ جدا
قال الألباني في الضعيفة
(3/ 478) وقال
العقيلي: 00وقد روي بغير هذا الإسناد بإسناد صالح ". قلت: وكأنه يعني ما رواه
ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن عروة قال: حدثنا أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" علمني جبرائيل الوضوء، وأمرني أن أنضح
تحت ثوبي لما يخرج من البول بعد الوضوء ".
أخرجه ابن ماجه (رقم 462) والبيهقي (1/161) وأحمد
(4/161) من طرق عن ابن لهيعة به، والسياق لابن ماجه، وسياق الآخرين ليس فيه الأمر بالنضح،وإنما
هو من فعله صلى الله عليه وسلم، وكأن هذا الاختلاف، إنما هو من ابن لهيعة فإنه سيء
الحفظ، وقد تابعه على رواية الفعل رشدين بن سعد إلا أنه خالفه في السند فقال: عن عقيل
وقرة عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد أن جبريل عليه السلام.. الحديث نحوه من فعله
صلى الله عليه وسلم.أخرجه الدارقطني في " سننه " (ص 41) وأحمد (5/203) وليس
في سنده " وقرة ".فالحديث الفعلي حسن بمجموع الطريقين عن عقيل، واختلاف ابن
لهيعة وابن سعد في إسناده لا يضر لأنه على كل حال مسند، فإن أسامة بن زيد صحابي كأبيه.وأما
الحديث القولي فمنكر. والله أعلم.
51 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ العَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ«أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ
الخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
«إِسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ
الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» صحيح لغيره وقال الترمذي حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه ابن خزيمة والألباني والأرنؤوط رواه مسلم (251) من طريق عَنِ
العَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، به قلت : إسناده حسن فيه العَلاَءِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَن قال ابن حجر صدوق ربما وهم
وله شواهد منها ؟
1- رواه ابن حبان (1039) والبزار في كشف الأستار (449) عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به
قلت : فيه شرحبيل ضعفه الجمهور وقال الدراقطنى : ضعيف يعتبر به وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/37) فِيهِ شُرَحْبِيلُ
بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ،
وَأَخْرَجَ لَهُ فِي صَحِيحِهِ هَذَا الْحَدِيث اهـ
وأخرجه أيضا البزار كما في
كشف الأستار (450) قال قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ،
قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَكَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ،
ثنا يُوسُفُ الصَّبَّاغُ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِر ٍ، قُلْتُ: فَذَكَرَ
نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: بَدَلَ «فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» ، «فَتِلْكَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ» قال الهيثمي في مجمع
الزوائد (2/37) فِيهِ يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّبَّاغُ ضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَأَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ وَقَالَ الْبَزَّارُ:
صَالِحُ الْحَدِيثِ اهـ قلت محمد بن عمر صدوق وكذلك عبد الحميد صدوق يخطىء ، و رمى بالإرجاء كما قال ابن حجر في التقريب
2- رواه أحمد (10994) وابن ماجه (427) من طريق عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به قلت : عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ صدوق كما سبق
وله طريق عند ابن خزيمة
(177) وابن حبان (402) من طريق الضَّحَّاك بْن مَخْلَدٍ أبي عَاصِمٍ،
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به قَالَ أَبُو بَكْرٍ- ابن خزيمة -: «هَذَا الْخَبَرُ
لَمْ يَرْوِهِ، عَنْ سُفْيَانَ غَيْرُ أَبِي عَاصِمٍ، فَإِنْ كَانَ أَبُو عَاصِمٍ قَدْ
حَفِظَهُ فَهَذَا إِسْنَادٌ غَرِيبٌ، وَهَذَا خَبَرٌ طَوِيلٌ قَدْ خَرَّجْتُهُ فِي
أَبْوَابٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ، وَالْمَشْهُورُ فِي هَذَا الْمَتْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، لَا
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ» نا مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ
أَبُو مُوسَى: نا، وَقَالَ أَحْمَدُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ اهـ وقال أبو حاتم: هذا وهم، إنما
هو الثوري عن ابن عقيل، وليس لعبد الله بن أبي بكر معنى" العلل 1/ 30 وقال الحاكم:
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهو غريب من حديث الثوري فإني سمعت أبا
علي الحافظ يقول: تفرد به أبو عاصم النبيل عن الثوري".
وكذا قال الطبراني: لم يروه
عن سفيان إلا أبو عاصم"
قلت: وهو ثقة كما قال ابن
حجر في التقريب ، لكن قال ابن محرز: قيل لابن معين: أبو عاصم النبيل وعبد الرزاق وقَبيصة
وأبو حذيفة -يعني في سفيان- قال: هؤلاء ضعاف
3- رواه البزار (447)
والحاكم (1/ 223) – من طريق صَفْوَان بْن عِيسَى، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلا
أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي
الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ
بَعْدَ الصَّلاةِ يَغْسِلُ الْخَطَايَا غَسْلا " قلت : رجاله ثقات كما قال
ابن حجر في التقريب إلا الحارث قال عنه
ابن حجر في التقريب صدوق يهم قال المباركفوري : أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ فَأَخْرَجَهُ
أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى
شَرْطِ مُسْلِمٍ انظر تحفة الأحوذي (1/ 142)
52- وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ العَلَاءِ، نَحْوَهُ، وقَالَ
قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ: «فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ
الرِّبَاطُ» ثَلَاثًا قال الترمذي حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه مالك (161) وأحمد (8021) والنسائي (143) وابن حبان (1038) عَنِ العَلَاءِ، نَحْوَهُ أي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:به
ورواه مسلم (251) من طريق مالك وشعبة جَمِيعًا عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ شُعْبَةَ ذِكْرُ الرِّبَاطِ وَفِي حَدِيثِ
مَالِكٍ ثِنْتَيْنِ «فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ»
53 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الجَرَّاحِ
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ، عَنْ أَبِي
مُعَاذٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خِرْقَةٌ يُنَشِّفُ بِهَا بَعْدَ الوُضُوءِ» قلت : حديث حسن لغيره وصححه أحمد شاكر وحسنه
الألباني وضعفه الترمذي والبيهقي رواه الحاكم (1 / 154) والبيهقي في الكبرى (877) من طريق عَنْ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ، به وقال البيهقي أَبُو مُعَاذٍ هَذَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ
وَهُوَ مَتْرُوكٌ.قلت : وكذلك قال الذهبي وغيره انه متروك وهو الصحيح قال الشيخ أحمد شاكر في "تعليقه على الترمذي"
"1/75" وأما الحاكم فقال: «أَبُو مُعَاذٍ هَذَا هُوَ الْفَضْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ بَصْرِيٌّ، رَوَى
عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،: وأقره الذهبي على ذلك فلم يتعقبه فيه. وبذلك يكون إسناد الحديث
صحيحاً.اهـ قال الألباني في الصحيحة (5/134) وفيه نظر، بينه
قوله الترمذي عقبه: " حديث عائشة ليس بالقائم، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه
وسلم في هذا الباب شيء، وأبو معاذ يقولون: هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف عند أهل الحديث
". قلت: وهذا هو الصواب، أن أبا معاذ هذا هو سليمان بن أرقم، وليس هو - كما قال
الحاكم - الفضيل بن ميسرة، ويؤيد ذلك أمران: الأول: أن ابن أرقم هو الذي ذكروا في ترجمته
أنه روى عن الزهري، وعنه زيد بن الحباب. لم يذكروا ذلك في ترجمة ابن ميسرة. والآخر:
أن ابن عدي إنما أورده في ترجمة سليمان بن أرقم ولذلك جزم البيهقي بأنه هو، وقال:
" وهو متروك 00 وقد أغرب الشيخ أحمد شاكر فصحح إسناد حديث عائشة، ذهابا منه إلى
موافقة الحاكم على أن أبا معاذ هو الفضيل بن ميسرة، وقد عرفت خطأه في ذلك وكذلك حسن حديث معاذ
بن جبل، خلافا للترمذي والبيهقي، وذلك تساهل منه غير محمود. والله أعلم.اهـ سيأتي
حديث معاذ
قال ابن القيم في المنار
(أحاديث التنشيف من الوضوء لا تصح)) قلت : بل هو حسن لغيره وله شواهد وهي
1- رواه الدولابي في الكنى
(1753) واللفظ له والبيهقي (879) من طريق أبي عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي إِيَاسُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الصَّلْتِ الْحَنَفِيُّ أَبُو مَرْيَمَ قَالَ:
أَنْبَأَ فُلَانٌ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُ مِنْدِيلٌ أَوْ خِرْقَةٌ يَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ إِذَا تَوَضَّأَ» قلت : أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ قال ابن
حجر في التقريب ثقه وإياس بن جعفر هو أبو مريم الحنفي وقيل ابن ضُبيح بالضاد المعجمة
وقيل بغير المعجمة وقيل إياس بن جعفر والاختلاف في اسم الشخص لا يضر، وثقه ابن حبان
(4/ 34) وقال الدارقطني في سؤالات البرقاني(38):" قال البرقاني: سمعت الدَّارَقُطْنِيّ
يقول إياس بن صبيح، هو أبو مريم الجهني، بصري تابعي ثقة.وفلان هذا قال العيني
صحابي وصحح سنده قال : عَن فلَان رجل من الصَّحَابَة: (إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم كَانَ لَهُ منديل أَو خرقَة يمسح بهَا وَجهه إِذا تَوَضَّأ) رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي (الكنى) بِسَنَد
صَحِيح. انظر عمدة القاري (3/ 195) قلت : علته فلان هذا لا نعلم هل هو صحابي أم
تابعي فيضعف هذا السند حتى يتبين لنا هل هو صاحبي أم لا ولكن يحسن بما بعده
2- رواه الترمذي (54) من طريق رِشْدِين بْن سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ مَسَحَ وَجْهَهُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ» إسناده ضعيف وقال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَرِشْدِينُ
بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الأَفْرِيقِيُّ يُضَعَّفَانِ
فِي الحَدِيثِ وقال ابن حجر عن رشدين ضعيف ، رجح
أبو حاتم عليه ابن لهيعة ، و قال ابن يونس : كان صالحا فى دينه فأدركته غفلة الصالحين
فخلط فى الحديث وقال
عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ ضعيف فى حفظه ، و كان رجلا صالحا وقال الذهبي ضعفوه ، و قال الترمذى
: رأيت البخارى يقوى أمره و يقول : هو مقارب الحديث
3- وشاهد ضعيف رواه ابن
ماجه (468) من طريق الْوَضِين بْن عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ
بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَوَضَّأَ، فَقَلَبَ جُبَّةَ صُوفٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، فَمَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ» قال البوصيري (مصباح الزجاجة 1/ 186: 191): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات،
وفي سماع محفوظ من سلمان نظر اهـ وقال المزي في "التهذيب"
27/ 288: يقال: مرسل، يعني: محفوظ عن سلمان اهـوضعفه الألباني فهذه الشواهد يحسن بها هذا الحديث لغيره والله أعلم وله شواهد أخرى
ضعيفه جدا
54 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ
بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ
حُمَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ مَسَحَ وَجْهَهُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ» حديث حسن لغيره سبق تخريجه
55 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ
الثَّعْلَبِيُّ الكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ
بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلَانِيِّ،
وَأَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ
قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي
مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ
أَيِّهَا شَاءَ
قلت : رواه مسلم (234) وأحمد (121) من طرق عن عقبة بن عامر عن عمر ابن الخطاب مرفوعا بلفظ
مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ
فَيُسْبِغُ - الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ
لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ".
وزاد الترمذي بسند حسن (55) كما سبق اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي
مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ
أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ قال حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عِمْرَانَ الثَّعْلَبِيُّ الكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ،عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أَبِي
إِدْرِيسَ الخَوْلَانِيِّ، وَأَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به ولم يذكر فى سنده عقبة بن
عامر وأعله بالاضطراب , فقال : وَهَذَا حَدِيثٌ فِي إِسْنَادِهِ اضْطِرَابٌ، وَلَا
يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا البَابِ كَبِيرُ
شَيْءٍ، قَالَ مُحَمَّدٌ – أي البخاري - : «وَأَبُو إِدْرِيسَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ
شَيْئًا وقال الترمذي للبخاري قلت: من أَبُو عُثْمَان هَذَا؟ قَالَ: شيخ لم أعرفه
انظر البدر المنير (2/286) قلت : ضعف هذه
الزيادة الترمذي وشيخنا مصطفى العدوي قلت : جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عِمْرَان و زَيْدُ
بْنُ حُبَابٍ ومُعَاوِيَة بْن صَالِحٍ قال ابن حجر في التقريب عن كل واحد فيهم
صدوق وقالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْحَازِمِيُّ هَذِهِ اللَّفْظَةُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ
مِنْ طَرِيقِ الثِّقَاتِ انظر المجموع (1/456) وقال
الحافظ فى " النتائج " 1 / 243: وقد رواه الترمذى وزاد فيه 00 لم تثبت هذه
الزيادة فى هذا الحديث فإن جعفر بن محمد شيخ الترمذى تفرد بها ولم يضبط الإسناد فإنه
أسقط بين أبى إدريس وبين عمر جبير ابن نفير، وعقبة فصار منقطعا بل معضلا وخالفه كل
من رواه عن معاوية بن صالح ثم عون زيد بن الحباب وقد رواه عن زيد سوى من تقدم ذكره
موسى وحديثه عند أبى نعيم فى المستخرج فاتفاق الجميع أولى من انفراد الواحد اهـ
قلت : بل هذه الزيادة إسنادها حسن فزيادة الثقة مقبوله كما هو متقرر في المصطلح ، لاسيما وللحديث شاهدان وطريق كما سيأتي
يصحح بها الحديث أما قول البخاري : وَأَبُو إِدْرِيسَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ شَيْئًا
قلت : البخاري رحمه الله يشدد في شرطه في الرواية وهو اشتراط معرفة اللقاء. ولكن الجمهور من أئمة الحديث لا يشترطون ذلك، بل يكتفون بمجرد إمكان
اللقاء؛ بأن يكونا في زمن واحد مع أمن التدليس. وهذا كله
متحقق هنا؛ فإن أبا
إِدْرِيسَ لم يعرف بتدليس قال سعيد بن عبد العزيز عنه : كان عالم الشام بعد
أبى الدرداء وقال الذهبي أحد الأعلام اهـ والدليل : على أن أبا إدريس أدرك عمر يقينا فقد اختلف العلماء في
سماعه من معاذ بن جبل والصحيح انه سمع منه فقد ساق ابن عبد البر إسناد بسند صحيح –
ثم قال : عَنِ الوليد بن عبد الرحمان عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ
فيها عشرون مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِيهِمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ أَغَرُّ الثَّنَايَا حَدَثُ السِّنِّ فَإِذَا
اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ فَقَالَ قَوْلًا انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ فَإِذَا بِهِ مُعَاذُ
بْنُ جَبَلٍ – قال : عبد البر في التمهيد (21/
126) : فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ
لِقَاءُ أَبِي إِدْرِيسَ لمعاذ بن جبل وسماعه منه من غير رِوَايَةِ أَبِي حَازِمٍ وَهَذَا
أَيْضًا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ثَابِتٌ اهـ قلت : ومعاذ مات عام 18 كما في التقريب وعمر بن الخطاب
مات عام 23 كما في التقريب فقد أدركه أبو إدريس يقينا فصح الحديث والحمد لله وقال في التمهيد (11/ 5) وَاسْمُ أَبِي إِدْرِيسَ هَذَا عَائِذُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَا يَخْتَلِفُونَ
فِي ذَلِكَ وَهُوَ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ سَاكِنِي دِمَشْقَ
مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ اهـ وأما قول البخاري عن أبي عُثْمَان هَذَا؟ قَالَ: شيخ
لم أعرفه قلت : فقد تابعه أبو إدريس كما سبق فلا يضر وقال ابن حجر في التقريب قيل هو سعيد بن هانىء الخولانى ( 2408 ثقة ) و قيل
حريز بن عثمان ( 1184 ثقة ثبت رمى بالنصب ) و إلا فمقبول
وقال الألباني في إرواء
الغليل (1/ 135) وأعله الترمذى بالاضطراب , وليس بشىء فإنه
اضطراب مرجوح كما بينته فى " صحيح سنن أبى داود " (رقم 162) اهـ
وله شاهدان وطريق ؟
1-من حديث ثوبان: رواه الطبرانى
فى " الكبير " (ج 1/72/1) وابن السنى فى " اليوم والليلة " (رقم
30) قال الألباني : وفيه أبو سعد البقال الأعور وهو ضعيف.اهـ وقال عنه ابن حجر في
التقريب ضعيف مدلس اهـ وله طريق رواه الطبراني في الأوسط (4895) من طريق أَحْمَد بْن سُهَيْلٍ الْوَرَّاق
قَالَ: نَا مِسْوَرُ بْنُ مُوَرِّعٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: نَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ
بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ دَعَا بِوَضُوئِهِ، فَسَاعَةَ يَفْرُغَ مِنْ وُضُوئِهِ يَقُولُ:
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي
مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيُّهَا
شَاءَ»
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/239) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ بِاخْتِصَارٍ،
وَقَالَ فِي الْأَوْسَطِ: تَفَرَّدَ بِهِ مِسْوَرُ بْنُ مُوَرِّعٍ، وَلَمْ أَجِدْ مَنْ
تَرْجَمَهُ، وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ سُهَيْلٍ الْوَرَّاقُ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ
فِي الثِّقَاتِ، اهـ
2-
ذكر ابن حجر في (نتائج الأفكار 246/1) لهذه الزيادة أيضا شاهدا آخر أخرجه المستغفري في الدعوات من
طريق سالم بن أبي الجعد عن البراء بن عازب مرفوعا وفيه الزيادة . ثم قال الحافظ
ابن حجر : هذا حديث غريب .
تنبيه : في زيادة عند أحمد (121) عن عُمَر: قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ،
ثُمَّ رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، قلت : فهي منكره لأنه تفرد
بها ابن عم أبى عقيل هذا وهو مجهول كما قال الألباني والأرنؤوط وقال ابن حجر في
التقريب لم يسم
56 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَعَليُّ بْنُ
حُجْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ،
عَنْ سَفِينَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالمُدِّ، وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ» حديث صحيح قال الألباني رحمه الله : (قلت: حديث صحيح، وصحح
إسناده الحافظ، وصححه ابن القطان أيضا) انظر صحيح أبي داود (1/156) رواه مسلم (326) من طريق عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ،
به وَأَبُو رَيْحَانَةَ اسمه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَطَرٍ، قلت : صدوق من رجال مسلم قال الإمام أحمد
بن حنبل: ما أعلم إلا خيرا
وله شاهد عن أنس عند البخاري (201) ومسلم ((325)) عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ، وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ»
وله شاهد عن عائشة رواه أحمد (24898) وأبو داود (92)
والنسائي (346) وابن ماجه (268) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ
بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ:وقد صرح قتادة بالسماع من صفية عند أحمد
وله شاهد عن جابر: رواه
أبوداود (93) مختصرا والحاكم (1/161) واللفظ له من طرق عَنْ
سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُجْزِئُ مِنَ الْوُضُوءِ الْمُدُّ، وَمَنَ الْجَنَابَةِ الصَّاعُ» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَا يَكْفِينَا ذَلِكَ يَا
جَابِرُ، فَقَالَ: «قَدْ كَفَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَأَكْثَرُ شَعْرًا»
قلت : سالم بن أبى الجعد
سمع من جابر كما قال البخاري قال الحاكم «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ» ووافقه الذهبي. قال الألباني : وهو كما قالا.
ورواه البخاري (252) بلفظ عن أبي جَعْفر، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ جَابِرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ وَأَبُوهُ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ عَنِ الغُسْلِ،
فَقَالَ: «يَكْفِيكَ صَاعٌ»، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا يَكْفِينِي، فَقَالَ جَابِرٌ: «كَانَ يَكْفِي مَنْ هُوَ أَوْفَى مِنْكَ شَعَرًا، وَخَيْرٌ
مِنْكَ» ثُمَّ أَمَّنَا فِي ثَوْبٍ
57 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ يُونُسَ
بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ السَّعْدِيِّ،عَنْ أُبَيِّ
بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانًا، يُقَالُ لَهُ: الوَلَهَانُ، فَاتَّقُوا وَسْوَاسَ المَاءِ حديث ضعيف وضعفه الترمذي وابن حجروالألباني وقال
الأرنؤوط ضعيف جدا رواه الطيالسي (549) وأحمد (21238) وابن خزيمة (122) من طريق خَارِجَة بْن مُصْعَبٍ، به قال الترمذي
: حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالقَوِيِّ
وَالصَّحِيحِ عِنْدَ أَهْلِ الحَدِيثِ، لِأَنَّا لَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَسْنَدَهُ غَيْرَ
خَارِجَةَ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، عَنِ الحَسَنِ قَوْلَهُ:
وَلَا يَصِحُّ فِي هَذَا البَابِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
شَيْءٌ وَخَارِجَةُ لَيْسَ بِالقَوِيِّ عِنْدَ أَصْحَابِنَا، وَضَعَّفَهُ ابْنُ المُبَارَك
اهـ قلت : قال ابن حجر في التقريب متروك و كان يدلس عن الكذابين
، و يقال : إن ابن معين كذبه قلت : بل هو ضعيف يستشهد به وثقه قوم وقال ابن عدي يكتب حديثه أي في الشواهد
والمتابعات ولكن هذا السند منكر فقد روي عن الحسن قوله، أخرجه البيهقي 1/197 من طريق
الثوري، عن بيان بن بشر، عن الحسن.
قال ابن الملقن في البدر
المنير (2\600) وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: هَذَا حَدِيث مَعْلُول بِرِوَايَة الثَّوْريّ
عَن، بَيَان، عَن الْحسن، بعضه من قَوْله غير مَرْفُوع، وَبَاقِيه عَن يُونُس بن عبيد
من قَوْله غير مَرْفُوع، وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي «علله» : قَالَ أبي: كَذَا رَوَاهُ
خَارِجَة، وَأَخْطَأ (فِيهِ) وَإِنَّمَا يرْوَى عَن الْحسن قَوْله، وَعَن الْحسن، عَن
النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مُرْسل) قَالَ ابْن أبي حَاتِم: وَسُئِلَ
أَبُو زرْعَة عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: رَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ مُنكر. وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ أَيْضا فِي «علله» وَضَعفه، وَخَالف ابْن
خُزَيْمَة فَأوردهُ فِي «صَحِيحه» من جِهَة خَارِجَة، وَهُوَ عَجِيب مِنْهُ، فكلهم
ضعف خَارِجَة، وَنسبه إِلَى الْكَذِب يَحْيَى، وَهَذَا الحَدِيث من أَفْرَاده وَلَا
أعلم فِيهِ أحسن من قَول ابْن عدي: إِنَّه يكْتب حَدِيثه اهـ
وله شاهد رواه البيهقي (951) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ، فَإِنَّ لِلْمَاءِ
وَسْوَاسًا وَشَيْطَانًا وضعفه البيهقي قال ابن حجر في التلخيص (1/299) وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ حَدِيثِ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ اهـ قلت فهذا الشاهد لا يتقوى بالشاهد المنكر السابق حديث
خارجة فالمنكر ضعيف جدا لا يتقوى أبدا في الشواهد ولا المتابعات لأن المنكر أبداً منكر
58 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ،
عَنْ أَنَسٍ : «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ» قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ
أَنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا نَتَوَضَّأُ وُضُوءًا وَاحِدًا.حديث ضعيف ضعفه الترمذي والألباني قال الترمذي : حَدِيثُ أَنَس غَرِيبٌ مِنْ هَذَا
الوَجْهِ، وَالمَشْهُورُ عَنْدَ أَهْلِ الحَدِيثِ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، عَنْ
أَنَسٍ،
قال الألباني في صحيح
أبي داود (1\305) وسنده ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق، ولأن شيخ الترمذي فيه- محمد بن حميد
الرازي- ضعيف.اهـ قلت : محمد بن إسحاق صدوق أورده الحافظ ابن حجر في "طبقات"
المدلسين" في المرتبة الرابعة وهى التي خصها كما قال في "المقدمة
": من اتفق على أنه لا يحتج بشئ من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم
على الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد وقال الذهبي عن الرازي هذا الحافظ ، وثقه جماعة و الأولى تركه
ورواه البخاري بلفظ (214) من طريق عَمْرو بْن عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ» قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ:
يُجْزِئُ أَحَدَنَا الوُضُوءُ مَا لَمْ يُحْدِث قال الألباني في صحيح أبي داود (163) (قلت: حديث صحيح. وأخرجه البخاري في "صحيحه".
وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ") .
59 - وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ
بِهِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ». وَرَوَى هَذَا الحَدِيثَ الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ أَبِي غُطَيْفٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الحُسَيْنُ
بْنُ حُرَيْثٍ المَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الوَاسِطِيُّ،
عَنِ الْإفْرِيقِيِّ، وَهُوَ إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ القَطَّانُ: ذُكِرَ لِهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ هَذَا الحَدِيثُ، فَقَالَ: «هَذَا
إِسْنَادٌ مَشْرِقِيٌّ قلت : حديث ضعيف قال الألباني في ضعيف أبي داود (1/28) (قلت.
إسناده ضعيف، وكذا قال الترمذي، وضعفه المنذري والعراقي والحافظ، وكذا النووي، ونقل
الاتفاق على ضعفه) .رواه أبو داود (62) وابن ماجه (512) من طريق الْإِفْرِيقِيّ، به أبو غطيف الهذلى ، و يقال
غطيف و يقال غضيف قال
ابن حجر مجهول وقال الْبَيْهَقِيّ في سننه الكبرى (762) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيُّ غَيْرُ قَوِيٍّ اهـ وقال ابن حجر في التقريب عن الأفريقي ضعيف فى حفظه
، و كان رجلا صالحا قال الألباني في ضعيف أبي داود (1/29) (تنبيه)
: وأما الحديث المشهور على الألسنة: " الوضوء على الوضوء نور على نور "!فلا
أصل له من كلام النبي عليه السلام، كما أفاده المنذري والعراقي. قال الأول:" ولعله
من كلام بعض السلف اهـ
60 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الأنْصَارِيِّ، قَال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ:
«كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»، قُلْتُ: فَأَنْتُمْ
مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: «كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوُضُوءٍ
وَاحِدٍ مَا
لَمْ نُحْدِثْ». حديث صحيح قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه البخاري (214) من طريق عَنْ سُفْيَانَ به سبق تخريجه
61 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا كَانَ عَامُ الفَتْحِ صَلَّى الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ
وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ»، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّكَ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ فَعَلْتَهُ، قَالَ: «عَمْدًا
فَعَلْتُهُ». حديث صحيح قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ،وقال الألباني
في صحيح أبي داود (1/306) (قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وابن حبان وأبو عوانة في"
صحاحهم "، والترمذي، وقال: " حديث حسن صحيح ") وهذا إسناد صحيح، رجاله
كلهم ثقات رجال الشيخين؛وسليمان بن بريدة؛ فمن رجال مسلم فقط.اهـ
رواه مسلم (277) بلفظ عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ
بْنُ مَرْثَدٍ،عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَّى الصَّلَوَاتِ يَوْمَ الْفَتْحِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ،
وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ» فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا
لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ، قَالَ: «عَمْدًا صَنَعْتُهُ يَا عُمَرُ» قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب
62 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي مَيْمُونَةُ قَالَتْ: «كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ» قال الترمذي هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه البخاري ومسلم وصححه الدارقطني في سننه (140) والألباني رواه مسلم (323) من طريق عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: أَكْبَرُ عِلْمِي،
وَالَّذِي يَخْطِرُ عَلَى بَالِي
أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ» قال ابن حجر في فتح الباري (1/ 300) وَأَمَّا حَدِيثُ مَيْمُونَةَ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ لَكِنْ أَعَلَّهُ
قَوْمٌ لِتَرَدُّدٍ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ حَيْثُ قَالَ عِلْمِي
وَالَّذِي يَخْطِرُ عَلَى بَالِي أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ أَخْبَرَنِي فَذَكَرَ الحَدِيث
وَقد ورد من طَرِيقٌ أُخْرَى بِلَا تَرَدُّدٍ لَكِنَّ رَاوِيَهَا غَيْرُ ضَابِطٍ وَقَدْ
خُولِفَ وَالْمَحْفُوظُ مَا أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ بِلَفْظِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةَ كَانَا يَغْتَسِلَانِ
مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ اهـ قال البخاري (253) «كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ
أَخِيرًا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، وَالصَّحِيحُ
مَا رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ» يقصد البخاري ما رواه (253)-قال
: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةَ كَانَا يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ» وله شاهد رواه
البخاري (250) ومسلم (319)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ
لَهُ الفَرَقُ»
63 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنْ
رَجُلٍ، مِنْ بَنِي غِفَارٍ، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ فَضْلِ طَهُورِ المَرْأَةِ» حديث صحيح بشواهده وصححه ابن حبان وقال
الترمذي ، هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ،وصححه الألباني والأرنؤوط رواه أحمد (20655) قلت : إسناده حسن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ من رجال الشيخين قال
ابن حجر في التقريب ثقة وأبوحَاجِبٍ اسمه سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ،وثقه ابن معين والنسائي وقال أبو
حاتم شيخ وقال ابن حجر صدوق وصرح أحمد (17863)
وأبو داود (82) والترمذي (64) بأسم الصحابي من طريق عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَال: سَمِعْتُ
أَبَا حَاجِبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ الحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الغِفَارِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ طَهُورِ
المَرْأَةِ - أَوْ قَالَ: بِسُؤْرِهَا قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في
التقريب من رجال الشيخين خلا أبا حَاجِبٍ قال ابن حجر صدوق وقال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
قال الألباني رحمه الله
في صحيح أبي داود (1/143) وصرح الترمذي في "العلل " عن البخاري أنه قال عن
هذا الحديث:"ليس بصحيح "!
قلت: وهذا من الإمام جرح
مبهم؛ فلا يقبل، ولعل سوادة - أبو حاجب- لم
تثبت عنده عدالته، أو لقاؤه للحكم؛ فقد ثبت ذلك عند غيره كما سبق؛ وإنما يشترط التصريح
باللقاء عند الجمهور من المدلس فقط؛ خلافاً البخاري، كما مضى.ثم روى البيهقي الحديث
من طرق أخرى عن سوادة العنزي عن الحكم ...موقوفاً عليه.وهذا ليس بعلة؛ فقد رفعه عنه ثقتان،
وهي زيادة يجب قبولها ولا يجوز هدرها.ولذلك لم يلتفت الحافظ إلى تضعيف الحديث، بل رد
على من فعل ذلك،فقال في "الفتح " (1/240) :" أما حديث الحكم بن عمرو؛
فأخرجه أصحاب "السنن "، وحسنه الترمذي،وصححه ابن حبان، وأغرب النووي فقال:
اتفق الحفاظ على تضعيفه (فائدة) : قد روى عاصم هذا الحديث عن عبد الله بن سَرْجِس أيضا:
أخرجه ابن ماجه والطحاوي، والدارقطني (ص43) ، والبيهقي من طريق عبد العزيز بن المختار
عن عاصم الأحول ... به بزيادة؛ ولفظه: نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أن يغتسل الرجل بفضل المرأة، والمرأة بفضل الرجل؛ولكن يشرعان جميعاً.وإسناده صحيح على
شرطهما؛ وليس عند البيهقي الشطر الثاني منه.وكذلك رواه ابن حزم (1/212) ، وجعل ذلك
حجة في النهي عن استعمال الرجل فضل المرأة لا العكس!وهذه الروايات ترد عليه؛ لكن عذره
أنه لم يقف عليها.وقد أعِل حديث عاصم هذا بما أعِل به سابقه؛ وهو أن شعبة رواه عن عاصم
... موقوفاً. وقال الدارقطني- وتبعه البيهقي-: إنه"
أولى بالصواب "!والجواب ما سبق.اهـ
وله شاهد بلفظ عند أحمد
(23132) وأبي داود (81) عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ
الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا صَحِبَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ
سِنِينَ قَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ
يَتَمَشَّطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ يَبُولَ فِي مُغْتَسَلِهِ، أَوْ تَغْتَسِلَ الْمَرْأَةُ بِفَضْلِ الرَّجُلِ، أَوْ يَغْتَسِلَ الرَّجُلُ
بِفَضْلِ الْمَرْأَةِ، وَلْيَغْتَرِفَا جَمِيعًا
صححه النووي والعراقي
وابن حجر والألباني والأرنؤوط
وهذا سند صحيح، رجاله ثقات
رجال الشيخين؛ غير داود بن عبد الله
الأودي؛ قال ابن حجر في
التقريب ثقة
قال البيهقي في سننه
الكبرى (913) وَهَذَا الْحَدِيثُ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا
أَنَّ حُمَيْدًا لَمْ يُسَمِّ الصَّحَابِيَّ الَّذِي حَدَّثَهُ فَهُوَ بِمَعْنَى الْمُرْسَلِ
إِلَّا أَنَّهُ مُرْسَلٌ جَيِّدٌ لَوْلَا مُخَالَفَتُهُ الْأَحَادِيثَ الثَّابِتَةَ
الْمَوْصُولَةَ قَبْلَهُ، وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيُّ لَمْ يَحْتَجَّ
بِهِ الشَّيْخَانِ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى اهـ قلت : جهل الصحابي لا يضر الحديث فإن الصحابة كلهم عدول
قال ابن حجر في فتح الباري
(1/300) رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَلَمْ أَقِفْ لِمَنْ أَعَلَّهُ عَلَى حُجَّةٍ قَوِيَّةٍ وَدَعْوَى الْبَيْهَقِيُّ أَنَّهُ فِي مَعْنَى
الْمُرْسَلِ مَرْدُودَةٌ لِأَنَّ إِبْهَامَ الصَّحَابِيِّ لَا يَضُرُّ وَقَدْ صَرَّحَ
التَّابِعِيُّ بِأَنَّهُ لقِيه وَدَعوى بن حَزْمٍ أَنَّ دَاوُدَ رَاوِيَهُ عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ عبد الرَّحْمَن هُوَ بن يزِيد الأودي وَهُوَ ضَعِيف مَرْدُودَة فَإِنَّهُ بن عَبْدِ
اللَّهِ الْأَوْدِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ وَقَدْ صَرَّحَ بِاسْمِ أَبِيهِ أَبُو دَاوُدَ
وَغَيْرُه اهـ
قال النووي في "المجموع
" (2/91) ، والعراقي في "التقريب " (2/40) ،والحافظ في "بلوغ المرام
" (1/22 من شرحه) :
" وإسناده صحيح
".
64 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمَحْمُودُ
بْنُ غَيْلَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَال:
سَمِعْتُ أَبَا حَاجِبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ الحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الغِفَارِيِّ:
" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ طَهُورِ
المَرْأَةِ - أَوْ قَالَ: بِسُؤْرِهَا - "قال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ،
وَأَبُو حَاجِبٍ اسمه سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ، وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ فِي حَدِيثِهِ: «نَهَى
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ
طَهُورِ المَرْأَةِ»، وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قلت : حديث
صحيح سبق تخريجه
65 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الأَحْوَصِ،عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
اغْتَسَلَ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَفْنَةٍ،
فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْهُ،
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ جُنُبًا، فَقَالَ: «إِنَّ المَاءَ لَا يُجْنِبُ» حديث صحيح لكن بلفظ: "الماء لا ينجسه شيء" وقال الترمذي حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه الألباني رواه أبو داود (68) وابن ماجه (370) وابن حبان (1248) قلت : إسناده ضعيف قال ابن حجر في التقريب عن سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ صدوق ، و روايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، و قد تغير بأخرة فكان ربما تلقن
قال ابن حزم في المحلى هَذَا
حَدِيث لَا يصحّ، (لِأَنَّهُ بِرِوَايَة) سماك بن حَرْب، وَهُوَ يقبل التَّلْقِين،
شهد عَلَيْهِ بذلك شُعْبَة وَغَيره، (وَهَذِه جُرحة ظَاهِرَة) انظر البدر المنير
(1/396) أخرجه النسائي 1/ 173 من
طريق سفيان الثوري، عن سماك، به بلفظ: "إن الماء لاينجسه شيء". قلت : له شاهد سيأتي ورواه البخاري (253) ومسلم ((322)) عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةَ كَانَا يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ
66 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الخَلَّالُ،
وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ الوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ
بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَتَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُلْقَى فِيهَا الحِيَضُ، وَلُحُومُ
الكِلَابِ، وَالنَّتْنُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ المَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ
شَيْءٌ» قلت : حديث صحيح قال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ جَوَّدَ أَبُو
أُسَامَةَ هَذَا الحَدِيثَ، وصححه الأرنؤوط وقال الألباني في صحيح أبي داود (59) (قلت: حديث صحيح، وكذا قال النووي، وقال الترمذي:
" حسن وصححه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين اهـ رواه أحمد (11257) وأبو داود (66) من طريق أبي إسامة به قلت : هذا إسناد صحيح أما عُبَيْد اللَّه بْن
عَبْد اللَّه بْن رَافِع قال ابن حجر في التقريب مستور قلت : بل هو ثقه قال الذهبي صحح أحمد حديثه قلت
: وهذا توثيق من الإمام أحمد لهذا الراوي وقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ هَذَا إسْنَادٌ مَشْهُورٌ انظر الإمام (1/116) وعبيد الله بن عبد الله هذا،
قد قيل في اسمه خمسة أقوال؛ هذا أحدها، وانظر بقيتها في "نصب الراية" (1/113)
قلت : وله طرق وشاهد منها
1- رواه أحمد (11119) والنسائي 1/174، وأبو يعلى (1304) من طريق عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي نَوْفٍ، عَنِ
سَلِيطِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ
مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ تَوَضَّأُ مِنْهَا، وَهِيَ يُلْقَى
فِيهَا مَا يُلْقَى مِنَ النَّتْنِ، فَقَالَ: " " إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ
شَيْءٌ إسناده ضعيف فيه خَالِد بْن أَبِي نَوْف، وسَلِيطِ بْنِ أَيُّوب قال ابن
حجر في التقريب عن كل واحد منهما مقبول
2- رواه الطيالسي (2269)
والبيهقي(1219) عَنْ طَرِيفِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَأَتَيْنَا عَلَى غَدِيرٍ فِيهِ جِيفَةٌ، فَتَوَضَّأَ بَعْضُ الْقَوْمِ وَأَمْسَكَ بَعْضُ الْقَوْمِ حَتَّى
يَجِيءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ، فَقَالَ: «تَوَضَّئُوا وَاشْرَبُوا، فَإِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ
شَيْءٌ» قال البيهقي: طَرِيفٌ هُوَ
أَبُو سُفْيَانَ، وَلَيْسَ هُوَ بِالْقَوِيِّ إِلَّا أَنِّي أَخْرَجْتُهُ شَاهِدًا لِمَا تَقَدَّمَ وَقَدْ قِيلَ: عَنْ شَرِيكٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ،
عَنْ جَابِرٍ وَقِيلَ: عَنْهُ، عَنْ جَابِرٍ أَوْ أَبِي سَعِيدٍ بِالشَّكِّ وَأَبُو
سَعِيدٍ كَأَنَّهُ أَصَحُّ
وله شاهد رواه ابن حزم في
المحلى (1/ 158) و قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ فِي مُصَنَّفِهِ كما في
التلخيص (1/ 126) من طريق مُحَمَّد بْن وَضَّاحٍ ثنا أَبُو عَلِيٍّ
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبِي سُكَيْنَةَ - وَهُوَ ثِقَةٌ - ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبِي حَازِمٍ أَبُو تَمَّامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ
قَالَ «قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا نَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ وَفِيهَا
مَا يُنْجِي النَّاسُ وَالْحَائِضُ وَالْجِيَفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ» احتج به ابن حزم.
وقال ابن حجر في "التلخيص " (1/ 127) وَقَالَ قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ: هَذَا مِنْ
أَحْسَنِ شَيْءٍ فِي بِئْرِ بُضَاعَةَ وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ عَبْدُ الصَّمَدِ ثِقَةٌ
مَشْهُور 00 قُلْتُ ابْنُ أَبِي سَكِينَةَ الَّذِي زَعَمَ ابْنُ حَزْمٍ أَنَّهُ مَشْهُورٌ
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ إنَّهُ مَجْهُولٌ وَلَمْ نَجِدْ عَنْهُ
رَاوِيًا إلَّا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ اهـ قلت : فلا يضر كلام ابن عبد البر فقد عرفه
قاسم بن أصبغ وابن حزم، ومن عرف حجة على من لم يعرف
وله شاهد عن ابن عباس
الحديث السابق فصح الحديث والحمد لله
قال الألباني في صحيح
أبي داود (1/ 114) (تنبيه) : جاء في بعض طرق الحديث زيادة في
آخره:" إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه "!وهي زيادة ضعيفة لا تصح باتفاق
المحدثين، كما قال النووي؛ وإن كان الإجماع على العمل بها.ووهم ابن الرقِّجْة حيث عزا
هذا الاستثناء إلى المصنف؛ فقال:" ورواية أبي داود: " خلق الله الماء طهوراً
لا ينجسه شيء؛ إلا ما غير طعمه أوريحه " ... "! قال الحافظ (1/104) :
" ووهم في ذلك؛ فليس
هذا في "سنن أبي داود" أصلا اهـ
67 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُسْأَلُ عَنِ المَاءِ يَكُونُ
فِي الفَلَاةِ مِنَ الأَرْضِ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ السِّبَاعِ وَالدَّوَابِّ؟ قَالَ:
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ المَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الخَبَثَ»،
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: «القُلَّةُ هِيَ الجِرَارُ، وَالقُلَّةُ الَّتِي يُسْتَقَى
فِيهَا» قلت : حديث صحيح
صححه الشَّافِعِيُّ وَأَبُو عبيد وأحمد وإسحاق وبن خزيمة والطحاوي وبن حبان والدارقطني
وبن منده والحاكم والخطابي والبيهقي وبن حَزْمٍ وبن حجر وقال بن معين الحديث جيد
الإسناد وقال بن دَقِيقِ الْعِيدِ هَذَا الْحَدِيثُ قَدْ صَحَّحَهُ بَعْضُهُمْ وَهُوَ
صَحِيحٌ عَلَى طَرِيقِ الْفُقَهَاءِ وصححه المباركفورى، انظر تحفة الأحوذي
(1/180) وصححه أحمد شاكر والألباني والأرنؤوط وحسين
سليم أسد والأعظمي رواه أحمد (4605) والدارقطني (17) من طريق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: به قلت : هذا إسناد حسن محمد بن إسحاق قال ابن حجر في
التقريب صدوق يدلس
، و رمى بالتشيع و القدراهـ قلت : صرح بالتحديث عند الدارقطني، فانتفت شبهة تدليسه وقد تابعه عاصم بن المنذر عن عبيد الله بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رواه أبو داود (65) وابن ماجه (518) من طريق حَمَّاد، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْمُنْذِرِ،به
قلت : وعاصم صدوق كما قال ابن حجر في التقريب قال الدارقطني:" في هذه الرواية
قوة لرواية محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر ".
وزاد بعض الرواة عن حماد-
إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَإِنَّهُ لَا يَنْجُسُ رواه أحمد (5855) قال الحاكم
في المستدرك (1/ 227) : وَقَدْ رَوَاهُ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ،
وَغَيْرُهُ مِنَ الْحُفَّاظِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ
أَوْ ثَلَاثًا قال الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود (1/ 109) قلت: وهو الصواب؛ لعدم ورودها في شيء من الروايات المتقدمة؛ فهي-
على ما فيها من الاختلاف- شاذة؛ فلا يجوز أن يُعل
الحديث بها، ويزعم أنه مضطرب من أجلها، كما لا يخفى
اهـ قال ابن الملقن في البدر المنير (1/ 409) (وَأما الْوَجْه الثَّانِي: فَهُوَ أَنه قد
رُوي فِيهِ) : «إِذا كَانَ المَاء قدر قُلَّتَيْنِ أَو ثَلَاث، لم يُنجسهُ شَيْء»
.رَوَاهُ الإِمام أَحْمد.وَفِي رِوَايَة للدارقطني: «إِذا بلغ المَاء قُلَّتَيْنِ أَو
ثَلَاثًا، لم يُنجسهُ شَيْء» .وَفِي رِوَايَة: لِابْنِ عدي، والعقيلي، وَالدَّارَقُطْنِيّ:
«إِذا بلغ المَاء أَرْبَعِينَ قلَّة، فإنَّه لَا يحمل الْخبث» .وَالْجَوَاب عَن ذَلِك:
أما الرِّوَايَتَيْنِ (الأولتين، فهما شاذتان، غير ثابتتين، فوجودهما كعدمهما. قَالَه
النَّوَوِيّ) فِي «شرح الْمُهَذّب» اهـ
قال ابن الجوزي في التحقيق في مسائل الخلاف (1/37)
قُلْنَا قَدِ اخْتُلِفَ عَنْ
حَمَّادٍ فَرَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَكَامِلُ
بْنُ طَلْحَةَ فَقَالُوا قُلَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَرَوَى عَنهُ عَفَّان ويَعْقُوب بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ
وَبِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ وَالْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ومُوسَى بن إِسْمَاعِيل
وعبيد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ وَلَمْ يَقُولُوا ثَلَاثًا واخْتلف عَنْ يَزِيدَ
بْنِ هَارُونَ فَرَوى عَنْهُ ابْنُ الصَّبَّاحِ بِالشَّكِّ وَرَوَى عَنْهُ أَبُو مَسْعُودٍ
بِغَيْرِ شَكٍّ فَوَجَبَ الْعَمَلُ عَلَى قَوْلِ مَنْ لَمْ يَشُكَّ اهـ
و أعل الحديثَ أبو داود بقوله
عقبه:
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ وَقَفَهُ، عَنْ عَاصِمٍ
قال ابن الملقن في البدر
المنير (1/ 412) مِمَّا أُعِلَّ بِهِ هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ:
أَنه رُوِيَ مَوْقُوفا عَلَى (عبد الله) بن عمر (كَذَلِك رَوَاهُ ابْن عُلَيَّة)
وَالْجَوَاب: أَنه (قد سبق
رِوَايَته) مَرْفُوعا إِلَى النَّبِي - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - من طَرِيق الثِّقَات،
فَلَا يضر تفرد وَاحِد لم (يحفظ) بوقفه.
وَقد رَوَى الْبَيْهَقِيّ
وَغَيره، بالإِسناد الصَّحِيح، عَن يَحْيَى بن معِين - إِمَام (أهل) هَذَا الشَّأْن
- أَنه سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: جيد الْإِسْنَاد، قيل لَهُ: فابْنُ عُلَيَّةَ
لَمْ يرفعهُ؟ قَالَ يَحْيَى: وإنْ لم يحفظ ابْن علية، فَالْحَدِيث جيد الْإِسْنَاد
اهـ
قلت: وذلك لأنّ الرفع زيادة،
وهي من ثقة، فيجب قبولها،
وله طريق رواه أبو داود
(63) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، وَعُثْمَانُ
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا: حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ به مرفوعا وقال أبو داود : وَهَذَا لَفْظُ ابْنُ الْعَلَاءِ، وَقَالَ عُثْمَانُ،
وَالْحَسَنُ بْنُ
عَلِيٍّ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهُوَ
الصَّوَابُ، قلت : الوليد بن كثير قال ابن حجر صدوق، عارف بالمغازى ، رمى برأى الخوارج اهـ والاختلاف في شيخ الوليد بن كثير لا يضر، لأن الوليد
سمعه من محمد بن جعفر ومن محمد بن عباد بن جعفر كما قال الدارقطني في سننه (11) والحاكم وابن حجر في التلخيص (1/ 136) وغيرهم. قال الحاكم في المستدرك (1/225) هَذَا خِلَافٌ
لَا يُوهِنُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ جَمِيعًا بِالْوَلِيدِ
بْنِ كَثِيرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَإِنَّمَا قَرْنَهُ أَبُو
أُسَامَةَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثُمَّ حَدَّثَ بِهِ مَرَّةً عَنْ هَذَا وَمَرَّةً
عَنْ ذَاكَ اهـ قَالَ الْحَاكِمُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا وَقَدْ احْتَجَّا بِجَمِيعِ
رُوَاتِهِ وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: إسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ انظر التلخيص
(1/ 136)
فوائد : 1- قَالَ بعض
العلماء هذا حديث شاذ أَمَّا الشُّذُوذ فَإِنَّ هَذَا حَدِيث فَاصِل بَيْن الْحَلَال
وَالْحَرَام وَالطَّاهِر وَالنَّجِس وَهُوَ فِي الْمِيَاه كَالْأَوْسُقِ فِي الزَّكَاة
وَالنُّصُب فِي الزَّكَاة فَكَيْف لَا يَكُون مَشْهُورًا شائعا بين الصحابة ينقله خلف عَنْ سَلَف لِشِدَّةِ
حَاجَة الْأُمَّة إِلَيْهِ أَعْظَم مِنْ حَاجَتهمْ إِلَى نُصُب الزَّكَاة فَإِنَّ أَكْثَر
النَّاس لَا تَجِب عَلَيْهِمْ زَكَاة وَالْوُضُوء بِالْمَاءِ الطَّاهِر فَرْض عَلَى
كُلّ مُسْلِم فَيَكُون الْوَاجِب نَقْل هَذَا الْحَدِيث كَنَقْلِ نَجَاسَة الْبَوْل
وَوُجُوب غَسْله وَنَقْل عَدَد الرَّكَعَات وَنَظَائِر ذَلِكَ وَمِنْ المعلوم أن هذا
لم يروه غير بن عمر ولا عن بن عُمَرَ غَيْر عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ فَأَيْنَ
نَافِعٌ وَسَالِمٌ وَأَيُّوبُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَيْنَ أَهْل الْمَدِينَة
وَعُلَمَاؤُهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّنَّة الَّتِي مَخْرَجهَا مِنْ عِنْدهمْ وَهُمْ إِلَيْهَا
أَحْوَج الْخَلْق لِعِزَّةِ الْمَاء عِنْدهمْ وَمِنْ الْبَعِيد جِدًّا أَنَّ تكون هذه
السنة عند بن عُمَرَ وَتَخْفَى عَلَى عُلَمَاء أَصْحَابه وَأَهْل بَلْدَته وَلَا يَذْهَب
إِلَيْهَا أَحَد مِنْهُمْ وَلَا يَرْوُونَهَا وَيُدِيرُونَهَا بَيْنهمْ وَمَنْ أَنْصَفَ
لَمْ يَخَفْ عَلَيْهِ اِمْتِنَاع هَذَا فَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ لِلسُّنَّةِ الْعَظِيمَة
المقدار عند بن عُمَرَ لَكَانَ أَصْحَابه وَأَهْل الْمَدِينَة أَقْوَل النَّاس بِهَا
وَأَرْوَاهُمْ لَهَا فَأَيّ شُذُوذ أَبْلَغ مِنْ هَذَا وَحَيْثُ لَمْ يَقُلْ بِهَذَا
التَّحْدِيد أَحَد من أصحاب بن عُمَرَ عُلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ عِنْده سنة
من النبي فَهَذَا وَجْه شُذُوذه قلت : حديث "إنما الأعمال بالنيات رواه
البخاري ومسلم تفرد به عمر بنُ الخطاب رضي
الله عنه، ولم يروه عنه إلَّا علقمةُ بنُ وقاصٍ، ولا عن علقمة إلَّا محمَّد بن إبراهيم
التيمي، ولا عن محمدٍ إلَّا يحيى ابنُ سعيد الأنصاريّ. فهل يُقال: أين سائر الصحابة
حتى يتفرد عمر بهذا الحديث ، الذي يحتاج إليه في جميع أبواب العلم؟!ثُمّ يقال أين أصحاب
علقمة حتى يتفرد به محمَّد بن إبراهيم التيمي، وأين أصحاب محمَّد بن إبراهيم حتى يتفرد
به يحيى بنُ سعيد الأنصارى؟! قلت : هذا القول يؤدى إلى رد رواية الثقة وضعف أحاديث
النبي صل الله عليه وسلم بلا حجة
قال ابن القيم - رحمه الله - في "إغاثة اللهفان
من مصايد الشيطان " (1/ 441) عند مناقشة من طعن في حديث ابن عباس في المطلقة ثلاثًا:"وقد
ردَّهُ آخرون بمسلكٍ أضعف من هذا كلِّه فقالوا: هذا حديث لم يروه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلَّا ابن
عباس وحدهُ، ولا عن ابن عباس إلّا طاووس وحده.قالوا: فأين أكابرُ الصحابة وحفاظُهم
عن رواية مثل هذا الأمر العظيم، الذي الحاجةُ إليه شديدةٌ جدًّا؟ فكيف خفى هذا على
جميع الصحابة وعرفه ابنُ عباسٍ وحده؟ وخفى على أصحاب ابن عباس كلهم، وعلمه طاورس وحده؟!!
وهذا أفسدُ من جميع ما تقدّم، ولا ترد أحاديثُ الصحابة وأحاديثُ الأئمة الثقات بمثل
هذا. فكم من حديثٍ تفرد به واحدٌ من الصحابة، لم يروه غيرُهُ، وقبلته الأمة كلهم، فلم
يردَّهُ أحدٌ منهم، وكم من حديث تفرَّد به من هو دون طاووس بكثير، ولم يرده أحد من
الأئمة. ولا نعلمُ أحدًا من أهل العلم قديمًا وحديثًا قال: إن الحديث إذا لم يروه إلا
صحابيٌّ واحدٌ لم يُقبل، وإنما يحكى عن أهل البدع ومن تبعهم في ذلك أقوالٌ، ولا يُعرف
لها قائل من الفقهاء قد تفرد الزهرى بنحو ستين سنة، لم يردها غيره، وعملت بها الأمة،
ولم يردوها بتفرده. هذا، مع أن عكرمة روى عن ابن عباس رضى الله عنهما حديث ركانة، وهو
موافق لحديث طاووس عنه، فإن قدح فى عكرمة أبطل وتناقض، فإن الناس احتجوا بعكرمة، وصحح
أئمة الحفاظ حديثه، ولم يلتفتوا إلى قدح من قدح فيه.فإن قيل: فهذا هو الحديث الشاذ،
وأقل أحواله؟ أن يتوقف فيه، ولا يجزم بصحته عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله
وسلم.قيل: ليس هذا هو الشاذ، وإنما الشاذ: أن يخالف الثقات فيما رووه، فيشذ عنهم بروايته،
فأما إذا روى الثقة حدثيا منفردا به، لم يرو الثقات خلافه، فإن ذلك لا يسمى شاذاً،
وإن اصطلح على تسميته شاذاً بهذا المعنى، لم يكن الاصطلاح موجباً لرده ولا مسوغاً له.قال
الشافعى رحمه الله: "وليس الشاذ أن ينفرد الثقة برواية الحديث، بل الشاذ أن يروى
خلاف ما رواه الثقات"، قاله فى مناظرته لبعض من رد الحديث بتفرد الراوى به.ثم إن هذا القول لا يمكنُ أحدًا من أهل العلم ولا من
الأئمة ولا من أتباعهم طرده، ولو طردوه لبطل كثيرٌ من أقوالهم وفتاويهم. والعجبُ أن
الرادِّيْن لهذا الحديث بمثل هذا الكلام قد بنوا كثيرًا من مذاهبهم على أحاديث ضعيفة،
انفرد بها رواتُها، لا تعرف عن سواهم، وذلك أشهر وأكثر من أن تُعدَّ"اهـ
2- روي الحديث بلفظ عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ»رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 473)
وقال الألباني موضوع قلت : فيه الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ
قال ابن حجر في التقريب متروك رماه أحمد بالكذب
3- روي عن ابْنِ عُمَرَ:
"إذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ مِنْ قِلَالِ هَجَرَ لَمْ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ" أخرجه ابن عدي في "الكامل"
"6/2358".
قال في التلخيص (1/ 137)
وَفِي إسناده المغيرة بن صقلاب وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ قَالَ النُّفَيْلِيُّ لَمْ
يَكُنْ مُؤْتَمَنًا عَلَى الْحَدِيثِ وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَا يُتَابَعُ عَلَى عَامَّةِ
حَدِيثِهِ اهـ
68 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي المَاءِ الدَّائِمِ
ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ رواه عبد الرزاق في مصنفه (299) وأحمد (8186) ومسلم 96 - (282) عَنْ مَعْمَرٍ، به ورواه مسلم بلفظ قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَبُلْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا
يَجْرِي ثُمَّ تَغْتَسِلُ مِنْهُ»
ورواه البخاري (239) من طريق أبي الزِّنَادِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ هُرْمُزَ الأَعْرَجَ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي المَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ
ورواه مسلم 97 -
(283) عَنْ بُكَيْرِ بْنِ
الْأَشَجِّ، أَنَّ أَبَا السَّائِبِ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَا يَغْتَسِلْ أَحَدُكُمْ
فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ وَهُوَ جُنُبٌ» فَقَالَ: كَيْفَ يَفْعَلُ يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ، قَالَ: «يَتَنَاوَلُهُ تَنَاوُلًا»
ورواه أبو داود (70) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، وَلَا يَغْتَسِلُ فِيهِ مِنَ الْجَنَابَةِ» قلت : هذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح
"؛ إلا اْن مسلماً روى لابن عجلان متابعة وهو صدوق كما قال ابن حجر في
التقريب
ورواه ابن خزيمة (94) وابن حبان (1256) عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي ذُبَابٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ
الدَّائِمِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ أَوْ يشرب صححه ابن خزيمة ، وابن حبان ، والألباني ،
وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط مسلم قلت بل: إسناده حسن رجاله رجال مسلم فالحارث صدوق
يهم كما قال ابن حجر في التقريب
69 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، ح، وحَدَّثَنَا
الأَنْصَارِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مَالِكٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ مِنْ آلِ ابْنِ
الْأَزْرَقِ، أَنَّ المُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ
أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَرْكَبُ
البَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا القَلِيلَ مِنَ المَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنَ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الحِلُّ مَيْتَتُهُ» حديث صحيح قال الألباني في صحيح أبي داود (1/ 145)
(قلت: إسناده صحيح، وصححه البخاري والترمذي والحاكم وابن خزيمة وابن حبان وابن المنذر
والطحاوي والبغوي والخطابي وابن منده والبيهقي وعبد الحق والنووي والذهبي وآخرون
اهـ وقال حسين سليم أسد إسناده صحيح رواه مالك في الموطأ (1/22) وأحمد (8735) وابن ماجه (386) وأبو داود (83) من طريق عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، به
قلت : المُغِيرَة بْن أَبِي بُرْدَة وثقه النسائي وصحح حديثه ما سبق وسعيد بن سلمة وثقه النسائي أيضا وصحح حديثه ما
سبق
قلت : وله شاهدان أولا :
رواه أحمد (15012) ، وابن ماجه (388) ، وابن حبان (120) من طريق
أبي الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي
مِقْسَمٍ يَعْنِي عُبَيْدَ اللهِ بْنَ مِقْسَمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْبَحْرِ: " هُوَ الطَّهُورُ
مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ " قلت : فيه أبو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ
قال ابن حجر في التقريب ليس به بأس وإِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ قال ابن حجر في التقريب صدوق تكلم
فيه للقدر وقال الحافظُ في "الدراية"
(ص 54): "إسنادُه لا بأس به".
وقال الألباني وسنده جيد. وللحديث طريقٌ آخر عن جابر.
أخرجه الطبرانيُّ في
"الكبير" (1759)، والحاكمُ (1/ 143) من طريق المعافي بن عمران، عن ابن جريج،
عن أبي الزبير، عن جابرٍ مرفوعًا به.
إسناده حسن فأبو الزبير
حسن الحديث أما تدليسه فسبق الكلام عليه قال الحافظ في "التلخيص" (1/
11):
وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ لَيْسَ
فِيهِ إلَّا مَا يُخْشَى مِنْ التَّدْلِيسِ اهـ وقد توبع ابنُ جريج.تابعه مبارك بن
فضالة، عن أبي الزبير، عن جابر به.
أخرجه الدارقطنيُّ (68) ومبارك قال عنه ابن حجر في التقريب صدوق يدلس و يسوى
ثانيا : رواه ابن ماجه (387) مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ بِكِيرٍ عَنْ اللَّيْثِ
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مَخْشِيٍّ عَنْ ابْنِ الْفِرَاسِيِّ
قَالَ كُنْت أَصِيدُ وَكَانَتْ لِي قِرْبَةٌ أَجْعَلُ فِيهَا مَاءً وَإِنِّي تَوَضَّأْت
بِمَاءِ الْبَحْرِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: "هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ" قال ابن حجر في
التلخيص (1/ 123) قَالَ التِّرْمِذِيُّ سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْهُ فَقَالَ هَذَا مُرْسَلٌ لَمْ
يُدْرِكْ ابْنُ الْفِرَاسِيُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْفِرَاسِيُّ
لَهُ صُحْبَةٌ قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا كَأَنَّهُ سَقَطَ مِنْ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِيهِ
أَوْ أَنَّ قَوْلَهُ ابْنُ زِيَادَةَ فَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ أَنَّ مُسْلِمُ بْنُ
مَخْشِيٍّ لَمْ يُدْرِكْ الْفِرَاسِيَّ نَفْسَهُ وَإِنَّمَا يَرْوِي عَنْ ابْنِهِ وَأَنَّ
الِابْنَ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَقَدْ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ شَيْخِ
شَيْخِ ابْنِ مَاجَهْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ اللَّيْثِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ
عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مُخَشَّى أنه حدثه أن الْفِرَاسِيِّ قَالَ كُنْت أَصِيدُ فَهَذَا
السِّيَاقُ مُجَوَّدٌ وَهُوَ عَلَى رَأْيِ الْبُخَارِيِّ مُرْسَلٌ اهـ
وله طرق وشواهد كثيرة، يطول
الكلام بإيرادها والتكلم على أسانيدها،فراجعها في "التلخيص
70 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو كُرَيْبٍ،
قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الأَعْمَشِ، قَال: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ،
عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَرَّ عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: " إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ
فِي كَبِيرٍ: أَمَّا هَذَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ
يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ
"،وَفِي البَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابْنِ حَسَنَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي بَكْرَةَ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ،
وَرَوَى مَنْصُورٌ هَذَا الحَدِيثَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ
فِيهِ عَنْ طَاوُسٍ، وَرِوَايَةُ الأَعْمَشِ أَصَحُّ، وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ
بْنَ أَبَانَ البَلْخِيَّ مُسْتَمْلِي وَكِيعٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ:
«الْأَعْمَشُ أَحْفَظُ لِإِسْنَادِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ مَنْصُورٍ»حديث صحيح رواه
البخاري ومسلم وقال الترمذي حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه الألباني والأرنؤوط قلت
: رجاله ثقات رجال الشيخين ورواه البخاري (216) عَنْ مَنْصُورٍ،عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ومسلم111 - (292) عن الْأَعْمَش ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ
مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، أَوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ
فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ» ثُمَّ
قَالَ: «بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ». ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ،
فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا»
أَوْ: «إِلَى أَنْ يَيْبَسَا»
قال ابن حجر في فتح
الباري (1/317) وَمُجاهد هُوَ بن جبر صَاحب بن عَبَّاسٍ وَقَدْ سَمِعَ الْكَثِيرَ مِنْهُ
وَاشْتُهِرَ بِالْأَخْذِ عَنْهُ لَكِنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْأَعْمَشُ عَنْ
مُجَاهِد فَأدْخل بَينه وَبَين بن عَبَّاسٍ طَاوُسًا كَمَا أَخْرَجَهُ الْمُؤَلِّفُ
بَعْدَ قَلِيلٍ وَإِخْرَاجُهُ لَهُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ يَقْتَضِي صِحَّتَهُمَا عِنْدَهُ
فَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّ مُجَاهِدًا سَمِعَهُ مِنْ طَاوُسٍ عَن بن عَبَّاس ثمَّ سَمعه
من بن عَبَّاسٍ بِلَا وَاسِطَةٍ أَوِ الْعَكْسِ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ فِي سِيَاقِهِ
عَنْ طَاوُسٍ زِيَادَةً عَلَى مَا فِي رِوَايَته عَن بن عَبَّاس وَصرح بن حِبَّانَ
بِصِحَّةِ الطَّرِيقَيْنِ مَعًا وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ رِوَايَةُ الْأَعْمَشِ أَصَحُّ
اهـ
ورواه أحمد (1980) ومسلم (292) بلفظ وَكَانَ الْآخَرُ لَا يَسْتَنْزِهُ
عَنِ الْبَوْلِ - أَوْ مِنَ الْبَوْلِ وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين اهـ
71- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ،
وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ
مِحْصَنٍ، قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ فَبَالَ عَلَيْهِ «فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّهُ عَلَيْهِ» حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وصححه ابن خزيمة
وابن حبان والألباني والأرنؤوط رواه مالك
(1/64) والبخاري (223) ومسلم 103 - (287) من طريق الزُّهْرِيِّ، به قلت : إسناده صحيح رجاله رجال
الشيخين ولفظ مالك والبخاري ومسلم عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، أَنَّهَا «أَتَتْ
بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ، لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي حَجْرِهِ، فَبَالَ
عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ»
72- حَدَّثَنَا الحَسَنُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ،عَنْ
أَنَسٍ، أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا المَدِينَةَ، فَاجْتَوَوْهَا، فَبَعَثَهُمْ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ، وَقَالَ:
«اشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا
وَأَبْوَالِهَا»، فَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَاسْتَاقُوا الإِبِلَ، وَارْتَدُّوا عَنِ الإِسْلَامِ، فَأُتِيَ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ مِنْ خِلَافٍ، وَسَمَرَ
أَعْيُنَهُمْ، وَأَلْقَاهُمْ بِالحَرَّةِ "، قَالَ أَنَسٌ: «فَكُنْتُ أَرَى أَحَدَهُمْ
يَكُدُّ الأَرْضَ بِفِيهِ، حَتَّى مَاتُوا»، وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: «يَكْدُمُ
الأَرْضَ بِفِيهِ حَتَّى مَاتُوا» صححه البخاري ومسلم وابن خزيمة والألباني
والأرنؤوط وقال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ رواه أحمد (12737)
والبخاري (4192) ومسلم (1671) (9) من طرق عن أنس به ولفظ البخاري وغيره عن أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
أَنَّ نَاسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا المَدِينَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَتَكَلَّمُوا بِالإِسْلاَمِ، فَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ: إِنَّا كُنَّا أَهْلَ
ضَرْعٍ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ، وَاسْتَوْخَمُوا المَدِينَةَ، «فَأَمَرَ لَهُمْ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ وَرَاعٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ
يَخْرُجُوا فِيهِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا»، فَانْطَلَقُوا حَتَّى
إِذَا كَانُوا نَاحِيَةَ الحَرَّةِ، كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، «فَبَلَغَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ، وَقَطَعُوا
أَيْدِيَهُمْ، وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ»
73- حَدَّثَنَا الفَضْلُ
بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ،عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ: «إِنَّمَا سَمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْيُنَهُمْ لِأَنَّهُمْ
سَمَلُوا أَعْيُنَ الرُّعَاةِ حديث صحيح رواه مسلم وصححه الألباني وحسين سليم أسد رواه مسلم (14 - (1671) وأبو عوانه (6124) من طريق يَحْيَى بْن غَيْلَانَ به قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب وقال
الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم
يخرجاه.
كذا قال! وتعقبه الذهبي قال:
ذا في مسلم.قلت: صدق الذهبي؛ فهَذَا فِي «صَحِيح مُسلم كما سبق
74- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ،
وَهَنَّادٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ حديث صحيح بشواهده وصححه
ابن خزيمة وابن الملقن وقال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين بن الصّلاح: إِسْنَاد حسن ثَابت. وَقَالَ
الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين الْقشيرِي فِي «الإِمَام» : إِسْنَاده عَلَى شَرط مُسلم.وصححه الألباني والأرنؤوط رواه أحمد (9313) وابن ماجه (515) من طريق عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به قلت : إسناده حسن رجاله على شرط مسلم سهيل حسن
الحديث وله شاهد عند ابن ماجه (516) من طريق عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: رَأَيْتُ السَّائِبَ يَشُمُّ ثَوْبَهُ،
فَقُلْتُ: مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ رِيحٍ أَوْ سَمَاعٍ» والسائب هو بن خباب صحابي قلت : رجاله ثقات إلا عبد العزيز قال ابن حجر في التقريب ضعيف و لم
يرو عنه غير إسماعيل بن عياش اهـ
وتابعه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مَالِكٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ
بْنَ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ حَدَّثَهُ به رواه أحمد (15506) ومحمد بن عبد الله بن مالك، من رجال"التعجيل"،
ذكر الحافظ أنه روى عنه ابن لهيعة وعطاف بن خالد وغيرهما، وذكره ابن حبان في
"الثقات"،
ورواه مسلم (98 - (361)) بلفظ من طريق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَعَبَّادِ بْنِ
تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرَّجُلُ،
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: «لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا» إسناده صحيح وله طريق رواه مسلم 99 - (362) من طريق عنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا، فَأَشْكَلَ
عَلَيْهِ أَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لَا، فَلَا يَخْرُجَنَّ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى
يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا»
قَالَ ابْن أبي حَاتِم: سَمِعت [أبي]- وَذكر حَدِيث
شُعْبَة، عَن سُهَيْل، عَن أَبِيه [عَن أبي هُرَيْرَة] مَرْفُوعا: «لَا وضوء إِلَّا
من صَوت أَو ريح» قَالَ أبي: هَذَا وهم، اختصر شُعْبَة متن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ:
«لَا وضوء إِلَّا من صَوت أَو ريح» وَرَوَاهُ أَصْحَاب سُهَيْل، عَن سُهَيْل، عَن أَبِيه،
عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا: «إِذا كَانَ أحدكُم فِي الصَّلَاة فَوجدَ ريحًا من نَفسه؛
فَلَا يخرج حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا» انظر البدر المنير (2/420)
وأجيب قال الشوكاني في
نيل الأوطار (1/239) وَشُعْبَةُ إمَامٌ حَافِظٌ وَاسِعُ الرِّوَايَةِ.وَقَدْ رُوِيَ
هَذَا اللَّفْظُ بِهَذِهِ الصِّيغَةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الْحَصْرِ وَدِينُهُ وَإِمَامَتُهُ وَمَعْرِفَتُهُ بِلِسَانِ
الْعَرَبِ يَرُدُّ مَا ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ اهـ وقال الألباني : نعم هو مختصرٌ،
ولكن لا يعني أنه مختصرٌ من اللفظ الآخر، وقد قال ابنُ التركماني في "الجوهر النقيّ":
لو كان الحديثُ الأول مختصرًا من الثاني لكان موجودًا في الثاني مع زيادة ... وعموم الحصر المذكور في الأول ليس في الثاني، بل
هما حديثان مختلفان. اهـ
75 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي المَسْجِدِ فَوَجَدَ
رِيحًا بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ فَلَا يَخْرُجْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا» رواه مسلم سبق تخريجه
76- حَدَّثَنَا مَحْمُودُ
بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ،
عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» رواه البخاري ومسلم وقال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيح وصححه ابن خزيمة والألباني والأرنؤوط رواه البخاري (135) ومسلم 2 - (225) من طريق عَبْد الرَّزَّاقِ به إسناده صحيح على شرط الشيخين ورواه البخاري بلفظ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لاَ تُقْبَلُ صَلاَةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» قَالَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ: مَا الحَدَثُ
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟، قَالَ: فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ
وله شاهد عن ابن عمر
انظر حديث رقم واحد
77- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ مُوسَى، وَهَنَّادٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ المُحَارِبِيُّ، المَعْنَى وَاحِدٌ،
قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ وَهُوَ سَاجِدٌ، حَتَّى غَطَّ أَوْ نَفَخَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ نِمْتَ، قَالَ: «إِنَّ الوُضُوءَ لَا يَجِبُ إِلَّا عَلَى مَنْ نَامَ مُضْطَجِعًا،
فَإِنَّهُ إِذَا اضْطَجَعَ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ حديث
ضعيف ضعفه أَحْمد، وَالْبُخَارِيّ، وَأَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ،
وَ- إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ، وَغَيرهم. وابن حزم انظر البدر
المنير (2/436) وضعفه الألباني والأرنؤوط ونقل النووي اتفاق أهل الحديث على ضعفه. رواه
أبو داود (202) والدارقطني (596) من طريق عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، به قلت : رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أبو خالد الدَّالَانِيّ قال : يحيى بن معين : ليس به بأس . و كذلك قال النسائى
. و قال أبو حاتم : صدوق ثقة و قال أحمد بن حنبل : لا بأس به. وضعفه غيرهم فهو حسن
الحديث ولكنه مدلس أورده ابن حجر في المرتبة الثالثة في كتابه تعريف اهل التقديس وهو من أكثر من التدليس فلم يحتج
الائمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع وهو هنا عنعن قلت: وهذا إسناد ضعيف؛
وله ثلاث علل: الانقطاع بين أبي خالد وبين قتادة، والانقطاع بين قتادة وأبي العالية،
والوقف قال الترمذي في العلل (43) سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا لَا شَيْءٌ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ
أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَبَا الْعَالِيَةِ ,
وَلَا أَعْرِفُ لِأَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ سَمَاعًا مِنْ قَتَادَةَ , قُلْتُ:
أَبُو خَالِدٍ كَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: صَدُوقٌ , وَإِنَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ , قَالَ
مُحَمَّدٌ: وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ صَدُوقٌ اهـ قَالَ أَبُو دَاودَ ، قَوْلُهُ: " الْوُضُوءُ عَلَى مَنْ نَامَ مُضْطَجِعًا ". هُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا يَزِيدُ
الدَّالَانِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ. وَقَالَ أَبُو دَاودَ: قَالَ شُعْبَةُ: إِنَّمَا سَمِعَ
قَتَادَةُ مِنْ أَبِي الْعَالِيَةِ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ، حَدِيثَ يُونُسَ بْنِ مَتَى،
وَحَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ فِي الصَّلَاةِ، وَحَدِيثَ: الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ، وَحَدِيثَ
ابْنِ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ مِنْهُمْ عُمَرُ وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي
عُمَرُ يَعْنِي فِي: لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ قَالَ البيهقي : وَسَمِعَ أَيْضًا
حَدِيثَ ابْنَ عَبَّاسٍ فِيمَا يَقُولُ: عِنْدَ الْكَرْبِ، وَحَدِيثُهُ فِي رُؤْيَةِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مُوسَى، وَغَيْرَهُ.
قَالَ أَبُو دَاودَ: وَذَكَرْتُ حَدِيثَ يَزِيدَ الدَّالَانِيِّ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،
فَقَالَ: مَا لِيَزِيدَ الدَّالَانِيِّ يَدْخُلُ عَلَى أَصْحَابِ قَتَادَةَ. قَالَ
البيهقي : يَعْنِي بِهِ أَحْمَدُ مَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ أَنَّهُ لَا يُعْرَفُ
لِأَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ سَمَاعٌ مِنْ قَتَادَةَ. قَالَ أَبُو دَاودَ: وَرَوَى
أَوَّلَهُ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَمْ يذْكُرُوا شَيْئًا مِنْ هَذَا. وَقَالَ
عِكْرِمَةُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْفُوظًا. وَقَالَتْ
عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" تَنَامُ عَيْنَايَ، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي انظر سنن البيهقي الكبرى (1/ 194) ثم أخرج البيهقي (599) حديث ابن عباس من طريق عَنْ أَيُّوبَ، وَحُمَيْدٍ، وَحَمَّادٍ الْكُوفِيِّ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَامَ
حَتَّى سُمِعَ لَهُ غَطِيطٌ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يتَوَضَّأْ ". قَالَ عِكْرِمَةُ:
إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَحْفُوظًا قلت : إسناده صحيح كما قال الألباني في ضعيف أبي داود (1\ 62) قلت : وأخرج نحوه البخاري (138) ومسلم 187 - (763) وحديث
عائشة رواه البخاري (3569) ومسلم 125 - (738) قال
في عون المعبود (1\237) وَمَقْصُودُ الْمُؤَلِّفِ مِنْ إيراد قول بن عَبَّاسٍ أَوْ عِكْرِمَةَ وَحَدِيثِ
عَائِشَةَ تَضْعِيفُ آخِرِ الحديث أي سؤال بن عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ
صَلَّيْتَ وَلَمْ تَتَوَضَّأْ وَقَدْ نِمْتَ وجوابه بِقَوْلِهِ إِنَّمَا الْوُضُوءُ
عَلَى مَنْ نَامَ مُضْطَجِعًا وَتَقْرِيرُهُ أَنَّ آخِرَ الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى
أَنَّ نومه مُضْطَجِعًا نَاقِضٌ لِوُضُوئِهِ وَالْحَالُ أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِحَدِيثِ
عَائِشَةَ تَنَامُ عَيْنَايَ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي أَخْرَجَهُ الشيخان ولقول بن عباس
أو عكرمة كان النبي مَحْفُوظًا وَالْحَاصِلُ أَنَّ آخِرَ الْحَدِيثِ مَعَ أَنَّهُ مُنْكَرٌ
مُخَالِفٌ فِي الْمَعْنَى لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْمُتَّفَقِ عليه اهـ
قال النووي في المجموع
(2/ 20) وَأَمَّا حَدِيثُ الدَّالَانِيِّ فَجَوَابُهُ أَنَّهُ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ
بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِضَعْفِهِ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ
وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُد: قَالَ أَبُو دَاوُد وَإِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ هُوَ
حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَنَقَلَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ فِي كِتَابِهِ الْأَسَالِيبُ إجْمَاعَ
أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلَى ضَعْفِهِ وَهُوَ كَمَا قَالَ وَالضَّعْفُ عَلَيْهِ بَيِّن
اهـ قلت : المسألة ليس فيها إجماع فقد صحح الحديث ابن جرير الطبري انظر الجوهر النقي
" (1/121) وحسنه أحمد شاكر في المحلى وضعفه في تعليقه على سنن الترمذي قلت :
له شاهد ضعيف جدا رواه البيهقي في الكبرى (596) عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: كُنْتُ
فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ جَالِسًا أَخْفِقُ فَاحْتَضَنِّي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي، فَالْتَفَتُّ
فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللهِ، هَلْ وَجَبَ عَلَيَّ وَضُوءٌ؟
قَالَ: " لَا، حَتَّى تَضَعَ جَنْبَكَ " وقال : وَهَذَا الْحَدِيثُ يَنْفَرِدُ بِهِ بَحْرُ
بْنُ كُنَيْزٍ السِّقَاءُ، عَنْ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَلَا يُحْتَجُّ
بِرِوَايَتِهِ
اهـ وَقَالَ النَّسَائِيُّ بَحْرُ بْنُ كُنَيْزٍ
السَّقَّاءُ بَصْرِيٌّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْن حزم فِي «محلاه» : لَا يحل
رِوَايَة هَذَا الحَدِيث إِلَّا عَلَى بَيَان سُقُوطه؛ لِأَن (رَاوِيه) بَحر بن كنيز
السقاء - وَهُوَ لَا خير فِيهِ - مُتَّفق عَلَى (إطراحه)
وله شاهد أيضا ضعيف جدا
رواه ابن عدي في الكامل (8/ 229) من طريق مهدي يَعني ابن هلال، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ
يَعني ابْنَ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن
جَدِّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ عَلَى
مَنْ نَامَ قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا وُضُوءٌ حَتَّى يَضَعَ جَنْبَهُ إِلَى الأرض.وقال
ابن عدي ومهدي بْن هلال عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ، لاَ يُتَابَعُ عَليه وليس على حديثه
ضوء، ولاَ نور لأنه كَانَ يدعو الناس إِلَى رأيه وبدعته. كذبه يحي بن سعيد، وابن معين،
وقال الدارقطني وغيره: متروك وقال ابن معين أيضا: صاحب بدعة، يضع الحديث. انظر
الميزان
78- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنَامُونَ ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُصَلُّونَ، وَلَا يَتَوَضَّئُونَ»،: حديث صحيح وقال الترمذي : حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه الألباني والأرنؤوط رواه
أحمد (13941) ومسلم ((376)) عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وصرح قتادة عند أحمد بالتحديث وفي رواية بسند صحيح عند
البزار في مسنده (7077) من طريق سَعِيد، عَن قَتادة،
عَن أَنَس؛ أَن أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم كَانُوا
يَضَعُونَ جُنُوبَهُمْ , فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَوَضَّأُ , وَمِنْهُمْ من
لا يتوضأ قلت : وقد تابعه شعبة عن قتادة رواه ابن حزم (1/224) قلت : وقتاده مدلس
وقد عنعن ولكن عنعنته محموله على الاتصال إذا روى عنه شعبة قال الإمام شعبة : قد كفيتكم
تدليس ثلاثة: تدليس أبي إسحاق، وتدليس قتادة، وتدليس سيلمان بن مهران الأعمش قال ابن حجر في «تعريف أهل التقديس (ص63).: (فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة: أنها
إذا جاءت من طريق شعبة، دلَّتْ على السماع، ولو كانت معنعنة)
قال الألباني في تمام
المنة (1/100) – عن هذه الزيادة - وإسناده صحيح على شرط الشيخين.وقال ابن القطان:"
هذا صحيح ". وقال الحافظ في "الفتح " (1/251) :" إسناده صحيح
".
79 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، وَلَوْ مِنْ ثَوْرِ أَقِطٍ»، قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ:
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَتَوَضَّأُ مِنَ الدُّهْنِ؟ أَنَتَوَضَّأُ مِنَ الحَمِيمِ؟
قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا سَمِعْتَ حَدِيثًا عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَضْرِبْ لَهُ مَثَلًا»
قلت : حديث حسن وحسنه الألباني رواه ابن ماجه (485) ورواه أحمد (10542) بدون القصة من طريق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به قلت : مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة حسن الحديث كما سبق قلت : ورواه مسلم بأسانيد صحيحة عن أبي هريرة (352) وزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ((351)) وعائشة (353) بلفظ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «تَوَضَّئُوا
مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ»
80- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَقِيلٍ، سَمِعَ جَابِرًا، قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ،عَنْ
جَابِرٍ قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا
مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَذَبَحَتْ لَهُ شَاةً، فَأَكَلَ، وَأَتَتْهُ بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ فَأَكَلَ
مِنْهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ لِلظُّهْرِ وَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَتْهُ بِعُلَالَةٍ مِنْ عُلَالَةِ الشَّاةِ، فَأَكَلَ، ثُمَّ صَلَّى
العَصْرَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» حديث صحيح صححه الألباني والأرنؤوط قلت : كما سبق عبد الله بن محمد
حسن الحديث ولكن تابعه محمد بْنُ المُنْكَدِرِ وهو ثقه كما قال ابن حجر في التقريب ورواه ابن ماجه (489) بلفظ «أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَلَمْ يَتَوَضَّئُوا من طريق سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَلَمْ يَتَوَضَّئُوا قال : في الزوائد رجال هذا إسناد تقات
ورواه البخاري (208) ومسلم
(355) بلفظ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ
بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلاَةِ،
فَأَلْقَى السِّكِّينَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»ورواه البخاري (207) ومسلم (359) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ به
ورواه أبو داود (192)
والنسائي (185) والطبراني في الأوسط (4663)
بلفظ عن شُعَيْب بْن أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ
جَابِرٍ، قَالَ: «كَانَ آخِرَ الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ» قلت : هذا الحديث صحيح قال الألباني في صحيح
أبي داود (1/ 348) (قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي وأخرجه ابن
خزيمة وابن حبان في "صحيحهما") اهـ وصححه ابن الملقن والأرنؤوط قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا اخْتِصَارٌ مِنَ الْحَدِيثِ
الْأَوَّل – أي حديث جابر السابق - وقال ابن حبان في صحيحه (3/ 416) قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا
خَبَرٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ،- يقصد حديث جابر السابق - اخْتَصَرَهُ شُعَيْبُ
بْنُ أَبِي حَمْزَةَ مُتَوَهِّمًا لِنَسْخِ إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مُطْلَقًا، وَإِنَّمَا هُوَ نَسْخٌ لِإِيجَابِ
الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، خَلَا لَحْمِ الْجَزُورِ فَقَطْ وأجيب عن هذا الكلام قال ابن حزم
رحمه الله في المحلى (1\ 226) وَقَدْ ادَّعَى قَوْمٌ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ
مُخْتَصَرٌ مِنْ الْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثَنَاهُ – ثم ذكر حديث جابر السابق- قَالَ
ابن حزم: الْقَطْعُ بِأَنَّ ذَلِكَ الْحَدِيثَ مُخْتَصَرٌ مِنْ هَذَا قَوْلٌ بِالظَّنِّ،
وَالظَّنُّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ بَلْ هُمَا حَدِيثَانِ كَمَا وَرَدَا اهـ قال
الألباني وهذا هو للظاهر؛ فإن توهيم
الرواه الثقات بدون دليل أو برهان لا يجوز، وقد أيد ما ذهب إليه ابن حزم: المحقق أحمد
محمد شاكر في تعليقه على "الترمذي " (1/121- 122) ، وأيد ذلك ببعض النقول؛
فراجعه فإنه نفيس اهـ
قلت : ويدل على صحة كلام ابن حزم عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ سَأَلَهُ
عَنِ الوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ؟ فَقَالَ: «لاَ، قَدْ كُنَّا زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لاَ نَجِدُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الطَّعَامِ إِلَّا قَلِيلًا، فَإِذَا نَحْنُ
وَجَدْنَاهُ لَمْ
يَكُنْ لَنَا مَنَادِيلُ إِلَّا أَكُفَّنَا وَسَوَاعِدَنَا وَأَقْدَامَنَا، ثُمَّ نُصَلِّي
وَلاَ نَتَوَضَّأُ رواه البخاري (5457)
81- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،عَنْ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ،
قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الوُضُوءِ مِنْ
لُحُومِ الإِبِلِ؟ فَقَالَ: «تَوَضَّئُوا مِنْهَا»، وَسُئِلَ عَنِ الوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الغَنَمِ؟
فَقَالَ: «لَا تَتَوَضَّئُوا مِنْهَا» قال الألباني في صحيح أبي داود (1\337) (قلت: إسناده
صحيح. وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما "وصححه أحمد وإسحاق بن راهويه.
وقال ابن خزيمة: " لم أر خلافاً بين علماء الحديث أن هذا الخبر صحيح من جهة النقل
لعدالة ناقليه ") رواه أبو داود (184) وابن حبان (1128) من طريق عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ البَرَاءِ
بْنِ عَازِبٍ إسناده صحيح رجاله ثقات قلت : عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه هو الرَّازِيّ
وله شاهد عند مسلم (360) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَوَضَّأْ»
قَالَ أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ
الْإِبِلِ» قَالَ:
أُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ
الْإِبِلِ؟ قَالَ: «لَا»
قال الترمذي : قَالَ إِسْحَاقُ:
أَصَحُّ مَا فِي هَذَا البَابِ حَدِيثَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَدِيثُ البَرَاءِ، وَحَدِيثُ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ
فائدة : روى أحمد (19097) وابن ماجه (496) الحديث بلفظ عن الْحَجَّاج، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ: وَكَانَ الْحَكَمُ
يَأْخُذُ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ
حُضَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ
الْإِبِلِ؟ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِنْ أَلْبَانِهَا ". وَسُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ
الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: " لَا تَوَضَّئُوا مِنْ أَلْبَانِهَا قلت : إسناده منكر فيه حجاج بن
أَرْطَاة قال ابن حجر في التقريب صدوق كثير الخطأ و التدليس ، أحد الفقهاء وأورده
ابن حجر في تعريف أهل التقديس في المرتبة الرابعه وهي من اتفق على أنه لا يحتج بشئ من حديثهم إلا بما
صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء قلت : وهو هنا عنعن وقال البوصيري في
زوائد ابن ماجه (1\71) هَذَا إِسْنَاد ضَعِيف لضعف حجاج بن أَرْطَاة وتدليسه لَا سِيمَا
وَقد خَالف غَيره وَالْمَحْفُوظ فِي هَذَا الحَدِيث الْأَعْمَش عَن عبد الله الرَّازِيّ
عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن الْبَراء وَقيل عَن ابْن أبي ليلى عَن ذِي الْغرَّة
وَقيل غير ذَلِك رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث جَابر بن سَمُرَة وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد
وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث الْبَراء
وله شاهد عند ابن ماجه (497) من طريق بَقِيَّة، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ
بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ:
سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ قال:سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "تَوَضَّؤوا
مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا تَوَضَّؤوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ، وَتَوَضَّؤوا مِنْ
أَلْبَانِ الْإِبِلِ، وَلَا تَوَضَّؤوا مِنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ، وَصَلُّوا فِي مرابض
الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي مَعَاطِنِ الْإِبِلِ حديث منكر قلت : فيه بقية بن الوليد قال ابن
حجر صدوق كثير التدليس عن الضعفاء
ووضعه في المرتبة الرابعة سبق تعريفها وخالد بن يزيد مجهول كما قال الذهبي وابن
حجر وعطاء بن السائب قال ابن حجر في التقريب صدوق اختلط قَالَ ابْن أبي حَاتِم: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ أُنكِرُ هَذَا الْحَدِيثَ؛ لتفرُّده، فوجدتُّ لَهُ أَصْلا: حدَّثنا ابْنُ المُصَفَّى
، عَنْ بَقِيَّة ؛ قَالَ: حدَّثني فلانٌ - سَمَّاه - عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ
مُحارِب، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ، بنحوه. قال : وحدَّثني عُبَيدالله بْنُ
سَعْدٍ الزُّهْري؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْقُوبُ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ ؛ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائب الثَّقَفي: أَنَّهُ سَمِعَ مُحارِبَ
بْنَ دِثَار يذكُرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بِنَحْوِ هَذَا، وَلَمْ يرفَعْه.قَالَ أَبِي:
حديثُ ابْنِ إِسْحَاقَ أشبَهُ، موقوف انظر العلل (1/470) ورواها ابن المنذر في الأوسط
1/ 139 من طريق ابن إسحاق مصرحًا ابن إسحاق بالتحديث إلا أن روايته عن عطاء بعد الاختلاط
فالراجح الموقوف والمرفوع منكر ومع ذلك مدار الموقوف على عطاء بن السائب وقد اختلط
ولم يقبلوا من حديثه إلاّ ما كان من رواية الآكابر
وله شاهد رواه أبو يعلى
في مسنده (632) من طريق عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مَوْلًى لِمُوسَى بْنِ
طَلْحَةَ، أَوْ عَنِ ابْنٍ لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
«كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ، وَلُحُومِهَا وَلَا يُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا، وَلَا يَتَوَضَّأُ
مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ وَأَلْبَانِهَا، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِهَا»
قال في إتحاف الخيرة (1/367) قُلْتُ: مَدَارُ طُرُقِ
هَذِهِ الْأَسَانِيدِ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ
قال الهيثمي في مجمع
الزوائد (1307) رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ
اهـ فيضعف الإسناد بضعف ليث، وجهالة شيخه
وله شاهد رواه الطبراني في الكبير (7106) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَائِلَةَ الْأَصْبَهَانِيُّ،
ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ، عَنْ أَبِيهِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّا أَهْلُ بَادِيَةٍ وَمَاشِيَةٍ، فَهَلْ نَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ وَأَلْبَانِهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قُلْتُ: فَهَلْ نَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ
وَأَلْبَانِهَا؟ قَالَ: «لَا»
قال الهيثمي في المجمع (1309) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَإِسْنَادُهُ
حَسَنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ اهـ قلت : بل فيه سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ
قال البخاري: فيه نظر.وكذبه ابن معين في حديث ذكر له عنه.وقال عبدان الأهوازي: معاذ
الله أن يتهم، إنما كانت كتبه قد ذهبت، فكان يحدث من حفظه.وقال ابن عدي: كان أبو يعلى،
والحسن بن سفيان إذا حدثا عنه يقولان:حدثنا سليمان أبو أيوب لم يزيدا [فيدلسانه ويسترانه]
.وقال أبو حاتم: متروك الحديث.وقال النسائي: ليس بثقة.وقال يحيى بن معين: قال لنا سليمان
الشاذكونى: هاتوا حرفا من رأى الحسن البصري لا أحفظه.وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله
يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للابواب الشاذكونى، وكان ابن المديني
أحفظنا للطوال.وقال صالح بن محمد الحافظ: ما رأيت أحفظ من الشاذكونى، وكان يكذب في
الحديث.وقال أحمد: جالس الشاذكونى حماد بن يزيد، وبشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، فما
نفعه الله بواحد منهم.وقيل: كان يتعاطى المسكر، ويتماجن.وقال ابن عدي: قال محمد بن
موسى السواق، قال ابن الشاذكونى لما حضرته الوفاة: اللهم ما أعتذر إليك، فإني لا أعتذر،
إنى ما قذفت محصنة، ولا دلست حديثاً.وساق له ابن عدي أحاديث خولف فيها، ثم قال: وللشاذكوني
حديث كثير مستقيم، وهو من الحفاظ المعدودين، ما أشبه أمره بما قال عبدان: يحدث حفظا
فيغلط انظر الميزان ومع ذلك فقد خالفه غيره من الأئمة المشهورين بالإتقان، فقد رواه
الامام مسلم في صحيحة كما سبق عن جابر بن سمرة ولم يذكر الألبان فكيف يكون إسناده حسناً
قلت : وضعف هذا الحديث الألباني والأرنؤوط وغيرهما
82 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبِي، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» حديث صحيح قال الألباني في صحيح أبي داود (1/ 328) (قلت : إسناده صحيح على شرط البخاري،وكذلك
صححه الحاكم
والبيهقي، وصححه أيضا الترمذي،
ونقل عن البخاري أنه أصح شيء في الباب. وصححه أحمد أيضا وابن معين وابن خزيمة وابن
حبان والدارقطني ثم النووي) اهـ رواه أحمد (27295) وابن حبان (1115) والحاكم (1 / 136) من طريق عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُسْرَة ولفظ ابن حبان قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ"
ورواه الترمذي (83) من طريق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَحْوَهُ،
وقد أعل هذا الحديث بعلتين
غير قادحتين
قال الألباني في صحيح
أبي داود (1/ 328) وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري، فقد أخرج
في "صحيحه " لمروان بن الحكم، وانتقد ذلك عليه، فأورده الذهبي في "الميزان
" فقال:" وله أعمال موبقة، نسأل الله السلامة، ورمى طلحة بسهم، وفعل وفعل
".وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب ":" وعاب الإسماعيلي على البخاري
تخريج حديثه، وعد من موبقاته: أنه رمى طلحة أحد العشرة يوم الجمل، وهما جميعاً مع عائشة،
فقتله، ثم وثب على الخلافة بالسيف، واعتذرت عنه في مقدمة "شرح البخاري
". وقول عروة بن الزبير: كان مروان لا يتهم في الحديث؛ هو في رواية ذكرها البخاري
في قصة نقلها عن مروان عن عثمان في فضل الزبير ".قلت: ولم يوثقه الحافظ في
"التقريب " ولا جرحه؛ بل قال:" لا تثبت له صحبة ".وكيفما كان حال
مروان في الرواية؛ فإن حديثه هذا صحيح؛ لأن عروة قد سمعه بعد ذلك من بُسْرة مشافهة
كما يأًتي؛ فالحديث- من طريقه صحيح لا شك فيه.
قال ابن حبان: وَأَمَّا خَبَرُ بُسْرَةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ،
فَإِنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ سَمِعَهُ مِنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ بُسْرَةَ،
فَلَمْ يُقْنِعْهُ ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ مَرْوَانُ شُرْطِيًّا لَهُ إِلَى بُسْرَةَ فَسَأَلَهَا، ثُمَّ آتَاهُمْ،
فَأَخْبَرَهُمْ بِمِثْلِ مَا قَالَتْ بُسْرَةُ، فَسَمِعَهُ عُرْوَةُ ثَانِيًا عَنِ
الشُّرْطِيِّ، عَنْ بُسْرَةَ، ثُمَّ لَمْ يُقْنِعْهُ ذَلِكَ حَتَّى ذَهَبَ إِلَى بُسْرَةَ
فَسَمِعَ مِنْهَا، فَالْخَبَرُ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بُسْرَةَ، مُتَّصِلٌ لَيْسَ بِمُنْقَطِعٍ،
وَصَارَ مَرْوَانُ وَالشُّرْطِيُّ كَأَنَّهُمَا عاريتان يسقطان من الإسناد.انظر صحيح ابن حبان: 3/397 وقال ابن حجر في التلخيص (1/ 341) وَقَدْ جَزَمَ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ بِأَنَّ عُرْوَةَ سَمِعَهُ
مِنْ بُسْرَةَ وَفِي صَحِيحِ ابْنِ خُزَيْمَةَ وَابْنِ حِبَّانَ قَالَ عُرْوَةُ فَذَهَبْتُ
إلَى بُسْرَةَ فَسَأَلْتُهَا فَصَدَّقَتْهُ وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِرِوَايَةِ
جَمَاعَةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ لَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَرْوَانَ
عن بُسْرَةَ قَالَ عُرْوَةُ ثُمَّ لَقِيتُ بُسْرَةَ فَصَدَّقَتْهُ وَبِمَعْنَى هَذَا
أَجَابَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَقَدْ أَكْثَرَ ابْنَ خُزَيْمَةَ وَابْنُ
حِبَّانَ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِمُ مِنْ سِيَاقِ طُرُقِهِ بِمَا اجْتَمَعَ لِي
فِي الْأَطْرَافِ الَّتِي جَمَعْتُهَا لَكُتُبِهِمْ وَبَسَطَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي
عِلَلِهِ الْكَلَامَ عَلَيْهِ فِي نَحْوٍ مِنْ كُرَّاسَيْنِ وَأَمَّا الطَّعْنُ فِي
مَرْوَانَ فَقَدْ قَالَ ابْنُ حَزْمٍ لَا نَعْلَمُ لِمَرْوَانَ شَيْئًا يُجْرَحُ بِهِ
قَبْلَ خُرُوجِهِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعُرْوَةُ لَمْ يَلْقَهُ إلَّا قَبْلَ خُرُوجِهِ
عَلَى أَخِيهِ.
قال الألباني في الصحيحة
(1235) إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ
".أخرجه النسائي (1 / 76) من طريق شعبة عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن
بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط
الشيخين ومن أعله بالانقطاع بين عروة وبسرة،فهو محجوج بما أخرجه أحمد (6 / 407) وغيره
حدثنا يحيى ابن سعيد عن هشام قال: حدثني أبي أن بسرة بنت صفوان أخبرته أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:" من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ ". قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال
الشيخين أيضا مسلسل بالتحديث، فهو من أصح الأسانيد، وفيه رد على النسائي في قوله عقبة:
" هشام بن عروة لم يسمع من أبيه هذا الحديث ". ولا أدري كيف يقول النسائي
هذا وهو يصرح بالتحديث عن أبيه ويروي ذلك عنه يحيى بن سعيد القطان الحافظ الثقة المتقن؟
! وأخرجه الحاكم (1 / 136) من طريق حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن عروة وفيه قول عروة:
حدثتني بسرة بنت صفوان به. فصرح بسماعه منها ولا يعكر عليه أن في بعض الروايات أنه
رواه عن مروان عنها، فقد كان ذلك في أول الأمر، ثم لقي عروة
بسرة فسألها فصدقت مروان
في روايته عنها كما جاء ذلك صريحا عند الحاكم وغيره.والمشهور في لفظ الحديث:
" من مس ذكره فليتوضأ "، وقد خرجته في " صحيح أبي
داود " (174) و " إرواء الغليل " (196) وغيرهما
وله شواهد اذكر منها ؟
1- بسند صحيح رواه ابن
ماجه (481) وابن أبي شيبة (1724)، وأبو يعلى (7144)، من طريق عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ،عَنْ مَكْحُولٍ،
عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ
فَلْيَتَوَضَّأْ قلت : أعل بالانقطاع قال
البوصيرى في المصباح : (36/2) : " هذا إسناد فيه مقال , مكحول الدمشقى مدلس ,
وقد رواه بالعنعنة فوجب ترك حديثه لا سيما وقد قال البخارى وأبو زرعة وهشام بن عمار
وأبو مسهر وغيرهم أنه لم يسمع من عنبسة بن أبى سفيان , فالإسناد منقطع ". اهـ
قلت : الصحيح انه سمع منه اثبت ذلك أحمد لتصحيحه هذا الحديث وأبو زرعة والحاكم
ودحيم وابن السكن فالمثبت ارجح من النافي قال ابن حجر في التلخيص (1/ 344)
وَأَمَّا حَدِيثُ أُمِّ حَبِيبَةَ فَصَحَّحَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَالْحَاكِمُ وَأَعَلَّهُ
الْبُخَارِيُّ بِأَنَّ مَكْحُولًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
وَكَذَا قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ
إنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ وَخَالَفَهُمْ دُحَيْمٌ وَهُوَ أَعْرَفُ بِحَدِيثِ الشَّامِيِّينَ فَأَثْبَتَ سَمَاعَ مَكْحُولٍ مِنْ عَنْبَسَةَ.وَقَالَ
الْخَلَّالُ فِي الْعِلَلِ: صَحَّحَ أَحْمَدُ حَدِيثَ أُمِّ حَبِيبَةَ وَقَالَ ابْنُ
السَّكَنِ لَا أَعْلَمُ بِهِ عِلَّةً.اهـ
2- رواه أحمد (7076) من طريق بَقِيَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ
الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ
لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ،
وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَّأْ قلت : إسناده حسن وقَالَ التِّرْمِذِيُّ
فِي الْعِلَلِ عَنْ الْبُخَارِيِّ هُوَ عِنْدِي صَحِيحٌ انظر التلخيص (1/ 343)
وقال الحازمي: هذا إسناد صحيح.وحسنه الألباني والأرنؤوط قلت : إسناده حسن فيه
بقيه وهو بن الوليد قال عنه ابن حجر في التقريب صدوق كثير التدليس عن الضعفاء اهـ قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1266) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَقَدْ عَنْعَنَهُ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ اهـ قلت : وقد صرح بالتحديث كما عند الدارقطني (534) والبيهقي في الكبرى (637) فزالت شبهة تدليسه.
3- رواه ابن حبان (1118) من طريق عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَنَافِعِ بْنِ أَبِي
نعيم القارىء، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم: "إذا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا ستر ولا حجاب، فليتوضأ"
حسنه الأرنؤوط وقال الألباني وإسناد ابن حبان
جيد. قال ابن حبان كما في التلخيص (1/ 347) وَقَالَ احْتِجَاجُنَا فِي هَذَا بِنَافِعٍ
دُونَ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَقَالَ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ لَهُ هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ سَنَدُهُ عُدُولٌ نَقَلَتُهُ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ
وَقَالَ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ إلَّا عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ الْقَاسِمِ تَفَرَّدَ بِهِ أَصْبَغُ.وَقَالَ ابْنُ السَّكَنِ هُوَ أَجْوَدُ مَا
رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ.
وَأَمَّا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ فَضَعِيفٌ وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ كَأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَا يُعْرَفُ
إلَّا مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ حَتَّى رَوَاهُ أَصْبَغُ عَنْ ابْنِ الْقَاسِمِ عَنْ
نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ وَيَزِيدَ جَمِيعًا عَنْ الْمَقْبُرِيِّ فَصَحَّ الْحَدِيثُ
إلَّا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ كَانَ لَا يَرْضَى نَافِعَ بْنَ أَبِي نُعَيْمٍ
فِي الْحَدِيثِ وَيَرْضَاهُ فِي الْقِرَاءَةِ وَخَالَفَهُ ابْنُ مَعِينٍ فَوَثَّقَهُ
وَرَوَاهُ الشَّافِعِيُّ وَالْبَزَّارُ وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ
عَبْدِ الْمَلِكِ خَاصَّةً.وَقَالَ فِيهِ النَّسَائِيُّ:
مَتْرُوكٌ وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُ.قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ بِهَذَا اللَّفْظِ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَأَدْخَلَ الْبَيْهَقِيُّ
فِي الْخِلَافِيَّاتِ بَيْنَ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيِّ وَبَيْنَ
الْمَقْبُرِيِّ رَجُلًا فَإِنَّهُ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ الشَّافِعِيِّ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ النَّوْفَلِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْحَنَّاطِ عَنْ الْمَقْبُرِيِّ
وَقَالَ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ أَبُو مُوسَى هَذَا رَجُلٌ مَجْهُولٌ اهـ
83 - وَرَوَى أَبُو أُسَامَةَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا
الحَدِيثَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ بِهَذَا،سبق تخريجه
84 - وَرَوَى هَذَا الحَدِيثَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ بُسْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنَا
بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بُسْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَحْوَهُ،
85 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُلَازِمُ
بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ
الحَنَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«وَهَلْ هُوَ إِلَّا مُضْغَةٌ
مِنْهُ؟ أَوْ بِضْعَةٌ مِنْهُ؟» قلت : إسناده حسن قال الألباني في صحيح أبي داود (1/ 333) (قلت: إسناده صحيح. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"،
والطحاوي وقال: " صحيح مستقيم الاسناد "، وصححه أيضا عمرو بن علي الفَلاس
والطبراني وابن حزم، وحسن الترمذي بهذا الاسناد ثلاثة أحاديث أخرى، وقال في هذا: إنه
" أحسن شيء في الباب ") وصححه عبد الحق وحسنه ابن القطان انظر نصب الراية: (1/ 62) وصححه أحمد شاكر في التعليق على جامع الترمذي: (1/ 132).وحسنه الأرنؤوط رواه أحمد (16286) وابن أبي شيبة في مصنفه (1745) وأبو داود (182) وابن حبان (1119) من طرق عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: به ولفظ أحمد
وغيره عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ
رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا
مَسَّ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: " إِنَّمَا هُوَ بَضْعَةٌ مِنْكَ أَوْ جَسَدِكَ
" ورواه ابن أبي شيبة بلفظ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ
عَلِيٍّ قَالَ خَرَجْنَا وَفْدًا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ: مَا تَرَى فِي مَسِّ الذَّكَرِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ: وَهَلْ هُوَ إِلَّا بِضْعَةٌ أَوْ مُضْغَةٌ مِنْكَ
وهذا إسناده حسن، وقد تكلم
بعضهم في قيس بن طلق
بغير حجة نعلمها! وقد وثقه
ابن معين والعجلي وابن حبان.وصحح حديثه الطحاوي
وعمرو بن علي الفَلاس والطبراني وابن حزم، وحسن الترمذي بهذا الاسناد ثلاثة أحاديث
أخرى، وقال في هذا: إنه " أحسن شيء في الباب وقال الذهبي في"الميزان
"- بعد أن ذكر قول من جرحه-: " قال ابن القطان: يقتضي أن يكون خبره حسناً
لا صحيحاً "وصحح له الحاكم في "المستدرك " (4/146) حديثاً رابعاً في
الرقية، ووافقه الذهبي على تصحيحه.وقال ابن حجر في التقريب صدوق ، وهم من عده من
الصحابة وضعفه غيرهم فحديثه حسن إن شاء الله
وله شاهد رواه الدارقطني (542) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو
بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ , نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رِشْدِينَ , نا سَعِيدُ
بْنُ عُفَيْرٍ , نا الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَذَكَرَ
مِنْ فَضْلِهِ , عَنِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارِ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
, عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَوْهَبٍ , عَنْ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْخَطْمِيِّ , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي
احْتَكَكْتُ فِي الصَّلَاةِ فَأَصَابَتْ يَدَيَ فَرْجِي؟ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا
أَفْعَلُ ذَلِكَ» قال في نصب الراية (1\69) وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ أَيْضًا، قَالَ ابْنُ
عَدِيٍّ: الْفَضْلُ بْنُ مُخْتَارٍ أَحَادِيثُهُ مُنْكَرَةٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ:
هُوَ مَجْهُولٌ. وَأَحَادِيثُهُ مُنْكَرَةٌ، يُحَدِّثُ بِالْأَبَاطِيلِ اهـ
وله شاهد ضعيف جدا رواه
ابن أبي شيبة في مصنفه (1751)حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ،
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ فَقَالَ: هَلْ هُوَ إِلَّا
جَذْوَةٌ مِنْكَ
وجعفر هذا قال عنه ابن حجر في التقريب متروك الحديث ، و كان صالحا فى نفسه وفي التهذيب نقل ابن الجوزى الإجماع على أنه متروك
86 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو كُرَيْبٍ،
وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، وَأَبُو عَمَّارٍ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ،عَنْ
عَائِشَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هِيَ إِلَّا أَنْتِ؟ فَضَحِكَت
حديث صحيح قال الألباني في صحيح أبي داود (1\317) (قلت: حديث صحيح، وقد صححه ابن التركماني والزيلعي
وقال: " وقد مال ابن عبد البر إلى تصحيح هذا الحديث،فقال: صححه الكوفيون وثبتوه
لرواية الثقات من أئمة الحديث له ") وصححه الأرنؤوط رواه أحمد (25766) وأبو داود (179) وابن ماجه (502) من طرق عن وَكِيع، به قال الترمذي وسَمِعْت مُحَمَّدَ
بْنَ إِسْمَاعِيلَ يُضَعِّفُ هَذَا الحَدِيثَ، وقَالَ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ
لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَة قال العلامة الألباني في صحيح أبي داود وهذا إسناد رجاله
كلهم ثقات رجال الشيخين؛ وعروة: هو ابن الزبير، كما جاء منسوباً في بعض الروايات الصحيحة
في هذا الإسناد وغيره، كما يأتي بيانه.ومع ذلك؛ فإن لهذا الإسناد علةً تمنع من الحكم
عليه بالصحة؛ إذا ما تجردنا عن العصبية المذهبية، وحكمنا فيه القواعد الحديثية المحكمة.وهذه
العلة: هي عنعنة حبيب بن أبي ثابت؛ فإنه موصوف بالتدليس، وصفه بذلك ابن خزيمة وابن
حبان وغيرهما، ولذلك قال الحافظ في "التقريب":" ثقة فقيه جليل، وكان
كثير الإرسال والتدليس ".وعلى ذلك أورده في كتابه "طبقات المدلسين
" في المرتبة الثالثة، وهي مرتبة مَن أكثر من التدليس فلم يَحْتَجَّ الأئمة من
أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع،ومنهم من رد حديثهم مطلقاً، ومنهم من قبلهم؛ كأبي
الزبير المكي. كذا ذكر في
المقدمة، ثم قال (ص 12)
:" حبيب بن أبي ثابت الكوفي تابعي مشهور يكثر التدليس، وصفه بذلك ابن خزيمة والدارقطني
وغيرهما، ونقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان يقول: لو أن رجلاً حدثني عنك
ما باليت إن رويته عنك؛ يعني: وأسقطه من الوسط.وقد ذهل عن هذا كله بعض المحققين من
المعاصرين؛ فقال: إنه" لم يعرف بالتدليس "!هذا هو علة هذا الإسناد، ومرجع
ذلك أنه منقطع، وقد أعله بذلك البخاري 00 قال الزيلعي (1/72) " أخرجه ابن ماجه
بسند صحيح "!كذا قال! وفيه ما علمت من التدليس. ثم قال:" وقد مال أبو عمر
بن عبد البر إلى تصحيح هذا الحديث؛ فقال: صححه الكوفيون وثبتوه؛ لرواية الثقات من أئمة
الحديث له، وحبيب لا ينكر لقاؤه عروة؛ لروايته عمن هو أكبر من عروة وأقدم موتاً. وقال
في موضع آخر: لا شك أنه أدرك عروة. انتهى "! قلت: وهذا كلام صحيح قويم؛ لولا أن
حبيباً عرف بالتدليس كما سبق؛ فلا بد من الوقوف على تصريح بالسماع في هذا الحديث لتزول
شبهة التدليس؛ لاسيما وأن الترمذي قال عقب الحديث:" وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف
هذا الحديث، وقال: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة ". وقال ابن أبي حاتم في
كتاب "المراسيل " عن أبيه: " أهل الحديث اتفقوا على ذلك [يعني: على
عدم سماعه منه، قال] واتفاقهم على شيء يكون حجة ". كذا في "تهذيب التهذيب
".فتصحيح هذا الإسناد لذاته- كما فعل ابن التركماني والزيلعي وغيرهم- ليس بصحيح!
ومن العحيب أن هؤلاء ومخالفيهم لم يتعرضوا لهذه العلة- علة التدليس - لا طعناً ولا
دفعاً؛ بل سودوا صحائف كثيرة في إيراد علل أو دفعها؛ الحديث في منجىً منها، وذهلوا
جميعاً عن العلة الحقيقية فيه، والمعصوم من عصمه الله! اهـ
قلت : حبيب بن أبي ثابت من رجال البخاري ومسلم وقد احتجوا بعنعنته فالصحيح ان تقبل عنعنته إلا
إذا خالف فالبخاري ومسلم أدرى من ابن حجر في الرجال فصح هذا السند والحمد لله أما
قوله ونقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان يقول: لو أن رجلاً حدثني عنك ما باليت
إن رويته عنك؛ يعني: وأسقطه من الوسط "قلت : قوله ( يعني وأسقطته من الوسط ) هو من
تفسير ابن حجر لكلام حبيب ، وهو قد يحتمل هذا التفسير ، وقد يحتمل غيره بأنه يرويه
مثلاً ولا يرجع إلى الأعمش ليتأكد منه وأما
ما قيل ان عروة هو المزني قال ابن حجر عنه في التقريب مجهول وليس ابن الزبير قال
في نصب الراية (1/ 72) وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّةِ مَا قال الْبَيْهَقِيُّ:
إنَّهُ عُرْوَةُ الْمُزَنِيّ، فَيُحْتَمَلُ أَنَّ حَبِيبًا سَمِعَهُ مِنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ،
وَسَمِعَهُ مِنْ الْمُزَنِيّ أَيْضًا، كَمَا وَقَعَ ذَلِكَ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَحَادِيثِ،
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدْ مَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ إلَى تَصْحِيحِ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: صَحَّحَهُ الْكُوفِيُّونَ، وَثَبَّتُوهُ
لِرِوَايَةِ الثِّقَاتِ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ لَهُ، وَحَبِيبٌ لَا يُنْكَرُ لِقَاؤُهُ
عُرْوَةَ لِرِوَايَتِهِ عَمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ عُرْوَةَ وَأَقْدَمُ مَوْتًا. وَقَالَ
فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَا شَكَّ أَنَّهُ أَدْرَكَ عُرْوَةَ، انْتَهَى. وأما قول
البخاري حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة فالبخاري كما سبق شرطه في الرواية معروف
وهو شرط شديد مخالف للجمهور كما سبق بيانه وأما قول ابن أبي حاتم في كتاب "المراسيل
" عن أبيه: " أهل الحديث اتفقوا على ذلك [يعني: على عدم سماعه منه، قال]
واتفاقهم على شيء يكون حجة ". كذا في "تهذيب التهذيب قلت : ويرد عليه
بكلام ابن عبد البر السابق ومع كل هذا فإن حبيبا لم يتفرد برواية هذا الحديث وقد
تابعه هشام بن عروه عن أبيه عروة بن الزبير؛ رواه الدارقطني (488) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ , نا
حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ , نا وَكِيعٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ
, عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: «قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ثُمَّ ضَحِكَتْ» في نصب الراية) (1/ 75
) وَالنَّيْسَابُورِيّ إمَامٌ مَشْهُورٌ، وَحَاجِبٌ لَا يُعْرَفُ فِيهِ مَطْعَنٌ، وَقَدْ
حَدَّثَ عَنْهُ النَّسَائِيُّ وَوَثَّقَهُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَا بَأْسَ
بِهِ، وَبَاقِي الْإِسْنَادِ لَا يُسْأَلُ عَنْهُ إلَّا أَنَّ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ
عَقِيبَهُ: تَفَرَّدَ بِهِ حَاجِبٌ عَنْ وَكِيعٍ، وَوَهِمَ فِيهِ، وَالصَّوَابُ عَنْ
وَكِيعٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّهُ عليه السلام كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ،
وَحَاجِبٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، وَإِنَّمَا كَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ، وَلِقَائِلٍ
أَنْ يَقُولَ: هُوَ تَفَرُّدُ ثِقَةٍ. وَتَحْدِيثُهُ مِنْ حِفْظِهِ إنْ كَانَ أَوْجَبَ
كَثْرَةَ خطأه بِحَيْثُ يَجِبُ تَرْكُ حَدِيثِهِ، فَلَا يَكُونُ ثِقَةً، وَلَكِنَّ
النَّسَائِيَّ وَثَّقَهُ، وَإِنْ لَمْ يُوجِبْ خُرُوجَهُ عَنْ الثِّقَةِ، فَلَعَلَّهُ
لَمْ يَهِمْ، وَكَانَ لِنِسْبَتِهِ إلَى الْوَهْمِ بِسَبَبِ مُخَالَفَةِ الْأَكْثَرِينَ
لَهُ اهـ قلت : ومما يدفع دعوى الدارقطني هذه: أن حاجباً لم يتفرد به؛ بل تابعه أبو
أويس: كما عند الدارقطني (489) ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , نا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَرَّاقُ , نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , نا أَبُو
أُوَيْسٍ , حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّهَا بَلَغَهَا قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ: فِي الْقُبْلَةِ الْوُضُوءُ , فَقَالَتْ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُقَبِّلُ
وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ لَا يَتَوَضَّأُ» في نصب الراية (1/ 75)
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْ عَاصِمٍ هَكَذَا غَيْرُ عَلِيِّ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، انْتَهَى كَلَامُهُ. وَعَلِيٌّ هَذَا مُصَنِّفٌ مَشْهُورٌ،
مُخَرَّجٌ عَنْهُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ، وَعَاصِمٌ أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ. وَأَبُو
أويس: استشهد به مُسْلِمٌ.اهـ قلت : أَبُو أُوَيْسٍ قال ابن حجر في التقريب صدوق يهم
ورواه أبو داود (178) حدَّثنا محمّد بن بشار، حدَّثنا يحيى وعبدُ الرحمن،
قالا: حدَّثنا سُفيان، عن أبي رَوْق، عن إبراهيم التَّيميِّ
عن عائشة: أنَّ النبيَّ
- صلى الله عليه وسلم - قَبَّلَها ولم يتوضَّأ قَالَ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيُّ:
وَإِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ انظر نصب الراية (1/73)
وقال الدارقطني في سننه (1/ 254) وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُعَاوِيَةُ
بْنُ هِشَامٍ , عَنِ الثَّوْرِيِّ , عَنْ أَبِي رَوْقٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ ,
عَنْ عَائِشَةَ فَوَصَلَ
إِسْنَادَهُ. وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي لَفْظُهُ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
عَنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ , وَقَالَ عُثْمَانُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَلَا يَتَوَضَّأُ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ
قال ابن حجر في الدارية (1\ 44)
وَلَكِن رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من وَجه آخر عَن الثَّوْريّ فَقَالَ فِيهِ عَن إِبْرَاهِيم
التَّيْمِيّ عَن أَبِيه عَن عَائِشَة لَكِن إِسْنَاده ضَعِيف اهـ
وله طَرِيقٌ آخَرُ عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ
يُقَبِّلُ وَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ، وَرُبَّمَا فَعَلَهُ بِي رواه ابن ماجه (503) والدارقطني (506) من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ زَيْنَبَ
السَّهْمِيَّةِ عَنْ عَائِشَةَ، به وهذا إسناد ضعيف زينب السهمية مجهولة كما قال الدارقطني وقال ابن حجر في التقريب لا يعرف حالها
وله طَرِيقٌ آخَرُ رَوَى
الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ صُبَيْحٍ ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنِ مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ ثَنَا أَبِي عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ
عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يُقَبِّلُ بَعْضَ نسائه ثم يَتَوَضَّأُ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ: رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ
فِي الْمُوَطَّأِ وَأَخْرَجَ لَهُ الشَّيْخَانِ، وَغَيْرُهُمَا، وَوَثَّقَهُ ابْنُ
مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُمْ، وَمُوسَى بْنُ أَعْيَنَ
مَشْهُورٌ، وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ،
وأبوه مشهور، روى له البخاري، وإسماعيل: روى عَنْهُ النَّسَائِيُّ، وَوَثَّقَهُ. وَأَبُو
عوانة الاسفرائني، وَأَخْرَجَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةُ فِي صَحِيحِهِ وَذَكَرَهُ ابْنُ
حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَأَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ وَجْهٍ
آخَرَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَقَالَ عَبْدُ الْحَقِّ بَعْدَ ذِكْرِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ
مِنْ جِهَةِ الْبَزَّارِ: لَا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً تُوجِبُ تَرْكَهُ، وَلَا أَعْلَمُ
فِيهِ مَعَ مَا تَقَدَّمَ أَكْثَرَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَعِينٍ: حَدِيثُ عَبْدِ الْكَرِيمِ
عَنْ عَطَاءٍ حَدِيثٌ رَدِيءٌ، لِأَنَّهُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَانْفِرَادُ الثِّقَةِ
بِالْحَدِيثِ لَا يَضُرُّهُ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَبْلَ نُزُولِ الآية، ويكون الْمُلَامَسَةُ
الْجِمَاعَ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، انْتَهَى كَلَامُهُ.انظر نصب الراية (1/ 75
) وقال ابن حجر في الدرايه (1/ 45) َرِجَاله ثِقَات اهـ
وله طَرِيقٌ آخَرُ أَخْرَجَ
الدَّارَقُطْنِيُّ (485) مِنْ طُرُقٍ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ
زَاذَانَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَبِّلُنِي إذَا خَرَجَ إلَى
الصَّلَاةِ وَلَا يَتَوَضَّأُ، في نصب الراية قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ
سَعِيدٌ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، انْتَهَى. وَسَعِيدٌ هَذَا وَثَّقَهُ شُعْبَةُ، وَدُحَيْمٌ،
كَذَا قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَأَخْرَجَ لَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ،
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَا أَرَى بِمَا يَرْوِي بَأْسًا، وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ الصِّدْقُ،
انْتَهَى. وَأَقَلُّ أَحْوَالِ مِثْلِ هَذَا أَنْ يُسْتَشْهَدَ بِهِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ
اهـ وقال الدارقطني وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ
عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ
صَائِمٌ , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحُفَّاظُ الثِّقَاتُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , مِنْهُمْ
مَعْمَرٌ , وَعُقَيْلٌ , وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , وَقَالَ مَالِكٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ:
فِي الْقُبْلَةِ الْوُضُوءُ , وَلَوْ كَانَ مَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ صَحِيحًا ,
لَمَا كَانَ الزُّهْرِيُّ يُفْتِي بِخِلَافِهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ
وله شواهد ضعيفه انظر نصب الراية
87 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ،وَإِسْحَاقُ
بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو
الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الوَلِيدِ المَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْدَانَ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاءَ، فَتَوَضَّأَ»، فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ،
فَقَالَ: صَدَقَ، أَنَا صَبَبْتُ لَهُ وَضُوءَهُ قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير
يعيش بن الوليد، وهو ثقة كما قال ابن حجر في التقريب وعبد الصمد وأبوه من رجاله
مسلم ولكن قال عنهما ابن حجر في التقريب على كل واحد صدوق ويحيى بن أبي كثير صرح بالتحديث
من الأوزاعي فانتفى التدليس ورواه أحمد (27502) والنسائي في الكبرى (3108) نفس إسناد الترمذي بلفظ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَ «قَاءَ فَأَفْطَرَ» فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ،
فَقَالَ: صَدَقَ، أَنَا صَبَبْتُ لَهُ وَضُوءَهُ قال الألباني : (قلت: إسناده صحيح، وكذا قال ابْنُ مَنْدَهْ ،
وصححه ابن الجارود وابن خزيمة وابن حبان، وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين
"! ووافقه الذهبي انظر صحيح أبي داود (7/142) ورواه أبو داود (2381) حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، به وأخرجه ابن خزيمة
(1956) ، وابن حبان (908) ، والحاكم
(1/426) من طرق أخرى، عن أبي مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ
الْوَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْن الْمُعَلِّم، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أبي كثير، أن بن عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ يَعِيشَ
بْنَ الْوَلِيدِ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَعْدَانَ بْنَ طَلْحَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ
حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به لم يقل: عن أبيه
وقال الحاكم: هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِخِلَافٍ بَيْنَ أَصْحَابِ عَبْدِ الصَّمَدِ فِيهِ،
قَالَ بَعْضُهُمْ: عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْدَانَ، وَهَذَا
وَهْمٌ عَنْ قَائِلِهِ " فَقَدْ رَوَاهُ حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ اهـ ثم رواه الحاكم ، وابن خزيمة
(1958) ، من طريقين عن حَرْب بْن شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ
أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاءَ فَأَفْطَرَ»
ثم رواه ابن خزيمة والحاكم من طريق أبي بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيّ،
ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: يُرِيدُ
بِهِ الْأَوْزَاعِيَّ - عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي مَعْدَانُ
بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاءَ فَأَفْطَرَ»
وقال ابن خزيمة: فَبِرِوَايَةِ
هِشَامٍ، وَحَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ عُلِمَ أَنَّ الصَّوَابَ مَا رَوَاهُ أَبُو مُوسَى
, وَأَنَّ يَعِيشَ بْنَ الْوَلِيدِ سَمِعَ مِنْ مَعْدَانَ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا أَبُوهُ
" قلت: لكن البكراوي ضعيف؛ كما قال ابن حجر في التقريب إلا أنه يقويه رواية حرب
بن شداد من الطريقين عنه.ويزداد قوة برواية عبد الرزاق في "المصنف "
(525) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ،
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «اسْتَقَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَأَفْطَرَ وَأُتِيَ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ»
إلا أنه لم يذكر الأوزاعي
في إسناده!والصواب إثباته، كما في الطرق السابقة ، قال الترمذي وَرَوَى مَعْمَرٌ هَذَا
الحَدِيثَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فَأَخْطَأَ فِيهِ، فَقَالَ: عَنْ يَعِيشَ
بْنِ الوَلِيدِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلَمْ يَذْكُرْ
فِيهِ الأَوْزَاعِيَّ اهـ
قال ابن الجوزي في
التحقيق (1\188) قَالُوا قَدِ اضْطَّرَبُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَرَوَاهُ مَعْمَرٌ
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ يَعِيشَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْأَوْزَاعِيَّ فَالْجَوَابُ أَنَّ اضْطِّرَابَ
بَعْضِ الرُّوَاةِ لَا يُؤَثِّرُ فِي ضَبْطِ غَيْرِهِ قَالَ الْأَثْرَمُ قُلْتُ لأَحْمَدَ
قَدِ اضْطَّرَبُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ يُجَوِّدُهُ
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثٌ حَسَنٌ أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ اهـ وخالف البغوي كلاًّ من ابن خزيمة والحاكم، فقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَالصَّحِيحُ عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْدَان
انظر شرح السنة (1/ 334)
قلت : الراجح زيادة قوله: عن أبيه، لا تضرّ في صحة الإسناد، فهي من المزيد في متصل الأسانيد فبها وبدونها صح
الحديث والحمد لله
88 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ،
عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
سَأَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فِي إِدَاوَتِكَ؟»،
فَقُلْتُ: نَبِيذٌ، فَقَالَ: «تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ»، قَالَ: فَتَوَضَّأَ مِنْهُ حديث ضعيف قال
الألباني في ضعيف أبي داود (1\30) (قلت: إسناده ضعيف، وضعفه البخاري والترمذي وأبو
زرعة وابن عدي وابن المنذر وابن عبد البر، وقال: إنه " حديث منكر اهـ وضعفه أحمد شاكر والأرنؤوط وصححه الحافظ أبو الحسن علي بن الفضل المقدسي رواه أحمد (3810) وأبو داود (84) وابن ماجه (384) من طريق عَنْ أَبِي
فَزَارَةَ، به
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 12 / 103 :
و قال ابن أبى حاتم عن أبى
زرعة : أبو زيد مجهول لا يعرف ، لا أعرف كنيته ،
و لا أعرف اسمه . و قال أبو
حاتم : لم يلق أبو زيد عبد الله . و قال ابن المدينى : أخاف أن لا يكون أبو زيد سمعه
من عبد الله . و قال البخارى : أبو زيد مجهول ، لا يعرف بصحبة عبد الله . و قال ابن
حبان : لا يدرى من هو . و قال أبو إسحاق الحربى : مجهول . و قال ابن المنذر : هذا الحديث
ليس بثابت . و قال الكرابيسى : لا يثبت فى هذا الباب شىء . و قال ابن عدى : لا يصح
. و قال ابن عبد البر : اتفقوا على أن أبا زيد مجهول ، و حديثه منكر . اهـ . قلت: وأما أبو فزارة؛ فهو العبسي، فقيل: إنه راشد
بن كيسان، وعلى هذا فهو ثقة من رجال مسلم.وقيل: إنه آخر، وإنه مجهول. قال المنذري في
" مختصره ":" ولو ثبت أن راوي الحديث هو راشد بن كيسان؛ كان فيما تقدم
كفاية في ضعف الحديث
وله طريق رواه أحمد (3782) من طريق يَحْيَى بْن إِسْحَاق وابن ماجه (385) من طريق مَرْوَان بْن مُحَمَّدٍكلاهما قالا حَدَّثَنَا
ابْن لَهِيعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،،... به نحوه. وقال الدارقطني:" تَفَرَّدَ بِهِ
ابْنُ لَهِيعَةَ وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ
وقال ابن حجر في التقريب
صدوق ، خلط بعد احتراق كتبه
و رواية ابن المبارك و ابن وهب عنه أعدل من غيرهما
وله طريق رواه الدارقطني
(250) من طريق الْحُسَيْن بْن عُبَيْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيّ
, نا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , قَالَ : سَمِعْتُ
ابْنَ مَسْعُودٍ , يَقُولُ 00 نحوه قلت :
فيه العجلي قال الدارقطني: كان يضع الحديث.وقال ابن عَدِي: يشبه أن يكون ممن يضع الحديث.
وله، عَن عَبد العزيز بن
أبي حازم، عَن أبيه، عَن سهل بن سعد مرفوعا: إن عثمان ليتحول من منزل إلى منزل فتبرق
له الجنة فهذا كذب.انظر لسان الميزان
وله طريق رواه أحمد (4353) والدارقطني (248) من طريق حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ... به.قلت : فيه على بن زيد قال ابن حجر في
التقريب ضعيف
وقال الدارقطني: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ضَعِيفٌ , وَأَبُو
رَافِعٍ لَمْ يُثْبَتْ سَمَاعُهُ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ
فِي مُصَنَّفَاتِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
قال في نصب الراية (1/141)
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ضَعِيفٌ، وَأَبُو رَافِعٍ لَمْ يَثْبُتْ
سَمَاعُهُ مِنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، انْتَهَى. قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِي الْإِمَامِ:
وَهَذَا الطَّرِيقُ أَقْرَبُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي فَزَارَةَ، وَإِنْ كَانَ طَرِيقُ أَبِي
فَزَارَةَ أَشْهَرَ، فَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ - وَإِنْ ضُعِّفَ - فَقَدْ ذُكِرَ
بِالصِّدْقِ، قَالَ: وَقَوْلُ الدَّارَقُطْنِيِّ: وَأَبُو رَافِعٍ لَمْ يَثْبُتْ سَمَاعُهُ مِنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، لَا يَنْبَغِي أَنْ يُفْهَمَ مِنْهُ
أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ إدْرَاكُهُ وَسَمَاعُهُ مِنْهُ، فَإِنَّ أَبَا رَافِعٍ الصَّائِغَ
جَاهِلِيٌّ إسْلَامِيٌّ، قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي الِاسْتِيعَابِ:
هُوَ مَشْهُورٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ، وَقَالَ فِي الِاسْتِيعَابِ: لَمْ يَرَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ،
اسْمُهُ نُفَيْعٌ كَانَ أَصْلُهُ مِنْ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إلَى الْبَصْرَةِ،
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ. وَرَوَى عَنْهُ خِلَاسُ بْنُ عَمْرٍو الْهَجَرِيُّ. وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ.
وَقَتَادَةُ. وَثَابِتٌ الْبُنَانِيَّ. وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ
أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَقَالَ فِي الِاسْتِيعَابِ: عِظَمُ رِوَايَتِهِ عَنْ عُمَرَ.
وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَنْ كَانَ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ فَلَا يَمْتَنِعُ سَمَاعُهُ
مِنْ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ، اللَّهُمَّ إلَّا أَنْ يَكُونَ الدَّارَقُطْنِيُّ يَشْتَرِطُ
فِي الِاتِّصَالِ ثُبُوتَ السَّمَاعِ وَلَوْ مَرَّةً، وَقَدْ أَطْنَبَ مُسْلِمٌ فِي
الْكَلَامِ عَلَى هَذَا المذاهب، انْتَهَى كَلَامُهُ
وله طريق رواه الدارقطني
(252) من طريق عَنْ فُلَانِ بْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ
, أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ 00 به
وقال الدارقطني: الرَّجُلُ الثَّقَفِيُّ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَجْهُولٌ , قِيلَ:
اسْمُهُ عَمْرٌو وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ اهـ
وقال أبو حاتم وأبو زرعة:
وهذا ليس بشيء، ابن غيلان مجهول، ولا يصح في هذا الباب شيء" العلل 1/ 45
وله طريق رواه الدارقطني
(251) نا عُمَرُ
بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ , نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ , ثنا الْحَسَنُ
بْنُ قُتَيْبَةَ , نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ
عُبَيْدَةَ , وَأَبِي الْأَحْوَصِ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ 00 به قال الدارقطني تَفَرَّدَ
بِهِ الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , عَنْ يُونُسَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , وَالْحَسَنُ
بْنُ قُتَيْبَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ضَعِيفَانِ
قال في لسان الميزان عن
ابن قتيبة قال ابن عَدِي: أرجو أنه لا بأس به.
قلت: بل هو هالك.قال الدارقطني
في رواية البرقاني: متروك الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف.وقال
الأزدي: واهي الحديث.وقال العقيلي: كثير الوهم. انتهى.
طَرِيقٌ آخَرُ، رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ
(5/ 22) مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيِّ عَنْ شَرِيكٍ الْقَاضِي
عَنْ أَبِي زَائِدٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: لَا إلَّا نَبِيذٌ فِي إدَاوَةٍ،
قَالَ: "تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ" فَتَوَضَّأَ، انْتَهَى. ثُمَّ
قَالَ: وَهَذَا الْإِسْنَادُ شَوَّشَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيُّ عَنْ شَرِيكٍ،
فَلَا أَدْرِي مِنْ قِبَلِهِ أَوْ مِنْ قِبَلِ شَرِيكٍ، فَإِنَّ جَمَاعَةً، كَالثَّوْرِيِّ.
وَإِسْرَائِيلَ. وعمرو بن قَيْسٍ. وَغَيْرِهِمْ رَوَوْهُ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ
أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ
الصَّحِيحَةُ، وَأَبُو زَيْدٍ رَجُلٌ مَجْهُولٌ، وَالْحَدِيثُ ضَعِيفٌ بِهِ، انْتَهَى
كَلَامُهُ
قلت : هذه الطرق ضعيفه
لا تصلح بتقوية بعضها لبعض فإنها مخالفة بما رواه مسلم (450) عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ هَلْ
كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ قَالَ: فَقَالَ عَلْقَمَةُ، أَنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ:
هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ
الْجِنِّ؟ قَالَ: لَا قال الدارقطني في سننه (245) هَذَا الصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودِ اهـ
قلت : نعم لولا هذا
الحديث الذي رواه مسلم كنت قلت : بصحة هذا الحديث السابق بشواهده فهؤلاء الضعفاء
خالفوا الثقات فذكروه بزيادة النبيذ وأن ابن مسعود كان مع رسول الله ليلة الجن
والثقات رووه بدون زيادة النبيذ وأن ابن مسعود لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة الجن فعلم من ذلك أن هذا الحديث منكر حتى ولو كان له طرق كثيره لأنهم خالفوا
الثقات والله أعلم قال أبو الوليد بن رشد ((بداية المجتهد)) (1/ 24): ((ردَّ أهل الحديث
هذا الحديث ولم يقبلوه، لضعف رواته، ولأنه قد روي من طرق أوثق من هذه الطرق أن ابن
مسعود لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن واحتجّ الجمهور لردِّ هذا
الحديث بقوله تعالى ((فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا))، فلم يجعل ها هنا وسطا بين
الماء والصعيد، وبقوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الصعيد الطيب وضوء المسلم،
وإن لم يجد الماء إلى عشر حجج، فإذا وجد الماء فليمسه بشرته)).
89 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ،
عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ،
وَقَالَ: إِنَّ لَهُ دَسَمًا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وابن خزيمة (47) وابن حبان (1158) وقال الترمذي : وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وصححه الألباني والأرنؤوط رواه البخاري (5609) ومسلم (358) من طرق عَنْ الزُّهْرِيِّ، به وعُبَيْد اللَّهِ هو
بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عُتْبَةَ قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب
رجال الشيخين
وله شاهد ولكن بصيغة الأمر رواه ابن
ماجه (499) حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى
بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ
أَبِيهِ عن أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا
شَرِبْتُمْ اللَّبَنَ فَمَضْمِضُوا فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا قلت رجاله ثقات إلا خالد
بن مخلد القطوانى
قال ابن حجر صدوق يتشيع ، و له أفراد ومُوسَى بْن يَعْقُوب وثقه
ابن معين وابن القطان وابن حبان و قال ابن عدى : لا بأس به عندى ولا برواياته وضعفه غيرهم فهو حسن الحديث وأبو عبيدة بن عبد الله
روى له مسلم في "الرضاع " (4/169) فقول ابن حجر في التقريب مقبول فليس
بمقبول بل روى له مسلم فهذا توثيق له وقال الذهبي ثقة قال الألباني في الصحيحة (3/ 349)
قلت: وهذا إسناد حسن كما قال الحافظ في " الفتح " (1 / 250) ورجاله ثقات
كما قال البوصيري في " الزوائد " (37 / 2) اهـ وله شاهد ضعيف جدا عند
ابن ماجه (500) حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
مَضْمِضُوا مِنْ اللَّبَنِ، فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا قلت : فيه عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ
عَبَّاسِ قال البخارى
: مُنكَرُ الحديثِ.
قلت : الخلاصة فالحديث صحيح بلفظ
الفعل وحسن بلفظ الأمر
90 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ
عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ،
عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ،عَنْ ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّ رَجُلًا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ يَبُولُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ» حديث حسن قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ، وقال الألباني في صحيح أبي داود (12) (قلت: إسناده حسن. وأخرجه مسلم، وأبو عوانة في
"صحيحيهما "وصححه الترمذي) وصححه الأرنؤوط رواه مسلم (370) وأبو داود (16) والترمذي (2720) من طريق عَنْ سُفْيَانَ، به سفيان: هو الثوري وهذا إسناد حسن؛ وهو على شرط مسلم؛ والضحاك بن عثمان
قال ابن حجر في التقريب صدوق يهم
91 - حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ العَنْبَرِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَال: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ: " يُغْسَلُ الإِنَاءُ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الكَلْبُ سَبْعَ مَرَّاتٍ:
أُولَاهُنَّ أَوْ أُخْرَاهُنَّ بِالتُّرَابِ، وَإِذَا وَلَغَتْ فِيهِ الهِرَّةُ غُسِلَ مَرَّةً " حديث صحيح قال الألباني في صحيح أبي داود (1/124) ((قلت: إسناده صحيح على شرطهما؛ وهو موقوف -
يقصد حديث أخر - وقد ورد مرفوعاً بإسناد على شرطهما أيضا- يقصد هذا الحديث - وصححه
الترمذي والدارقطني والحاكم والذهبي وكذا الطحاوي) قال الترمذي :" حديث حسن صحيح
".وسوار هذا ثقة، غلط من تكلم فيه، كما في "التقريب " وقد تابعه على
هذه الزيادة مرفوعاً: قرة بن خالد قال: ثنا محمد بن سيرين ... به؛ إلا أنه قال:" والهرة مرة أو مرتين
". أخرجه الحاكم (1/160- 161) - والدارقطني (186) ، وقال قُرَّةُ يَشُكُّ , هَذَا صَحِيحٌ وقال الحاكم : " صحيح على
شرط الشيخين "، ووافقه الذهبي-".واحتج به ابن حزم في "المحلَى"
(1/117) ؛ فهو منه تصحيح له-وأخرجه الطحاوي (1/ 19) ، وقال: وَهَذَا حَدِيثٌ مُتَّصِلُ الْإِسْنَادِ "، ثمّ صححه قال الدارقطني في العلل (1443) اخْتَلَفَ فِيهِ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ، رَوَاهُ
قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛فَرَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ
قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَالْهِرُّ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ.وَخَالَفَهُ
أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ قُرَّةَ مَوْقُوفًا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسْلِمُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قُرَّةَ.وَاخْتُلِفَ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ؛فَرَوَاهُ
مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَرَفَعَهُ فَلَمْ يُصَرِّحْ فِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ الْهِرَّةَ.وَخَالَفَهُ
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَمَعْمَرٌ، وَالثَّقَفِيُّ رَوَوْهُ، عَنْ
أَيُّوبَ مَوْقُوفًا، رَوَاهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ هِشَامٍ، وَشَكَّ فِي
رَفْعِهِ.
وَالصَّحِيحُ قَوْلُ مَنْ
وَقَفَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْهِرِّ خَاصَّةً.وَرَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
وَأَبِي الزُّبَيْرِ جَمِيعًا، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَوْلُهُ:
يُغْسَلُ مِنَ الْهِرِّ، كَمَا يُغْسَلُ مِنَ الْكَلْبِ، وَلَا يَصِحّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
اهـ وقال الألباني في صحيح أبي داود وأعل هذه الزيادة: المنذري في "مختصره
" (رقم 65) بقوله:" وقال البيهقي: أدرجه بعض الرواة في حديثه عن النّبيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهموا فيه،والصحيح أنه في ولوغ الكلب مرفوع، وفي
ولوغ الهرة موقوف "! وفي "نصب الراية " (1/136) قَالَ فِي التَّنْقِيحِ:
وَعِلَّةُ الْحَدِيثِ أَنَّ مُسَدَّدًا رَوَاهُ عَنْ مُعْتَمِرٍ، فَوَقَفَهُ، رَوَاهُ عَنْهُ
أَبُو دَاوُد قَالَ فِي الإمام: والذي تخلص أَنَّهُ مُخْتَلَفٌ فِي رَفْعِهِ، وَاعْتَمَدَ
التِّرْمِذِيُّ فِي تَصْحِيحِهِ عَلَى عَدَالَةِ الرِّجَالِ عِنْدَهُ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ
لِوَقْفِ مَنْ وَقَفَهُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. قال العلامة أحمد محمد شاكر في تعليقه
على "الترمذي "- بعد أن نقل هذا الكلام-:" وهذا الذي قال العلامة ابن
دقيق العيد في "الإمام " صحيح جيد، وأزيد عليه: أن مسدداً روى الحديث كله
موقوفاً في ولوغ الكلب وفي ولوغ الهر. فلو كان هذا علة؛ لكان علة في الحديث كله، ولكنه
ليس علة ولا شبيهاً بها؛ بل الرفع من باب زيادة الثقة، وهي مقبولة. فما صنعه الترمذي
من تصحيح الحديث: هو الصواب اهـ قال التركماني في الجوهر النقي (1/246) ثم قال البيهقى
بعد ان روى ذلك عن جماعة موقوفا (رواية الجماعة اولى) * قلت * قد تقدم رواية الترمذي
للرفع من طريق المعتمر عن ايوب وانه صححها ورواها البيهقى فيما مضى من طريق عبد الوارث
عن ايوب ومن طريق أبى عاصم عن قرة ومن طريق ابن عون كلهم عن ابن سيرين وهؤلاء ايضا
جماعة وقد زاد والرفع وزيادة الثقة مقبولة على ما عرف ولا تسلم ان ذلك مدرج فان الراوى
تارة ينشط فيرفع الحديث وتارة يفتى به فيقفه وهذا اولى من تخطئة الرافعين وقد مر لهذا
نظائر وقد اسند الطحاوي عن ابن سيرين انه كان إذا حدث عن أبى هريرة فقيل له عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال كل حديث عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم اهـ
وقال الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/20) عن حديث قرة وَهَذَا حَدِيثٌ مُتَّصِلُ الْإِسْنَادِ , فِيهِ خِلَافُ مَا فِي الْآثَارِ الْأُوَلِ ,
وَقَدْ فَصَّلَهَا هَذَا الْحَدِيثُ لِصِحَّةِ إِسْنَادِهِ. فَإِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ يُؤْخَذُ مِنْ جِهَةِ
الْإِسْنَادِ، فَإِنَّ الْقَوْلَ بِهَذَا أَوْلَى مِنَ الْقَوْلِ بِمَا خَالَفَهُ.فَإِنْ
قَالَ قَائِلٌ: فَإِنَّ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِيرِينَ فَلَمْ يَرْفَعْهُ وَذَكَرَ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ
قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ , قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «سُؤْرُ الْهِرَّةِ يُهْرَاقُ، وَيُغْسَلُ الْإِنَاءُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ»
. قِيلَ لَهُ: لَيْسَ فِي هَذَا مَا يَجِبُ بِهِ فَسَادُ حَدِيثِ قُرَّةَ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ هَذَا فِي حَدِيثِ أَبِي
هُرَيْرَةَ يُوقِفُهَا عَلَيْهِ , فَإِذَا سُئِلَ عَنْهَا: هَلْ هِيَ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ رَفَعَهَا وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ , قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ،
قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقِيلَ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: «كُلُّ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
- قلت : رجاله ثقات كما قال ابن حجر في التقريب إلا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ
قال عنه الذهبي في السير الشَّيْخُ، الإِمَام، الحَافِظ، المُجَوِّد، قَالَ ابْنُ جَوْصَا:
ذَاكرته، وَكَانَ مِنْ أَوعيَة الحَدِيْث – والْهَرَوِيُّ قال عنه ابن حجر في
التقريب صدوق حافظ تكلم فيه بسبب القرآن
-
قال الطحاوي وَإِنَّمَا كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِأَنَّ
أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَكُنْ يُحَدِّثُهُمْ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَغْنَاهُ مَا أَعْلَمَهُمْ مِنْ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ ابْنِ
أَبِي دَاوُدَ , أَنْ يَرْفَعَ كُلَّ حَدِيثٍ يَرْوِيهِ لَهُمْ مُحَمَّدٌ عَنْهُ فَثَبَتَ
بِذَلِكَ اتِّصَالُ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا , مَعَ ثَبْتِ قُرَّةَ وَضَبْطِهِ
وَإِتْقَانِهِ اهـ
قلت : الشطر الأول ورد من
حديث أبى هريرة , وعبد الله بن مغفل , وعبد الله بن عمر , وعلى بن أبى طالب.
1 - أما حديث أبى هريرة فله عنه طرق:
الأول: رواه مالك (1/ 34/ 35) والشافعي في "المسند" (ص
7 - 8) والبخاري (172) ومسلم (279) وابن حبان (1294) من طريق عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «إِذَا
شَرِبَ الكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعًا»
الثانى: أخرجه مسلمٌ
(279) وابن عوانه (539) من طريق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ،
أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ»
الثالث: عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا - وَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِيهِ، أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ» رواه مسلم (279)
الرابع والخامس: رواه
أحمد (7447) ومسلم (279) من طريق الْأَعْمَش، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، وَأَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِذَا
وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيُرِقْهُ ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ سَبْعَ مِرَارٍ»
السادس: عن ثَابِت بْن عِيَاضٍ، مَوْلَى عَبْد الرَّحْمَنِ
بْن زَيْدٍ،أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: به رواه أحمد (7672) قال الألباني وسنده صحيح على شرط الشيخين.
السابع: عَنْ أَبِي رَافِعٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ
أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ رواه النسائي (338) وقال الألباني وإسناده صحيح
الثامن : أخرجه أحمد (9169) عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
نحوه وسنده صحيح
2 – أما حديث ابن المغفل رواه مسلم (280) وَحَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ،
سَمِعَ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَنِ ابْنِ الْمُغَفَّلِ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا بَالُهُمْ
وَبَالُ الْكِلَابِ؟» ثُمَّ رَخَّصَ فِي كَلْبِ الصَّيْدِ وَكَلْبِ الْغَنَمِ، وَقَالَ:
«إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي
الْإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ فِي التُّرَابِ» 3 - وأما حديث عبد الله بن عمر فتفرد بإخراجه ابن ماجه
(366) وسنده ضعيف قال شعيب الأرنؤوط وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري. ابن أبي مريم: اسمه سعيد
بن الحكم
4 - وأما حديث على , فأخرجه الدار قطنى (192) بلفظ: " إِحْدَاهُنَّ بِالْبَطْحَاءِ قال الدارقطنى الْجَارُودُ هُوَ ابْنُ أَبِي يَزِيدَ
مَتْرُوكٌ
فائدة : عن قَتَادَة، أَنَّ
مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ، فَاغْسِلُوهُ
سَبْعَ مَرَّاتٍ، السَّابِعَةُ بِالتُّرَابِ» رواه أبو داود (73)
قال الألباني في صحيح أبي
داود (1\127)
(قلت: إسناده صحيح على شرطهما،
وصححه الدارقطني، لكن قوله:
" السابعة بالتراب
" شاذ، والأ رجح- كما قال الحافظ- الرواية الأولى: " أولاهن بالتراب
") 00 وهذا سند صحيح على شرطهما، ولم يخرجاه من حديث قتادة؛ وإنما أخرجه مسلم
من حديث هشام بن حسان عن ابن سيرين بلفظ:" أولاهن بالتراب "؛ وقتادة يقول
عنه- كما ترى-:" السابعة بالتراب "!فقد اختلفا عليه؛ والأصح الرواية الأولى؛
لمتابعة أيوب والأوزاعي لهشام عليها كما سبق (رقم 64) . ولأمرين آخرين:الأول: أن قتادة
نفسه قد اختلف عليه فيها؛ فقد قيل عنه: " الأولى بالتراب "والآخر: أن قتادة
روى ذلك بإسناد آخر عن أبي هريرة، ويأتي ذلك كله.وهذا يقتضي ترجيح رواية: " أولاهن
"؛ لموافقته للجماعة؛ كما قال العراقي ي "التثريب " (2/130) وقال الحافظ
في "الفتح " (1/221) :
وَرِوَايَةُ أُولَاهُنَّ أَرْجَحُ مِنْ حَيْثُ الْأَكْثَرِيَّةُ وَالْأَحْفَظِيَّةُ
وَمِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى أَيْضًا لِأَنَّ تَتْرِيبَ الْأَخِيرَةِ يَقْتَضِي الِاحْتِيَاجَ
إِلَى غَسْلَةٍ أُخْرَى لِتَنْظِيفِهِ وَقَدْ نَصَّ الشَّافِعِيُّ فِي حَرْمَلَةَ عَلَى
أَنَّ الْأُولَى أَوْلَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ والحديث أخرجه الدارقطني (24) بهذا الإسناد،
ثمّ قال:"وهذا صحيح ".ثمّ أخرجه من طريق الحكم بن عبد الملك عن قتادة ... بإسناده مثله.ثمّ أخرجه من طريق سعيد بن بشير عن
قتادة ... بإسناده نحوه؛ إلا أنه قال:" الأولى بالتراب
". ثمّ قال الدارقطني:"هذا صحيح ".وأخرجه الطحاوي (1/12) من طريق عبد
الوهاب بن عطاء قال:سئل سعيد عن الكلب يلغ في الاناء فأحبونا عن قتادة عن ابن سيربن
...به مثله؛ غير أنه قال ص 9 أولاها- أو السابعة- بالتراب
"، شك سعيد.قلت: وسعيد هذا؛ ليس هو ابن بشير؛ بل هو ابن أبي عروبة؛ فقد عرف عبد
الوهاب هذا بصحبته له وملازمته إياه. وقد أخرجه النسائي (1/63) من طريق عبدة بن سليمان
عن ابن أبي عروبة عن قتادة. به
وقال:" أولاهنّ بالتراب " بدون شك.فظهر من هذه الرواية أن قتادة كان. يضطرب
في هذه اللفظة على ثلاثة وجوه عنه: إحداها على الجادة الوافقة لرواية الجماعة؛ فالزمها.ولقتادة
فيه إسنادان آخران عن أبي هريرة ... به على الصواب:الأولى: أخرجه النسائي والدارقطني: عنه عن خِلآس عن أبي
رافع ... به.والأخر: أخرجه الدارقطني: عنه عن الحسن ... به.كلاهما عن أبي هريرة مرفوعاً.وإسناد الأول صحيح
على شرط الشيخين اهـ وقال الألباني في الإرواء (1\62) (تنبيه) ذكرنا أن فى الطريق الثانى
زيادة " أولاهن بالتراب " وقد رويت بلفظ " السابعة بالتراب " والأرجح
الرواية الأولى كما قال الحافظ وغيره على ما بينته فى " صحيح أبى داود "
(رقم 66) ويشهد لها الطريق الثامن.لكن يخالفها حديث عبد الله بن مغفل " وعفروه
الثامنة " وحديث أبى هريرة أولى لسببين:الأول: ورود هذه الزيادة عنه من طريقين.الثانى:
أن المعنى يشهد له لأن ترتيب الثامنة يقتضى الاحتياج إلى غسلة أخرى لتنظيفه , والله
أعلم اهـ
92 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ،عَنْ
كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَتْ عِنْدَ
ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَسَكَبْتُ
لَهُ وَضُوءًا،قَالَتْ: فَجَاءَتْ هِرَّةٌ تَشْرَبُ، فَأَصْغَى لَهَا الإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ، قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ
يَا بِنْتَ أَخِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ،
أَوِ الطَّوَّافَاتِ قال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح وصححه ابن خزيمة
وابن حبان وَصَحَّحَهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْعُقَيْلِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ
انظر التلخيص (1\192) وصححه أيضاً النووي في "المجموع" 1/ 171، ونقل عن البيهقي أنه
قال: إسناده صحيح
وصححه الألباني والأرنؤوط رواه النسائي (68) وأبو داود (75) وابن ماجه (367) من طريق عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي طَلْحَةَ، به وهذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات وحميدة هذه، قد ذكرها ابن حبان
في "الثقات وهو وإن كان معروفاً بالتساهل في التوثيق؛ غير أنه قد أيده في ذلك
تصحيح من صحح الحديث من الأئمة ، كمالك والبخاري وَالْعُقَيْلِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ
وغيرهم ممن سبق ذكرهم. وأما كبشة فقد قال ابن حبان:" لها صحبة "؛ وتبعه الزبير
بن بكار وأبو موسى؛ كما في "تهذيب التهذيب ".
.قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ
الدِّينِ فِي الْإِمَامِ: وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ مَنْدَهْ فِي صَحِيحَيْهِمَا
وَلَكِنَّ ابْنَ مَنْدَهْ، قَالَ: وَحُمَيْدَةُ. وَخَالَتُهَا كَبْشَةُ لَا يُعْرَفُ
لَهُمَا رِوَايَةٌ إلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، ومحلها مَحَلُّ الْجَهَالَةِ، وَلَا
يَثْبُتُ هَذَا الْخَبَرُ مِنْ وَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ، قَالَ الشَّيْخُ: وإذا لم لَمْ
يُعْرَفْ لَهُمَا رِوَايَةٌ إلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَلَعَلَّ طَرِيقَ مَنْ صَحَّحَهُ
أَنْ يَكُونَ اعْتَمَدَ عَلَى إخْرَاجِ مَالِكٍ لِرِوَايَتِهِمَا مَعَ شهرته بالتثبيت،
انظر نصب الراية (1/137)
ثمّ إن للحديث طرقاً وشواهد
، لا يبقى معها مجال للشك في صحة الحديث. فمن طرقه: ما رواه البيهقي في الكبرى (1162) من طريق يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَتَوَضَّأُ فَمَرَّتْ بِهِ
هِرَّةٌ فَأَصْغَى إِلَيْهَا وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: " لَيْسَتْ بِنَجِسَةٍ وهذا إسناد صحيح على شرطهما؛ إذا كان يحيى سمعه
من عبد الله بن أبي قتادة. وتابعه الْحَجَّاج، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ: وُضِعَ لَهُ وَضُوءٌ فَوَلَغَ فِيهِ السِّنَّوْرُ،
فَأَخَذَ يَتَوَضَّأُ فَقَالُوا: يَا أَبَا قَتَادَةَ قَدْ وَلَغَ فِيهِ السِّنَّوْرُ
فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
السِّنَّوْرُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَإِنَّهُ مِنَ الطَّوَّافِينَ، أَوِ
الطَّوَّافَاتِ، عَلَيْكُمْ رواه أحمد (22637)
قال الألباني قلت: ورجاله
ثقات؛ إلا أن الحجاج- وهو أبن أرطاة- مدلس اهـ قلت : وأيضا له علة أخرى قتادة: هو ابن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري، وليس هو قتادة بن دِعامة
السَّدُوسي، كما نبه على ذلك الإمام أحمد قال عبد الله بن أحمد: سَمِعت أبي يَقُول فِي حَدِيث
حجاج بن أَرْطَأَة عَن قَتَادَة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَة عَن أَبِيه
أَنه وضع لَهُ وضوء قد ولغَ فِيهِ السنور قَالَ أبي قَتَادَة هَذَا لَيْسَ هُوَ قَتَادَة
بن دعامة هُوَ من ولد أبي قَتَادَة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ انظر العلل (4836) قلت : وقتادة هذا تفرد بالرواية عنه الحجاج بن أرطاة ، وهو مجهول وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وهو
متسأهل بتوثيق المجاهيل وأورده البخاري في
"التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل، ولم يذكروا فيه جرحاً
ولا تعديلاً،
وأما الشواهد فهي أولا :
رواه أبو داود (76) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2653)
من طريق عَنْ دَاوُدَ بْنِ
صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ التَّمَّارِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّ مَوْلَاتَهَا أَرْسَلَتْهَا
بِهَرِيسَةٍ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَوَجَدَتْهَا تُصَلِّي، فَأَشَارَتْ
إِلَيَّ أَنْ ضَعِيهَا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ، فَأَكَلَتْ مِنْهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ
أَكَلَتْ مِنْ حَيْثُ أَكَلَتِ الْهِرَّةُ، فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ»، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِهَا قلت : حديث صحيح بطرقه قال الألباني
في صحيح أبي داود (قلت: حديث صحيح، وقد صحح بعضه ابن خزيمة والحاكم ووافقه الذهبي والحافظ)
اهـ قُلْتُ: سندهُ ضعيفٌ لجهالة أم داود بن صالح. قال الطحاوي في "المشكل":
"ليست من أهل الروايات التي يؤخذُ مثل هذا عنها، ولا هي معروفةٌ عند أهل العلم".
قلت : له طرق فمن طرقه: ما
رواه ابن ماجه (368) عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَتَوَضَّأُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ قَدْ أَصَابَتْ مِنْهُ الْهِرَّةُ قَبْلَ ذَلِكَ
قال ابن حجر وَفِيهَا حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ
ضَعِيفٌ انظرالتلخيص الحبير (1/ 55)
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيِّ
(198) والبزار – كشف- (275) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ –الْمَقْبُرِيِّ-،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، ,أَنَّهَا قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَمُرُّ
بِهِ الْهِرُّ فَيُصْغِي لَهَا الْإِنَاءَ , فَتَشْرَبُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِهَا» عبد ربه هذا قال عنه ابن حجر في التقريب متروك وقال في
التلخيص (1/193) وَعَبْدُ رَبِّهِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ مُتَّفَقٌ
عَلَى ضَعْفِهِ
وَرَوَاهُ البزار – كشف - (276) من طريق مُحَمَّد بْن عُمَر، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ
بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قُلْتُ:
فَذَكَرَ نَحْوَهُ.وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد" "1/219" وعزاه
للبزار وضعفه بمحمد بن عمر الواقدي. وأخرجه ابنُ خزيمة (102)، ، والعقيليُّ في "الضعفاء" (2/
141)، والحاكم (1/ 160)، من طريق سُلَيْمَان بْن مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ الْحَجَبِيّ
قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ ابْنَ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أُمَّهِ
صَفِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ لَهُمْ: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ هِيَ كَبَعْضِ أَهْلِ الْبَيْتِ» يَعْنِي:
الْهِرَّةَ قلت : إسناده ضعيف سليمان لا يعرف
وقال الحاكم:"إسنادٌ
صحيحٌ" . ووافقه الذهبيُّ * قُلْتُ: وهو عجبٌ، لا سيما من الذهبي، قال الأعظمي:
قال الذهبي في الميزان: سليمان بن مسافع لا يعرف وأتى بخبر منكر
وتعقَّبه ابن حجر في
"لسان الميزان" ت أبي غدة (4\176) فقال:
"وليس في نكارةٌ، كما
زعم المصنِّفُ" اهـ.
وأخرجه ابنُ شاهين في
"ناسخ الحديث ومنسوخه" (144) من طريق عَنْ أَبِي يُوسُفَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ،
عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَوَضَّأَ ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَتِ الْهِرَّةُ فَشَرِبَتْ
مِنَ الْإِنَاءِ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرِبَ مِنْهُ»
قال ابن معين وأبو حاتم : الشعبي لم يسمع من عائشة، انظر جامع التحصيل" "ص204" وقال ابن حجر في التلخيص (1/70) وَفِيهِ
انْقِطَاعٌ.
وَرَوَاهُ الْخَطِيبُ في تاريخ بغداد (9\ 147)
من طريق سَلْمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب بن ماهان،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَوَضَّأْتُ
أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ،
قَدْ أَصَابَتْهُ الْهِرَّةُ قَبْلَ.
قال ابن حجر في التلخيص
(1/ 195) وَفِيهِ سَلْمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ ضَعِيفٌ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ:
تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مَاهَانَ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ وَالْمَحْفُوظُ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ حَارِثَةَ كَمَا تَقَدَّمَ.
ثانيا : حديث أنس
بن مالك رضي الله عنه
أخرجه الطبراني في المعجم
الصغير (634) من طريق عن عُمَر بْن حَفْصٍ الْمَكِّيّ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَرْضٍ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا بَطْحَانُ
, فَقَالَ: «يَا أَنَسُ , اسْكُبْ لِي وَضُوءًا» , فَسَكَبْتُ لَهُ , فَلَمَّا قَضَى
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ أَقْبَلَ إِلَى
الْإِنَاءِ , وَقَدْ أَتَى هِرٌّ فَوَلَغَ فِي الْإِنَاءِ , فَوَقَفَ لَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقْفَةً حَتَّى شَرِبَ الْهِرُّ
, ثُمَّ تَوَضَّأَ , فَذَكَرْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ أَمْرَ الْهِرِّ , فَقَالَ: «يَا أَنَسُ , إِنَّ الْهِرَّ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ , لَنْ يَقْذَرَ شَيْئًا , وَلَنْ يُنَجِّسَهُ»
قال الهيثمي في مجمع الزوائد
(1/ 216): رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ، وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمَكِّيُّ،
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: لَا يُدَرَى مَنْ هُوَ اهـ وقال الدارقطني:
عمر بن حفص ضعيف
وقال الحافظ ابن حجر: في
إسناده ضعف. (الدراية 1/ 62).
ثالثا - وَرَوَى ابْنُ شَاهِينَ فِي ناسخ الحديث
ومنسوخه (145).مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ
صَالِحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَضَعُ الْإِنَاءَ لِلسِّنَّوْرِ فَيَلِغَ فِيهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْ
فَضْلِهِ» قلت : فيه محمد بن إسحاق
مدلس وقد عنعنه.
قلت : فهذه الشواهد يصح
بها الحديث والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق